حبّ في ظلّ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2019, 08:36 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حبّ في ظلّ

    07:36 PM November, 30 2019

    سودانيز اون لاين
    عبد الحميد البرنس-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    يدلف طوني، بوجه مُستاء، إلى البناية، حيث يعمل كحارس، وهو يعلّق على كتفه شنطة. يغيب في الداخل، قليلا. يعود، إلى مدخل البناية، يجلس صامتا إلى جواري، وراء الكاونتر. تراه، تالياً، ينهمك، بانضباط يشوبه فتور، في تحضير أوراق التقرير، مع مراجعة دقيقة لتقرير وردية المساء، كأن يُطالِع: «في تمام الساعة 18: 16 حضر مندوب "الدي. إتش. إل" قاصداً الشقة رقم 1453، حيث قام بتسليم مستر مارك لووك طرداً، وغادر المبنى في تمام الساعة 27: 16». أو «لم يتم رصد نشاط مريب في هذه الساعة»، أو حتى «تغوّط متشرد على إحدى عتبات البوابة الخلفية ثم فرّ هاربا».

    كان من شأن مثل تلك المهام، أعني هنا بصورة عامة مهامَ حارسٍ ليليّ، بالطبع في مقامي أنا ومقام طوني الكنديّ بالمولد هذا، والتي يمكن لأي إنسان آخر في هذا العالم أن يقوم بها؛ أن تدفع أغلب السكان إلى تجاهل تحيّات طوني، خاصّة!

    هكذا، بدأت أفهم، تدريجياً، أن طوني، كرئيس مباشر لي، بحكم الأقدمية والثبات في "الموقع"؛ يعاني لا شك في لحظات القهر تلك من وجودي، بالضبط كما لو أنني مرآة "لوضاعته"، أو للدقة لما ظلّ يشعر به من وضاعة، حيث ظلّ يتجاهل تحيتي، بل يصطنع لي مشاوير لا داعٍ لها، كأن يأمرني ثانية، ولما يمضي وقت يذكر، بتفقد غرفة الميكانيكا وقاعة الطعام في الدور الأرضي، أو الجراج المجاور للبناية، أو يصدر قراره لي بتوزيع موجِّهات مجلس إدارة البناية عبر حشرها أسفل أعقاب الأبواب المقفلة، حيث يطيب لي تشمم الروائح المتسربة واستراق السمع لما يدور في الخفاء ويستحق كتم الأنفاس، كتأوهات امرأة ما تتناهى مكتومة في هدأة ليل الشتاء، أو توقع سماع خطة حاذقة لسرقة بنك.

    كان تقرر أن أكون الحارس البديل في ذلك الموقع لحارس ليليّ آخر ذهب في إجازة ما. لم يغب عن دائرة الفهم طويلاً، حين أخذتُ أدرك أن طوني هذا يعاني أكثر ما يعاني خلال الساعتين الأخيرتين من عمر الوردية، حيث تبدأ الحركة تدب عند المدخل وتنشط الأقدام صعوداً وهبوطاً، بينما تبدو الأشياء أكثر وضوحاً في الخارج، وقد أخذ ذلك الامتعاض المقبض يغادر صفحة وجهه استعداداً لملاقاة ما بدا حدثاً سعيداً بكل المقاييس القلبية لعاشق، وللدقة لعاشق لا يشعر به "أحد". كيف لا! وقد كانت هناك حسناء وحيدة من سكان الطابق الحادي عشر تدعى سلفيا. كانت سلفيا هذه تقوم في تلك الصباحات الباردة بمرافقة كلبها الأسود الضخم في جولة خارجية، قبل أن تعود أدراجها بعد مرور نحو النصف ساعة تقريباً، استعداداً للذهاب إلى مكتبها، حيث تعمل كمستشارة قانونيّة لحساب إحدى المؤسسات الفدرالية. وقد بدا بما لا يدع مجالاً للشك أن العاشق السريّ طوني هذا ظلّ طوال الوقت خارج حسابات سيلفيا الجميلة. الأكثر مدعاة للتعاطف، أن سلفيا كلما زادت من تجاهلها له، زاد هو في المقابل «لزوجة». وأكثر من ذلك، أخذ تملقه ينتقل مع يأسه إلى كلبها، الذي لسبب ما لم يكن يشعر، في ظهوره المتعاقب ذاك، بأدنى قدر من الراحة الغريزيّة تجاه الحارس الليليّ، طوني.

    مرة، تشجع، طوني هذا، واقترب، ربما لحظّه العاثر ذاك نفسه، من كلبها. لقد أراد المسكين فقط أن يمرر يده على فروة رأس الكلب كتوطئة لا بدّ منها للدخول إلى رحاب قلب صاحبته "المقفر". مع أنني ظللت أسمع بعض الروايات التي تفيد بوجود علاقات ما حميمة ما بين بعض النسوة وكلابهنّ. على أي حال، شجعته ابتسامة سلفيا للمرة الأولى من بعد مرور أسابيع قليلة على وجودي هناك من أن يقترب من كلبها على ذلك النحو. كشَّر اللعين على الفور كما لو أنّه دُعِيَ إلى مبارزة شرف عن أنياب أنا متأكد من إمكانية مرورها القاطع عبر قالب حديد بسهولة ويسر. ثم قفز بغتة باتجاه طوني. هنا، لم أشعر بخفقان قلبي. لا بدّ أنّه توقف. سلفيا كادت أن تسقط، وهي تحاول السيطرة بصعوبة على الموقف، بينما تمسك بمقبض السلسلة المنتهية بدائرة جلدية حول عنق الكلب، وقد ارتسم على وجهها ذلك الشعور، الذي قد يدفع بأي إنسان نزيه في هذا العالم إلى أن يتساءل «مَن هو ذلك الوغد الذي تسبب في معاناة هذا الكائن الجميل»؟

    كانت تشير إلى الثانية صباحاً. الثلوج المتحجرة متراكمة على جانبي المدخل الزجاجي للبناية، والناس القليلون من المارة ظلّوا يعبرون على فترات متباعدة سراعاً، وقد أدخلوا أياديهم داخل جيوبهم، بينما بدت أشجار الآش المحيطة بحديقة سنترال بارك وراء شارع أليس عارية من أوراقها، وكنت أجلس كالعادة خلف «الكاونتر»، إلى جانب طوني داخل بهو الاستقبال، عندما طلب مني طوني اللعين نفسه الذهابَ لتفقد الجراج التابع للبناية، ذلك المُشيَّد كبناية مجاورة ومنفصلة من طوابق لا جدران لها مقامة على أعمدة خرسانية جهمة، بينما واصل هو تحديقه كالعادة قبالة شاشات المراقبة وأزرار تأمين المبنى والتحكم إلكترونياً في مداخله ومخارجه الكثيرة. هناك، بين طوابق الجراج المكشوفة للهواء والصقيع والمطر، أخذت أتجول بمشيةٍ مجنحة مخيفاً بها أشباح اللصوص، وسرعان ما بدأ ذلك التعاطف ينبعث من داخلي تجاه السيارات الغارقة في جحيم البرد، وإن لم يغب عن ذهني في الأثناء معاودة التفكير في أشواق العراء نفسه إلى الدفء والغطاء.

    عدتُ إلى البناية. كان طوني لا يزال جالساً في مكانه بالهيئة نفسها والنظرة المحدقة في مواتها الغامض ذاك نفسه، ولو أن الصمت استمر ثانية أخرى لعانقته كما قد يعانق الأشقاء بعضهم وقت محنة وشرعنا نبكي معاً لأسباب مختلفة. ذلك أن شخصاً ما أخذ يركل فجأة البوابة الزجاجية الأماميّة للمبنى من الخارج، وقد بدا في حال تامّة من السكر والهياج. كذلك انتفض طوني. واتجه مندفعاً نحو مصدر الركلات. وقد بدا أنه وجد أخيراً متنفساً لما ظلّ يعانيه خلال فترات صمته، حين رأيته وهو يتنحى جانباً بالرجل، ويوسعه ضرباً، بعيداً عن مجال رصد كاميرات المراقبة، قبل أن يعود مبهور الأنفاس إلى مكانه، ويواصل التحديق، كما كان، من دون أن تصدر عنه كلمة واحدة، كأن يسألني: "من أي القبائل أنت، يا يوسف"؟ تماما، كما لو أن شيئاً لم يكن. بعد مرور نحو الدقيقة، نهض الرجل، في الخارج، بمشقة. لم ينظر إلينا. تابعته فقط بنظراتي وهو يعبر شارع أليس مترنحاً، شاقاً حقل الجليد المتكوِّن في الحديقة، يسقط تارة وينهض تارة، ويبتعد في سيره المتعرج، ملفوفاً بالعتمة والوحدة والفراغ الذي أخذت تملأه ندف الجليد المتساقطة في صمت.

    هكذا، أخذ جرس الهاتف يرنّ داخل شقتي طويلاً.

    كانت الساعة تشير إلى نحو الثامنة مساء. وكانت مكالمة من مقر كونترول الشركة (التي أعمل لحسابها) في مدينة أدمونتون غربي كندا. أوضحتْ لي الموظفة أن لديهم "حالة طوارئ". كان ذلك يعني أن أحد أولئك الحرّاس المداومين قد أعلن عن تخلفه عن الحضور إلى موقع العمل لسبب ما قهري. ثم سألتني الموظفة عما إذا كنت راغباً في العمل "مكانه". كدت أعتذر، لولا أنّها سارعت وأوضحت لي اسم الموقع المعني، حيث يعمل طوني على نحو ثابت، فوافقت بعد مرور نحو العام منذ آخر مرة عملت فيها هناك. كنت متلهفاً لمعرفة ما حدث أثناء غيابي. ولا أدري من باب الدقة لماذا.

    وصلت، إلى الموقع، حوالي الحادية عشرة والنصف، أي قبل ظهور طوني بنحو النصف ساعة، فأجريت عملية التسليم والتسلم مع وردية المساء، وجلست أنتظر مقدم طوني، متطلعاً إلى مدخل البناية الزجاجي، بذلك الخليط المبهم من المشاعر.

    في الأثناء، طردت عن ذهني احتمال أن يكون طوني هو الحارس المعتذر ذاك نفسه عن القيام "هذه الليلة" بمهام الوردية!!

    كنت في حاجة لا أستطيع تبريرها لأن أرى ما قد فعل الزمن به. كان شجر الآش نفسه في مثل ذلك الوقت من العام يلوح على الجانب الآخر من شارع أليس أسود مجرداً من أوراقه. الجليد أبيض متراكم والفضاء مضاء بلا شمس، ولا قمر. كان طوني أخبرني أن السحب القريبة تعكس أضواء المدينة عليها فتكون الرؤية بمثل ذلك النوع من الوضوح، ليلاً.

    أخيرا، مددت يدي. وفتحتُ الباب لطوني بواسطة زر التحكم. «غدا أكثر نحافة». كان يعلق على كتفه الشنطة السوداء ذاتها. وكنت أعرف محتوياتها جيداً: عصائر مشكلة من الفواكه في عبوات صغيرة ماركة «صن لايت» وقطع من بيتزا مجمدة صغيرة الحجم درج على طهوها داخل المايكروويف. وقد ظلّ يجلبها خلال عطلة نهاية الأسبوع من محلات «سوبر ستور» ذات الأسعار المتدنية. فضلاً عن قطعتين من الشوكولاتة السوداء من «كادبوري». كان ذلك زاده للوردية. لم يقم بتغييره خلال تواجدي المتكرر إلى جانبه، مرة. مسح حذاءه عند المدخل مزيلاً ندف الجليد وبقايا الثلج العالقة. ثم ارتقى الدرجات الرخامية المؤدية إلى البسطة الوسيعة الرحبة للبهو المرتفع. وعبرني، كذلك، ببطء، ودونما تحية.

    «قتلني هذا».

    هناك، على شاشات المراقبة أمامي، أخذت أتتبع حركة سير طوني "الأليفة" تلك، بينما يحمل زاده كالمعتاد إلى المطبخ، عبر الطرقة الأرضية الطويلة المضاءة بالقوة نفسها، حيث مكث هناك لدقائق وضع خلالها زاده داخل الثلاجة المكتظة بحاجيات العاملين في البناية خلال ساعات النهار، وعاد. كان يشوب مشيته تغير. لكأن شيئاً يجذب خطاه إلى أسفل. ووصل إلى الكاونتر. جلس على الكرسي المجاور. لم يبدِ لدهشتي اكتراثاً هذه المرة بتقرير وردية المساء. كان لا يزال صامتاً يحدق في الفراغ، ممدداً رجليه أمامه مشبكاً يديه وراء رأسه وخالياً كالعادة من أي رغبة في الحديث، إلا أنّه لم يلقِ حتى مجرد نظرة إلى شاشات المراقبة. ولما حانت مواعيد تفقد الجراج للمرة الأولى لم يأمرني بالذهاب، ولم يحرك ساكناً، فقط بدأ في كتابة ذلك الجزء من التقرير «تمّ تفقد الجراج. لا شيء هناك غير اعتيادي حدث في هذه الساعة لتدوينه»!

    كانت مسألة حضوره هذه المرة متأخراً، بنحو العشر دقائق، لبدء مهامه، بمثابة العلامة المبكرة لما يحدث له «الآن» من تقاعس. راق لي ذلك بوصفي وليداً شرعياً لفوضى العالم الرابع. كما أنني لم أكن أرغب في معايشة ذلك الشعور تجاه السيارات الغارقة في جحيمِ بردِ الشتاء القارس ثانية. «على مدى سنوات، لم يحدث أمر ذو بال، في هذا المكان»، بدأ طوني يتحدث، بينما تقترب من الرابعة صباحاً، وقد نشط في ذلك فجأة، قال «لا شيء». وكما شرع فجأة في الحديث، صمت. مبكراً بنحو النصف ساعة، بدأت أخلي المكان، تاركاً لطوني مهام التسليم والتسلّم تلك مع أحد ذينيك الحارسين من وردية الصباح. أتذكر، مما قد حدث خلال تينيك الساعتين المتبقيتين لي من الوردية، أن طوني لم يعد يلقي بتحية تجاه أحد سكان البناية، ولم يبدُ حتى آخر لحظة لي في الموقع أن ثمة من أثر ما لسلفيا الجميلة في صحبة الكلب.








                  

العنوان الكاتب Date
حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس11-30-19, 08:36 PM
  Re: حبّ في ظلّ النصرى أمين11-30-19, 08:58 PM
    Re: حبّ في ظلّ النذير حجازي12-01-19, 03:51 AM
      Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-01-19, 05:12 AM
        Re: حبّ في ظلّ أبوبكر عباس12-01-19, 09:58 AM
          Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-02-19, 08:56 AM
      Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-01-19, 10:05 PM
    Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-01-19, 09:56 AM
      Re: حبّ في ظلّ ابو جهينة12-01-19, 12:42 PM
        Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-02-19, 07:00 AM
          Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-02-19, 08:09 AM
        Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-02-19, 10:59 AM
          Re: حبّ في ظلّ النذير حجازي12-03-19, 01:26 AM
            Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-03-19, 04:26 AM
              Re: حبّ في ظلّ النذير حجازي12-03-19, 04:46 AM
                Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-03-19, 05:35 AM
                  Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-03-19, 07:23 AM
                    Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-03-19, 08:11 AM
                      Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-03-19, 06:18 PM
                        Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-04-19, 01:03 AM
                          Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-04-19, 05:56 AM
                            Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-04-19, 09:42 PM
                              Re: حبّ في ظلّ osama elkhawad12-05-19, 10:40 AM
                                Re: حبّ في ظلّ عبد الحميد البرنس12-09-19, 02:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de