Quote: كتبت تغريد: ♤ البحر القديم قصيدة عملاقة يا أصيل، لشاعر تتقازم دونه كل القامات ....شدني عمق الكلمات و إنتقائية المفردة فكل كلمة وضعت بحيث يصعب ملء فراغها بكلمة أخرى مرادفة فهي فقط من تمتلك ناصية المكان بحداقة منقطعة النظير حين قرات الأبيات هذه داهمني حنين فجاءى ان اسمعها بصوته في ليل ممطر ذات حين شكراً يا شفيف.
|
تحيتي و تجلتي لك تحيتي لك ، سلطانة تغريبد،
و لعل من أبرز دواوين شاعرنا سند ، هو « البحر القديم »
إن لم نقل إنه أول ضربة لفرشاته إلى جانب "عودة البطريق
البحري " و" أوراق من زمن المحنة"و هذا الأخير كان رفيقه
الناقد و السارد المتفرد/ عيسى الحلو قدم له في أبعى إطلالة
على أحد رموز الأدب السوداني المعاصر إذ بجانب الشعر .
● إذ يمكن إضفاء نعوتٍ أخرى لتزين هامة ذاك القامة السامقة.
فلم يقتصر تشاط إبداعه الكتابي على بيت القصيد ، بقدىما شمل
العمل الصحفي بضروبه: من رئاسة تحريرٍ، و إشرافٍ على مداراتٍ
ثقافيةٍ و ملفات أدبية و دراساتٍ نقديةٍ ، حتى كاد يُصنَف بوصفه
فناناً شاملاً متسللاً من خلف مرآة الصحافةأكثر منه ممتهناً لأم
المتاعب .لما أنجزه من إجتراح مساراتٍ غير مطروقةٍ في تقنيات
الشعر الحداثي ،متسلحاًبمناهج عروضية.و لكن بعد شاخ قرين
شعره جنح لسلم الزهد و التصوف و غلبت عليه نزعة التأمل
الإيحائي الوجداني، فصارت لغته ذات مضامينَ معنيةٍ أكثر
بهموم الإصلاح الأخلاقي.
● لقد واكب سند من أ بناء جيله في الستينيات صديقه الشاعرالكبير/
صلاح أحمد ابراهيم. حيث جاء ديوانه الأول «البحر القديم »مزامناً تقريباً
لصظور ديوان صلاح «غابة الأبنوس». فشكلا معاً بعثاً شاعرياً و إرهاصاً
قوياً لميلاد مدرسةٍ عكف بُناتُها آنذاك على وضع لبٍناتها الأولى لرفع قوعدها
على ساقين رمزيين عرفتا ب«الغابة و الصحراء» و التي منذ أن رأت النور
راحت تطرح رطباً جنياً يمتاز بإيقاعٍ صاخبٍ في صمته و جرسٍ قويٍّ في
هدوئه، ما يمنحها ملامحَ زنوجيةً دون أن يسلبها شيئاً من عروبيةٍ فُصحى
يتمتع قاموسها بثراءٍ لغويٍّ غايةً في الرصانة، و ملكة تفردٍ إبداعيٍّ سهلٍ
و منطقع النظير ، منقرض السلالة كما في «البحر القديم أذ يقول سند:
«ابرتان و خيط ماء».
بيني وبينك تستبين مخالبي،
وتسيل من شَدْقي الدماءْ
وحشٌ أنا غول خرافيُّ العواءْ
تحوى توابيتي دقيق الموتِ،
تزحف من سراديبي ثعابين الشتاءْ
سبري: عجين السدرِ، سنّ الحوتِ،
هيكل مومياء،،،،
* مع خالص مودتنا لناس معزتنا،،،
ود الحيشان التلاتة،،،