♧ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ《 3》

وقبل أن نذهب بعدياً عن أجواء الخوف الجوع المخيمة علينا بنقص
من الأموال الأأنفس والثمراتسبق و سألنا منذ قريبٍ ، ماذا لو عاملنا
هذا الطاعون الذي أخذ العالم بأسره على حين غرةٍ ،على أنه جنديٌّ مجندٌ
من جند الله وَ {مَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَ مَا هِيَإِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} و هم
في طغيانهم يعمهون في حروبهم البارد منها الساخنو عبثهم بعذرية
الطبيعة و حشر أنوفهم و أصابعهم في تحوير الأجنة؛ إلخ.

▪ و لله جندٌ كثيرون قد نعلمهم و لا نعلمهم و لكن الله يعلمهم و يسخرهم
علي من يشاء من عباده وقتما يشاء‏,‏ وحيثما يشاء‏,‏ وبالقدر الذي يشاء‏.‏ومن جند
الله المدركين‏: عواصف و أعاصير‏ الريح ‏,‏ الصيحة‏,‏ الزلازل‏,‏ البراكين‏,‏ الطواعين‏,‏
و الآفات و العوارض‏ من حرائق و إغراق و غير ذلك من الابتلاءات المحسوسة ‏.‏
كتلك الذبابة الاي سلطها الله على النمرود بن كنعان تنخر في مخة حتى هلك .

▪ و من أعظم جنده الأخفياء الملائكة وهم خلق من نور ‏,‏ لا يأكلون ولا يشربون
و لا ينامون‏,‏ ولا يتصفون بذكورة أو أنوثة‏,‏ وهم خلق مكرمون‏,‏ علي حالٍ واحدة
لا يطرأ عليها تحوُّلٌ أو تبدُّلٌ إلي ما شاء الله - تعالي -‏,‏ و علمهم و معرفتهم مما
يتلقونه من الله - تعالي - كفاحاً‏,‏ و هم مفطورون علي عبادة الله وتسبيحه
وحمده وتمجيده وطاعته دون توقف أو فتور‏: { لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

▪ و الملائكة هم أهل السماء‏,‏ و لكن ينزلهم الله - تعالي - إلي الأرض في
مهامَّ و مأمرياتٍ محددة كما أنزلهم لأنبيائه و رسله إبراهيمَ و لوطٍو محمد
- صلي الله و سلم و بارك عليه و عليهم أجمعين - كما أنزل روح القظس إلى
سيدة نساء العالمين مريم العذراء -رضي الله عنها ‏,‏ و كما أنزلهم في غزوة
بدر {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي
قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواالرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