تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 08:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق السر(atbarawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2003, 03:36 PM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا

    تعاني المجتمعات المتخلفة فيما تعاني من عزلة فكرية وعدم حراك ثقافي نتيجة لعوامل كثيرة أبرزها حالة الانغلاق التي تتلبسها وتجعلها في الغالب في حالة من الغيبوبة بما يدور حولها0 وبما أنها مجتمعات تعلي من العصبيات العرقية والدينية كان لا بد أن يكون تضخم الذات أحد أبرز خصائصها التي تحول بينها والتفاعل مع مختلف الثقافات0

    هذا النوع من المجتمعات تتفجر فيه كل كوامن الصدمة الحضارية متى ما تفتقت لحظة تاريخية دراماتيكية قذفت به إلى حضن حضارة أخرى أكثر تميزاً0 وفي هذه الحالة يكون الناتج من هذا التلاقح القسري نمط سلوكي شائه وبائس في أفضل الاحوال0

    أسوق هذه المقدمة متأملاً فيما وصل إليه حال مجتمعات القرن الأفريقي المقيمة باستراليا لما له من انعكاس واضح لأثر هذه الثقافة العقيمة على مجمل مكونات الشخصية المهجرية في أبرز تجلياتها كسلوك يومي معاش0
    يستشف الشخص المراقب بسهولة أن هذه المجتمعات على المستوى الواقعي لم تستطع أن تبرز ثقافة رفيعة على كافة المستويات الوجودية حتى نستطيع أن نقول أنها تعتبر إضافة متميزة لأستراليا متعددة الثقافات ومن المؤكد أن سعيها المنتظم للانكفاء على نفسها افقدها تقديم أي إسهام حضاري تستطيع أن ترفد به هذا القطر المهجري0 أما على صعيد التأثر بهذه الحضارة القائمة فسوف تجد بكل أسف أن المنتوج يساوي صفراً كبيراً لأن واقع الحال يكشف أن بنية هذه المجتمعات القادمة من أكثر مناطق العالم تخلفاً اقتصادياً لها من ضيق الأفق بحيث أنها لا تستشعر مقدار النقلة التي حدثت لها وبالتالي يقل انفعالها بها ولا تثمر وعياً أو سلوكاً إيجابيا مغايراً لكثير من العادات والتقاليد البالية التي الفتها دون تمحيص أو مراجعة لمردود فائدتها أو قيمة جدوى التمسك بها0 إن الاستمرار في تداول هذه السلوكيات بحذافيرها لهو مؤشر خطير يكشف أول ما يكشف على أنها تعاني من حالة خدر روحاني مفضي إلى بلادة في الحس (والتعبير لمنصور خالد) يضيع معها أدنى أمل في تفعيل خاصية التأثير والتأثر والتي هي المدخل الحقيقي والمؤثر الواضح لمدى قدرة المجتمعات على التطور ومواكبة العصر الذي تنتمي اليه0
    في رأينا أن لتمكن ثقافة الفقر في عمق لا وعي هذه المجتمعات بحكم ظروف تاريخية وموضوعية مثل عدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية وفقر الموارد الطبيعية في بعضها إضافة للجهل المستشري الدور الرئيسي في تنامي ظاهرة الإحساس بالدونية والتي تتجلى في التقوقع داخل الذات والاكتفاء برفض الآخر والعمل على تضخيم الموروث الاجتماعي والسعي لتقديسه في محاولة للبحث عن توازن نفسي مطلوب0
    هذا النمط من الثقافة الانغلاقية جعل هذه المجتمعات تعيش على هامش الحياة في هذا المهجر لعدم مقدرتها على التعايش وفق شروط جديدة أملتها ضرورة النقلة الزمانية والمكانية المهمة والتي لا ينفع معها دفن الرؤوس في الرمال ، كما أن إحساس الدونية المسيطر يجعل من مبدأ التشكيك في ثقافة الآخر ورميها بالفساد والإفساد بالمطلق لهي المعمقة من أساس الأزمة التي تعاني منها0

    تظهر تجليات ثقافة الفقر أول ما تظهر في ذلك التهافت حد الابتذال لإشباع الغرائز البدائية مثل الأكل والملبس والكماليات بشكل يعمل على تكريسها وجعلها محور للحياة وغاية نهائية لسقف الأحلام والطموحات0 لذلك تزول الدهشة عندما تجد أن النمط الحياتي لمجتمعاتنا هذي قائم على المظهرية والتفاخر البدائي الصارخ المعالم في زخم حفلات الزواج والتسابق في اقتناء السيارات الفارهة والبحث عن آخر صيحات الهواتف النقالة، دون أن يصاحب ذلك نضوج عقلي خلاق يساهم في خلق نمط إنتاج حقيقي أو مشاركة فاعلة في هذا الوطن الذي باتوا جزءاً لا يتجزأ منه0 هذا التسابق المحموم لاعلاء الأنا في أضيق نطاقها من خلال تبني هذه القيم المظهرية المتخلفة لهو مؤشر واضح على أن هذه المجتمعات لم تستوعب بعد أبعاد هذه النقلة المهمة التي طرأت على حياتها0
    هذا النوع من الانغلاقية لا يسهم بالتأكيد في ردم الهوة الحضارية التي تفصل ما بينهم ومجمل الشعوب والأعراق المكونة للدولة الأسترالية القائمة على المؤسسية والتعددية الاثنية والثقافية، ورغم اهتمام الدولة الظاهر في تفعيل دور هذه المجتمعات حتى تسهم بشكل خلاق في النمو المتواتر للمجتمع الأسترالي، إلا أن تمترسها خلف ثقافاتها وضربها العزلة حول نفسها يقذف بها لا محالة نحو أسفل القاع الاجتماعي كمجموعات لا تحسن سوى أن تعيش عالة على الدولة مكتفية بإعادة إنتاج ثقافاتها الفطيرة وعاداتها البالية. اخطر ما في هذه السلبية على الإطلاق ذلك الضعف الملحوظ لهذه المجتمعات في الإقبال نحو التعليم من حيث أنه يشكل البنية الرئيسية لخلق آلية التفاعل الحقيقي في استراليا، حيث أن الكثير من الأجيال تمثل فاقد تربوي حقيقي لعزوفها عن الانخراط فيه أو من خلال برامج التطوير المهني المفضي إلى التغيير النوعي على المستويين الشخصي والاجتماعي0
    ربما يكون لعقدة الدونية واليأس من اللحاق بالركب أو إن شئنا الدقة سيطرة ثقافة الفقر على الوعي الجمعي نصيب وافر جعل من هذه المجتمعات فريسة للأعمال الهامشية، التي لا تسهم في خلق النقلة النوعية أو تعزز من قيمة الرغبة في العمل الجماعي المنظم المثمر القائم على المؤسسية0 وهذا ما يفسر ضعف المردود الجمعي لهذه المجتمعات على كافة الأصعدة الحياتية خصوصا في المجالات الحيوية منها الاقتصادية والسياسية والثقافية وبالتالي يتقازم دورها المؤثر كشريحة من ضمن شرائح البنية الأسترالية المنوط بها المساهمة الفاعلة ضمن حدود هذا المجتمع الواسع الفضفاض0 مثل هذا الوضع لا شك وبمرور الزمن سيخلف انطباع سلبي نحو هذه المجتمعات من قبل أجهزة الدولة الرسمية بعد أن تتيقن من فشل إمكانية النهوض بها لاختيارها حياة الهامش بمحض ارادتها0
    إن ما يشفع لهذه المجتمعات غير المنتجة حقا وما يبرر صبر الدولة عليها هو قيامها بدور (المفقس) غير الواعي لأجيال أسترالية قادمة ثقافة وهوية خصوصا وأنها لا تملك ما تقدمه لهذه الأجيال من ارث ثقافي حي يصمد أمام هذا الطغيان الحضاري المادي0
    وبنظرة استقرائية سريعة لواقع هذا النوع من صراع الثقافات المتجسد نجد أن الشكوك تحوم في أن تستطيع مثل هذه المجتمعات الهشة أن تحافظ على خصائصها وثقافتها على مدى 3 أو 4 أجيال على أحسن الفروض، خلافا لبعض الجاليات الأخرى كاللبنانيين واليونانيين والإيطاليين والكروات والأتراك الذين نجحوا في اجتياز هذا الامتحان رغم مضي وجود بعضهم لأكثر من قرن، ويبدو أن لرسوخ ثقافتهم وقدرتها على التفاعل الإيجابي الخلاق الدور المهم لخلق إضافة نوعية مؤثرة داخل النسيج الأسترالي وذلك دون أن يذوبوا في ثقافتها الانجلوسكسونية المسيطرة0

    لقد نسى أو تناسى هؤلاء الهيابين أن الثقافات كائنات حية تنمو وتتطور في جو صحي بالرعاية والانفتاح على الآخر الثقافي كما يصيبها الموات أو الجمود في أفضل الأحوال متى ما ارتأى لها أصحابها الانغلاق والعزلة0
    رغم هذا الحال المزري الذي لا تخطئه العين إلا أن واقع الحال يكشف بكل أسى أن البعض لا ينفك سادر في غيه ودافعاً هذه المجتمعات نحو الخلف بتكريس التهميش والإعلاء من قيم العادات البائرة في إصرار غريب لتعيش نفس النمط الحياتي المتخلف الذي ألفوه دون أدنى اعتبار للمتغيرات الزمانية والمكانية، لذا لا عجب أن تعيش حياة هي الأقرب للصورة الكاريكاتورية منها إلى الواقع المحترم يتجلى ذلك كما سبق وأبنا في التسابق المحموم في اقتناء وسائل الرفاهية دون أن يصحبه تطور موازي في المفاهيم أو ذلك السباق المحموم لتنظيم مناسبات اجتماعية شخصية بشكل بذخي الغرض منه المظهرية والاستعراض حتى وان أدى ذلك إلى الاقتراض بسعر الفائدة، مع العلم أن الغالبية العظمى تعيش عالة على الإعانة الاجتماعية التي تقدمها الدولة يقابله وجود شبه معدوم في مرافق الدولة أو المؤسسات الاقتصادية وغياب شبه كامل داخل أروقة المؤسسات التعليمية وذهول حد الفضيحة عن كافة الفعاليات الثقافية والسياسية والرياضية0 ولا يكتمل هذا المشهد المأساوي دون الإشارة إلى تنامي ظاهرة المذهب الأصولي الوهابي وتغلغله الواضح في بنية هذه المجتمعات ليذهب بآخر بارقة أمل في نهضة لما له من قوة غريبة في الجذب إلى الخلف والعيش بين ثنايا التاريخ0

    عبد الخالق السر/ ملبورن
    1/9/2003م
                  

العنوان الكاتب Date
تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا atbarawi09-14-03, 03:36 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا Ishraga Mustafa09-14-03, 03:57 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا atbarawi09-14-03, 04:03 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا Agab Alfaya09-14-03, 08:34 PM
    Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا منعمشوف09-15-03, 01:10 AM
      Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا Ishraga Mustafa09-15-03, 01:22 AM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا atbarawi09-15-03, 04:01 AM
    Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا منعمشوف09-16-03, 06:38 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا maia09-16-03, 09:16 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا Nada Amin09-16-03, 09:50 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا Alsawi09-17-03, 11:42 AM
    Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا ابو جهينة09-17-03, 12:07 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا atbarawi09-17-03, 03:08 PM
    Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا منعمشوف09-17-03, 03:44 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا THE RAIN09-17-03, 03:44 PM
  Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا atbarawi09-18-03, 09:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de