مشت الشوارع ضي الليلة شن بتسو يا مستبد قول لي الناظر للأحداث و تطورها في بلادنا، يجد أن المشهد السياسي يؤكد يوما بعد يوم الفشل المزمن للانقلاب العسكري في التحول إلى دولة و مؤسسات تفرض الأمر الواقع على الشعب السوداني. فحتى هذه اللحظة الانقلاب مجرد عصابة حاكمة تشرع و تنفذ و تسحل و تغتصب، و لكنها فاشلة في اكتساب أي شكل من أشكال المشروعية أو حتى المؤسسية. فهي فشلت في تكوين حكومتها و اضطرت لتكليف وكلاء الوزارات المعينين لإجازة الميزانية السنوية، و تجاهلت حتى وزير ماليتها منتحل شخصية الوزير بعد حل حكومته، و هي كذلك لا تملك جهازا تشريعيا و تصدر تشريعاتها غير الدستورية عبر أوامر أو فرمانات، يصدرها رئيس العصابة الذي لا صفة دستورية تخوله حق التشريع بالأساس. اما السلطة القضائية فهي برغم عدم استقلاليتها و تبعيتها لنظام الإنقاذ، فهي بدأت تنقسم على ذاتها و يخرج من بينها الشرفاء محتجين على ما يحدث من جرائم ترتكبها السلطة، و كذلك شرفاء النيابة سطروا احتجاجهم في بيان. لكن أكثر ما يؤكد مأزق الانقلاب هو تحرك داعميه الاقليميين و الدوليين. فتحركهم المحموم، يعكس مدى مأزق الانقلاب و مدى فشله في تثبيت نفسه كسلطة أمر واقع . فمن يلا حظ الأحداث خلال اليومين الماضيين فقط يجد ما يلي: مؤتمر لأصدقاء السودان في السعودية ( تجمع الولايات الأمريكية و أدواتها الإقليميين و حلفائها الدوليين)، و زيارة متوقعة لمسئولة شئون شرق افريقيا الأمريكية للسودان، و تعيين قائم بالأعمال للسفارة الأمريكية، و زيارة الوفد الإسرائيلي، والحديث عن زيارة وفد إماراتي سعودي أيضا بعد وصول الإسرائيليين. كل داعمي الإنقلاب الآن في الخرطوم للبحث عن مخرج للانقلابيين. و الوسيلة بالطبع هي استخدام ما يسمى بعملية الأمم المتحدة التي يقودها محلل الأنظمة الشمولية و مهبط الاستبداد فولكر، و الحديث المراوغ القديم الجديد حول إيقاف نزيف الدم و حقن الدماء، مع الزعم بالوقوف مع التحول المدني، و مساندة الإفلات من العقاب و الاصرار على مشاركة المجرمين في نفس الوقت!!! بالطبع سوف يواكب ذلك مزيدا من القمع و القتل و انتهاك الحقوق لتبرير الاستسلام، و للتعبير بحق عن مدى خوف الانقلاب المذعور. و لكن سيواكبه مزيد من التحدي و المسير الصاعد في اتجاه العصيان المدني. فلأول مرة نرى قضاة شرفاء من الهيئة القضائية يرفضون إجراءات السلطة في بيان معلن و يصمونها بعدم الشرعية، و لاول مرة كذلك يصدر شرفاء النيابة بيان رفض صريح يصف امر طوارئ رئيس العصابة مانح الحصانات بأنه غير دستوري و أنه يمنع النيابة من القيام بواجباتها. و تحرك شرفاء الأجهزة العدلية ضروري لغل يد العصابة و تهديم جميع أركان سلطتها المزعومة، فهذه الأجهزة مؤثرة لأن دورها مهم في تحصين الحريات و حماية الحقوق. و من الراجح أن نبدأ في سماع سيناريوهات التضليل من المجتمع الدولي أو اصدقاء السودان (و هم بالمناسبة نفس اصدقاء سوريا الذين صفوا ثورتها و استبدلوها بتنظيمات الاسلام السياسي المتطرفة العميلة فإنتصر الأسد و حلفائه). و الاقرب أن يحدثونا عن استبعاد اللجنة الأمنية و استبدالها بعساكر آخرين من عملائهم لتجديد شراكة الدم، مع منح هؤلاء المجرمين ملاذ آمن و السماح لهم بالافلات من العقاب. و لكن شعبنا واع إلى أن إراقة الدماء لن تتوقف بالشراكة مع المجرمين بل بإسقاطهم و جلبهم للعدالة. و ان أي سلطة غير سلطة الشعب المدنية الخالصة لن تقود إلى انتقال و فتح طريق للتحول الديمقراطي. هذا الشعب الجبار العظيم، بدماء شهدائه الغالية، الآن يحشر الانقلاب و جميع داعميه في الزاوية، و يسير بخطى واثقة نحو عصيانه المدني و إضرابه السياسي لإسقاط الانقلابيين و بناء سلطته المدنية الخالصة. لذلك لا تفاوض ، لا شراكة، لا شرعية و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!! ٢٠/١/٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/19/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة