|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)
|
سلام الله عليك أيها الكنزي، ورجاء تعرف على موقف من تريد أن تنتقده جيداً، أولاً.
وشكراً لك أخي ياسر، على ما أوردته من البيانات والأدلة، دفاعاً عن الفكرة. وأقول لك: إنّني في الحقيقة لست على استعدادٍ للدخول في مجادلة حول ما إذا كان الأستاذ محمود ادعى النبوة وشيئاً من الألوهة أم لا، فهذا الموضوع على ما أعتقد قُتل بحثاً في هذا المنبر العام، والخصوم الذين تعنيهم من فرسان هذا المنبر، أتوا بالأدلة الدامغة من صلب الفكرة على ما تودون نفيه. وسوف آتي بالروابط الدالة على ذلك، لمن لم يتأتى له أن يتابع تلك الحوارات. وفي الواقع كانت حواراتٍ مشهودة، أستطيع أن أقول: قد ووري فيها الفكر الجمهوري إلى مثواه الأخير، ولم يبق منه إلا بقايا حطام، وفي الواقع: هذه البقايا والله ما سهلة، تتضمن حصاد تجربة فكرية سودانية أصيلة، لولا أن عاجلها ذلك الوباء الصوفي، فأودى بها كما أودى بكثير من المبدعين السودانيين!
بلى، الصوفية هي الوباء القاتل للإبداع، وهي الصخرة التي تحطمت عندها حركة الخريجين عموماً، عندما لم تجد إلا أن تسجد بين يدي الحزبين الكبيرين، وهل لهذين الحزبين من أيديولوجية سوى الصوفية!؟
مميّزات الشخصية السودانية، ثمرة للبعد الحضاري العميق، الضارب في أعماق الزمن، لكنّ الوباء الصوفي هو الذي أصابها في مقتل!
فتش عن سبب وقوع المثقفين السودانيين في بؤرة الخيبة والفشل، ستجد فيروس الصوفية قد استوطن خلايا وعيهم!
فيروس الصوفية هو الذي دفع منصور خالد الداعي إلى الحوار مع الصفوة، إلى أن يولي ظهره لكل الموروث الفكري والديمقراطي، ويوظف نفسه مستشاراً لزعيمٍ يريد تحقيق أهدافه بقوة السّلاح، (هذا بغض النظر عن النهاية التي انتهى إليها جون قرنق وطنياً وحدويا ديمقراطيّاً)!
لم يكن صدفةً أن منصور خالد، في نهايات مشواره مع الحركة المسلحة، قام بإصدار ثلاث مجلدات كبيرة، ينوّه فيها بالموروث الصوفي لأسرته!
ولا ريب أن الصوفي حمد النحلان جد المدعو (حسن الترابي) كان يباشر بالنيابة عنه اتخاذ كثير من القرارات المصيرية، فهو الذي وظف تلك الثقافة القانونية والدستورية لحفيده من أجل وأد واحدة من أكبر القيم الديمقراطية، في كتابٍ عنوانه: (في المسألة الدستورية)! ولا ريب أن حمد النحلان هو الذي أوحى لهذا المثقف بالتخطيط لتنفيذ إنقلاب عسكري على الديمقراطية!
أما البعد الصوفي في المثقف الذي أسس لحركته بالدعوة إلى تحرير الفكر، فكانت نُقلةً كبيرة في حركة التحرير الوطني! لكن يبدو أن العزلة الإجبارية التي فرضت عليه بالسجن، ثم السجن الاختياري الذي اختاره باتخاذه قرار العزلة، يبدو أن هذا كله قد أثار جينات الصوفية في تكوينه، فكان ذلك الانقلاب المدني الذي أحدثه في الحزب الجمهوري!
أتفق معك أن السلفيين يُشيطنون الصوفية، أنا على ما أظن فقط أنظر إليها نظرة موضوعية، ما هي الصوفية؟ هل يُتصور أن يكون للصوفية منهج للتغيير الوطني؟ في مرحلة من مراحل وعيي، قلت: ربما أن الصوفية هي الملاذ الذي ينبغي أن ألوذ به! فسافرتُ إلى شابّ متصوف في مدني وصفوه لي، كان طالباً بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، فنبذها، وكان ذلك بعد الانتفاضة 1985م، فسألته عن رؤيتهم للتغيير الوطني، فحدثني عن الحكومة الكونية التي يرأسها أقطاب الصوفية، وأن كل حركة أو سكون في السياسة وغيرها إنما يتم من خلال الاجتماع الكوني الدوري الذي يعقدونه بحضور الرسول شخصيّاً!
الصوفية إن كانت ستتحيز في تكاياها ومعابدها، فستظل محل احترامٍ يليق بها، ولذلك لا يجوز لها بحكم طبيعتها أن يكون لها موقف لا في السياسة ولا في الفكر، لأن غاية المتصوف أن يخطط لعدم التخطيط، ويفنى عن وعيه، ليُحلّق في فضاءٍ آخر! الصوفية بطبيعتها ضد أي نوع من أنواع الاجتهاد الفكري أو العلمي لإحداث نوع من التطور أو التغيير!
أمَّا من كان يعتقد أن الصوفية هي فقط وسيلة للتزكية وتصفية النفس، فلا خلاف معه.
عفواً للاستطراد غير المقصود، لكنه على أي حال يجيء في مواجهة استطرادك وخوضك في أمور ليست هي محل النزاع بيننا!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حول المراحل التي مرَّ بها فكر محمود محمد طه. | صلاح عباس فقير | 02-08-18, 03:05 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-08-18, 03:12 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-08-18, 03:22 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Abureesh | 02-08-18, 03:57 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-08-18, 05:02 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | عبد الصمد محمد | 02-08-18, 05:37 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Ali Alkanzi | 02-08-18, 06:30 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-08-18, 06:36 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | عزالدين عباس الفحل | 02-08-18, 06:47 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-08-18, 07:11 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-10-18, 06:02 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Yasir Elsharif | 02-10-18, 09:24 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Yasir Elsharif | 02-13-18, 08:20 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-13-18, 07:52 PM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | زينب محمد عبدالله | 02-14-18, 00:39 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Yasir Elsharif | 02-14-18, 08:20 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Yasir Elsharif | 02-14-18, 10:18 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-14-18, 01:28 PM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Yasir Elsharif | 02-15-18, 08:11 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Yasir Elsharif | 02-16-18, 01:06 PM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Ali Alkanzi | 02-16-18, 06:26 PM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | Ali Alkanzi | 02-16-18, 07:39 PM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | زينب محمد عبدالله | 02-17-18, 03:55 AM |
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! | صلاح عباس فقير | 02-17-18, 05:35 AM |
|
|
|