♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

《 بين غربةٍ و وطنٍ يا مستجيراً من الرمضاء بالنار》
☆أُقر بأني أعشق منظر المعاجم ، وهي تزين جبين المنازل
على الرفوف، وفوق الطاولات، واجهة اعربات، و في شنط السفر.
أحِبُّ أن أراها على مرأى العين، وفي متناول اليد، وربما أشكلت عليَّ
كلمة، فأخذتْ يومي وليلتي، لأجد لها مرادفاً، أو أراها في سياق يليق بها.
أعرف قلق المحررين، وحساسية المترجمين، عندما تضيع ساعات في اختيار
كلمة مناسبة، وفوق هذا كله: ما وجدت كلمة أكثر اتساعاً في المعنى، و أكثر
حضوراً من الغربة عند السادة الشعراء. نتذكر، الشاعر العراقي، رهيف الأعصاب
عباس جيجان، و قصيدته العصماء الباكية بدموع تماسيح الفرح، نهار تسلم
بالبريد وردة مع خطاب يفيد نيله لجنسية ديار الأعاجم بهولندا.
[}نتلمس أحجار مكة [الكريمة] المكرمة، في صوت الشاعر السعودي،
محمد الثبيتي.تحس وكأنما تصعد نخلةً بوادٍ غيرذي زرعٍ، كلما تنهد شاعرٌ
ونزف نطف مداده، أو صدح شادٍ يتغنى،و لا نجد تفسيراً لاستيقاظ الذائقة
صباحاً، لتختار بنفسها قصيدةً، أو أغنيةً باتجاه ناحيةٍ من نواحي كوكب الأرض.
يحمل الشعراء البلاد، عبر أبياتهم، و يختلفون في تعريف الغربة، بعدد أنفاس
هاجري أوطانهم لواذاً إلى أحضان المنافي في غُرُباتٍ ثلاثٍ أورباعٍ، طوعاً
أو كرهاً. فما هي إذن، الغربة؟! أهي غربة المكان أم الزمان؟
[} وإن كانت كذلك، فماذا عن الملايين الذين يذهبون باكراً
إلى الطبيب، شاكين من كثرة الناس وقلة الفئران في آنٍ !!؟
ماذا عن السعيد في بلادٍ طيرُها أعجميٌّ، و العذراء الوحدانية
في خدرها، تجوبه قلقاً، و ترقباً لعودة غائبٍ، أو لشفاء عليلٍ؟
ماذا نسمي الانتظار، الذي يعيشه موظفٌ من أجل ترقية،
لتكون أيامه كلها، هي ذلك اليوم "الضل الوقف ما زاد" ؟