* بشأن إمكانية التصالح بين الاسلاميين ومختلف الاطراف السياسية وغير السياسية، والتوجه نحو هدف واحد هو التخلص من وحشية وجبروت هذه المليشيا المسماة بالدعم السريع، أقول:
* كلنا نعرف بان هذه الميشيا صنعها الاسلاميون لاجل توطيد سلطانهم في الهامش في خبث لم يفعله حتي المستعمر اذ لجأوا الي محاربة اهل دارفور وجبال النوبة بجيرانهم في نفس المنطقة واستغلال النزاع بين الزراع و الرعاة، وقصدوا من فعلهم هذا محاربة قبائل الهامش بأقل تكلفة بدلا من ارسال الجيش، وأن يكون اجر هؤلاء الوحوش هو أموال وممتلكات واعراض خصوم الحكومة في مناطق الهامش، وقد ارتكبت المليشيا، كما يعرف الجميع، اسوأ الفظائع والجرائم برعاية حكومة الاسلاميين، وما يحدث الان في السودان هو ذات السيناريو الذي حدث في دارفور و جبال النوبة، هذا فضلا عن الكثير من الاساليب الوحشية التي مارستها الحكومة ضد المواطنين في المركز والمناطق الاخري.
* الغفران لهؤلاء الذين وضعوا البلاد في مسار الهلاك مؤلم جدا، خاصة ان عداء السودانيين لهم صار عقدة مركبة وليس خلافاً سياسياً عادياً، حيث مارس النظام البائد (نظام الاسلاميين) سياسات بغيضة وعمد الي اثارة الكراهية والنعرات القبلية في البلاد، وليس سرا انهم في سبيل مشروعهم عمدوا الي تحقير اهل الهامش وازدراء ثقافاتهم و لغاتهم ومعتقداتهم بل حتي ملامحهم وألوانهم التي تخالف صورة (العربي المسلم) التي في اذهانهم، وهم أبعد ما يكونوا عن الاسلام.
* إن الاسلاميين يتصدرون المشهد الآن بحكم بقاياهم في الجيش ومؤسسات الحكم المدنية، ويعدون العدة لعودتهم الي الحكم وهم أمر في غاية الصعوبة حتى لو انتصروا على التمرد، تحت ظل خصومتهم مع كل مكونات المجتمع السوداني، فهل سيغيرون جلودهم لاجل ان يقبل بهم السودانيون؟!
* ان غالبية المقالات التي تتحدث عن الحرب تكيل السباب لاهل الانقاذ والاسلاميين، ونادرا ما تتناول انتهاكات الدعم السريع شماتةً في الذين تجبروا علي البلاد والعباد ثلاثين سنة، قتلوا فيها الالاف وسرقوا ونهبوا وخرَّبوا كل ما طالته يدهم بالاستعانة بالجنجويد الذين انقلبوا عليهم الآن واذاقوهم نفس السم وطردوهم الى اطراف البلاد!
* الكراهية والشماتة في اهل الانقاذ هما السبب في عدم اصطفاف الشعب خلفهم ضد الجنجويد، لان عهد السودانيين بهم انهم اهل فجور في الخصومة، وعاملوا خصومهم السياسيين اسوأ معاملة، ولم يُفرِّقوا بين الخصومة السياسية والخصومة الشخصية فعاملوا خصومهم بحقد شديد وكراهية وعداء شخصي غريب ! * تصالح السودانين مع الاسلاميين مبدا لا يؤمن به اهل الانقاذ، وقد جُبلوا علي إقصاء الآخر في كل شيء، فهل هناك مجال لتأجيل خصومة السودانيين مع الاسلاميين والتحالف معهم من اجل الهدف الاسمي بتخليص البلاد من هذه الحرب وهم يرونهم يعدون العدة للعودة المستحيلة الي الحكم بعد انتصارهم علي الدعم السريع و من ثم الاستئثار بحق المنتصر علي طريقة الغزاة .
* أرجو من الله ان يحدث ما ذهبتَ اليه بان يتناسي السودان خصومتهم مع الاسلامين ويجمعهم الهدف الاسمي من اجل البلاد، ولكن تحت لواء المصلحين منهم وليس الذين ينفردون بالمشهد الان ويبشرون الشعب بمائة عام من الحرب. لقد زرع اهل الانقاذ كراهية الاخر مثل ما لم يفعلها أحد. الفاتح احمد
* تعقيب: شكرا للأستاذ (الفاتح أحمد) على المشاركة الصريحة، ولكن لا بد أن أصحح شيئا قد يكون ملتبساً على بعض القراء الأعزاء مثلما إلتبس عل الأخ (الفاتح)، وهو أنني لم أطلب من الناس التصالح مع الإسلاميين ومؤازرتهم في الحرب، وإنما تساءلت عن إمكانية التصالح بين الجميع على طريقة (الحقيقة والمصالحة) لايقاف الحرب وتأسيس وطن يساهم في إدارته وتنميته الجميع بدون إقصاء لأحد، بالشروط التي يتفق عليها الجميع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة