|
Re: إسرائيل: السودان أكثر الدول تفككاً لن يست� (Re: Arif Nashed)
|
في شمال السودان .. تفجير هذه الأحداث الآن، ما هو إلا خطة جنوبية بإمتياز!
لقد نتج عن انفصال الجنوب، أن فقد السودان نحو ثلاثة أرباع موارد ميزانيته من العملة الصعبة
إذ الأرض التي أقامت عليها حركة التمرد في الجنوب الدولة الجديدة كانت تنتج نحو ثلاثة أرباع النفط السوداني المصدر.
ووفقاً لتلك الوضعية، لم يعد السودان ينتج إلا نحو 115 ألف برميل يومياً، وهو ما يغطي احتياجاته اليومية من الطاقة.
لكن الأخطر أن دولة الجنوب، بدأت في شن حرب اقتصادية على السودان
حين استغنت عن عائدات نفطها عبر الأنابيب المارة بأرض السودان، حتى تحرمه من عائدات رسوم العبور التي تقدر بنحو 30 % من ميزانية السودان بعد انفصال الجنوب،
ومن بعد تحركت قواتها المسلحه لتعتدي على أرض السودان وتحتل منطقة هيجليج التي هي ما تبقى للسودان من حقول إنتاج النفط،
وقد تعمدت قوات الجنوب تخريب المنشأت في هيجليج قبل الانسحاب تحت الضغط العسكري لجيش السودان، إمعاناً في حرمان السودان من كل مصادر العملة الصعبة لتغطية ميزانيته.
كانت تلك هي الخلفية الحقيقية التي أنتجت الأحداث والمظاهرات، وهى ذات الأوضاع التي تعكس خطة جنوبية (أمريكية -غربية في واقع الحال) للاستمرار في الضغط على الحكم في السودان حتى إسقاطه، والانتقال إلى مخطط تفكيكه.
في النظر إلى معطيات الحالة السودانية، يمكن القول بوضوح أن أحداث عنف جماهيرية واسعة وعميقة في هذا البلد، لن تؤدي في الأغلب إلا إلى حالة تفكيك،
وأن التغيير لن يأتي بربيع لوحدة السودان، بل سيكون طريقة أخرى جديدة لإكمال مخططات فصل الجنوب وتفكيك دارفور، وإسقاط البلاد في حالة نزاع مدمرة لن تتوقف إلا بتفكيك البلاد وفقاً للمخطط المعلن، بفصل دارفور والشرق
من جانب تجري الأحداث نتيجة لمخطط واضح من الجنوب ومن ورائه،
ومن جانب آخر، فإن أضعاف الحكم في الخرطوم وإنهاكه لن يصب إلا في مصلحة قوى التمرد التي تمسك بالسلاح في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق،
وأن اشتعال الأحداث في بلد جرت كل وقائع ثوراته في الخرطوم، لن ينتج عنه الآن أي تغيير حقيقي في أوضاع السودان أو في الظروف والأوضاع الجارية في عموم البلاد.
وهنا يبدو التذكير واجب بأن قوى حزبية شمالية من تلك الداعية للثورة الآن، كانت قد أقامت مع تمرد الجنوب ما سمى بتحالف جوبا قبل انفصال الجنوب مباشرة،
وأن قوات التمرد في كثير من مناطق السودان الآن صارت تتواجد على أرض جنوب السودان، وتمارس نشاطها انطلاقاً من أراضيه والعودة إليها،
وهو ما يعني أن ثمة اختلاطاً كثيف الأوراق بين أحداث الخرطوم الجارية وأحداث الجنوب والأعمال الجارية لإكمال مخطط التفكيك.
وهنا يبدو إسقاط حكم البشير في هذه المرحلة خطوة في طريق التفكيك.. لا خطوة في عالم ربيع الخرطوم أو الربيع العربي أو أي ربيع آخر إلا ربيع الجنوب ومخططاته.
|
|
|
|
|
|