♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

♧ في سعينا وراء هُوِيَّـــةُ التِّيْـــهِ فِي جُغْرَافْيَا اللَّامَكَان،
فلا أحدَ يجرؤ على نهي أو ثني سواحٍ عابرٍ و عاشقِ ترحالٍ،
عن الهيام في أرض الله الواسعة ، و لا عن إفراطه بالتفلت
للخروج من سربٍ قد تمرد على أوضاعٍ مائلةٍ لا تسُر عدُوَّاً
و لا صليحاً ، فقرر التغريد خارجه ، حتى و إن على مقربة
من مساره الجوي.. و استرسل في طرق المعلوم بسندانٍ
من فولاذ المجهول ، على صفيحٍ ساخنٍ من أمرٍ واقعٍ
مريرٍ ، فتطاير شَرَرُ الممكن من فقه الواقع . و كلما
ضاقت به جدران الزنازن ذرعاً و تناثر كبِلّور مهشمٍ
ضمن قاموس أدبيات مجتمعات المساجين ظاماً.

♤ إذاً، فما معنى أن تجد في نفسك في مرفأٍ تالٍ
شخصاً غير مرغوب فيه ، لافتقار وثائقك إلى ثقافة
الربط بين ( جُغْرَافْيَا اللَّامَكَانة) و التيه في ظل ظروف
الأزمنة و أسماء رحيق الأمكنة : فمن وُلِدَ في بلادٍ لا وجود
لها على الخارطة الحالية لكوكب الأرض. فبأي منطقٍ و بأي
عُرفٍ يحق له الوجود . و إن قلت مجازاً إنك من( لامكان )
قيل لك : لا مكان ل(اللَّامَكَان) لا هنا ، هنك و لا هنالك.

♤ و إن قلت لموظف الجوازات مثلاً ، ليس بإمكاني
أمكن مما قد كان و ما هو كائن ، و ما لم يكن لو كان كيف
سوف يكون ، لكون (اللامكان) في قاموس هويتي الضائعة
تماماً كإمارة أبي الطيب المتنبئ المتوهمة، و كييتوببا مدينة
أفلاطون الفاضلة ، ليس شي آخرَ سوى المنفى بعينه ، يزجرك
الموظفقائلاً: لا وقت لدينا للثرثرة بخطرفاتٍ خطبك العصماء
مرصعة بمحسنات البديع و علوم المعاني و سحر البيان. فاذهب
يا رعانا الله و هداك ، إذا كنت تحبّ طااقة اللسان لتعودنَّ إذن،
أدراجك لأمهات الكتب الصفراء عند أبي الأسود الدؤلي أو لدى
الخليل بنأحمد الفراهيدي أو كتة تلميذه/ سيبويه.
***************************
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