[email protected] +38 سنة على الفاجعة ؟ في يوم الأربعاء 18 يناير 2023 ، مرت الذكرى ال 38 على إستشهاد الأستاذ العظيم صباح الجمعة 18 يناير 1985 . غادرنا بجسمه ، وبقيت معنا روحه حية ، نستلهم من ( الفكرة ) ومن ( الرسالة الثانية في الإسلام ) ... آيات لقوم يتفكرون .
كما نحتفل هذه السنة بعيد ميلاد الأستاذ العظيم ال 114 ، فقد ولد في عام 1909 . ونحتفل كذلك بالذكرى ال 78 لتأسيس الحزب الجمهوري السوداني ، الذي أسسه الأستاذ العظيم في اكتوبر 1945 كحزب سياسي يدعو لإستقلال السودان والنظام الجمهوري؛ في زمن كان بعض الساسة في الأحزاب الإتحادية يعتمرون الطربوش الخديوي ، ويدعون لسودان تحت التاج المصري . لم يقم الحزب الجمهوري علي أساس طائفي كحزبي الامة والوطني الاتحادي ، ولا على اساس فكر مُستورد كالحزب الشيوعي وحزب الابالسة الاخونجية ، بل قام علي أساس فكر سوداني اصيل ، من عقل سوداني اصيل ، داعياً لجلاء المستعمر المصري والإنجليزي عن السودان ، وحكم السودان بواسطة الشعب ولمصلحة الشعب . ولأول مرة في تاريخ السودان ، تبرز دعوة لجمهورية ديمقراطية مدنية سودانية مستقلة وفدرالية ، حيث المواطنة هي المرجعية الحصرية للحقوق والواجبات ، غض النظر عن الاثنية او الدين او اللون او الجندر او الجغرافيا او الوضع الإجتماعي . كما نحتفل بالعيد ال 72 لإعلان الأستاذ العظيم ( الفكرة ) الجمهورية في أكتوبر عام 1951 . نحن نحتاج لإستلهام وإعادة بعث ( الفكرة ) الآن اكثر من أي وقت مضى ، لكسوف شمسنا ، بل غيابها ، وسقوطنا في عصر التيه والإنحطاط . في هذه الذكرى ، يفيدنا أن نتدبر في سيرة ومسيرة الاستاذ العظيم ، لنأخذ منها العبر والدروس . نستعرض في هذه الحلقة الثانية من المقالة كيف كان الاستاذ العظيم يجسد الاخلاق العظيمة . + كان الاستاذ العظيم يجسد الاخلاق السمحة وكريمها . الأخلاق هى جوهر الروح، فمن كانت أخلاقه طيبة فإن روحه تكون كذلك، ومن خبثت طويته خبثت أخلاقه. في هذا السياق ، قالت الآية 58 في سورة الأعراف : وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذْنِ رَبِّهِۦ ۖ وَٱلَّذِى خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ... وليس من الأخلاق فى شىء أن تطلب من الناس الالتزام بأمور لا تلزم نفسك بها فى حياتك، فالله تعالى يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ». وليس من الأخلاق أيضاً أن تزيف الواقع وتقفز على حقائقه، فتبرر الخطأ، وتتغافل عن الصواب. ليس من الأخلاق أن يختلف ظاهرك عن باطنك: «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ». الاخلاق تفتح لنا الطريق ، وتزيل عنا الغشاوة ، وتهدينا إلى الصراط المستقيم . فقد كان الاستاذ العظيم ولا يزال مدرسة وفكرة ، نتعلم منهما الجديد المثير الخطر ، فنحصد قمحاً ووعداً وتمني . نعم ...أهم ما كان يميز الأستاذ العظيم هي الاخلاق السمحة النبيلة الكريمة . كان الاستاذ العظيم يجسد الاخلاق السمحة ، وكانها تمشي على رجلين . الاخلاق ، يا حبيب ، هي كل شئ ، هي المبتدأ وهي المنتهى ، هي الاول وهي الآخر . الاخلاق هي الدين ... سماوياً كان او ارضياً . لقد ارسل سبحانه وتعالى رسله بالبينات ، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليشيع كريم الاخلاق بين الناس ، حتى يقوموا بالقسط اي بالعدل في تعاملاتهم مع بعضهم البعض . فالدين المعاملة ، اي الاخلاق . جوهر الدين ، سماوياً كان ام ارضياً ، أن يثبت الاخلاق ، فيعامل الانسان اخاه الانسان بالقسط اي بالعدل ، فلا يظلمه ، بل يقول له حسناً ، ويبتسم في وجهه ، ويتصدق على المُحتاج منه ، صدقة معنوية فكرية او صدقة مادية كما كان يفعل الاستاذ العظيم . مدح سبحانه وتعالى رسوله الخاتم ، وإختزله في اربعة كلمات ، كما حدثتنا الآية الرابعة في سورة القلم . قالت : وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ . الاخلاق ... وبس . نشهد بأن الاستاذ العظيم مشى على درب رسول الله ، وكان للإستاذ العظيم في رسول الله أسوة حسنة ، فكانت سيرة ومسيرة الاستاذ العظيم عبارة عن إستنساخ لسيرة ومسيرة رسول الله ، كما حدثتنا الآية الثالثة في سورة الأحزاب . قالت : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا . قطعاً تكون يا حبيب قد سمعت احمد شوقي يختزل كل شئ في الاخلاق . قال : وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ ... فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا. نعم ... كان الاستاذ العظيم منارة اخلاقية تشع من فوق الجبل . ربى الاستاذ العظيم تلامذته على الاخلاق السمحة ، فتجد كل جمهوري وكل جمهورية ، وكأنه وكأنها ملاك يدب على الارض . هل اتاك حديث الاستاذ سعيد الطيب شايب ؟ الذي كان تلميذاً نجيباً للأستاذ العظيم ، وكانه نسخة طبق الاصل من الاستاذ العظيم في الاخلاق السمحة . ويمكنك يا حبيب ان تمد الخط على إستقامته ، فتكتشف ان كل جمهوري وكل جمهورية نسخة مُستنسخة من الأستاذ العظيم في كريم الاخلاق . والجواب من عنوانه كما يقول المثل السوداني ، وعنوان الفكرة الجمهورية هو الاخلاق السمحة . وصف الدكتور منصور خالد الاستاذ العظيم فأحسن وصفه . قال : "كان محمود محموداً في كل شئ. كان ذا عطاء فكري جم، اتفق معه الناس أم اختلفوا. وكان عامر القلب، متوقد العقل، كثير النوافل. وكان حيّياً متواضعاً، لا يحسب أن رأيه هو الأول والأخير، بل كان يهوى السجال الذكي ويدعو الناس له. وكان سمحاً لا يضغن حقداً على أحد، وزاهداً يجد العفو حتى في المال القليل الذي اكتسبه بعرق جبينه وهو يمسح الفلوات. لقاء الرأي النصيح الذي أدلى به الرجل، اُتُّهِم بالردة، وأصدَر ضده قاضي مشحون القلب بالحنق، ومحتشد العقل بالجهل، حكماً بالإعدام احتوى على جرعات كبيرة من ابتذال الدين".
خاتمة : اتركك يا حبيب في وداعة الاستاذ العظيم وهو يحكي لك عن السير إلى الله في الفيديو في الرابط ادناه :
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة