من أرشيف يومِيَّاتُ كَوْزٍ تائبٍ : نُنافِقُ و نتحرَّى النِّفاقَ £

(في بلاد الثلج )
حياك الله و بياك يا عمو. الأطفال ديل أحباب الله حيثما كانوا.فهم
على السليقة فأبواهم يمجسانهم أو يهودانهم أو ينصرانهمى. و هذا
ما يصنع الفرق بين دور المسجد في بلادنا و بلام الضراب و الثلج

●ففي بلادي سرقوا نعالي .. و في بلادهم(أسروا) سويداءَ فؤادي !!

▪في قريتي التى أسكنها في أرض البلقان بإحدى دول أوروبا الشرقية
يوجد مسجد تدار به يوم السبت و الأحد حلقاتٌ لتحفيظ القران الكريم.
ظننته في البداية يومَ تويعةٍ عادياً حيث يجلس الشيخ و يلقن الأطفال
آياتٍ من الذكر الحكيم و يصحح لهم الأخطاء.. و إن شئت فقل الأسلوب
التقليدي الذي اعتدنا أن نراه في معظم البلاد العربية.

▪ صليت المغرب وهممت بالخروج فإذا بالأطفال الذين صلوا معنا ينشطون
عقب الصلاة و الأذكار و يحولون الصالة الأمامية للمسجد إلى ساحة لللهو المباح .
احضروا طاولة للعب تنس طولة جهزوها و أمسكوا بالمضارب و صار البهو الأمامي
إلى باحة كرنفال بهجة و سرور.و بدا إمام المسجد وسطهم كطفلٍ قرير العين بين
أقرانه بتصرفاته معهم .. هل هذا هو الإمام الذي يقبل الأطفال يديه منذ قليل ..؟

▪ أجل ، هو بعينه..وقفت ألاحقهم بنظرات انبهاري ؛ فدنا مني الإمام و قال لي:
أعتقد أن بلادكم العربية لو شاهد القيمون على مساجدها ما نفعل في مساجدنا هنا
لبَدَّعونا وفسَّقونا .. فهمتُ ما يرمي إلى قوله .. فوفرت عليه حواراً مطولاً وقلت له :
كل ما تريد قوله أعلمه. .و لكن أعطني شيئاً جديداً تهدفون الى الوصول إليه من
أساليبكم التربوية هذه التي تتبعونها و الدور الذي ترسمونه للمسجد عندكم!!؟

▪ فقال .. قتل النفاق .سبحان الله.. إجابة لم اتوقعها وانا من ظن بنفسه انه يعرف
الأساليب والأهداف كلها بحكم طبيعة تخصصي و عملى كأخصائى اجتماعي طيلة
عشرين عاماً . قلت له كيف هذا ..؟
▪ قال : الطفل عندكم يلتحق بمكاتب التحفيظ ليتعلم القرآن الكريم فيعيش في بيئة
إيمانية..ثم يخرج إلى الشارع يريد أن يشبع رغباته كطفل يريد اللعب..اللهو ..الأصدقاء..
فيشبعها في بيئة غير منضبطة شتائم وألفاظ ومعارك. ...و...ولابد أن يتأقلم معهم في هذه البيئة حتي يستطيع أن يشبع رغباته من خلالهم .. فإن عاد إلى مكتب التحفيظ التزم سلوك التدين وسلوك الطفل المتأدب بآداب القرآن كما هو مطلوب منه .فيعيش الطفل حالة من التقلب تؤدي به إلى طريق النفاق .

▪ هل عرفت الآن.. لماذا نربي أولادنا في المسجد على فهم مبدأ( ساعة و ساعة)
نحفظ و نلعب ندرس ونلهو .. ثم قال .. نزل الإسلام ببلادكم.. بلاد العرب وكان النبي
يجعل من المسجد حياة كاملة .بل حياته كانت كلها نسق متكامل حتى أنه كان يسابق عائشة وهو في طريقه للقتال .. و أنتم اخذتم من الإسلام هيكل جسده وتركتم روحه.

▪ هنا أوشكت أغالب عَبَراتي و أتعاهد دموعي ..وتذكرت قصة المرأة التى بعثت بابنها صاحب الأربعة عشر عاماً إلى أحد المراكز الإسلامية بأوروبا لكي يسلم .. وحين دخل
على الإمام سأله الأمام : من أتى بك إلى هنا ؟قال الطفل : أمي ..و هي تقف خارج المركز
قال الإمام : لماذا لم تدخل معك ..؟ قال الطفل : هي غير مسلمة . تعجب الإمام و طلب
منه أن بدعوزأمه للدخول . دخلت الأم فسألها الإمام. .أنت لست بمسلمة كما أخبرني ابنك ..إذن لماذا تطلبين من ابنك أن يسلم ..؟اغرورقت عينا الأم بالدموع و قالت :لديَّ جارةٌ مسلمةٌ ..ولها طفل في عمر ابني ..ما دخل البيت وولا خرج إلا قبل يدها وةسلم عليها .. فتمنيت أن يكون ابني مثله .. فيا أيها السيدات و السادة علموا أولادكم الشطر الأعظم
من هذا الدين الروح الحب التسامح اللين البشاشة العفو عِو.َضَ (الكوزنة) الكضابة.


♤ مقتطف بتصرف ، من كتاب طريد السجان لأرض البلقان