♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

(24)
الليلة شكلك يا شيخي ود سيد أحمد استفزيتنا لامن قومت
نفسنا خليتني أفتح ليك قنينة ( خميــــرة ســــوووودنة) معتقة
فراجعت دفاتري القديمة ، و طلع ماردٌ حاشاه لله أن يكون سقط
مني سهوا و إنما كنت قد تعمدت تأجيله إلى قرب نهايات العرض
كما هو شأن جوامح الخيول العربية الأصائل في كسبان الرهان.

فه أنا ذا مضطراً أخاك لا بطل لأقدم / عبد الله الطيب العلامة
الإنسان فارس فرسان القرطاس والقلم وفقيد العلم الناطق بلسان بنت عدنان.
كثيرة هي فواجع نا في زماننا هذا في بلدناهذا ، و لكن وأشدها حرقةً
وأعظمها إيلاماً يكون رفع العلم بموت العلماء ، و لعمرنا إ نها لمصيبة
تتعدى آثارها آل الفقيد وصحبه، لتصيب أمته في مقتل.حتى يفزع الناس إلى
تكذيب الخبر لأول وهلة ، وهذا ما عبر عنه أبو الطيب المتنبي حينما بلغه
نعيُ موت من كان مولعاً بحبها فما أن وصله الخبر حتى قال في رثائها:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر* فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
كان ذاك نفسُ شعورنا عندما فجعنا بموت الحبر البحر البروف/
عبد الله الطيب علامة العصر في العربية وعلومها في زمان عجزت
الألسن فيه عن مجرد النطق السليم بالفصحى.تلقى عبد الله الطيب فتلمح
من ثناياه تراثاً عربياً إسلامياً فواراً، وغيرةً على اللغة والدين وترى منه
بحراً ذاخراً وعلماً كبيراً متواضعاً لم تزده مناصبه إلا رقة وتحناناً.

* ود الحيشان التلاتة،،،