ليس من باب التشاؤم لكنه الحرص والإحساس بمصير الشعب الذي تتقاذفه عاتيات الرياح المتمثلة في اختلاف الساسة علي تقسيم الكعكة بينهم ، هذا الأمر الخطير يقودنا إلى حرب أهلية في المستقبل القريب ، وبسبب هذا الاختلاف نتج انقساما اجتماعيا وجغرافيا وعرقيا !!.. ان الوضع في السودان جد خطير، وينذر بحدوث كارثة وشيكة، لا قدرة للسودان على تجاوزها في الامد القريب!! ولذلك ومن واقع المسئولية الوطنية والأخلاقية وجب تنبيه السودانيين الى ما ستؤول اليه الاوضاع في السودان قريبا، اذا ما استمر الحال على ما هو عليه، من انقسام وفرقة وصراع على السلطة. انني هنا انبه الى ان التوقعات في الدولة السودانية تشير الى تدهور خطير في الوضع الأمني والاقتصادي . ان واقع الوضع الأمني والاقتصادي اليوم، بعيدا عن التزييف والخداع والأوهام، التي تحاول مجموعة الفاشلين تسويقها يكشف بجلاء عدم قدرة هؤلاء على قيادة وإدارة البلد، بل دفعها الى حافة الانهيار أين المفر وما هو الحل!؟... في نظري يوجد حلان احدهما امثل والآخر تلفيقي: الحل الأمثل: يكمن في الوحدة والتكاتف ونبذ الخلاف من أجل مصلحة الوطن وذلك بتشكيل حكومة فترة انتقالية متوافق عليها الجميع من الكفاءات الوطنية المستقلة . الحل التلفيقي: في حال استمرار الوضع الحالي وتقاسم السلطة بين المكون العسكري ومن يدعون أنهم أصحاب الثورة والنضال ، سيستمر الحال كما هو عليه مما يفاقم الازمة.. وسيكون امام الشعب خيار واحد فقط وهو إسقاط كل الأحزاب السياسية والمليشيات . بات من المؤكد ان الاحزاب السياسية في السودان فاشلة ولا يمكن الاعتماد عليها في بناء الدولة المدنية ،
واذا كان البعض يعول على هذه الأحزاب فهو في اشد حالات الوهم، بدليل ان الشعب أصبح يكره الأحزاب بسبب ما لحق السودان من دمار وتفتيت للبنى المجتمعية والاقتصادية والفكرية والتربوية وغيرها من روافد الدولة لقد وصل السودان الى اعلى درجات التخلف بسبب المحاصصة القبلية والفساد العام الذي اصبح سلوكا مستداما على كافة مستويات الدولة .
برغم قساوة الواقع ومرارة المواجع يظل الحال بالنسبة للأحزاب السياسية التي تستثمر في معاناة الشعب ، اشد انواع الألم الذي يمزق قلبك ما يمر به ابناء وطنك من فساد وغياب الامن والامان وظهور شتى انواع الظلم والفتن والاحزان ، بينما تجد ساسة هذه الأحزاب بلا ضمير واحساس ، اصبحنا وللأسف نقدس الأشخاص وليس الإنجاز والمبدأ لأننا شعبا اعوج ومتخلف وواقعنا متعجرف .
وبين هذا وذاك واحداث المواجع والهلاك لم نتغير لكي ننتصر . واقعنا اليوم ياقوم اشبه بطعنة الخنجر المسموم .
سنظل نتفاجئ بخيبات الامل وغياب المستقبل لأننا وصلنا الى قناعة مفادها بأن الأحزاب السياسية هي التي تريد خراب ودمار السودان من أجل المصالح الحزبية الضيقة هكذا واقعنا اليوم وباختصار تام .
أصبحنا في دوامة لا نهاية لها ، لأننا مع الاسف نبحث عن مصالحنا الشخصية ولم نبحث عن مصالحنا الوطنية . دمرنا كل شيء جميل وزرعنا الصعوبات والعراقيل واصبح في نظرنا كل شيء مستحيل ..
عندما تتحدث لأبسط مواطن عادي يقول لك وباختصار لمن تشتكي وتنادي ؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 27 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة