يردد علماء الاقتصاد نظرية تقول إن "الاقتصاد يفسر السياسة، لأن السياسة هي نتاج للوضع الاقتصادي بشكل أو بآخر"، وعلى ما يبدو فإن الزيارات الاوربية والروسية والامريكية المتكررة على السودان بعد عزلة إستمرت ٢٧ عاما فرضتها عليها الولايات المتحدة عبر قانون الإرهاب والعقوبات الاقتصادية بسبب السياسات الخاطئة التى إتخذتها الإنقاذ. ففي فترة متغاربة زار السودان عدد من مسؤولين دول الإتحاد الأوربي ودولة روسيا والزيارات الأمريكية المتكررة جعلت السودانيين يتنفسون الصعداء. وأهم هذه الزيارات التى لها دلالة قوية هى زيارة المسؤوليين الامريكان على رأسهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التى تتعلق بدعم أميركا للانتقال الديمقراطي في السودان وموضوع العلاقات مع إسرائيل. وزيارة الوفد العسكرى الأمريكى التى تطرقت إلي قضايا منها آلية تفعيل ودور السودان ضمن القوات الأمريكية الأفريقية التي تعرف بقوات “الافريكوم” التى تقوم بمهمة محاربة الجريمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية وحفظ الأمن المائي. وتعهدت الإدارة الأمريكية من خلال زيارة وفد البنتاغون بدعم السودان عبر تعزيز المنظومات الدفاعية لوجستيا بما يكفل لعب دور أكبر في الفترة المقبلة. وبعد ذلك تلتها زيارة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين المهمة وتمى من خلالها مناقشة أهم موضوع بالنسبة لحياة السودانيين وهو المساعدة من خروج الأزمة الأقتصادية التى أوقفت حركة الإقتصاد السودانى والتى ساعدت الى رفع نسبة التضخم الى ٢٧٥% وتأتي زيارة وزير الخزانة الأمريكية في إطار تطور العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واستعادة السودان لوضعه السيادي بالولايات المتحدة، مما يحصنه من جميع الدعاوى المستقبلية أمام المحاكم الأمريكية. ودعم الحكومة الأميركية للسودان بشحنات قمح بقيمة 20 مليون دولار لتغطية استهلاك البلاد لأشهر. وحلحلة ديون السودان التى تقدر بحوالى ٦٠ مليار دولار. ومثل هذه الزيارة تعتبر من الزيارات الداعمة للإقتصاد السودانى لانها تشجع الدول الأخرى ومؤسسات وصناديق التمويل والمصارف الإقليمية والدولية في إمكانية الشروع وتوسيع التعاملات مع السودان تجارياً واقتصادياً، وايضا عكست إشارات قوية لدول العالم بفتح القنوات للتعامل الواسع دون سقف، وايضا وقعت وزارة المالية مع وزير الخزانة الأمريكى اتفاقا يوفر للخرطوم تسهيلات تمويلية من البنك الدولي تزيد عن مليار دولار سنويا وتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، والتي ستمكن السودان من الحصول على ما يزيد عن مليار دولار سنويًا من البنك الدولي. وعقب زيارة وزير الخزانة الأمريكى جأت زيارة رئيسة بنك الاستيراد والتصدير كيمبرلي ريد، يرافقها وفد أمريكي رفيع مؤكدة جانب البدء الفعلي في تنشيط التعامل الثنائي في المجال الاقتصادي والمصرفي والاستثماري وتعتبر مهمة لمساعدتها في إدخال السودان في المجال المصرفي الأميركي والأوروبي وتسهل انسياب التحويلات للسودان وفتح باب الاستثمار بين البلدين والشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتساعد في خلق فرص لجذب عروض للتمويل للقطاعين العام والخاص الأميركي للسودان. وايضا أهمية زيارة رئيس بنك الاستيراد والتصدير عقدت اتفاقيات لاستيراد احتياجات السودان التي تستورد بضمانات من البنك الأميركي، فضلاً عن استيراد المعدات الزراعية والكهربائية وفتح الباب أمام التعاون بين المصدرين والمستوردين بالبلدين.
ولاستفادة من هذه الزيارات الكثيرة والمهمة يجب على القوى السياسية السودانية تحديد أولاوياتها ودعم الجبهة الداخلية بإنعقاد مؤتمر وطنى جامع لمناقشة جزور المشكلة السودانية ، لانو نحنا كشعب قدمنا أرواح كثيرة لإنجاح ثورة ديسمبر مقابل الحرية والسلام والعدالة والأمن في المعاش والصحة والتعليم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د. عاهل عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست