واحدة من مؤزمات احوالنا السودانية انه لدينا بالاضافة لتلكم العواطف الجاهلية الهدامة التي (تنفزر وتنفنس) في حضرتها احيانا ضمائرنا ساعة المحكات الصعبة التي تتطلب ان نعلى فيها راية الحق لاجل احقاقه ولكنها بسطوة تلكم العواطف الجاهلية تنحاز ضمائرنا للباطل بكل خيلاء بمسوغ جاهلي( ا نصر اخاك ظالما ومظلوما) وبسببها ينجو القتلة واللصوص والمفسدون من الحساب وحينها نهضم حقوق المظاليم وهذا عين الظلم والفساد ..ولدينا من ذات العواطف الجاهلية اخرى مخجلة جدا نعطي بسبب سطوتها انفسنا تراخيص مجانية للكذب والنفاق وبلا استحياء خاصة عندما نتناول سيرة ميت في ايام وفاته الاولى حينما تجدنا نبذل في حقه اطراءا وثناء ومنحه نعوتا وصفات سامية ما كان في حياته يملك ذرة منها بل كان يمثل المناقض لها اي الشر والقبح في ابشع صورهما ..وعندما تحاول ان تسأل هؤلاء الكذبة المنافقين عن سر كل هذا الكذب والنفاق دوما اجابتهم جاهزة وبمسوغ ديني ( اذكروا محاسن موتاكم) حتى لو كان المرحوم لا يمتلك حسنة واحدة طيلة حياته مثل ذلك المجرم اللص الفاسد الكذاب عمر البشير والذي سياتي ايضا ( يومه شكره) يوما سودانيا مليئا بالكذب والنفاق... وهو للاسف ملمح من ملامح ازمتنا الكبرى اذ يجعلنا نضحي بفضيلة الصدق مرات ومرات كي نعطي الكذب والنفاق مساحات للتمدد في وجداننا عند اللزوم وللاسف بمسوغات ومبررات دينية تتناقض مع جوهر الدين الصحيح وهنا مقتل الفضيلة والاخلاق وهو اس التخلف والدمار الذي حاق ببلاد السودان التى لازالت تحكمها ثقافة تجوز الكذب والنفاق والخداع وهو امر متوغل في الافراد والاحزاب والجماعات حتى لو كانوا في سدة الحكم ...انا لله وانا اليه راجعون!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة