الثابت الذي لا جدال حوله ان هناك منهج وضع بعناية لتفتيت هذا البلد، و النيل منه، و كانت البداية بالقوات المسلحة، هذا العملاق الذي ظل عصياً رغم الثلاثين العِجاف.
قبل ان يبدأ نظام اللص الراقص حروبه العبثية، و جرائمه في اطراف البلاد، بدأ بتصفية مؤسسة الجيش، و تدجينها لتكون اداة طيعة للسيطرة، و فرض النفوذ، و الترويج للإرهاب، و الهوس.
بدأت مجازر الصالح العام، و الإعتقالات، داخل القوات المسلحة إبتداءً منذ اول يوم للنظام الهالك، ثم إعدام شهداء رمضان، و اصبح هناك ادب متعارف عليه، وهو كشف الصالح العام، الذي يسطره الكاهن كرتي، و يخط حروفه اللص الفشاشوية، و يراجعه الماجن عوض الجاز، و يوقعه الهمبول صاحب المؤخرة الراقصة مجرم الحرب المسجون بأمر الشعب في كوبر.
دخلت برج معاشات القوات المسلحة لمتابعة إجراءات روتينية تخص معاشي المتوقف منذ سنوات، و في البال الصورة القاتمة للمشهد العام في البلاد.
للأمانة وجدت الإنضباط يملأ المكان، و الكل يعرف عمله، اكملت الإجراءات المستهدفة في دقائق معدودة دون الحاجة الي وسيط او معرفة، و الجميع يُعامل بذات المعايير إن كانو ضباط او صف، و جنود.
المساعد محجوب المسؤول عن شئون الضباط في البرج يمثل حكاية اخرى تروى عظمة، و شموخ الجيش السوداني العظيم.
وقفت في طابور من الإخوة و الآباء القادة، و الضباط المعاشيين امام المساعد محجوب، و كأنه يعزف علي آلة موسيقية تنثر الالحان طربا، و غنى وسط كم هائل من الهموم، و المآسي.
قمة في الإحترافية، و الإنضباط الممزوج بالحب، و الإحترام، برغم تقدمه في السن يملأ المكان نشاط، و حيوية انستني الصورة البائسة التي في البال.
اتمنى ان يُكرم المساعد محجوب، لأنه اهلاً لذلك، و يُدير اكبر واهم مكتب في البرج.
اعتقد تكريمه برتبة ضابط و هو في آخر ايام خدمته واجب علي القوات المسلحة، و قادتها، و حق اصيل لأمثال هؤلاء الذين لم ولن تغيّر السنين العجاف معادنهم، و ثوابتهم.
المساعد محجوب امثاله كثر في الجيش السوداني العظيم، كونوا بخير، فأنتم الخير، و البركة في ما ورثنا من جيش عظيم.
كسرة.. برهان انصف المفصولين تعسفياً من ضباط، و ضباط صف، و جنود الجيش السوداني العظيم، و خُذ العِبرة ممن اصبح " الطشت" سلاحهم، و العراريق، و السراويل المهترئة زيّهم، و تحت ارجلهم المجاري، و القاذورات بعد ثلاثين من العنجهية، و الإفتراء!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة