|
Re: ثبوث الشهر بين الحساب الفلكي وروايات الحد (Re: عبد الوهاب السناري)
|
(المقال رقم 5 من 6)
مستقبل ثبوت الشهر يختلف الفقهاء اليوم بين من يعتمدون فقط الرؤية المجردة للهلال بعد مغيب الشمس وبين من لا يرى ضيراً في الإستعانة بالوسائل البصرية. ويؤيد البعض استخدام الحساب الفلكي لتحديد موعد الإقتران وحساب أوقات مواعيد غروب الشمس والقمر وموقع القمر من الشمس وارتفاع القمر عن الأفق الغربي بعد غروب الشمس لمساعدة الراصدين في رؤية الهلال. وقد تم تطوير خرائط وجداول لتحديد مدى إمكانية رؤية الهلال في أي بقعة من بقاع الأرض. إلا أن هذه الجداول والخرائط ما زالت تقريبية وتحتاج للكثير من الأبحاث لتطويرها، ولذا فإنها لم تتطور بالقدر الذي يجعلها تحل محل الرؤية بالوسائل البصرية.
وينادي بعض الفلكيون فقط باستخدام الإقتران المحلي ومولد القمر الجديد لثبوت الشهر من دون الحوجة لرؤية الهلال. يبدأ الشهر الهجري الجديد إستناداً على هذا الرأي في صبح اليوم التالي للإقتران. ويدرج مؤيدو هذا الرأي العديد من الأسباب لدعم موقفهم، أولها دقة حساب موعد الإقتران المحلي والذي يمكن حسابه لأقرب دقيقة. ويقول هؤلاء أنه على الرغم من مولد الهلال بعد ثوانً من الإقتران إلا أنه لا يمكن رؤيته إلا بعد يوم أو يومين من لحظة الإقتران المحلي. وقد أدى عدم تمكن المسلمين من حساب لحظة الإقتران في عهد الرسول (ص) إلى إعتمادهم على الرؤية المجردة للهلال. فلو توفرت المعرفة العلمية المتاحة لنا اليوم للمسلمين في ذلك العهد لأوصانا الرسول (ص) باستخدامها لأن القرآن الكريم أقر باستخدام الحساب الفلكي ليعلم المسلمون الحساب وعدد السنين. أخيراً، يقول هؤلاء أن التطور المضطرد في التكنلوجيا البصرية سيمكننا في المستقبل القريب من رؤية الهلال بعد الإقتران مباشرةً، وهو ما تؤيده المحاولات الرصدية التي حدثت مؤخراً.
فقد تمكن المصور الفلكي تيري ليقالت في الساعة 07:14 بتوقيت قرينتش في الثامن من يونيو 2013 من تصوير الهلال مباشرةً بعد الإقتران ومولد القمر الجديد مسجلاً، بذلك رقماً قياسياً في تصوير الهلال لا يمكن تحطيمه (11). وقد فتح هذا الحدث الباب على مصراعيه لتطوير التكنلوجيا البصرية التي ستمكننا ليس فقط من تصوير، بل وحتى رؤية كل الأهلة لحظة الإقتران ومولد القمر الجديد في القريب العاجل. توقعاتي أن تطوير مثل هذه التكنلوجيا سيقسم المسلمون بين أتباع الحديث وأتباع القرآن الكريم وستصل الخلافات بينهم أقصى مداها لأن الشهر الهجري لدى متبعي القرآن الكريم سيبدأ صبح اليوم التالي للإقتران، أي قبل يوم أو يومين من بدايته عند أتباع الحديث. فهل سيتمكن المسلمون حين بروز هذه التكنلوجيا المستقبلية من الوصول لأرضية مشتركة بينهم توحد صفوفهم في ظل الخلافات العقائدية والمذهبية والسياسية والعرقية السائدة بينهم أم ستتسع الهوة بينهم لتغدو أكبر مما هي عليه اليوم؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|