الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2019, 10:19 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام (Re: آدم صيام)



    الرجل الذي ذبح السودانيين

    العولمة على طريقة حكم الانقاذ


    تقلصت سيادة الدولة والحكم بسبب العولمة التي اجتاحت الكثير من مناطق العالم إبان الثمانينيات حاملة معها عواملها ومعاولها الأكثر أهمية والمتمثلة في ظهور ثورة المعلومات التكنولوجية التي عصفت بالمكان ) نظرية طي المكان (وتقليل المشقة فتذللت الاتصالات والمواصلات وتسارعت حركة النقل وتمددت، التقدم الصناعي المشهود وخاصة لدى الدول النامية، انتشار التجارة العالمية وتهاوي الحدود الاحتكارية المحلية وانفراط عقد سيادتها مما أدى إلى سهولة تدفق رؤوس الأموال وانتشار الاستثمارات الأجنبية والشركات التجارية، وكل ذلك مشفوع بعامل الثقافة ذي الطابع الغربي الذي يجسّر الحواجز الثقافية والنفساجتماعية ويهيج اللعاب الاستهلاكية للكثير من شعوب العالم حتى تزدرد بسهل منتجات الغرب بل وحتى منتجاتها التي تم إعادة تدويرها في الغرب.

    وأشهر ظواهر العولمة الثقافية يتجلى في المكدونلايزيشن (McDonalization) ومن أمثلتها (الـهوت دوق) ونظيراتها كأنماط من الثقافات الغذائية التي انتشرت حتى قيل أن تبجح بها رئيس الدولة السودانية وعدّها واحدة من إنجازات حكومته. بينما الحقائق ترجع فضل انتشارها - إن كان لها فضلٌ - لا للحكومات ولا يستصوب لحكومة عاقلة أن تنسب إلى نفسها ظاهرة من تداعيات العولمة التي تهدد حتى كيانها إلا إذا كانت هي خارج هذه الكرة الأرضية، وإنما موجات العولمة التي سلبت من الحكومات الكثير من سيادتها لتصبح مخترقة الحدود وناقصة القرار حتى على مستوى الدول الغنية، تماماً كما تتجرأ ناموسة حقيرة وتنزع من الأسد سيادته المتمثلة في كريات دمه ولا يقوى على استردادها. ونتيجة للعولمة فقد توزعت سلطات الحكم والسيادة على ثلاث طبقات على الأغلب، وبات نظام الحكم التقليدي المتمثل في الحكومة التي تحكم شعب بعينة في رقعة جغرافية ما وعلى ساريتها راية يقدم لها الشعب تحيته الراتبة مجرد طبقة واحدة من جملة أدوات الحكم الحديثة. ومن الطبقات التي نالت كعكتها من الحكم التقليدي المنظمات غير الحكومية (NGOs) وهي بمثابة حكومات أهلية لتذكر الحكومات الغافلة بعدم التساهل في إهدار البيئة كما جرى في روسيا واعتزام منظمات الخضر على إثناء الرئيس بوتين من استخراج نفط في الجزء الشمالي المتجمد لتأثيره السالب على رفع درجة الحرارة وتوسيع الثقب الذي في قبة الكرة الأرضية أو أن تسعى إلى وقف أنانيات الدول الصناعية الكبرى التي لا ترى إلا مصالحها كما كان في مؤتمر منظمة التجارة العالمية، سياتل 1999 . وقد نالت الشركات الخدمية الخاصة - القطاع الخاص- كعكتها من السلطة وأصبحت مناط إنجاز بامتياز في قطاعات خدمية مثل الصحة والنقل والبريد وغيرها كإمبراطوريات حصرية لا تشاركها الحكومة التقليدية فيه بل ولم تترك للحكومة التقليدية إلا شرف التوقيع على العقود ودفع استحقاقاتها، ومن أمثلة ذلك فقد بلغ دخل شركة نوكيا الشهيرة أعلى من دخل حكومتها فنلندة في سنة ما. كما وتقف على رؤوس الحكومات التقليدية منظمات باسم حكومات عالمية متمثلة في الأمم المتحدة (UN) ومنظمة التجارة العالمية (WTO) والبنك الدولي (WB) وصندوق النقد الدولي (IMF) وأذرعاتها، تصدر أوامرها القاسية على الدول المتسكعة على أرصفة العولمة بالاتباع ولكن تلطفاً في الخطاب تصدره في صيغة (روشتات) واجبة التطبيق وبالغة النفاذ ، وقد بلغ بالمهتمين في الدراسات السياسة وإدارة الحكم من جراء مشاهدتهم لتوالي ضربات العولمة الموجعة للحكومات واستلاب قدراتها أن تساءلوا، هل ستغرب شمس الحكومة التقليدية بفعل العولمة وإلى الأبد؟


    إلا أن تداعيات العولمة التي أدخلت حكومات العالم في محك اختبار بقائها كان لها صورة - fashion- من بنات أفكار حكومة الإنقاذ السودانية، فقد أصبح الحكم الجهوي رغم جهويتيه تتقاسمه ثلاث طبقات والأخريات الظلية كُثر ولكنها كلها على طريقة أشكال فين (Venn diagram) وليس ذلك بالطبع من أجل إدارة ناجحة للدولة وتوزيع الأدوار حسب الكفاءة وتفوق الأداء وإلا لحجبت سحائب الإنجازات كل أنواع المذابح وألوان المسغبة وأشكال التظاهر وشموس المعارضة المستمرة . إذن تطور نظام الحكم عالميًا في عصر العولمة بمشاركة المنظمات الأهلية والشركات الخاصة الحكم من أسفل والمنظمات الدولية من أعلى لتجعل من الحكومات التقليدية عبارة عن سندويتش طازج له قابلية الانضغاط والتراجع ورغم ذلك إلا أنها مازالت تمارس دورها بفاعلية أكثر وخدمة راقية لمواطنيها ووافديها. أما في الجانب السوداني فقد كان أثر العولمة ماحقاً لا سيما في آثار الحصارات الاقتصادية والسياسية المتواترة ونقص السيادة الفعلي ومواجهة الحاكمين بتهم جرائم إبادة وعزل دولي وإقليمي بل وحتى نقص في الأرض وتكورها . كما أن وسائل العولمة مثل التقدم التكنولوجي والإنترنت بات استخدامها تحت رحمة الحكومة التقليدية تقطع خدماتها متى ما استشعرت تهديدًا وتبثه متى ما وجدت أن صوتها غير متردد على حيطان الكرة الأرضية. بينما هذا اللون من بنات العولمة تم استخدامه بفعالية على كافة أصعدة الحياة حتى بات الكثير من الخدمات التي كانت تتم عبر البيروقراطيات البشرية وهدر الوقت والمال نسياً منسياً ولم يعد الناس يتذكرونها إلا في التتريخ. وحتى الاحتكار الإنترنتي الذي مارسته حكومة الخرطوم فقد تم مواجهته لا حكوميًا مثلما فعلت جماعة انونيمس في توفير شبكة الاتصال للمتظاهرين داخل السودان.


    أدخلت الحكومة السودانية نظرية عولمتها المنكسة وقد نقلت نظام حكمها الحالي (على أشكال فين) المتقاطعة : دائرة للبشير ورهطه، ودائرة لعلي عثمان وفريقه ودائرة لنافع وقبيله وذلك من تجارب تنظيم الجبهة الإسلامية أوان كان تحت حكم الرئيس جعفر نميري. اهتبلت الجبهة الإسلامية آنذاك تدفق البترودولار العربي في السبعينيات لتوفر العامل المادي الذي كان له السبق في بروزها السريع على كافة أنواع الأحزاب القديمة والحديثة فمارست اقتصادها وراء بنك فيصل الإسلامي وبنك البركة وبنك التضامن الإسلامي وغيرها من المؤسسات المالية ذات الواجهات الإسلامية. ونسبة لأن هذه المؤسسات عليها رقابة حكومية نوعًا ما وكذا من مموليها فقد ابتدعت الجبهة ما يسمى بالمنظمات الخيرية مثل منظمات كافل اليتيم ودانفوديو ومنظمة الدعوة الإسلامية مرتبطة بهذه البنوك، هذه المنظمات المسمى خيرية لظاهرها الرحمة وباطنها العُجاب، فقد تم إسقاط بند الضرائب المؤدى للحكومة من ميزانياتها سواء في التصدير أو الاستيراد بحجة أنها منظمات غير ربحية ولا شأن لها بالتجارة فوفرت الأموال حتى بلغت اتحاداتها الطلابية في الثانويات والجامعات وتولدت منها شركات احتكارية غاشمة آل الكثير منها إلى أسر من الجبهة الإسلامية خاصة كما وأن خدماتها وحتى وظائفها معنية بعضوية التنظيم ونسبة لهذه العلاقة المترممة نمت الجبهة الإسلامية ومؤسساتها المالية وضمر دخل الحكومة من الضرائب المقتطع منها، وتطور تخطيط الجبهة المالي الإجرامي بكل الوسائل حتى بلغ سلعة الفحم وجلود الأضاحي وانهارت سياسات الدولة الاقتصادية وخططها، كل ذلك والجبهة الإسلامية خارج الحكم، وما أن واتتها السانحة في انقلاب 1989 حتى نقلت عدتها وعتادها إلى الدولة لدرجة بات من الصعب التمييز بينما هو للدولة وما هو للحكومة الآن. راجع خطاب مدير الأمن قوش في أن جهاز الأمن سيحمي المؤتمر الوطني حصريًا!


    وإذا تم طرح سؤال عن ما هي تداعيات العولمة على حكم الإنقاذ؟ سواء أكانت العولمة ظاهرة هوجة رأسمالية أو جشع من قبل الشركات عابرة القارات أو نظام عالمي يحمل بين جناحية الرحمة والعذاب فقد أصبحت واقعاً لا مفر منه تنتظم في تيارها العارم الحكومات، الشعوب والأفراد. وإذا استوعبنا تساؤل خبراء السياسة عن مصير الحكومات الكلاسيكية في عصر العولمة ، فإن مصير حكم الإنقاذ تتعاروه عولمتها ذات الحكومات الداخلية المتعددة والنظام العالمي الجديد الذي بلا شك سيطبقان على الإنقاذ التي تتدرّج خارج العولمة ولكنها تتوكأ على وسائل العولمة ومعاولها.

    اتضح أن الإنقاذ في سيرورتها التطرفية الإسلاموية الأحادية وما صارت إليه في أشكالها الفنية - Venn - القبيلية البراغماتية البحتة أنها لم تستوعب العولمة إلا بمقدار معرفتها بالهوت دوق، إذ الحكومات التقليدية قد انصرمت شكائمها بفعل الشفافية العالمية التي تسلط وسائط الاتصال عليها الأضواء وانزاحت حدودها التقليدية السيادية بفعل الشركات ما وراء البحار وشاركتها السلطة منظمات غير حكومية سواء على مستوى القطر أو عالمية، لذا من الطبيعي أن تموت فكرة حكومة هذه شاكلتها بعد أن تواضع معظم السودانيين على طي فكرة الإنقلابات العسكرية منذ الديمقراطية المائتة. وإن كان هناك درسًا يستفيد منه سواد السودانيين على إطلاقهم هو نبذ الجهوية والمناطقية والعنصرية والتحلل من الكنكشة الموروثة من الاستعمار والنظر بعلمية إلى مستقبلهم لاستيعاب أن الفرد بالغٌ ما بلغ لن يسعد بمفرده مطلقًا مهما اكتنز حرامًا من قصور كافوري والملايين المودعة في بنوك خارجية، وإنما الأمة هي التي ستنعم جميعًا أو تشقى جميعًا وقد تابع الناس معايير الأمم عالميًا في: أسعد شعب وأفضل جواز وأنظف عاصمة و إلخ ...








                  

العنوان الكاتب Date
الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام 10-28-13, 03:33 AM
  Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام01-31-19, 07:59 AM
    Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام Abdlaziz Eisa02-02-19, 06:17 AM
      Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-02-19, 08:57 AM
        Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-02-19, 04:31 PM
          Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-02-19, 04:34 PM
            Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-04-19, 03:24 AM
              Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-05-19, 07:42 AM
                Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-06-19, 03:44 PM
                  Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-08-19, 02:56 AM
                    Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-09-19, 10:19 AM
                      Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-11-19, 04:46 AM
                        Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-15-19, 02:04 PM
                          Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام منتصر عبد الباسط02-15-19, 05:46 PM
                            Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-18-19, 05:05 AM
                              Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-18-19, 05:09 AM
                                Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-19-19, 08:19 AM
                                  Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام02-20-19, 08:39 AM
                                    Re: الرجل الذي ذبح السودانيين (2) آدم صيام آدم صيام03-16-19, 03:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de