تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2018, 05:59 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..!

    05:59 PM April, 08 2018

    سودانيز اون لاين
    يحيى العوض-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    تجربتى : البحث عن أمن اليقين....!! ... بقلم: يحيى العوض

    [email protected]


    "البحث عن أمن اليقين"، يظل هدفا لكل إنسان، فـي كل مكان وزمان عبر مراحل العمر. ولعل جيلنا الذي تشكل وعيه فـي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، قد تعرض لأعتى العواصف الأيديولوجية التي أفرزتها الحرب الكونية الثانية.. كان شاهدا على اندحار النازية وعلو مبادئ الحرية والديمقراطية وصعود الأنظمة الشمولية، الشيوعية والقومية وبريق الوجودية وانبثاق التنظيمات الإسلامية السياسية بجميع تياراتها المعتدلة والتكفيرية وتلك التي اجتهدت لأسلمة الاستبداد!

    وكانت بلادنا فـي سنوات الحكم الثنائي وما بعده، مشرعة الأبواب والنوافذ تتلقى وتتفاعل مع هذه الأعاصير بدرجات متفاوتة، لكنها كانت منفلتة إلى حد بعيد فـي نظامها العام الذي قنن الدعارة والخمارات و"الأنادي"... كنت تجد من يقسم بشرفه الماركسي ولا يحنث.!.. ومن يكفرك إذا أقسمت بالنبي الكريم والصالحين من أمته!... وكان المجاهرون يتفاخرون علنا بقدراتهم، يعبون ويهرقون بلا حدود، ويعزون أنفسهم فـي صخب الليالي وهم ينشدون لصلاح جاهين:

    رقبــة قـــزازة وقلـبـي فيـــها انحشــــر
    شربت كاس واتنـين وخامس عشر
    صاحبت ناس م الخمـرة ترجع وحوش
    وصاحبت ناس م الخمـرة ترجع بشر

    وكان هناك من يرهف رهقا من فحولته ويدق على صدره متمنيا، أمنية اللورد بايرون: "ليت النساء جميعا فم واحد، لقبلته واسترحت"!

    كان من المشاهد المألوفة الصفوف المنتظمة أمام تلك البيوت فـي "زقاق أبو صليب" الذي سمي كناية أو نكاية بـ"زقاق الديمقـراطية" مثله فـي ذلك "حي الشهداء" فـي أم درمان وغيرها فـي جميع مدن السودان!

    وعاش جيلنا وطأة الحكم العسكري الأول وصراعاته واعتقالاته للرموز الوطنية وإعدامه لكوكبة من الضباط وتصفية قيادات واعدة فـي جنوب السودان..

    وكان انتصار ثورة أكتوبر 1964 عزاء وفخرا، لكنها سرعان ما ذابت مثل "حبة الفوّار" فـي مهدها ومهدت لانقلاب 25 مايو 1969م الذي نكل بخصومه من كل التيارات حتى أنصاره الذين حملوه على الأكتاف، اختلف معهم فـي صراع دام عام 1971م ونصبت المشانق وملئت السجون وتشرّد الآلاف. وتصاعدت المواجهات فـي شعبان 1393 ثم فـي يوليو 1976. وحاول النظام تغيير جلده بقوانين سبتمبر 1984، وكان أشبه بمريض الجدري الذي تنحفر فيه الندوب إلى الأبد!

    فـي هذا الخضم المتلاطم من الأحداث الجارفة نشأ جيلنا من الصحفيين فـي منتصف الستينات، كنا شهودا على هذه الأحداث المتلاحقة... بدأت فـي جريدة "الأيام" برعاية أستاذنا الجليل بشير محمد سعيد ورفيقيه العزيزين محجوب عثمان ومحجوب محمد صالح... وبعد توقف الأيام عام 1963 انتقلت إلى "السودان الجديد" بقيادة أستاذنا الجليل فضل بشير.. وأتيح لي أثناء عملي فـي "السودان الجديد"، مراسلة وكالتي "تاس" و"أدن" لجمهورية ألمانيا الديمقراطية ثم أسست وكالة الأنباء الوطنية.. وكرمني زملاء المهنة بانتخابي أمينا عاما لنقابة الصحفيين لدورتين ونائبا للأمين العام لاتحاد الصحافة السودانية برئاسة الأستاذ بشير محمد سعيد والأستاذ محمد ميرغني أمينا عاما، ومشاركا فـي وفد اتحاد الصحفيين السـودانيين لتأسيس اتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة عام 1968م. ولا يتسع هذا الـمقام لسرد مطول عن تجربتي الصحفية والنقابية، ولكن باختصار هذه المهنة، التي تمثـل السلطة الرابعة توأم للسياسة، الوجه الآخر لـها، وتأتي معها فـي مقدمة البيان الأول لكل انقـلاب ينص على حظر الأحزاب والصحف معا. وكنا نسخر من أنفسنا بأن الصحف يفوت عليها نشر أهم أخبارها، قرار إيقافها فـي اليوم التالي الذي تحتجب فيه عن الصدور!

    فـي تلك الحقبة السياسية والاجتماعية بإخفاقاتها المتلاحقة، ازدادت معـاناة جيـلنا.. كثيرون أسرفوا على أنفسهم بحثا عن عزاء موهوم، بعضهم صرعتهم الخمر إدمانا وآخرون أخذوا حياتهم بأنفسهم جنونا أو انتحارا!

    وفـي منتصف السبعينيات، عندما سُد أفق العمل السياسي باشتداد قبضة نظام مايو 1969 ـ 1986م، نشط جيلنا من معارضي النظام فـي التعبير عن رؤاهم عبر المسرح.. وشهدت تلك المرحلة التي أسميناها "ربيع نميري" على غرار "ربيع براغ" الذي تراخت فيه قبضة النظام الشيوعي فـي تشيكوسلفاكيا، ازدهارا غير مسبوق فـي المناشط المسرحية... وتعددت الفرق المسرحية الخاصة، واحتضن المسرح القومي بأم درمان، مسرحيات جريئة لـها إسقاطات مباشرة على النظام، مثل "نبتة حبيبتي"، "جوابات الشيخ فرح"، "نحن نفعل هذا أليس كذلك" و"بوابة حمد النيل"..

    وأنشأنا مع أساتذة أجلاء فرقة "دفوف" لتوثيق التراث الشعبي، كمحاولة مضادة للفرقة القومية للفنون الشعبية التي كانت تجنح للإبهار عبر جماليات الرقص والفتيات الحسان... كانت مجموعتنا تضم الأساتذة، الطيب محمد الطيب (رحمه الله)، صديق محيسي، حسن جواري ـ رحمه الله ـ وأمين الرشيد.

    وهيأت لنا فرقة "دفوف" المزيد من البحث والدراسة فـي مجال التراث والفنون الشعبية وحتى ذلك الوقت كنت أعتبر الصوفية ضمن هذا التراث، فاستهواني كتاب الطبقات للشيخ ود ضيف الله، وعكفت على دراسته لاستلهام حكاياته فـي أعمال مسرحية... وتزامن ذلك مع إعداد الأستاذ الطيب محمد الطيب كتابه "حلال المشبوك" للشيخ فرح ود تكتوك وقدم لي مسودة الكتاب قبل طبعه لتحقيقه ـ وقد ذكر ذلك فـي مقدمته.. وتضمن الكتاب الكثير من حكم الشيخ فرح ود تكتوك ومأثوراته واستقصيت بدوري قوله، "بعد الحال يبقى السفر بالبيوت والكلام بالخيوت (الخيوط)" فوجدت أن جراهام بل اخترع التلفون عام 1875م وقد عاش الشيخ فرح فـي زمن بادي أبو دقن (1643 ـ 1678م) أي قبل 200 عام من اختراع الهاتف.

    وبصحبة الأستاذ الطيب محمد الطيب طفنا العديد من المناطق لتأصيل الطقوس الشعبية وتقديمها دراميا على المسرح وتبلورت فكرة مسرحية "بوابة حمد النيل" من كتاب "الطبقات فـي خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء فـي السودان" تأليف الشيخ محمد النور بن ضيف الله، عن دخول الطريقة القادرية إلى السودان على يد الشيخ تاج الدين البهاري، وتبادلت رسائل مع الشيخ الطيب علي الـمرين ـ رحمه الله ـ أحد أعمدة بيت الصادقاب العريق، كان جده الشيخ محمد عبد الصادق (الـهميم) أول من أخذ الطريق فـي مشهد درامي (الثمن الذبح) استهللت به المسرحية، وتضمنت أيضا لوحة "يد البدري" للشيخ فرح ود تكتوك كما جاء فـي كتاب الطيب محمد الطيب الذي أشرنا إليه آنفا، ورافقتها أنشودة عذبة صاغها الأستاذ إسماعيل حسن: "يابا شيخي ود تكتوك" لحنها الموسيقار ناجي القدسي وأداها الفنان أبو عركي البخيت، كما تضمنت وفقا للسياق طقوس "دفن الجنازة" جسده الفنان الدكتور عثمان جمال الدين مع خلفية موسيقية للموسيقار ناجي القدسي تصاحب أنشودة للختمية تأليف السيد محمد سر الختم بن السيد محمد عثمان الميرغني تقول:
    عليك اعتمـــادي كـل لحــــــظة بدنياي فـي الرضا وفـي كل شدة
    وعنـد حتــوفـي ارتجيـك لــموتـتي لتحضرني تختم لي بالحسن ختمة

    تقــــر بهـا عيـني إذ الـروح تـؤخــــــذ

    وبسبب هذه القصيدة التي أسيء تأويلها فـي سياق المسرحية وحسبتها أجهزة الأمن إسقاطا لدفن نظام مايو، أوقفت عروض المسرحية رغم تدخل الأستاذ الدكتور إسماعيل الحاج موسى وزير الدولة للثقافة والإعلام.. وواجه مخرجها الريح عبد القادر مضايقات فـي عمله حالت دون استمراره فـي المسرح القومي وفضّل الـهـجرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة..

    كانت صدمة إيقاف المسرحية "بوابة حمد النيل" التي عرضت ليوم واحد قاسية ومنذرة ومع ذلك واصلنا بحوثنا الميدانية فـي صحبة الأستاذ الطيب محمد الطيب وفـي إطار فرقة "دفــوف"...

    أخبرنا الأستاذ الطيب أن أحد الدراويش فـي أم ضبان تنتابه حالة من الجذب فـي حلقة الذكر، فيدور ويدور ثم ينسحب أثناء دورانه من "الجبة" التي يرتديها.. وتوافقت تلك الأيام مع احتفالات المولد النبوي الشريف فتوجهنا إلى أم ضبان مع الأستاذ الطيب وبصحبتنا الأستاذ فيكتور ليبديف مدير وكالة تاس السوفييتية بالخرطوم وهو من المستشرقين ومهتم بالدراسات الشرقية ومن المعجبين بالطقوس الصوفية. وكان كثيرا ما يشهد حلقات الذكر فـي ساحة حمد النيل بأم درمان.

    والتقينا فـي أم ضبان بالخليفة يوسف ود بدر فـي خلوته ورحب بنا، ودعا لنا بما فينا الأستاذ ليبديف، ثم توجهنا إلى ساحة الذكر وشاهدنا الأداء المذهل لأحد الدراويش بتحكمه فـي حركته مع إيقاعات الطبول ثم انسلاله من جبته المزركشة الألوان. وهمس الأستاذ الطيب فـي أذني.. تعال ستر شيئا أكثر إثارة.. وتبعته دون استئذان من رفيقنا ليبديف الذي كان منهمكا فـي تصوير لوحة الدراويش...

    تبعت الأستاذ الطيب إلى ساحة صغيرة خلف خلوة الخليفة يوسف مباشرة، وفـي طرفها متجر صغير جلس أمامه رجل أبيض اللون، أبيض الشعر والثياب.. وعرفني الأستاذ الطيب بصوت خفيض بالرجل فهو من عائلة عريقة معروفة فـي أم درمان. وكان موظفا كبيرا ثم أحيل إلى التقاعد لكنه قرر التوجه إلى أم ضبان وافتتح هذا المتجر وكان مصمما أن يكون موقعه ملاصقا لخلوة الخليفة يوسف.. وأعلن الرجل منذ اليوم الأول أنه سيبيع بضائعه بنفس سعر الشراء بدون أرباح.!.. وبالفعل نفذ وعوده.. ومن يومه الأول أعلن بوضوح أنه صاحب رسالة وقد اختار أم ضبان ليبلغ جميع المسلمين أنه هو المبعوث الحقيقي برسالة الإسلام وعليهم ألا يصدقوا غيره..! وعند وصولنا إلى المتجر كان الرجل يؤكد هذه المعاني أمام مجموعة من "الحيران" والزبائن جاءوا لشراء أغراضهم.. وكان المشهد مثيرا حقا كما قال الأستاذ الطيب، حيران ـ تلاميذ ـ المسيد المنقطعون فـي هذه البقعة المباركة لتعلم القرآن الكريم لا يردون عليه ولا يناقشونه.. بل ويكتمون ابتساماتهم بأيديهم ويهمهمون بالدعاء للرجل ليشفيه الله... صورة من التسامح هزتني بحق.. قوم لا يتشنجون لا يصرخون فـي وجوه خصومهم ولايكفرونهم ،و لا يهددونهم بالويل والثبور وعظائم الأمور..!!

    وحثثت الخطى لأقترب أكثر من هؤلاء القوم... حدثتني زوجتي عنه، الشيخ البشير محمد نور.. كانت قد زارته فـي مسيده بشمبات، ودعتني لمرافقتها فـي زيارة قادمة.. وذهبت معها واستقبلني ببشر وود. كان نحيلا أنيقا فـي ثوبه الأبيض وطاقيته البيضاء التي تتوج رؤوس كل تلاميذه الملتفين حوله، بهرني منذ اللقاء الأول بتواضعه وكرمه، كان يفترش الأرض مع تلاميذه وأجلسني على كرسي وثير بالقرب منه... قال لي مبتسما.. "الصحفيون عادة لا يأتون إلينا" بادلته الابتسام وحدثته عن شغفي بالتراث وقلت له ان أجهزة الأمن أوقفت مسرحية بوابة حمد النيل وأساءت فهمها... أجابني بهدوء.. فـي هذه الأجهزة وغيرها هناك الصالحون والطالحون..! وأفاض فـي الحديث عن الشيخ ود ضيف الله وكتاب الطبقات.

    وانتظمت زياراتي للشيخ البشير محمد نور... شغفت بتواضعه وكلماته العذبة الـهامسة وتعبيراته الجزلة التي تصافح القلب مباشرة... وأصبحت منتظما فـي زياراته وفوجئت بالمزيد من المواقف المذهلة لتسامح هؤلاء القوم... ذات يوم سمعت صخبا وضوضاء من جهة خلاوي الضيافة المنبثة فـي ساحة المسجد...... خرجت مجموعة من الحيران المتحمسين وأعينهم محمرة غضبا، وهم يمسكون بتلابيب أحد الزوار ويصرخون فـي وجهه ويقول له أحدهم بانفعال: "هذا المكان ليس سكنا لأمثالك كيف تجرؤ على تدنيس هذا المسيد وتقرر الإقامة فيه" وعندما تبينت ملامح الرجل تعجبت فهو من المسرفين على انفسهم ، بزيهم المميز وأصواتهم المتكسرة وعندما اقتربوا من مجلس الشيخ البشير همس حاج السر فـي أذنه بما يحدث، فتغيرت ملامحه وكانت المرة الأولى والأخيرة التي أسمع صوته عاليا زاجرا وقال: "إن هذا المكان هو الأصلح له... اتركوه فهو ضيفنا يقيم هنا كما يشاء ونسأل الله هدايته لنا جميعا"... واستقر الرجل فـي المسيد وتغير من حال إلى حال وسبحان مغير الأحوال!

    والـمشهد الثاني الذي جسد لي تسامح "القـوم".. كان أيضا فـي مسجد الشيخ البشير حيث فوجئ المصلون برجل يقف بعد صلاة الجمعة مباشرة ويخلع جلبابه ويقف عاريا إلا من سرواله ليشكو حاله ويطلب مساعدة المصلين.. وتكرر المشهد لعدة أسابيع مما أثار استياء الكثيرين، وذات جمعة تصدت له مجموعة من مريدي الشيخ وطلبوا منه أن يخلع جلبابه خارج المسجد وليس بداخله، وهنا أيضا أوقفهم الشيخ البشير قائلا: "من يدري أن هذا الرجل يريد المساعدة المادية قد يكون هدفه والله أعلم، أن يذل نفسه وينتصر عليها علنا أمام هذا الحشد من الناس.. إن لله فـي خلقه شؤونا.

    وازددت تعلقا بهذا المكان ـ مسيد الشيخ البشير محمد نور حتى أذن الله وأخذت منه بيعة الطريق السماني على نهج الشريف محمد الأمين الخاتم... ووجدته موردا عذبا لا شوائب تعكره فـي مظهر أو حال, يرتكز أساس قاعدته على الحديث الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويعتبر هذا الحديث جامعا لكل أصول الدين، قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: "يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال فأخبرني عن الإيمان. قال:"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليـوم الآخـر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: صدقت.. قال: "فأخبرني عن الإحسان. قال:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل:. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون فـي البنيان" ثم انطلق فلبث مليا، ثم قال لي: "يا عمر أتدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)". رواه مسلم.

    هذا الحديث كما تعلمنا من مشايخنا هو أساس المنهج الصوفـي ويكتمل العلم بالدين، بثلاثية الإسلام والإيمان والإحسان كما جاء فـي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم"..

    ويؤكد الشيخ ابن رجب الحنبلي فـي كتابه جامع العلوم والحكم أن جميع العلوم والمعارف يرجع إلى هذا الحديث ويدخل تحته وأن جميع العلماء من فرق الأمة لا تخرج علومهم التي يتكلمون فيها عن هذا الحديث وما دلّ عليه مجملا ومفصلا، ويضيف قائلا: يتكلم الفقهاء فـي العبادات التي هي جملة خصال الإسلام ويبقى كثير من علم الإسلام فـي الآداب والأخلاق وغير ذلك لا يتكلم عليه إلا القليل منهم والذين يتكلمون عن أصول الديانات يتكلمون عن الشهادتين وعن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر، والذين يتكلمون عن علم المعارف والمعاملات يتكلمون عن مقام الإحسان وعن الأعمال الباطنة التي تدخل فـي الإيمان أيضا كالخشية والمحبة والتوكل والرضا والصبر ونحو ذلك فانحصرت العلوم الشرعية التي تتكلم عنها فرق المسلمين فـي هذا الحديث وحده .

    من هنا كان دور الشيخ المربي ليأخذ بيدك فـي طريق الإحسان، وهو مقام يتسع فيه الاجتهاد من شيخ لاخر لكنه محكوم بافعال واقوال وحال الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تجاوز عن منهجه , شريعة وطريقة وحقيقة... وبدأنا معهم رحلة "البحث عن أمن اليقين". واليقين كما يقول القوم هو نهاية الـمعـرفة، و"من عمـل بما يعلـم أورثه الله علم ما لم يعلـم"

    لقد هيأت لنا مجلة "القوم." الالتقاء بأهل الصدق، فهم "القوم الذين لا يشقى جليسهم".

    ونعتقد أن القوم "يواجهون في هذه المرحلة إبتلاءات متعددة يتجسد معظمها في ظاهرة إنتشار اصحاب المقامات الموهومة و المشعوذين والدجالين ، فقد تأسست شبكات للعلاقات العامة تروج لأساطير وخرافات وقدرات خارقة لمشعوذين داخل وخارج السودان . وأصبح "بزنس" أدعياء التصوف ، إستثمارا مضمونا، نال من سمعة القوم وألحق بهم الأذى ... لقد آن الأوان لمواقف حاسمة تعود بالتصوف إلى أصوله وإضافاته السودانية التى تميزت بالتواضع والإبتعاد عن السلطان بل والزهد في "المشيخة" نفسها لا التكالب والتقاتل والإنقسام داخل الأسرة الواحدة كما يحدث للأسف هذه الأيام ... آن الأوان لتجديد وإصلاح الشوائب التي علقت بهذا المنهج المتكامل في السلوك ... كما ان الاوان لاعادة تحقيق وتدقيق كتاب الطبقات للشيخ ود ضيف الله لما حواه من روايات غير صحيحة نسأل الله الصحة والعافية لاستاذنا الدكتور يوسف فضل للقيام بهذه المهمة وهو موضوعنا القادم"والله يقول الحق وهو يهدي السبيل".
    ________________________________________





















                  

04-08-2018, 09:14 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)


    فصول من ذكريات نشرت لاول مرة عام 2009 ، وسوف أحاول اضافة فصول جديدة .
                  

04-09-2018, 02:30 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    تحياتي أستاذ يحيى العوض
    كالعادة توثيق لتاريخنا الحديث بطريقتك الخاصة:
    "السهل الممتنع المكتوب بمحبة"

    فقط لفت نظري هنا
    Quote: مسرحيات جريئة لـها إسقاطات مباشرة على النظام،
    مثل "نبتة حبيبتي"، "جوابات الشيخ فرح"، "نحن نفعل هذا أليس كذلك"
    أعتقد أستاذي أن المقصود مسرحية
    "نحن نفعل هذا.. أتعرفون لماذا؟" للمؤلف والمخرج الأستاذ عمر براق

    مع التقدير
                  

04-09-2018, 03:06 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: معاوية الزبير)

    سلام يا يحيى
    بوست مهم جدا ولى عودة لو مد الله فى العمر
                  

04-09-2018, 05:10 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: Abureesh)

    الاستاذ معاوية الزبير ، صدقت المسرحية بعنوان : نحن نفعل هذا اتعرفون لمذا ؟ للمبدع عمر براق.. ومعذرة من شطحات ذاكرة العجائز .
                  

04-09-2018, 07:49 AM

بابكر قدور
<aبابكر قدور
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 1561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    أخي الأستاذ يحي العوض
    لك الود والتحايا الطيبات
    ولك الشكر الجزل على تلك الذكريات الحلوة العطرة التي تحسد مانسميه
    الزمن الجميل .... أسعدتني الظروف وتعرفت على الشيخ البشير محمد نور
    عليه رحمة الله .. عن طريق الصدفة .. فبقيت قربه إلى حد ما .. فرأيت العجب
    العجاب من كرامات ذلك الرجل النحيل .. رأيتها بأم عيني .. شكراً لك على هذا
    البوست إذ استدعى في ذاكرتي تلك الأيام الطيبات .. لك شكري ومحبتي وتقديري.
                  

04-09-2018, 07:53 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    الاستاذ يحي العوض
    مع أن المنبر لا يحتمل قارئه المقالات الطويلة فقد قراءت سردك
    وكانه عمود من ٢٥٠ كلمه
    نحتاج لوقفات كهذه خاصة لاصحاب التجارب مثلكم ومع قلم سهل سلسل مثل قلمكم
    في اوائل السبيعنات عملتُ لفترة قصيرة لا تتعدى الاشهر في وزارة هامة
    وكان لي زميل اسمه السر من ابناء الحلفاية
    يأتي المكتب صباحاً في مواعيده ولكن يعجز عن التواصل مع الاخرين لانو بجي طاشم عرقي ولا يفوق إلا بعد وجبة الافطار
    شاهدتُ هذا السر يوم صرف راتبه من صراف الوزارة يصر أن يرافقه كل دائن حتى الخزنة ليقضي دينه
    وكان اكثر دينه لشراب العرقي
    ناس زمان كانوا يعاقرون الخمر والنساء وطاولات الكتشينة
    ولكنهم يعفون ويتعففون عن الزميلة بالمكتب والجارة بالجنب
    ويقضون ديونهم ويصومون رمضان
    اغلب هؤلاء امد الله في ايامهم
    فاصبحوا من الذاكرين التائبين الخاشعين
    اما الآن الدقن حتى الصدر ويشهد الزور ويهرب من سداد الدين ويشيد بالظالم خاصة لو كان ذو سلطان ومال
                  

04-09-2018, 01:51 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: Ali Alkanzi)

    الاخ الفاضل بابكر قدور ... عظيم الشكر والامتنان .. نتمني ان تتحفنا بتلك الذكريات الطيبة ..
                  

04-09-2018, 02:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    الخال يحيي العوض
    استمتعت بما قرأت فواصل بلا فواصل ينوبكم ثواب
    كتت قبل أشهر في زيارة سيدنا النبي والتقيت هناك على عجل حفيد الشيخ الغوث سليمان حمد عنان
    وتمنيت الو وجدت معه وقتا اطول لأسمع منه عن جده
    يا ريت لو تحكي لينا عن زيارتكم مع الغوث ومع الشيخ ربي رضاك للأستاذ محمود محمد طه
    يا ريت لو تحكي لينا بالتفاصيل الممتعة
                  

04-09-2018, 04:44 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: عبدالله عثمان)

    عزيزن علي الكنزى ، حقا لله في خلقه شؤون ومن الخطأ الحكم وحمل اختام الدمغ على ظاهر الأشياء .
                  

04-09-2018, 10:14 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    رسائل
    عبدالإله زمراوي
    يا الله كل مرة نزداد تعلقا بقلمك الشفيف العفيف ونزداد معرفة ونحن في قمة العطش ترتوي النفوس بهذه السير العظيمة
    Manage
    LikeShow more reactions · Reply · 21h
    Muhammad Alkhalili
    Muhammad Alkhalili
    نعم قلم شفيف عفيف ينبئ عن روح صاحبه
    حيا الله أستاذ يحيى
    1
    Manage
    LikeShow more reactions · Reply · 6h
    Muhammad Alkhalili
    Muhammad Alkhalili
    استمتعت بقراءة سيرتكم الذاتية
    ليتكم تخرجون هذا السرد الجميل في مجلد تضعونه بين يدي المهتمين وهم كثر
    Manage
    LikeShow more reactions · Reply · 6h · Edited
    Monaf Elshareef
    Monaf Elshareef
    تسلم وتكرم الاستاذ يحي العوض
                  

04-09-2018, 11:20 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    عزيزنا عبد الله عثمان .. دائما تثير شجوننا بالقامات السامقة ، الغوث سليمان حمد ، الشيخ ربي رضاك عبد المعطى ، والمقام الاعلى الاستاذ محمود محمد طه ، ان شاء الله في سياق هذه الذكريات ، وقفات وتجليات !
                  

04-10-2018, 05:46 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى : البحث عن أمن اليقين ..! (Re: يحيى العوض)

    عزيزنا ابو الريش ، طال الغياب بانتظار مداخلتكم التى تأتينا دائما بالجديد الذى يفتح حوارا لا حدود له .
                  

04-12-2018, 10:56 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجربتي : البحث عن امن اليقين ! (Re: يحيى العوض)

    Share

    Comments








    Ahmed Bashari







    Ahmed Bashari
    سرد ممتع لباحث عن أمن اليقين، يبدو أنه وجده عند أولئك ( القوم) وما أدراك ما أولئك القوم..( كنت تجد من يقسم بشرفه الماركسي و لا يحنث) أعتقد أنه ماركسي يرفل في نعيم أمن اليقين من حيث لا يدري عكس أولئك الذين يمتطون الدين كدابة لتوصلهم إلى غاياتهم السياسية،،،، متعك الله بالصحة و العافية عزيزي و أستاذي Yahya Alawad


    Manage



    LikeShow more reactions
    ·
                  

04-13-2018, 04:45 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتي : البحث عن امن اليقين ! (Re: يحيى العوض)

    الاخ العزيز احمد باشري لك الشكر ،من النماذج المبهرة والحليفة بالشرف الماركسى ، كان الاستاذ احمد سليمان المحامى ، رحمه الله .
                  

04-17-2018, 03:14 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتي : البحث عن امن اليقين ! (Re: يحيى العوض)


    Ahmed Abdelmoneim Hassan
    رضي الله عنك وأرضاك سيدنا Yahya Alawad
    Manage
    Like · Reply · 4d
    Azzam Farah
    Azzam Farah
    الله يديك طول العمر والصحة والعافية.. الواحد طول ما تمتع بنص
    Manage
    Like · Reply · 3d
    Yahya Alawad

    Write a comment...
                  

04-17-2018, 07:02 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتي : البحث عن امن اليقين ! (Re: يحيى العوض)


    الاعزاء احمد عبد المنعم وعزام فرح .. لكما الشكر والامتنان .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de