حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي تأشيري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 09:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2019, 03:46 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي (Re: جمال المنصوري)

    Quote: الحقيقة عندي تعقيب بسيط على العبار المقتبسة اعلاه..

    الفكرة الجمهورية مرتبطة إرتباط زثيق ببالشكل الإقتصادي الأشتراكي و الشيوعي، في اشارات كثيرة وردت في كتابات الأستاذ/ محمود ، من أن الإسلام ( (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) .
    واحب أن اقتبس هذه الجزئية من كتاب:الرسالة الثانية من الإسلام

    و عرشها هنا للنقد والتقييم:

    Quote: فالاشتراكية العلمية ، عندنا ، تقوم على دعامتين اثنتين ، وفي آن واحد : أولاهما زيادة الانتاج ، من مصادر الانتاج ، وهي المعدن ، والزراعة ، والصناعة ، والحيوان . وذلك باستخدام الآلة ، والعلم ، وبتجويد الخبرة الادارية ، والفنية . وثانيتهما عدالة التوزيع ، وهي تعني ، في مرحلة الاشتراكية ، أن يكون هناك حد أعلى لدخول الأفراد ، وحد أدنى . على أن يكون الحد الأدنى مكفولا لجميع المواطنين ، بما في ذلك الأطفال ، والعجائز ، والعاجزين عن الانتاج ، وعلى أن يكون كافيا ليعيش المواطن في مستواه معيشة تحفظ عليه كرامته البشرية .. وأما الحد الأعلى للدخول فيشترط فيه ألا يكون أكبر من الحد الأدنى بأضعاف كثيرة حتى لا يخلق طبقة عليا تستنكف أن تتزاوج مع الطبقة ذات الدخول الدنيا .. ومن أجل زيادة الانتاج وجب تحريم ملكية مصادر الانتاج ، ووسائل الانتاج ، على الفرد الواحد ، أو الأفراد القلائل في صورة شركة ، سواء كانت شركة إنتاج ، أو شركة توزيع .. ولا يحل للمواطن أن يملك ، ملكا فرديا ، إلا المنزل ، والحديقة حوله ، والأثاثات داخله ، والسيارة ، وما إلى ذلك مما لا يتعدى إلى استخدام مواطن استخداما يستغل فيه عرقه لزيادة دخل مواطن آخر . والملكية الفردية ، حتى في هذه الحدود الضيقة ، يجب ألا تكون ملكية عين للأشياء المملوكة ، وإنما هي ملكية ارتفاق بها ، وتظل عينها مملوكة لله ثم للجماعة بأسرها .
    ثم إنه كلما زاد الانتاج من مصادر الانتاج اتجهت عدالة التوزيع إلى الاتقان ، وتقريب الفوارق ، وذلك برفع الحد الأدنى ، وبرفع الحد الأعلى ، على السواء . ولكن رفع الحد الأدنى يكون نسبيا أكبر من رفع الحد الأعلى ، وذلك بغية تحقيق المساواة المطلقة . وعند تحقيق المساواة المطلقة بفضل الله ، ثم بفضل وفرة الانتاج ، تتحقق الشيوعية ، وهي تعني شيوع خيرات الأرض بين الناس .. فالشيوعية إنما تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار .. فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية .
    ولقـد عاش المعصوم الشيوعية في قمتها حيـن كانت شريعتـه في مستـوى آية الزكاة الكبرى (( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو )) ولقد فسر العفو بما يزيد عن الحاجة الحاضرة . وحديثه عن الأشعريين في مستوى الشيوعية ، وذلك حين قال (( كان الأشعريون إذا أملقوا ، أو كانوا على سفر ، فرشوا ثوبا ، فوضعوا عليه ما عندهم من زاد ، فاقتسموه بالسوية ، أولئك قوم أنا منهم وهم مني )) وهذا هو فهم الأمة المسلمة التي لما تجئ بعد .. ولقد أدرك هذا الفهم أصحابنا الصوفية وذلك حين تصوروا جميع الأرض ، وما عليها من خيرات ، كمائدة أنزلها الله على عباده ، وأمرهم أن يرتفقوا منها بزاد المسافر ، ويواصلوا سيرهم إليه .. فهذه الأرض ، مثلها عندهم مثل المائدة ، وضعت للآكلين ، وعليها اللحم ، والخبز ، والخضار ، والحلوى ، وجلس إليها عشرة رجال ، فإن كل ما عليها هو على الشيوع بينهم ، ولا تقع لك الملكية الفردية لقطعة لحم منها ، إلا حين تحتويها أصابعك ، وتبدأ رحلتها إلى فمك .
    وحين يحدثنا القرآن عن الجنة (( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده ، وأورثنا الأرض ، نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، فنعم أجر العاملين )) إنما عنى أيضا النموذج المصغر للجنة الكبرى ، الذي يتحقق في هذه الأرض التي نعيش عليها اليوم وذلك حين (( تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا )) على حد التعبير النبوي الكريم . وهو ما داعب خيال ماركس وضل الطريق إليه كل الضلال ، ولن يبلغه إلا المسلمون الذين لما يأتوا بعد .. وحين يأتون سيتحقق في الأرض طرف من قوله تعالى (( إن المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غل ، إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين )) وهذا الطرف هو الشيوعية التي يحققها الإسلام بمجئ أمة المسلمين ، ويومئذ تشرق الأرض بنور ربها ، وتتم نعمة الله على سكانها ، ويحل في ربوعها السلام ، وتنتصر المحبة .

    وبالنسبة للمساواة الإجتماعية، فإنني اكتفي بهذ الجزء من نفس الكتاب، وعرضه كذلك للنقد والتشريح:

    Quote: المساواة الاجتماعية: محو الطبقات والفوارق
    هذه أصعب المساويات تحقيقا ، وتعتبر المساواة الاقتصادية ، والمساواة السياسية مقدمة لها ، وهي تتويج لهما ، وخلاصة ، وقمة .
    وهي لم تتحقق للإنسانية إلى يوم الناس هذا ، ولن تتحقـق في المستقبل إلا بالجهد الشاق ، والتربية ، والتعليم ، لتصحيح ، وتغيير ما هو كالطبيعي في المسلك الإنساني . وهي بذلك أرقى إنتاج المدنية في جميع العصور . إذ المدنية إن هي إلا محاولة تبعد الانسان عن نزعاته الحيوانية الدنيئة ، وتقوده إلى مستوى أعلى من الخلق ، حيث يستبدل قانون الغابة - قانون العنف ، والسيطرة بالقوة - بقانون العدل ، والحق ، والمرحمة - فيدخل بذلك التحسين في نوع العلاقات البشرية ، فيحل الرضا محل القوة ، والعدالة محل الاستغلال ، والحرية محل الكبت ، والعاطفة المتسامية بالعقل القوي ، محل العاطفة الناضبة .
    وشأننا مع هذه المساواة في هذا الكتاب شأننا مع سابقتيها وهو إرجاء الاستقصاء إلى موعده من كتاب (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) حيث نبحثها بحثا مستفيضا ولكن لا بد من الإشارة إليها هنا بما يحتمله المقام من تطويل .
    موضوع المساواة الاجتماعية هو الفرد البشري ، كما كان الأمر في شأن المساواة الاقتصادية ، والمساواة السياسية .. فإن الفرد البشري ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرات ، هو الغاية وراء كل سعي جماعي .. هو غاية وسيلتها الإسلام والقرآن ، وهما أعظم الوسائل المنهجية على الإطلاق . ووسيلته أيضا المجتمع ، وهو أعلى ما أنتجته الإنسانية إلى اليوم . والفرد الذي هو غاية هو الفرد البشري ، من حيث هو بشري .. حتى وإن كان أحمق .. فإنه يجب أن لا يجعل وسيلة إلى شئ سواه .. ومن أجل ذلك وجب ألا تقوم بين الأفراد فوارق من جراء المولد ، أو العنصر ، أو اللون ، أو العقيدة ، أو الجنس من الذكورة والأنوثة . قال تعالى في ذلك : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير )) قوله (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) يعني إنما تكون الكرامة بالعلم والخلق .. فإن التقوى علم وعمل بمقتضى العلم ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى (( إن الله عليم خبير )).. (( عليم )) إشارة إلى العلم.. (( خبير )) إشارة إلى التصرف بالعلم . وقال المعصوم (( الناس لآدم وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) .
    وعدم التمييز الاجتماعي ضد الضعيف ، ومحو الفوارق التي قامت على قانون الغابة بين الأفراد والطبقات هو عمل التمدين الأكيد ، فإذا وجدت مجتمعا للضعفاء فيه حق محفوظ ، وكرامة مرعية ، وإذا وجدت مجتمعا للنساء فيه حرية ، وحرمة ، وتشريف ، وللأطفال فيه حقوق ، وله بهم عناية ، وعليهم رحمة ، ولهم فيه محبة ، فاعلم أنه مجتمع متمدن ، ومتحضر .
    والأسرة هي المجتمع الأول ، وفيها تعلم ، ولا يزال يتعلم ، الفرد النظام ، والسلوك الاجتماعي النظيف ، واحترام القانون ، وتوقير السلطة ، والتعاطف ، والتسامح ، والمحبة .. ولا تزال للأسرة مقدرتها الفائقة على تربية الأفراد التربية التي تكون بعيدة الأثر ، على حياتهم الفردية ، وحياتهم في مجتمعهم الصغير ، وفي مجتمعهم الكبير ، حين يبرزون إليهما ، وعماد الأسرة الأم ، وهي ملكة المملكة الصغيرة ، ولكن مع شديد الأسف فإن الاعتراف بها لم يتفق للاسرة البشرية إلى اليوم . فإنها كانت ، ولا تزال ، مضطهدة . وكان ، ولا يزال ، دورها في بيتها دور الخادمة .. ولهذا الوضع سود العواقب على تنشئة الأطفال ، مما يترك عميق الأثر في حياة المجتمع برمته وفي جميع مستوياته .
    ولقد أسلفنا القول في هذا الكتاب عن أمر المساواة المطلقة بين الرجال والنساء مما لا نحتاج إلى إعادته في هذا الموضع ، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن أمر المساواة الاجتماعية لا يجئ عفوا ، وكأمر طبيعي للتطور . بل لا بد فيه من التخطيط ، والتطوير الذكي للمجتمع ، ذلك بأنه يحتاج إلى تعليم ، ويحتاج إلى تربية .. والتعليم غير التربية ، فإن غرض التعليم إكساب الفرد الخبرة المهنية التي تجعله مفيدا للمجتمع في الميدان الذي خلق وهو مستعد له بما ركز في فطرته من موهبة .. وهو ضروري ليسلح الأفراد بالقدرات العلمية ، والفنية ، والادارية ، والتكنولوجية ، لتنمية حضارة مجتمعهم ، وللتسامي بها في مراقي الكفاءة والكفاية . وفي التعليم يقع التخصص ، ويقع التمييز ، ويسود الاتجاه إلى التخطيط لإنجاب حاجة المجتمع - فيه يقع التمييز بين الرجال ، والنساء ، ويقع التمييز بين الرجال ، والرجال أيضا ، ذلك بأنه إنما يرمي إلى تنمية ، وتغذية الموهبة عند كل موهوب ، حتى يخدم مجتمعه في الميدان الذي خلق وهو مستعد له استعداداً فطرياً ، بيد أن هذا التمييز الذي يقع في ميادين الاعداد لخدمة المجتمع المدنية لا يحمل معه أي امتياز اجتماعي ترتفع به ، تلقائيا ، مكانة فرد فوق فرد آخر .. وفي هـذه النظرة ، التي تتجه إلى إعداد المواطنين إعدادا مهنيا بواسطة برامج التعليم الموجه ، قيمة المرأة غير قيمة الرجل ، ولكنها قيمة مساوية لقيمته .. بمعنى أن المرأة ، حين تعد لتكون أماً ، بأن تعلم كل ما يؤهلها لهذه الوظيفة الحيوية المتشعبة ، لا تقل خدمتها للمجتمع ، في نظر المجتمع ، عن خدمة أخيها الذي يعد ليكون مهندسا ، أو طبيبا ، أو مشرعا .. وليس لإعداد الأمومة الصالحة حد تقف عنده ، فإن الفتاة كلما علمت كلما زادت كفاءتها في ميدان الأمومة نفسها .. ومن أجل مصلحة المجتمع يجب أن يعلم كل فرد عملا يتقنه باليد وبالعقل ، وهو كذلك من مصلحة الفرد نفسه ، لأن الانسان لا تنضج قيمه الفكرية ، ولا قيمه الخلقية ، إلا إذا كان يحب العمل اليدوي ، ويتقن طرفا منه إتقانا حسنا ، ذلك بأن الترقي جميعه إنما هو علم ، وعمل بمقتضى العلم .. قال تعالى في ذلك (( إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه . )) كل هذه المسائل تدخل في غرض التعليم ..

    وتقبل مني جزيل حبي
    ووافر احترامي
    ProfileEditرد على الموضوع


    أستاذنا الجميل جمال المنصوري
    رِدفُ التحايا لك، ولدينا مزيد.

    * منذ زمن طويل وأنا أنتظر مثل هذه الأسئلة وها قد جُدتَ علينا بها؛ فزادك اللهُ بسطة في السماحة والدعة والخلق الحَسَن.

