في العام 1983 اعلن الدكتور الراحل جون قرنق عن ميلاد الحركة الشعبية لتكون قومية الطرح وليست حكر علي جنوب السودان وحده بالرغم من بروز اصوات داخل جنوب السودان كانت تعارض راي الدكتور جون قرنق في ربطه لمصير الجنوب مع قضايا الشمال السياسية لقد كان الراحل جون قرنق يتعاطف مع قضايا جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور وقد امتد ذلك العطف الي الشرق لمناهضة التهميش هناك وشرق السودان نفسه سبق طرح الدكتور الراحل جون قرنق في مناهضة التهميش عن طريق تاسيس كيان سياسي عرف بموتمر البجا في العام 1946 اي قبل ان يفكر جنوب السودان في اعلانه للتمرد علي الحكومة المركزية في العام 1955 ولاحقا سوف يخوض شرق السودان حروب ضد المركز ضمن التحالف مع التجمع الوطني الديمقراطي والذي كان يعارض النظام البائد وبمشاركة من الحركة الشعبية فقد قاد ذلك التحالف الي السيطرة علي مدينة همشكوريب القريبة من مدينة كسلا في منتصف تسعينات القرن الماضي
ان جميع الحكومات المتعاقبة علي حكم البلاد عسكرية و مدنية كانت تحارب في طرح الدكتور جون قرنق وترفض مشروعه (السودان الجديد) وترفض الجلوس معه في التفاوض لتناول القضايا التي قادت الي الحرب ولم ينفرج الموقف الا بعد تدخل المجتمع الدولي ممثل في الادارة الامريكية وبتاثير منها علي منظمة الايقاد قادت مساعي لجلوس حكومة المخلوع البشير مع الراحل دكتور جون قرنق عبر مفاوضات نيفاشا و قبلها في مشاكوس وقبل ذلك بزمان بعيد عقب ثورة 21 اكتوبر 1964 حيث فشلت النخب السياسية المدنية في حل مشكلة الجنوب بالرغم من بساطة المشكلة في ذلك الوقت عبر موتمر المائدة المستديرة وذلك برفضهم لمقترحات اعتماد النظام الحكم الفيدرالي لتكبر مشكلة الجنوب لتقود في العام 2011 الي انفصاله عن السودان بسبب النظرة الضيقة من سياسين الغفلة الانتهازيين في الماضي وفي الحاضر كان نظام الكيزان الذي هو عبارة عن حاضنة لامراض البلاد من تطرف وعنصرية وجهل فسجل لهم التاريخ وصمة عار لن تزول مدي الدهر ان الجميع شركاء في جريمة انفصال جنوب السودان فمنهم من شارك ببث خطاب الكراهية عبر الاعلام ضد ابناء الجنوب والزج بالدين في قضية اساسها اجتماعي ومنهم من تعمد عدم اقرار سلام عادل حماية لمصلحة ذاتية في استمرار الحرب ومنهم من شارك بجهالة في خوض الحرب ومعظمهم كانوا من مناطق الغرب ( كردفان ودارفور) والنيل الازرق والشرق باعتبار ان مهنة الجندية كانت هي الوظيفة الوحيدة. المتاحة للمهمشين لتكون مصدرهم في العيش لكن اختلف الامر بالنسبة لهم في حروب دارفور بعد ان استبان الصبح وعرف المهمشين انهم كانوا وقود لحرب عرقية لا ناقة لهم فيها ولا جمل وانكشفت غشاوة عيونهم عن صورة الدكتور جون قرنق والذي وجد استقبال تاريخي من عموم شعب السودان في يوم الثامن من يونيو في العام. 2005 حامل لهم الخلاص بمشروع السودان الجديد والذي لم يعجب تحالف العنصريين الجدد والاسلامين المتطرفين والاغبياء من المهمشين فعملوا بجهد كبير تحت نظر ودعم نظام الكيزان حتي نجح مخططهم بفصل جنوب السودان واليوم يعيد التاريخ نفسه ويتجمع خصوم الامس مع بعضهم البعض تحت راية الناظر ترك لاجل اجهاض ثورة الوعي بقضايا الوطن بعد ان تبين للعديد من ابناء السودان مدي خطر الكراهية والعنصرية علي مستقبل بلادهم وان الصحيح هو ان يعيش كل السودانين تحت مظلة وطن واحد يسع الجميع خاصة بعد تجربة اعتصام القيادة. العامة والتي اكتشف فيها السودانين لاول مرة انفسهم بانهم يمكن لهم العيش مع بعضهم فقد كانت ساحة القيادة العامة عبارة عن سودان مصغر تلاشت فيه العنصرية والعرقية وكانت ميلاد لسودان قادم رغم انف الحاقدين من العنصرين والاسلاميين المتطرفين وقارعي طبول النفاق فقط تحتاج ثورة ديسمبر الي تصحيح مسارها فما يحدث من خرمجة في الملف الاقتصادي ساعد علي انفضاض الناس عنها
ان اعلان ناظر الشرق (ترك) للعصيان كان سيجد الدعم لو كان نابع من شعور وطني نحو قضايا الشرق ولكنها محاولة منه لنصرة الموتمر الوطني المقبور والذي صار (رمة ) و الناظر ترك ليس بالشخصية القومية التي تمثل انسان الشرق فقد عرف عنه في السابق الانتماء لحزب الموتمر الوطني المحلول لذلك هو اخر من يتحدث عن قضايا الشرق والسودان اذا علي ابناء الشرق الادراك بان مايقوم به الناظر ترك لايعتبر عمل نضالي لاجلهم وانما هو مخطط يستهدف وحدة البلاد الاجتماعية قبل السياسية خاصة بعد انضمام مناطق اخري في الشمال والوسط لذلك العصيان فهولاء ماكانت لديها في السابق حروب ضد المركز مثل الشرق والذي في سبيل رفع الظلم عنه قدم الشهداء والمعتقليين وبالنسبة لمنبر الشمال والوسط فان رفضهم لسلام جوبا دليل علي وجود نزعة عرقيةّ نحو بعض مكونات المجتمع السوداني والسعي نحو اقامة دولة نقاء عرقي. يكون اللون والشكل اساس لنيل الحقوق فيها وتلك مصيبة اخري تضاف الي مصائب البلاد فالعالم ودع اخر دولة كانت تنتهج الفصل العنصري كمعيار بين سكانها فجنوب افريقيا اليوم تعيش في سلام اجتماعي حقيقي والي اهل الشرق هل تضامن هولاء الذين هم في الشمال والوسط مع الشرق في فترة تسعينيات القرن الماضي عندما كان شرق السودان ساحة للعمليات القتالية بين المعارضة ونظام المخلوع البشير ؟ وهل وجدت مدينة بورتسودان تضامن من بناء الشمال والوسط مع ضحايا احداث العام 2005 عندما حصد رصاص امن المخلوع البشير ابناء البجا في مدينة بورتسودان طبعا لم تجد احداث العنف في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق اي تعاطف من تلك الانحاء فالروح العدائية نحوهم ترجع الي فترة الدولة المهدية. في القرن الثامن عشر بالتالي ينبغي عليك اخي في الشرق ان تعرف ان من لم يقف معك في الحارة لن يقف معك في الباردة و هولاء يريدون تمرير مخطط تقسيم السودان وليس حبا في انسان الشرق
ان الشرق جزء اصيل من السودان فالتاريخ يحكي لنا كيف حارب الامير عثمان دقنة قوات الاستعمار الانجليزي في شرق السودان تحت مظلة دولة كان مقرها في مدينة ام درمان وشارك الامير عثمان دقنة في معركة النخيلة بالقرب من نهر عطبرة التي كانت بين جيش الامير محمود ود احمد والجيش الانجليزي المصري وشارك كذلك الامير عثمان دقنة ومعه فرقة من المقاتليين البجا في معركة كرري. واستطاع فيها من سحق كتيبة الانسر الرماحة افضل كتائب جيش كتشنر باشا ولم يفكر. الامير. عثمان دقنة في الانفصال بالشرق او خيانة السودان بالاتصال بالمستعمر فاين الناظر ترك من اسد الشرق عثمان دقنة في حب الوطن بدون شك الفرق شاسع
اعيب صمت الحكومة الانتقالية ويتحمل المكونيين المدني والعسكري فيها كامل المسؤولية التاريخية في المحافظة علي وحدة واستقرار البلاد لقد كانت كل حكومات السودان في الماضي تحارب في الدكتور جون قرنق بالرغم من انه كان يحمل مشروع سياسي قومي ولم يسعي الي الانفصال وربما يكون لدي تلك الحكومات اعتقاد بان الحل عبر التفاوض افضل للجميع للوصول للسلام وبالمقابل فان مايقوم به الناظر ترك لايختلف عن العمل المسلح فاغلاق الموانئ والطرق القومية. يعتبر اعلان حرب علي الدولة فينبغي عل الحكومة ردع الناظر ترك وتفعيل القانون ضده وضد كل من يقف معه الا اذا كانت الحكومة غير قادرة وفي هذه الحالة ينبغي عليها الرحيل وافساح المجال للغير والي المكون العسكري انتم شركاء في اتفاق جوبا للسلام والذي يرفضه الناظر. ترك فجميع اعمال التفاوض في جوبا كان لكم فيها ممثل بل يحسب كل الاتفاق لكم اذا بالتالي عليكم الرد علي مايحدث في شرق السودان من فوضي و تخريب فانتم شركاء في الحكومة الانتقالية مايحدث لها فقدان للهيبة يمس الجميع ورسالة الي الحرية والتغير لامناص لكم غير اقالة السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وتقديم الشكر له علي الفترة الماضية فالفترة المتبقية من عمر الفترة الانتقالية. تحتاج الي شخص مصادم يستطيع معالجة الازمة الاقتصادية والتي سببها رفع الدعم الحكومي وقد زادت نسبة الفقر والبطالة في البلاد وبالتالي انتشرت الجريمة والاحباط وفقدان الامل. لدي المواطن المغلوب على امره اذا الحل يكمن في الاعتراف بالمشكلة ومن ثم ايجاد برنامج اسعافي برفع الفقر و الشعور بالخوف لدي المواطن فمشروع ثمرات لن يحل مصيبة رفع الدعم الحكومي عن الخدمات فهناك العديد من لم يسمع به ولم. يملك العديد من السودانيين ارقام وطنية او حتي ارقام هواتف وبذلك ضاعت حقوق العديد من الناس و علي (قحت ) التواضع والجلوس مع الثوار الحقيقين لمعرفة الخلل بعيد عن اطماع الاحزاب السياسية
ان التاريخ لن يسامحكم اذا انفرط عقد الوطن وضاع السودان يذهب الجميع ويظل السودان بكامل حدوده التاريخية راسخ وخالد في الوجدان
مقالات ل علاء الدين محمد ابكر بسودانيز اون لاين الان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة