♧الحَنينُ: عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ الجِرارِ£

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2019, 08:40 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
♧الحَنينُ: عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ الجِرارِ£

    07:40 AM November, 15 2019 سودانيز اون لاين
    دفع الله ود الأصيل-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    Salah Figada
    يا صلاح ياخ شديتنا معاك بالحنين لرفاس عمك عبدو و سفرة عم جاد الرب و حتى كرباج عمنا الصول محمد محمود ، و يا حليل الدروة و سباق الضاحية.
    ♤ و زي ما قال خالنا فيصل الشريف:
    ♧ الحَنينُ زي عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ
    الجِرارِ , مثلما أن العكس صحيح £

    ♤ الحنين يجر المسافة القهقرى لوراء وراء , مع أنه هو عينُ التطلع إلى الأمام .
    و قد سُمِّي الحنينُ بارقةَ لقاءٍ و أملاً وثاباً , و خاطرةٌ شعريةً و مغامرةً خاسرة.
    ♤ كردة فعلٍ مضارعٍ حائرٍ متردد , بل هو فعل ماضٍ ناقصٍ ككان يا ما كان في
    سوالف العصر و الزمان؛ فلا محلَّ له من إعرابٍ لا ، بل كحرازةٍ عطشَى و قد جافها
    هطل المطر ؛ لا بل هو كزيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ مُعلقةٍ على سروَبةٍ أو دليبةٍ و قد
    وقفت هناك مصلوبةً على ساقين نحيلتين راسختين خلف تلة زعترٍ بوادي عبقَرٍ مفرهدةً أغصانها بأخضرّ داكِنٍ , و هي تسترق سمعاً مُرهَفاً لصفير هبوب هُوج الرياح وهي حبلى بزخات الدعاش في حضن فوس قزح، حنبل المطر : خير غائبٍ قد يُنتظر من سويداء الضمائر.
    ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
    مؤذن تعبان ساي ، في جزيرة مالطة

    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 12-02-2019, 03:29 PM)









                  

11-15-2019, 12:24 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧الحَنينُ: عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {2}
    عوداً على بدءِ ما تنتهي به خطاوينا غي كل نوبة بوقع
    الحافر فوق الحافر على قارعةكلام الراحل إدريس جمَّاع،
    و المسجوع على شاهد قبره المندثر. فها نحنُ نعد العُدَّة من
    جديدٍ لنجترَّ خيوطاُ شديدة الرهافة من سِيَر أرتال الىتخين،
    و لننبش في أسراراً من خيوط أبداعهم المًستلِّة من رحم الكآبة.
    و كأنما هم على هَوامِشُ الأحداثِ في زَنَازِنَ فَضْفَاضَةٍ بِلا جُدْرَانٍ.
    ♤ أجل ، فإن وجود لطعة دمٍ كذبٍ على قميص الضحية لدليلٌ دامغٌ
    و كافٍ لطمأنة جلاديها على ذواتهم المرتعشةخوفاً مما فعل بها السُّفهاء مِنَّا،
    لا مما قد تفعل بهم . و لكن ألا يكفي شبح القتيل بأساً و شرفاً أن يظل يطارد
    قاتليه( يزورهم في الطيف أو في الصحيان) ليبدل راحتهم أرقاً و متعتهم نكــداً.

    ♤ فالمجازات العديدة والاستعارات السديدة و التوريات البعيدة و كل الكنايات
    الممكنة العنيدة ، إنما هي ظِلالٌ لعُود الكلام ، فليست صورةُ الشيء كالشيء عينه.
    و إنما في المجاز مندوحةٌ عن نطقِ الحقيقةِ و لنا فيه مآرب أخرى: كأن نترك عواهن الأهازيج على رسلها كشتلة زيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ ، كمسرجةٍ بِلَّورِيةِ يكادُ سنا
    وهجُها يضيئ و لو لمتمسّسْهُ نارً، و تعالج أوضاعها بشيء من سخرية المفارقات.

    ♤ لقد سألتُ النفس يوماً هل أنا يا نفسُمنكِ؟! سخرت مني و همهمتْ لتقول شيئاً،
    لو لا قاطعنا طلقُ عيارٍ ناريٌّ طائشٍ جاء يبحث عن هدفٍ مراوغِ. فتخندقنا في مخبئٍ أرضيٍّ. ثم سألتها بسذاجةٍ:عن متى تبحرُ بنا البوارج لتمخبر العباب ؟! قالتَ: إلى أين؟
    قلتُ: إلى (ما لا ندري يا نعسان). إلى مجهول جديدٍ.فما ألعنَ سخريةَ العبثً حينما تأتي
    في غير وقت مقالها و لا مقامها: كأنْ ينتشي المرء في سرادقَ للعزاء، أو يتباكى في صالة
    لمحفل عُرْسٍ. و كأن يراوحُمجرمٌ مسرح جريمته ، كما يرجعُ كلبٌ في قيئه، و كما تعودُ
    عرجاءُ إلى مراحها؛ و كما يسقطُ قاتلٌ مغشياً عليه في قبرِ سَوءٍ قد حفَرَهُ لأخِيه.
    ثم عدْتُ لأسأل نفسي: هل فهمتِ شيئاً؟! قالت: قد يحتاج الفهم إلىٍ همْسٍ آخرَ
    أبعدَ و أعمقَ كي يُدْفنً حتى يتعقم في ملح الأرض. فنحن بصدد فصلٍ
    أخيرٍ على خشبةمسرح إغريقي، لعل عرضه يظــل ساريـــاً ،
    إلى أن يرث الله الأرض و ما و من سوف يكون عليها.
    ♤ و إلى ذلك الحين ، يظل عزاؤنا في قول الشمقمق:
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-15-2019, 01:46 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧الحَنينُ: عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    (خواطرُ مسافرٍ ، راحلاً على سير طاحونةٍ)
    Sultan Alsultan و لا غرو أنگ قفذت بفهمك الوثاب و ذائقتك الرفيعة لتقرأ خلف سطوري. إذن، دعنا نتذوق معا النص التالي:
    (3)
    [} في كافتيريا أحد مرافئ عصا ترحالك الطويل،عادةً
    ما تزوغ عيناك لتقعا سهواً أو خلسةً،أو حتى عنوةً
    و اقتداراً ، على وجه حسناءَ غيداءَ مصقولٌ عوارضها
    و تمشي الهوينة كما يمشي الوجي الوحلُ ؛ أو تكون جالسةٌ
    على مَبْعَدَةٍ منك ، في ركنٍ قصيٍّ، تماماً قبالةَ مقعدك المتململ.

    ♤ و حين تلمحك تُحدِّق بها مسترقاً نظراتك مُخْتَلَسَةً من خلف
    الرموش ، بينما تتشاغل أنت بتنظيف قميصك من قطرة مشروبٍ
    روحيٍّ اندلقت عليه، كلطعةِ دمٍ كَذِبٍ ، وُجِدَتْ و قد تركها ذِئِبٌٌ بَرِّيءٌٍّ
    و مفترًى عليه ، على قميص ابن يعقوب؛ أو كمفردةٍ شاردةٍ من عبارةٍ
    إعجاب كنت ستزلقها لها هامساً من طراطيفٍ(حَلَمَةِ) أذينها الأيسر ،
    لو أنها كانت بجوارك ؛ كأن تقول لها مثلا :جمالك الفتان هذا كثيرٌ
    جداً .على رَجُلٍ هِلِهْلِيٍّ زي حلاتي(كَمَا السَّماءُ بَدَتْ لنا اسْتَعْصَمَتْ
    بالبُعْدِ عًنَّا) فيا ليتك تسدلين رموش كبربيائك قليلاً لكي أشلع
    منگ خائنة عيني و أتمكن من بثك خالصةَ بَوْحِي الشفيف.

    [} و كلما ترفع عينيك عن صحن الحساء الساخن أمامك ،
    ترمقها و هي تسترق السمع و النظر و إليك ، لكنها سرعان ما
    تتشاغل بِرَشِّ حُبَيباتٍ من قنينة الملح و الفلفل على طبق طعامها
    بيَدٍ راجفة يفضح الضوء الخافت منها بياضاً كما نصاعة الثلج ،
    فتناجيها في سرك قائلا: لو كنتِ مثلي ممنوعةً من الصرف
    و محظوراً عليك مثلي مغادرة محطة هذا الترانزيت ،
    فقط لو كنتِ مثلي، إذن ، لكان لنا معا شأن آخر
                  

11-15-2019, 02:10 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧الحَنينُ: عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {4}
    7[} هنا تشعر بأنك أحرجتَها، بأمعانك في استجداء
    عطف أحاسيسها، فتتظاهر بأنك إننا تخاطب النادل :
    بينما لؤلؤةٌ من عرقٍ جبينها تغاولم و هي تحبو لامعةً
    على جيدها الممشوق شموخاً، فتناجيها أنت سراً: ألا
    ليت شعري لو كنتُ معك للحستُ عنك حبة العرق تلك.

    [} بينما خيوط الرغبة راحت تنسج بينكما مكوكاً فضائياً
    على ذرات غبار النور عبر طيات الأثير المعطر ، لتزرع به
    الأرض جيئةً و ذهاباً في منطقةً وهميةٍ و سطى قائمةٍ ما
    بين الجنة و النار. إذ تتقاطع نظرتان شرودتان،ثم سرعان
    ما تطيران خجلاً فتفترقان، كفراشين عنيدين حائرين
    لم يجدا ملاذاً من الرمضاء سوى الارتماء طوعاً
    أو كرهاً في أحضان أتون ألسنة اللهيب.

    @ و بينما راحت هي تحتسي جرعة من
    كأسها التي ذابت فيها حبة العرق اللذيذة ،
    تشعرك بأنها قد استمعت جيداً لبكاء الحوت
    في قاع سحيق من بحرگٍ اللجيٍّ العميقٍ.
    و إلا، فما الذي يغرقها في كثافة هذا
    الصمت الصاخب الشَّرود؟!

    [} تناجبها قائلاً(في سرك طبعن) : إذا ما
    أعلنوا أن إرهابياً يوشك على تفجير نفسه
    بحزامٍ ناسفٍ على مقربةٍ في قاعة انتظاركما ،
    فلا تصدقي.. لأني أنا و ليس أحداً سواي من
    سأفعل ذلك ؛ فقط لكي أسترعي انتباهك فأدنو
    م حضرة جنابك زُلفى، و لو قيد أنملةٍ.

    [} ثم يخيّل إليك أنها اطمأنت، فتفع نخب شرابك
    متلألئاً ، و انسلّ عصبٌ رفيعٌ من رغبةٍ جامحةٍ عند أطراف
    أناملها، لتحرك شيئاً ما فيحبل نخاعك الشوكـي؛ كما يسري
    نبضٌ كهربائـيٌّ دافـئٌ، عبر سلسلتك الفقرية ؛و تهزك قشعريرة
    الشعور بأن (الصنارة غمزتْ)؛ فتتولهانو تتأوهان ، و قد فاح
    عطر اللافندر المعتق بالقرنفل من حديقةٍ بابليةٍ معلقٍةٍ بينكما
    في الهواء الطلق و ناحتْ بلابل دوحكما في نهاية وصلة هياجٍ
    عبثيٍّ صامتٍ، لم يقطع حباله، إلا قرع نعلي النادل عائداً و
    بيده فاتورة حساب المشاريب التي يريد منك سدادها.
    ****ود الأصيل عابر سبيل******
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ.
                  

11-15-2019, 04:34 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧الحَنينُ: عَطَشُ النَّبْعِ إلى حامِلاتِ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {5}
    (كَمَا السَّماءُ بَدَتْ لنا ... و اسْتَعْصَمَتْ بالبُعْدِ عًنَّا)
    ® حللت أهلا و نزلت سهلا و تبوات من الجنة منزلاً بساحتنا خالنا المبجل و الأثير للنفس عبدالقادر احمد أبو عاقلة الحلاوي, و أنت تسعى عبثاً لشحذ قريحتنا لنمارس هواية النبش عبثا بعذرية دفاترنا القديمة، و حلاوة(قردنة) النگء في جراح دنيانا التي تأبى أن تندمل ، حتى نرش عليها حفنات من غبار الملح لگي تقاوم بگتيريا العفن.

    [} لم تعد ثَمَّةَ جدوى من ملاحقة تلك الحسناء بنظرات
    إعجابٍ متفحصٍ تائهٍ ،(متل شوف العين الما كلتلو غزالاً
    جافلاً) ، لأنك بت على شبه يقينٍ و انقطاع عشم بأن سهام لحظك سوف لن تجدَ من قلبها منفذاً خالياً لگي تتمكن.

    [} و حتى على فرضية أنها لو أرادت عبثاً أن تبادلك استراق النظر إليك فهيهاتَ لاجن و لا سحرة بقادرين ليلحقوا لها أثراً
    بعد عينٍ ؛ إذ سوف لن تراها ثانية ، و قد عم المساء و حلكتْ عتمة الضباب على طاولتك الدائخة العرجاء لفقدانها إحدى سيقانها إثر عِراگٍ همجيٍّ عبثيٍّ نشب هناگ لتوه بين ثُلَّةٍ من المسافرين الثمالى. و أنت لا تزال قابتا دائخا في ركنك القاصي، من فرط ما جلبت من مشاربب و استدعيت لمهرتك الجموح من أدوات التشبيه و التقريب و التأويل ، و ما استوحيت لها من سحر الأمكنة و قلبت لها من أوجه كل التشابيه و الكنايات الممكنةو حتى اللاممكنة ، فلا يكفي عشرون مجلداً لإشباعها.

    [} لم يكن النادل، لا، بل هي بدمها و لحمها و شحمها من ربتت هذه المرة، على كتفيك لتنتشلك من غفوتك اليائسة ، و سألتك بغنجٍ برئٍ : هل كانت وجبتك شهية؟و لما جاء دورك لاستجماع شتات قِواك و حزم رباطة جأشگ لتجد لها جوابا لائقاً ، إذا بها تدير لگ ظهرها و تبادرك قائلةً "سعدت بلقائك ، ثم أردفت: هل سوف تذكرني؟! فقلت لها َمرتبكاً: "قد يفقد المرء ذاكرته الخربة أصلن من فرط الدوران گطرود مواد الإغاثة ما بين مرافئ المنافي". قالت: إذن ، فلا أقول وداعاً؛ و لكن إلى لقاء ربما يكون قريباً بمطارٍ آخر ، و في مگان آخر.

    ∆ إذاً ، (فلتودع هريرة إن الركب مرتحلٌ..و هل تطيق وداعاً
    أيها الخبل؟! و قد تسمرتَ بمكانك هناك ، لا تقوى على رؤيتها راحلةً كسحابة صيفٍ تجافي بلاد و تسقي بلاد و هي تمشي الهوينة گما يمشي الوجي الوحل، بلا ريثٍ و لا عجلٍ و تقرع بكعبين عاليين على رخام طبل أذينگ الأيسر.( بالذات)،
    قرعاً طفيفاً لطيفاً كدبيب الظباء على كثيب رملٍ مهيلِ؛ بيد
    أنه يوشگ يزلزل أرگان قلبگ المنفطر و يوقظ في سُلامات
    جسدك حنيناً عارماً لتعود إلى أحضان عزلتك الرهيبة كمن
    يدافع الأخبثين ما بين صالات المغادرة و القدوم.

    ♤ و أما اسمها التائه منگ ، فهيهات لذاكرتك الخربة
    المخرومة أصلاً ، أن تتلقفه ، إلا عند سماعك مكبرات
    الصوت، تعلن عن إقلاع رحلتها إلى وجهة لم تسعگ
    دهشة اللقاء أن تسألها عنها.
    ---------------------------------------------
    [} و يبقى عزاؤنا في أبياتٍ للشمقمق و هو
    ينعي حال بيته المهجور ، گصومعة راهبٍ
    متنسگ معزولٍ ، و هي تشكو قلة فئرانها:

    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ..

    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-16-2019, 04:41 AM)
    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-16-2019, 04:48 AM)

                  

11-15-2019, 10:00 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أنين£ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    (6)
    (كَمَاالسَّماءُبَدَتْ لنا،و اسْتَعْصَمَتْ بالبُعْدِ عًنَّا)
    ® لا، و سوف لن أسمح لساحرةٍ كرزقاء اليمامة
    و لا لآكلة أكبادٍ كهندٍ بنت عتبةَ - قبل أن تسلم و
    يحسن إسلامها- أن تقهرني بشموخ أنفها فتمزق
    قلبي كما ورقة لوتس بمذاق حرمانها العسليّ.

    © ثم عدْتث لأتساءل بيني و بين نفسي:" حقأً،
    إلى أية وجهة أنا ذاهب بنهاية رحلتي هذه؟! ها قد
    وصلنا و حطَّ بنا منطادنا الجوي في بقعة ما على مجرة
    التبانة..ثم ترجلنا بهدوءٍ، و هنا أفواجً سياحيةٌ خرجت
    زرفاتٍ و وحداناً، لتجد من يستقبلها بأحضان التراحيب.
    ترجلوا من مقاعدهم سالمين غانمين ، و دخلتَ أنا بلا
    أهلٍ ، و بلا سائلٍ عني و لا مضيفٍ و لا مزعة رغيفٍ..بلا
    استعدادٍ كافٍ في(بيادر التيه ضمن جغرافيا اللامكان) .
                  

11-15-2019, 10:02 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {7}
    ▪ لا أعرف تماماً ماذا تركت ورائي؛ ربما لا شيئَ سوى ماضٍ غير مدوّنٍ في أرجوزة نشيدٍ ، جئتً إلى هنا كفارسٍ بلا جوادٍ، أمتطي حصان طُروادةٍ خشبيٍّ لا يقدم بي قيد أنملةٍ و لا عن مساره يريد أن يحيد. لا شيئَ يُرْوَى عني إلا ما يشاءُ قولَه أعداء أمتي عنها و عني، عن قومٍ أناسٍ لم يذبحوا بقرةً قطُّ و لم يغصبوا بلداً و لم يوقدو ناراً للحربٍ أبداً ، و إلا أطفأها الله.

    ▪ كم كان أسلافي و ما زلناأُناساً طيبين مسالمين، و لا ذنب لنا غير أنهم وُلدوا على سفوحٍ تنزلق إلى درب مؤدٍ إلى غابةٍ. كانوا و كنا ما نزال شجعانا بلا سيوف، مسالمين لا نجرؤ على قتل ذبابةٍ، و عفويين بلا خطابةٍ ، فانكسرنا أمام جندٍ رعاعٍ جبناء مدججين على متون مصفحاتٍ تحرسهن دبابةٍ ، فهُجّرونا و فرقونا أيدي سبأ؛ ثم بعثرونا في مهبّ هوج الرياح في أتون الرتابة، و لكن دون أن يفقدونا إيماننا بالشفاء من جراح الهزائم . فمن أنا ،و من أينـ ثم إلى أين في خِضَمِّ الكآبة؟ أشاعرٌ طرواديٌّ قد نجا بأعجوبةٍ من مذبحةٍ ليروي كشاهدٍ عيانٍ ما جرى ، أم خليطٌ من ذاك و من دمٍ إغريقيٍّ ضلّ طريق عودته؟ إن عيشة المنافي تجعلك نهباً لانتقاء الاستعارات.

    ▪ فخُذ منها ما يعين لعبور قرين الشعر على بحر الطويل، حتى يعجز
    الجلاد عن إلهاب جلد لضحية بالسياط و يبقى الأمل في عودة الشباب إلى
    محاربٍ شاخ في ثنائية البيت و الطريق و فقدان الرفيق ويـندلق الرحيـق!!
    ******************
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ.
                  

11-16-2019, 05:13 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {8}
    گعهدنا بگ دوماً عمنا و أخانا في الله الوريف/
    سالم قطبي قطبي، دوماً ما توشگ تگسر أعناقنا بباقات
    ثنائگ العطر ، حتى تخجل تواضعنا بأدبگ الجم و ذوقگ
    الرفيع السمهري القوام . فلم تگن تلگ منَّا، سوى التفاتةٍ
    عفويةٍ إلى دواخلنا الصماء، كما إلى دواخل گل ذي كبدٍ
    رطبٍ من العابرين في فجاج الأرض الواسعة إلى سبل
    عيشٍ شررلةٍ شتى و متفرقة بنا گأيدي سبأ.

    ® مجردُ نماذجَ حيةٍ لنصوص حداثية أو ما بعد
    الحداثية تقرؤها هنا و هناگ لشاعر حداثيٍّ أو ناثرٍ
    ثاثرٍ مجنون مثلي ، و لگ أن تصنفني گتلميذ فاشل
    لمدرسة الفيتوري و نزار قباتي و هما ليسا سوى طاووس
    مغرور و غراب مغمور عاشا متشاگسين، إذ يتنازعان على
    فخذ دجاجة بيضاء گانت هي/ غادة السمان. يليهما رتل
    من المجاذيب امثال عمر الطيب الدوش و محمود
    درويش، أو حتى صديقي عبد العزيز برگة
    ساكن( الجنقو مسامير الأرض").

    © حيث وجدتني أتراجع القهقرى و بمنتهى السيريالية
    ( ذات الواقعية الفائقة ) و إنِّي على قناعة بأن : مشيناها
    خطى و من كتبت عليه خطى مشاها.و من كانت منيته بأرضٍ
    فليس يموت في أرض سواها أو لتظل عائشاً أو بالأحرى ،
    هائماً على وجهك فقط، لأن يد عنايةٍ إلهيةٍ قد حملتك
    من عين العاصفة إلى تلة زعتر بوادٍ غير ذي زرع.

    [} أن تعيش في منزلة الصفر ، أو أدنى فربما، و لكن
    هيهات أن تعيش عصيّ القلب ، قصيّ الالتفات إلى ما
    يوجع و يجعل (وجع الوجع)وجهةً لحد ذاتها؛ و إلى ما
    يرجع من صدى أجراس تضع المكان على أهبة السفر.
                  

11-16-2019, 05:29 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {9}
    [} حيث تمر من هنا، كل يومٍ جوقةٌ من فتيات الغجر.
    مصابات بحمّى رقص الگمبلة الأفريقي و الإغواء و بسُعَار
    بيع الهوى، إذ علّقن سراويلهن على فروع الشجر ؛ و ارتدين
    العري المتخفّي في رشاقة العهر. حيث على الخيال وحده
    أن يرى فضيحة العُري في نرجسية إيمان الفن
    بذاته المتمنعة عن الإفصاح بالأمر.

    [} فالغجريات الماهرات بدسّ سهام البرق في عظامّ نخِرةٍ
    لدى المتفرجين، هنّ هنّ القادرات على ستر العُري بضوء يسطع
    من صدورهِنَّ النواهد و هي ترشح من ببن فرثٍ و دمٍ حبيبات
    لبنٍ آسن لكنه سائغُ لذُّ لهواته و عشاقه من بُغاة الشاربين.

    ∆ يا ما في كل بلادٍ الدنيا قطعانٌ هائمة منالغجرٌ و في كل
    غجرية سِفْرٌ مرتجلٌ . و في كل سِفْرٍ حكايةٌ لا تُروى إلاّ بعد
    اجتياز الذكرى سنّ الخجل، من مصيرٍ حتميٍّ منتظرٍ، على
    سكة وترٍ على خطى الدجال ، شر غايب ينتظر ، أو قيام
    ساعة الصفر و لعل الساعة حينها تگون هي الأدهَى و أمرَّ.

    [} ألهذا حملت الغجر معك كلما يفترق المكان عن
    زمانه ، و كلما تشرّد عن كوكبٍ دُرِيٍّ في مجرة درب
    التبانة، سُكّانه الباحثين عنه في ما تبقى من روائح ،
    هي الدليل على تناقص العُمُر؟

    [} أو لهذا يبحث الناس في النساء عن فوضى الجسد في
    شهوة الغجريات الراقصات على حبال الهوى ، واصطحاب
    سندس الأماني و خلو المعاني من زركشاتٍ في العشق إلى
    حثالات العابثين بعذرية بنات حواءَ من بني البشر؟!
    ***********************
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ.
                  

11-16-2019, 10:55 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {10}
    [} و إذا أتتگ إشادتي بشهادة من عارف
    فذاگ دليل بأني حاضرٌ ، و أنِّي حيٌّ أرزقُ.
    ∆ و الله إننا لنُضْطَرُّ لطأطأة هامات رؤوس
    تواضعنا استحياءً أمام أي دعمٍ باذجٍ لنا هگذا
    بقوة حصانية رباعية الدفع ، ليُثَّ في عروقنا
    وقودا حيويا گي نمضي قُدماً ، و لو لقيد أنملة.
    فلله درُّ گلِّ رفقاء الخيل و الليل و القرطاس
    و القلم؛ و لا فض سامرنا في معيتهم.

    ∆ إذن، دعنا نقول ، و على مسؤوليي:
    إننا في أتون سيادة نظريات أمراء حروبٍ
    (بسوس) ضروس عبوس قمطرير ، لا ، بل
    هي { دواعش و غبراء } , مدججين بعضهم
    بالمفخخات و الخناحر ، و الحزامات النواسف.
    و آخرون ببراميل النوويِّ المنضب ، و گثير منهم
    بمسوح (الدين السياسي) المبطن بغشاوة نفاق.

    ∆ حقيقةً إن معايشة واقعنا اانرؤر لتفرض
    علينا إدانةً شاملةً واجبةٍ لكل ما يجري من حولنا.
    لكنَّ روح المفارقة تدفعنا للجنوح للسَلْمِ نحو التعلق
    بأهداب الأمل على أجنحة طواحين الهواء ، ما بين
    (واقعية فائقة) و متوهمة (گما إمارة المتنبئ) ،

    ▪ و بين واقعٍ ضبابيٍّ معاشٍ طابعُه التملص من روح
    الحسم في أية قضية و لا نزاهة القسمة بالسوية، و لا
    هِمة الخروج في السرية.ياخ لدرجة تكادتنعدم معها الرؤية،
    حيث تتلاشى تلكم المنطقة الرمادية الوسطى الفاصلة ما
    الجنة و النار لأي تمايز ما بين ما هو مفترضٍ و بين واقعٍي
    فوق الخيالي. مفارقةٌ من شأنها أن تلقي بظلالها سلباً على
    ضبابيةنصوصنا المرتجلة بأسلوب موغل في الحداثة.
    <<< ود الأصيل >>>
                  

11-16-2019, 11:22 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)


    *********{11}**********
    ® نَوْبَاتُ فَضْفَضَةٌٍ سِيْرْيَِاليَّةٌπ√(ذات واقِعِيَّـــةٍ فائِقَةٍ و مُتَخـــيـلَةٍ)
    ® قد تنجو بجدلك ذات مرةٍ ، بل و مراتٍ من نوائب الدهر الحادثه ،فقط ،
    لأن يد عنايةٍ ربانيةٍ تأبى إلا أن تتدخل في كل سقطة لتنقذ عمرك. و أنا عشت
    شخصياً لأجوب الدنيا من أقصى إلى أقصى في كل مكان گمسافرٍ صار مأواي في
    قاعات الانتظار في مطارٍ ، حيث سرعان ما يُرسِلني، كطرد بريدٍ جوّي،إلى مطارٍ .

    © تجدني عابراً حائراً بين اختلاط الهُنا بالهناك، و زائراً متحرراً تماماً من واجبات التحقق من متاعٍ أو أي شيء لدى نقاط (قبانة) التفتيش. هكذا كثيراً ما تمرّغت فتيات الغجر على بيادر أيامي الخوالي ،عبر طريق الحرير من هِندٍ و سِندٍ و بلاد ٍ تمتطيظهور الأفيال، إلى ما يرد على حاسة التيه منهواجس بلا خرائط أو هوياتٍ . كم هنَّ فاتناتٌو لكنهنَّ بائساتٌ
    و راقصاتٌ بلا سبب سوى ما لذوات الدم الحارِّ مننسب إلى إيقاعات الطبول.

    @ هُنّ هُنّ، سِربُ خيامٍ مهاجرةٍ إلى مغامرات جديدةٍ قد يَجدنَ فيها كفافَ
    حياةٍ في متناول اليد. و لا يودّعنشيئاً لئلا يحزنّ، فالحزن مهنةٌلا تليق بهنّ، فهنّ
    ربات الحزن والتعاسة منذ وُلِدن. و لكن يرقصن كي لا يتوقف جريان الدم في
    عروقهنَّ. و يتركن الأمس وراءهن كرمضاءٍ من تحت دمنة رمادٍ، و ليست بأية
    حالٍ أهون من نار غدٍ بئيسٍ، لا يفكرن به لئلا يعكّر عليهن التوقع صفو ا
    لارتجال. اليوم هو اللحظة التي يختزلن فيه الدهر كله.

    **********#####**********
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-16-2019, 12:06 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {12}

    ♧ نَوْبَاتُ فَضْفَضَةٍ سيرياليَّةٌ ( ذاتُ واقِعِيَّةٍ فائِقَةٍ و مُتَخَيَّلةٍ)

    ▪ و قد ينجو أحدنا أيضاً ليعيش ككلبٍ بسبع أرواحٍ،
    فقط ، لأن طلقاً نارياً عشوائياً طائشاً كثيراً ما قد يكون
    مرّ قريباٌ من شحمة أذنيه ، أو من تحت فخذيه ، أو بين
    إِبْطَيْه ، دون أن يستقر في ثمرة خافقيه ، كما لم يَشُجّه
    جلمود صخرٍ طائشٌ حطه السيل من علٍ على فاخورة رأسه.

    ▪ و قد تعيش لأن سائق ناقلة جندٍ قد صحا ضميره
    ذات يومٍ و قد تنبه في آخر لحظة لوجود طفلٍ يافعٍ يئن،
    و هو يوشك على يسحقه بين مؤخرة مجنزرتهو بين جدار
    فصلٍ عنصريٍّ عازلٍ ، تگاد تلصق به هبكل عظمه النحيل .

    ▪ إذن ، عشت، و قد أنقدك عدوُّ لك و عدوُّ لي من الخطر
    المُحقق سحقاً حتى الموت؛ ثم أعادك إلى دار ذويك، لتجدهم
    قلقين يقلبون أسوأ الفروض على جمرالخوف و الرجء. فعليك
    أن تقول:حمداً لله الذي لا يحمد على مكروهٍ أبداً سواه:

    ∆ إذ كم مرة يموت أحدنا و لم يتنبه لوجوده أحدٍ . و كلما
    مات أحدنا و انتبه ، كلما استأنف التهام الحياة كحبة خوخ
    تالفةٍ و (مخستگةٍ ) ؛ فلا وقت طويلاً للخوف من شيء ما
    مجهول؛ مادامت هذه الحياة الدنيا و هي أنثى مغرورةٌ و
    مشغولةٌ بدلالها عن ضحاياها بتجديد صباها و فجورها
    و تقواها ، على مرأى و مسمع من المساحيق في الأرض.
    *****@@@*****
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى التراب
                  

11-16-2019, 01:41 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {13}
    ● محمود دريش متلنا جاي مسكونٌ للنُّخاع بلواعج الشوق الحنينُ. حيث ندين له باقتباس الكثير من خواطرنا المستوحاة في هذا الصدد.إذ نجد اللوعات ماثلةً في كل أقواله و لفتاته البارعة.فقد لا تخلو واحدةٌ من قصائدهِ عن حنينهِ لوطنه و لأمهِ و لمعشوقته، فقصائد حبَّ درويش كملاحم نضاله و فراقه و قصائد نسيانه كلها معطونةٌ بالحنين ، وقدتجلى ذلك بديوان
    في حضرةِ الغياب حينَ الحنين بكامل الأوصاف.

    ▪ و نحنُ إذ آثرنا أن نقتفي أثره بأروع و أبدع و أمتع ما نكأ به في جوانا جراحاً لا تندمل، إنما نفعل ذلك بدوافع الحنين ، بل بفعل الحنو إلى مسامرة الغائب للغائب و الْتِفات البعيد إلى البعيد لكون الحنين قد يتشخص في عطش النبع إلى حاملات الجرار ، مثلما أن العكس أيضاً صحيحٌ. فالحنين يجر المسافة
    للوراء (القهقرَى) ، كأن التطلع إلى أمام، وقد سمي أملاً، خاطرةٌ شعرية و مغامرة نضالية .

    ▪ لكأني به فعلٌُ مضارعٌ ناقصٌ ىاجتىتر شريط ماضي الذكربات؛ ك(كان) يا ما كان في سوالف العصر و الأوان. فهو حائرٌ متردِّدٌ، و فعل ماضٍ ناقصٍ معلقٍ على سروةٍ؛ كنخلةٍ حمقاء أو كحرازةٍ عطشى عجفاء مجافيها همس الدُّعاش؛ أو كزيتونةٍ لا شرقية و لا غربيةٍ ؛ و قد وقفت مصلوبةً على ساقين راسختين خلف تلة زعترٍ بوادي عبقرٍ و التفت بأخضرها الداكن، وأرهفت السمع إلى صوت فردانيٍّ : هو صفير الرياح. فللحنين صوتٌ هو نواح هوج الرياح: و كلما توغلت بعُزلتك وحيداً، أخذك الحنين برفقٍ أموميٍّ إلى جَوِّه المشيد من قوارير بِلَّورية قابلة الكسر.

    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-16-2019, 02:23 PM)
    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-16-2019, 02:27 PM)

                  

11-18-2019, 12:52 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {14}
    ♤ الحنين كطائرٍ سمندلي الإهاب له وكرٌ يغدو منه و يروح إليه
    طائراً بجناحين مرفرفين ؛ و له حضنٌ عائليٌّ يتوق إلي دفئه بمزاجيةٍ عاليةٍ خفَّاقةٍ لتصفيف باقات أزهار الربيع ، و هو فصله الزمنيٌّ الأسطوري المنتقَى بعنايةٍ إلهيةٍ فائقةٍ ، حيث ينضَح فيه عبير الأقحوان و تنضُج ثمار التين الشوكي على أقلِّ من مهلٍ و ينام جديُ الظباء قريرَ العين في أحضان قطيعٍ من الذئاب، كما في مخيِّلة طفلٍ غريرٍ، إذ لم يشهد معمعةً في ساحة مجزرة.

    ♤ و يطوف بك الحنين ، كدليلٍ سياحيٍّ على جناح نورسٍ ليلي ،
    بربوع يوتوبيا بلادٍ لم تعُدْ ترتادها قدماك و بحارٍ لم تمخر عبابها أشرعتك ؛ و لكأنها من صنع خيالك الأفلاطوني الوثاب، ليُبلِّغ بك براحات جنةٍ بربوة كنت تأوي إليها و تتمرغ بمروجها السندسية الخضراء ، حتى تتشرب مسام جلدك للنُّخاع بعبق الزعفران.

    ♤ فللحنين رائحة فواحة في فصله المدلل ، و هو الربيع :
    حيث ينضَح قطر الندى و يبِلُّ الصدى ليبث حلاوة الروح في روع أوراق توتٍ خريفية يابسٍة و ليُصدِر زفرات لهفةٍ أموميةٍٍ، عطشى لهطل المطر كبشرى صادقٍةٍ بزفاف كونيٍّ و عشمٍ قويٍّ
    بانبلاج الأمل في فجاج الرَّدى و حلول المطلق في آفاقٍ يبابٍ.

    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-18-2019, 12:53 PM)
    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-18-2019, 12:59 PM)
    (عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 11-18-2019, 07:53 PM)

                  

11-20-2019, 12:02 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (15)
    (عَبْرَ قَاعاتُ الخَطَاوِي الضَّائِعَةِ)
    كأي عابر سبيلٍ يمر مرور (همس النسيم الماش)،
    أو كمر السحاب لا ريثٍ و لا عجل (فمافي حاجة لاحقنها)
    و لربما يختلط لديَّ الهنا بالهناك و بالهنالك ، و قد أكون كما الربح ابن السبيل
    ما عرفت ما السكن ، غير أن لي و طناً، و أدري أن لا شيء عندي يعدل الوطن .
    كثيراً ما أجد نفسي منزوياً في ركنٍ قصيّ لأحد المقاهي بأحد الموانئ ، أو تجدني أزرع
    الأرض طولاً بعرضٍ، جيئةً و ذهاباً في إحدى(قَاعاتُ الخَطَاوِي الضَّائِعَةِ)، بينما أغرق في تفكيرٍ عويصٍ في مدى جدوى رحلتي القادمة : و هل أنا أصلاً في ذهابٍ أم في إيابٍ؟!.
    إذ لا أحد يترقب قدومي لاستقبالي في محطة إيابي ؛ مثلما لم يكن أحدٌ قد أودع الله
    ديني و أمانتي ، حين تركت العدم خلفي و اليباب أمامي . إن لي أكثر من اسمٍ و أكثر
    من تاريخ ميلادٍ مُثْبَتةٍ في وثائق سفرٍ منمقة الأغلفة، بألوان الطيف. لكنني على أية
    حالٍ حرٌّ أنا في خضم تلك الزحامات المسافرة دوماً ، كسير طاحونةٍ هوائية لا ينفك
    راحلاً . و حيثما مررت بأيما نقطةٍ للتفتيش و العبور تجدني مرفوع الهامة أمشي .

    ♤حيث إني آمِنٌ أنا في سربي ، كسلع الحوانيت المعفاة من رسوم الجمارك ،
    و محروسٌ أنا بأجهزة الإنذار المبكر. فلا أحديكلف نفسه عناء سؤالي عن هويتي؛
    و لا أحد يبدى أيَّ تعجبٍّ من مشيتي المتلعثمة ، أو من زرارٍ مقطوعٍفي معطفي،
    و لا حتى من لطعة دمٍ كذبٍ يرونها مندلقة على ربطة عنقي. و كأني عميلٌ مزدوجٌ
    متخفٍّ في روايةٍ محفوفةٍ بالغموض لأجاسا كريستي، معروضة في كشكٍ للصحف.

    متمردٌ أنا على مؤلف مأساتي و ناشرها و بائعها و من حملت إليه. و في وسعي
    أن أضيف أوأحذف أو أجرح أو أعدِّلأو أبدّل كما شئت ؛و أن أقتُلَ أو أُقتَلَ ؛ و أن
    أمشي أو أجلس أو أطير؛ و أن أصير كيفما يحلو لي أن أصير؛ و أن أعشق أو أُبغض؛
    و أن أعلو أو أهبط ، أو أسقط مردياً قتيلاً من على مقصلةٍ نصبت على قمة جبلٍ .

    ♤ و لا يمسني سوءٌ، لأني لم أعتدٍ قطُّ على التمتع باية ملكيةٍ فكريةٍ في اية
    حقوقٍ للنشرٍ أو التأليفٍ لكتتب سيناريو مأساتي ، و ليس لي قول ٌ فصلٌ
    حول مصيري، حسبما صوروه ضمن حبكةٍ درامية عنِّي من ألفٍ إلى ياءٍ.
    *******************
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-20-2019, 06:59 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {16}

    ( هُوِيَّـــةُ التِّيْـــهِ فِي جُغْرَافْيَا اللَّامَكَان)
    لا أحد يجرؤ على نهي سواحٍ عابرٍو عاشقٍ للترحال،
    عن الهيام في أرض الله الواسعة ، و لا عن إفراطه في
    الخروج من سربٍ قد تمرد على أوضاعٍ مائلةٍ لا تسُر عدُوَّاً
    و لا صليحاً، فقرر التغريد خارجه، حتى و إن على مقربة
    من مساره الجوي.و استرسل في طرق المعلوم بسندانٍ
    من فولاذ المجهول، على صفيحٍ ساخنٍ من أمرٍ واقعٍ
    مريرٍ ، فتطاير شَرَرُ الممكن من فقه الواقع . و كلما
    ضاقت به جدران الزنازن ذرعاً ، تناثر كبلّور
    مكسورٍ في أدبيات مجتنع المساجين.

    ♤ إذاً، فما معنى أن تجد في نفسك في مرفأٍ تالٍ
    شخصاً غير مرغوب فيه ، لافتقار وثائقك إلى ثقافة
    الربط بين (جُغْرَافْيَا اللَّامَكَان) و التيه في ظل ظروف
    الأزمنة و أسماء الأمكنة: فمن وُلِدَ في بلادٍ لا وجود لها
    على الخارطة الحالية لكوكب الأرض. فبأي منطق و بأي
    حقٍ يحق له الوجود. وإن قلت مجازاً إنك من(لامكان)
    قيل لك : لا مكان ل(اللَّامَكَان) هنا أو هناك.

    ♤ و إن قلت لموظف الجوازات ، ليس بإمكاني أمكن
    مما قد كان و ما هو كائن، لكون اللامكان في قاموس
    هويتي هو المنفى ، زجرك قائلاً:لا وقت لدينا للثرثرة
    بخطرفاتٍ من محسنات البديع و علوم البيان، فاذهب
    يا هداك الله ،إذا كنت تحبّ الفصاحة لتعودنَّ أدراجك
    إلى أمهات الكتب الصفراء عند أبي الأسود الدؤلي
    و الخليل بنأحمد الفراهيدي أو تلميذه/ سيبويه.
    ***************************
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-21-2019, 08:29 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (17)
    ( هُوِيَّـــةُ التِّيْـــهِ فِي جُغْرَافْيَا اللَّامَكَان)

    ® هل رأيت وجهك شاحباً ذات يومٍ في مرآةحمامٍٍ قثي
    بصالة المغادرين من قطار يرسلك إلى قطار آخر و منه إلى مطار،
    و من ثمةرصيف قِطارٍ مزدحمٍ باللاهثين إلى حيث صفقاتهم التجارية
    و مواعيدهم الغرامية، حيث تبذل جهدَ جهيدٍ، كمن يفسر الماء بالماء،
    و أنت تشرح لموظفين لا مبالين و غير معنيين أصلاً ، تتلو عليهم نبأَ
    أسطورةٍ حول جيوستراتيجة عصرٍ فائق الحداثة كأنما يعود إلى غابر
    الأزمان: عن أمة كانت.تجري العروبة منها مجرى الدماء في عروقها.

    [} لكنها حينما ثارت (ذات هَبَّةٍ ربيعٍ) ساخنٍضد رباعية الفقر
    و الجوع و القهر و الهوان ، على أيدي جلادين طغاةٍ أو بغاةٍ
    أو غلاةٍ أو جفاةٍ ؛ لدحر جموعِ أُنَاسٍ عَُّزَّلٍ حفاة عراةٍ غرلاً.

    © فما لبثتْ أن تفرقت السبل بصفوفهم أيدي سبأٍ ؛
    فصاروا شتاتاً عبر بوابات المنافذ بين مطارق المطارد ،
    و سندانات تيه المنافي؟! و لكن هيهاتَ أن يفهمك أحدٌ،
    أو يمنحك تأشيرةً بإذنٍ للدخول. هل رأيت نفسك هائم
    الخطى في بيادر غربةٍ كشِعْبِ بوانٍ ، وسط أغرابٍ،
    لو سار فيهم نبي الله سليمانٌ لسار بترجمانٍ؟!.

    ∆ حيث تروي هناك لكل من تصادفُما قد حلّ بديار أهلٍ
    مطموسي الهوية، مقطوعي الوجه و اليد و اللسان، و مرتهنين
    بصاعٍ من حنطةٍ، لأجل شيء لا يمتُّبشيء إلى كرامة إنسانٍ.

    ▪ و منذ هبطت من بطن أمك مذعوراً تطلق صرختك
    الأولى جراء صدمة ارتطام وجهك بأجواء هذا العالم
    الخرِف ، فهل شققت عينين على غير جرّافة عملاقة
    تدوس الأوطان لتسوِّى بحطامها المكان على مقاس
    أيقونة مجنزرةٍ احتلالٍ؟! و من لم يكونوا آنذاك في
    الأسطورة ، فلا مكان لوجوده في هذا الزمان.
    *******@@@@@*******
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-21-2019, 07:03 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (18)
    ( هُوِيَّـــةُ التِّيْـــهِ
    فِي جُغْرَافْيَـــا اللَّامَكَـــان)
    و أنت منهمكٌ في حالة ترحالٍ مكوكيٍّ دئوبٍ
    ما بين لقاء و وداع.. و كَأنك سْير طاحونةٍ هوائيةٍ ،
    لا تنفك راحلاً بين الأمكنة و حمالاً لكل أوجه الكنايات
    الممكنةو بينما تغطس في تَعْسِيلَةٍ ( غفوةعفويةٍ ) يسمع
    لها غطيطٌ على أريكة جلديٍّة ؛ لتستيقظ منها على وقع حوافر
    مسافرٍ متعجلٍ تعثّر بك، فيما أطلق ساقيه دون أن يعيرك نظرةُ،
    معتذراً لك بعذرٍ باهتٍ , أقبح من الذنب؛ و كذر الرماد في عيون
    العِمِي تدلف بخطاك الضائعة إلى الحمّام و تغسل ثيابك الداخلية
    و جوربيك و تحلق شعث ذقنك و تتمغَّى ، قبل أن ثم تمضي لتتسكع
    عبر صالة يبدو لك كسيف الوقت إن لم تقطعه قطعك . ثم تعود ثانيةً
    لتحملقفي صحف ذاك الصباح باحثاً عبثاً عن بلادٍ من شأنها أن
    تمنح حق اللجوء السياسي للشتات من أبناء الأمم المتحدة .

    ♤ و هل هناك من بلدٍ مستعدٍ ليجازف بمصالحهلكي يقبل بك ضيفاً ثقيلاً؟
    لعل الخالق غاضب جداً من فعائل خلقه.حيث قد:(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ
    بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) . فما معنى أن
    يمضي مسافرٌ طوال عمره في مطارٍ؟ و لكن ربما بالعكس ربما يغطبني من لو كان
    مكاني ليسجع مديحاً لحرية حراكي بين المطارات حيث ننطلق أنا و ذباب جلدي
    أحُرّاراً و ثمة حبال ودٍ هي تلك المصائب اللائي يجمعن المصابين الذبابة تحنو عليّ/
    تحطّ على كَتِفِي و يدي . و كأنما تَحُثُّنى على تدوين شيء ما/ثم تطير. و أكتب
    سطراً: لكأن محطات المنافي صارت بلاداً لمن لا بلاد له. ثم َّ تعود الذبابة
    بعد غَيْبَةٍ/ لتمحو الرتابة ، ثم تتركني و تطير أخيراً و في
    عينيها نظرة رثاء لحاليو لا فراغ لدى أحد سواها
    لأجاذبه طرفي حديثٍ ذي شجونٍ.
    ************************
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-26-2019, 06:16 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    هَوامِشُ الأحداثِ زَنَازِنُ فَضْفَاضَةٌ بِلا جُدْرَانَ).

    (19)
    ●... و كان عليك أن تختار هامش الأحداث
    لتعرف أين أنت. فالهامش يشبه نافذةً تطل على العالم،
    فلا أنت فيه و لا أنت خارجه.( و هَوامِشُ الأحداثِ زَنَازِنُ
    فَضْفَاضضةٌ بِلا جُدْرَانَ). الهامش كاميرا شخصية تلقط لك من حياة
    المركز كما تشاء من مشاهد منتقاة حيث لا يكون الملك هو الملك. و لا يكون
    إزميل فدياسَ و لا ناي بتهوفنإلا كسهام نظرات عشق روميو تخرق قلب جولييت.
    هل صحيح أنّ من يدلي بدلوه ضمن سياق مأساتهما قبل الآخر ، سيكسب جولة على
    أرض صراعهما ؟ و لكن لا ننسى أن الكتابة تحتاج إلى مخالب جارحة كي تحفر بها في
    صُمِّ الحجارة ، كي تترك لنفسها أثراُ ، و لو بعد عين . و قد سَمّوك الحالم حين اختـرت
    الهامش لكي ترى حلمك و يراك مُنكباً على تذكّر اسمك القديم الذي يتبعك كما يتبع الظل
    عوده ، دون أن ينبس ببنتِ شَفَةٍ. و لو نطقالظل لأرشدني- قلت لي.أما أنا فذهبت إلى
    الشارع أهتف وأنزف و أهتف بسقوط أقنعةكل الذرائع والأسباب، حتى خيّل لي أنني
    حَررتُ وتَحررّتُ و كَفَّرتُ عن ذنوب لم أرتكبها.و كنت تنظر إليّ من الهامش،
    لأن المسافةكما قلت لي مصفاة و مرآة. و في المساء التقينا، كما هي
    العادة، فعانقتني،و ربتَّ على كتفيوقلت لي: سأمضي غداً معك،
    ذلك لأن دور الهامش هو أن يظل يتأمّلُ المشهد فقط،
    و دون أن يجرؤ على أن يفعل شيئاً ما.

    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
                  

11-28-2019, 04:16 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (20)
    حالةُ حبٍّ عذريٍّ ، يتلبسك غير أنه قد يُنْجِبُ اطفالاً.
    ® عندما تثور السماء بغضبة الهبباي حتى ترتعد فرائصها
    بمشاعرَ جياشةٍ حد الارتباگ، لتعربد بشموخ گبريائها و يعتمل
    الفضاء بزوابع رعدية مگبوتة؛ و تتراشق إحتمالاتها ببوارق أمل
    جديرةلتخترق عتمة الظلام عبر الوهاد من أضيق الشقوق ؛ ثم
    تعززه بأن تذرفدمعاً سخيناً هميلا، ليهطل مزنا مدراراً ساخاً
    رخاءً ، و على بيادر الأرض برداً و سلاماً و دعاشاً هفهافاً ;
    ©> ثم تقابل حقول الحنطة و مروج الزهر گل هذا السخاء
    الرباني ،فاردةً كِلتا ذراعيها بحنو رؤوم خرافية الحنين؛
    فتعتصر أحشاء بطاحها فرحاً {يجمل للحزن ممشى} .
    @ يمتص الثرى صفعات هوج رياح الثريا بگل أريحية
    و هدوء،ليهدئ من روعها ،فيگفگف من تهور عنفوانها ،
    فيربت على گتفيها، و يمسح {دمعة الحزن التي تسگبها
    فوق ذراعيها} ، و{ بمنتهى الريد و مبتداه}، في رقة
    حانية بالغة؛ فيصير منظر الثريا ساحراً و هي تلثم ثغر
    الثرى و تحتضن تلگ الرضاب الممتدة شاسعا و
    القفار المترامية واسعا بحلة زاهية سابلة خضراء.
    > فيا له من مشهد يشبه إلى حد كبير حال المتيمين
    عشقا مفتوقاً حديثاً و لتوه ؛ فقط مع فارق أنه ، إنما يغرس
    بذوراً، لينجب أطفالا، حينما يتعلق الأمر بتوق السماء
    لتمرغأرنبة أنفها بزعفران تراب أديم التراب.
    ● شهقة لون و تگيـــــة خــــــــط:
    ♤ عبر عز من قائل عن ذاگ المشهد بتعبير قرآنيٍّ
    سهلٍممتنعٍ ،حين قال في محكم تنزيله: " و السماء ذات
    الرجع و الأرض ذات الصدع".
    ♤ مع تحياتي لصاحب الإيحاءات النادرة
    البديعة لقدح ذهننا دوماً، بفيوض من الخواطر
    الدافئة المعگوسة، و المبعثرة على عواهنها هگذا،
    مقام حضرة صاحب السمو العاطفي الجياش
    أخينا/ الياقوت عبـــدالعظيــــــم ،،،،
    ® لِمَ گلَّما أوغلتُ في عينيگ
    يغتالني ظمؤ السنين؟!
                  

12-02-2019, 04:14 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (21)
    ♤ و كلما داريت أحداهنَّ برموشي من لسع نظرات الفضول
    وجدتهم لمحوها داخل أحداقي تغتسل بدموع إنسان عينَي.

    [} إذاً، ماذا لو أدركت ذات صحوةٍ من سُباتِك العميق، بأنك أنت
    منذ الآن فصاعداً لم و سوف لن تَعُودَ كما أنت على رأي درويشٍ ؟!!

    [} فهل كان لزاماً علينا مثلاً، أن نسقط من عقبةٍ كؤودٍ و عُلُوّ شاهقٍ ،
    و نرى ‏دمنا الحار سائلاً لنُدْرك أخيراً بأننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟

    [} أم هل كان ‏علينا أيضاً أن نقصفَ على عوراتنا من ورق التوت اليابس،
    أمام الملأ ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟ - كم ‏كَذَبنا حين ادعينا و قلنا: نحن
    استثناءٌ! عمومن، أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على ‏غيرك و لكن ‏أن نكون
    ودودين مع جلادبنا، و قساةً مع محبّينَنا - تلك ‏هي دُونيّة المُتعالي، و غطرسة الوضيع!
    - يا ‏أيُّها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ‏ابتعدنا عنك!- ثم يا أيها المستقبل لا تناجينا من على
    شرفة غبائك المعهود، كما كان يفعل العقيد معمر القذافي: : مَنْ أنتم؟ و ماذا تريدون مني؟ ‏لأننا حتى نحن أيضاً لا نعرف تماماً. ثم يا ‏أيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري ‏سبلٍ شتى، ثقلاء ِالظل! ف‏الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث؛ و ما نخترع ، لا ما ‏نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نهشمها كُلَّما أعجبتنا صورنا المزيفة!

    [} هنا إرهابيٌّ من كتائب داعش و الغبراء ، فصيل بوگو حرام، و قد تَقَنَّع
    و تمنَّع فتلثَّم و تلعثم ثم تجشًّع و تَشَجَّم، و مسح وجهه بمرق مُزِج بسم
    الأفاعي، ليذبح أمَّه من الأضان للأضان. لأنها هي ما تيسَّر له من الضحايا.
    و أيضا لأنَّ ‏جنديَّةً مشاةٍ أمريك أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلةً :هل لأمِّك مدفعان مثلهما؟!!
    [} و ‏لولا ‏الحياء و الظلام، لزرتُ بيتَ لحمٍ ، دون أن أعرف أيُّ
    طريقٍ سوفَ تؤدي بي مباشرتن إلى روما، قبل أن يحرقها نيرون.
    -
    [} ولولا أن محمداً (صلَّى الله عليه و سلم) قد بُعِثَ خاتماً للأنبياءة،
    إذا لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ‏و لكل صحابيّ ميليشيات من التابعين
    الضالعين و تابعي التابعين و تابعيهم بغير إحسانٍ إلى يوم الدين!

    [} ربيعنا العربي ليس سوى أدمانٍ لمظاهر احتفالن بنكسة حزيران حتى في يوبيلها
    الذهبي لدرجه أننة إذا لم نجد مَنْ ‏يهزمنا ثانيةً، لهزمنا أنفسنا بأيدينا لكي لا ننسى!

    [} و مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن ‏تجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة!

    [} قلبي لم يَعُدْ لي .. كما هو ليس لأحد سواي.لكنه استقلَّ ‏عني، دون أن يصبح حجراً.

    [} ‏أحقاً هل يُدْرِكُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه بالتكبير: (الله أكبر) أو بالهيللة: (هي لله)، ‏بأنه كافرٌ بدين محمدٍ ، إذ إنه يرى الله على صورته شخصياً؟!: كأصغر من كائنٍ بشريٍّ سويِّ!؟

    [} و ‏قد يُخفِى الأسير، الطامحُ إلى وراثة زنزانة حبسه الانفرادي، ابتسامةَ النصر عن ‏الكاميرا، و لكنه
    لن يفلح في كفكفةة دموع الفرح متدفقةً من خلف رموشه ؛ فيما قد يحسبُ الجلاد ميله طرباً كالطير يرقص مذبوحجاً فرطة الألم.

    [} إذن،فما حاجتنا للنرجس، ما دمنا ‏ أعراباً و أشد كفراً و نفاقاً. و ما دمنا لا نميز بعد الفرق ​بين الجامع و الجامعة العربية ، فكلاهما مشتقتان من جذر ‏لغوي واحد، فما حاجتنا لدولة، ما دامت هي و ​ الأيام دول، و إلى مصيرٍ و مآلٍ واحد؟.

    [} هناگ لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بأبنائ عمومتنا العربان ​ و العائدين
    لِتَوِّهِم من الأسر في ساحات الفداء .ف‏الدخول إلى هنا مجاناً! و نبيذنا ليس مُسكراً!.

    [} ألا أستطيع الدفاع عن حقي في ‏العمل، كماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة.
    گما أن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية؟!!

    [} ‏هكذا قال لي أستاذ جامعي!.‏أنا و الغريب على ابن عمِّي.. ثم أنا وابن ‏عمِّي على أَخي. و أَنا و شيخي عليَّ. ‏ هذا هو الدرس الأول في ما تبقى من تربيتنا الوطنية ‏العصرية، في أقبية الظلام.

    [} ‏ثم سؤال آخر يطرح نفسه بإلحاح: من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص عدونا
    الأبدي، أم ‏مَنْ سقط مردياً قتيلاً و نو ينهش لحم أخيه؟! ‏بعض رجالات دين فقه الواقع
    ربما يفتوننا على طريقة (التيگ أوي) بأنه : رُبَّ عَدُوٍّ لك خيرٌ من أخرولدته لك أمّك!.‏​

    [} حقا، لا يغيظني الأصوليون، فهم متمگنون بناء على فتوى خاصة. و لكن، - يغيظني أنصار لهم علمانيون ملاحدة لا يدرون و لا يهتمون إلاّ بظهةر ملصقات صورهم على الحيطان!.‏​

    [} سألني سائلٌ منهم : هل يدافع حارسٌ جائع عن دارٍ سافر صاحبها المتخم،
    ​ لقضاء إجازته ‏الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية، لا فرق؟ ‏قُلْتُ : لا يجوز!​.
    ثم عاد يسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟ ‏قلت: أنت و أنت أقلُّ من واحد!لا ‏أَخجل​ من
    إبراز هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكنني أخجل من بعض ما جاء في​ مقدمة ابن ‏خلدون: ‏أنت، منذ الآن، فصاعداً لستَ أنت ، ​و إنما هو مسخٌ مشوهٌ زوال شبح قرينك!​
                  

12-08-2019, 06:52 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ●خواطرُ مُسافرٍ راحلاً على سير طاحونة أن� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (22)
    ● يرى بعض الفلاسفة في الحنين إلى الماضي
    على أنه استرجاع للفصل الأجمل المرتجل بكفاءة
    بدهية عالية من سلسلة من قصص و تجارب حياتية.
    و بهذا المنطق فكأنه لا بد للحنين أن يععبدني لقصة ريد
    قديمة بسألوني عليها ديمة) و لا يسلقني لجرح دنياي الذي
    لا يندمل فليس الحنين
    ذكرى بل هو ما ينتقى من متحف الذاكرة وهو حالة
    منحالات التجلي الاسترعراضي لشريط الذكريات
    و قد (فُلْتِرَتْ) منه كل الشوائب العالقة به. و هذا
    بالطبع رأي صائبٌ جداً و لا غُبار عليه و لكن...؟!!

    ● لكن الأصوب من ذلك على أالأقل منوجهة نظرٍ شخصيةٍ
    بحتةٍ و متواضعةٍ هو أن أصدق اصوات الحنين ربما كانت تلك
    التي يعود بنا صداها القهقرى إلى لحظاتٍ و تجارب ربما كانت
    قاسيةً جداً في حياتنا خاصةً ، إذا صار دافعنا لهذا هو مرورنا
    بإوضاعٍ أسوأ و غير مسبوقةٍ بمعنى أن يوماً قد تبكيمنه حتى
    يأتيتك يومٌ يبكيك عليه. فقد يتولد الحنين من الإحياس بندبة
    في القلب و قد احدثها فقدُ أليمٌ لعزيزٍ لديبنا ، كبقاقة دانكسيت في
    كراع تربالي طلاع نخل ؛ او كوشمة على الجِلْد لحبيب بعيدٍ ، أو بلدٍ
    مسقط رأسٍ كم تتقلب على صفيح لظى حبه العذري الذي قد لا يُنْجِبُ
    أطفالاً و لكنا على أية حالٍ نرضى معاه نتعذب . فَلِمَ لا يحن أحدنا
    مثلاً إلى جرحٍ كم كان يتحالى له الشعور ببطٍ اندماله أو لا يحن
    إلى وجع أو كابوس كم كان يسعد بوجوده و هو يراوده
    ذات كلٍ ليُآنس وحدته فيُبَدِِّدَ ساعات أرقه التي تقض
    مضجعه.لا ، بل لِمَ لا نَحَنُّ إلى زمان استمراء
    ألم الحرمانمن الملذات المترائية لنا كفقاقيع
    الصابون تنطلق ذاهبةً مع الريح؟!!

    ● و للحنين أعراضٌ جانبية ٌ و ممتعةٌ شتى ربما
    من أمتعها إدمان خصب الخيال و إطالة النظرإلى ما
    وراء دواخل الذات و الحرج من رفع الكلفة مع الممكن
    ومع لإفراط في اقتباس حاضرنا على أنه نسخةٌ كربونيةٌ
    من ماضينا . و بما أن يومنا و غدنا هما أجنةٌ من سلالة
    أمسنا، فلطالما كان الأمس زمناً جميلاً فلم لا نسعى
    لاستنساخ صناعة غدنا و قبله حاضرنا لياتيان
    تماماً كشبلين من ذاك الأسد؛ لكون
    من شابه أباه فما ظـــلم؟!!
                  

12-09-2019, 08:13 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
♧ عوداً إاى حنبن درويش£ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {23}
    حيث يقول:
    ● فالحنين هو الرائحة . و للحنين فصل مدلل هو الشتاء:
    يولد من قطرات الماء الأولى على عشب يابس ، فيصعد زفرات
    استغانة أنثوية، عطشى إلى البلل، وعدٌ بزفاف كوني هو المطر.
    وعد بانفتاح المغلق على الجوهر، وحلول المطلق في ماهيّاتٍ.

    ♤ هو المطر : كم من سنديانة هناك تشرئب إلى اثنين :
    أنتَ و هي. تتراكضان تحت المطر ، بلا مظلة و بلا قبعة،
    سعيدين بفضيحة شريفة، سعيدين بنصف عُري .

    ♤ تركضان ولا تعرفان إلى أين ، متحرّرين من الطريق و من الهدف .
    فالحنينُ هدفهُ الوحيدُ هو ان يكون.تلهثان معا من تعب لذيذ السبب،
    و تندسَّان في جوف سنديانة ضيق لا يتسع إلا لواحد. فتلتصق بك و
    تلتصق بها حتى تصيرا اثنين في واحد . وتعتصرك وتعتصرها فيسخن
    الماء عليكما و فيكما و تلهثان من الدفء، ولا تحتاج الشهوة إلى ذريعة
    المطر الذي أدخلكما الى مخدع السنديانة و انصرف. الحنين هو اختلاط
    النار بالماء. و للحمى صفة أخرى هي الحنين.

    في كل شتاء يوجعك فرح غائب، و تمشي تحت المطر روحاُ واحدةً
    في جسدين :أنت و من كُنْتَه في ذات أيامٍ خوالٍ ، ذات شتاء أخر.

    ♤ فتهمس إلى نفسك بحديث لا تفهمه لشبه فقدان الذاكرة عن
    استعادة العاطفة السالفة ، و لقدرة الحنين على إضفاء مالم يكن
    على ماكان ، كأن تصبح الشجرة غابة، و الجحر حجلة ، و كأن تكون
    سعيدا في زنزانة تراها أوسع من حديقة عامة، وكأن يكون الماضي
    واقفاً في انتظارك غدا ككلبٍ حراسة أليفٍ أوفي من كلِّ خلٍّ و في.
                  

12-10-2019, 07:41 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ عوداً إلى حنين درويش£ (Re: دفع الله ود الأصيل)



    {24}
    ♧ في كلمات:
    ●الحنين كاذب و لا يمل من الكذب لأنه يكذب بصدق ، فكذب الحنين مهنته.
    و الحنين شاعرٌ محبط مترددٌ بحيث يعيد كتابة القصيدة الواحدة مئات المرات.
    و كهلٌ ما يزال يحبو لأنه نسي حركة الزمان و تحاشي النظر لوجهه في المرآة.

    ● الحنين هو التزوير البريء للوثائق الثبوتية لحماية مرجعية المنفيّ من
    الصدأ . و هو الجير المُطفؤ الضروري لتلميع واجهات النفوس المهجورة.

    ● لكن أحداً لا يحنُّ إلى وجع أو هلعٍ أو جنازةٍ فقيدٍ عزيزٍ .
    الحنين هو اختصاص الذاكرة في تجميل ما احتجب من مشاهدَ
    أليمة و ترميم شباك سقط دون أن يصل سقوطه إلى الشارع.

    ● و الحنين قصاصُ المنفى من المنفيّ، وخجل المنفيّ من
    الإعجاب بموسيقى منفى وحدائق. فأن تحنَّ يعني أن لا
    تغتبط بشيء، هنا ، إلا على استحياء . كأن تقول: لو كنت هناك
    لو كنت هناك لكانت ضحكتي أعلى جلجلة و كلامي أوضح نبرةً.

    ● فالحنين هو توق الكلمات إلى حيزها الأول حتى لو كانت غامضة
    وغريبة عن الجماعة .لكنني – تقول لنفسك – أوثر الاغتراب في
    المنفى على الاغتراب في البيت، ففي المنفى ما يوجب ذلك.

    ● لذلك تحن في الزحام إلى نفسك ، إلى خلوة للكتابة .
    الكتابة اقتراب واغتراب ويتبادلان الماضي والحاضر.
    ظمأ الكلمات إلى ماء يلمع في سراب الأسطورة، وانقلاب
    التشبيه على المشبه، وتمويه الواقع بالصورة ،
    بيدي الحنين الحريريتين تروض المسافة .



    ● إذا تسقف سماءك بكواكب مستعارة ، وتمضي
    مع امرأة أخرى ، حقيقية، إلى غرفة دافئة، معافى
    من أسباب الحمى، ومن أنين متقطع لا يُكتم.
    فلصوت المطر على الزجاج هياج الرغبة.

    ● فالحنينُ هو أن تُمطرَ شتاءاً كلمات. ليس أكثر
    من هذا ليبزغ الضوء من ليل الجسد: سريرك سرك /
    ماضيك يأتي غدا/ على نجمة لاتصيب الندى/ بأذى .

    ● تلقي برأسك على ركبتيها لتسمع إلى ما يقول الجسد
    الخالي من الحنين، فقد خلقت حواء للتو، وللتو ولدتَ بلا ذاكرة .

    فالحنينُ لا يمتلكُ ذاكرة. أنتِ غدي وحاضري ولا أمس لي
    – تقول لها. وتقول لك: أنتَ غدي و حاضري ولا أمس لي.

    تنامان اثنين في واحد، و لا تحلمان بما هو أكثر من هذا.
    فالحنينُ إلى امرأةٍ حقيقيةٍ واجب. لم يسأل أحد منكما الآخر
    عن معنى الاسم، من شدة ما كان مجهولكما الشهي عاكفاً
    على تأجيج الفتنة .

    تفتنك وتفتنها .وبعد أن تمتلكها وتمتلكك ، وتتسبت بها وتتشبع بك ،
    يناديك ما يناديها من أقاليم البعيد ، فتحنّ هي إلى ماضيها خلف الباب،
    و إلى أغنية غير أٌغنيتك /

    ● فالحنينُ هنا هو الحبٌّ الحنين إلى البداية، إلى الطريقة التي
    تمَّ بها إيلاج المفتاح في قفل الباب .و إخفاء النظرة عن غايتها.
    وإختيار المقعد وموسيقى الليل بعفوية مُتَمَرَّسة – وهو التمرين
    العاطفي على جس نبض الكون.


    ●و هو، أي ذاك الحنين، استرجاع للفصل الأجمل في
    فصول الحكاية : الفصل الأول المرتجل بكفاءة البديهة .
                  

12-11-2019, 07:54 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ عوداً إلى حنين درويش£ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {25}
    ▪هكذا يولد الحنين من كل حادثةٍ جميلةٍ، و لا يفتق من جرحٍ مندمِلٍ.
    فليس الحنين ذكرى ، بل هو ما ينتقى تُحَفاً و منمنماتٍ من متحف الذاكرة .

    ▪الحنين انتقائي كبستانيٍّ ماهرٍ، و هو تكرار للذكرى وقد صفيت
    من كل ما يعلق بها من شوائبَ. وللحنين أعراض جانبية من بينها :
    - إدمان تعاطي صنف الخيال الخصب و النظر إلى الوراء بسرياليةٍ
    فائقة الواقعية، والحرج من رفع الكلفة مع فن الممكن ، و الإفراط في
    تحويل الحاضر إلى ماضٍ يشد الرضيع إلي ثدي أمه، حتى في الحب :
    - تعالَي معي لنصنع الليلة ماضياً تليداً مشتركاً- يقول: و قد فاض بيه
    بالحنين فاض بيه الشجن. سآتي معك لنصنع غداً واعداً مشتركاً -
    تقول و هو مصابةٌ يتخبطها الحبّ من المس.هي لا تحب الماضي
    وتريد نسيان الحرب التي انتهت . و هو يخاف الغد لأن الحرب
    لم تضع بعدُ أوزارها ، و لأنه لا يريد أن يصير نهباً لأرذل العمر.

    ● فالحنينُ لا يؤمنُ بعدد السنين. كندبة عصية على البرء في القلب ،
    و بصمة كرباج على جسد له خوار، لكن لا أحد يحن إلى جراحه، لا أحد
    يحن إلى أوجاعه المؤلمة أو كوابيسه المؤرّقة، بل يحن إلى ما قبله،إلى
    زمان لا ألامَ فيه سوى ألم الملذات الأولى التي تذوّب الوقت كقطعة
    سكرفي فنجان بنكهة لن حبشي ، إلى زمان فردوسي الصورة .

    ● و الحنين نداء الناي للناي لترميم الجهة التي كسرتها حوافر
    الخيل في حملة عسكرية، هو المرض المتقطع الذي لا يُعدي و لا
    يميت، حتى لو اتخذ شكل الوباء الجمعي .كُلنا مصابونَ بالحنين.

    ● هو دعوة للسهر مع الوحيد، وذريعة العجزِ عن المساواة مع ركاب
    قطار يعرفون عناوينهم جيدا، وهو ما يجمع لأحلام الغرباء من مواد
    مصنوعة من شفافية اللاشيء الجميل، و يُحمِّص لهم بُنَّ أحلام اليقظة .
    ونادرا ما يأتي صباحا. و نادرا ما يتدخل في حديث عابر مع سائق تاكسي .
    ونادرا ما يتطفل على قاعة المؤتمر، أو على الموعد الأول بين أنثى و ذكر.

    ● هو زائر المساء، حين نبحث عن آثارك في ما حولك ولا تجدها، حين يحط
    ذعلى الشرفةِ دوريٌّ يدو لكَ رسالة من بلد لم تحبه وأنت فيه، كما تحبه الآن وهو
    فيه .كان معنىً و شجرة وصخرة ، وصار عناوين روح و فكرة ، وجمرةً في اللغة .

    ● كان هواء وتراباً وماءً ، وصار إلى قصيدة. فالحنينُ قصيدة ..!! الحنين أنين
    الحق العاجز عن الإتيان بالبرهان على قوة الحق أمام حق القوة المتمادية .

    ● أنين البيوت المدفونة تحت المستعمرات، يُتورثهالكابر للكابر و يبلِّغه
    الغائب للحاضر ، مع قطرات الحليب الأولى، في المهاجر والمخيمات.الحنين
    صوت الحرير الصاعد من التوت إلى من يحن إليه في أنينٍ متبادل .

    هو اندماج الغريزة بالوعي و باللاوعي، و شكوى الزمن المفقود
    من سادية الحاضر.

