مِنْ حَرِّ الْبَلِيْلَةِ مَا يُضْحِكُ حَتَى يُجْهِشَكَ البُكَاءُ

(57)
أحسنت ياخ/ أبو النور
و كما رأيت فكل ذي نعمة محسودٌ
فما بالك بعبقري كالأمام الشافعي، و الذي من شهرته
حتى ينسب إليه نظم أشعارٍ و حكمٍ متواترة كثيرة و هو ربما
كان منها براءً براءة الذئب. و منها قوله فى تجارب الحياة :
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت و كنت أظنها لا تفرج
و أبيات قيلت في كمال الخلق في تقبل تصاريف القدر، يقول مطلعها:
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء .......... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي .............. فما لحوادث الدنيـا بقــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ....... وشيمتك السماحة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايـا. ......... وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخــاء فكل عيـب ......... يغطيه - كما قيل- السخـاء
ولا تر للأعــداء قــط ذلا .................فما في النار للظمآن مــاء
ورزقك ليس ينقصه التــأني .............ولا بؤس عليك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلب قنــوع .............. فأنت ومالك الدنيا ســواء
ومن نزلت بساحته المنايــا ........... فلا أرض تقيه ولا سمــاء
وأرض الله واسعــة ولكن .............. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حيــن ............ فما يغني عن الموت الـدواء