    * لا أشك، ولو لِلَحظة، يا عزيزي في أنَّ الإسلام أول من أشار إلى الديمقراطية بل والديمقراطية البرلمانية (ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون - راجع ماذا قال إبن عباس في شرح هذه الأية في تفسير إبن كسير) أو (راجع مقالي هنا وفي أماكن أخرى عن: عشرُ مسائل في التثقيف الديمقراطي"، ولا أشك، ولو لِلَحظة في أن محط (The Fitting-in) تنزُّل الإسلام هو نمط الإنتاج الإشتراكي فالشيوعي. ولكن الإسلام عندما ظهر كان نمط الإنتاج السائد هو نمط الانتاج العبودي/ الخارجي (والخراجي بدأ في السيطرة). ولكن المستنير الأعظم (صلوات ربي وسلامه عليه) لم ينادِ بنمط الإنتاج الإشتراكي وقتها وهو العارف بما سيحدث كما أخبرنا سيدنا حذيفة أعلاه، بل تكيَّف مع نمط الإنتاج السائد/المهيمن لكي لا تصطدم الصيرورة بالسيرورة/الناموس. وبالتالي أنا حينما قلت أنَّ الفكرة الجمهورية شاهقة وغير مرتبطة بنمط إنتاج معين أقصد بطبيعة الحال في الراهن؛ ونفس الشئ ينطبق على الإشتراكية والشيوعية.

    وإذا قلنا (افتراضاً) أنَّ أنماط الإنتاج خمسة: المشاعية الأولى، نمط الإنتاج الخراجي (والتسمية الذكية هذه لسمير أمين)، نمط الإنتاج الإقطاعي، نمط الإنتاج الرأسمالي، نمط الإنتاج الإشتراكي/الشيوعي؛ سنجد أنَّ البشرية قد عبرت على الإنماط الثلاثة الأولي، والآن هى في مرحلة النظام الرأسمالي السائد/المهيمن (بمراحل إعادة إنتاجه البسيطة والكثيفة/التراكبية). وفي هذا المنبر لعلي قد قلت (راجع بوستى عن التشكل الإقتصادي الإجتماعي في السودان وآفاق التغيير السياسي): إذا كانت الشيوعية في السماء الثالثة، والاشتراكية في السماء الثانية والثورة الوطنية الديمقراطية في السماء الأول (وهى في محيط النظام الرأسمالي ورحمه)، وفوق الأرض صراع الطبقة كما يقول الشاعر أيمن أبو الشعر، فلماذا نعلق آمال الجماهير بالشيوعية ونرهقهم بطولِ الأمل ونحن لم ننجز الإشتراكية ولا الثورة الوطنية الديمقراطية بعد (بل الثورة الوطنية الديمقراطية تسبقها مرحلتان صغيرتان: مرحلة العمالة الكاملة، ومرحلة تجانس/عدالة الإقتصاد القومي، وديمقراطيته، وتوازنه واستدامته). وهذا ما دعاني أن أقول: "أن التاريخ المادي للشعوب بنائي ولا يعرف حرق المراحل، ولكنَّه يتناقضها ويولد منها واقعاً متنافياً مرتبطاً بمصالح الناس".

    * تعجبني في الرسالة الثانية مسألة الحد الإدني (كما في دولة الرفاهية ببريطانيا). أما الحد الأعلى فهو مهم مع بعض التحفظات التي يمليها "إطار ديمقراطية الإسلام" وإطار أيقونة الأستاذ "الحرية لنا ولسوانا". وعلى الفكرة الجمهورية أن تبحث لها عن مخرج من التعسُّف المصاحب لعملية الحد الأعلي هذه لكي لا تقدح في ديمقراطية الإسلام الذي تعتنق وفي مفهومها للحرية. ولنتذكر موقف سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضىَ الله عنه حينما بلغه أنَّ سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قال: "عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة زاحفاً بسبب كثرة أمواله - معنى الحديث". فقال سيدنا عبد الرحمن بن عوف: "وما ذنبي إذا كنتُ أنفق الـ 100 ألف درهم فتأتيني مئتان".

    ولما كانت الأخلاق هِيَ عِماد الفكرة الجمهورية، فبدلاً من الحد الأعلى فعليها أن تلجأ إلى آليات توزيع الدخل التي من الممكن أن تحد من الطغيان الرأسمالي (تفعيل دالة الإنفاق اللانهائي، الزكاة، ضريبة الحد من الإنهاك البيئي، ضريبة عدم المساس بأنصبة الأجيال القادمة؛ على سبيل النذر لا الحصر).