    الحنين وجع لا يحن إلى وجع، بل هو الوجع الذي يسبه الهواء
    النقي القادم من أعالي جبال البعيدة، وجع البحث عن فرح سابق .
    لكنه وجع من نوع صِحٍّي ، لأنه يذكرنا بأننا عائشون على أملّ، !
                  

12-16-2019, 09:11 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    {26}
    ¤ فضفضة مع / عصام سعيد حيث كتب مقتبساً:
    (فلطالما أن يومنا وغدنا هما أجنةٌ من سلالة أمسنا،
    كان الأمس زمناً جميلاً فلم لا نسعىلاستنساخ صناعة
    غدنا و قبله حاضرنا لياتيانتماماً كشبلين من ذاك الأسد؛
    لكونمن شابه أباه فما ظـــلم؟!! ) فوالله يا ود الأصيل،
    من كثر ما يحمل هذا المقطع من تفاؤلبدات أحلم بأن القادم
    أحلى ،وإن توجست خيفة من لفظة ( نصنع )والتي ( فرملت )
    جرعة التفاؤل فينا لحين شروعنا - بجد في إحداث التغيير والذي
    لا يأتي كما تقول إلا بجهد تصنعه أيدينا و إن شئت فقل (ورماحنا)
    - فكيف السبيل والسفر طويل والعقبة كؤود والزاد قليل ،
    وقد منع منا الكيل بل وطفح بنا الكيل -
    ألا ترى أني أقل تفاؤلاً منك
    ***********(26)*************
    بل أنت يأأخي عصام سعيد ،الأقوى مني عضداً
    و أمضى سهماً وأصوب نبلاً ، و لكن (رماحنا)، دي يا
    ريت نخليها شوية حتى تشتد السواعد، أقلو لغاية ما
    نشوف رياح الربيع هذه هابة على وين و قد تضاءل
    نفحها و برد نفسها، بعد أن رأينا رؤوساً أينعت و جرى
    قطافها ، ثم ما لبثنا أن بدأنا نقرع سن الندم و نقول
    ألا ليتنا تركنا كل رأس قائماً على جتته و كل حب
    في سنبله فلم يقطع ليخلفه من خلفه..

    ● أحيانا ننتشي في زمان ليس بزمانٍ للانتشاء
    و كثيراً ما نُضْطََرُّ قسراً نكتب ما يخالج الصدروَ قَالَتْ
    لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟""
    أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
    و أَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
    هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَ يَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
    فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
    وَ لَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
    فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
    *********(()))********
                  

12-16-2019, 09:17 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {27}
    []كتب عصام سعيد: []
    الله يا عزيزنا ودالأصيل ، لكأنك تسبر سبراً
    في أعماق وجداننا لتخرج لنا ما اعتقدنا أنه ذهب
    عنا أو هجرناه إلى غير عودةٍ - ماضينا الناصع
    وتاريخنا المجيد الذي طالما عشناه ، وعايشناه
    و كان أنشودة فرح لنا وكان مثار فخرنا وعزتنا ،
    ثم أسمعناه حكايا لمن فات عليهم معايشته منا.
    فهيا سر بناثا عزيزنا لتنفض عنه الغبار لعل
    في مذاكرتنا له أن يعود ،، و يا ليته يعود.
    +++++))))+27+(((((+++++
    [] يا عصام ، والله إني لأشتم فيك خميرة
    ديل أهلي الغبشأبان مسوحن موية و لكم أنت
    ذواقة شفيفالمشاعر، و لكم أنا سعيد بمعرفتك
    أخوي يا ابن الأكابر، و لا لو خشية أن تُداهمني
    نوبة شعورٍ خفيٍّ بالنرجسية لاعتقدت أنني أضفت
    نقطة تحت فواصلك التي تظل تزرعهاخلف أسطري
    بين الفينةوالأخرى، و بما أنك تبدو سريالياً متيماً مثلي
    بشوق عارم لاينفك يشدنا إلى ماض ليس بالتليد و لكنه
    محال أنيعود،إذاً دعنا لنرحل إليه عائدين القهقرى
    عبرهذه الفضفضات الحزينة، سميتها:
    [](((ثقوبٌ في ثوبِ الحاضرِ)))[]
                  

12-20-2019, 11:24 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {28}
    (ثقوب في ثوب الحاضر)
    ما بال أقوام يحاولون عبثاً إسقاط بعضاً
    من جمال الحاضر و يتباكون على أيام قد خلت
    و أصبح لونها مائياً لا يكاد يتراءى بالعين المجردة إلا
    كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً،حتى إذا دنا منه لم
    يجده شيئاً!! بينما الحاضر حاضر بشناته و رناته بين ظهرانينا
    و فيه الكثير المثير من الجماليات و لكن هذا قد لا يمنع من وجود
    بعض الثقوب التى تشوه قشابة ثوب الحاضر..و هي ثقوب علينا
    أن نتعاهدها بالرفاية و الرتق بشئ من قيم الماضى ليبقى
    الحاضر قابلاً للهضم أيضاً. و بما أن اليوم شبل من سلالة
    الأمس، فإن كان الأمس جميلاً فلم لا نصنع
    حاضرنا لياتي مشابهاً لأبيه، أو أجمل؟؟؟
    لكأني بك يا صديقي ذاهب بنا بحديثك الاستثائي
    إلى سجال ساخن و مفتعل بين الماضي و الحاضر.
    عموماً لا أدعي السريالية و لكن جينات من الماضى
    ربما تغلب قسراً على سمتي و سوف أنقل إليك
    خواطري بصدق ، إذاً ،عليك أن تصغي لهذه
    الثرثرة و لعلها تكون في المليان:-
    +++++((((28))))+++++
    ♤ وقف الماضي مزهوا بما في جعبته
    من أطلال و قال:أي هذا الحاضر أما
    آن لك أن تنتحــــرْ إني أراك تحتضـــر!!
    أن يمسح النحر العار عنك فهو الطريق،
    إذاً، فلتختصرْ!! تماثل الحاضر للبكاء ثم سأل:
    يا أخي : ما يميزك عني، ألست أعبد ربي مثلما
    تفعل و أصيح بأعلى صوتي: أن الله أكبر..و..؟؟؟
    قاطعة الماضي بشموخ ثم ارتجل:
    لا، لست مثلي فزماني لونه
    تضمخ حباً،و لون زمانك شابه الضجرْ
    بزماني هام قيس بليلى
    فقضى نحبه،و جميل بثينة قد انتظرْ
    و في زمانك يموت العشق
    بلحظة، و ترجم الصبابة بالحجـرْ
    و توأد في أكمامها أجنة الزَّهَـــرْ
    و المرء للحم أخيه آكل بدم بارد ، و تحسبونه الذي انتصرْ.
    ثم عاد نيرون لحرق روما ، و جيوش النشامى جرارة تنحسرْ
    و نصف الأرض تصير ملكاً،لِقَُيْيَصرٍ جديد ٍمن أشَتَاتُ (الغجرْ)
    زمامك آخذة به آلةٌ من الحقد الممنهج .. فـــلا تبقي و لا تذرْ!!
    و إخوان فاطنة لا حياة لمن تنادي، فهم في مواتِ ضميرٍ مُسْتَتَرْ
    تطرحُهم مطارقُ العِصِيِّ و يجمعُهم سندان الجزرْ
    سبع سنابل في حقل حسابك المكشوف،
    و مائة حبة لي في بيادر القمرْ
    فأي شأو بيني و بينك شاسعٌ، فكفى لقد
    ضقت ذرعاً بجدالك ألا يا حاضر الذل والقهرْ
    و ليت شعري شيئاً واحداً في ثناياك يَسُرّْ
    بيد أني لا ألومنَّ صنواً، إذ إنَّ
    كلانا قطبان لما يسمى زهرةَ العُمُرْ
    و حرام صبُّ جام اللَّعْنِ على أيام الدهرْ..!"
                  

12-20-2019, 11:28 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    {29}
    [} و مهما نوغل برفقٍ في و صف الحنين جوي
    فهو منطاد جوي، يطير بلا جناحين ليعود بنا القهقرى
    على جدران غوابر الأزمنة، كلما تلسعنا ألسنة رعشة
    الخوف من الدجال ، شرِّ غائبٍ يُنتظر، أو الساعة
    و هي في تلك الساعة لعلها تكون أدهى و أمر.

    [} فعلُ المضارع حائر مترددٌ، و فعل الماضي ناقص
    و معلقٌ بقشة على شفا صيرورة دايناميكا منطق الأشياء ،
    كشأن سروبةٍ أو نخلة حمقاء أو حرازة جافاها حنبل المطر
    بوادي عبقر حتى ماتتْ واقفة خلف تلة زعتر، بساقها
    الراسخة، و تدثرت بمعطف أخضرها الزيتوني الداكن؛
    ثم أرخت سمعها المرهف إلى صوت أنات الحنين :

    [} أجل، إن للحنين صوت هو صوت هوج الرياح:
    و كلما توغلت في وحدتك ، گالنسر فوق الصخرة
    الشماء، يأخذك الحنين ليهدهدگ برفق أمومي إلى
    بلده المصنوع من بلور شفاف و قابل للگسر.

    [} فللحنين بلد و عائلة و رائحة و ذوق رفيع
    في تصفيف الأزهار البرية ؛ و له زمن منتقىً بعناية
    إلهية متناهية، زمن أسطوري هادئ ينضج فيه التين الشوكي
    على مهل ، و ينام فيه الظبي بكل طمأنينة بحضن الذئب، إلى
    جانب الحمل الوديع ، گما في خيال الوليد الذي لم يشاهد
    الحق في ساحة مجزرة .و يطوف بك الحنين، كدليل جنة
    سياحي، في أنحاء بلاده، و يصعد بك إلى جبل كنت
    تأوي إليه و تتمرغ في النباتات البرية،حتى
    تتشرب مسام جلدك بنكهة المريمية.
                  

12-25-2019, 04:27 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    (19)
    ,[} و للحنين فصل مدلل هو حلول الربيع
    بعد الشتاء: يولد من قطرات الماء الأولى على
    حطام ورقة توت يابسة ، فيرسل زفرات استغاثة
    أنثوية، عطشى إلى البلل، وعدٌ بزفاف كوني هو
    هطل المطر . وعد بانفتاح المغلقعلى الجوهر،
    وحلول المطلق في ماهيّاتٍ لا تعرف(الأنا).

    [} هي رائحة دعاش المطر: كم من سنديانة هناك
    تشرئب إلى اثنين :أنتَ و هي. تركضان تحت المطر ،
    بلا مظلة و بلا قبعة، سعيدين بفضيحة شريفة، سعيدين
    بنصف عُري . تركضان و لا تعرفان إلى أين ، متحرّرين
    من الغاية گما من فالحنينُ هدفهُ إحدى فريضيتين
    فإما أن يكون أو لا يكون

    [} تلهثان معا من تعب لذيذ السبب، و تندسَّان
    في جوف كوخٍ ضيق بعيدٍ لا يتسع إلا لنفر واحد .
    كصومعة راهبٍ منعزل لتنسك .فتلتصق بك و تلتصق
    بها حتى تصيراً اثنين في واحد (نظام عرض خاص).
    و تعتصران كجمرتَيْ بخور في مسرجة ، لدرجة أن لا
    تُدْرِكان تماما أي قلبيكما ذاك الذي( ينتح) بينگما
    بإگسير الحياة بينكما ، و لاتحتاج الشهوة إلى
    ذريعة المطر الذي أدخلكما الى مخدع السنديانة
    وانصرف. الحنين هو اختلاط النار بالماء.

    [} و للحنين حُمَى إذا شعرَ بها أحد نصفين
    ضماهم غرام، تداعت له أوصال نصفة الآخر
    البعيد ففي كل شتاء يوجعك فرح غائب ، و
    تمشي تحت المطر واحداً في اثنين :أنت و من
    كُنْتَه في شتاء أخر. فتفتفت إلى نفسك كلاما لا
    تفهمه لخرمٍ قديم بالذاكرة ةعجز عن استحضار
    روح أيامي الخوالي ، ولقدرة الحنين على إضفاء
    مالم يكن على ماكان ، كأن تصبح الشجرة غابة،
    و الجحر حجلة، وكأن تكون سعيدا في زنزانة
    تراها أوسع من حديقة عامة، و كأن يكون
    العسس واقفا بانتظارك غدا ككلب حراسة



                  

12-25-2019, 04:31 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    )


    (31).
    [} فالحنين يا صديقي، كاذبٌ ماهر،
    يكذب و لا يفتر من الكذب على نفسه لأنه
    يكذب بصدق، فكذب الحنين مهنة.

    [} و الحنين شاعر محبط يعيد كتابة القصيدة
    الواحدة مئات المرات؛ و هو گهل مازال يحبو لأنه
    نسي حركة الزمان و تحاشي النظر في المرآة.

    [} ٱءن ، الحنين هو التزوير البريء للوثائق لحماية
    مرجعية المنافي من الصدأ . و هو الكلس الضروري
    لتلميع طلاء البيوت المهجورة. ولكن يُلاحظ أحدا لا
    يحنُّ إلى وجع أو هلع أو جنازة. لكون الحنين هو طبيب
    استشاري في جراحة تجميل الذاكرة بروائع ما احتجب
    عنها من المشهد، كشأن نجار راح يرمم شباكاً رآه
    يسقط دون أن يرتطم بأرض الوقاع.

    [} و الحنين هو لعنةً قَصَاَصُ المنافي من مرتاديها،
    و استحياُ المنفيّين من الإعجاب بشيء في بلاد المنافي .
    حيث تظل تنديب حظل و وتقول لو كنت هناك – تقول –
    لو كنت هناك لكانت ضحكتي أعلى و كلامي أوضح.
    فالحنين هو توق الكلمات إلى حيزها الأول حتى لو
    كانت غامضة وغريبة عن الجماعة .

    [} هو ظمأ شهزاد للبوح المباح في حضرة
    شهريار عن سيرة شاه بندر التجار ؛ گحنين
    السراب إلى ماء يلمع في سراب الأسطورة،
    وانقلاب التشبيه على المشبه، و تمويه
    الواقع بالصورة ، بيدي الحنين
    الحريريتين ترويض للمسافة .
                  

12-25-2019, 04:34 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    (32)
    صدقني، يا صاحب السجن ، أنني الأشد
    توقاً لعودتك و وجلا لمعانقتگ سالما غانماً.
    و متى ماعدت ستجدني إن شاء الله على العهد
    راكزاً و لن أخلف لگ أمرا، و لن أقبل لك عذرًا.

    [} و أما عنفوان الحنينُ إلى امرأةٍ بعينها من
    بين نساء العالمين ، فيعد تلبية لنداء الواجب.
    لتلقي برأسك مهملةً بين ركبتيها لتصغي مليا
    إلى لغة الجسد الغارق في مستنقع الحنين.

    [} فلكأنما خلقت حواؤك لتوها، و لتوها ولدتَك أنت،
    حرا بدون ذگرى و بدون ميلاد . و لم يكن ثمةَ داعٍ لأن يسأل أحد منكما صاحبه(ا) عن مدلول اسمه(ا)،من فرط ما ثملتما و الأسامي لا تعلل؛ خاصة ً و قد بات مجهولكم الشهي عاكفاً على تأجيج مغبة الافتتان.

    [} و بعدما ترگ گلاگما حبل سرته على غارب
    صاحبه، لتتبعلها و تتبعلك مثلما كانت {هندٌ مُهْرةً
    عربية جموحا و قد تبعلها بَغْلٌ) ؛ ثم بعد أن تتعبأ
    منگ و تعبأ أنت منها و تشرب من رحيقها شراب
    مودع، يناديك كما يناديها مناد من {مدن بعيدة
    تنوم و تصحى على مخدات الطرب)؛ فتحنّ هي
    إلى ذاتها؛ مثلما تعود أنت لصواب رشدگ، فتحنُّ
    لذاتگ؛ فيُنصتُ گلاگما لطارقٍ خلف طبلة أذنيه
    الوسطى، بترانيم سمفونيته أخرى غير مفضلة؛
    بأنه ما ملأ ابن آدم بطنه قط مما يشتهيه
    إلا و صار أبغض الحلالل إلى نفسه
    الأمارة عادة بكل سوء.

    [} فَلِمَ لا يكون الحنين دوماً إلا بذات
    الطريقة المُثْلَى التي عادةً ما يتمَّ بها حشر
    مزلاج الباب في أحشاء خابوره ليفتحه، منذ
    خلق أبينا آدم و أمنا حواء؟! و هي نفسها تقريبا
    تلكم التي يلج بها الجمل لگي يندسَّ في سم
    الخياط ، و يخرجَ سهم الأمل خائباً من أضيقا
    لشقوق ،لينقلب على عقبيه عائدا أدراجه
    بخفي(حنين)مما وراء حضرة الغياب.

    أخوگ/ ود الأصيل>>>
                  

12-25-2019, 04:37 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)



    (33)
    • و لكم أعجبني درويش و هو يدوب
    حنيناً صاخباً لوطنه..بلا بطاقة هوية،
    حين يقول :
    سجل
    أنا عربي
    و رقم بطاقتي خمسون ألف
    و أطفالي ثمانية
    و تاسعهم سيأتي بعد صيف
    فهل تغضب
    سجل
    أنا عربي
    و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
    و أطفالي ثمانية
    أستل لهم رغيف الخبز
    و الأثواب و الدفتر
    من الصخر
    و لا أتوسل الصدقات من بابك
    و لا أصغر
    أمام بلاط أعتابك
    فهل تغضب
    سجل
    أنا عربي
    أنا إسم بلا لقب
    صبور في بلاد كل ما فيها
    يعيش بفورة الغضب
    جذوري
    قبل ميلاد الزمان رست
    و قبل تفتح الحقب
    و قبل السرو و الزيتون
    و قبل ترعرع العشب
    أبي من أسرة المحراث
    لا من سادة نجب
    وجدي كان فلاحا
    بلا حسب و لا نسب
    يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
    و بيتي كوخ ناطور
    من الأعواد و القصب
    فهل ترضيك منزلتي
    أنا إسم بلا لقب
    سجل
    أنا عربي
    و لون الشعر فحمي
    و لون العين بني
    و ميزاتي
    على رأسي عقال فوق كوفية
    و كفى صلبة كالصخر
    تخمش من يلامسها
    و عنواني
    أنا من قرية عزلاء منسية
    شوارعها بلا أسماء
    و كل رجالها في الحقل و المحجر
    يحبون الشيوعية
    فهل تغضب
    سجل
    أنا عربي
    سلبت كروم أجدادي
    و أرضا كنت أفلحها
    أنا و جميع أولادي
    و لم تترك لنا و لكل أحفادي
    سوى هذي الصخور
    فهل ستأخذها
    حكومتكم كما قيلا
    إذن
    سجل برأس الصفحة الأولى
    أنا لا أكره الناس
    و لا أسطو على أحد
    و لكني إذا ما جعت
    آكل لحم مغتصبي
    حذار حذار من جوعي
    و من غضبي
                  

12-25-2019, 04:39 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)


    (34)
    [} كم طريقاً سلكناها و هي تعلو بنا و تهبط،
    وهي مهما تتموّج ، تتعرّج ، ثم تطول و تقصر،
    فسوف لن تؤدي بنا إلى روما التي نقصد. بل تظل
    تتفرع إلى طرق متوازية گما سكك الحديد لا حصر
    لها و لا نهاية و قد تتقاطع و لكن هيهات أن تلتقي
    و كم مرةٍ نعيد لبندأ من مربع الصفر تماماً كما يحمل
    (سجين) صخرة عذابه على گتفيه في رواية أسطورة
    سيزيف للبيرت كاميو. و كم نجونا من موتٍ محققٍ
    وشيك، وهزمنا النسيان، وكم قلت لنفسي: نحن لم
    نحن ننجو و لا ننتصر. قالت لي: أوليست النجاة
    بحد ذاتها تعدُّ انتصاراً للطريدة على القناص , ألا
    يكفي شبح القتيل نصراً مؤزراً أن يظل هاجساً
    يغض مضجع قاتله في كل يقظةٍ و في كل
    سِنةِ نومٍ .

    [} فلكونك صامداً على قيد الحياة كطائرٍ
    فنينقيٍّ سمندليٍّ عنيدٍ، إذن ، فأنت باقٍ متشبث
    بحلاوة الروح و قادرٌ على انبعاثك من تحت الرماد
    كلما أوشكت على الفناء من ذي جديدٍ. و لا تهتم كثيراً
    لكل ما يحيطك من هالات غبار نورٍ ذريٍّ ، فلديك ما يمكن
    أن تتوشح به من أزاهير شقائق النعمان، فهي قد لا تعدو
    كونها ألواناً تجافي في وصفها الموصوف و لكن، ألا يكفي
    أنها تلهب فينا حماسةً بانبعاث بصيص أملٍ أخضرَ في
    آخر أنفاق التيه و العدم؟ألا يكفي أن بصيصٌ أملٍ
    أوهنَ من خيطٍ عنكبوتٍ ، قد يكون لديه
    قدرة گافية للنفاذ من أضيق الشقوق.

    ود الأصيل*********
    فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
    فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
    لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى التراب
                  

12-25-2019, 04:42 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ♧ فضفضة مع / عصام سعيد £ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    هَوامِشُ الأحداثِ زَنَازِنُ فَضْفَاضَةٌ بِلا جُدْرَانَ).
    (35)

    إن وجود لطعة دمٍ كذب على قميص الضحية
    لدليلٌ كافٍ لطمأنة جلاديها على ذواتهم الخائفة مما فعل بها السفهاء،
    لا مما قد تفعل بهم. و لكن ألا يكفي شبح القتيل بأساً و شرفاً أن يظل يطارد
    قاتليه ،(يزورهم في النوم أو في الصحيان) ليبدل راحتهم أرقاً و متعتهم نكداً.
    فالمجازاتالعديدة، والاستعارات السديدة ، و التوريات البعيدة و كل الكنايات الممكنة
    والعنيدة ، إنما هي ظِلالٌ لعود الكلام ، فليست صورةُ الشيء كالشيء عينه. و إنما في
    المجاز مندوحةٌ عن نطقِ الحقيقةِ و لنا فيه مآرب أخرى : كأن نترك عواهن الأهازيج على
    رسلها كشتلة زيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ ، كمسرجةٍ بِلَّورِيةِ يكادُ سنا وهجُها يضيئ و لو لم
    تمسّسْهُ نارً، و تعالج أوضاعها بشيء من سخريةالمفارقات. قد سألتُ النفسيوماً هل أنا يا نفسُ
    منكِ؟! سخرت مني و همَّت لتقول شيئاً، لو لا قاطعنا طلقُ عيارٍ ناريٌّ طائش جاء يبحثعن هدفٍ
    مراوغِ. فتخندقنا في مخبئٍ أرضيٍّ. ثم سألتها بسذاجةٍ:عن متى تبحرُ بنا البوارج لتمخبر العباب؟!
    قالتَ: إلى أين؟ قلتُ: إلى (ما لا ندري يا نعسان). إلى مجهول جديدٍ.فما ألعنَ سخريةَ العبثً حينما
    تأتي فيغير وقتها ولا مقامها: كأنْ ينتشي المرء في سرادقَ للعزاء، أو يتباكى في صالة لمحفل
    عُرْسٍ. و كأن يراوحُمجرمٌ مسرح جريمته ، كما يرجعُ كلبٌ في قيئه، و كما تعودُ عرجاءُ
    إلى مراحها؛ و كما يسقطُ قاتلٌ مغشياً عليه في قبرِ سَوءٍ قد حفَرَهُ لأخِيه. ثم عدْتُ أسأل
    نفسي:هل فهمتِ شيئاً؟!قالت: قد يحتاج الفهم إلىٍ آخرَ أبعدَ كي يُدْفنً حتى يتعقم
    في ملح الأرض. فنحن بصدد فصلٍ أخيرٍ على خشبة مسرح إغريقي،
    لعل عرضه يظل سارياً، إلى أن يرث الله الأرض و ما و من عليها.
    ***********ود الأصيبل ******
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de