إستمعت كغيري لتسجيل فيديو للسكرتير السياسِي للحزب الشيّوعي السُوداني ( محمد مُختار الخطيب) .. أرسله لي أحد الأصدقاء .. بدايةً لا جديد في توصِيف الأزمة من وجهة نظر الخطيب تحديداً وكثيراً ما ردد نفس الأشياء!! .. بالنسبة للحلول نادي بإسقاط الحكومة بشقيها ومكونيها المدني والعسكري وتكوين حكومة جديدة تنحاز لقضايا الجماهير .. ثم دلف لقضية الشرق وطالب بحلول كما جاءت في إتفاق اسمرا .. وبإن يكون في السلام الإجتماعي ، وإزالة المظالم لاهل الشرق ، وموضوع التنمية والصندوق للشرق من موارد الإقليم وثرواته ، ومن ثم تُناقش بقية الأشياء لإقليم الشرق من خلال المؤتمر الدستوري لقضايا الحُكم في السُودان والذي قال بالنص (الذي يُفترض أن يكون في نهاية الفترة الإنتقالية كما جاء في كُل وثائق الحُرية والتغيير!!) و ختم بأن يتوحد الجميع لإسقاط الحكومة ، و لتكوين حكومة منحازة للجماهير ولشعارات الثورة .. ردّنا علي خطاب الخطيب المُتناقض وغير الواقعي يتمثل في الآتي : 1| كيف يمكن أن تتكون حكومة جديدة من قوي أنت لا تتفق معها وتُخونها ، فأنت من ناحية تدعوا لإسقاط نفس المُكون الحالي من تلك القوي لأنها تمثل الجزء المدني من السُلطة ، ومن ناحية تدعوها هي نفسها لتكوين حكومة تنحاز للجماهير وشعارات الثورة مع بقية القوي المُنحازة للجماهير (يقصد طبعاً الحزب الشيّوعي وحُلفاؤه) !! .. 2| الدعوة لحل قضية إقليم الشرق عن طريق المؤتمر الدستوري الذي هو في نهاية الفترة الإنتقالية كما جاء في وثائق الحرية والتغيير ومن ضمنها الوثيقة الدستورية أساس الفترة الحالية هو إعتراف ضمني بالوثيقة نفسها ، كما إنه إعتراف ببقية الإلتزام التحالُفي مع ذات القوي التي يُخونها ويُجرمها الحزب الشيّوعي مُمثلاً في تصريحات الخطيب!! .. وهذا تناقض آخر من سكرتير الحزب الشيّوعي السُوداني .. 3| تناسي الخطيب واقع حالي يتمثل في أن الذي يُريد الإنقلاب علي الوثيقة وكافة الفترة الإنتقالية والإتيان بالفلول وقوي الكيزان وقوي السُودان القديم كشُركاء ومُسيطرين مع العساكر هم المكون العسكري في السُلطة أو ذات اللجنة الأمنية للنظام السابق علي وجه الدقة!! .. فإذا كانت القوي من المكون المدني والتي يُحاربها المكون العسكري الآن ويريد الإنقلاب عليها هي ذات القوي و الجزء المُتبقي من تحالف الحُرية والتغيير والتي يرفضها الخطيب أيضاً الآن ، فكيف يمكن أن تكون هي نفسها خارج مُعادلة التحالف الذي يدعوا إليه الخطيب لتكوين حكومة جديدة!! ، وهل يمكن تصور واقع سياسي خلال الفترة الإنتقالية دون مُشاركة وتواجد تلك القوي!! .. 4| هنالك أيضاً عامل مُهم في الواقع الحالي ، وهو الإتفاق الذي وقعته حركات مُسلحة مؤثرة من دارفور والنيل الازرق وأصبحت بموجبه جزء من السُلطة الحالية ، وفي حالة التنصل الكامل من هذا الإتفاق سيفتح هذا المجال لصراع جديد وأسباب حرب جديدة وبالتالي مزيد من التعقيد للمشهد وتأزيمه .. 5| هنالك عامل واقعي آخر وهو البُعد الدولي وتأثيراته ، خاصة بعد مرحلة خروج السُودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وما تبعه من إجراءات سياسية وإقتصادية أعادت السُودان لحُضن المجتمع الدولي من جديد ، ورغبة المُجتمع الدولي نفسه خاصة في الغرب لدعم الإنتقال والتحول الديمُقراطي .. فماهي خيارات الحزب الشيّوعي والخطيب للإبقاء علي دعم الغرب ومؤسساته للإنتقال الديمُقراطي ولعملية السلام .. 6| نعم للمدنية الكاملة ، لكن الواقع يقول أن العسكر الآن هم من يتنصلون من تسليم المدنيين لرئاسة ماتبقي من الفترة الإنتقالية وهم من يُريدون الإنقلاب علي الوثيقة وقطع الطريق أمام إكمال المرحلة الإنتقالية بسلام ، وهذا الواقع هو ما رفضته كُل قوي الثورة وتوحدت في يوم 30 سبتمبر التاريخي خلف القيادة المدنية الحالية كجزء من إعتراف وإيمان الجماهير بالحُكم المدني والتحول الديمُقراطي وليس تمسُكاً بالإشخاص في حد ذواتهم ، وكذلك نفس الشئ فعلته كُل الأُسرة الدولية ومؤوسساتها الكُبري .. إذن الحركة الجماهيرية التي تولدت في 30 سبتمبر 2021 لم تُطالب بإسقاط الحكومة وشقها المدني لكنها دافعت عن المدنية وعن حقها في الوثيقة والإلتزام به وفي حقها في إكمال أهداف الثورة تبعاً للوثيقة ورفضت إصطفاف الفلول والكيزان والعسكر وقوي الثورة المُضادة .. كُل تلك الجماهير التي خرجت في 30 سبتمبر لأهداف ليس من بينها الدعوة لإسقاط الحكومة الا يتنّبه لذلك الخطيب والحزب الشيّوعي!! .. من الضروري أن يُعيد الحزب طريقته في التفكير تبعاً للواقع .. وأن يدعم التحالُف الحالي الذي يُوحد كُل جماهير الثورة والشارع حول هدفين مُحدّدين وهما الدفاع عن الحُكم المدني والتحول الديمُقراطي كهدف واحد مذدوج و الهدف الآخر هو عدم إدخال البلاد في حرب لاقدر الله أو إنقسامات يُريدها كُل الأعداء الخارجيون والإقليميون إضافة لأعداء الداخل من فلول وكيزان .. هذه فرصة سانحة للحزب الشيّوعي في ضرورة إستجابته لواقع المرحلة و لكي نضغط جميعاً علي قوي الشر والعسكر بِمدنا الثوري ، ونستفيد كذلك من الدّعم الخارجي للإنتقال للمدنية والديمُقراطية ، ويُمكن معاً كقوي سياسية مدنية وقوي ثورية أن نُصحِح من جميع أخطاء المرحلة السابقة فيما بيننا بعيد عن التخوين والتجريم والمُزايدات وصولاً لما نُريد. نضال عبدالوهاب .. 7 أُكتوبر 2021 ..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/07/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة