بعض الناس يؤثرون في كثير من الأحيان أن تمر أمور مهمة في حياتهم على عواهلها ، لا يعتمدون في حياتهم مبدأ التخطيط والإستناد على تجارب الآخرين ومجريات الواقع ، هم في غالب الأحيان يتكئون على الآمال الواهيه أو بالأحرى الأحلام الوهمية التي لا تعبِّر عن حقائق الواقع وما تجري عليه الأمور ، ثم من بعد ذلك عوَّدوا أنفسهم على التقبُّل الفطري للفشل ، فيواجهونه في شتى مناحي حياتهم بعفوية وبساطة وإنتفاءٍ لتأنيب نفسٍ أو ضمير ، هؤلاء يعانون في الأصل من إشكالية متعلِّقة بالتربية التي أثَّرت عليهم منذ الصغر ، وما هم فيه في حقيقة الأمر مُكتسب ولا ينبع من الفطره في أغلب الأحيان ، ومن أهم ما يمكن أن يعضِّد من إتسام الفرد بداء عدم القدره على التخطيط وتحديد الأولويات وإتسام قراراته بالتردُّد ، هو كثرة إلتفاف الأسرة حولهُ وحول حياته الخاصة وتدَّخلها السافر فيها ، حيث يلعب الوالدين في هذا التدخل دوراً أساسياً ، إنطلاقاً من إنجرافهما بعاطفتي الأبوة والأمومة الفطريتين ، لإتجاه إعتقادهما الأصيل في كونهما الأقدر على تقييم أوضاع أبناءهم التي تُعبِّر عن مصالحهم المستقبلية ، فيبدأون بالسيطرة المُحكمه على مقاليد إتخاذ القرارات لدى الأبناء منذ الطفوله عبر تحديد وتسمية الأصدقاء وإختيار الملابس والألعاب والتوجيه نحو هوايات بعينها ثم يمتد الأمر إلى مرحلة سن الرُشد وبداية تكوين الطفل لشخصيته المستقلة والتي ينحصر معظم محتواها العُمري في ما يسمى بمرحلة المراهقة ، ليقوم الأبوان أيضاً بتحديد إتجاهات الأبناء الأكاديمية ، والتي في حقيقة الأمر لا تعبر عن قناعاتهم وميولهم ومواهبهم ، بالقدر الذي يجعل من عملية التعليم الجامعي عبئاً ثقيلاً على نفوس الكثير من الطلاب ، وهم في أغلب الأحيان يعانون من التعثُّر الأكاديمي وعدم القدرة على التفوُّق والإبداع وربما في نهاية الأمر الفشل بمسماه ومعناه الحقيقي ، كثيرون هم الذين يعانون من عدم القدرة في الإعتماد على الذات وتقدير أحوالهم الخاصة والعامة بما يقودهم إلى إتخاذ قرارات مصيرية صائبه في حياتهم ، وذلك من خلال عدم القدرة على التحرُّر من سلطان وسطوة الأبوين أو الأسرة ، وبذلك تجدهم دائماً واقعين تحت دائرة عدم الثقة في النفس ، وهم أيضاً يتميزون بكثرة طلب المشورة ممن حولهم حتى يفوت أوان إتخاذ القرار الصائب والتوجُّه الصحيح ، فكثيرٌ من القرارات والتوجُّهات يجب أن تُتخذ في الوقت الصحيح والمناسب ، وإلا فقدت معناها وتأثيرها وفاعليتها ، كما أن ضُعف الثقة بالنفس والوقوع في شرك سطوة الأسرة وخصوصاً الأبوين في التوجيه وإتخاذ القرار، يُعتبر من أكثر أسباب المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأزواج في بداية حياتهم الزوجيه ، فكثير من الزوجات طلبن الطلاق ، نتيجة لضعف شخصية الزوج وتأثير وطغيان تدخلات والديه في حياته الخاصة وإتخاذهما لكثيرٍ من القرارات نيابةً عنه ، لذا وجب على الجميع أن ينتبهوا في معاملتهم مع أبنائهم منذ الطفوله إلى ضرورة تعزيز إعتدادهم بشخصياتهم المستقله ، ودفعهم بالتدريب والتجريب من مرحلة ٍ إلى أخرى إلى التمتُّع تدريجياً بقدرٍ من الإستقلال في إتخاذ القرار والقدرة على التعبير عن توجهاتهم وميولهم الشخصية ، حتى يكونوا قادرين في المستقبل على التخطيط والتفوُّق والإبداع والقدرة على ترتيب الولويات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة