سيادة المراءة و سطوة الرجل بقلم عبدالرحمن صالح أحمد (عفيف)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 06:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2020, 00:42 AM

عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
<aعبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
تاريخ التسجيل: 08-18-2019
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيادة المراءة و سطوة الرجل بقلم عبدالرحمن صالح أحمد (عفيف)

    00:42 AM July, 29 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    حكى لى صديقٌ قائلاً: " بينما كنتُ أتجاذب الحديث مع أحد زملائى فى شئون المراءة, ظل يسرد لى كل ما هو سيئ عن المراءة حتى كأنها شيطانٌ رجيم قائلاً": (" إنّها ناقصة عقل و دين , إنّها مخلوقة من ضلع أعوج من صدر الرجل , و كان من المفترض على المراءة أن تسجد للرجل, إلا أنّ كذا و كذا, و أنّ أغلبية أهل النار من النساء"), بعد أن خلص من حديثه , قلتُ له: "ممكن تحكى لى عن أمك" , فإذا به يعتدل فى جلسته و يغيّر نبرة صوته قائلاً: " أمى كانت أحسن الناس سيرةً و سريرة, ذات كرم فيّاض و صدقٍ صدوق, تحترم الصغير و توقرالكبير , أمى كانت ذكية , ربتنا أحسن تربية , ياخى الرسول ذاتو قال :" الجنة تحت أقدام الأمهات" , و قالوا كمان هى "الرّب الأصغر", يا زول شوف لو ما أمى دى أنا ما كنت فى المستوى ده", فقلت له بكل برود إذن أمّك لا تشبه النساء , أليس كذلك؟ فبهت صاحبه.
    هذا الكلام لم يكن مجرد ثرثرة, إنّما يمثّل واقعاً حقيقياً فى المجتمع السودانى, و يشكل الوعى الذكورى الذى يعيد تصوير المراءة كيفما نرى , و يُتعتبر هذا شكل من أشكال الفُصام الإجتماعى, أبرز ملامحه ينعكس فى المنطلق التفسيرى للمراءة الذى يُعطيها تعريفاً أنثوياً مشوّهاً ( عشيقة , خليلة, عاهرة, و إلى آخر مصفوفة المفردات النابية) , متجاوزاً فى ذلك حقيقتها الكونية من منطق الجندر أو الأمومة, مما يولّد خوفاً مرضياً يربك نظرة المجتمع لإستيعابها إستيعاباً حقيقياً. هكذا ظلت المراءة السودانية تتخذ موقعاّ مشبوهاً ومعلولاً وسط المجتمع نتيجة لهذا التعريف المشوّه , و قد أستعار مجتمعنا بعض الأساطير كأدوات لتعريف المراءة حتى تتلائم مع نزعته الذكورية و تفوقه المادى, منها تزوير الدين تبريراً لتجريمها : قالوا هى السبب فى خروج الرجل (أدم) من الجنة بعد تحالفها مع الشيطان , نتيجة لتلك الظروف الميتافيزيقية صنع الرجل من نفسه نبيّاً للمراءة, فعليها ألاّ ترفع صوتها فوق صوته , ولا تأكل إلاّ من بواقى موائده و ما إلى ذلك من المعاملات الذليلة .
    هناك بعض التساؤلات تدور حول علاقة الرجل بالمراءة, واجهت صعوبة فى تفسيرها إجتماعياً, ديناً و إنسانياً فى مختلف المجتمعات السودانية, فى هذا المقال أوّد أن أوضّح بعض العوامل التطوّرية التى صاحبت العلاقة ما بين المراءة و الرجل و السلوكيات المتحوّرة عبر التاريخ بشكلٍ مبسّط و مختصر فى أربعة محاور, لعلّه يساهم فى عكس تعقيدات العلاقة ما بين الرجل و المراءة فى المجتمع السودانى :-
    أوّلاً,العصر البطولى:- قادت المراءة عديد من الإمبراطوريات فى فترة العصرالحجرى الحديث, حينها لم تكن الأديان السّماوية قد نزلت , لكن فطرة الإنسان الربوبية أتستلهمته الشعور بوجود خالق , و كانت أيسر وسيلة لأستظهار هذا الشعور أن جعل من الأمّ إلهاً ( الأم الكبرى), كثير من الدلالات الرمزية و الأسطورية أستخدمت لرتق الفجو العلمية الناتجة عن عدم المقدرة على التفسير المنطقى لبعض الظواهر الكونية, فقام بإرجاعها ( للأمّ الكبرى), وبعد ظهور الكهنة تعددت أسماء "الأم الكُبرى" مثل عشْتار و لانانا فى الحضارة البابلية, و إيزيس, هاتور سيخمت و نوت فى الحضارة المصرية, و أرتميس , فروديت ديمتر و جيا عند الإغريق , سيريس, ديانا فينوس فى روما , اللات و عزى و مناة عند العرب . و أثبت التاريخ و الدراسات الأحفورية أنَّ رجال العصر الأمومى أكثر بطولية و فروسية من رجال العصر البطريركى ( الأبوى), علي سبيل المثال ما سُمى بالعصر البطولى فى ممالك النوبة كان على قيادتها مجموعة من الملكات ( الكنداكات) مثل أمانى ريناس التى أستطاعت حماية مملكتها من طغيان الامبراطورية الرومانية, و فى اليمن الملكة بلقيس ملكة سبأ, خلصت قومها من فساد وطغيان كثير من الملوك الذين أرادوا الشر لمملكتها وشعبها،.الملكة سمور أما ملكة آشورية أصلها من بابل، حكمت الإمبراطورية الآشورية 42 عاماً, كما أشرفت على بناء مدينة بابل الضخمة, حتشبسوت من الملكات اللواتي حكمن مصر, تميز عصرها الأمن والإستقرار.
    ثانياً الإنقلاب الذكورى:- عندما آلت السّلطة للرجل لسبب من الأسباب, شهد العالم وقتئذٍ عصراً من الفوضى و الهجرات الجماعية نتيجة للحروب و الطغيان فى نهاية العصر الحجرى الحديث, حينها أستخدم الرجل تفوقه المادى و نزعته التناسلية فى نقل المرأة من دورها الوظيفى التكاملى إلى خانة الموارد الطبيعية كموضوع للتنافس و الصراع, على سبيل المثال نجد أنّ عدداً من الأباطرة كانوا يحتكرون النساء كزوجات فى بلاطهم كموارد طبيعية (جنسية) فى القرن الثالث قبل الميلاد : الهندى إيدياما كان لديه 16,000 إمرأة , الفرعون أخناتون 317 , ملك الأزتيك مونتيزيما له 4,000 , فيه تيه الصيينى كان متزوجاً بـ 10,000 إمرأة و أتاوالبا أمبراطور الأنكا له 1,500 إمرأة. يأتى الوزراء و أركان الحرب فى المرتبة الثانية بعد القادة فى إمتلاك الحريم كماً و نوعاً و هكذا الصّف الذى يليه ثم الذى يليه حتى يصبح بقية الشّعب يفتقدر لمقدرة الوصول إلى الموارد التناسلية (حفظ النوع) كأحد أهم العوامل الوجودية, هذا العصر شهد حروباً و أمراض فتاكة و هجرات ضخمة, و لعلّ أحد الأسباب فى هذه الأحداث هو الإختلال البنيّوى للمجتمع الناتج عن القمع النوعى للجندر بواسطة الذكور و القمع المركزى القائم على إحتكار السّلطة, تميزت هذه الفترة بالوبائيات مثل الطاعون و إنقراض معظّم سكان بعض البلدان خاصة فى أوروبا.
    ثالثاً, القوانين ونزول الأديان السّماوية :- بعد الفوضى التى عمّت العالم بسبب الطغيان عقب إندثار سيادة المراءة, حاول الإنسان وضع بعض القوانين لضبط سلوكيات المجتمع المتفلت , من بينها قانون حامورابى , حيث أحتوي على 32 بند ينص على الأعدام و أغلبية تلك البنود تعالج تحرش الرجل بالمراءة. أما قضايا المراءة فى الديانات السماوية كان محورياً, حيث حسمت نصوصها عديد من إشكاليات الموروثة من العصر الحجرى, هناك حوالى 16 نص فى التوراة للإعدام و أغلبها تُطبّق فى علاقات الرجل بالمراءة, و هى فى الأصل تطوير لقانون حمورابى عن طريق تقليص بعض العقوبات القاسية, و هى مرحلة يمكن أن نسميها طور " حماية المراءة" من وحشية الرجل المتوارثة عن العصر الحجرى, لكن ظلت المراءة فى وضع متأخر فى عهد الديانة اليهودية و المسيحية , إلاّ أنّ نموذج "مريم العذراء" كان مركز الإنطلاق نحو إعادة تعريف "المراءة" , و تعزيز هذا النموذج فى المسيحية عن طريق طرح حقيقة " الإخصاب الذاتى", و كان ذلك يُعتبر من خوارق الطبيعة فى هذا العصر, لكن العلم الحديث أثبت إمكانية وصل الأنثى إلى مرحلة الإخصاب الذاتى (Autogamy), إذن الموضوع المحورى فى قضايا المراءة التى تناولها الأنجيل هى إثبات "التفوّق البيولوجى" للمراءة على الرجل كمرحلة أولى , و كان رمزية ذلك ميلاد عيسى المسيح عليه السلام من غير أب بيولوجى.
    و كذلك من مناهج الإسلام تحرير المراءة من سطوة الرجل الذى كان يقتلها وأداً , وإن نجت من الوأد سوف تلقى مصير الحبس المنزلى, بسبب تعديات الرجال على النساء فى هذا المجتمع , عليه جاء حد الزنا و ضوابط الزواج بدلاً من فوضى التزاوج مثل ( زواج الإستبضاع, المعاوضة , المتعة, المخادنة, البدل و الرهط, و إلى الآخر) هذه الأنواع من الزواج يمثل إمتداداً لما ذكرناه من أمثلة تعدد زوجات لدى الأباطرة السابقين. و لم يهمل الإسلام الأبعاد البيولوجية التى تطرق لها الأنجيل, بل واصل فى نفس المسار تطويراً لهذا المنهج المفاهيمى عن المراءة بتوسيع دائرة الوعى فى مفهوم "التفوق البيولوجى", و هو مسلمة الإنتاج البيولوجى نسبة 1:3, (XXX) للمراءة و (Y) الرجل, حيث يظهر إنها تساوى ثلاثة أضعاف ما للرجل من هذه الخصوصية البيولوجية, و فى الدائرة الأوسع (ما بعد التشريح) يتطابق هذا موضوعياً مع قول الله تعالى( حملته أمّه وهناً على وهنٍ و فصاله فى عامين) – المراءة (وهن الحمل , وهن المخاض و وهن الرضاعة) و الرجل(وهن المعاشرة), و فى الدائرة الأكثر وُسعاً , يتطابق هذا المفهوم أخلاقياً مع حديث الرسول مع دور المراءة الأمومى( أمك ,أمك, أمك) ثم ( أبوك) .


