تلك الدول الغربية إذا ركعت الدول أمامهما احتراماً وتقديراً تمتطي الأظهر احتقاراً .. وهي تلك الدول الغربية التي لا تحترم إلا من يجادل بالحق أو بالباطل في السراء والضراء .. حيث الند بالند والمناكفة بالمناكفة ،، والصرامة بالصرامة .. دول من طبعها أن تحتقر كل من يتراجع ويتخاذل ويتظاهر بالضعف .. ولا ينال احترام تلك الدول الغربية إلا ذلك المتغطرس المتعالي الذي لا يبالي بالحصار والقتال والتهديد .. ذلك المتحدي القوى الذي لا يخاف من عقباهم !!.. الطاعة العمياء لا تعني شيئاً في عرف تلك الدول الغربية .. والخضوع التام لا يعني شيئاً في عرف تلك الدول الغربية !.. فكم من دولة عربية تركع خاضعةً ذليلة تحت أقدامها وترقد ذليلة مهينة في أحضانها ورغم ذلك لا تنال تلك المكانة والتقدير .. ومهما تركع تلك الدول العربية تحت أقدام هؤلاء الأنجاس في دول الغرب فإنها لا تنال مقام دولة ( إسرائيل ) اليهودية في المكانة والمقام والحماية !!.. بل هي تلك الدول العربية الساقطة المهانة في عرف تلك الدول الغربية على طول المدى والسنوات !.. والأوجع في الأمر أن تلك الدول الغربية لا تكتفي فقط بالإذلال والمهانة بل تتعمد أن تجرح كبرياء تلك الدول الذليلة الخاضعة في أحضانها بتلك الكلمات التي يندي لها الجبين !! .. وهي تلك الكلمات التي تجرح كبرياء وكرامة الأمة العربية والإسلامية .. وجاهل من يظن أن تلك الدول الغربية يمكن إرضاءها بنوع من التنازلات والمداهنات والخضوع والطاعة العمياء .. فتلك الدول الغربية تجيد كيف تستغل مكامن الضعف في تلك الدول العربية المهانة الذليلة .. وكلما تتنازل تلك الدول العربية الضعيفة أملاً في نيل رضا تلك الدول الغربية فإنها تتعرض للمزيد والمزيد من الإذلال والاستغلال والاستنزاف لمدى السنوات والسنوات .. وأشد ألوان الغباء فوق وجه الأرض هو ذلك التعامل مع تلك الدول الغربية بمنتهى حسن النوايا في العلاقات البينية !.. فتلك الدول الغربية لا تتعامل إطلاقاً من منطلق المظاهر الجوفاء والعواطف إلبلهاء .. وحساباتها غير تلك الحسابات الغبية المعهودة في الكثير من تلك البلاد العربية والإسلامية .. ومع الأسف الشديد فإن البعض من هؤلاء يتوهم كثيراً في حسن نوايا تلك الدول الغربية !! .. فهو ذلك البعض الذي يتراجع ويتخاذل لكي ينال عفو ورضا تلك الدول الغربية بمنتهى البلاهة والغباء .. ولا يدري ذلك المتراجع المتخاذل بأن تلك الصورة المخزية تمثل قمة الشهية لهؤلاء في بلاد الغرب حتى يمارسوا حالات الإذلال والاستنزاف والاستغلال .. حيث يضع نفسه بنفسه في خانة الاستحقار والمذلة والمهانة حتى مشارف الموت .. وكلما تتراجع وتتخاذل تلك الدول العربية كلما تعرض نفسها للمزيد والمزيد من الإذلال والمهانة .. والمعروف منذ عهود الاستعمار البغيض أن تلك الدول الغربية تستغل كثيراً حالات الحاجة والضعف والوهن لفرض شروطها ولا تعرف مثقال ذرة من الرحمة والشفقة .. ومن عاداتها أن تمص دماء المتخاذلين والمتراجعين حتى النخاع .. ورغم تلك الحقيقة المريرة القاسية فإن الكثيرين من ملوك وقادة وزعماء العرب يجتهدون لإرضاء تلك الدول الغربية بكل الوسائل دون جدوى .. وفي نهاية المطاف يداسون بمداس الاحتقار وتمرغ أنوفهم في التراب .. وكل من يتراجع ويتخاذل ويتنازل لإرضاء هؤلاء في دول الغرب يتلقى ذلك التفاف والبصاق في الوجه !.. ثم ذلك النكران والغدر حتى ذلك الرمق الأخير ثم ذلك الموت .. وأمامنا ذلك المثال المجسد في ( معمر القذافي ) .. ذلك الزعيم العربي الذي وقف معانداً لدول الغرب لسنوات وسنوات طويلة ،، ثم تراجع وتخاذل في نهاية المطاف ،، وكان يأمل من ذلك التراجع والتخاذل أن ينال رضا تلك الدول الغربية .. وقد وافق أخيراً بأن يدفع تلك التعويضات الضخمة عن ضحايا حادثة طائرة ( لوكربي ) ,, وهي تلك الموافقة التي جاءت بعد سنوات طويلة من المماطلة والتسويف والرفض .. كما أنه وافق أن يسلم المتهم الأول عن حادثة الطائرة المنكوبة لدول الغرب .. ثم رضخ لكافة شروط دول الغرب في نهاية المطاف .. ولكن الملاحظة الأكيدة أن تلك الدول الغربية لم تجازي ذلك الزعيم العربي في مقابل التراجع والتخاذل والاستسلام .. ولم تغفر له بتلك التنازلات والتراجعات .. بل ظلت تحاصر وتلاحق ذلك الزعيم العربي المتراجع المتخاذل المهان حتى مشارف القبور .. ولسان حال الشعوب العربية والإسلامية يقول : ( كم كان يشرف ذلك الزعيم العربي لو مات بطلاً مقاوماً شرساً بغض النظر عن أعماله تلك الشريرة بدلاً من أن يموت متخاذلاً متراجعاً ذليلاً ساجداً تحت أقدام هؤلاء الأنجاس في نهاية المطاف !! ) .. حيث أن تلك الدول الغربية لم تغفر له إطلاقاً رغم تلك التنازلات الكبيرة والخضوع !.. ولم ترضى عليه في لحظة من اللحظات .. بل ظلت تناكف وتقاتل معمر القذافي حتى تم إسقاطه في نهاية المطاف .
عليه فإن تجارب الشعوب العربية والإسلامية قد أثبتت بأنه من الغباء والبلادة الشديدة المفرطة أن يضع أحدهم النوايا الحسنة في تلك الدول الغربية .. وأن يبادر أحدهم ويركع تحت أقدام تلك الدول الغربية أملاً في الرضا والغفران .. فكلما تركع تلك الدول العربية والإسلامية تحت أقدام تلك الدول الغربية كلما تنال تلك الركلات والصفعات والإذلال .. فهؤلاء في دول الغرب لا يتعاملون مع الآخرين من منطلق المعاملة الحسنة بالمثل .. ولا يتعاملون مع الآخرين من منطلق تلك العواطف والأهواء .. بل لديهم تلك القياسات والمعايير التي تحدد المواقف بموجب تلك المصالح الذاتية المكتسبة .. وفي نفس الوقت لديهم تلك الحسابات التي تؤكد الأصوات في صناديق الاقتراع .. أما غير ذلك من تلك المواقف المظهرية الفارغة فهو مجرد هراء في هراء في هراء في عرف تلك الدول الغربية .. ولذلك فإن كل من يريد التعامل مع تلك الدول الغربية عليه أن يكون عنيداً شرساً في المقام الأول .. وأن يجيد تلك المناورات السياسية الماهرة البليغة .. فهؤلاء في دول الغرب يحترمون فقط ذلك المشاغب الذي يمتلك تلك المؤهلات السياسية العالية بجانب تلك العزة والكرامة في النفوس .. ولا يحترمون إطلاقاً هؤلاء الضعفاء فوق وجه الأرض الذين يتخاذلون ويتراجعون في حال الضغوطات والحصار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة