يعيش كل السودان ويلات والالام وجراحات عميقة منذ ما قبل الاستقلال الى يومنا هذا ، وقد بلغ الظلم اشده في مناطق معروفة الا لمن اراد انكار ذلك لشيء في نفس يعقوب. حيث دفع انسان الهامش دماء سالت وتسيل بدوافع عنصرية من نخب ظلت تحكم السودان بعدة مبررات واخرها مبررات باسم الدين. حيث تمترست النخب باسم الحركة الاسلامية واستحل دماء اهلنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وعاثوا فسادا احتار منه المجوسي قبل المسلم. واستبشر الناس خيرا بالثورة التي انتلقت شرارتها في الدمازين والقضارف وعطبرة وكان لابناء الهامش القدح المعلا في عدد الشهداء والتضحية ظنا منهم ان الثورة هي ثورتهم ولشعارات رفعت من قبل من اعتاد على اختطاف الثورات بشعارات براقة " يا عنصري ومغرور ، كل البلد دارفور" استقبل الهامش هذه الشعارات ظنا منه انها صادقة وردوا باحسن منها في الفاشر والجنينة والكرمك وجبال النوبة وغيرها. اجتمع القوم في ليل بهيم بعيدا عن الاضواء حيث تهافتت تلفوناتهم للتنسيق والقضاء على فريسة الوطن، متامرين بين العسكريين (المجلس العسكري ) ومدنيين ( قحت) فتقاسموا كيكة الوطن ، وليس للشهداء واللاجئين والنازحين بواكي .ويا لها من فجيعة عندما تتفاوض قحت مع بعض من ابناء الهامش (الجبهة الثورية) و حيث فرح الهامش بذلك ولكن في الحظات الاخيرة يرفض ان يضمن بنود الاتفاق في الاعلان الدستوري ولا بل استحالة ادراج البنود مستقبلا ببنود الاعلان نفسها الا عبر عملية معقدة ، لقد اقترفت قحت جريمة لا تغتفر و انها خديعة كبرى كسابقاتها في الماضي الحافل بنقض المواثيق والعهود ، ورب عذر اقبح من الذنب عندما يبرر تضمن هذه البنود عند التوصل الي الاتفاق الكلي مع جميع حاملي السلاح ، ثمة سؤال بديهي وهو لماذا التفاوض من اساسه ؟! كانما اصبح الوضع لعب في لعب . ونحن نتفهم ان يرفض الحزب الشيوعي الاتفاق وهذا حقه ولكنه اعلن في مؤتمره الصحفي بان ابناء الهامش يركضون وراء مناصب ، واستهجنوا الامر ولكن ان يوسم حركات ثورية قدمت الغالي والنفيس في مقارعة النظام البائد الذي اصبح يترنح بفضل نضالات هذه الحركات منذ 2003 ويسقط معلنا الاستسلام بفضل اللمسات الاخيرة في الخرطوم ومدن اخرى ، انه لحق معنوي يجب ان يذكره كل الاحرار والثوار بان لابناء الهامش ودورهم النضالي من اجل التحرر والانعتاق والبحث عن سودان جديد لكل مواطن حقوق وواجبات ومساواة في الثروة والسلطة والقانون والتعليم والصحة بدون تمييز . سؤال يتبادر على ذهن اي حر كريم ، ما الذي يجعل اعضاء قحت والمجلس العسكري قوميين بينما كل من الدكتور جبريل ومناوي جهوييبن او ينتمون لقبيلة واحدة ؟ انها النظرة العنصرية يا هؤلاء ، لابد علينا ان نتقبل ان الكل قوميين او الكل ينتمون الى قبائل وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر وافاك ، وقد نال الهامش من الوعي ما يكفي لكي يميز الخث من ثمين الكلام .انها فاجعة كبرى ان يملء اعضاء الحزب الشيوعي عويلا في منصات التواصل الاجتماعي ايضا بهذه النظرة العنصرية والسخرية من مطالب الهامش العادلة ، وقد تبين للكل ان نظرة النخب هي واحدة لا يختلف فيما بينهم الشيوعي والاسلامي وغيرهم من المسميات وان الامر تبادل ادوار الخادعة في مسيرة العمل السياسي السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة