لا شيء عندنا أغلي من الوطن ، هذا السودان الكبير العظيم الذي نظم له الشعراء أروع القصائد وتغني له الفنانون بأجمل الألحان نورد منهم علي سبيل المثال لا الحصر ما قدمه الشاعر الكبير محمد عوض الكريم القرشي والأستاذ عثمان الشفيع في رائعتهم:- وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود .. وطني .. وطني .. وطن الجدود نِعم الوطن **خيراتو كم يتدفقن آن الآوان أن نُمتحن ** في سبيلو لا نطلب ثمن ، ..
وكم كان مفخرة للكثيرين من بنيه فهذا الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم يتباهي بإنتمائه لهذا الوطن القمة في رائعته التي تغني بها الفنان الكبير حسن خليفة العطبراوي:- أنا سوداني أنا...أنا سوداني أنا كل أرجائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يرومنا حسن حيث كنا حدت بنا فكر ملؤها الشوق كلنا فدا نتمنى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
وذاب فيه غزلاً بلا حدود الشاعر والفنان المتفرد عبد الكريم الكابلي في رائعته - ﺍﻟﻘﻮﻣﺔ ﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻭﻃﻨﻰ :- ﻳﺎ ﻗﻤﺮ ﺩﻭﺭﻳﻦ ﺍﻧﺎ ﺷﻔﺘﻚ ﻭﻳﻦ ﻃﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﻓﻲ ﺿﻔﺎﻳﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﺭﻣﺎﻝ ﺳﻬﺮﺍﻧﺔ ﻭ ﺭﺍﺟﻴﺎﻙ ﺗﺴﻴﻞ ﻓﻲ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﻳﺮﻧﻮ ﻟﻴﻬﺎ ﻧﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻓﺮﺣﺎﻧﺔ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﻧﻌﺴﺎﻧﺔ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﺤﻴﻞ ﻭ ﻛﻞ ﺩﻳﻞ ﻓﻰ ﻭﻃﻨﻲ ﺑﺮﻳﺪﻙ (ﺑﺤﺒﻚ ﻳﺎ ﻭﻃﻨﻲ)
نعم كلنا نحبك ياوطني ، نحبك حباً صادقاً ولا نحب مثلك ، ولهذا لابد من أن نصدق مع أنفسنا وان نقول ونفعل ما يؤمن رفعتك لا أن نخادع أنفسنا ونعيش في وهم يهوي بك وبنا في الدرك الأسفل من الفشل ولن نجد لنا نصيرا
أحببناك فرادي وكرهنا بعضنا فلم نجتمع علي كلمة سواء تجعل منا قوة تحميك وتحمينا فتهافت علينا الأعداء وما هنت أنت يوما علينا ، لا بد أن نعترف أنه لا يوجد عدل في القضاء السوداني يؤمن لنا الحقوق ويساوي بيننا الفرقات ويعيد علينا حبنا وحب الخير لبعضنا فإستشري الظلم وتبعته البغضاء والفرقة وحتي الغضب الإلاهي يتبع الظلم فكما روي (الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة) ، وهاكم هذه الأمثلة القليلة جداً من صنوف وحالات كثير جداً ، وذلك بغرض التوضيح فقط وكل هذه الأمثلة الحية معاشة وتوضح فشل القائمين علي أمر القضاء السوداني من مُشرعين ومُنفذين ومحامين خونة يتكسبون ويتماهون بالعلن مع هذا الفشل المزري من قضاة يتبعون نصوصاً عوجاء لا يسندها عقل ولا منطق ففشل المُشرعين وعميت بصيرة المُنفذين الذين تبعوا النصوص في جهل وعدم إكتراث كأنهم آلة صماء من دون عقل، وخسأ المحامين الجبناء الذين غدروا بمقدرات الأمة ورضوا باللقمة الحرام . أمثلة حقيقية لا من القصص ولا من صنع الخيال ، ولكنها واقعاً مريراً يعيشه ويتجرعه الناس كل يوم ، ويمكن لأي شخص التأكد منها بنفسه اليوم :-
أولاً :- إذا توفي شخص جمعك به العمل في السوق ، لا تعرف أصله ولا فصله ولا قريته ولا مدينته ولا أسرته يستأجر منك محلاً سواءاً كان سكناً او متجراً ، فبعد وفاة المستأجر يحق لأسرته أن ترث إيجار المحل ولا تستطيع أنت مالك المحل إخلائهم ولا التفاهم معهم بخصوص أجرتك إلا بعد أن تقوم أنت المالك بفتوي ورثة المرحوم عند القاضي الشرعي وحصر تركته وتوريثهم وإحضارهم للمحكمة علي نفقتك الخاصة ليتفقوا معك علي الإيجار وغيره، هل سمعتم بمثل هذا الظلم ومثل هذا الغباء ؟ أليس من العيب أن نثق في قضاء هذا فهم القائمين علي أمره ؟
ثانياً :- إذا كنت مؤجراً متجراً لأحد التجار وأخلي هذا التاجر المكان بسبب الخسارة أو غيره وذهب الي حيث لا تعلم ولا مفترض أن تعرف لأن الأمر لا يخصك بالطبع ، وكان علي هذا التاجر متأخرات ضرائب حكومية ومضت السنوات فأنت صاحب المحل مسئول إما أن تدفع الضرائب عن التاجر أو أن تحضره للدولة ؟ هل رأيتم مثل هذا الفهم والتصرف الممعن في الغباء ؟ فكيف يأمرك القضاء أن تتابع شخصاً حراً في حياته وأنت لست شرطياً ولا مسئولاً أمنياً ولا شريكاً له ، فهو شخص أخذ رخصة مزاولة المهنة من الدولة التي عليها أن تحتفظ بمعلوماته الشخصية ؟ أليس من العيب أن نثق في قضاء هذا فهم القائمين علي أمره ؟
ثالثاً:- بإمكانك أن تستأجر أي شيئ من أي شخص ولا تسدد الأجرة وإذا لجأ المالك للمحكمة أن تعين محامياً يؤخر لك الحكم بالأعزار الواهية ، (عندنا وفاة ، القاضي مشغول، المدعي عليه زوجته في الوضوع )، فتبقي تستمتع بملك الغير بالسلامة طويلاً " «زعم الفرزدق أن سيقتل مِرْبَعاً.. أبشر بطول سلامة يا مِرْبَعُ» " ، ثم يحكم عليك بالإخلاء ولكنك تستأنف الحكم أطول مما بقيت من قبل ؟ أي قضاء وأي ثقة تتحدثون عنها كذباً ورياء ؟
يقولون لك القضايا المدنية مدتها طويلة ؟؟ بالطبع مدتها ليست طويلة في كل الدنيا لأن القانون واضح ومنصف ومنطقي والقاضي شخص عاقل أمين حصيف ، ثم أيضاً عليه رقابة في إنجاز الأحكام والمحامي منضبط بأمر القاضي إلا عندنا حيث التسيب وعدم النزاهة وعدم المحاسبة فالقضاء فاشل فاشل ياسادتي ، إذهبوا وزوروا المحاكم لتروا المظاليم يزرفون الدموع ويضيعون الوقت والمال وراء المحاكم ، فمن يقول القضاء السوداني نزيه فإنه كاذب كاذب ومنافق ويدفن رأسه في الرمال والظلم أحد أكبر أسباب البلاء وعلينا إستجلاب قضاة من البلدان الصديقة لإغلاق بؤرة الفساد ولتفادي فشل القضاء السوداني. والله من وراء القصد يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة