لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور علي بلدو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2018, 10:37 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور علي بلدو

    10:37 PM March, 13 2018

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    البروف على بلدو : الخرطوم عاصمة “مسطولة” بإمتياز

    ◻غصنا في أعماق مُجتمع أدمن الصمت فمات كمداً (1 ـ 2) !!

    (90)% من المرضى النفسيين في السودان لا يتعالجون على أيدي أطباء مُختصين

    *يطرق أبواب عيادتي يومياً قُرابة الـ (10) شباب يُطالبون بتغير ديانتهم ولكنهم يخشون المجتمع وأسرهم *

    ▪علي ابراهيم (ابومازن)

    نِساء ، رِجال ، وبعض الأَطفال ، مُتناثرين في فَناء ” عيادته ” ، بينما بعضهم ظل واقفاً ، فالمكان ضيق والعدد كبير ! ، شحوب ووجوه عابثة ، أعين تُحلق في الأُفق ، ولا أحد يُحاور رفيقه كعادة هذا الشعب ( الحكاي ) . عبارة عن سُودان صغير ، روى صمتهم لـ( طوب أرضه) أصل الحِكاية ، حِكاية شاب تجاوز العشرين ببضع سنوات،قضي ساعات في إنتظار دوره لمُقابلة ( على بلدو ) الطبيب النفسي المُعروف، ليخبره كيف أنّ بعضاً من العقل اختل توازنه، وأنّ الألوان أتخذت (السواد) منهجاً ، كما أنه ليس هُنالك ما يستحق.

    ▪مُستعينة بما رأيته في الخارج من أعداد كبيرة ، هل الشعب السُوداني ـ كما يُقال بالعامية ـ ( مُنفسن ) ؟!.
    الشعب السُودني دُون أدني شك( مُنفسن ) ، أكثر من (65)% من الأمراض بالسودان نفسية ، أمام كُل رجل سُوداني أربعة نساء (مُدبرسات)، نسبة الفصام بين المُواطنين بلغت الـ(2)% ـ أيّ ما يُساوي (550) ألف مُواطن سُوداني، نسبة المُدمنيين بالجامعات فقط بلغت الـ(22)،عدد المُدخنين بين الأطباء تجاوز الـ(56)% مُدخن، نسبة الطلاب بمرحلتي الأساس والثانوي المُصابين بأمراض نفسية بلغت الـ(77)%،نسبة حُدوث جرائم مُتعلقة بالمشاكل النفسية تجاوزت الـ(22) % من مجموع الجرائم ، نسبة إنتاج المُخدرات في السُودان سيما ( البنقو ) تُساوي (56)% من الناتج الأفريقي،الخرطوم هي العاصمة (المسطولة) بإمتياز.

    ▪مالسبب وراء إزدياد المرضى النفسيين ـ الشاهد أنّ الشوارع تضُج بـ(المجانين) ـ ؟

    هُناك إهمال مُتعمد من قِبل الحكومة للطب النفسي ـ وأجزم بوجود جهات داخلية تعمل من أجل أن يكون كافة المواطنيين سيما الشباب السُوداني ـ في حالة نفسية مُتردية . وأجزم أيضاً بأن الحكومة هي السبب وراء تردي الأوضاع النفسية للمواطنيين ،وزيادة أعداد ( المجانين ).

    ▪وضح أكثر ؟!!

    نُعاني نحن أطباء الطب النفسي في البلاد من التهميش والإهمال المُتعمد، ـ حيث تُمنح المستشفيات مِيزانيات ضحلة ـ وأحياناً لا تُوجد البتة ـ الشئ الذي أدى إلى هجرة (80)% من الأطباء النفسيين خارج البلاد، بينما يُفكر البقية بشكل جدي في المُغادرة ـ ومن بينهم أنا.

    ▪مانوعية المضايقات التي يتعرض لها أطباء الطب النفسي؟

    يتعرض أطباء النفسي في السُودان للفصل التعسفي من وظائفهم، وتعيين أصحاب الولاء الحزبي وتقديمهم على أصحاب الخبرة والأداء ، إضافة لتعرض بعضهم للمُلاحقات، والمُسألات. كافة ماذكرت أدى إلى قصور واضح في تقديم خدمة نفسية جيدة، وفاقم من اهمال البنى التحتية للمستشفيات النفسية وبالتالي أصبح السودان مُقبل على كارثة صحية ضخمة مالم يتم تداركها.

    ▪جهات ، جهات !! … من تقصد بـ( الجهات) التي تقول إنها تعمل على مُحاربتكم ؟

    هي تلك ” الجهات ” نفسها التي تسمح بدخول ” حاويات ” المخُدرات بكافة أنواعها للبلاد ، هي تلك الجهات التي تعمل على أطلاق سراح من يتم القبض عليهم من تُجار المخدرات دون تقديمهم لمُحاكمة عادلة ، وهي ذاتها التي تُنفق أموال طائلة في مُحاربة أمراض لا تُوجد لدينا في السُودان، هي تلك الجهات التي تسعى بُكل قوتها لأن يكون الشباب السُوداني مُغيب عن الوعي ـ (مسطولين) بعيدين عن واقعهم تماماً ـ غير مُلمين بما يحدث في مجتمعاتهم ومايدور حولهم بُغية المُحافظة على استمرارية بقائهم في السُلطة، ولسُوء الحظ فقد وُليت هذه ” الجهات” مناصب مرموقة في الطب النفسي، لتُصبح كـ( الحاجز المتين) بين المواطن والخدمات الصحية النفسية الجيدة التي يستحق.

    ▪كم عدد المستشفيات التي تقدم خدمات طبية نفسية بالبلاد ؟

    مستشفي ” التجاني الماحي ” المعروف ، ثم مستشفى ” طه بعشر “، وهُناك خدمات طبية نفسية خاصة بالقوات النظامية في ” السلاح الطبي ” أو ” الشرطة الرباط “، إضافة إلى بعض الأقسام في مستشفى ” الخرطوم التعليمي ” ، وبعض الأقسام الصغيرة للغاية في القليل من الولايات. وكافة ماذكرت لا يُغطي الـ(5)% من الحُوجة الطبية النفسية بالبلاد. فما يُقدم من خدمات طبية نفسية في السودان لا يتجاوز الـ(10)% من المرضى النفسيين ، ويموت الأخرين كمداً، وأخرين يلجؤن للتداوي بالأعشاب أو الدجالين والشيوخ ، ولكي أن تعلمي أن (90)% من المرضى النفسيين في السودان لا يتعالجون على أيدي أطباء مُختصين.

    ▪أين يتعالجون ؟!

    هُناك من يذهب لأطباء باطنية ، عظام ، أو بقية الأقسام الجراحية ، وهُناك من يذهب لـ(العشابين ، العطاريين ، العرافيين ، الدجالين) ـ حيث أن هذه الفئة الأخيرة تعيش في عصرها الذهبي هذه الأيام . وما يعشونه من إزدهار سيزداد سيما والظروف الإقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد.

    ▪على الصعيد الشخصي ماهي المُضايقات التي تعرض لها (على بلدو) ؟

    قال ضاحكاً : لا تُعد ، وأولها إيقاف مُسلسلي ” بيت الجالوض ” من قِبل ” السُلطات ” بإيعاز من إتحاد الصحفيين الذي يرأسه ” الصادق الرزيقي ” ، وأعتقد أنه من المُؤسف أن يُساهم من ينادي بالحريات في هذه المجزرة الفكرية .

    ـ وأيضاً تم إيقاف المسلسل الإذاعي ” الخاذوق ” الذي يتحدث عن ماذا يحدث عندما تجتمع ( الثروة ، السلطة ، الفساد ) في بلد ما ، كما مُنعت من النشر الكثير من ” قصائدي ” ، وقد تم فتح ” بلاغات ” عديدة ضدي من قِبل جهات سيادية في محاكم مُختلفة ، وذلك كُله فقط لأننا نصدح بالحقيقة في زمن أدمن الكذب .

    ▪لماذا سعى الإتحاد لإيقاف مسلسل ” بيت الجالوص ” ـ كما أشرت ـ ؟

    بعض الصحفيين ” باعوا ذممهم ” للرجال الأعمال ، ففي عالم الصحافة تُباع الأعمدة والصفحات مُقابل ” ملايين ” ، هولاء معرفيين في الوسط الصحفي بـ(الزبالين) أو (الجالوصين) ـ حسب المسمى الجديد ـ وللأسف فإن هذه الفئة في تزايد نظراً للظروف المالية التي يعاني منها الصحفيين ، والمسلسل تطرق لكافة ما ذكرت .
    ▪عن ماذا تدور أحداث المسلسل ؟.

    يتحدث عن العلاقات المشبوهة بين رجال الأعمال الذين يرغبون في إبراز نجاحاتهم الوهمية وتغطية ماضيهم السيئ من غسيل أموال وسرقة وإختلاس وصحفيين باعوا أقلامهم ببخث الثمن ـ وقد أساءو لبقية شُرفاء الوسط الصحفي.

    ▪دعك من الصحفيين ، أنت بعت ذمتك بكم ؟!

    قال ضاحكاً : ( مافاهم ، أرجؤ التوضيح ) .

    ▪ذاك التقرير الممهور بتوقيعك ـ المُقدم للمحكمة ـ بشأن ( فتى الردة ) صحيح ، أم لسُلطة المال دخل ؟

    ـ قال بحزم : رأيي واضح فيما يتعلق بـنص (الردة)، يجب حذف أو إلغاء هذه المادة من القانون الجنائي السُوداني.

    ▪لماذا؟

    لأنها تُمثل إنتهاك نفسي وإجتماعي، هذه المادة تُعتبر إرهاب فكري خطير، كما أنه لا إكراه في الدين، ولقوله (ص) : ( لكم دينكم ولي دين ).

    ▪ماالذي حدث في قضية الشاب بالضبط؟

    هُناك من كان ينوي الذهاب به إلى حبل (المشنقة) أو (المغسلة)، لذلك طلبت منه التروي فقط حتى يتأكد من ما يريده، هذا كُل ما حدث.

    ـ وأكرر هذا النص يجب إلغائه تماماً ، كل من يريد تغير دينه فليغيره ، لننعم بمجتمع نفسي مُستقر دون حجب . وعلى العكس تماماً فإن من يبقى على دين ما خوفاً من العِقاب أو الملاحقة فهو (مرتد) من الناحية النفسية والعقلية .

    ▪سؤالي مُحددة ، هل تلاعبت بالتقرير المُقدم للمحكمة ، هل يُعاني الشاب من أضطرابات نفسية حقاً؟

    أنا لم أقل إنّه مريض نفسي،ولكني طلبت منه فقد أنّ يتروى في الأمر، وأن يجلس ويتحاور مع نفسه، لا أكثر ولآ أقل .

    ▪المحكمة قالت وفقاً لماقدمت من تقرير ـ أنه يُعاني من اضطرابات نفسية ؟

    أنا لم أقل ذلك، بل قد أكدت على أن من يُريد تغير دينه يحتاج لدعم أُسري وإجتماعي،سيما وأن المجتمع سينظر إليه دائماً على أنّه شخص خارج عن (المِلة) ، وعلى أنه ( كافر) ويجب قتله ، وقد تتم مُلاحقته من قِبل بعض المُتطرفيين ، هذا الشاب مدين لي بحياته بما قدمته له من خدمة .

    ▪الشاهد أن عدد ” الملحدين ” بات في تزايد؟

    نعم ، فشل حكم الإسلاميين،وكثرة أصحاب السلطة المتدثرين بالدين، أدى إلى كُفر الناس بالإسلام،وكثيراً ما يقولون لو أن رجال الدين مثل هؤلاء، لو أن أهل الإسلام يمارسون الجور والظلم والمحسوبية والفساد كما نرى،فخيرا لنا البحث عن ديانة أخرى أو أن نصبح ( لا دينين ).

    ▪ هل عرضت عليك مثل حالة ذاك الشباب مجدداً؟

    بعد حادثة الشاب الشهيرة تلك،أصبح يأتيني قرابة الـ(10) شابة وشاب يومياً لديهم الرغبة في التحويل من ديانة لأخرى، وغالباً مايكون اختيارهم (البوذية) أو (المسيحية) . ويطلبون مني إرشادهم في كيفية اخبار أسرهم، وكيفية التعامل مع المجتمع فيما بعد، إضافة إلى الدعم النفسي ، وهذا مُؤشر خطير للغاية، يدل على أن شبابنا مُقبل على أن يكون ( لا ديني ) قريباً




















                  

03-13-2018, 11:20 PM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: Yasir Elsharif)




    ده كلام خطير جداً يا دكتور ياسر ، وشجاعة ما بعدها شجاعة
    إن شاء الله يكون قاعد في بيته حسع
                  

03-15-2018, 08:03 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: ترهاقا)

    سلامات يا ترهاقا
    كلام خطير فعلا..

    كنت أنتظر الحلقة الثانية من اللقاء ولكني لم أعثر عليها حتى الآن.

    ياسر
                  

03-15-2018, 08:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: Yasir Elsharif)

    هذا لقاء صحفي يعود إلى العام 2014 نشر في جريدة الوطن:
    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    بروفيسور علي بلدو إستشاري الطب النفسي والعصبي في حوار جريء مع (الوطن)
    كثير من السودانيين يعانون إضطرابات نفسية وإجتماعية ويعيشون في (مجاعة عاطفية) لهذه الأسباب (يكنكش) السياسيون في مناصبهم وهم لديهم خلل نفسي كبير مضاعفات المرض النفسي تؤدي للوفاة
    أجراه عمار موسى
    نشر في الوطن يوم 02 - 09 - 2014
    في سياق المتناقضات والأحداث الجسام التي نعيشها نجد عين البروفيسور علي بلدو إستشاري الطب النفسي والعصبي وأستاذ الصحة النفسية والمعالج النفسي وعلم البارايايكولوجي ترصد وتوثق بعقل تحليلي من دون هوى ، قضايا متصلة بعلم النفس أثّرت في مجريات الحياة اليومية للشعب السوداني سلباً أو ايجاباً، ننقل جزءاً منها في الحوار الجريء الذي أجريناه معه ، آخذين في الإعتبار مضامين المعالجات الى رؤيا متنوعة لخلفيات ربما توفر العبرة والتبصر، وكما لا تخلو مضامينه من تقويمات موضوعية . إذن دعونا نمضي وقتاً ممتعاً ومفيداً مع تلك المضامين التي طفنا حولها مع بروف (بلدو) في عدة إتجاهات (اجتماعية ، سياسية ، اقتصادية ، فنية، رياضية) .


    ٭ نريد بداية أن نعرف لماذا أزداد الاهتمام بالطب النفسي مؤخراً ؟
    - في الواقع إن الطب النفسي والصحة العقلية يمثلان أهم فروع الطب على خلاف ماهو سائد ، وصحة البدن لا تكتمل الإ بصحة النفس وهو ما يفسر في كثير من الأحيان عدم تحسن الكثير من المرضى بعد تلقيهم العلاج العضوي ، وذلك بسبب اهمال الجانب النفسي ، مما يؤدي لمضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة .
    ٭ برأيك هل زادت معدلات المرضى بالسودان ؟
    - دون شك فإن معدل التردد اليومي على المستشفيات ومعدل الإقامة والمكوث فيها ونسبة إنشغال الأسرة بالمستشفيات النفسية والعيادات أصبح في زيادة مضطردة ، يصل لحد الإزدحام، ونلاحظ تزايد حالات الإدمان والإكتئاب والخوف والتوتر والقلق وغيرها ، بحيث يمكن أن نقول إن ثلاثة أرباع الشعب السوداني يعاني من إضطرابات نفسية واجتماعية تستدعي المعالجة .
    ٭ بروف (بلدو) يُلاحظ أن هناك الكثير من التغيرات طرأت على التكوين المجتمعي وعلى الشخصية السودانية ... ماذا يحدث ؟
    - أي مجتمع هو كائن حي يولد وينمو ويعيش ، والسودان تعرض لكثير من التحولات والتبديلات السياسية والاجتماعية ، إضافة للهجرة للمدن والفضاء المفتوح والمشاكل والضغوط الاقتصادية التي أثرت كلها على الحالة النفسية والاجتماعية والمزاجية للمواطن السوداني ، وأنعكس ذلك في السلوك العام والذي نتج عنه وقوع المشاكل والغضب السريع والتوتر والعدوانية وروح الإنتقام ، فضلاً عن الإحتيال والجرائم الأخلاقية والجرائم ضد المجتمع ، إضافة الى التفكك الأسري والطلاق والقتل بصورة وحشية والأذى بكافة أشكاله .
    ٭ ليس ببعيد عن ذلك .. كيف تنظر الى لجوء البعض إن لم نقل العامة الى الأسافير ؟ وما هي مبررات الهروب نحو مواقع التوصل الاجتماعي ؟
    - اعتقد أنه بسبب الفراغ العاطفي وعدم الإشباع الجسدي والوجداني ، والشعور بروح الغُبن والاحباط في العالم الواقعي والتي جعلت الكثيرين يلجأون لعوالم إفتراضية أكثر عدلاً وجمالاً لإشباع هذه الرغبة العاطفية والشعور بالإمان والعاطفة والرضاء الوظيفي التكيٌف الاجتماعي والتعبير عن الأحاسيس والمشاعر دون خوف ووجل والتواصل مع الغير دون الشعور بالتوجس والرهبة ، وأيضاً محاولة تحقيق أحلام إسفيرية عجز البعض عن تحقيقها في أرض الواقع ، ومجمل القول فإننا نعيش في مجاعة عاطفية .
    ٭ حسناً .. ننتقل الى محور آخر وهو السياسة إذ نجد أن (الساسة) في بلادنا يعيشون في دوامة من الخلافات العقيمة والمشاكل الكثيفة ، ما هي وجهة نظر الطب النفسي في هذا الأمر ؟
    - للأسف توجد نسبة مقدرة من القادة والسياسيين ورؤساء الأحزاب حالياً غير مؤهلين نفسياً لخوض غمار العمل السياسي وتعوزهم المهارات الأساسية في التواصل وإحترام الرأي الآخر، ولذا نجد روح الخلاف والإختلاف والتشظي والإنقسامات وموجة (الإنسلاخ والإنضمام) من والى حزب آخر ، كل هذا نتاج لغياب الرؤية العلمية والمنهجية في بناء الساسة لدينا ، وهذا بدوره أدى للعنف اللفظي والبدني ( والعكاكيز) التي نراها في المؤتمرات ، والإساءة الشخصية والذاتية ووجود روح النرجسية وحب الذات والغيرة والحسد واللجوء للدجل والشعوذة .
    ٭ نجد أن بعض السياسيين والدستوريين يستمرون في مناصبهم زمناً طويلاً فما الأمر (نفسياً) ؟؟
    - ظاهرة التشبث أو ما يسمى (الكنكشة) في المناصب هي ظاهرة متجذرة في واقعنا السوداني ، ويساند ذلك غياب أدب الإستقالة بصورة شبه كاملة لدينا ، وهذا مرده لروح السلطة لامتصاص (ضرع) الوظيفة العامة حتى يجف ومن ثم الحصول على أخرى ، وبالتالي إدخال البلاد والعباد في حالة من الشظف والمعاناة ، وأيضاً الصراعات من أجل الفوز والبقاء في الكرسي إياً كان ، والدخول في عداوات تهدد النسيج الاجتماعي أو الإحتماء بالقبيلة ، مما يساعد على تشرذم المجتمع السوداني ، وأصبحنا نرى أشخاصاً يمكثون خمسة وعشرة وعشرين عاماً ويرفضون أية محاولة لاستبعادهم أو استبدالهم حباً للجاه وإرضاءً لنفوسهم المريضة ، وهؤلاء المكنكشون يعانون خللاً نفسياً كبيراً .
    ٭ ترد في القاموس السياسي الراهن العديد من المصطلحات الدارجية والمستحدثة ؟
    - للأسف أسلوب الخطاب السياسي لدينا ضعيف جداً وتتبدى عوراته وسوءاته مع كل خطاب أو مخاطبة جماهيرية ، والميل نحو الاستفزاز وروح المواجهة ، وكذلك الدعاية والتلميح والإنكفاء على كلمات أو لازمات بعينها كلها تعبر عن مأساة الخطاب السياسي والذي يفتقر الى الجزالة والإبانة وبه الكثير من روح الإنهزام والهروب والحيل النفسية للتغطية على المواقف الحقيقية و(تعميش) وتضليل الرأي العام وخلق بؤرة للنقاش خارج النص للهروب من المحاورة الحقيقية وعدم الرغبة في ايصال الرأي وعدم إحترام الرأي الآخر ، وأصبحنا نرى مهرجين لا سياسيين .
    ٭ الناظر الى الشارع العام اليوم يلاحظ أن هناك كثيراً من الناس يحدثون أنفسهم أو يشير بيديه أو يضحك أو يبتسم لوحده ..؟؟؟
    - كل هذا مرده لغياب الصحة النفسية وتفاقم المشاكل الاجتماعية والضغوط الاقتصادية ، وعندما يجتمع (الفلس) مع (العطالة) مع تأخر سن الزواج والعنوسة ومشكلة السكن والتعليم والصحة ، فإن كل الشعب السوداني موعود بأن يتكلم مع نفسه قريباً .
    ٭ الدراما الوافدة غزت البلاد ؟؟
    - بالتأكيد هذا نتاج طبيعي لضعف الدرامي المحلي وعدم قدرته على مخاطبة وجدان الجمهور السوداني وما يحتاجه فعلاً ، وكما أن غياب الرومانسية والتعبير اللفظي والحسي جعلت الكثيرين يلجأون لمشاهدة ومتابعة ما لا يجده في حياته الواقعية مثل الجائع الذي يحلم بالعيش ، وهذه نقطة مهمة للدراميين والممثلين عندنا بأن (نفسية المواطن لا ترغب حالياً في دراما تعكس له واقعه المزري) بل يحتاج الى واقع آخر يريح أعصابه ويهدي خلايا دماغه وتجعله يسترخي ولو لحين .
    ٭ نلاحظ أن هناك تدهوراً على الأصعدة الأكاديمية والرياضية فهل يمكن أن يكون الدافع النفسي سبباً لذلك ؟
    - بلا شك لأن الطالب واللاعب السوداني (هشْ) نفسياً وسريعاً ما ينهار ويتذبذب مستوى التحصيل لدى لطالب وتدني المردود لدى اللاعب لعدم وجود سند نفسي أو اجتماعي له ، والكثير من الطلاب واللاعبين لا يمكن أن يبدعوا أو يتطوروا مهما توفرت لهم من إمكانيات وبيئة مساعدة ومعينات للعمل بسبب غياب الإعداد النفسي والتهيئة الذهنية التي تجعل كل المجهودات وكأنها (النفخ في قربة مشروطة) وليست مقدودة فقط .
    ٭ البلاد مقبلة على استحقاق دستوري وانتخابي فهل من كلمة متصله بالأمور السايكولوجية ؟
    - بالطبع نحن بحاجة ماسة لأن يكون مرشحو الرئاسة على قدر عالٍ من المسؤولية والفهم العميق للواقع السوداني وثقافاته ، ولديهم القدرة على تحليل اتجاهات الرأي وسبر أغوار الشخصية العادية للمواطن البسيط ، والأ فسندخل من جديد في ذات الدوامة والساقية التي لا تزال تدور عندنا منذ أمد بعيد .
    هذه دعوة ومناشدة أبثها عبر (الوطن) لمفوضية الإنتخابات لإتاحة الفرصة لي للكشف والتقييم النفسي والعقلي والذهني لجميع المرشحين المقبلين على الإنتخابات ، حيث لا يعقل أن نقوم بإجراء هذا الكشف لمن يريد أن يحصل على رخصة قيادة للسيارة ونترك من يريد أن يقود البلاد كلها على كل المستويات.
                  

03-15-2018, 08:42 AM

عثمان الأمام

تاريخ التسجيل: 05-17-2013
مجموع المشاركات: 1361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: Yasir Elsharif)

    سلامات ياسر



    Quote: الشعب السُودني دُون أدني شك( مُنفسن ) ، أكثر من (65)% من الأمراض بالسودان نفسية ، أمام كُل رجل سُوداني أربعة نساء (مُدبرسات)، نسبة الفصام بين المُواطنين بلغت الـ(2)% ـ أيّ ما يُساوي (550) ألف مُواطن سُوداني، نسبة المُدمنيين بالجامعات فقط بلغت الـ(22)،عدد المُدخنين بين الأطباء تجاوز الـ(56)% مُدخن، نسبة الطلاب بمرحلتي الأساس والثانوي المُصابين بأمراض نفسية بلغت الـ(77)%،نسبة حُدوث جرائم مُتعلقة بالمشاكل النفسية تجاوزت الـ(22) % من مجموع الجرائم ، نسبة إنتاج المُخدرات في السُودان سيما ( البنقو ) تُساوي (56)% من الناتج الأفريقي،الخرطوم هي العاصمة (المسطولة) بإمتياز.


    هل الإحصائيات الفي الفقرة دي قال بها د. علي بلدو ولا من المحرر ؟!
    لا أعتقد بصحة هذه الأرقام !!
                  

03-15-2018, 09:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: عثمان الأمام)

    سلام يا عثمان
    واضح أن الأرقام قال بها الدكتور علي بلدو. السؤال: هل هناك إحصائيات موثوق بها؟؟
    ــــــــــــــــــــ

    وهذا لقاء صحفي آخر مع الدكتور علي بلدو نشر في عام 2016:
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الاختصاصي النفسي الدكتور"علي بلدو" : جميع السودانيين(حكام ومحكومين)محتاجون لمراجعة الطبيب النفسي..!
    الاختصاصي النفسي الدكتور
    07-16-2016 04:02

    صحيفة الحوش السوداني




    الاختصاصي النفسي الدكتور"علي بلدو" ، يبشر بأن العام القادم سيكون عام الطب النفسي

    - الأساس في المرض النفسي (الجينات) وليس (الجنيات)
    - جميع السودانيين(حكام ومحكومين)محتاجون لمراجعة الطبيب النفسي..!
    - (المجانين في نعيم)... جملة تعبِّر عن جهل بالطب النفسي
    - خوف (الوصمة) تجعلنا نقول: (بتنا ما جنّت لكن أدوها عين).
    -
    كثرت في الآونة الأخيرة الأمراض النفسية مثل القلق، الاكتئاب، الخوف الشديد، النسيان بسبب الحياة الحديثة بدوافعها وضغوطها وبما فيها من صعوبات في المعاملات تبدو في بعض الأحيان، كما لو كانت مصنعاً للقلق، وكذلك فقدان الأمن الفردي والجماعي في كل شيء أدى إلى تمزق أوضاع الأسرة، وفقدان الحب والعاطفة وعدم الطمأنينة وفقدان الانسجام بين الناس والمحيط، وكلها أصبحت من مشاكل هذا العصر، وحقيقة ثابتة وواقعاً لا بد من التعامل معه، والتعامل بالشكل السليم.
    الاختصاصي النفسي الدكتور "علي بلدو" يكشف الكثير المثير في هذا الجانب في الحوار أدناه:
    · الميلاد والنشأة؟
    - اسمي "علي محمد علي محمد السنجك" ، الشهير بـ (علي بلدو) تنحدر أسرتنا من جزيرة تنقاسي بالشمالية.. وأصولها ترجع إلى أسرة "الحاج حمد الخواجة" عمدة البديرية الدهمشية..
    أسرتي الكبيرة نزحت بسبب ضيق المواعين الزراعية بالشمالية إلى أم درمان ومنها توزعت إلى مدني والأبيض.
    أنا الابن الوحيد لوالدتي وليس لدي إخوة أو أخوات.. ولدت بمنطقة ود نوباوي بأم درمان – حي الهجرة.
    · المراحل التعليمية؟
    - تلقيت تعليمي الأولي والأساسي بمدرسة ود نوباوي ومنها انطلقت إلى مدرسة الأهلية الوسطى بأم درمان ومن ثم إلى مدرسة المؤتمر الثانوية العليا.
    أما المرحلة الجامعية فقد تقسمت ما بين جامعة الخرطوم وجامعة النيلين وجامعة القاهرة وكردفان وجامعة ليون بفرنسا حيث حصلت وفي وقت واحد على بكلاريوس الطب والجراحة وبكلاريوس القانون وليسانس حقوق وبكلاريوس اقتصاد وعلوم سياسية... ودراسات عليا في طب الأعصاب، والدكتوراة الإكلينيكة في الطب العصبي، والمعادلة في القانون إضافة إلى الدبلوم العالي في القانون الجنائي (الفقه المقارن) حول إثبات جريمة القتل في الفقه الحنفي والقانون الفرنسي ودبلوم عالي في اللغة الفرنسية.
    · الحالة الاجتماعية؟
    - متزوج من الدكتورة "أمل ناصر أحمد الحاج" وأب لولدين "أحمد – آرام" وبنت "آزر" وأقيم بالثورة الحارة العاشرة.
    · في دراستك الجامعية لم تدرس علم النفس...ما سر عملك الآن بالطب النفسي؟
    - العمل بالطب النفسي كان رغبتي منذ أيام دراستي بكلية الطب جامعة الخرطوم، حيث كنت أشعر أن الطب النفسي عبارة عن وعاء جامع لكل التخصصات الطبية والعلمية، ويعكس الإلمام العلمي والعملي والثقافة المحلية مدعمة بالدراسة النظرية، وبالتالي هو تخصص صعب ويحتاج إلى أشخاص ذوي قدرات معينة للتعامل مع المشكلة الطبية ويمثل ذروة سنام التخصصات الطبية وآخر تخصص تم إضافته إلى الأقسام الطبية، وهو الآن في حالة نمو مضطرد وتقدم متسارع، ويكاد يكون العام القادم عام الطب النفسي دون منازع.
    · هناك مفهوم سائد أن الأطباء النفسيين هم أيضا مصابون نفسياً؟
    - هذه واحدة من الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الطب النفسي (نفسه) وحول مرضاه الذين يتم وصفهم بأوصاف غير لائقة، أحصيت منها أكثر من (70) وصفاً يتم تداولها في المجتمع مثل: ( فاكة منو- مجنتر- ورقو زائد- ضارب فيوز،...).
    ويساعد على ذلك الإعلام السالب مثل ( القبض على معتوه يهاجم فتاة- القبض على معتوه).
    كما ساهمت أيضا في ذلك الأغاني(إن شاء الله أجن وأزيد في الجن).
    وامتد الوصف السالب إلى الأطباء النفسيين وفق مقولة : (من عاشر قوما أربعين يوما صار مثلهم)، والتعامل مع المرضى النفسانيين يؤدي للإصابة بالمرض النفسي، هذه كلها خرافات، يطلقها البعض لحث الناس لعدم التعامل مع الطبيب النفسي، والرد عليهم بكل بساطة أن زملاءنا أطباء النساء والتوليد، يتعاملون مع النساء لسنوات طويلة، لم نجد منهم من عانى من الحمل أو الحيض، كذلك أطباء الأطفال لم نجد طبيباً عانى من ألعاب الطفولة وأصبح يلوك مضاغة أو يركض خلف بالونة..كل هذه أوهام ووصمة لوقف التعامل مع الطبيب النفسي، بل مع أي شخص يتعامل في المجال النفسي.
    · (المجانين في نعيم) هل هم كذلك؟
    - (المجانين في نعيم).. جملة تعبِّر عن جهل بالطب النفسي والمرضى النفسيين، وعبارة تهكمية وحاجز ووصمة كبيرة، وهي تشبه نكات الواتساب (واحد مسطول...واحدة في مستشفى التجاني الماحي...)...وهي نكات تجد شعبية كبيرة وتتداول على نطاق واسع، كلها تعمق الشعور بالوصمة وعدم الإلمام بثقافة الطب النفسي.
    · هل هناك تزايد كبير في أعداد المرضى النفسيين في السودان؟
    - وفق تقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر بعنوان ( الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية).. سجل السودان أعلى معدل انتحار في الدول العربية تلته جيبوتي (10.7) وجزر القمر (10.5) ، فإن المملكة العربية السعودية سجلت أقل نسب الانتحار على مستوى الوطن العربي والعالم، بنسبة(0.3) لكل (100) ألف نسمة تلتها سوريا ولبنان.
    تصنيف السودان هذا مع ما نراه من أعداد كبيرة تتردد على العيادات والمراكز الطبية النفسية، في ظل عدم كسر هذه البرمة الوهمية للتعامل مع الطب النفسي، أتوقع أن لن تكون هناك صينية في تقاطعات طرق الخرطوم خالية من مريض نفسي.
    · هل للوصمة دور كبير في تدهور الكثير من الحالات؟
    - بعض الأسر خوفاً من الوصمة تقوم بإخفاء المريض النفسي أو اللجوء إلى العلاجات الشعبية مثل القرض والمحريب، مما يؤدي إلى إطالة المرض أو تدهور الحالة، وأذكر هنا حالتين، الأولى لفتاة قامت بشنق نفسها داخل منزلها بعد إصابتها باكتئاب نفسي حاد تجاوز العام دون علاج، وعندما تحرينا مع والدها قال: (يا جماعة بتي ما عرست.. كمان يقولوا عليها بايرة ومجنونة؟!).
    والحالة الثانية لشخص أصيب بمرض الفصام تم حبسه مقيدًا بالسلاسل والجنازير بالمنزل ولكنه قام في لحظة هياج باقتلاع هذه الجنازير وحمل ساطورًا وقتل به والده وأمه وزوجته وطفليه... فراحت هذه الأسرة ضحية للتستر وعدم إحضار المريض للعلاج.
    · التستر وإخفاء المريض النفسي، هل هناك قانون يعاقب عليه؟
    - نعم... كل مريض نفسي تم إخفاؤه أو التستر عليه بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر في أي لحظة.
    وفي المادة (118) من قانون الإجراءات الجنائية للعام 1991م هناك إلزام بتسليم المريض النفسي إلى المراكز العلاجية منعاً للإخلال بالسلامة العامة.
    الآن توجد مساعٍ حثيثة لإجازة قانون الصحة النفسية بشكله النهائي بعد تجاوزه الإجراءات الأولية وخروجه من مجلس الوزراء إلى المجلس الوطني.
    المرض النفسي هو أكثر الأمراض تحسناً بعد بدء العلاج، وهناك حالات فاق معدل شفائها(80%) ولدي تجربة مع أحد الأشخاص تم إحضاره لي من الكوشة مباشرة ،وكان لا يرتدي أي ملابس (كما ولدته أمه) وكان في حالة مزرية للغاية وقال لي أهله قنعوا منه ورموه).. بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أكمل دراسته الجامعية وتزوج.. والآن في أحسن حال.
    · متى يزور الشخص الطبيب النفسي؟
    كل الشعب السوداني حكاماً ومحكومين، في حاجة إلى مراجعة الطبيب النفسي وفي أسرع فرصة نتيجة الضغوط المعيشية والحياتية والحروب وعدم الاستقرار الأمني والمشاحنات والخلافات الأسرية وتنامي موضوع إدمان المخدرات والهجرة والنزوح والشعور بالاحتياج العاطفي وتنامي الزواج المبكر وزواج القصر.. كل تلك الأسباب تقود إلى حالات نفسية تحتاج إلى مراجعة الطبيب.
    · ما هي العلاقة بين المرض النفسي والمس الشيطاني؟
    المس الشيطاني يمثل شعوراً نفسياً يؤدي إلى اضطرابات نفسية باعتباره سبباً إيحائياً ويتم التعامل مع الحالة وما بها من أعراض وعلامات وتشخيصها وعلاجها ...والحقيقة ليس كل مريض نفسي متلبس بالجن وليس كل مريض نفسي ضحية للسحر وصريع للعين هذه حقيقة.
    فالجانب الأساسي في المرض النفسي هو الجانب الوراثي فالإشكال في الجينات وليس الجنيات.
    · هل تعتبر المرض النفسي وراثياً؟
    الوراثة تلعب دورًا مهماً للغاية في التهيئة للمرض النفسي وتشكل قابلية ما بين(50-70%) لذلك ننصح بعدم زواج الأقارب والفحص ما قبل الزواج للتعرُّف على هذه الخلفيات الوراثية المهمة، ومن الطرائف أنه عندما طالبت بعمل الفحص الطبي والنفسي قبل عقد القران، قال لي أحد أولياء الأمور: ( يا دكتور، هو في عرسان عشان نقول ليهم اعملوا فحص!)...
    · لماذا يتجه الكثيرون لمعالجة مرضاهم النفسيين إلى الشيوخ؟
    - ارتبط الطب في السودان بـ (الحكيم).. والحكيم هذا في الغالب رجل كبير السن يتمتع بخبرة واسعة ولديه دراية دينية، وغالباً يأتي القرية في شكل زيارات، مما أدى إلى وجود فكرة الحكيم الغريب.
    ودفع الشعور بالوصمة والخوف من المجتمع وضعف مراكز الطب النفسي وارتفاع تكلفة العلاج تدفع الأهالي إلى اللجوء إلى المعالجين والشيوخ لعلاج المرضى النفسيين.. وزاد من رسوخ فكرة العلاج عند الشيوخ قرب الشيخ للأهالي، كما أن التداوي عنده لا يحتاج إلى كشف وعلاجات وفحوصات، كما أن اللجوء إلى الأشياء الروحانية يمثل حماية من المجتمع ( ولدنا ما جنّا لكن أدوه عين- بتنا ما فكّت منها لكن سحروها)...
    · لماذا يهيم الكثير من المرضى النفسيين في الطرقات؟
    - المريض النفسي يعاني من الهلاوس والضلالات وبأنه مطارد.. وهذا يؤدي إلى خروجه من المنزل ويكون (خرج ولم يعد)وأغلب هؤلاء يكون عيونه عسلية ويرتدي سفنجة...وهناك مرضى خرجوا منذ أربعين عاما ولم يعودوا.
    · ما بين الحب والهوس عند الشباب.. أين الحقيقة؟
    - نتيجة للعولمة والانفتاح أصبحت هناك ثورة حب وعشق اجتاحت جميع الشباب لتنتهي بهم إلى مجاعة عاطفية، وبسبب الركلسة والترطيبة واللجوء إلى وسائط التواصل الاجتماعي، اتجهوا للتعبير عن الحب بأشياء لم تكن مألوفة في السابق مثل أن يهدي محبوبته دموعه في فنجان أو أن يكتب لها رسالة بدمه.
    · في الآونة الأخيرة تزايد أعداد الشباب من الجنسين في تناول أدوية المرضى النفسيين، وأصبحوا يزورون الروشتات للحصول عليها.. ما تعليقكم؟
    - بعض الشباب بسبب العطالة والفراغ وضياع الهدف، ودخول عالم الإنترنت والفضائيات التي أصبح الحديث فيها عن المخدرات والثراء منها، اتجه بعضهم لتعاطيها أو الاتجار فيها وجر غيرهم لتعاطيها، ولجأ الكثير منهم للأدوية النفسية لتعاطيها عبر روشتات مزورة مثل (أب نجمة والخرشة).
    · مواقف...
    - أجمل ما مر بي من طرائف هو عندما دخلت إحدى المريضات لي في العيادة وسألتني: اسمك منو؟ وذكرت لها أن اسمي "علي" وما كان منها إلا أن صفعتني بمنتهى القوة وقالت: (أحي اسمك زي اسم راجلي).
    - اقتحم معتوه عيادتي وأشهر في وجهي سلاحاً نارياً وقال لي : (أنت جورج بوش وأنا أريد قتلك)، فاستأذنته لأخرج له بطاقتي الشخصية، وبعد أن اطلع عليها وفهم بأني طبيب ولا علاقة لي بجورج بوش رئيس الولاية المتحدة السابق، اعتذر لي وبذلك هدأت من روعه وتمكنت من السيطرة عليه وإخضاعه للعلاج وحجزه بمستشفى للأمراض النفسية.
    - ودخل علي في عيادتي شاب أخبرني أنه المهديُّ المنتظر،وأنه نزل في أرض الشام إلا أنه وجدها كلها حروب ودمار فأتى إلى أرض السودان وبين يديه رسالة مهمَّة للمسؤولين، فمن أين ينطلق بها؟... فوجهته إلى مستشفى التجاني الماحي.


    المجهر السياسي
                  

03-15-2018, 09:06 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: Yasir Elsharif)

    صحيفة الصيحة
    الثلاثاء 13 مارس 2018
    كتب أ. د. علي بلدو في بابه اليومي: أقوال أخرى تحت عنوان:
    ملحدون.. ونفتخر!
    تزايدت في الآونة الأخيرة ظواهر ما يمكن أن نطلق عليها اضطرابات الاعتقاد والقناعات والطقوس الغريبة على المجتمع والتي لم يألفها الكثير من الناس من رقص خليع وسافر علنا جهاراً نهاراً إلى ديانات جديدة وإلحاد علني ومستتر من الشمس التي ينتظرها الناس فجراً على شاطئ (سايدون) أو نيلنا الجميل، مروراً بالقرابين والذبائح والنذور التي تراق دماؤها على شط البحر تيمنا وتبركاً وقربى للآلهة والخير والجمال، وأيضاً ظواهر الانتقال إلى أديان جديدة سماوية كانت أو بشرية ولا يزال الأمر متصاعداً يوماً بعد يوم وتصاعدت ناره حتى لامست عنان السماء أو كادت.
    وبعيداً عن التشنجات والصراخ والعويل والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، ودون تباكي على اللبن المسكوب والمجتمع السوداني المتماسك السليم المعافى ومجتمع التقاليد والأعراف التليدة والراسخة وإنسان الطود الشامخ والبناء الراسخ والعمل الدؤوب والجهاد المتصل وغيرها من (الفرمنات) التي مللنا سماعها وأصبحت (ما جايبة حقها) إلا في الخطب الرنانة والمواعظ الهوجاء التي يلقيها أئمة الحكومة في المسجد اسبوعياً من الأوراق التي توزعها عليهم إدارة دعوتهم التي بها يصدحون وينادون بأصوات ثائرة وأياد مرفوعة ليرهبوا المصلين أولاً ومن ثم عدو الله وعدوهم!
    بعيداً عن كل ذلك نجد أن الواقع الحالي لمعظم الشباب والشابات، نجد ذلك الواقع متردياً للغاية من تفشٍ للعطالة والبطالة وتأخر سن الزواج، مروراً بالهجرة والنزوح والاغتراب وعدم الاستقرار المجتمعي وفقدان ثقافة السلم وعطفاً على تنامي إدمان المخدرات والفضاء المفتوح والثورة الرقمية وتصادم الثقافات والجاليات مع الحدود المفتوحة والفضائيات الفاتحة (اربع وعشرين ساعة).
    ليس هذا فحسب بل يضاف إليه المشاكل الأسرية والحالة الاقتصادية المتردية والضغوط الكثيفة التي يعيشها الشارع السوداني والشبابي بالذات، من فقدان الأمل في المستقبل والأمان المجتمعي وضعف الثقة في النفس والآخرين والشعور العارم بالإحباط والملل والضجر وتزايد معدلات الكآبة والاكتئاب والروتين القاتل، لدرجة التفكير في ترك الحياة (ذاتها) ناهيك عن الدين أو العرف أو التقاليد.
    كيف لا يحمل الشباب الطاؤوس متبركين به بألوانه الجميلة، بعد أن عانوا من الغربان وطائر الشؤم في عنف وقتل الجامعات وقمع التجمعات السلمية وكشات (خوف المجتمع) وكيف لا يحملونه وقد رفرفت فوقهم رايات الدواعش السود في المنابر والمساجد والمدارس وأظلتهم كليلة ظلماء حالكة السواد ادلهم فيها الليل وأظلم، كيف لا ينتظرون شروق الشمس وقد غابت شمس العدل والمساواة وسط المحسوبية والواسطة والفساد والرشوة، نحن نحتاج سادتي أن نمد لهؤلاء الشباب أيدينا بدلا من سياطنا وأن نفتح لهم قلوبنا بدلاً من سجوننا وأن نستمع إليهم بدلاً من الصراخ في وجوههم، إن كنا فاعلين.
                  

03-15-2018, 09:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: Yasir Elsharif)

    فاصل ولكنه لا يخرج عن الموضوع
    قالوا علي شقي ومجنون
    صحيح مجنون
    إنتو جنوني يا حلوين


    أمنا حواء 2016م "الحلقة الخامسة والعشرون كاملةً" مع د. علي بلدو وحرمه

    يوتيوب 2016
                  

03-15-2018, 12:58 PM

عبدالعظيم مكى

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 1212

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: Yasir Elsharif)

    إذا صدق المنسوب إليه، على بلدو أكتر واحد محتاج يقابل طبيب نفسي.
                  

03-15-2018, 01:46 PM

محمد جبره
<aمحمد جبره
تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 940

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: عبدالعظيم مكى)

    أما المرحلة الجامعية فقد تقسمت ما بين جامعة الخرطوم وجامعة النيلين وجامعة القاهرة وكردفان وجامعة ليون بفرنسا حيث حصلت وفي وقت واحد على بكلاريوس الطب والجراحة وبكلاريوس القانون وليسانس حقوق وبكلاريوس اقتصاد وعلوم سياسية... ودراسات عليا في طب الأعصاب، والدكتوراة الإكلينيكة في الطب العصبي، والمعادلة في القانون إضافة إلى الدبلوم العالي في القانون الجنائي (الفقه المقارن) حول إثبات جريمة القتل في الفقه الحنفي والقانون الفرنسي ودبلوم عالي في اللغة الفرنسية.

    كيف يعني اربعة شهادات بكلاريوس في آن واحد ؟؟؟؟؟؟؟؟

                  

03-15-2018, 01:58 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء خطير مع اختصاصي الطب النفسي الدكتور � (Re: محمد جبره)

    سلامات يا محمد جبرة

    أنا برضو توقفت عند الفقرة دي.. لو كان الصحفي قد توسع فيها معه قليلا كان يكون كويس.

    ياسر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de