    رابعاً المراءة فى العصر الحديث:-
    تقلدت المراءة مناصب عليا فى الدولة الحديثة, أثبت مقدرتها الفائقة على إدار الدولة, أعادت سيرة نظيراتها فى العصر البطولى ( العصر الحجرى الحديث), هنا أمثلة قليلة لنماذج تعكس عصراً بطولياً فى الدول التى حكمنها النساء, و من أمثالهنَّ أنديرا غاندى رئيسة وزراء الهند من أكثر شعوب العالم تعداداً,أمتدت ففترتها لثلاثة دورات متتالية لكفائتها , مارقريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانية, حكمت أطول فترة حكم ديموقراطى فى القرن العشرين وعرفت بالمراءة الحديدية , ايللين سيرليف رئيسة لبيريا فى فترها توقفت الحرب التى استمرت 14 عام و نهضت دولتها بسياستها الرشيدة حازت على جائزة نوبل للسلام. من خلال السرد أعلاه نجد أنّ قضية المراءة منذ الإنتكاسة الأولى, ظلت تتحسن ببطأ عبر العصور : قانون حامورابى, اليهودية, المسيحية , الإسلام , الدولة الحديثة ثم منظمات المجتمع المدنى, إلى أن إستعادت بعض مكانتها الإجتماعية فى كثير من الدول.
    من تعقيدات علاقة الرجل بالمراءة فى المجتمع السودانى(الجندر), إنّ الرجل ما زال يستوعب المراءة بوعى الزائف, حيث يبدأ التعرف عليها من منطلق الأنوثة بدلاً من البعد الإنسانى البشرى , مما يجعلها تراوح المكان الخطأ. بالتالى تفضل التساؤلات القديمة مستمرة " لماذا لا نقبلها رئيسة أو وزيرة ؟" , فقط لأنّها تذكرنا بالجوانب الأنثوية, فتنطمس بصائرنا عن الجانب البشرى. أمّا إذا كان المنطلق التعريفى للمراءة يبدأ من مفهوم الجندر أو الأمومة , فإنّ الأمر هنا يختلف تماماً, حيث لا يقبل أحد أن تُوصَف أمّه بالأوصاف الفاحشة .
    نحن فى زمنٍ أحوج إلى تبَنى مفهوم النوع للجندر فى أنظمة الحوكمة ,لأنّ المنطق فى ولاية المراءة يقوم على تلازم أخلاقها مع طبيعة متطلبات الحكم الرشيد, خاصة فى السودان , مؤخراً أصبحت السرقة و النهب و الإختلاس من الشطارة و الرجولة و الذكاء, و كان أوجب علينا أخلاقياً و أحفظ لحرمات الدّين أن نضع إمراءة خلوق بديلةً لرجلٍ يسرق و يقتل على أسوأ الفروض.
    عبدالرحمن صالح أحمد (عفيف)
    رسائل الثورة (31) 30/7/2020
    [email protected]
    facebook:رسائل الثورة























                  

العنوان الكاتب Date
سيادة المراءة و سطوة الرجل بقلم عبدالرحمن صالح أحمد (عفيف) عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)07-30-20, 00:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de