    * عن المساواة الاجتماعية ومحو الطبقات والفوارق أقول: أن الأستاذ محمود محمد طه قد أصاب حين قال: "المساواة الاقتصادية والسياسية مقدمة للمساواة الاجتماعية وهى تتويج لها وخلاصة وقمة، وهى لم تتحقق للإنسانية إلى يوم النَّاس هذا، ولن تتحقق لللإنسانية إلاَّ بالجهد الشاق". وأرجو أن تجد جزءاً من هذا الجهد الشاق في مقالي بالراكوبة "مليونية لزف د. عبد الله حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء عقب عيد الأضحي المبارك".

    * ويستوقفنى هنا حديث الأستاذ محمود محمد طه عن المدنية، كما لم يستوقفني من قبل حين قرأت الرسالة الثانية وأنا في يُفوع؛ فهو حديث عن المدنية والدولة المدنية في آنٍ واحد. وأعجب للأخوة الجمهوريين (كما عجبت للزملاء الشيوعيين الذين تركوا الدولة المدنية غُفلاً) والرسالة الثانية تحدثت عن المساواة الإجتماعية وهى من صميم برناج ومحددات الدولية المدنية، ولم ينادوا بها قبل الشيوعيين.

    وفي الحقيقة هناك كثيرٌ من الإلتقاءات العضوية الفكرية بين الفكرة الجمهورية ومدرسة الحزب الشيوعي السوداني في حديثها عن الاشتراكية والشيوعية. ولعلِّي لم أُخطئ حين قلت بعاليه أنَّ الأستاذ المرحوم نقد لابدَّ أن يكون قد مرَّ على أيقونة الأستاذ المرحوم محمود محمد طه "الحرية لنا ولسوانا". بل لعلِّي الآن أجد فكَّ الشفرة لدولة نقد المدنية. وقبل ذلك من الحتمي إعادة قراءة الرسالة الثانية مرة ثانية.

    فيوض محبة وإمتنان وتقدير.








                  

العنوان الكاتب Date
حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي تأشيري حسين أحمد حسين08-06-19, 06:20 PM
  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-07-19, 00:25 AM
    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-08-19, 03:29 AM
      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي عبد الصمد محمد08-08-19, 01:34 PM
        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-09-19, 00:20 AM
  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي محمد حيدر المشرف08-09-19, 05:22 AM
  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي محمد حيدر المشرف08-09-19, 05:27 AM
    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي adil amin08-09-19, 07:38 AM
      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-09-19, 10:45 AM
    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-09-19, 11:36 AM
      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-09-19, 11:20 PM
        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-10-19, 02:21 AM
          Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-10-19, 05:16 PM
            Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-10-19, 11:34 PM
              Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-12-19, 07:24 PM
  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي محمد حيدر المشرف08-13-19, 05:28 PM
    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-13-19, 06:39 PM
    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-13-19, 10:29 PM
      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-13-19, 11:04 PM
        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-14-19, 10:16 AM
  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي محمد حيدر المشرف08-14-19, 02:54 PM
    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-14-19, 03:14 PM
      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-14-19, 03:23 PM
        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-14-19, 03:29 PM
          Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-14-19, 03:35 PM
            Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-14-19, 03:46 PM
              Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي عبداللطيف حسن علي08-14-19, 05:16 PM
                Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-14-19, 09:51 PM
                  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 00:16 AM
                    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-15-19, 01:43 AM
                      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-15-19, 01:47 AM
                        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 08:11 AM
                          Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 08:19 AM
                            Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 08:25 AM
                        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 10:22 AM
                      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 09:52 AM
                Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 09:00 AM
              Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 08:55 AM
                Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-15-19, 12:38 PM
                  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي كمال عباس08-15-19, 01:01 PM
                    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 10:45 PM
                    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-15-19, 11:48 PM
                      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-17-19, 06:12 AM
                        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-17-19, 06:47 AM
                          Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-17-19, 03:46 PM
                            Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-17-19, 04:56 PM
                              Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-17-19, 07:23 PM
                                Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-18-19, 06:45 AM
                                  Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-18-19, 07:10 AM
                                    Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-18-19, 06:17 PM
                                      Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي جمال المنصوري08-19-19, 05:42 AM
                                        Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-19-19, 01:32 PM
                                          Re: حول مفهوم الدولة المدنية: مدخل سوسيوسياسي حسين أحمد حسين08-19-19, 06:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de