|
|
|
 Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
طوق العجلة
حينا العتيق والذي ترعرعنا فيه كان يقع في حافة المدينة. خور عريض يفصل المدينة عن الخلاء. بعض القبائل الرعوية الرحل كانت تأتي وتستوطن هذا الفضاء بمساكنهم المؤقتة التي تبنى بالحطب والبروش المنسوجة من سعف النخيل والدوم وعند موسم الخريف يجمعوا مخيماتهم هذه ويرحلوا متوغلين جنوبا. لكن فترات تخييمهم هذه كانت تعد فترة خير لأهل المدينة جميعا إذ يشترون منهم منتجاتهم الحيوانية كالحليب والسمن بل حتى خراف عيد الأضحى يتم شراؤها منهم. بالرغم أنهم لا يفضلون بيع بهائمهم الا للضرورة القصوى كحاجة للمال في العلاج وشراء المواد التموينية.
أعتدنا نحن الصغار من أبناء الحي أن يرسلنا أهلنا من بعد العصر لشراء اللبن منهم. نتجمع نحن أربعة من الأصدقاء في سن متقارب ونحمل الاواني ( البستلة وهي اناء اسطواني من الالمونيوم له غطاء ) ولوجود الخور الفاصل يتعذر الذهاب بالعجلات نضطر نمشي راجلين ( كداري ) .
المشوار في الأول كان يعد مثل البرنامج الترفيهي. نلتقي بالعصر أمام بيتنا الذي يقع في ناصية الحي وبعده الخلاء حتى يكتمل العدد ثم نعبر الخور متجهين الى مخيمات الرعاة.
يوم من الأيام لاحظنا في طرف مخيمات الرعاة يتجمع أبناؤهم والذين هم في سننا في صف افقي وكل واحد منهم يمسك بكلب من طوق في رقبته. عندما اقتربنا منهم بدأوا يتهامسون ويضحكون مع بعضهم. لم نعبأ بهم ذهبنا الى حيث مشوارنا واشترينا اللبن كل منا له زبون خاص به. ونحن عائدون أيضا مرينا بذات الصف ونحن نضحك ونعلق على بعض في مواضيع تخصنا.
عندما اقتربنا من الخور سمعنا نباح الكلاب انطلقت نحونا بجنون وسعر. فزعنا وبدأنا الجري. (بستلات) الحليب أعاقت جرينا لأنه حرصنا قدر الإمكان ألا ينسكب اللبن. ونحن في قمة الفزع كلما التفتنا الى الكلاب وهي تفوقنا سرعة وفعلا بدأت تقترب منا. بدأ بعضنا يصرخ واعتقد أني كنت الأعلى صراخا. هذه الكلاب يبدوا انهم يستخدمونها في الصيد واليوم اردوا تدريبها علينا. أخيرا عبرنا الخور قبلها وهي لم تجرؤ على عبور الخور. كما أن هؤلاء الاشقياء الصغار جروا خلفها أعادوها وهم يضحكون ويستمتعون بهذا الزعر الذي سببوه لنا.
والذي يبدو أنه أصبح برنامجا ثابتا بالنسبة لهم حتما سينتظروننا كل يوم ليتسلوا طالما هذا الموقف صنع لهم متعتهم.
بأنفاس لاهثة تجمعنا أمام بيتنا وصدورنا في علو وهبوط. وكل واحد فتح ماعونه (بستله) ليطمئن على ما بقي فيها من حليب.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
أدرنا نقاشا عن كيفية الحل في الأيام الباقية. واضح ان هذا العذاب سيستمر طالما هؤلاء الرحل يخيمون قربنا وطالما أهلنا يصرون على شراء الحليب منهم.
اتفقنا على أن نتمرد على هذا المشوار مهما كان الثمن حتى لو تم جلدنا في البيوت. حاول واحد منهم أن يثنينا عن هذا القرار فقلت له جملة واحدة أقنعته (أنت فاكر هي كلاب عادية؟ هذه كلاب صيد يعني لو لمت في واحد منا لا تتركه الا جثة هامدة مقطعة). طيب هل نخبر أهلنا بالسبب كذلك اتفقنا الا نخبر أحد حتى لا يعيرونا بالخوف والجبن. إذا هو تمرد شراء اللبن من العرب الرحل بدون إبداء أي سبب.
تفرقنا الى بيوتنا وأكيد استغرب الأهل من كمية اللبن القليلة دون يجدوا منا تبريرا أو وجدوا تبريرا غير مقبول من نوع (كنا متسابقين وتدفق الحليب).
لكن الاستغراب الأكبر كان في قرار عدم الذهاب مرة أخرى لمشوار الحليب.
( ومال حا تتعشى بشنو؟ . ما عايز عشا. والشاي تشربوه ساده؟ أيوانشربه سادة ) بما أني كنت وحيدا وسط أربعة بنات . وكنا دائما في حالة (مناكفات) وسخرية لاحظت لأخواتي بدأنا يضحكن ويغطين افواههن بأيديهن. تملكني الغيظ لكني كله اهون من كلاب الصيد التي تنتظرنا.
أمي بإحساس الأم المرهف شعرت بأن الأمر فيه خطر وأنا مستحي من التصريح زجرت بناتها من أسلوب السخرية (والمكاواة) بل دعمتني بكلام لم يخطر ببالي قائلة (أنا أصلا ما مرتاحة للبنهم وشاعرة به غير صحي وزايدنه موية ) كأنها تريد أن تفتح لي ممر آمن بطريقة أخرى ولتترك سري في صدري .
وقالت كذلك (خلاص نرجع للبن البدرة). حمدت الله وشعرت ان ازمتي حلت الى حد ما. وكذلك أن الوالد مسافر وهو شخص تقليدي مثل باقي الأهل الذين لم يقتنعوا أن حليب البدرة هو بديل للحليب الطبيعي. يستحيل يشرب شاي بلبن البدرة. لكن طمأنت نفسي بأن أمي ستقنعه بعد أن يعود. وحتى بعد ان يعود يحلها الحلال.
ثاني يوم العصر التقيت بالأصدقاء وسألت عن صدى القرار مع أهلهم. وكلهم تقريبا مروا بتجربة مشابهة. لكن ظلوا متمسكين بالقرار لن يكونوا عرضة لكلاب الصيد مرة أخرى. وفعلا تغيبنا في هذا اليوم. صديقنا خالد اجبره أهله الذهاب الى السوق واحضار الحليب من هناك. رغم أن حليب السوق لا يشك أحد في أنه مغشوش لكن يبدو أنهم يفضلونه على حليب البدرة.
لسوء حظي، والذي أكيد ليس سوء حظ بمعناه الحرفي، في ذات مساء اليوم التالي وصل الوالد من سفره بحضور مفاجئ لم يكن موعد حضوره. وقدموا له شاي المساء بحليب البدرة سأل عن السبب بعد ان رفض شربه. وتطوع الأخوات واخبرنه بأن طارق رفض يشتري الحليب من العرب الرحل. ناداني باستغراب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
وسألني عن السبب. ارتبكت ولم أستطع الرد وبدأ يستفزني بعبارات من نوع (خايف؟ في حاجة مخوفاك؟ وأنا أقول مخلي وراي راجل حارس أمه واخواته تخاف من شنو؟) شعرت أن الدم بدأ يغلي في رأسي من الغضب. لكن لا أدري هل أنا غاضب من والدي أم من أخواتي اللاتي أثرنه أم أبناء العرب الرحل. المهم كظمت غيظي وعديت هذا اليوم.
ثاني اليوم نويت أمرا. مريت على أصحابي وقلت لهم اليوم سنذهب لمشوار اللبن. كلهم استغربوا وبدأوا مترددين. لكن لم يصعب على اقناعهم طالما أنا اقنعتهم بالتمرد نفسه. العصر رحت لأمي وطلبت منها ( بستلة اللبن ) استغربت عن تغيير رأيي لكنها لم تسألني سلمتني لها مع الثمن .رحت ناحية العجلة واحدة من الشقيات لاحظت لي سألتني أن كنت سأذهب بالعجلة لم أعلق لكن حليت قفل العجل ( الطوق وهو عبارة عن حزمة من أسلاك الفولاز المرن ملبسة بطبقة بلاستيك ولها قفل في الاجناب يتكون من قطعتين . رفعت قميصي وأدخلت (الطوق في البنطلون وأسدلت عليه القميص) خرجت وجدت الأصدقاء في انتظاري . لا يعرفون ما أنا ناوي فعله. لكن في النهاية مشينا المشوار.
في البداية لم نجد أبناء الرعاة في انتظارنا بصفوف كلابهم. حتما تأثروا بغيابنا السابق. لكن شاهدنا أحدهم وجرى يناديهم. أصدقائي شاهدوه يجري صابهم الرعب لكن أنا لم اكترث رحنا شرينا الحليب وخرجنا وجدناهم فعلا في انتظارنا في نفس رصة اليوم الأول. وكل واحد في نزاع مع كلبه الذي يريد انا يهاجمنا قبل أن نبتعد. وهم يشدونها ويكتمون الضحك من حالة الرعب التي ظهرت علي وعلى أصحابي.
تقدمنا واقتربنا من الخوار ونحن نلتفت في الخلف نترقبهم متى سيطلقونها.
وفعلا بعد قليل أطلقوا الكلاب وبدأنا جرينا المذعور حتى اقتربنا من الخور قلت لصديقي خالد أمسك ( بستلتي ) واجروا انتو خلوني . استخرجت (طوق) العجلة وفردته ووقفت. بل جاءني حماس وجريت في اتجاه الكلاب التي تجري ناحيتنا. ارتبكت الكلاب ويبدو انه ليس في حساباتها أن يجري الصيد نحوهم. كان في مقدمتهم كلب أغبش أكبرهم حجما ويبدو انه قائدهم أقترب مني ضربته بكل قوتي على أم رأسه. بدأ يصرخ ويدور حول نفسه مع الصراخ وطاردت الباقيات كل ما اقتربت من واحد ضربته بكل قوتي على ظهره. أما الباقيات التي لم أدركها وضعت أذيالها بين ساقيها وشرعت في الجري وهي تصرخ حتى تجاوزت أصحابها.
وجدت نفسي أمامهم وجها لوجه وعيوني حمراء من الغضب. بل حالة الغضب التي كانت تعتريني لو وقف أي واحد منهم لفتحت رأسه بقفل العجلة. لكنهم ظلوا ينظرون نحوي مرعوبين ومندهشين. لم انطق أي كلمة معهم عدت راجعا. لم يتحركوا خلفي يبدو انهم شعروا بخطر حقيقي هذه المرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
مريت بالكلب الأول والذي لازال يدور حول نفسه ويدلك رأسه بالأرض. فكرت أن أضربه مرة أخرى لكن شفقت عليه ويبدو أنه لن ينجو منها يكفيه ما فيه.
وصلت لأصحابي وجدتهم ينتظروني على حافة الخور تتملكهم الدهشة. أكيد اثنوا على شجاعتي وعاتبوني بأني لم أصرح لهم بالخطة والا كان كل واحد منهم احضر طوق عجلته معه.
لكنها هي ليست شجاعة بقدر ما هي طاقة الغضب التي تتفجر في الانسان لتغير واقعه البائس . وهذه الطاقة موجودة في كل انسان سوى كان شجاعا أو جبانا.
وبعدها استأنفنا مشوار اللبن بصورة عادية وآمنة بل بدأت كلابهم تتفادنا وتجري من المخيمات يمجرد ما تشتم رائحتنا اقتربت من المخيمات.
صفحة من رواية لم ولن تكتمل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
=
صدقني كنت ولآخر سطر في سردك أظنك تحكي عن واقع
وليس عن خيال روائي سحري لم تكتمل فصوله وخباياه.
لكني أرى بأن عنوان الرواية كلاسيكي، وأن دور طوق
العجلة - في ما قرأناه حتى الآن - كان ثانوياً .. فالدور الحاسم
كان لأطواق القلب ونبضه وثباته وانتظام طَرْقاته فهي التي قلبت
المعادلة لصالح رفاق (طارق).
ودائماً ما يكون لثبات أطواق القلب الكلمة الأخيرة في قلب
معادلات الكَـر والفَـر كما تروي هذه الصورة أدناه:
تحياتي، ولله درك يا درديري.
...
..
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
Quote: صدقني كنت ولآخر سطر في سردك أظنك تحكي عن واقع
وليس عن خيال روائي سحري لم تكتمل فصوله وخباياه.
لكني أرى بأن عنوان الرواية كلاسيكي، وأن دور طوق
العجلة - في ما قرأناه حتى الآن - كان ثانوياً .. فالدور الحاسم
كان لأطواق القلب ونبضه وثباته وانتظام طَرْقاته فهي التي قلبت
المعادلة لصالح رفاق (طارق).
ودائماً ما يكون لثبات أطواق القلب الكلمة الأخيرة في قلب
معادلات الكَـر والفَـر كما تروي هذه الصورة أدناه:
|
تسلم يا صاحبي
عندما تبعث الشجاعة من ركام الخوف يصبح الخوف من الخوف هاجس قائم بذاته
يتحول اللاسلاح الى سلاح
يقلب موازين القوة ويحقق الغلبة
عندها يستحق البطولة أو التسمية على أقل تقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
| Quote: لكنها هي ليست شجاعة بقدر ما هي طاقة الغضب التي تتفجر في الانسان لتغير واقعه البائس . وهذه الطاقة موجودة في كل انسان سوى كان شجاعا أو جبانا. |
يا سلام عليك .....
وتاني يا سلام عليك.
 andamp;google.aftandamp;andamp;google.aft(this)" width="304" height="273" style="margin-top: 40px;">
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: Ahmed Yassin)
|
الحبيب درديرى..
سعيد جدا بأن تأتى أولى حروفى فى سودانيز اونلاين عبر بوستك الجميل كالعاده..
بتخلى الواحد يعيش إحساس القصه كأنو هو البيرويها..
نقيابى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: منتصر النقيابى)
|
Quote: الحبيب درديرى..
سعيد جدا بأن تأتى أولى حروفى فى سودانيز اونلاين عبر بوستك الجميل كالعاده..
بتخلى الواحد يعيش إحساس القصه كأنو هو البيرويها..
نقيابى. |
النقيابي يا سلام ياخ فرصة سعيدة جدا وبركة اللمينا فيك
زمن طويل جمعنا منابر ومنتديات
( النت يلاقي ) ههههههههههههه
مثل عصري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: Ahmed Yassin)
|
Quote: والله انا اتمتعت في البداية كنت صاري (من صرة امبارح حقت الشبح)
وشوية بدات اثار ارتسام بسمة وبقت اتبسم الى ان ضحكت لمن شبعت
درديري يديك العافية ياخ |
معليش يا أحمد والله زعلنا ليك وشعرنا بشعورك وأنت رجل فنان والفنان دائما مرهف الاحساس
لكن الحمد لله الرجل تدارك الموقف
الحمد لله لله طوق العجلة خفف لك الصدمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
Quote: ا سلام عليك .....
وتاني يا سلام عليك. |
سلام عليك أنت يا أبو الريش شرفتنا ونورت البوست
تصدق قدر ما فتشت صورة قفل العجلة في النت ما لقيت الشكل التقليدي الانت جبته لقيت نوع فاخر كدا يقفل بالرقام لكن قرب الصورة للأجيال الجديدة التي لم تعرف العجلة ولم تجد لها مكانا وزمانا ومالا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
2
مر يومين متتالين بعد غزوة طوق العجلة كنا نمشي مشوار اللبن عادي نتجمع بعد العصر نذهب المشوار كالمعتاد بعدها نعود نتفرغ للدافوري (لعب كرة القدم) مستقلين الشارع الترابي العريض قدام بيتنا بوضع الحجار كمرمى من الجانبين. كما أن أبناء الرعاة نادرا ما يقابلونا بل اعتقد أصبحوا مشغولون بلعب آخر بعيدا عنا.
بينما نحن منهمكين في اللعب لفت نظري أحد الأصدقاء قائلا (طارق عندكم ضيوف) نظرت ناحية بيتنا لاحظت وقوف أربعة رجال أمام باب الديوان (حوش قسم الرجال) يرتدون الزي السوداني كاملا ناصع البياض مع العمم والصديري الأسود ويحملون العصى كجزء مكمل للزي الشعبي. لم اكترث لأنه واثق من وجود أبي في البيت كما اعتقدت أنهم من أصدقائه سمعوا بعودته من السفر وزاروه. واصلت في التمرين واللعب ونحن مندمجين سمعت نداء أختي الصغرى (طارق أبوي قال لك تعال سريع). قطعت التمرين وجريت ناحية البيت قلت بالتأكيد يريدوني أن أقوم بواجب الضيافة كتقديم الشاي والعصير وخلافه كما هو معهود في هذه الحالات.
دخلت حوش الديوان وعادة عندما يكون (ابوي) موجود في البلد يتم فرشه بالأسرة والكراسي وتجهيز فرشات الصلاة وحفاظة الماء البارد لأنه عادة ما يكون مضيف طيلة فترة بقائه في البلد.
أول ما فتحت الباب وجدت الضيوف منتشرين على المجلس. كلهم نظروا ناحيتي لم أركز على ملامحهم ركزت على وجه أبي بعد ما ألقيت سلام عام. باين عليه الغضب وتقطيبة وجه مرعبة شكلت ملامحه.
(تعال دا شنو العملتو يا ولد؟)
(عملت شنو ؟)
(كتلت كلب الناس ديل ليه؟)
(كتلت ؟؟؟؟) رددت الكلمة وحدها مجردة من باقي الجملة بدت لي كلمة فظيعة بكل ما يحمله القتل من رعب وكل ما يحمله الموت من هيبة (أنا كتلت؟). لم أركز على باقي الجملة إلا بعد ما ألقيت نظرة على الحضور لأعرف من هم
هم زبائننا الرعاة أصحاب الحليب لم أعهدهم في الزي السوداني كنا نشاهدهم بالعراقي والسروال المتسخان دائما من خدمتهم لأبقارهم وورعايتها. أما الآن شكلهم مختلف تماما في هذه الهيئة. إذا الكلب قد مات متأثرا بضرب طوق العجلة وهاهم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
جاءوا يشكوني لوالدي. بينما أنا في سرحتي هذه وتدارك الأمر قبل أن أرد. قاطعني والدي مخاطبا وفد الرعاة. بعبارة أعادت لي طاقة الغضب من جديد.
(ما قلت لكم ولدي دا خواف يخاف من الكديسة (القطة) كلب شنو اليكتلو ليكم؟) صدمت وذهلت لا أدرى هل هو رأي أبي عني فعلا متأثرا براي مناكفة شقيقاتي الصغيرات أم هو يبحث لي عن مخرج أم هو فعلا مستبعد جرأتي على قتل كلب عقور. المهم هذه الجملة جعلت الدم يغلي في عروقي من الغضب وقلت متحديا ومحيرا والدي في ذات الوقت ( أيوا أنا كتلت الكلب )
عم صمت قصير وبدأ وجه والدي يتمدد وينكمش ويتلون.
(ليه يا ولدي كاتل كلب الناس حرام عليك عمل لك شنو؟ )
قاطعه الرعاة (ما قلنا ليك يا حاج عبد الرحمن نحن ما ما بنتهم الناس ساكت)
تركت والدي في حيرته ودهشته وخاطبتهم مباشرة.
(طيب أنا ليه كتلته ولدكم القال أنا كتبت الكلب ما قال لكم السبب شنو ؟)
رد أحدهم قائلا: الولد قال أنت واصحابك جيتو ماشين ولقيتو الكلب نائم وانت كنت شايل لك حديدة وضربته في رأسه بلا سبب. أنت عارف دا كلب صيد غالي جدا ومهم لينا في حياتنا نحن ناس خلا ساكت نعتمد عليه في الصيد وفي حراسة بهايمنا من المرفعين ليه تكتله بلا سبب)
واضح أنهم يريدون أن يؤثروا على والدي حتى يأخذوا منه مبلغ تعويض كبير جدا. وفعلا لاحظت لوجه والدي تحس كأن الدخان يخرج من أنفه من شدة الغضب. وأنا كذلك لازالت طاقة الغضب تطرد من نفسي الجبن والخوف وقلت رادا على هذا العم.
(عشان ما تعتقدوا أنا ألفت قصة أنا انادي أصحابي كانوا معاي يحكوا ليكم قصة الكلاب معانا هو ما كلب واحد بالمناسبة وكلها كانت تستحق القتل)
والدي التزم الصمت لكنه عاد اليه الهدوء عندما شعر بأني واثق ومالي يدي من الموضوع كما لم يبدو على أي نوع من الخوف.
فتحت باب الشارع وناديت اصحابي (تعالوا يا عادل و يا خالد يا عصام و ياعماد)
قطعوا التمرين جاءوا يجرون.
قلت لهم احكوا للناس ديل قصتنا مع الكلاب
وفعلا بدأوا في سرد الحكاية من اول يوم بعد ما أكملوا القصة حتى أضاف أحدهم قائلا (طارق لو كان كلمنا بحكاية طوق العجلة كان كلنا شلنا طوق عجلتنا)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
أنا استغليت هذه الجملة لأبين لهم بأنهم يحمدوا ربهم بأقل الخسائر التي طلعوا بها وقلت (يعني أنا لو كلمت اصحابي وكل واحد شال طوق عجلته كان كتلنا أربعة كلاب بدل واحد)
خرسوا تماما غلبهم الرد وبدأوا يصفقوا في أياديهم متحسرين والغيظ يكاد يشق وجوههم واحد فيهم قال (بالله الأولاد الوسخين ديل غشونا كلنا. الليلة يستنوا نادبهم أدب)
وقال آخر (معليش يا حاج ازعجناك اسمح لينا نمشي)
والدي واضح أنه تهللت اساريره هل لأنه اكتشف ان ابنه ليس جبان كما كان يعتقد؟ أم لأنه قدر يدافع عن نفسه وينتصر دون ان ينكر التهمة؟. هي كلها أمور بالتأكيد تسعد أي أب حيال أبنائه. وضحت سعادته في تمسكه بالضيوف والحرص على اكرامهم رغم اصرارهم على الذهاب وهم يتملكهم الغضب حيال أبنائهم هذه المرة.
أصر عليهم يشربوا الشاي وحاول يفتح معهم مواضيع أخرى عن والجو والخريف وغلاء المعيشة ليلطف الجو قليلا.
أما انا احضرت لهم الشاي ولحقت أصحابي لتكملة التمرين.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
| Quote: والدي واضح أنه تهللت اساريره هل لأنه اكتشف ان ابنه ليس جبان كما كان يعتقد؟ أم لأنه قدر يدافع عن نفسه وينتصر دون ان ينكر التهمة؟. |
لا هذا ولا ذاك.
يل:ـ
Quote: واضح أنهم يريدون أن يؤثروا على والدي حتى يأخذوا منه مبلغ تعويض
كبير جدا ولاحظت لوجه والدي تحس كأن الدخان يخرج من أنفه
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: Ahmed Yassin)
|
Quote: Quote: والدي واضح أنه تهللت اساريره هل لأنه اكتشف ان ابنه ليس جبان كما كان يعتقد؟ أم لأنه قدر يدافع عن نفسه وينتصر دون ان ينكر التهمة؟.
لا هذا ولا ذاك.
يل:ـ
Quote: واضح أنهم يريدون أن يؤثروا على والدي حتى يأخذوا منه مبلغ تعويض
كبير جدا ولاحظت لوجه والدي تحس كأن الدخان يخرج من أنفه |
ههههههههههههه
يعني عمك خايف من الغرامة حرام عليك ظلمت الراجل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
Quote: الله يسامحك يا درديري .....
شرّكت لينا ورميت الطعم ....
تاني البيمرقنا من البوست ده شنو؟ |
ههههههههههههههههه
هو انا لاقيكم وين ما تمرقوش برة للعجاجة دي
أعمل ليكم زي شهرزاد
نقطة نقطة كل يوم حلقة واحدة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
Quote: هو انا لاقيكم وين ما تمرقوش برة للعجاجة دي
أعمل ليكم زي شهرزاد
نقطة نقطة كل يوم حلقة واحدة |
ياخ نحن إقتنعنا بالحلقة الأولى، وقلنا ياها الحكاية كلها ....
يقوموا أسياد اللبن يجوا بالدرب؟
يحلنا الحلّ بلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
Quote: ياخ نحن إقتنعنا بالحلقة الأولى، وقلنا ياها الحكاية كلها ....
يقوموا أسياد اللبن يجوا بالدرب؟
يحلنا الحلّ بلة |
ههههههههههههههههه
ما انا قلت جزء من رواية قام ناس الباهي قالوا كمل جيب الباقي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
العزيز درديري..حبابك يا صديقي
انا مثل اخوي ول ابا احمد يسن ، كلما اعفرت سنابك الغبار كلما عبرت من هنا..
طبعا لمن قريت الجزء الأول..قلت اكيد في حاجة ناقصة..وفعلا اكتملت الفكرة..
شغل واقعي للغاية ، واعاد لي نفس الذكريات..والبدو طبعهم كده في كل المدائن التي يعبرون بها..حكاية اللبن ، الروب ، السمن ، وحركات شفع العرب الفقارى..!
اتذكرت المثل المأثور (دق الكــــلب في عين سيدو حقارة)..
تعجبني التفاصيل ، شفت الزمن كيف يا صديقي ، زمان كنا بنستغرب من كلام استاذنا وصديقنا دكتور حسن موسى عن شرح العنقريب..وهسع بقت البستلة ذاتها محتاجة شرح..يا ريت تكون لسع الحاجة دي موجودة..لأنها بعد شوية ح تكون متحفية..!
والطوق قصة براها يا صاحب..كان في نوع سلك مفتول كده اسمو (الكيلو) سلاح فتاك..!
عندي حاجة حايمة في راسي برضك عن العجلة..لكن لسع الظروف ما سمحت لترتيبها..!
شكرا يا صديقي على حدائق الريحان التي تزرعها وتتعهدها بالسقيا المستمرة..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: Kabar)
|
Quote: لعزيز درديري..حبابك يا صديقي
انا مثل اخوي ول ابا احمد يسن ، كلما اعفرت سنابك الغبار كلما عبرت من هنا..
طبعا لمن قريت الجزء الأول..قلت اكيد في حاجة ناقصة..وفعلا اكتملت الفكرة..
شغل واقعي للغاية ، واعاد لي نفس الذكريات..والبدو طبعهم كده في كل المدائن التي يعبرون بها..حكاية اللبن ، الروب ، السمن ، وحركات شفع العرب الفقارى..!
اتذكرت المثل المأثور (دق الكــــلب في عين سيدو حقارة)..
تعجبني التفاصيل ، شفت الزمن كيف يا صديقي ، زمان كنا بنستغرب من كلام استاذنا وصديقنا دكتور حسن موسى عن شرح العنقريب..وهسع بقت البستلة ذاتها محتاجة شرح..يا ريت تكون لسع الحاجة دي موجودة..لأنها بعد شوية ح تكون متحفية..!
والطوق قصة براها يا صاحب..كان في نوع سلك مفتول كده اسمو (الكيلو) سلاح فتاك..!
عندي حاجة حايمة في راسي برضك عن العجلة..لكن لسع الظروف ما سمحت لترتيبها..!
شكرا يا صديقي على حدائق الريحان التي تزرعها وتتعهدها بالسقيا المستمرة..
كبر |
يا سلام يا كبر ياخ نورتنا
العرب الفقارى
البفنو الشيايلاه ايدهم ويجري ساكين القطارى
لا سراب الصحرا موية ولا حجار سلوم مواني
رحم الله حميد
حرمنا بعده من مناظر اللوحات الغبشاء
المنحوتة في الفرناغة
أي إعصار يغير ملامحها
ليعيدها بشكل جديد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: درديري كباشي)
|
المبدع درديري كباشي ..
كل جديد لديك له طعم ونكهة خاصة .. يضفي على يومي نوع من السعادة.
الجزء المنتهي من القصة بالأقتباس ادناه .. أراه قطعة رمزية معبرة جداً لأحساس ما في هذا الزمن ..
| Quote: لكنها هي ليست شجاعة بقدر ما هي طاقة الغضب التي تتفجر في الانسان لتغير واقعه البائس |
يعني ممكن تكون نهاية القصة هنا .. وتصبح الرمزية في كل ماذكر مع اختلاف زوايا الرؤية.
التحية والتقدير مجددا ودمت مبدعاً.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طوق العجلة (Re: Shueib Medani)
|
تشكر يا صهيب يا صاحبي
هي ممكن تكون كما ذكرت
الرمزية والنتيجة والحكمة والعقدة وكل هذه الأشياء تصبح دائما أفضل ختام للحكايات
لكن الحكايات تمتد بامداد الحياة نفسها وخاصة عندما تكون دسمة بمشاعر وذكريات يشترك فيها الجميع
وأنا ما أكذب عليك الجزء الأول كان هو الحكاية بما تحمله من حكمة وعقدة التي أردت نشرها
لكن الحاح من بعض الاصدقاء بتكملتها هو دفعني أو اغراني .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الصادق عبدالله الحسن
عادل الباهي عبدالرازق
MOHAMMED ELSHEIKH
محمد أبوالعزائم أبوالريش
Ahmed Yassin
منتصر النقيابى
Kabar
Shueib Medani
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست