أراد أحدهم أن يقول للشعب السوداني : ( أنا سوف أقدم لكم انجازاَ عظيماَ سوف ينفع البلاد وينفع الشعب السوداني ،، وهو ذلك الإنجاز الكبير العظيم الذي سوف يخرج البلاد من تلك الأزمات العويصة الحالية المستديمة ! ) ،، وحينها توقع الناس أن يحدث في البلاد ذلك الحدث الكبير الذي سوف تطرب له الأفئدة والقلوب ،، فإذا بالجبل يتمخض جهداَ ثم يلد فاراَ !!!! ،، فماذا قال ذلك الشاطر الملهم ؟؟ : قال بمنتهى البساطة والضحالة : ( أنه قد أجرى تلك التعديلات الهامة الرادعة التي تنظم قوانين التسول والتشرد في البلاد !! ) ،، وحينها ضحك الشعب السوداني من تلك المهزلة في معدلات الإنجازات بأيدي هؤلاء !! ،، فهي تلك المهزلة التي تضحك ( الغنماية البكماء !! ) ،، وفي هذه الأيام حين يقرأ المواطن السوداني تلك العناوين البارزة التي تقول : ( تعديلات هامة ورادعة في قوانين التسول والتشرد في البلاد ) يندهش كثيراَ ويستغرب للغاية من تلك المستويات الهابطة التي وصلت إليها الإنجازات في هذه الأيام !! ،، ويقول في أعماق نفسه ساخراَ : ( وهل اكتملت تلك القوانين السودانية كمالاَ وروعة في كافة مجالات الحياة ولم تتبق إلا تلك القوانين الرادعة التي تنظم ظاهرة التسول والتشرد في البلاد ؟؟ )،، بالله عليكم ما هذه المهازل وما ذلك الاستهتار بعقول الناس ؟؟؟ ,، وإذا اقتضت الضرورة بتلك الخطوة التي تتناول أحوال التسول والتشرد في البلاد كان الأجدى بهؤلاء المسئولين أن يعالجوا تلك الظاهرة الطارئة في جو من الكتمان والسرية دون تلك الضجة ودون تلك الهلولة الفارغة ،، ودون تلك العناوين البارزة التي تؤكد ضحالة العقول ،، والشعب السوداني يعرف جيداَ أن هنالك في البلاد حالياَ قضايا ومشاكل شعبية أكثر أهمية من تلك السيرة الواهية الفارغة المتعلقة بالتسول والتشرد ،، فكم وكم كان يسر الشعب السوداني لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في قوانين التهريب والاحتكار ،، وكم كان يسر الشعب السوداني كثيراَ لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في قوانين النهب والسرقة والاختلاسات التي تحدث في البلاد !! ،، وكم كان يسر الشعب السوداني كثيراَ لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في تلك القوانين التي تعاقب هؤلاء المجرمين الذين يرعبون الناس في الطرقات والبيوت والطرقات ! ) ،، وكم كان يسر الشعب السوداني كثيراَ لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في تلك القوانين التي تعاقب وتحاسب التجار الجشعين في حال التلاعب بالأسعار ! ) ،، وكم كان يسر الشعب السوداني كثيراَ لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في تلك القوانين التي تحاسب شركات الاتصالات بدولة السودان ! ) ،، وهي تلك الشركات التي تتلاعب في الأسعار دون رقيب أو حسيب في كل شهر ! ) ،، وكم كان يسر الشعب السوداني كثيراَ لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في تلك القوانين التي تنظم العلاقة بين المستهلكين وبين هيئة الكهرباء بالبلاد ،، وهي تلك الهيئة التي تقطع الطاقة الكهربائية عن الناس دون وجه حق طوال الساعات تلو الساعات ! ) ،، وكم كان يسر الشعب السوداني كثيراَ لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة ورادعة في تلك القوانين التي تحاسب هيئة المياه بالبلاد ! ) ،، وهي تلك الهيئة التي تقبض قيمة المياه من المستهلكين مقدماِ ثم لا توفر المياه للناس لأيام وأيام ،، وبصفة عامة كم وكم كان يسر الشعب السوداني لو قيل أن هنالك : ( تعديلات هامة رادعة في تلك القوانين التي تنظم العديد والعديد من تلك القضايا التي تلامس حياة الناس بدولة السودان ،، أما ذلك الاهتمام فقط بقوانين التشرد والتسول فيدخل في خانة الاستهتار بعقول الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة