الطريق ليس من هنا بقلم:د. الهادي عبدالله أبوضفآئر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 12:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2021, 01:50 AM

د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
<aد. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطريق ليس من هنا بقلم:د. الهادي عبدالله أبوضفآئر

    01:50 AM May, 01 2021

    سودانيز اون لاين
    د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر






    لا توجد ازمات في تاريخ الشعوب، على مستوى الهدم أو البناء لا مخرج منها، أو افآق مسدودة لا سبيل لفتحها، حيث يتجلي الامر على قدرة قوى المقاومة على الاستجابة للتغيير، من خلال فهمه فهماً موضوعياً، وعبر تطوير آليات كفيلة بقلب التوازنات الفاسدة، واقامة توازنات جديدة منتجة وفاعلة تعمل على خلق عدالة اجتماعية وتوفر لقمة عيش كريمة، دون الدفاع عن ايدلوجيات تجاوزها الزمن، وأخفق في إحداث تحولات بخلق معارك خاسرة، تدافع عن ماضي فقد مصداقيته وعجز عن اثبات جدارته مع الواقع، من خلال تطبيق أفكار جديدة ووسائل مغايرة بغرض التحسين.

    لا شك ان تنامي احلام وآمال الثوار قد تدهور وتضآءل، نتيجة الصراع بين الاحزاب والحركات السياسية، مما يعكس حجم التمزق الذي نعيشه في فضآءتنا السياسية والفكرية، والتي قادت إلى حروب بلا هوادة، عجزت عن تُحرك الكتلة البشرية لصالح الثورة، فالازمة اعقد من ان ترتبط بحزب أو زعيم سياسي، أو سياسة جزئية، اقتصادية أو ثقافية أو بمجموعة إثنية أو جهوية، ولا بممارسة العدوان والقمع لانهما لم يحطما إرادة الشعوب، بل غالباً ما يدفعه للمقاومة، ويشحذ الهمم للمواجهة. فالمشكلة الأساسية؛ غياب الوعي بأبعاد الازمة الاجتماعية والثقافية والتاريخية وانسداد الافق لتصور واضح وسليم وتفسير مقنع لصنع إرادة التغيير وتجديد الامل لخلق إرادة الفعل دون التباكي لهذا النظام أو ذاك.

    عدم القدرة على إدارة التحول السياسي، وكشف العوامل والمسببات التي تعرقل مسارات الانتقال الديمقراطي، اضحت متلازمة تاريخية. فالتحولات الكبرى التي نشاهدها هي من صنع الإنسان في المعامل، المصانع، والمزارع، نتيجة لوعي اجتماعي بين نخب الحكم ونخب المجتمع، ذاك الصنع سبق وقوفهم على الجبهات وميادين القتال. يبقي السؤال، كيف نستطيع ان نزاوج بين نخبنا السياسية والاجتماعية، كي ننشئ اقتصاد متين يمكننا من الصمود امام ترسانة العدو . من النماذج التاريخية الراسخة هو ما حل بآبائنا الذين قاتلوا في كرري و ام دبيكرات، رغم شجاعتهم و استبسالهم اثناء القتال، فالشجاعة لم تفعل شئ امام الواقع الصلب المبني على العلم والمعرفة، لأن الفجوة كانت واسعة، وهذا الفارق لم يُصنع من فراغ ، بل نتيجه صبر وجهد نفسي وجسدي. فلو كان لدينا قدرة الصبر على دخول المعامل ودور العلم والبحوث وصناعة التكنولوجيا ومن القوة والكفاءة كما يفعله الطرف الاخر، فلن نحتاج للحروب للحصول على حقوقنا.

    لو اعددتَ القوة اعداد جيداً لم يقاتلك الاخر. (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ......)، ولكن الناس يقاتلونك متى ما شعروا بضعفك ولا يخشونك ابداً. فالنوايا الطيبة لا تشفع مع الافعال السيئة، والتي تعمل بدون آليه اعتبار وتدبر، فمجموعة الأفكار التي نحملها تحتاج لاعادة نظر، لا يمكن ان نهزم الآخر، الذي يصنع لنا غذاءنا ودواءنا ويخطط اقتصادنا، وان كنا نريد صنع ابسط الاشياء، نفتح كتبهم ومراجعهم، اذا اردنا ادارة معركتنا مع الاخر فالتغيير لواقعنا الحالي واجب حتى لا نخرج من مأساة وندخل في اخري.

    التفكير في المآلات مهم جداً في سياق القائم، لانها تحتاج إلى تبصّر في إدارة معركة الواقع داخل المجتمعات، فكلما امكن ان يتم بِصبر أو بتكلفة اقل كلما كان ذلك ممكناً، فالافضل للمجتمع أن يصبر قليلاً، لان إيثار الصبر في معركة التغيير اولى، فاستمرار الصراع خسائره اكبر، مشكلتنا ليست في القمة، بل اعمق في القاع، صحيح الحكومات قد تقاوم عمليات التغيير، لكن مقاومة العمق الاجتماعي للتغيير اشد، ما تسمح به الحكومات احيانا تقتله المجتمعات، لانه غير جاهزة لعمليات التحول، غالبا ما تعمد على القوة منهجاً لا العقل. المشكلة احيانا ليس في فهم النص بقدرما هو في فهم المعنى تكريم الإنسان، ليس المقصود منه ان يظهر الله كتابه للناس فقط، بقدرما بريد إظهار إنسانية الإنسان، لان دين الله ليس مباني واشكال، إنما قيم واخلاق اوضعها في النفس البشرية والتي بإعمالها يغدوا الفرد انساناً. ولكن المفهوم أغتيل بين المعابد والقصور، تم حصر كلمات الله في كتبه بينما كلمات الله لا تنفذ ولا تعد، ولا تحصر بالقدر القليل في الكتب السماويه، (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)

    علميات التحول تحتاج منا ان ندرك ان الخيارات كثيرة، وان نتعامل معها كما هو، وليس كما نريد، نحتاج إلى دراسة التجربة الانسانية بوعي عميق، حيث نجد ان معظم المبدعين فيها ابدعوا في زمن غير مناسب، جلهم تعرض للقتل أو التكفير. لكنهم ادركوا أن الحروب لن تتوقف إلا عندما يتم القضاء على الاسباب الاساسية ومخاطبة جذورها، فالمراهنة على وعي الشعب بأكمله وهم كبير، لكن المراهنة على وعي النخب هي الاهم، فهل نحن متفقون على الاجندة الوطنية، ام كل حزب بما لديهم فرحون،(علمانية، دينية، مدنية). لدينا اشكالية كبرى في التصور، هل فكرة المواطنة، قائمة على التعاقد بين مجتمعات سياسية مختلفة في الاديان والاعراق والاعراف والهويات والرؤية على الحد الادنى، ام ان هنالك نموذج واحد يجب فرضه على الشعب كرهاً، ويدين له قسراً، وإلا نذر حرب لا تبقي ولا تذر، عندما يقرر فئة معينة أن الحكومة اسلامية، مادام القائمين عليها منفذين لاحكام الشريعة الاسلامية، ولا بأس الاستعانة بغير المسلمين عند الضرورة فقط وفي غير الولايات العامة، ولا يتم استقدامهم كمواطنين من الدرجة الاولى، هل هذا التصور يصلح لإقامة دولة. هل اذا وصل بوكو حرام، داعش أو انصار السنة إلى سدة الحكم، فهل اسلام غالبية اهل السودان يشفي لهم للدخول في تشكيل الحكومة، ام انهم كفرة في وجه نظرهم، فالمعايير الخاصة هي معايير تنظيمات لا تصلح لإقامة دول، لان وصول احدى التيارات للحكم حتماً اقصاءاً للاخر ومشروع حرب قادم.

    تصورنا للمجتمع المسلم بأنه يريد اسلاماً على شاكلة النموذج المختزن في وعينا، فيه تغبيش وتشويه للوعي الجمعي، وامعان في التضليل، ودفن الرؤوس في الرمال، لتمرير اجندة مبسترة ومنزوعة من سياقها، لكن عندما نقترب من الحقيقة نكتشف اننا في وهم كبير، لان قبول الاسلام لا يعني بالضرورة قبول النموذج المختزن في وعيك، فالمجتمعات لديها تصورات كثيرة، فالمشروع السياسي في ذاكرة معظم التيارات الاسلامية، لا تصلح لإقامة دولة مستقرة وحديثة، حتى الكثير من النصوص تغدوا منسوخة إذا خالفت مفهوم الشيوخ، فالمسالة ليست اكثر من ترقيع الجلابية المقلوبة، ودونك الكيزان وافغنستان وداعش وبوكو حرام. فالدين يبتغي دعوة إيمان وتغيير قلوب، لا دعوة مظاهر استجابة خارجية تستر تحتها النفاق. نريد ديناً مجسداً في سلوك الافراد لا في رفوف المكتبات، نريد بيوت لله تستحق شرف التسمية تبني الانسانية لا تغتاله، المخرج هو تصفير عداد الوعي التاريخي بكل مسلماته. اسلام النبي قائم على المعنى الذي يدور في فعله وانسانيته، فالدين رحمة لا يفرق بين عيسى ومحمد (صلى) اذا ما اخذ بمنظور الانسانية بعيداً عن سذاجة المنطق السطحي، وقتل قيمة النص بالقراءات الماسخة ومعيارية التراث.

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de