ومضات من حقيبة الذكريات (2) شخصيات في الخاطر بقلم حامد فضل الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2020, 03:27 PM

حامد فضل الله
<aحامد فضل الله
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ومضات من حقيبة الذكريات (2) شخصيات في الخاطر بقلم حامد فضل الله

    03:27 PM August, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    حامد فضل الله-برلين-المانيا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    \ برلين
    موسى المبارك والدرس المبكر
    ــ ذهبت مع النور علي وأخ آخر إلى جامعة الخرطوم لتسجيل أسمائنا كممثلين لمدرستنا في الاِتحاد العام للطلاب السودانيين والذي بدأت فكرة تكوينه ليضم جميع اتحادات طلاب الثانوي، بجانب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. استقبلنا موسى المبارك وكان وقتها رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم والمكلف بالتنسيق بين الاتحادات. رفض موسى اعتمادنا كممثلين لمدرستنا، بحجة أننا تجاوزنا بعض نصوص النظام الأساس ( اللائحة) وعلينا ان نعود الى قاعدتنا، واعادة انتخابنا. ناشدناه التغاضي عن هذه النقطة وأشرنا بطريق خفي، بأن رئاسته للاتحاد جاءت بمساندة الاتجاه الاسلامي في الجامعة، وتصورنا انه بلع الطُعم، رفع موسى المبارك رأسه عن الأوراق، وحدق في وجوهنا، فردا، فردا وبنظرة صارمة، واردفها بلهجة حازمة: "إذا كنتم تظنون بأنني أتجاوز خرق اللائحة ، فأنتم واهمون".
    شعرنا بالخجل وخاصة اشارتنا الخفية المعيبة، وبالفخر في عين الوقت، بأن تضم قيادة طلابنا مثل هذه الشخصيات الفذة، التي تلتزم جانب الحق والنظام.
    لقد اختطف الموت مبكرا، موسى المبارك قبل أن يلعب دوره الواعد كمثقف في الحياة السياسية والثقافية في وطننا. لقد ماتت فكرة الاتحاد العام بعد أن حاربها الاِخوان المسلمون، واتُهمت بأنها تنظيم يساري. وتحققت الفكرة بعد سنوات، بعد أن أحكمت حكومة الاِنقاذ الوطني قبضتها على جميع المدارس والجامعات، وأصبح اتحاداً أخوا نجيا.

    خلوها مستورة
    ــ منذ بداية المرحلة الثانوية وانا مفتون بقراءة الأدب، شاطرني فيه الصديق عبد الحميد مدثر مع توجيه وتشجيع مقدر من الأديب والقاص المصري المشهور يوسف الشاروني، وقتها كان مدرس اللغة الفرنسية في مدرسة فاروق الثانوية بالخرطوم. كنا وقتها قريبين من الحركة الاسلامية. ينتمي عبد الحميد الى بيت أدب وفن، نظم الشعر في صباه، ولا أدري اذا تابع النظم وهو الذي صاغ نشيد الأخوات المسلمات، عندما بدأ التفكير في تكوين تنظيم لهن، كمضاد للتنظيم اليساري المتسع يوم ذاك والذي جاء فيه:
    أي نور لاح في خدر النساء
    مشرق بالحق موفور الضياء
    صافي الأغراض محمود النداء
    يا فتاة الجيل هيا للنداء
    موكب حفته هالات سنية
    ينشر الاِيمان في قلب البرية.
    قرأنا سويا، رواية " المومس الطاهرة" لجون بول سارتر، في نسختها العربية. سحرتنا بأسلوبها وأذهلتنا بمضمونها، وكانت هاجساً ودافعاً لنقاشاتنا المتواصلة، حتى قررنا " البيان بالعمل"، وياء لها من تجربة، طهرتنا فكرياً واجتماعياً وحسياً.
    جامعة الخرطوم، جميلة ومستحيلة
    كانت الساحة السودانية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، تموج بتباشير وأهازيج الاستقلال وتكوين الحكومة الوطنية بقيادة «أبو الوطنية» الزعيم إسماعيل الأزهري وجامعة الخرطوم معقل النضال الوطني والفكري وساحة المحاضرات والمناظرات السياسية والثقافية من طلابية وحزبية وننظر نحن الطلاب الجدد بإعجاب واندهاش ورهبة لهذه الحياة الخصبة والغنية بالمعرفة. ولا أنسى تلك الندوة السياسية التي أقامها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في داره لمناقشة خطاب الميزانية لحكومة الأزهري. عندما وقف المناضل الكبير وعضو الجبهة المعادية للاستعمار (الحزب الشيوعي السوداني لاحقاً) عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة كمتحدث أول، يناقش خطاب الميزانية بطريقته الهجومية الصدامية المعروفة والمحببة في عين الوقت، ويفند بنودها. ثم جاء دور الحكومة يمثلها القطب الاتحادي البارز والسياسي والمحامي الضليع مبارك زروق. بدأ زروق رده بسخرية لاذعة عندما طالب الوسيلة بأن يتعلم مبادئ علم الاقتصاد أولا، قبل أن يجرؤ على مهاجمة الحكومة ثم ناقش أراء الوسيلة بموضوعية وبدقة عالية وهو يفند النقاط التي أثارها الوسيلة. كان الوسيلة قد خلط بين بعض المصطلحات الاقتصادية مثل بند المصروفات وميزان المدفوعات والسيولة النقدية والمعونات الخارجية.
    وقف الوسيلة للمرة الثانية بدون خجل أو وجل ليقدم اعتذاره عن الخطأ الذي حدث بسبب العجلة ولم يترك الفرصة وهو السياسي المحنك بعد أن عاد إلى المنبر من جديد، ليكرر الهجوم معتمدا على النقاط التي أثارها زروق. كان اعتذار الوسيلة ورده لا يقل بلاغة وروعة عن حديث نظيره زروق.
    هكذا كانت جامعة الخرطوم عريقة بعلمائها واتحاد طلابها، قبل أن يتم اختطافها بليل، ليعمها الجدب الفكري، والتجهيل المبرمج، ولكن هيهات، فسوف تعود الى عراقتها، آنياً.
    برلين 1 أغسطس 2020























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de