البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية والبيزنطية لل"فتوحات"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2018, 11:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    ترجمة نقش ابرهة عن "حملته" من السبئية الى العربية:

    Quote:
    بقوة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسواحل ،

    سطر هذا النقش عندما غزا (قبيلة) معد (في) غزوة الربيع في شهر "ذو الثابة" (ابريل) عندما ثاروا كل (قبائل) بنى عامر وعين الملك (القائد) "أبي جبر" مع (قبيلة) على (والقائد) "بشر بن حصن" مع قبيلة سعد (وقبيلة) مراد ،

    وحضروا أمام الجيش ضد بنى عامر (وجهت) كندة وعلى في وادي "ذو مرخ" ومراد وسعد في وادي على طريق تربن

    وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة،

    وحارب الملك في حلبان واقترب كظل معد،

    (وأخذ) اسرى،

    وبعد ذلك فوضوا (قبيلة معد) عمرو بن المنذر (في الصلح) ،

    فضمنهم ابنه (عروا) (عن أبرهة فعينه حاكماً على معد ،

    ورجع (أبرهة) من حلبان بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وستمائة (662)

                  

02-08-2018, 11:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    شبهة حول نقش ابرهة :
    Quote: شبهه حول النقش

    منذ أن كشفت بعثة ركمانز هذا النقش في أوائل الخمسينات، تعددت الآراء في شأنه، وكان أخطرها رأي بعض المستشرقين أن النقش يسجل حملة الفيل التي قادها أبرهة لهدم البيت الحرام، لأنه يشكك بطريقة غير مباشرة في صحة رواية القرآن الكريم عن مصير أصحاب الفيل، ذلك أن أبرهة يذكر في النقش ما معناه أنه عاد بجيشه سليماً منتصراً، مما يخالف ما ورد في الآية الكريمة في سورة الفيل (فجعلهم كعصف مأكول).

    وكان لعدم وضوح حروف النقش أو سقوط بعض عباراته الهامة سهوا في النسخة التي نشرها ركمانز للنقش، دور كبير في إتاحة الفرصة لهذه الآراء، وقد قامت بعثة من جامعة الملك عبد العزيز بزيارة لمنطقة مريغان لمراجعة نسخة ركمانز ولتصوير الأجزاء غير الواضحة في النقش، وتمكنت البعثة من العثور على نقش آخر صغير إلى جوار النقش المذكور لم تنتبه إليه بعثة ركمانز سجله محارب يدعى (( منسي بن ذرانح )) حارب تحت قيادة أبرهة، وقد تمت دراسة النقشين، وتبين أن العبارات الناقصة أو غير الواضحة في النقش الكبير هي لأسماء شهور وقبائل ومواقع ترتبط ببعضها من حيث الزمان والمكان، وأن النقش يروي أخبار صراع قبلي استغله أبرهة الحبشي في ضرب أعدائه من قبائل نجد، وأن أسماء هذه القبائل والأماكن لا صلة بينها وبين تلك التي وردت في الروايات العربية عن حملة الفيل، وأن النقش يسجل أخبار حملة أخرى سبقت حملة الفيل التي أشار إليها القرآن الكريم بفترة تتراوح بين (18 – 23 سنه).[3]
                  

02-09-2018, 10:50 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    Quote:
    يا منتصر ياخ هداك الله شنو الفي كلامي خلاك تقول اني لا اؤمن بالقرآن الكريم ؟! ..
    وانت ذاتك شنو البخليك تحكم على ايماني من عدمو ؟!
    انت الله ؟!
    5
    أمنت بالله
    يا محمد المشرف
    لكن أنا الفهمتو من كلامك إنك ما تقتنع به حاجة
    حصلت في الماضي البعيد إلا تكون منحوته في صخور
    ومؤرخه بحدث في هذا اليوم وفي هذا الشهر وفي هذا العام
    الكذا الكذا مظبوط؟؟؟
    فأنا ما عارف إنت لقيت القرآن منحوت وين!!
    وبعدين الخلاك تصدق الناس الكذابين البنسجو الخرافات
    ديل شنو في القرآن دا بالذات وتكذبهم في الحاجات التانية !!!
    جاوبني في الحته دي أول ؟
                  

02-09-2018, 10:17 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)



    منتصر سلامات ..

    هذه النزعة التكفيرية تحتاح منك مراجعة مع الذات .. واقول الكلام ده كزول زاملك في هذا المنبر ويحمل تجاهك مشاعر طيبة جدا ..

    انتزاع الكلام من سياقو لن يوفر لك غطاء اخلاقي لسوءة التكفير ..
    لم اتحدث اطلاقا بما يفيد ايماني او عدم ايماني بالقرآن ..
    والنقاش الذي شاركت فيهو هنا لا يناقش ذلك ..
    وانما نتحدث عن التراث اسلامي والمرويات الاسلامية التي تؤرخ لبدايات الاسلام والمحيط الجغرافي والانساني لتلك البدايات .. وحتى هذه لم اقطع برأى حولها وانما مجرد نقاش بهدف المعرفة والتفاكر ..

                  

02-09-2018, 10:20 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)



    بعدين وبالمناسبة يا منتصر
    مبلغ علمي ان القرآن تم تدوينو منذ فجر الاسلام..
    ولا املك معلومة, حتى اللحظة, تفيد بغير ذلك ..
                  

02-09-2018, 10:23 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)



    النقش بتاع ابرهة لا يتحدث عن غزوة الفيل يا اسامة وانما عن حملة عسكرية ضد قبائل بني عامر
                  

02-09-2018, 11:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote:
    النقش بتاع ابرهة لا يتحدث عن غزوة الفيل يا اسامة وانما عن حملة عسكرية ضد قبائل بني عامر

    نعم ، وقد أضفت ملحقا بذلك.

    نوع التفكير الذي نمارسه كمسلمين لا يفهمه أخ منتصر.

    الطريقة التكفيرية التي ينظر بها منتصر للآراء المستندة على "الشك" كطريقة من طرق التفكير،

    جعلت البحث الإسلامي يتكلّس ويتحنّط..

    وصارت أية طريقة للنظر والبحث مختلفة عن "الرواية الرسمية" الإسلامية ،

    تكلّف الباحث حياته...

    من قال ان الرواة الاقدمين رواياتهم صحيحة من حيث المتن؟

    التركيز في علم الجرح والتعديل هو حول الرواي، أي المصدر،

    وليس الرسالة نفسها أي المحتوى.
                  

02-10-2018, 00:08 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    يا أخ محمد المشرف قضيتي ليست تكفيرك من عدمه
    أنا كلامي أنك طالما صدقت قومك وسلفك في أن هذا هو القرآن
    الذي أنزله الله الذي تؤمن بجوده فكذلك تؤمن بما نقلوه من تفسير
    لهذا القرآن أو ما صح من تفاسير
    أما بالنسبة لما قاله الرافضي القبانجي
    بأن أبرهة كتابي وصاحب دين وقريش مشركين وكيف ينصر الله
    الله المشركين على أبرهةوالكعبة المشرفة كان بها اوثان وما إلى ذلك.
    هذا كلام فطير جدا.
    قريش أصلا لم تقاتل ابرهة حتى ينسب لها الإنتصار
    هذه واحد
    أبرهة جاء قاصدا هدم الكعبة وليس لهدم الأصنام المحيطة بالكعبة هذه الثانية
    ولأن قريش كان أغلبهم مشركين لم يشرفهم الله بحماية الكعبة والدفاع عنها
    لذلك حماها الله من عنده دون اشراك قريش في الأمر.
    أما كلام القبانجي كله فارغ الأفيال سريعة وسرعتها تصل 40 كيلو في الساعة
    والأفيال الأفريقية صحراوية تتحمل العطش وتصبر حتى اربعة أيام دون ماء والطريق به آبار وهو طريق مسلوك ويعج بالحركة
    وتأكل الأفيال الأشجار وهي متوفرة في الصحراء فهناك اشجار صحراوية
    كثيرة متفرقة في الطريق من صنعاء حتى مكة
    ثم أن أبرهة لم يعد جيش لمحاربة قريش فقط فهو كان يعمل حساب لحرب كل العرب وهناك من دخل من العرب في معارك مع أبرهة وهزموه كأهل الطائف
    ولكن أهل مكة لم يكن لهم قدرة قتالية لمواجهة ابرهة
    ولم يشأ الله أن يشرف المشركين بالدفاع عن بيته
    .
                  

02-11-2018, 03:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    "غموض التاريخ الإسلامي"؟؟

    غموض شخصية "معاوية بن سفيان" نموذجاً

    معاوية بين "السردية الإسلامية" و التاريخ " الغربي"

    هل كان معاوية حاكماً بيزنطيا ثم انقلب لاحقاً عليهم؟؟؟

    هل كان معاوية "مسيحياً"؟ أم " براغماتياً"؟؟

                  

02-11-2018, 10:19 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    يا خواض معاوية العاش قبل 1400 عام داك
    موضوع ديانته ما قدرنا نحسمها ونتحدث فيها
    بموضوية حتى نتعرف على ديانتك أنت يا صاحب البوست
    يا أسامة الخواض
    ما هو دينك يا أسامة الخواض؟؟
    أم أنت ملحد أم لا يني؟
    أهتمامك الزائد بديانة معاوية ابن أبي سفيان
    أوجدت عندنا الفضول لمعرفة ديانتك يا أسامة
    الخواض
                  

02-12-2018, 01:16 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    Quote: ما هو دينك يا أسامة الخواض؟؟
    أم أنت ملحد أم لا يني؟
    أهتمامك الزائد بديانة معاوية ابن أبي سفيان
    أوجدت عندنا الفضول لمعرفة ديانتك يا أسامة
    الخواض

    عزيزي منتصر

    سلامات

    وبعد

    نصحوك فقالوا لك لا تلاحق الناس باسئلتك عن عقائدهم.

    والتزمت بتلك النصيحة لأيام.

    لكن التطبع لم ينجح في هزيمة طبعك المتطفل لمعرفة دواخل البشر،

    فلجأت إلى الحيلة بأن توجه أسئلتك من خلف ستار ديانة معاوية بن سفيان.

    يبدو أنك لا تحسن القراءة ، للأسف الشديد، ولا يحمد على مكروه سواه.

    لقد ذكرت في هذا البوست أن الإسلام مكوّن هام من مكوِّنات هويتي المركّبة.

    لو راجعت شعري المتواضع ، ستجده حافلاً بالإشارات القرانية ممزوجة في "قبر الخواض" بإحالات توراتية .

    خلفيتي الأكاديمية كدارس لعلم الاجتماع بتخصص في علم الاجتماع الروحي تجعلني أميل إلى النهج الغربي في مقاربة المسائل الاجتماعية، والدين واحد منها.

    أرجو أن تكون إجابتي المختصرة قد أروت غليل شهوتك لتفقّد سرائر خلق الله.

    مع خالص الاحترام
                  

02-12-2018, 03:34 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    عزيزي منتصر

    سلامات مرة اخرى

    ولأنك متشكّك و"مفتش سرائر" ،

    سأثبت ما قلته لك سابقاً بخصوص الإشارات القرانية والتوراتية ، وأيضا الانجيلية والنبوية " عبر الاحاديث"،

    عبر نصي الشعري المتواضع "قبر الخواض"، لإثبات ما قلته مختصراً في حديثي الاسفيري السابق.

    بعض الإشارات للنبي ابراهيم الخليل ابراهيم مشارٌ إليها بشكل واضح،

    وبعضها بدون إشارات لذيوع مصدرها القراني.

    فإلى النص الشعري الطويل نسبياً بهوامشه:


    Quote: قبر الخوَّاض

    تائهاً كالأرامي كان أبي

    ـ-------------------------------------------

    عتبةٌ "خوَّاضية"*:

    إلى روحِ أبي المُسمَّى رسمياً إبراهيم أحمد الخوَّاض ؛ وعائلياً، الخوَّاض أحمد أفندي أب شبَّال.
    انعقد جوهرُ هذه المرثية على قبرِهِ من تفاصيلَ واقعيةٍ وأخرى كثيرة جداً، مبتكرةٍ من يراعِ الابن.
    وبأيِّ حالٍ من الأحوال، لن يكونَ "الأبُ" العائليُّ هنا "ضحيةً" لخيالِ النجل.
    **

    "ثُمَّ تُصَرِّحُ وَتَقُولُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ: أرَامِيَّاً تَائِهًا كَانَ أَبِي، فَانْحَدَرَ إِلَى مِصْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ فِي نَفَرٍ قَلِيل، فَصَارَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَعَظِيمَةً وَكَثِيرَةً".

    سفر التثنية 26: 5
    ******

    "أنا ابنُكَ،
    يا صاحبي،
    وأبي،
    ومعي إخوتي الشعراء:
    "مالارميه" عندما كان يرثي "إدجار ألان بو"/بودلير/غوتيه/فيرلينْ
    و"ألان غينسبرج" حين رثى "أبولينيرَ" في قبرهِ ، و"نعومي"
    و"المؤدَّبُ" حين بكى صاحبَ "التُرْجمانِ"،
    ومن لي بأحبابِيَ/الشعراءِ يهيمونَ في كلِّ وادٍ فصيحٍ بأنغامِهِ المطريَّةِ،
    من لي بعُكّازِ "رامبو"،
    أهشُّ بِهِ
    على غنمِ الفقْدِ،
    لي فيهِ أيضاً مآربُ أُخرى،
    كأنْ أنْتحي جانباً،
    لاكِزَاً غَفْلَةَ الكلماتِ،
    أحُكُّ جلودَ النداماتِ،
    أظلعُ محتقباً سوسنَ الأوديةْ
    ومن لي بعرَّافِ رؤيا،
    لأفهمَ كُنهَ،
    وفحوى،
    وجدوى،
    ومغزى،
    ومبنى،
    ومعنى طوافِ،
    وسعْي يديَّ على رمْلِ قبْرِكِ،
    من لي بعرّاف رؤيا،
    طيورٌ تُغرِّدُ في شجرِ النِيْمِ،
    رامقةً للحصى فوق قبركِ،
    أهمسُ:
    "يا صاحبي وأبي"،
    "يا أبي صاحبي"،
    "يا أبي"،
    "يا أبي"،
    "يا أبي"،
    ......،
    ......،
    ........،
    لم أنلْ غيرَ صمتِ المقابرِ،
    وانحدرتْ دمعةٌ،
    ثمَّ قلتُ:
    له اسمانِ:
    من خاض بحرَ المعارفِ منفرداً،
    فارداً فرْوةَ الفهدِ،
    للخائضينَ،
    مع الخائضينَ إلى سِدْرةِ المُشتهى من فوانيسَ،
    علّقها البرقُ فوق سطوحِ السطوعِ،
    له اسمُ الأرامِيِّ،
    حَيْرتُهُ،
    تِيهُهُ،
    سَمْتُ رِحْلَتِهِ في المتاهِ،
    رأى في سماءِ بشاشتِهِ قمراً بازِغاً،
    قال هذا إلهي،
    فلمَّا أفلَْ
    ساخَ في أرخبيلِ التشاؤلِ،
    ثمَّ رأى الشمسَ طالعةً في سديمِ الأُنوثةِ،
    مرتبكاً قال هذا إلهي،
    فلما اختفتْ في مغيبِ الخسارةِ،
    قال" لئنْ عافني ربُّ قافيتي،
    لأكونَّنَ من خدمِ الكهنوتِ"،
    ...وقد كانَ ما كانَ،
    يا سيداتي،
    و يا آنساتي،
    و يا سادتي

    وكان يحبُّ أباهُ - الحداثيَّ والطائفيَّ معاً،
    و"المُحلَّى"،
    و"طوقَ الحمامةِ"،
    و"المانفستو" الشيوعيَّ،
    و"المولدَ النبويَّ الشريفَ"،
    وكان المجازُ المرفَّهُ أُشغولتَهْ

    وكانتْ رغائبُهُ المنزليَّة تمْشي بخَطْوِ الإوَزِّ،
    ولمْ ينْثلمْ زهْوُهُ،
    رغْم حَيْفِ الحكوماتِ،
    والانقلاباتِ،
    والرؤساءْ

    وكان يُقلِّدُ "ورْدي" بصوتٍ يشعُّ حنيناًأنيناًرنينا،
    ويرْتضعُ التبغَ أُنثى،
    مُكبْرتةً برحيقِ "البرنجيِّ"،
    كان خليلَ نبيذِ الحقيقةِ،
    صهباؤهُ ذكرياتُ المحبَّةِ،
    "مَزَّتُهُ" الأغنياتُ الخفيفةُ،
    و"الونسة"ْ
    ونقاشاتُهُ المذهبيَّةُ عن "ماركسَ الشَّابِّ والهيجليِّ"،
    ومعجزةِ الحِزْبِ في رَسْمِ خارِطَةِ الروحِ،
    كان يُثمِّنُ فِعَلَ البروليتارِيِّ –مِلْحِ البسيطةِ،
    يخْصفُ نَعْلَ فراديسِهِ،
    ويُرقِّعُ جُبَّةَ نَزْواتِهِ،
    كلَّما زارَ أضْرِحةَ النَهوَنْدِ،
    بنى مِذْبَحَاً لغواياتهِ،
    ودعا باسمِ ربِّ سريرَتِهِ،
    كالعريسِ السماويِّ "بشَّرَ" فوق شبابيلِ بائعةِ الأُرْجوان

    يعرفُ الشَفْعَ لا الوَتْرَ،
    لمْ تنبجسْ ماءُ زمْزمَ حُرْقتهِ من صرامةِ خَفْقِ جناحِ ملاكِ الشقاوةِ،
    أصْلحَ ياقةَ تهْويمِهِ،
    ومضى في كواليسِ محْنتِهِ،
    يجمعُ الآسَ مبتكراً مَوْئِلاً لمَظَالِّ اشتهاءاتِهِ،
    جاثياً فوق حقل مزاميرهِ و نشيد أناشيدهِ،
    قابساُ جمْرةً من مباخر سيرته المتوارية الرعويَّةِ،
    مبتسمًا،
    حولَ جبهتهِ نَصَبُ العائدينَ من السبيِ ،
    هالتهمْ،ِ
    كَبْشُ قُرْبانهِ:
    عُمْرهُ موْغلاً في رهاب الأماني الطليقةِ،
    قلنا لهُ ذاتَ فجرٍ حزينٍ:
    "أبانا الذي في المتاهةِ،
    نحنُ رعاياكَ،
    نحنُ يتاماكَ،
    نحنُ ضحاياكَ،
    نحنُ سباياكَ"،
    لم يكترثْ لتصاعدِ زَفْراتِنا،
    وهي تُطْلِقُ تنهيدةً طُليتْ بـ"مديحِ الدموع"


    شارباً شربةَ العاشقينَ،
    ومنهمكاً في دياسبورا غِبْطَتِهِ،
    في زمانِ المجاعاتِ،
    والقحْطِ،
    والشُّحِّ،
    والجدْبِ،
    والعَوَزِ المتكاثرِ،
    كان يهيمُ على وجْهِهِ،
    ثمَّ يأكلُ كِسْرةَ خبزٍ ليُسْنِدَ قَلْبَهْ
    يطلبُ الزُبْدَ لا الزَبَدَ المرحليَّ،
    سرتْ كلْمةُ اللهِ في عظْمِهِ،
    كسرتْ قلبَهُ "الليلوليا" مُطعّمةً ببهاءِ اليوتوبيا،
    قضى زُبْدةَ العُمْرِ منتظراً نظرةَ السادةِ الهاشميِّةِ والمرغَنِيِّةِ،
    ثمَّ تداعتْتحاتّتْ مواهبُهُ الشاعريةُ في خِدْمةِ الإنجليزِ الأنيقينَ،
    و"السَوْدَنَةْ"

    كان يشهدُ مسْرحةَ الكَسْبِ،
    تكتبُها الطيرُ:
    تغدو خِماصاً،
    وتأتي بِطانا

    تقاعدَ في آخرِ العمْرِ،
    عن خِدْمَةِ السُخْرةِ المَدَنِيِّةِ،
    لكنَّهُ في المقابلِ،
    لم يتقاعدْ عن الحُلْمِ،
    والاندهاشِ،
    وكانت تُجلْجلُ ضحْكاتُهُ في بيوتِ كبوشيِّةِ المَرَوِيَّةِ،
    في آخرِ العُمْرِ،
    جهَّزَ فَرْوَتَهُ،
    وتصوَّفَ،
    صنْفرَ أوْرادَهُ النبويَّةَ،
    لكنَّهُ لمْ يَحِجْ
    إلى بيتِ أُهزوجةٍ في ثناءِ الرُّخامِ،
    ولمْ ينتبِهْ لكتابةِ آخرِ أحلامِهِ،
    ووصيَّتِهِ،
    ثُمَّ غَرّدَ تغْريدةَ البجعةْ"
    ******

    *مونتري –كاليفورنيا- 15 يوليو 2011- الثامن من أبريل 2012.
    ***********

    *العتبة الخوّاضية:
    في السرديَّاتلأساطير المؤسِّسة للعائلة الخواضية أن الجد إبراهيم خاض البحر أي النيل بفروته إلى غرب كبوشية حين لم يجد مركبا.
    و قيل أنه خاض بحر المالح أي البحر الأحمر للحج.
    و لذلك سُمِّي إبراهيم خوّاض البحر بالفروة.و صار تقليدا عائليا أن من يُسمَّى إبراهيم يحمل تلقائيا اسم الخوّاض.

    *الهوامش:

    *المقطع الأول:

    ( 1 ) كتب الشاعر الفرنسي مالارميه نص "The tomb of Edgar Allan Poe
    ( 2 ) كتب مالارميه نص "The Tomb of Charles Baudelaire
    ( 3 ) كتب مالارميه نص "Funeral Libation (At Gautier` Tomb
    ( 4 ) كتب مالارميه نص "Tomb of Verlaine
    ( 5 ) كتب الشاعر الأمريكي غينسبرج نصَّه:
    At Apollinaire’s grave
    راجع:
    Allen Ginsberg “Kaddish and other poems, 1958-1960 ,City Lights books,2010
    ( 6 ) كتب غينسبرج أيضاً نصَّه "Kaddish" في رثاء والدته "نعومي".
    ( 7 ) عبد الوهاب المؤدَّب كاتبٌ تونسي يكتب بالفرنسية، كتب "قبر ابن عربي". راجع Tombeau of Ibn Arabi and White Traverses, translated by Charlotte Mandell, Fordham University Press, New York, 2010.
    و قد ترجم الشاعر و الناقد المغربي "قبر ابن عربي" للمؤدب في كتابه "قبر عربي يليه آياء"،و صدر عن المجلس الأعلى للثقافة المصرية في القاهرة عام 1999.
    و كتب بنيس في مقدمة ترجمته المعنونة ب"عشق يخاطر بالمتاهات" :
    "تسمية ديوان عبد الوهاب المؤدب باسم قبر ابن عربي يعود إلى تقليد اروبي منتشر في أعمال شعراء القرن السابع عشر. وقد أصبحت هذه التسمية، ابتداءً من بودلير و ملارمي،تكتسب دلالة تتجاوز غرض الرثاء.
    إنها،تدل قبل كل شيء،على تقاطعات شعرية بين تجارب ذات تجاوبات جمالية-فكرية.و هذا التقليد مستمر حتى اليوم.و لربما كان (قبر ابولينير) للشاعر الأمريكي الن غينزبرغ،علامةً على هذه الاستمرارية في التجاوبات.
    علينا إذن أن نتخلص من المقابلة بين قبور الشعراء و غرض الرثاء.بذلك يمكننا أن ننفتح على كتابات خصت الشعراء الأموات بقبور هي الذهاب إلى أبعد المناطق في الكتابة.و عبد الوهاب المؤدب يختار الطريقة ذاتها و هو يستدعي ابن عربي.كتابته وحدها تدلنا على خصيصة التقاطعات".
    نشرت مقاطع من المقدمة في موقع مكتبة الإسكندرية على الانترنت.
    (8) في مقدمة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفرنسي ارثور رامبو يكتب مترجمها كاظم جهاد عن "عكاز رامبو" 24 حزيرانيوليو:رامبو يكتب إلى شقيقته: "حاولت اليوم السير بلا عكّاز،لكن لم أُفلح إلا في القيام ببضع خطوات". ص "58".
    (9) جمع الروائي الفلسطيني أميل حبيبي في روايته "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" بين كلمتي "المتشائم" و "المتفائل".

    *المقطع الثاني:
    (1) "المحلّى" هو كتاب في الفقه للاندلسي ابن حزم.
    ( 2 ) "طوق الحمامة في الإلفة و الايلاف" كتاب عن الحب كتبه الاندلسي ابن حزم.
    (3) "المانفستو أو البيان الشيوعي" كتبه كارل ماركس و فردريك انجلز في عام 1848.
    (4)المولد النبوي الشريف إشارة إلى كتاب "مولد النبي المسمّى بالأنوار الربانية" من تأليف محمد عثمان الميرغني (الختم) مؤسس الطريقة الختمية.

    *المقطع الثالث:
    انثلم تعني إذا انكسر حرْف الشيئ.

    *المقطع الرابع:
    ( 1 ) محمد ردي هو موسيقار ومطرب سوداني شهير -1932-2012.
    ( 2 ) يقول محمد المهدي المجذوب في قصيدته "انطلاق" من "نار المجاذيب":
    و أرتضع السجارة و هي أنثى تأوَّه في يديَّ و تستنيمُ
    بقية نجمةٍ قصوى أراها حيالي و الرماد له غيوم
    و أنفضها لأوقظها فتكرى كما يكرى من التعب السقيمُ
    و لا ألقي بها إلا هباء أبرُّ بها من القدم النسيمُ
    ( 3 ) البرنجي ماركة سيجارة سودانية.
    ( 4 ) مزّة كلمة عامية سودانية.و هي ما يتعاطاه الشارب مع الخمر للتشهي كالحوارش من الطعام مثل السمك.
    ( 5 ) ونسة كلمة عامية سودانية و تعني الأُنس.
    ( 6 )ماركس الشاب هو الوصف الذي يُطلق على كتابات ماركس الهيجلية،و خاصة المخطوطات الفلسفية و الاقتصادية لعام 1844.
    ( 7 )"النهونْد" مقام موسيقي.
    ( 8 ) "بشّر" هي كلمة عامية سودانية أي قال للعريس أبشرْ في حلقة الرقص و يرفقها برفع الذراع حاملا سوطا أو عصا.
    ( 9 )"شبابيل" جمع "شبّال"،و هي كلمة عامية سودانية."نقول فلان أخد شبّال و شال شبّال من الراقصة و هي عادة في الأعراس عندما يعجب الشاب بفتاة ترقص فيدخل الدارة و يهزّ و ينحني أمامها فتستجيب له بإلقاء شعرها الطويل على رأسه أو كتفه و هذا هو الشبَّال.و الشبّال في عامية قبيلة الشايقية عبارة عن ودع و بعض الخرز ينظم في خيط و يعلّق في الشعر ليعين على تلعيب الشعر عند الرقص.
    ( 10 ) يعرِّف "معجم الكتاب المقدس" الأرجوان كلون صباغة يشمل البنفسجي و القرمزي أو الأحمر.و كانت ثياب الأرجوان غالية الثمن يلبسها الأغنياء و ذو المكانة الرفيعة و كبار موظفي الدولة،و كان يلبسه الملوك بنوع خاص.و عندما ألبس الجند المسيح ثوب الأرجوان قصدوا بذلك السخرية و الاستهزاء من قوله أنه ملك.و كانت تستخدم ثياب الأرجوان في أماكن العبادة كلباس لآلهة الأوثان.و قد استخدم الأرجوان في صنع ستائر خيمة الاجتماع و الحجاب.و كذلك استخدم في صنع ثياب رئيس الكهنة.و قد صنع حورام،و هو رجل صوري حجاب هيكل سليمان من الأرجوان.و يقول يوسيفوس ان البنفسجي أو الأزرق الذي كان في الحجاب يشير إلى زرقة السماء.و كانت ليديا،أول من قبل في اوروبا رسالة المسيح على فم بولس الرسول،بياعة أرجوان.يقول الاصحاح السادس عشر من أعمال الرسل في العهد الجديد:
    11فأقلعنا من ترواس وتوجهنا بالاستقامة إلى ساموثراكي ، وفي الغد إلى نيابوليس 12ومن هناك إلى فيلبي ، التي هي أول مدينة من مقاطعة مكدونية ، وهي كولونية . فأقمنا في هذه المدينة أياما 13وفي يوم السبت خرجنا إلى خارج المدينة عند نهر ، حيث جرت العادة أن تكون صلاة ، فجلسنا وكنا نكلم النساء اللواتي اجتمعن 14فكانت تسمع امرأة اسمها ليدية ، بياعة أرجوان من مدينة ثياتيرا ، متعبدة لله ، ففتح الرب قلبها لتصغي إلى ما كان يقوله بولس 15فلما اعتمدت هي وأهل بيتها طلبت قائلة : إن كنتم قد حكمتم أني مؤمنة بالرب ، فادخلوا بيتي وامكثوا . فألزمتنا.

    *المقطع الخامس:
    (1) إشارة إلى "عيد المظال"،الذي فيه يجمع اليهود أغصان الآس لعمل المظال.
    (2)"مديح الدموع" هي من كلمات الشاعر الالماني اوجست فيلهم شليجل و التاليف الموسيقي للأماني فرانز بيتر شوبرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

    *المقطع السادس:
    (1) "الليلوليا" معناها سبِّحوا الله أو سبِّحوا يهوه.
    (2) الهاشمية و المرغنية هي إشارة إلى الطريقة الختمية في السودان.
    (3)"السودنة" هي مرحلة انتقالية تولّى فيها المواطنون السودانيون الوظائف التي كان يشغلها موظفو الاستعمار الانجليزي.

    *المقطع السابع:
    إشارة إلى الحديث النبوي الشريف " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا".

    *المقطع الثامن:
    (1) ) كبوشية هي قرية كبيرة شمال مدينة شندي السودانية.و كانت البجراوية،و هي من قرى كبوشية،عاصمة مملكة مروي القديمة.و لا يعرف سبب تسمية كبوشية إلا أن الاسم يشابه كلمة capuchin الانجليزية، و التي تعني أبا أو راهبا كبَّوشيَّا ،و الكلمة الانجليزية مشتقة من capuche و تعني الكبّوشة و هي قلنسوة برنس ،و بخاصة تلك التي يتميز بها الآباء الكبوشيون.و لذلك ربما أن كبوشية قد كانت مركزا من المراكز المسيحية السودانية.
    (2) صنفر كلمة عامية سودانية مصرية.و هي مادة خشبية يُحك بها الجسم الصلب لإزالة ما به من بقع.صنْفر:حك بالصنفرة من التركية سمبارة.

    أشارة مهمة:

    معاني الكلمات العامية السودانية،مستقاة من "قاموس اللهجة العامية في السودان"،تأليف عون الشريف قاسم،المكتب المصري الحديث،القاهرة،الطبعة لثانية ،1985 .
                  

02-12-2018, 09:42 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    احببت أن أرى الجديد بخصوص فيل ابرهة، أو ربّ تاويل ما في "الأبابيل"،
    وإذ بالعزيز منتصر يمسك بتلابيب التدين الشخصي لمحاوريه،،، ههههه،،، يا منتصر ما بتفتر؟
    الغريبة إنه لو فكّانا من القبقبة، فإن أدوات منتصر الفكرية المقدمة بين يدّي البوست ليست بقاصرة أبدا!!
    فالذي في محك السؤال حقيقة ليس هو التدين أو عدمه،
    بقدر ما هو البحث التاريخي ومناهجه ومصداقيته ونتائجه واستخداماتها..
    ونعم، لقد توالت مساهمات مفيدة جدا هنا لدرجة إنني قد استفدت علوما، وعرفت الكثير جدا عن ضعف مقاربات شهيرة
    تشكك في السردية الإسلامية وكثيرا ما يروَّج لها بزعم قدرتها على دحض هذه السيرة المتواترة ..
    ففي هذا البوست وبفضله، فإن هذه المقاربات المشككة قد أمست الآن وهي التي يتم التساؤل عن صمامتها وعن ما هو أبعد!!
    بل إن بعضها، من حيث دحضت منهجيتها، فقد اثبتت صدقية كبيرة للمسرد التاريخي الإسلامي الذي كانت تنتاشه بالشك في أصل شفاهته!!
    لا أعرف يا منتصر لو كنت قد قرات في الرابط الأخير الذي جلبه محمد عبد القيوم سعد في آخر الصفحة الثالثة،
    فقد ألحق بالباحث/كاتب مافي الرابط، لقبا من الحوزات الشيعية الشهير، حجة الله، وصدقا فليست تسمية ملحقة عن عبث!
    ذلك لأن (حجة الله نيكولاي سيناي)!! وإلى حد الآن على الأقل، قد قدم في هذا المضمار الكروني البريماري الهولاندي الذي لا يعترف بالإيمانيات،
    ما يمكنني أن أقول معه؛ إنها الحجة الأقوى للسيرة التاريحية اللإسلامية التقليدية وصحتها، وبالذات بخصوص المبحث في تاريخية النص القرآني..
    فالمنهج الذي ابتدرته باتريشيا كرون وتابعه تلامذتها وغيرهم، في مساءلته لتناقضات التاريخ المتواتر بعد قرنين من المشافهة،
    إنما كان يحاول بالأساس مسائلة، أو حتى زلزلة، تلك الأرضية التاريخية التي تقف عليها الأيمانيات المعتمدة على مصادر متأخرة،
    وليس أن يقف محتشما أمام الإيمان.
    ذلك ببساطة لأن الأخيرة لا تهم المنهج التاريخي الموضوعي ولا تعد في أدوات البحث التاريخي لما هو غير تاريخ الأساطير.
    وعليه فليس بالأمر المهم أو الحاسم هنا أن نتسأءل عن دين أو تدين فلان أو علان من المحاورين،
    ولا نسائل نوع أو درجة إيمانهم، بقدر ما سيفيد أن ننظر في السلامة العلمية للمطروح من قبلهم.
    لو بحثت قريبا جدا فستجد ان كثيرين مقرين بالتاريخ المتواتر ثم لا يؤمنون بالدين بمدخل من هذا التاريخ نفسه!!
    وهكذا، فقد رأينا إن نيكولاي سيناي هذا، ومن اسمه فليس حتى مسلما، يمكن أن بكون حجة للمؤمنين لا عليهم
    رعم إنه أيضا، في مبحث التاريخ، لن يقيم حجة للإيمانيات.. ولكنه فتش عن صمامة المنهجية وسلامة القراءة التاريحية
    ليخرج بنتائج قد تشرح صدور قوم مؤمنين!!
    ــــــ
    أحتاج لعودة بتعليقات خفيفة عن أحاديث طريفة وجادة دارت عن التواتر والتأويل والفيل وووو إلخ...
    ولقد أعجبت بأغلب ما في الفيديو الثاني لعدنان إبراهيم الذي دحض الوثائقي على رأس جهالة صاحبه بتاع سعد بن أبي وقاص الصيني!!
    ولا أظنني ساحتاج للإعتذار عن الإشارة إلى أن الفيديوهين لعدنان أبراهيم هما مما أضافه أسامة للبوست ومصداقا لقوله بحرية البحث والرأي.
    ــــــ
    لكن،
    طالما أتى أسامة بنص "قبر الخوض" فلازم نسأل أسامة إبراهيم أحمد الخواض،
    فإذ يقول الشاعر:
    "تائهاً كالأرامي كان أبي" أو"له اسمُ الأرامِيِّ"
    وبعيدا من أريحية الشعر قريبا من تلابيب هذا البوست.. ينشأ سؤال..
    كيف ولم جيرّت القصيدة النبي "إبراهيم" إلى الأراميين يا خوّاض؟
    هل لديك عليه من سجِّيل سومري أو أكادي أو إبلوي؟
    https://ar.wikipedia.org/wiki/إبراهيم


                  

02-12-2018, 09:51 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    http://www.abualsoof.com/INP/Upload/pdf/Do-Abraha-Inscription-Refers-to-the-Elephant-Campaign.pdfhttp://www.abualsoof.com/INP/Upload/pdf/Do-Abraha-Inscription-Refers-to-the-Elephant-Campaign.pdf
    وهذا هو الرابط إلى كامل الورقة البحثية فيها الشبهات التي تناولها أسامة ومشرف حول كون نقش ابرهة في مريغان يشير إلى حملة الفيل.
    طبعا لازم نقسم الرابط على جزئين ونلصقوا في نافذة البحث،، نعبنا،، ثم بالله ورونا كيف يمكن أن نمنع هذا التشوه في الروابط..
                  

02-12-2018, 11:23 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    Quote: وإذ بالعزيز منتصر يمسك بتلابيب التدين الشخصي لمحاوريه،،، ههههه،،، يا منتصر ما بتفتر؟
    لا شخصي ولا يحزنون
    لابد ليكون الحوار موضوعي أن اتعرف على من هو المحاور
    الذي يحاورني هل هو ملحد لا يؤمن بوجود الله هل هو
    من أمثال من يسمون بالقرآنيين ؟ وغير ذلك
    حتى أحسن أختيار الأدلة المناسبة حتى لا يكون الحوار حوار طرشان
    لكن أنا شاعر أنو أسامة الخواض شغال عتالة بس وما متفاعل مع الأسئلة
    كما يجب

                  

02-12-2018, 09:22 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    طيب يا منتصر لماذا لم تسأل هاشم الحسن و محمد عبدالقيوم عن مدى تدينهم؟؟

    يبدو أن الدور جاي عليهم،،

    خليكم جاهزين يا شباب لأسئلة "مفتش السرائر"....

    من الصعب عليك يا منتصر استيعاب مفهوم مركب مثل "الهوية المركّبة"....

    ومن الصعب أن تكون منفتحا الى حد القبول "مثلاً" بأن ما تؤمن به هو خليط من الحقائق والخرافات والأكاذيب الكاملة،

    لو تمّت البرهنة على ذلك...

    العبد لله لديه استعداد ، لو تم إثبات ذلك، أن أقبل بأنني كائن آخر ذو جوهر مختلف...

    المهم سنستمر في الحوار العقلاني....

    وحأجيك يا هاشم لسؤالك عن "تجيير ابراهيم"...
                  

02-13-2018, 04:36 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    Quote: لكن، طالما أتى أسامة بنص "قبر الخوض" فلازم نسأل أسامة إبراهيم أحمد الخواض،
    فإذ يقول الشاعر:
    "تائهاً كالأرامي كان أبي" أو"له اسمُ الأرامِيِّ"
    وبعيدا من أريحية الشعر قريبا من تلابيب هذا البوست.. ينشأ سؤال..
    كيف ولم جيرّت القصيدة النبي "إبراهيم" إلى الأراميين يا خوّاض؟


    في مخاض القصيدة قرأت كل ما وقع في "عيني" من الانترنت-قدس سره العجائبي التكنلوجي- ابتداء من التوراة وشروحاتها، والقران وتفاسيره وكلام الاخباريين، ومروراً بالعقاد وانتهاء بسيد القمني "النبي المجهول"، ياخي دا براهو بدخلني الجنة ههههههههههههههههههه

    أعجبتني في سيرة الخليل مسائل كثيرة الارتباط بسيرة والدي..وأهمها "الأرامي التائه"،،، والتيه مرتبط باليهود، ومرتبط بحياتي الشخصية ك"مشاء"...

    المهم في بداية النص توجد "عتبة" من سفر التثنية، وأدناه شرحهها :

                  

02-13-2018, 10:51 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    غالبية المسلمين وحرية البحث والتعبير

    لم يمنع المسلمون المسلمين الباحثين في بلدانهم المسلمة من حرية البحث العلمي فقط ،

    بل وامتد ذلك إلى اوروبا.

    الفيلم الذي بسطناه هنا "الاسلام القصة التي لم ترو" لتوم هولاند،

    تم منع إعادة بثه لتلقي تهديدات للقناة الرابعة الانجليزية التي قامت بإنتاجه.

    هل يمكن بعد مثل تلك التهديدات،

    الاعتراض على ما يقول به بعض الغربيين من أن "الاسلام" يشكل تهديدا جديا لقيم الحضارة الغربية؟؟؟


                  

02-14-2018, 06:15 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    شكرا على العتبة الأرامية من سفر التثنية يا خواض،
    عموما ليس من اعتراض كبير على أرامية "يعقوب"،
    فهي لئن لم تصطنعها التقاليد اليهودية الكارهة لبابل وأشور وكنعان،
    ـ ثم من بعد اللعنات وقعت في هوى مصر بآخرة تهراقا ـ
    فعندنا أن "الولد خال" على أية حال، وهم قالوا الخال أرامي!
    وأظن أن التوراة قالت بأن النبي ابراهيم قد طلب من ابنه اسحق ألا يتزوج كنعانية
    لأنهم من عبدة الأوثان، بينما المتعارف عليه من تاريخ ديانات الأوثان الكبرى،
    أن ساكني جغرافيا آرام (التي لم تنتظمها دولة آرامية أبدا إلا ربما بابل الأخيرة)،
    قد كانوا هم أمثل أمهات لأصنام الوثنية وكأبيها تعديدا!!
    وعليه، فكنعان غالبا ما ستكون من المغضوب عليهم توراتيا لأسباب أخرى،
    كمثل غضبة قط السفينة على فأرها الذي لم يثر ذاك الغبار المستحيل،
    ما علينا، فتلك أمم قد خلت ....هههههه!
    وأما أصول النبي"ابراهيم"،
    فسنعلقها برقبة الشعر الرفيع، طويلة وستحتمل.
    وعلى روح الجد والوالد إبراهيم أحمد أفندي شآبيب الرحمات.
    ـــــــــ
    في التعليق على الفيديو الأخير من "سكاي نيوز عربية"
    سمعته مرتين ولم أجد أي حديث عن تهديدات أو إشارة لذلك
    ولكنه كلام عن اعتراضات واحتجاجات كانت حرّى ومتزايدة
    وقيل جاءت من أكاديميين أيضا..اليس هذا من طبيعة الأشياء الغربية ؟
    ثم هو لا شيء أكثر مما جرى هنا في البوست!!

    أما بخصوص (المسلمون الذين يمنعون المسلمين الباحثين في بلدانهم المسلمة)
    فلو أننا نتفق أن مجرد ادعاء البحث والعلم ليس كافيا، ثم إنه غير ملزم إلا ببرهان،
    فتلك مشكلة كبيرة وقد أصبحت فوق الاحتمال تستعصى على الحل وتقرب من الخطر،
    فقد قرأت رأيا لمسلم ما، وأوفق عليه: اقتباس:
    More liberal schools of thought about the Koranic text did in fact flourish, X
    as far back as the ninth- and 10th-century Baghdad of the Abbasid Caliphs. X
    Indeed, as a recent issue of the journal Critical Muslim amply demonstrated, X
    Islam had its internalfree-thinkers” – accepted and even honoured –long before Christianity. X
    Modern fundamentalism has tried to bury that open-minded past.X
    http://www.independent.co.uk/voices/comment/worlds-oldest-koran-discovered-in-birmingham-this-really-will-rejoice-muslim-hearts-10408743.html

    أما ما (يقول به بعض الغربيين من أن "الاسلام" يشكل تهديدا جديا لقيم الحضارة الغربية؟؟؟)
    فأظنه مما أشرت إليه سابقا من التباس الدوافع التي من خلف هذا التدافع الراهن لتوهين السردية الإسلامية
    منذ المبتدأ وفي خبرها وحتى السيرورة.. هنالك شكوك منطقية فيما الذي هو حقا من وراء أكمة الموضوعية التاريخية التي لا ضير منها،
    شكوك قد تقود إلى دوافع شخصية ودينية وسياسية أو إلى حيث صراع الحضارات..
    عن هذا سنجد شروحات أوفى فيما سأرفق لنا من مطولات ـ في لغتها ـ عن أمثلة لهذا الاحتجاج على توم هولاند،
    وهو احتجاج ورد في سياق الصراعات الفكرية في الغرب.. وهناك أيضا فمجرد الاحتجاج والتشكيك في المنطلقات،
    أو مثنى بدحض للنتائج والخلاصات، فسيكون كافيا لمنع إعادة البث لأي مادة قد يحتمل أن تكون مجرد عدائيات تحريضية
    ضد جماعة من المواطنين والمشاهدين.. لا توجد قناة تدعي الموضوعية كالبي بي سي، لن تراجع أو تتراجع!!

                  

02-14-2018, 06:27 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)
                  

02-14-2018, 06:38 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    وهذه مطولة حوارية ناقدة لتوم هولاند أتيحت فيما يتاح في السياق الغربي. وهي أقرب ما تكون أدبا، فلنقد الآستشراق كله..
    رابطها في أولها ولكنه كالعادة مذدوج...

    https://thedebateinitiative.com/2012/10/20/tom-hollands-obsession-with-islams-origins-a-critical-response/https://thedebateinitiative.com/2012/10/20/tom-hollands-obsession-with-islams-origins-a-critical-response/

    Tom Holland’s Obsession with Islam’s Origins: A Critical response

    BY ABDULLAH AL ANDALUSI ON OCTOBER 20, 2012 • ( 1 COMMENT )

    Tom Holland wears his Indiana Jones hat

    Written by Mike Diboll, A Bigger Society.com

    The search for origins can lead us into some strange places: it often leads us nowhere, especially when it is the origins of others that are under investigation. While searches for origins generally run the risk of essentialism, deconstructing what we perceive to be the essentialisms of others while leaving our own intact, carries particular risks. Tom Holland’s Channel 4 documentary Islam: the Untold Story falls into precisely this trap, and thus represents a missed opportunity to engage in a discussion of early Islam and the meanings given to it today that takes us out of the comfort zones of our respective essentialisms.
    During the 2000s, I taught Comparative Literature at the University of Bahrain. At that time, at the political and cultural moment bracketed between 11th September 2001 and the ‘Arab Spring’ uprisings to come, the subject was controversial. Western essentialisms had been buttressed by the new significance given to Samuel P. Huntington’s The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order (1996), while within the centrally-controlled education systems of the Arab World rival essentialisms were promoted in a way that was both defensive and reactionary, and, in the politically fraught context of Bahrain, were sectarian. By virtue of the subject they had chosen to study, the undergraduate and postgraduate students I taught had, to a greater or lesser extent, decided to try to go beyond the limitations of essentialism. Some of them would go on to become leading figures in the 2011 uprising.
    I decided to approach the essentialism question head on, and designed a course that explored the literary coming-into-being of both English and Arabic, exploring with my students pre-Islamic and early-Islamic texts and cultural products side-by-side with those of late Roman Britain and the Anglo-Saxon period through to about 800 CE. My aims was to show how, very real cultural differences notwithstanding, both societies could meaningfully be seen through their texts and artefacts as different aspects of a wider post-Roman world: both shared a history that began in tribal paganism and a violent warrior ethos; both were perceived by the ‘civilized’ world as irredeemably ‘barbarian’ and ‘Other’.
    Yet both adopted monotheistic faith, both eventually attempted to synthesise this with Classical learning, both adopted methods of ruling derived through a combination of tribal law and Roman government, both went on to establish empires that would eventually outstrip Rome in power and wealth, both would bequeath world languages of the first order of significance, both a heritage of science and learning that on balance would prove progressive and world-changing. These classes were, I believe, transformational experiences both for myself as a tutor and for the Bahraini students. We began, by the end of the course, to be able to see each other through each other’s eyes. Given its subject matter, therefore, I eagerly awaited Tom Holland’s documentary.
    I’ll begin my critique of it where Holland begins. The Roman Empire, perhaps the greatest power on earth at the time, is tottering under the pressure of barbarian invasion. From the fringes of empire, people the Romans regarded as ‘notorious savages’, ‘the most despised and insignificant people on earth’ – slaves, pirates, raiders, mercenaries and brigands – are the ‘shock troops’ who invade and take over one of the empire’s most important provinces, eradicating Christianity and classical learning seemingly at a stroke. In time, these barbarian conquerors will adopt Roman ways and a monotheistic faith which they will spread, along with their language and culture, to the farthest corners of the earth. The story of the rise of this nomadic tribal people, how they became heirs of the Romans, then far surpassed the Romans’ greatest achievements on a divinely inspired mission to civilize will be presented right through to our time as the example for the rest of the world to emulate – one of the most decisive conquests in history.
    All this is supposed to take place in the ‘full light of history’, yet when we try to investigate the evidence, we find nothing of the sort, only a kind of darkness. Everything is up for grabs, and researchers into the rise of this people can so easily feel as if they are being sucked into a kind of black hole, an utter absence of evidence, nothing that really helps tell the story – but there’s nothing there, silence.
    Nobody doubts the invasions actually took place, but there is not a single contemporary English text, not a single contemporary inscription or coin to help us. The Romano-British priest Gildas (500-570 CE) is one of the few contemporary non-English witnesses whose writing has survived. He provides us with highly stylised account of the invasions, but his De Excidio et Conquestu Britanniae (‘On the Ruin and Conquest of Britain’) is useful only in so far as it provides the names of kings and tribes, and some insight into how an educated monk would have seen the English invasion as a punishment from God. We have to wait nearly two hundred and fifty years for the first account written by an Englishman, the Venerable Bede’s 731 CE Historia ecclesiastica gentis Anglorum (‘The Ecclesiastical History of the English People’). The next most authoritative account, Henry of Huntingdon’s Historia Anglorum – which includes the first mention of story of King Canute’s (985-1035) failure to stem the tide, taught in English schools until the 1980s – wasn’t written until 1129.
    By then the English kings had learned that the maintenance of their power was best served by emulating the Romans’ combination of ‘God and Empire’. Go back to the 500s and 600s, and all we find is silence: we only have Bede’s word as to who the English were, what happened to the Romano-Britons, and how the English escaped the ‘black hole’ around their beginnings through their conversion to Christianity….
    These of course are the terms in which Tom Holland problematizes the history of early Islam in Islam the Untold Story. Having done so the show has the narrator sort-of praying with Jordanians of Bedouin descent, ‘the face of the Arab conquest, shock troops that in the seventh century spread out of Arabia, founding a colossal empire spanning half the world ….’ But these are thoroughly modern people, dressed in modern clothes, revealing thoroughly modern attitudes, explaining in a modern dialect of Arabic the understanding of early Islam they gained from the education they received in modern Jordanian schools.

    At this point I imagine an Arab TV researcher on the origins of England, seeking out blunt-nosed, ruddy-faced, blue-eyed, blonde-haired farmers from a remote village in East Anglia or Northumbria, letting them explain – these rural voices the only English voices in a documentary entirely in highly educated Arabic – the history of the English as they understand it from their education in the village school, the Arab narrator adding the authoritative voiceover ‘the face of the Anglo-Saxon conquest…’ as he pretended to take Holy Communion with them in their village church.

    Possible field research locations for the forthcoming Al Jazeera documentary ‘England: the Untold Story’ 😉
    One might object that, unlike the history of Islam, the history of the English is not a sacred history, that what Holland is seeking to do is to recover the human history by deconstructing Islam’s sacred history, that he concedes that the centrality of the human history of the Arabs, and that the documentary seeks to rescue ‘the city of man from the city of God … to map the human past in human terms … to make the maps fit the facts … instead of ‘a heavenly plan’. From the perspective of secular history these are perfectly laudable aims. But Holland’s position is not unproblematic, not least of all because it forgets the religious fervour with which the English and their history were foisted upon the subject peoples of the British Empire.

    John Ruskin, 1819-1900
    John Ruskin provides a prime example of this evangelical Englishness in an 1869 Oxford lecture that was to fuel the young Cecil Rhodes’ hubristic aspiration to be the ‘Colossus of Africa’, one foot in Alexandria, the other in Cape Town:
    ‘There is a destiny now possible to us—the highest ever set before a nation to be accepted or refused. We are still undegenerate in race; a race mingled of the best northern blood. We are not yet dissolute in temper, but still have the firmness to govern, and the grace to obey. We have been taught a religion of pure mercy, which we must either now betray, or learn to defend by fulfilling. And we are rich in an inheritance of honour, bequeathed to us through a thousand years of noble history, which it should be our daily thirst to increase with splendid avarice, so that Englishmen, if it be a sin to covet honour, should be the most offending souls alive.’

    Cecil Rhodes (1853-1902) as ‘Colossus of Africa’
    This is a vision of sacred history if ever there was one. Tom Holland is right to suggest that history today should be about ‘doubt and scepticism’, but he is less than even-handed in his deployment of these. His voice drips with privilege, his Middle Eastern travelogue offers a secularised version of know-it-all Englishness, reinforced by his use, as a televisual trope to denote ‘the deep past’, grainy black and white newsreel footage from the Middle East of the British Empire. Holland’s documentary apparently stimulated some 1,000 complains to Channel 4 and Ofcom from ‘British Muslims’. It’s easy to dismiss this as another example of ‘Muslim Rage’, but is it unreasonable for people who have endured racism in the UK and whose recent ancestors endured the yoke of colonialism to be enraged at such as selective deployment of ‘doubt and scepticism’ in the deconstruction of ‘sacred history’؟
    The Roman Empire begins to fragment around the second century CE. Then, Arabia and the Germania that was the urheimat of the English, like the Roman Empire’s African and Slavic provinces, were sources of slaves and mercenaries to the struggling and embattled Empire, their peoples demonised as ‘notorious savages’, ‘the most despised and insignificant people on earth’ – we see a fictional depiction of this period in the 2000 movie Gladiator.

    The period from then to the fall of the Western Roman Empire in the early 400s, through to the conquest of the Western provinces by Germanic tribes in the 500s, the rise of Islam in the 600s until the rise of relatively stable post-Roman kingdoms in the 800s in the West and in the Middle East is notoriously tricky to define. The early part of this period might be called ‘late Classical’, the latter part ‘early Medieval’. British archaeology calls the period from 400 to 600 ‘sub-Roman’, while the ‘Eastern Roman’ or Byzantine Empire of 320-1452 is sometimes called ‘the Enduring Roman Empire’; historians of Islam might talk about a ‘pre-Islamic’ period followed by an ‘early Islamic’ period followed by periods named after major dynasties – Umayyad, Fatimid, Abbasid. But all this terminology is highly problematic.
    The Enlightenment term ‘the Dark Ages’ for the period roughly 400-800 – invoked by Tom Holland when he talks about a ‘black hole’ and ‘darkness’ – has generally been abandoned by respectable academic historians on account of its pejorative connotations vis-à-vis non-Roman peoples. The period is obscure, the German term Völkerwanderung ‘the migration of peoples’, what Classicists used to call the ‘Barbarian Invasions’, is sometimes used to describe the invasion of the Empire by Germanic peoples: the Goths’ sack of Rome, the conquest of much of Italy by the Lombards, of Gaul by the Franks, of Spain and North Africa by the Vandals and Visigoths, of Britainnia by the Angles, Saxons and Jutes – although Hunnic, Semitic, Slavic and Turkic migrations also hastened the collapse of much of the Roman Empire.
    More is known from late Classical sources about the invasions that struck at the epicentre of Empire than those at its periphery. Such sources tell us quite a lot, for example, about the Lombards and Arian Goths in Italy — although not from the Goths themselves, their Germanic language is known mainly from a translation of the New Testament.
    Yet we know next to nothing about this period on the periphery in Britannia and Germania, Judea and Arabia Felixwe find a similar ‘silence’ a similar ‘darkness’, none of the texts, coins or inscriptions demanded by Tom Holland of early Islam. For example, although Sutton Hoo was excavated in 1939, we are still not entirely certain that the person buried in the main burial mound there was Rædwald, King of East Anglia (599-624), one of the first English warlords to convert to Christianity following the 597 mission of St. Augustine of Canterbury from Rome to convert the pagan invaders.
    Both with the early history of England and of Islam we are obliged reconstruct events either from a small handful of late Classical texts of limited reliability, or from later histories written hundreds of year later. One failing of Islam: the Untold Story is that it fails to contextualise the ‘silence’ and ‘darkness’ that Holland says surrounds early Islam in the context of the more general ‘silence’ and ‘darkness’ that covers the rest of the early post-Roman world. It might well be the case that we only know detail of early Islam from Islamic sources written hundreds of years later, but the same is true of the history of England and most of Europe.

    Another failing is that Holland demands of the Arabs of the 600s the same sorts of proofs he would expect of the Romans – coins, inscriptions, lengthy continuous texts – ignoring the fact that the Arabs, like the Anglo-Saxons of that period, produced no minted coinage of their own, built no monumental buildings to inscribe, and were a largely oral culture for whom writing was still a recent technology. This is perhaps a typical prejudice of the Classicist. Certainly, it raises real issues concerning the historiography of the period, but Holland’s problematizing it as a problem that uniquely concerns the Arabs and Islam is in itself problematic – a twenty-first century manifestation of the Besserwissen of the nineteenth-century German pioneers of the ‘Critical Method’, which underpins the creation of modern Classics in Britain’s elite universities of the mid-nineteen century, and which informs so much of Holland’s approach to history: a ‘knowing better’, a cultural and temporal arrogance whereby the ‘objective’ historian, doubting and sceptical, ‘knows better than’ hitherto subject peoples, people who lived in a different time and place, people who, perhaps, followed or follow a faith better known for its radical difference from ‘us’.

    Patricia Crone
     
    So Tom Holland knows better than Arabians ancient and modern about the climate, topography and agriculture of the Hijaz, in which Mecca is situated. His Besserwissen is informed by that of Danish writer Patricia Crone. Her contested 1987 book Meccan Trade and the Rise of Islam argued that Qur’anic references to farming, olives and other ‘Mediterranean’ crops suggested that early Islamic events took place not in Mecca, but closer to the Mediterranean: ‘there was no agriculture in Mecca’, Holland insists, ‘a barren and infertile place’. Mecca was not ‘the source of Islam’, and, Da Vinci Code style, ‘the clues in the Qur’an itself’ lead to the now abandoned Nabataean city of Abdad, in the Negev desert in today’s Israel.
    Unfortunately for Crone and Holland, while Mecca is situated in a ‘dry valley’, the Hijaz region is well-supplied with springs and Oases. The city of Medina, to which Muhammad and the first Muslims fled from Mecca in 622, was a significant oasis city that was noted for its groves and irrigation. There is substantial textual evidence for ‘Mediterranean’ type agricultural produce being grown in the area one to four days’ ride by pack animal from Mecca. There is also well-attested archaeological evidence for large-scale irrigation works in the Hijaz, in use until the modern period until the electric pump and desalination took over. Although these have been refurbished during the Mamluk and Ottoman periods, many certainly date from Roman and some from Hellenistic times. One does not have to travel north over 1,000 kilometres to Abdad to find figs and farmers.

    Madina’s Sadaqiyya Oasis
     
    Despite knowing no Arabic whatsoever, Holland’s Besserwissen gives him liberty to ponder over ‘where all the various component parts of the Qur’an are coming from, are they necessarily to be attributed to one person living at one time … when you ask that kind of question how far to push it’. Normally, it is possible, through the analysis of discourse and dialect, to map out the different linguistic and temporal layers of ancient texts that are compiled in the way Holland suggests for the Qur’an. This is a well-trodden path in, for example, the study of texts as diverse as Gilgamesh, Homer, the Torah, the New Testament, Beowulf, even plays attributed to Shakespeare. Yet there is little evidence of the Qur’an having been layered in the way Holland suggests – it shows a linguistic unity consistent with it having been composed within one lifetime.
    Holland bases his better knowledge on his reading of Sura Al-Saffat, verses 137-138. Standing by what he says are the ruins of Sodom by the Dead Sea he reads them ‘ … you pass them by morning and at night ….’, suggesting, perhaps, the way in which a London taxi driver might pass the Tower of London every few hours. He then suggests this as evidence that the Qur’an was written there, not Mecca (he makes no mention of Medina). But this is a distortion because he reads to verses as if they were one, interpreting the Arabic conjunction ‘wa’ as ‘and’, whereas in the context of two separate verses it is better read as ‘and also’. The Quranic verses suggest that these ruins will be passed on long journeys (these taking place by moonlight in the hot summer months), not that they will be passed ‘several times each day’.

    Tom Holland moans that, unlike the Bible, there is no depiction of landscape in the Qur’an. Yet the Qur’an is a single book, whereas the Bible is a compilation of many. Certain parts of the Bible, notably some of the Psalms, richly evoke the natural world of the Holy Land in a way that resembles lyrical poetry (especially in modern translation), the Qur’an tends not to do this of Arabia. That said, those parts of the Bible that are most clearly expressed in a prophetic idiom, say the prophet Ezekiel in the Old Testament or the book’ of Revelation in the New, read very much like the Qur’an. If Holland knew Arabic he would know that there are passages in the Meccan suras that richly evoke what was most important to the survival the desert Arabs – the alternation of day and night and of the seasons, and the movements of the sun, stars, and planets – in rhymed prose of great power and dignity.

    Holland is anxious to demonstrate ‘influence’, specifically that of Christianity and Judaism, on the ‘pagan’ Arabs. While such influence certainly took place, his ignorance of the languages involved prevents him from understanding far deeper connections between the different monotheistic traditions than superficial influence. Biblical Hebrew, Aramaic, Syraic and the Arabic of the Quran are all closely related – Aramaic is the spoken language of Christ’s time and the lingua franca of the northern part of the Middle East from about 600 BCE to about 800 CE, Syraic is the learned language of Middle Eastern Christendom from about 200 to 1000.

    Arabic certainly contains loan words from these languages to do with theological concepts and devotional practices. But much more importantly the four languages share cognates – ‘blood brother’ words that share a common etymological origin between closely related languages. Arabic, Aramaic, Hebrew and Syriac share ‘religious’ cognates, but they also share cognates for abstractions like ‘freedom’ or ‘wisdom’, emotions like ‘love’ or ‘fear’, common man-made objects like ‘book’, ’house’, or ’tent’, numbers, a plethora of animals and plants, heavenly bodies, really basic things like ‘water’, ‘earth’ and ‘air’.
    Understanding this deep relationship between the Semitic languages of the Middle East allows one to go beyond mere ‘influence’ (always, for Holland, a one-way influence), to understand the deep inter-relatedness of the Semitic monotheisms. Viewed this way, that Arabic-Islamic discourse emerges as an equal and authentic variation on a wider theme explored in different but parallel ways by Jewish tradition expressed in Aramaic and Hebrew (modern ‘Hebrew’ letters are actually Aramaic ones), and in the Christian tradition in Syriac and the Semeticised Greek of the Middle East. But Holland’s better knowledge prevents him from making such ecumenical and inter-faith connections. Rather, his crude reworking of the ‘critical method’ of the nineteenth century enhances division and misunderstanding.
    Just as Holland fails to contextualise what he sees as the ‘silence’ or ‘darkness’ surrounding early Islam in terms of what was happening in the wider post-Roman world, so he also ignores the diversity within Islam of opinions about the events of the early Islamic period. While it might be objected that Islamic disagreements on early Islam are peripheral to his core thesis, Holland’s ignoring (or ignorance) of this diversity undermines his central argument. Turning his attention to Jerusalem and Muawiya I , first ruler of the Umayyad state (what Holland – and nobody else these days – calls ‘the Arab Empire’), he asserts ‘If Muawiya was a Muslim, he showed precious little sign of it … on not one of his coins, on not one of his documents, is there a single mention of Muhammad ….’

    Muawiya on a coin: render unto caesar what is caesar’s
    Holland uses this to introduce his core argument, that ‘Islam didn’t make the Arab Empire, rather the Arab Empire made Islam.’ For Holland, Islam as it has historically developed and as we know it today is the retrospective creation of the Umayyads developed to justify and maintain their ‘imperial’ rule. Thus, according to this view, Muhammad becomes a shadowy figure who may or may not have had much to do with the Qur’an, which anyway was created or compiled somewhere up by the Dead Sea from fragmentary fables from all over Arabia and ‘influences’ from Judaism and Christianity.

    To support this argument, Holland suggests that the Umayyads learned from the Romans the ‘lesson’ of justifying state with church and church with state as an imperial modus operandi. It is true that the Umayyads affected a self-consciously imperial style. It is with them that we first see the systematic Arab coinage, and the monumental architecture and inscriptions that mean so much to Tom Holland, and that these generally follow late-Roman patterns. The Dome of the Rock (691 CE), for example, shares its basic dimensions with the Church of the Holy Sepulchre (326), and its plan with buildings like the Basilica of San Vitale (546) in Ravenna, the Church of St. Sergius and St. Bacchus (537), the ‘Little Aya Sofia’ in Constantinople, and ultimately ‘double octagon’ Roman temples such as the third-century one at ‘Pagans Hill’ in Somerset. Surviving Umayyad palaces in geographical Syria reveal resolutely secular decoration showing scenes of hunting, drinking and dancing, with little or no obviously Islamic content.

    The ‘Pagan Hill’ temple, Somerset
    Yet one important group of Muslims – the Shia – would find the statement that ‘If Muawiya was a Muslim, he showed precious little sign of it …’ completely uncontroversial. For them, the Umayyads were not only theologically illegitimate, they were tyrants and usurpers who, with one or two possible exceptions, turned their backs on Islam and pursued a thoroughly secular lifestyle. The Umayyads – who liked to enrich themselves with all the trappings of pomp and luxury one might expect from a post-Roman potentate in any other former Roman province – might thus be compared to the Germanic princes who, having conquered the Western provinces, then copied Roman methods of rule to entrench their power, and adopted the lifestyle, fashions and art of ruling class Romans as an expression of their status.
    Indeed, the Shia are full of ‘doubt and scepticism’ as to the sincerity of the last minute conversion to Islam of Muawiya (602-680) and his father Abu Sufyan (560-652) at the time of Muhammad’s conquest of Mecca (630), who had both been implacable enemies to Muhammad up until that point. Tom Holland makes no mention of the Shia view of early Islamic history because it utterly undermines his core argument. Holland makes no mention whatsoever of the first four ‘Rightly Guided’ Caliphs (632-661), the assassination of Ali (598-661), the rebellion of Muhammad’s grandson Al Husayn (626-680) against Umayyad rule and the massacre at Karbala (680). Instead, he talks vaguely of a ‘civil war’ in the ‘Arab Empire’, focusing instead on the far less significant rebellion of ‘Abdullah ibn Zubair (624-692) against the fifth Umayyad ruler ‘Abd al-Malik (646-705). It is this ruler who minted the first ‘Islamic’ coin that is so fundamental to Tom Holland’s retrospective construction of Islam from the ‘Arab Empire’ as a way of delegitimising future rebellions though creating a Roman style theological legitimacy for the Umayyad state.

    The problem with this argument is the Shia. The Shi’i sects see the legitimate spiritual and temporal leadership of Islam as being exercised by a number of ‘Imams’ who are direct descendants of Muhammad through ‘Ali. The largest Shi’i sect acknowledges twelve of these Imams, the last of which disappears from the pages of history in 941 CE. Each of these Imams generates collections of Hadith that are, for the Shia, as authoritative as those of Muhammad.
    This creates two difficulties for Tom Holland. Firstly, Holland might be able to deny that the life of Muhammad (540-632) was not really ‘in the full blaze of history’, but this can hardly be said of figures who are attested to well into the tenth century, most of who produced extensive literatures and interacted before hundreds of credible witnesses with the leading figures of that time. I make this point not to argue for the superiority of Shi’i sources over Sunni ones, but to undermine the argument that there is a discontinuity of some two centuries between the events of early Islam and the composition of the Hadith literature. In the Shi’i tradition there is a continuous and uninterrupted extension of the Hadith literature into the 900s. This enables the Hadith literature of the Imamate to engage with the pressing issues of the period 700 to 900, for instance the reconciliation of the Abrahamic tradition of revelation and Hellenistic rationalism, without that literature being accused of retrospective compilation, anachronism, ahistoricism, or discontinuity.

    Al Kulayni’s ‘al Kaafiy’ (c. 940 CE) contains over 16,000 narrations from the era of the Imamate, 632-900, around 5,500 are deemed saheeh
    Secondly, in the Shia traditions the Qur’an is most certainly first revealed in Mecca, and all the action of the Prophetic period takes place in the Hijaz around Mecca and Medina. If, as Holland’s better knowledge tells us, the Qur’an came into existence not in Mecca but up by the Dead Sea, why would the Imams, implacably opposed to Umayyad rule, have gone along with what they knew to be an Umayyad lie؟ If the origins of Islam were up in the far north of Arabia, on the borders of the then Roman province of Judea, why wouldn’t the Imams and their followers said so؟ The only way out of this would be to argue that the Imams – acknowledged even by contemporary enemies as men of the highest moral standing – were so cynical and duplicitous that for generations they went along with what they knew to be an Umayyad lie, and that none of their followers ever raised any objection to this.

    The ‘Abd Al Malik dinar bearing the shahaadah, so vitally important to Tom Holland
    Not only this, but somehow the lie would have to pre-date Umayyad rule, then be adopted by the Umayyads, and survive their overthrow in 750. Significantly, even the earliest texts of the Qur’an, such as the ‘Uthmanic palimpsests discovered recently in Yemen, do not reflect any of the political and sectarian divisions of the seventh and eighth centuries. Likewise, while these divisions are sometimes manifested in the Hadith literature, the compilers of the Sunni literature were aware of this, and accorded a low level of reliability to Hadiths they thought reflected this. Even in Tom Holland’s less than deft hands the ‘Critical Method’ approach to history depends on the principle of ‘plausibility’ to establish viable revisionist readings: the only possible counter-argument to the Shia and Sunni narratives considered as a continuum stretches plausibility until it becomes mere conspiracy theory.

    Anglo-Saxon king Offa (d.796) also coined a dinar with the shahadah, cue spooky music and Tom with furrowed brow pacing around library
    Then I’d say, ‘Cherchez la secte!’ The Middle East is replete with sects that represent survivals of ancient division, the smaller branches of the Abrahamic family tree, like the Samaritans, the Mandeans, the Yazidis, the Druze. Even where these sects no longer flourish today, their texts are still extant, like those of the Essenes or the Manicheans, or they are at least known through the texts of others, such as the Sadducees. If there was a proto-Islamic sect pre-dating Meccan Islam existing at Abdad or elsewhere in Nabatene borderland between Arabia and the Roman Empire, an advanced and literate society with extensive trade links with the rest of the Roman world, it is surely utterly implausible that no sect, nor text of a sect, nor witness to the sect would have survived. The plausibility of the Holland-Crone line flies out of the window.
    Lastly, Tom Holland seems to have a problem with the idea of sacred histories and sacred geographies. A historian trained in advances in historical method developed since the Second World War – informed by critical theory contemporary archaeological, anthropological, and ethnographic practice – would have no difficulty in conceptualising the sacred within a human history and material geography. Respecting the scared and exploring its roles and meanings while avoiding essentialism and remaining firmly planted in the world of the human and social sciences, objective evidence, and cause and effect is at the heart of a twenty-first century approach to the history of religion. Tom Holland’s old-fashioned know-it-all approach does not allow him to do this.
    The search for origins is often futile and divisive. Islam: the Untold Story is a missed opportunity to transcend an outdated Besserwissen approach to comparative religion, and to establish an inter-faith dialogue based on insightful mutual understanding and acceptance of who we are today. While informed revisionist readings of the history of all faiths, Islam included, is to be encouraged, Tom Holland’s TV show, an anti-Islamic polemic dressed up as history, does not do what it says on the tin. In reality it’s just more post-9/11 telly fodder, a continuation of the Clash of Civilizations by other means. It’s time to move on….X
                  

02-14-2018, 07:03 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    ولا تزال مستمرة، المطاردة الفكرية، وفق الطرائق الغربية، لأصول ونتائج أطروحة توم هولاند التي، ومن كل بد، لم يثبتها أصلا!!
    عنوانها الواثق، ولا غرو، بعد صحائف بيرمنجهام ومصاحف صنعاء، وكلام حجة الإسلام نيكولاي، هو
    ((عبثية المسعى لفصل القرآن عن محمد))!!
    والرابط كالعادة، محتاج القسمة على اتنين...

    https://thedebateinitiative.com/2015/09/02/the-absurd-attempt-to-detach-the-quran-from-muhammed/https://thedebateinitiative.com/2015/09/02/the-absurd-attempt-to-detach-the-quran-from-muhammed/

    The Absurd Attempt to Detach the Quran from Muhammed

    MDI Comment:
    In the 17th century, Protestants developed a form of study to wrestle Christianity from Catholics, this was called ‘Historical Criticism’, and attempted to seek out the true historical origins and original forms for sacred texts held by Catholicism. This was developed from 19th-20th centuries into critiquing even protestant Bibles, to such a degree, that it broke the back of Christian dominated thought in Western Europe – causing an increasing Secularisation of Western European societies. For when the Bible was shown to be a fallible work of human hands, how can it be an infallible basis for human society؟
    Many Western scholars seeking to cause a similarly decisive secularisation of the Muslim mind, attempted to implement the same model of criticism against Islam, hoping to find similar significant variations or alternative origins for the Quran, as they did for the Bible, and therefore ideologically weaken or demolish Islam’s central authority – the Quran itself.
    However, the Quran proved to be very different from the Bible. Firstly the Quran makes greater claims for itself than the Bible – purporting to be the very word of God (whereas the New Testament Bible doesn’t actually call itself the word of God anywhere in its text. It was considered by Christians to be inerrant and divinely inspired, but not divinely revealed verbatim). Secondly, the Quran was revealed over the development of a new society and rising political power that dominated the Middle East and beyond, with hundreds of thousands of followers reciting it and implementing it as law before it was completely revealed towards the end of Muhammed (saaw)’s life. There was never any priesthood that hid it away, or had a monopoly over it. It was an oral culture, and hundreds of thousands of people had open and equal access to reading, preserving and transmitting the Quran. This is, unlike the New Testament Bible, which was formed of smaller books, written by different anonymous authors, at a time when Christians were being persecuted and there existing no central authority for the spread out Christian communities of the Greco-Roman era.
    Much to the chagrin of some Western Biblical ‘critical historians’, the written down texts of the Quran exhibits a strong degree of regularity and consistency, with no significant variations between the thousands of uncovered oldest manuscripts despite its emergence from an oral culture of hundreds of thousands of memorisers going back to the time of the Prophet Muhammed (saaw).
    However, this has not stopped some Western ‘critical historians’ from trying. While belief in the textual inerrancy of the New Testament Bible is fringe amongst Bible Scholars, belief in an alternative origin for the Quran other than the Islamic account, is considered fringe even amongst Western ‘Critical historians’. Despite this, a historian of Greco-Roman history, Tom Holland ardently contests that Islam and Muhammed (saaw) was ‘created’ after the dates cited in Islamic historical sources. Tom Holland produced a ‘documentary’ for Channel 4 (UK) called ‘Islam: The Untold Story’, in which he asserted that Islam was a later creation of the Arab Empire in order to justify its authority. He then argued that ‘Mecca’ was chosen by the Arab Caliphs as a desolate spot to be the site of a ‘founding myth’ which would presumably ensure ‘no one could contradict’. What was his main evidence؟ The apparent lack of mention of Muhammed (saaw) by Byzantine Roman sources!
    Unsurprisingly, Western scholars of Islamic history haven’t taken the arguments of a Greco-roman scholar too seriously in this regard. Even Patricia Crone, who some argue Tom Holland borrowed his arguments from, has abandoned her old position and conceded the mainstream Islamic accounts.
    However, this wasn’t the end to Tom Holland’s bold outsider (i.e. layman) comments against the mainstream of Western scholarship on Islamic history. Recently, very old manuscripts of the Quran from the mingana collection, were carbon-dated, producing results that place them within the lifetime of the Prophet Muhammed (saaw) himself! One of the manuscripts that was dated, showed that the parchment (animal skin) that formed one of the partial manuscripts of the Quran, was possibly written on parchment belonging to an animal that was killed before the Birth of Muhammed (saaw). Tom Holland’s ‘opinion’ (as a Greco-roman history scholar؟!) was then sought by many UK media sources, for his comment on this – to which (reading from the same news sources available to everyone else) he used this apparent result to claim that the Quran pre-dated Muhammed (saaw)! His first documentary claimed that Islam came after Arab conquests, then he argues that ‘Islam’ came before Muhammed (saaw)! Apparently, he wants Islam to come anytime the Prophet Muhammed (saaw) wasn’t around!
    His argument has been widely rejected by Western critical historians, as they simply cannot make such a assertion based on an alleged carbon dating result, which only proved that the parchment of one of the manuscripts came from an animal that may have lived before the Prophet Muhammed (saaw). In an era before paper, animal skin parchment was expensive, and as many in the ancient world used to do, they cleaned and reused it for decades – of which the early Islamic accounts cite Muslims finding any scraps of shoulder bones, animal skin or anything else they could find to write down the verses of the Quran.
    What’s the simplest explanation here؟ That one of the parchments used was (possibly) from an old skin (that provably like in all ancient societies) reused it to form some of the pages to record part of the Quran – something attested by Islamic sources too؟ OR that Islam was somehow invented before Muhammed (saaw), of which he somehow borrowed without anyone noticing, wrote himself and his personal encounters with the Quraysh into the texts by NAME without changing the style of text – and then claimed it as original revelation without anyone contradicting him as to its originality (in form), despite that they accused him of disrupting their society by bringing in something NEW. And on top of all that, he challenging them to imitate the Quran if they doubted it! What’s more likely, really؟
    The discovery reaffirms the Islamic account – unless you’re willing to indulge flights of fantasy borne of an entrenched prejudice desperate to disprove Islam…
    Below is an article written after an interview with a historian at Birmingham University who is at the centre of the work on the manuscripts, Professor David Thomas. He affirms the mainstream Islamic account as the most likely explanation given all the evidence produced from all the mingana manuscripts.X
    لست في وارد الترجمة ولا حتى التلخيص وأسف على المطولات كما هي ولكنها للتوثيق..
    على الأقل توثيق الروابط..لحين حاجة علمية ومعرفية.
    ولحين نرجع إلى التأويل لما في نقش أبرهة الوبيل وليس فيه ذكر الفيل ولا سيرة الطير الأبابيل،
    فأمنياتي بقراءات مممتعة للجميع:)
                  

02-14-2018, 09:43 PM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    شكراً هاشم :)

    Quote:
    Unfortunately for Crone and Holland, while Mecca is situated in a ‘dry valley’, the Hijaz region is well-supplied with springs and Oases. The city of Medina, to which Muhammad and the first Muslims fled from Mecca in 622, was a significant oasis city that was noted for its groves and irrigation. There is substantial textual evidence for ‘Mediterranean’ type agricultural produce being grown in the area one to four days’ ride by pack animal from Mecca. There is also well-attested archaeological evidence for large-scale irrigation works in the Hijaz, in use until the modern period until the electric pump and desalination took over. Although these have been refurbished during the Mamluk and Ottoman periods, many certainly date from Roman and some from Hellenistic times. One does not have to travel north over 1,000 kilometres to Abdad
                  

02-15-2018, 09:02 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    شكراً هاشم :)
    ـــــــــــــــــــ
    هههههههههها
    الشكر لله ثم لك يا م ع سعد؛
    لا تزال غامضا وكأنك تتاتينا بشيش بشيش نحو منعرج اللوى قد نستبين، فيه أو منه، النصح بضحى الغد...
    لكن؛
    الاقباس الذي أفرحك هو من احتجاجات مايك ديبللو، ورغم إنها في سياق غير، لكن شكلها وقعت لك في برج السعد يا ابن سعد،
    فأولا؛ طبعا لا يخفى عليك أن المنقولات الأخيرة إنما قصدت بها لعرض شكل الحوار الممكن غربيا، ولتوضيح أشكال الاعتراضات والاحتجاجات المبتناة عليه وليس على الترهيب والقمع.
    القناة الرابعة ستستجيب للاحتجاج القائم على مقاربة منطقية علمية بأفضل مما تخضع لرغبات سلمية أو عنيفة لاسكاتها، والأخيرة لم تذكر في التقرير التلفزيوني ولم أقع لخبرها على أثر.
    ولكن،اللكننة الضرورية، إيرادي لما كتب مايك لا يعني اتفاقي الكامل مع كل ما ورد فيه!
    الرجل كان فعالا جدا في حججه الأولى على توم هولاند بما يشتركان فيه من معرفة التاريخ الغربي الروماني وما بعده،
    والذي هو تخصص هولاند الأصل وليس الدراسات والتاريخ الإسلامي كما يتشوبر بذلك وبكلامات كرون القديمة!!
    صحيح إنه من حيث المحاججة المنطقية، فحججه صالحة جدا لدحض حجة غياب النصوص المعاصرة كعذر للتخبيص التاريخي!!
    ولكنني منذ البداية لاحظت لأن هذه الجزئية الاقتبستها أنت من كلام مايك ديبول، هي الحتة الـ"جايبة رخو" وعرفتها
    حتجيب لينا هوا مع أرائك الراقد عليها ومابي تتهور بيها علينا دي هههههه..وذلك لأنها أيضا مقاربة نصوصية حرفية تتعامل مع القرآن ككتاب في التاريخ أو كوثيقة في نقش أو كمحضر محكمة، ولا تلتفت البتة لقيمته ولا لمقدراته الأدبية التي هي إحدى أظهر خصائصه المتفق عليها سواء بنص تحدياته المعروفة أو باتفاق غالب من يدرسه، وبغض النظر عن تدينه به من عدمه، على ذلك الأسلوب الأدبي الفريد!!

    وطالما الكلام جاب الكلام في هذا المجال؛
    فستجدني قريبا جدا من رأي المشرف حول الكيفية الأمثل لقراءة النص القرآني "حمال الأوجه" بما يسمح بتقليب هاته احتمالات أوجه المعنى فيه، وبتأويله حيث يحتمل التأويل.. وعليه، في أمر مقاربة سؤال الجغرافية بالذات، فأسذهب الى أن الاشتراك المعرفي بهذه الدوال الجغرافية الزراعية هو احتمال راجح جدا بقرائن لا حصر لها، وبالتالي فسيسمح بأن تستوعب البيئة العقلية ـ على حد قول المشرف ـ دلالاتها النعيمية الواردة ضمن خصوص الأسلوب الأدبي للقرآن..
    ولهذا فلست أتفق معك في القراءة الحرفية التي تأخذ بظاهر الكلام دونا عن ممكنات الأسلوب والمجاز فيه، لا يوجد من يقول بأن القرآن
    مجرد صحيفة بها خبر تقرأه لتقف على حدوده وفقط، ثم تكتفي بذلك علما. ولا يوجد كثير ممن يقول أن الجدال في خطاب القرآن هو كالذي في محكمة لا تسمح بأن يقال أمامها غير الوقائع المجردة.. أو هو كما ذهبت إليه أنت بقولك إن القرآن (ليس قطعة ادبية انشئت في وضع تأملي من طرف واحد) وبالتالي، بحسبك، فالامتنان القرآني إنما هو امتنان مباشر على المخاطبين بما لديهم، وذلك بقرينة إنه خطاب جدالي بين طرفين يسعى أحدهما لإقناع الآخر بشكل مباشر وفورا في وقتها..
    فكل ذلك من قولك إنما هو قائم على اسقاط تام للسعة الأدبية الكبيرة جدا للنص القرآني والتي يتحدى بها من يرغب في محاكاته..
    وربما أيضا سيكون من المهم جدا هنا التذكير بأن النص القرآني ليس نصا مترجما فكان ممكنا أن تضيع خصوصية أسلوبه بين الترجمات ولا يتبقى منها سوى الخبر مثلا...
    الظن عندي أن كل الآيات التي أوردتها في مداخلة لك بالصفحة السابقة، إنما تخاطب معرفة المعنيين بمثال كانوا يعرفونه ويتمنونه، بأكثر مما هي تخاطب واقعا كانوا يعيشونه..المعرفة بما في يثرب والطائف وما في اليمامة واليمن والعراق والشام بل وما في فارس ومصر كانت متوفرة لأهل مكة وغيرهم بما تسمح بمثله سيرتهم التجارية وقد بلغت الحبشة ذاتها..
    من نقش أبرهة مثلا عرفنا أن مسمى "معد" أو "عمرو بن هند" لم يكن مجرد أسطورة من السيرة الشفاهية لعنترة بن شداد، وكذلك عرفنا أن الحيرة كان يمكن لها أن تضمن أعرابا من بني عامر "جيران قريش" تائهين بين صحراء نجد وجبال الحجاز لا عندهم زمزم ولا رحلات شتاء وصيف غير لذي المجنة وعكاظ قريبا من مكة في الأشهر الحرم المرتبطة بالحج للكعبة!! لو أن مكة هي الوادي غير ذي الزرع فبلاد عامر وهوازن في تربة وحلبان لهي إذن أقفر وأفقر نسبة لتوغلهما الصحراوي ولبعدهما عن خصب عسير واليمن والشام ومع ذلك كانوا يقتاتون الزبيب ربما من السوق.. وفي السيرة مثلا، فإن رجالا كالنضر بن الحارث بن كلدة وأمية بن أبي الصلت ونصارى ومتحنثين وصابئة، ولا بد هناك غيرهم من الأغراب كانوا أيضا بتجرون إلى العرب في بلادهم.. في هؤلاء سيوجد من يسافر ويحدث عن أسفاره وما شاهد وما سمع وما اعتقد، فلابد إذن أن تصورات مغايرة عن النعمة المغايرة لجفاف البيئة، كانت في مرمى معرفتهم،
    وأصبحت تسكن في اشتهاءات الناس، هي التي خاطبها القرآن بما يفوق الواقع ويرتفع إلى الحلم عبر الأسلوب الأدبي القاصد،
    أو كما صور لهم الجنان العلى الموعودة، قريبا من نفس هذه الاشتهاءات التي يعرفون.
    ثم كيف يمكن إغفال الأسلوب الأدبي الفائق للنص القرآني، والجدالي منه بالذات، الذي استعان بالقصص وضرب الأمثال بما فيها، وهي أيضا لم تك من بيئة المخاطبين المباشرة وإن هي عند غالبهم إلا أساطير سمعوها، كان ذلك أيضا في سياق جدالي ولتوصيل رسالة
    في الوعد والوعيد لم يصعب فهمها على السامعين...المثال الأدبي الذي في سورة الفيل لا يزال يغريني بالتأويل عنه بغض النظر عن معرفتي بأن نقش أبرهة لا يخص حملته على مكة (وهل أبدا أثبت منهزم هزيمته بالنقش على الصخر؟) ولا يجب أن يكون حجة على التفاسير والسردية التقليدية التي تؤكد وقوع الحملة على مكة..
    في ظني الأسلوب الأدبي للقرآن لم يك ليحتاج لأكثر من أن يضرب مثلا بجنتين من أعناب ونخيل ليفهم المستمع. ولم يحتاجهما أبدا في طرف الوادي غير ذي الزرع ليهدد بإزالتهما. ومثل ذلك القسم بالتين والزيتون وذكر الرمان فكله مما قد يتوفر لذوي الحظ من السامعين مع عودة قافلة الشتاء.. والعطر والملبس من اليمن، والتمر والشعير والحنطة أقرب من ذلك يتوفر من القطيف والقصيم والمدينة!!
    ثم أليس ممكنا أن يقول القائل لمن ينكر أن الكعبة في مكة أو أن البعثة لم تكن فيها وإنما كانت في مكان أخر ذي زرع وثمر وطيبات؛
    كمثل حجتك التالية على جماعة البتراء
    Quote: نلاحظ انو المستشرقين البتكلموا عن بداية
    متأخرة للاسلام في الشام وفبركة تاريخ
    له في مكة، بتفادوا مناقشة مسائل الذاكرة
    الجماعية والنسيان وحدود الاسقاط والتعديل
    والحذف والاضافة الممكن تمارسها السلطة
    والجماعة علي تاريخها.
    أو أن فبركة الأمر المكي كان سيحتاج إلى لوثة وهذيان تاريخي عام وإلى مؤامرة جماعية مستحيلة:)

    عموما يا ود سعد أنا كنت مرشح لخياراتك هذيك"الطائف" القريبة لا تزال ومعتدلة الطقس قريبا من البحرمتوسطي،
    وثم فيها بساتين وحدائق، بل ومن حديث قدسي فيستفاد أن وصلها العنب أيضا..
    مجرد ترشيح،،
    لكن شكلك حتمرقا في بلدا طيرا عجمي،،، ههههههه!!!!
                  

02-15-2018, 10:27 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    دعونا مما إعتبرتموه سؤالا شخصيا.
    فكرة البوست مؤسسة لفكرة أن البتراء هي المكان الأول
    للكعبة المشرفة ولنشأة الإسلام
    أليس كذلك؟
    هنا يستوجب السؤال ونحن في الصفحة الرابعة
    في عهد من من خلفاء وحكام المسلمين
    تم هذا الإنتقال من البتراء إلى مكة وما هي الأسباب
    والمسوغات لهذا الفعل؟؟؟؟
                  

02-15-2018, 12:41 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    بالنسبة لكلام المصري حامد عبد الصمد وضيفه المغربي
    في الفيديو الذي عتله أسامة الخواض
    1- إعتبر أن الإسلام صنعه واخترعه الأمويين
    فقلنا أنه لو كان من صنع الأمويين لماذا هذه النصوص
    التي صنعوها لم تمجدهم واحتوت على ذمهم ؟!
    قالوا هذه النصوص خضعت للتعديل في العهد العباسي
    الذي خلفهم يعني حذفوا ما بالنصوص من تمجيد للأمويين
    ووضعوا بدلا عنها ما يذم الأمويين طيب
    لو كان الأمر كذلك ،لماذا لم يمجد
    العباسيون أنفسهم في هذه النصوص
    ويجعلوا جدهم العباس عم النبي صلى
    الله عليه وسلم أول من أسلم وأول
    من هاجر للمدينة المنورة بدلا من أن يكون
    من أسرى قريش في معركة بدر لدى جيش المسلمين
    ويفك أسره مقابل فدية .
    وأن لا يسلم إلا عند مقدم جيش المسلمين لفتح مكة
    وهم قادمون في طريقهم من المدينة بالقرب
    وغت وصولوهم نواحي مكة
    والعباس رضي الله عنه ذاهبا للمدينة مهاجرا فصار خاتم
    المهاجرين.
    لو كانت هذه النصوص الأسلامية صنعها الحكام الأمويون
    والعباسيون لما كانت هذه النصوص بهذه الصورة مطلقا.
    التي لم تحوي أي تمجيد للأمويين ولا العباسيين
    ولا الأتراك آخر من تولى الخلافة!!!
    2-هم كذلك أنكروا الفتوحات واعتبروا أن معاوية بن
    أبي سفيان معين من قبل البيزنطينيون .
    والعجيب في الأمر أن حجتهم أن هذا التاريخ ليس مدونا
    عبر منحوتات ونقوش ومسكوكات وهم يدعون هذه الدعاوي
    على غرابتها دون أي إيراد أي من أحد هذه الدلائل المدعاة من نقوش
    أو مكاتبات أو مسكوكات وحتى لو افترضنا أن معاوية مسيحي
    فهذا لا يعني بالضرورة التبعية للبيزنطيين وأنهم هم من عينه
    أين دليلهم على هذه الدعوى ؟؟؟
    لايوجد شيء !
    والغريب إعتير حامد الكذاب أن الغربيون محايدون!!!
    3-كل إعتماد حامد الكذاب وصاحبو المغربي على
    مسيحية معاوية بن أبي سفيان هو هذه المسكوكات!
    علما بأن هذه العملات كانت قد صنعت لتكون متداولة في
    في أراض المسلمين في وقت الشام تعج بالنصارى
    وهي ارض نصرانية سيطر عليها المسلمون ومجاورة
    للدولة البيزنطية فكانت هذه عملات توافقية فطبيعي
    ان تحمل شعارات الدولتين.
    وممكن أن تكون العملات صنعت في الدولة البيزنطية
    ليتم اعتمادها لدى المسلمين وممكن ترفض وتستهجن
    من قبل المسلمين ولا يتم تداولها وقبولها ونحن لم نعرف
    حكاية هذه العملة! ومجرد وجودها ليس كافيا لنعرف حقيقتها
    كاملة
    كذلك صورة الحامل للصلبان ممكن أن يكون راهب مشرقي
    وهناك النواصب يشتهرون بلبس العمامة وهم اتباع يحيى
    أو يوحنا عليه السلام.
    وممكن ان تكون عملة غير حقيقية
    فلا يمكن أن يبنى كل هذا الهطل
    على رسومات في عملة تحتمل عشرات
    التأويلات المختلفة!!!!
    لكن عبيد الغربيين سيظلون عبيد وأذناب لهم
    ولو دخلو جحر ضب هم من ورائهم داخلون
    أعني ثلاثتكم وليس فقط الفياض المتحسس
                  

02-15-2018, 04:31 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    Quote: فكرة البوست مؤسسة لفكرة أن البتراء هي المكان الأول للكعبة المشرفة ولنشأة الإسلام
    سلام عليك يا شيخ منتصر،
    وأما جحر الضب العلمي فالحق ان تلحق به المسيّح وهولاند وجيبسون. هو اصلا حرج وضيق.. مالك بتحشر فيه من طرف؟😂
    وأما بعد؛
    فأما الفكرة البتراوية ومكة الزبيرية بنات المراجعات التاريخية من لدن كرون وجيبسون وهولاند ولكسمبيرج وتابعيهم، فقد أقيمت عليها في هذا البوست الحجة القاضية المنطقية، بل وضربت بالفنية الوثائقية وليست منذ حين في محل اعتبار يعتبر.. وثم لحقت بها سريعا فرضية تكامل النص القرآني في عهد لاحق بعد عهد النبي.
    وأما حياد كل المقاربات العلمية الغربية وبالذات منهج المراجعات الذي بآخرة، ففيه وجهة نظر.. أدنى الانحيازات فيه إنه بعضه الأخير لا يعترف بمناهج غير منهجه التاريخي الوضعي كما أجري على التاريخ المسيحي واليهودي وبالتالي فهو يسقط كل مترتبات المناهج غيره مع توفرها على تدوين أفضل وسند أقوى..وفيه أن هناك شبهة البنوة المباشرة للمركزية الغربية بارتباطاتها العنصرية والسياسية..وعند الحديث عن الاسلام فيمكن ان تقول البنوة للمركزية اليهومسيحية.. وفيه أشياء أدهى مثل سوء القراءة وخطل فهم النصوص العربية أو حتى تقويلها ما لا تقول كما عند دي بريمار مثلا..بل وعند هولاند فالأمر يصل إلى إهمال الوثائق من مصادر غير إسلامية لو لم تخدم غرضه!
    وعلى مستوى آخر،
    فكل الذي في مداخلتلك الأخيرة هو حجاج منطقي قوي ولا مشاحة لو صدر عن السردية الاسلامية التقليدية التي على ما فيها من العلل والتناقضات التي من الواضح انك تعرفها وواع بها، فهي مع ذلك لا يجب اهدارها بالكلية كما يفعل القوم المراجعون الا بافتراض أن هناك مؤامرة تاريخية قد جرت من وراء ظهر التاريخ وكمان تم تمريرها عبر مصافي التواتر وطواحين علم الإسناد وقواعد الجرح والعديل ثم تفادت شراك التناقض مع الذاكرة الجمعية.. أعتقد إنه ولمحاورة التاريخ الاسلامي، فلا يمكن أن نتجاوز ما يطرحه هذا التاريخ عن نفسه الا تزيدا أو لإثبات فرضيات مغرضة وبنتائج مجهزة سلفا ثم نكسر رقبة المنطق لحشرها فيه. فحتى التناقضات في الرواية أو العلل المنطقية فيها أو تعارض المتون نفسها، وهي أمور لم ينتهي البحث والجدل حولها، فقد أثبتها هذا المبحث الاسلامي بنفسه وبآليات علومه التي ناسبت عصره. كثير من القضايا لم تحسم بعد كما سيفيدنا الجدل القائم لحينه في علوم الحديث والسيرة مثلا، وقد يستفيد الحوار حولها مزيدا من الدقة عبر تبني طرائق البحث التاريخي الحديثة وباستخدام مناهج وأساليب التحليل اللغوي المعاصرة وغير ذلك من الوسائل العلمية.
    ثم وأظنني ساوافق على مافي مداخلتك الاخيرة فيما عدا مراجعة لجزئية الاحتمالات المنطقية حول الرسم على عملة معاوية. فهم بالاضافة لما تبنوه من عملة بيزنطة فقد ضربت لهم العملة ايضا في محلات السك التي بفارس بعد فتحها. فالرسم الشهير فيها ليس لمعاوية اصلا ولا لرهبان ولا هو برسم هرقل، بل هو رسم على النسق الساساني جرى على ما كانت عليه الرسوم لملوك فارس. وما قيل أنه صليب فيه فقد يكون صولجان ملك او حتى أضافوه صليبا على العملة حتى تحظى بقبول الرعية المسيحية في الشام ومصر والعراق، وهو ان دل فلا على شيء غير أن معاوية جدير جدا بأن يكون براجماتيا عتيدا ساير الوضع المالي السائد ثم أجاد اللعب بالبيضة والحجر السياسي قبل كل شيء وهو بالضبط التصور عنه لمن يقرأ ما في كثير من مصادر التاريخ الإسلامية عن سيرته وسيرة الدولة الأموية ثم العباسية... ليس بالحنبلية الدينية وحدها قد أقيمت تلك الدول/الممالك ولا غيرها..
                  

02-16-2018, 04:29 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: هاشم الحسن)

    عطفاً على ما سبق
    "الأرامي التائه" ،وهل جاءت التوراة من جزيرة العرب؟

    هذا البوست هو تمرين عقلي فائق لاستبانة الحقيقة على ضوء مراجعات الاستشراق -ذي السيرة السيئة في خطاب الاسلاميين ونقد ادوارد سعيد -للسردية الاسلامية.

    تمرين عقلي يضع الإسلام في ضوء النقد التاريخ الذي تعرضت له اليهودية والمسيحية، تمرين عقلي باهر يزكّيه منطق "ليطمئن قلبي"...

    وعطقا على "كسرة هاشم الحسن الحسن" و"سيرة الخواض التائه"، أشير إلى كمال الصليبي صاحب " التوراة جاءة من جزيرة العرب"..وهي أيضا مراجعة تاريخية..

    فقد خصّص في كتابه "خفايا التوارة وأسرار شعب اسرائيل" فصلاً بعنوان "الأرامي التائه"، أدناه قبس منه، علماً أن "أبرام" الاسرائيلي لدى الصليبي ،
    هو "ابرامان" :عبراني وآرامي:
                  

02-16-2018, 10:58 AM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    سلاما يا هاشم

    Quote: عموما يا ود سعد أنا كنت مرشح لخياراتك هذيك"الطائف" القريبة لا تزال ومعتدلة الطقس قريبا من البحرمتوسطي،
    وثم فيها بساتين وحدائق، بل ومن حديث قدسي فيستفاد أن وصلها العنب أيضا..
    مجرد ترشيح،،
    لكن شكلك حتمرقا في بلدا طيرا عجمي،،، ههههههه!!!!


    غايتو الشغلة دي شكلها عندنا في البطانة يا هاشم هههههه.

    عموماً انا ضد حلول بعيدة عن مكة
    والطائف ليست ببعيد،
    الم يأت في القرآن "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " وقال اهل التفسير
    انّ المقصود بالقريتين مكة والطائف. فماذا لو عندنا مسرحين لاحداث بداية الاسلام بدلاً عن مسرح
    واحد ؟ ربما يوجد سيناريو معقد هنا تم تبسيطه لاحقاً.
    لكن دا لا يحل الاشكالات دفعة واحدة
    عندنا مثلاً الآية ادناه

    وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ
    حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)

    وين البحرين ديل ؟
    ويوجد العديد من الاشارات الي صيد الاسماك كجزء من اقتصاد المشركين.

    من ناحية ثانية فيبدو انّ مجتمع المؤمنين كان تغلب عليه التجارة، وذلك للامثلة
    المتعددة ذات المدلولات التجارية (البيع والشراء تحديداً)، وطبعاً ما من الصعب
    تصور الحكاية دي في يثرب.

    وبالنسبة لحكاية التأويل في الجغرافيا
    لسه شايفها حكاية بعيدة جداً، خصوصاً لم تقدم ما يدعمها من قرآئن

    واديك مزيد من المشاكل
    شوف الآية ادناه :

    وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ
    فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ

    فهنا عندنا طقس ديني زراعي، تقدّم فيه القرابين من المحصولات والانعام للآلهة

    وكمان

    وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ
    مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

    فضمن جغرافيتهم المتخيلة هذه، يُطلب منهم تقديم صدقة ثمارهم، وكدا
    المهم ان الحل دا يبدو خيالي تماماً
                  

02-16-2018, 05:08 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    Quote: لكن عبيد الغربيين سيظلون عبيد وأذناب لهم
    ولو دخلو جحر ضب هم من ورائهم داخلون
    أعني ثلاثتكم وليس فقط الفياض المتحسس

    طيب يا منتصر لم ترد على كلامي المتكرر على ان مجتمعاتنا الاسلامية مجتمعات ديكتاتورية .

    وفرضت السردية الاسلامية التقليدية بقوة السلطة الغاشمة والمناهج التعليمية واجواء العسف والقهر كما يحدث في السعودية التي تكاثر فيها الملحدون حتى ضربوا الرقم القياسي على مستوى العالم ؟؟؟؟

    وكل محاولات التفكير خارج الصندوق التقليدي، قُوبلت بردّة فعل غاية في الفظاظة والقسوة، كما في حالة طه حسين، وفرج فودة، ومحمود محمد وطه ونصر حامد ابوزيد، كامثلة واضحة للعيان..

    ولو جيت للكلام الجد حول علاقتنا بالاسلام والثقافة العربية، فهما مثل الثقافة الغربية، وافدان على ثقافاتنا الافريقية الاصلية.

    وكان يمكن لصدقة تاريخية اخرى ، ان تجعلنا مجتمعات مسيحية او بوذية أو خلافه.

    وكل تلك الثقافات المهاجرة، بالإمكان التعامل معها على وزن "جحر الضب"..

    لكننا لن نقول بذلك ، فهما أي الاسلام و اللغة العربية ،

    في حالة العبدلله مكوّنان جوهريان من مكوّنات هويتي المركبة..

    وهذا لا يمنع من استخدام أدوات البحث العلمي ..

    فايضاً الثقافة الغربية لها فضل على البشرية كلها ,رغم ارتباطها بالاستعمار،

    وليس من سبيل لارتقاء اممنا غير سلوك دربها في العقلانية والديمقراطية وحرية التفكير والنقد ..

    وسأعود للكلام عن كتاب عربي تاسيسي حال الفراغ من كتابة الملخص ..
                  

02-17-2018, 08:27 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    النبي موسى و"التاريخ"

    من قناة "التاريخ" History هنالك حديث عن عدم وجود ذكر لموسى في الحضارة المصرية القديمة.

    وكذلك ،أدلة أخرى تنفي وقائع في قصته الواردة في "التوراة":



    أدناه رد على اسباب محتملة لانعدام الادلة التاريخية على وجود النبي موسى ، من الدقيقة ٢٥:

                  

02-17-2018, 10:42 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    قال مشكلة وجود موسى وابراهيم عليهم السلام!!!
    وين المشكلة لو كفرتم؟!
    لن تكونوا أول من يكفر ولا آخر من يكفر .
                  

02-17-2018, 11:34 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    Quote: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ
    فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ

    فهنا عندنا طقس ديني زراعي، تقدّم فيه القرابين من المحصولات والانعام للآلهة

    وكمان

    وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ
    مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

    فضمن جغرافيتهم المتخيلة هذه، يُطلب منهم تقديم صدقة ثمارهم، وكدا
    المهم ان الحل دا يبدو خيالي تمام
    بالنسبة للآية الأولى
    لم يقل أحد أن منطقة مكة كانت خالية تماما من الزراعة
    صحيح أن الزراعة كانت قليلة لكنها موجودة
    وليس مستبعد أن يكون مقصود بالآية قوم
    آخرين غير قريش خصوصا وأن الآية جاءت
    بعد مرور على أقوام سابقين وقوم آخرين .
    وأما الآية الثانية كانت تتحدث نواحي
    المدينة المنورة
    والمدينة المنورة كانت ولا زالت بها بساتين
    للتمور وجميع الفواكه ثم إن خطاب القرآن الكريم
    جامع لا ينحصر في مكان دون الآخر.
    وفي أحيان كثيرة يكون الخطاب متعلق
    بعهود سابقة وأقوام آخرين في مكان آخر.
                  

02-18-2018, 00:59 AM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    سلام منتصر


    Quote: وأما الآية الثانية كانت تتحدث نواحي
    المدينة المنورة


    سورة الانعام مكية كلها علي قول اكثر المحققين، ومن خالف قال انّ بها بضع
    آيات مدنية وذكر من ضمنها آيتنا اعلاه

    وفي تقرير مكية السورة باكملها
    قال صاحب الوسيط :

    Quote: 3- أين نزلت سورة الأنعام:
    يرى جمهور العلماء أن سورة الأنعام كلها مكية، ويرى فريق منهم أنها كلها نزلت بمكة ما عدا الآيات 20، 23، 91، 93، 104، 141، 151، 152، 153.
    ولعل الذي حمل أصحاب هذا الرأى على القول بأن هذه الآيات التسع مدنية ورود بعض الروايات بذلك، وأنها آيات نزلت في بيان أحكام تتعلق بالحلال والحرام من
    التكاليف العملية، وهي لهذا كانت أنسب بالمدينة.
    والذي تطمئن إليه النفس وعليه المحققون من المفسرين أن سورة الأنعام قد نزلت كلها بمكة جملة واحدة، ويشهد لما ذهبنا إليه ما يأتى:
    (أ) كثرة الآثار التي صرحت بنزولها بمكة دفعة واحدة، ومن هذه الآثار ما ورد عن ابن عباس أنه قال: لقد نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة وحولها سبعون ألف
    ملك يجأرون بالتسبيح.
    وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت على سورة الأنعام جملة واحدة وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد .
    (ب) المحققون من المفسرين عند ما بدءوا في تفسير سورة الأنعام صرحوا بأنها جميعها مكية، وأنها قد نزلت جملة واحدة، وتجاهلوا قول القائل إن فيها آيات مدنية.
    فهذا- مثلا- الإمام ابن كثير ساق في مطلع تفسيره لهذه السورة الروايات التي تثبت أنها مكية، ولم يذكر رواية واحدة تثبت أن فيها آية أو آيات قد نزلت بالمدينة.
    وابن كثير- كما نعرف- من الحفاظ النقاد الذين يعرفون كيف يتخيرون الروايات، وكيف يميزون بين صحيحها وضعيفها.
    (ج) الروايات التي اعتمد عليها القائلون بأن تلك الآيات التسع مدنية روايات فيها
    مقال، ولم يعتمدها المحققون من العلماء، فقد نقل السيوطي عن ابن الحصار قوله:
    استثنى من سورة الأنعام تسع آيات- مدنية- ولا يصح به نقل، خصوصا وأنه قد ورد أنها نزلت جملة .
    (د) الذي يقرأ سورة الأنعام بتدبر يجد فيها سمات القرآن المكي واضحة جلية، فهي تتحدث باستفاضة عن وحدانية الله، وعن مظاهر قدرته، وعن صدق النبي صلى الله عليه وسلم
    في دعوته، وعن الأدلة الدامغة التي تؤيد صحة البعث والثواب والعقاب يوم القيامة، إلى غير ذلك من المقاصد التي كثر الحديث عنها في القرآن المكي.
    ومن هنا كانت سورة الأنعام بين السور المكية ذات شأن كبير في تركيز الدعوة الإسلامية، تقرر حقائقها، وتفند شبه المعارضين لها، واقتضت لذلك الحكمة الإلهية أن تنزل- مع طولها وتنوع
    آياتها- جملة واحدة، وأن تكون ذات امتياز خاص لا يعرف لسواها كما قرره جمهور العلماء.
    ومن ذلك يتبين أنه لا مجال للقول بأن بعضها من قبيل المدني، ولا بأن آية كذا نزلت في حادثة كذا، فكلها جملة واحدة نزلت بمكة لغاية واحدة، هو تركيز الدعوة بتقرير أصولها والدفاع عنها.
    هذه بعض الأدلة التي تجعلنا نرجح أن سورة الأنعام كلها مكية، وأنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة.


    وقال العلامة ابن عاشور في الرد علي من زعم انّ الآية المعنية مكية من كونها تقرر الزكاة في الحرث :

    Quote: وقد فرضت الزّكاة في ابتداء الإسلام مع فرض الصّلاة ، أو بعده بقليل ، لأنّ افتراضها ضروري لإقامة أود الفقراء من المسلمين وهم كثيرون في صدر الإسلام ، لأنّ الّذين أسلموا
    قد نبذهم أهلوهم ومواليهم ، وجحدوا حقوقهم ، واستباحوا أموالهم ، فكان من الضّروري أن يسدّ أهل الجدة والقوّة من المسلمين خَلَّتهم . وقد جاء ذكر الزّكاة في آيات كثيرة ممّا نزل بمكّة مثل
    سورة المزمّل وسورة البيّنة وهي من أوائل سور القرآن ، فالزّكاة قرينة الصّلاة . وقول بعض المفسّرين : الزّكاة فرضت بالمدينة ، يحمل على ضبط مقاديرها بآية { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم
    وتزكيهم بها } [ التوبة : 103 ] وهي مدنيَّة ، ثمّ تطرّقوا فمنعوا أن يكون المراد بالحقّ هنا الزّكاة ، لأنّ هذه السّورة مكّيّة بالاتّفاق ، وإنَّما تلك الآية مؤكّدة للوجوب بعد الحلول بالمدينة ، ولأنّ المراد
    منها أخذها من المنافقين أيضاً ، وإنَّما ضبطت الزّكاة . ببيان الأنواع المزكاة ومقدار النُّصب والمُخْرَج منه ، بالمدينة ، فلا ينافي ذلك أن أصل وجوبها في مكّة ، وقد حملها مالك على الزّكاة المعيّنة
    المضبوطة في رواية ابن القاسم وابن وهب عنه وهو قول ابن عبّاس ، وأنس بن مالك ، وسعيد بن المسيّب ، وجمع من التّابعين كثير . ولعلّهم يرون الزّكاة فرضت ابتداء بتعيين النّصب والمقادير ،
    وحَملها ابنُ عمر ، وابنُ الحنفية ، وعليّ بن الحسين ، وعطاء ، وحمَّاد ، وابن جبير ، ومجاهد ، على غير الزّكاة وجعلوا الأمر للنّدب ، وحملها السُدّي ، والحسن ، وعطيّة العوفي ، والنّخعي ، وسعيد
    بن جبير ، في رواية عنه ، على صدقة واجبة ثمّ نسختها الزّكاة .


                  

02-18-2018, 03:30 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    سلامات أستاذ أسامة وزواره الأكارم ..
    أتابع هذا الدفق الغزير من المعلومات والمساهمات التحليلية القيمة من المتحاورين ..
    وعلى ضوء الفيديوين اللذين أدرجا مؤخرا عن النبي إبراهيم وموسى عليهما السلام ..
    ارفق كمقدمة هذا الاقتباس حول زمان استخدام اسم فراعنة لحكام مصر
    كما ورد في الموقع أدناه وقد أشار لبعضه المتحدث في الفيديو الأخير:
    : http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86
    Quote: يعتقد بأنّ استخدام اسم فراعنة لحكّام مصر القديمة شاع في العصور الحديثة، لأسباب متعددة منها الميول العقائديّة والتفسير التوراتي من زاويةٍ واحدة، أما التفسير اللغوي فهو بعيدٌ كلّ البعد عن كل تلك المعتقدات.
    يعتقد علماء الغرب أنّ كلمة فرعون مأخوذة من كلمة برعو باللغة النوبيّة القديمة، وتعني البيت الكبير أو المنزل الكبير، أو الباب العالي نسبةً للتركيب بر – عا.
    يعتقد بأن التركيب بر – عا قد ظهر في عهدي الأسرتين الملكيتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، وعلى الرغم من هذا فإنه لم يتمّ العثور على أي دليل يشير إلى استخدام اللقب بر – عا،
    ويدلّ هذا الأمر على محاولة العلماء في الغرب التوفيق بين التاريخ والآثار القديمة، وبين ما ذكر في كتاب التوراة (العهد القديم) والذي أشار في سفر التكوين وسفر الخروج إلى ملوك مصر تحت لقب (فرعون)
    وهو تحريفٌ للقب برعو بعد تحويله من اللغة النوبيّة القديمة إلى اللغة العبريّة، دون التفريق في هذا اللقب بين ملكٍ وآخر من الملوك الثلاثة الذين توالوا على حكم مصر في تلك الفترة، والذين عاصروا الأنبياء إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام،
    فقد عممت التوارة التسمية واللقب على جميع حكام مصر، ولم يظهر هذا اللقب كلقبٍ ثانوي للحكّام والملوك في فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة.
    وأيضاً ورد ذكر فرعون في مصدرٍ آخر هو القرآن الكريم، وهنا تظهر كلمة فرعون كاسم علمٍ أكثر منه لقباً في عددٍ من الآيات، ومن هنا يرجح بأن فرعون هو اسم علم تمّ تعميمه على ملوك مصر القديمة أكثر منه لقباً.

    يتبع ..
                  

02-18-2018, 03:36 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد على طه الملك)

    نتقل الآن لهذه الدراسة التي بحثت عن اجابة أخرى للسؤال المعروض في الفيديو ..
    ما الذي يؤكد أن فرعون الواردة في القران مقصود بها حاكم مصر وادي النيل؟
    Quote: الصورة التي رسمتها الثقافة الدينية السائدة عن إبراهيم الخليل عليه السلام وعن آل إبراهيم من زوجه سارة هي أنه ولد في العراق في أور ثم هاجر إثر فشل المحرقة إلى حوران في سوريا ثم مصر وادي النيل ثم يعود ثم يستقر في الخليل في فلسطين وهناك ينجب إسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب ثم يتناسل في أولاد يعقوب والذين انتقلوا إلى مصر فيما بينته أحداث قصة يوسف عليه السلام، ثم تناسلوا في مصر حتى أخرجهم موسى عليه السلام في الخروج الكبير ليعيدهم إلى الأرض المقدسة التي هي فلسطين ومن ثم هناك يتواصل تاريخ بني إسرائيل حتى جلائهم الأخير عنها، هذه الصورة هي السائدة في عقول أصحاب الأديان السماوية عموماً مسلمين ويهود ونصارى، وهي كذلك السائدة في كل المحافل الثقافية التي تصدق أو لا تصدق بالأديان.
    فيما عدا ثلة قليلة من المفكرين الذين شككوا في هذا التاريخ كله، أو الذين قالوا بأن جغرافيا هذا التاريخ غير صحيحة أبداً، وأن الجغرافيا الحقيقية لكل هذا التاريخ هي منطقة السراة في الجزيرة العربيّة، ولقد بينت أبحاث جمعية التجديد في مشروعها “عندما نطق السراة” صحة هذا التوجه،
    ومن بين هذه البحوث بحث “اختطاف جغرافيا الأنبياء” لأحد الباحثين في الجمعية، فقد ناقش المقولة المشتهرة وبين خطأها وفقاً لعدد من المؤرخين والعلماء، ووفقاً للبحث المذكور فقد أردت استعراض بعض الآيات القرآنية، التي تدلل على صحة ما ذهبوا إليه، من أن مصر يوسف وموسى، لا يمكن أن تكون مصر وادي النيل، وأنها أقرب لأن تكون كما ذكروا بقعة من السراة في الجزيرة العربية.
    ما سأقوم به هنا هو تتبع بعض المشاهد القرآنية الصغيرة؛ ضمن هذه الأحداث الطويلة، لنرى ما الذي تكشفه لنا من أرجحية؟ هل هي مع الصورة السائدة أم هي مع الصورة المنَّحاة عن الثقافة الدينية؟
    (1) من هذه المشاهد؛ رحلة أولاد يعقوب الأحد عشر، من فلسطين إلى مصر وادي النيل كما هو مزعوم، للحصول على الميرة لأهلهم، سني المجاعة السبع، التي ألمّت بمصر كما هو مذكور في تاريخ السير، فإذا افترضنا أن آل يعقوب يسكنون في منطقة الخليل، أو قربها لأنها دار
    أبيهم إبراهيم كما المشهور، إذ أنهم كانوا بدوًا رعاة كما يقول القرآن على لسان يوسف عليه السلام “وجاء بكم من البدو” فهم إذاً يعيشون في مراعي الصحراء في فلسطين، ولكن قريباً من مأوى أبيهم إبراهيم عليه السلام في الخليل، ومن ثم لما أصابتهم المجاعة ذهبوا يشترون لهم طعاماً من عند حاكم مصر.
    وإذا ما أنزلنا هذه المواقع التاريخية على الجغرافيا، وجدنا أن المسافة التي كانت تفصلهم عن مصر في تلك الأيام تقارب الخمسمائة كيلو متر من الخليل حتى منف؛ الموقع التاريخي الأقرب لحضارة ملوك وادي النيل، فإذا كانوا سيقطعونها عن طريق؛ قوافل الجمال، والتي تبلغ سرعتها 48 كيلو مترا في “بياض يوم“، علمنا أن أبناء يعقوب يحتاجون للذهاب والإياب لمقدار 20 يوما، فإذا أضفنا لها مدة مكثهم في مصر، لانتظار دورهم والاستعداد للإياب، فسيبلغ الوقت اللازم عندها حوالي 22 يوما، والمروي في الروايات موافق لمثل هذا التقدير، فقد ذكرت أنهم استغرقوا في المسير تسعة أيام، وبعضها تسعة أيام وعشر ليال، حيث ذكرت أن المسافة كانت 80 فرسخا، والفرسخ يساوي بحساب اليوم 6 كيلو متر،(كانوا يحسبون للقافلة بريدين في اليوم، والبريد 4 فراسخ، والفرسخ 3 أميال، والميل 4000 ذراع (1)، فإذا ما علمنا أن كل شخص له الحق في شراء بطاقة تموينية تساوي كيل بعير فقط، بدلالة قوله تعالى: [ولمن جاء به حمل بعير] وقوله: [ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير]، وإذا ما علمنا أن كيل البعير يساوي حمل حمار، وأن حمل البعير يساوي وقر حمار، وما زاد على ذلك فهو وقر بعير، أي الحمل الذي يثقل على البعير، ولم أجد من هذه الألفاظ ما هو محدد بالوزن إلا حمل البعير والذي هو وقر الحمار، وهو يساوي وسقا واحدا، والوسق يساوي 60 صاعا، والصاع أقل من 3 كيلوجرام، فحمل بعير يعني من 150- 180 كيلو جرام تقريبا، علمنا أن كل فرد سيذهب من فلسطين إلى مصر قاطعاً مسافة: 1000 كم ذهابا وإيابا، وماكثا مدة 20-25 يوما ليرجع بمقدار أقل من 200 كجم، هذا إذا حملنا أن كيل البعير هو نفسه حمل البعير والذي يساوي وسقاً واحداً، غير أن الأمر ليس كذلك فإن كيل البعير هو أقل من حمل البعير، ويدل على ذلك أن يوسف لما أراد أن يجعل لمن يجيء بالصواع جائزة؛ أكرمه بحمل بعير، ومقتضى الحال أنه أزيد من كيل البعير الذي وصفه أخوته بأنه كيل يسير، وإذا ما احتسبنا له مقداراً منها لاستهلاكه اليومي، فما المقدار الباقي من هذه الميرة؟! ويتساءل المرء لماذا لا يتوجه أبناء يعقوب وسائر البدو للميرة من بلدان نهر الأردن فهي أقرب لهم كثيراً من بلاد وادي النيل؟ وهي بلاد موفورة الماء بفضل نهر الأردن. لقد كان الطعام شحيحا، ويوزع وفق ضوابط صارمة، فهو أولا يباع ولا يوزع مجانا، ثم هو يكال بمكيال خاص خارج من الإدارة الملكية، ولأجل أن لا يقلده أحد فيكيل أزيد أو أنقص من المقدار المحدد، جعل صواع الملك من ذهب فلا يتأتي لأحد توفير مثيل له، وجعل التوزيع وفقا لعدد الأفراد وليس وفقا لعدد الإبل والمال، فلكل واحد كيل بعير فقط، تحسبا لعدم استغلاله في التجارة والسوق السوداء، وكان لكل فرد الحق في الميرة وفق فترة زمنية، قيل أنها مرتان في السنة، وهذا بعيد، ولكنها موقوتة يقينا، وإنما أراد يعقوب عليه السلام من نصحه لأبنائه بعدم الدخول من باب واحد والدخول من أبواب متفرقة، أن يسترهم عن أعين الرقباء والحساد،لأنهم عادوا للامتيار قبل أوان استحقاقهم، وذلك لما وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، ونالوا موافقة أبيهم على اصطحاب أخيهم الذي طلب العزيز(يوسف) إحضاره معهم، فأنست نفوسهم للعزيز وأنه سيبيع لهم بوجاهة أخيهم، فيميرون أهلهم مرة ثانية ويزدادون كيل بعير إضافي، خاصة وهم يرون أن البطاقة المقدرة ” كيل بعير” كيل يسير.
    (2) وهناك أمر آخر جدير بالملاحظة، فمصر التي استوطنها يوسف لم تكن تعتمد في زراعتها على سقيا الأنهار، بل تعتمد على الأمطار، والدليل أن سقوط الأمطار كان علامة الغوث على رأس السنة السابعة من القحط الذي ضرب البلاد، فبمجرد توقف الأمطار عن الهطول بدأ موسم القحط وبمجرد عودتها للهطول ينتهي موسم القحط [ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون]. فالسبع الشداد كانت بلا أمطار، ومن الواضح أن مصر هذه ليست هي مصر وادي النيل، التي لا تعتمد على الأمطار بل على مياه النيل، الذي يستمد ماءه من جبال أم من بحيرة فكتوريا، ولا تتزامن فيها المجاعة مع توقف الهطول مباشرة، إذ النهر يظل يجري اعتماداً على النبع ثم يزداد منسوبه إذا زاد منسوب الأمطار، أما مصر يوسف فهي بلاد تعتمد على سقوط المطر، وبمجرد انعدام المطر سنة واحدة، فإن الزراعة تتدهور حالاً، ويعزز هذا المعنى التزامن بين مجاعة البدو والحضر في تلك المنطقة، فأبناء يعقوب ـ البدو ـ أصابتهم المجاعة متزامنة مع سكان الحضر الذين هم تحت حاكم مصر في أيام يوسف (ع)، مما يدل على أنهم كانوا يعيشون في نفس المنطقة الجغرافية، وتتساقط عليهم نفس الأمطار، بحيث إذا سقي هؤلاء سقي هؤلاء، وأنهم إنما يعيشون في بيئتين مختلفتين؛ رعوية وزراعية، ولكن في منطقة واحدة، فلما توقف تساقط الأمطار على المنطقة، تضرر أهل الضرع والزرع في آن واحد، حيث لا كلأ ينبت، ولا ماء يكفي للزرع، فاحتاج الفريقان للتموين في وقت متزامن حضراً وبدواً، لأن نصيحة يوسف للملك لا تتعلق بغير سكان بلاده في الأصل، ولو كان يوسف في وادي النيل ويعقوب في بر فلسطين لما تزامنت المجاعة معهما، حيث مصر وادي النيل لا تتأثر بتوقف الأمطار إلاّ على المدى البعيد، وليس إلى درجة المجاعة أيضاً، ولن تكون حالة الجدب شاملة لكل هذه البقاع الشاسعة، ولو كانت كذلك لما كفتهم محاصيل مصر ولا غيرها، هذا مضافاً لما ذكرناه من عدم اعتماد مصريي ( وادي النيل) على الأمطار الموسمية.
    ومما يدلل على أن مصر يوسف ليست مصر وادي النيل، أنك تجد أنهم قد تعلموا من درس المجاعة التي أصابتهم، فصاروا إضافة لمياه الأمطار يحفرون الآبار والعيون ويقيمون السدود، ففي قصة فرعون موسى نجد ذكرا للأنهار التي تجري من تحته، وذكرا للعيون لم نجده في قصة يوسف: [أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي]، [كم تركوا من جنات وعيون]، ومصر وادي النيل حتى اليوم لا تعتمد على العيون، ولا تحفر الآبار إلا في الأراضي البعيدة عن النيل، ولو كان النهر المشار له هو النيل لذكر بالمفرد وذكر اسمه العلم (النيل)، لأنه أعظم نهر في الأرض يومها، فالافتخار يقتضي الإعلان عن مسمى هذا النهر العظيم، ولكنها كانت أنهر أودية صنعوا سدودا أو عيوناً تتحكم في مياهها لاستخدام أطول زمنا بعد مجاعتهم في عهد يوسف، ولهذا لا نجد ذكرا للأنهار في قصة يوسف.
    فمصر يوسف ليست مصر وادي النيل، وبدو يعقوب ليسوا على هذه المسافة الشاسعة عن مصر، وإنما هم في البادية القريبة منهم، كما هو الحال حتى الآن في حجاز الجزيرة العربية، ولو كان يعقوب في ما سمي بالخليل لتوجه نحو نهر الأردن، وإلى شمال ما يعرف الآن بفلسطين نفسها، ولم يكلف نفسه عناء قطع ما أطلق عليها صحراء النقب ثم ما سميت سيناء(2). ثم النزول عبر الدلتا إلى منف، فهذا أمر غير واقعي بالمرة، وليس وراءه جدوى.
    (3) لقد حدث تغير سياسي واقتصادي وثقافي بين مصر يوسف ومصر موسى، فمصر يوسف كانت بلاداً زراعية بالأساس تتمتع بالاكتفاء الذاتي في زراعة المحاصيل، وتمارس التجارة مع المناطق المجاورة لها، و كانت تتمتع بنظام سياسي قائم على وجود ملك ووزير يسمى “العزيز“، ونظام أمني يستخدم نظام الأسوار؛ الطريقة الدفاعية القديمة الشهيرة، يشير إلى ذلك قول يعقوب لأبنائه وهم ذاهبون إلى مصر: [يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة] فهذه أبواب سور يحيط بالقرية (المدينة)، وكل هذا يدلل على أن مصر هذه هي مجرد مملكة محدودة، مما يعرف بممالك المدن، حيث تقتصر الدولة على مدينة محاطة بسور له أبواب متعددة، تسهل عملية الدفاع، ولها قرى وأراضٍ تابعة لها، ويدل على بساطة هذه الممالك أن العزيز ( الوزير ) يوسف عليه السلام، كان يشرف على توزيع المؤن بنفسه، وكان الممتارون يدخلون إلى مركز المدينة داخل الأسوار لأخذ البطاقة التموينية، ومملكة كهذه هي أقل شأنا بما لا يقاس، من مملكة وادي النيل المشهورة اليوم بالفراعنة، حتى أن إخوة يوسف، لما عادوا إلى أبيهم، بعد احتباس أخيهم الثاني، قالوا مبررين وضعهم لأبيهم: [واسأل القرية التي كنا فيها]، ولفظ القرية يطلق على المدن، منتزع من معنى الاستقرار، وإذا كبرت سميت أمّا للقرى، ومنها سميت مكة أم القرى، لأنها أول بيت وضع للناس، غير أن هذه المملكة لها ما للممالك الكبيرة من نظام الملوكية، من وجود ملك ووزراء وقانون وسجن وعرش، كما كان شائعاً في الجزيرة العربيّة يومها، كما لا حظناه في مملكة سبأ ومملكة داوود، فهي ممالك من نوع ما عرف بدولة المدينة ليس إلاّ.
    (4) غير أن مصر هذه قد تبدلت سياسياً واقتصاديّاً وأمنياً وثقافيا في عهد فرعون موسى، فالملك اتخذ مسمى سياسياً جديداً وهو فرعون وهو لفظ يدل على العلو والارتفاع والسمو، من فرع، فالفرع هو أعلى الشيء، فهو يشبه ما نقوله اليوم بصاحب السمو والجلالة والمعالي.
    والوزير ” العزيز” أصبح “هامان” وهو: باب السلطان، وتؤدي معنى العزيز والملك، وهي عند الفرس طائر يحط على من حط عليه بالسعادة، ولا زالت في الفارسية تلفظ همايون، وهو بمثابة رئيس للوزراء، سلطاته تمتد للشؤون العسكرية والمدنية، “جنودهما” و [أوقد لي يا هامان على الطين]. وجرت عمليات تغيير في نظام الري، فبعد أن كانت تعتمد على المطر صار لها أنهار تجري من تحت فرعون، [وهذه الأنهار تجري من تحتي]، وصار لها عيون ماء [كم تركوا من جنات وعيون]، لها جنات من نخيل وعنب، وشجر دائم الاخضرار، إذ لفظ الجنة لا يطلق إلا على الأرض الدائمة الاخضرار، القادرة على ستر من دخلها، وجعله في جنة عن العيون.
    وهذا حدث لأحد سببين أو لكليهما، فإما أنهم قد لجئوا إلى نظام السدود وحفظ المياه، ثم التحكم في جريانها أنهاراً وأودية، وحفظها في هذه “العيون“، وبالتالي صاروا قادرين على زراعة نباتات أخرى غير موسمية، ولا تعتمد على الأمطار الموسمية كالقمح الذي كانوا يزرعونه، فصرنا نسمع فرعون موسى يتحدث عن النخل والصلب على جذوع النخل، وصرنا نسمع عن ممتلكاتهم أنها جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين.
    أو أنهم قد توسعوا في الاستيلاء على البلاد المجاورة سياسيّاً، فبعد أن نقرأ في سورة يوسف عن السور والأبواب ذي المداخل المتعددة، صرنا نسمع الملأ من قوم فرعون، يشيرون عليه بأن يبعث في المدائن حاشرين، مرة لطلب السحرة، ومرة لطلب الجند والجيش، مما يدل على حدوث توسع سياسي لمملكة فرعون، لقد كانت قرية وأصبحت أم قرى ولها مدائن، مصر فرعون موسى أوسع وأغنى وأقوى من مصر يوسف.
    ومن الناحية الثقافية والدينية فقد كانوا يعبدون أرباباً متفرقين: [أأرباب متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار] تلك كانت كلمات يوسف مع السجينين، ولكنها كانت أكثر بساطة وتواضعا بحيث أنها لم تتمكن من تفسير رؤيا الملك، وفوق هذا لم تحاول أن تتصنع له جوابا بل أقرت بعدم المعرفة، واكتفت بتبرير أنها أضغاث أحلام، ولكن فرعون موسى أنشأ نظاماً دينياً جديداً، جعل من نفسه إلهاً أوحدا فقال: [ما علمت لكم من إله غيري] واستعان بالسحر العظيم، وأظهر من الاعتراضات ما يوحي بالثقة الزائدة في النفس، فالثروة العظيمة والقدرة والقوة أغرته بادعاء المناصب التي لا يمكن أن يصلها أحد، فادعى الربوبية والإلوهية.
    ويمكن أن نلحظ تغيراً اقتصاديّاً مهما طرأ على مصر موسى، تسبب لها في كل هذا النماء، إنها التجارة فليس ثمة عمل في الزمان الماضي أو الحاضر، يمكن أن يكدس أموالاً كالتي حازها قارون غير التجارة، فلا بد أن فرعون موسى قد تمكن من الاستيلاء على منطقة تقع على خط التجارة الدولي، أو إقناع القوافل باتخاذ مصره طريقاً تجاريّاً ربما بسبب الوفرة في الماء والغذاء والأمان، وهذا ما أمكن لأمثال قارون من بني إسرائيل، أن يجمعوا كل هذه الكنوز من الذهب والفضة، وأمكن لقوم فرعون أن يجمعوا منها الكثير [كم تركوا من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم].
    إن كل ما قدمناه يؤكد أن مصر يوسف وموسى ليست مصر وادي النيل وإنما هي مملكة في الحجاز على الطريق الدولي للتجارة الذي كان يربط الصين والهند ودول آسيا بالشرق الأوسط والأدنى وأوربا والذي كان يمر باليمن والحجاز إلى الشام ثم تركيا فأوربا.
    ولعل اسم مصر نفسه لا يخلو من الدلالة على المال والغذاء والتجارة، فلو تتبعت مسمياته على أنواعها لوجدت الأمور الثلاثة: المال والغذاء والتجارة مشتركة فيها فالمِصر بالكسر: البلاد التي يجلب إليها الفيء والصدقات ومنها توزع على المستحقين، والمَصر بالفتح: الحلب بأطراف الأصابع لإخراج الحليب (الغذاء) من مسالكه في الضرع، والمصير والمصران: هو المعي، الذي هو مجرى الغذاء في الجسم، ولازال أهل الشام يسمون المال مصاري، فمصر هي بلد تقع على خط التجارة يمتار منها الناس الطعام، ويتاجرون فيها، ويجلبون لها ومنها الأموال، وأصل الكلمة يعني المآل والمرجع، فالبلد الذي يؤل له الناس للميرة يسمى مصرا، والبلد الذي تؤول له أموال الصدقات يسمى مصرا.
    لقد انتشرت في هذه المنطقة خاصة في الجزء الجنوبي من السراة ممالك أشبه بدول المدن تمتعت بالنفوذ والمال بسبب طريق التجارة ومنها مملكة سبأ ومملكة داوود عليه السلام ومملكة مصر فرعون موسى، وكانوا يتسمون بالملوك ويتخذون عروشاً ويعتنون بالزراعة والسدود والتجارة، ومثل هذا الحال وجد أيضاً في الجزء الشمالي من السراة والأردن وسوريا فهناك ممالك النبط ومدينتهم البتراء ومملكة تدمر وغيرها، وأدرك الإسلام منها ممالك مشابهة ولكنها كانت ضعيفة وتابعة للإمبراطوريات العظيمة في الفرس والروم يومها، فقد كانت هناك مملكة المناذرة والغساسنة، ومملكة في اليمن وبعض الممالك الصغيرة في عمان وهجر.
    (5) ومشهد آخر جدير بالوقوف أمامه مليّاً، يتعلق بما هو مذكور من إنجاء الله سبحانه لموسى وقومه، لما فروا من ظلم فرعون وجنوده، فلما أدركهم جيش فرعون على ساحل اليم تحير موسى ما الذي عليه أن يفعل في هذا الحصار؟ [فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63)وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ(64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ(65)ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ(66)](الشعراء)إلى هنا والمشهد طبيعي ومعروف في التاريخ ولكن النقطة المحيرة هي أن القرآن الكريم، يذكر صراحة أن موسى وقومه لم يعبروا في هذا العبور للذهاب للأرض المقدسة، وإنما للهرب من طغيان فرعون، ولذلك لما أغرق الله سبحانه فرعون وجنوده عادوا إلى نفس الديار التي كانوا فيها، ديار فرعون [فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل]، فالآية واضحة بأن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده، قد عادوا وورثوا ملك فرعون وقومه وزرعهم وبيوتهم وأموالهم، وهنا يجدر بنا أن نلاحظ أن بني إسرائيل مهما كانوا من حيث العدد يستحيل عليهم أن يرثوا ملك وادي النيل لمجرد موت الفرعون وجنوده، لأنهم أقل عدداً وشأناً من أن يدبروا ملك وادي النيل، الذي يستحيل دماره لمجرد موت فرعون وجنوده، فمصر وادي النيل أعظم وأعقد وأمنع من أن يرثها بنو إسرائيل، الذين زعموا كذبا أنهم كانوا 600000 فرد قادر على حمل السلاح يوم عبورهم، وقد أشار القرآن إلى كذب هذا العدد على لسان فرعون حين قال: [إن هؤلاء لشرذمة قليلون، وإنهم لنا لغائظون].
    ثم إن التاريخ لم يذكر مطلقاً أن بني إسرائيل حكموا مصر، وورثوا ملك وادي النيل وهذا تاريخ عوائل الملوك المصرية أمامنا، ويستحيل أن يكون ملك (الفراعنة) قد زال لمجرد أن فرعون وجنوده قد غرقوا في اليم، ومن الواضح أن القرآن الكريم قد أثبت أن هذه الحادثة قد دمرت ما كان يصنع فرعون وجنوده، وأبادت ملكهم وأنهت وجودهم التاريخي والسياسي، وأورثت ملكهم لبني إسرائيل أو على الأقل أورثت أموالهم وأرضهم وقصورهم لبني إسرائيل، وهذا يدل على محدودية مملكة فرعون موسى حتى بعد توسعها.
    ولعل الذهب الكثير، الذي حمله بنو إسرائيل في رحلتهم نحو الأرض المقدسة، والذي قذفوه مع السامري في النار، فأخرج لهم عجلاً جسداً من ذهب له خوار، هو مما ورثوه من أموال فرعون وقومه بعد هلاكهم، وإلاّ فمن أين لهم هذا الذهب الكثير الكافي لصناعة عجل، ولقد قالوا: [ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفنها وكذلك ألقى السامري]. إذاً موسى عليه السلام لم يتنازل عن رسالته في أخذ بني إسرائيل للأرض المقدسة الموعودة حتى بعد أن نالوا الثروة والسلام، وورثوا فرعون وقومه، فهو فرّ ببني إسرائيل خوفاً من طغيان فرعون، ولكنهم عادوا بعد هلاكه ثم خرجوا نحو الأرض المقدسة الموعودة، فهذا الفرار وهذا الخروج لم يكن من مصر وادي النيل وإنما من مصريم في سراة جزيرة العرب إلى الأرض المقدسة المباركة في جزيرة العرب أيضاً.
    (6) هناك مفارقة تقوم حول الأسماء، أسماء شخصيات الأحداث في الثقافة العربية، فالمؤرخون العرب يذكرون أسماء الشخصيات التي وردت في قصة إبراهيم وأبنائه، فالرجل الذي أجاز لإبراهيم عليه السلام بأن يسكن بجواره بعد هجرته بلده وعبوره كان أبو مالك، ذكرت ذلك التوراة أيضاً، والذي اشترى يوسف من مصر اسمه مالك بن ذعر بن نويب، وزوجته اسمها زليخة، والملك اسمه: الريان بن الوليد، وفرعون موسى اسمه الوليد بن مصعب بن معاوية أو قابوس بن مصعب بن معاوية، ومؤمن آل فرعون أسمه حبيب (ويذكرنا هذا بحبيب النجار) أو حزبيل أو حزقيل، وزوجة فرعون اسمها آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد، والسامري واسمه موسى بن ظفر، وقارون واسمه قارون بن يصهر بن قاهث، هذه هي أسماء هذه الشخصيات في روايات المؤرخين العرب، وهي كما ترى لهجة عربية من الجزيرة العربية، ومختلفة عن اللهجة العربية المصرية بوادي النيل، والمؤرخون إنما يأخذونها بالسماع عمن سمع، وهذا يعني أنها كانت متداولة عند قدامى عرب الجزيرة، وبعضها مؤكد في الروايات ومشتهر كزليخة، وآسية بنت مزاحم، فيا ترى في أيّ سجل من سجلات ملوك وادي النيل سنجد هذه الأسماء؟
    ثمّ ألا يدعونا ما ذكّر به مؤمن آل فرعون، محذرا قومه من أن ينالهم مثل ما أصاب الأحزاب: قوم نوح وعاد وثمود، وهم أقوام عرب من الجزيرة العربية إلى أنه إنما يخاطبهم بما عرفوا وسمعوا وشاهدوا؟ فليس من المعقول أن يحذرهم بتاريخ أقوام لم يسمعوا عنهم شيئا، بل هو على ما جاء به القرآن الكريم يذكر للعرب تاريخ من عرفوا وسمعوا وشاهدوا آثارهم.
    (7) [… فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا…]( 38: القصص)
    [وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ*أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى…](36-37:غافر)
    الصرح هو البناء العالي، وقيل هو المنفرد في المكان العالي في البنيان، وليس هذا موضع اهتمامنا، بل موضع اهتمامنا هو مادة بناء هذا الصرح، ألا وهي الجص أو الطين المطبوخ، هل هذه هي المادة التي بنى بها ملوك وادي النيل معابدهم؟ كلا، فهذه معابد وادي النيل كلها منحوتة من الحجارة العظيمة، و لا تزال طريقتهم في رص أحجار الأهرامات تحير الباحثين حتى اليوم، فهم لم يجدوا بعد الطريقة التي تمكن بها المصريون في وادي النيل، من إحكام تماسك الأحجار بدون مادة لاصقة، وإلى درجة أنك تجد صعوبة في إدخال شفرة حلاقة بين الصخرتين، ومهما قلنا فإن الطين المطبوخ لم يكن هو وسيلتهم لبناء الصرح، ولم يكن هو عماد مادة البناء، إذ ينبغي الالتفات إلى أن عبارات الآيات تعني أن الطين المطبوخ، كان هو عمدة البناء وليس الصخر الكبير، فهو بناء لا يشبه في مواده قصور بُصرى بالشام، أو المعابد في بعلبك وإيران وسائر منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت تعتمد في الأساس على قطع الصخور ثم تركيبها إلى بعضها بالطين أو أية وسيلة أخرى، ولكن الصخور هي عمدة البناء، ولو كان صرح فرعون موسى عمدته الصخر، لطلب فرعون قطع الصخور، لأنه الجهد الأكبر في عملية الإنشاء، أما وأنه قال أو قد لي على الطين، فإن الطين المطبوخ هو عمدة بناء صرح فرعون، أي أنه يريد بناءً عالياً من الطين والحجارة، كما هي الطريقة المعتادة في بناء البيوت والقلاع والحصون في عديد من المناطق العربية، كما في العراق و في شبه الجزيرة العربية، ولهذا فإن معظم آثارهم قد اندثر مع الزمان، لأن الطين لا يصمد للعوادي صمود الصخور. ولن تجد منطقة في الشرق كله أعلى بناءً بالطين من اليمن، فهي البلاد الوحيدة التي تبني صروحاً وإلى اليوم يصل ارتفاعها إلى ستة طوابق، وهي من المعالم الجميلة في صنعاء اليمن، فليس بعيداً أن تكون هي الطريقة التي استعملها الأسلاف في تلك المنطقة لبناء الصروح من الطين.
    وقد بنا نبي الله سليمان عليه السلام، صرحاً ممرداً من قوارير إظهارا لقدرته لبلقيس اليمن، فبناء الصروح كان عندهم علامة على القدرة والمكنة، تماماً كما هو الحال عند دول العالم اليوم التي تتفاخر أيها أعلى بناءً في الأرض!
    فاستخدام الطين المطبوخ دون الصخور في بناء الصروح العالية، يدل على أن مصر فرعون موسى ليس مصر وادي النيل، وإنما هي في سراة الجزيرة العربيّة في عسير أو اليمن..
    (8) في الأديان السماوية الثلاثة هناك أرض مباركة، لها علاقة بالأنبياء وبني إسرائيل اختلف فيها المفسرون، فمنهم من قال إنها الشام وفلسطين تحديداً، أخذا بالمشتهر من التاريخ والجغرافيا ومتابعة لليهود في دعواهم، ورغم أن هذا الرأي قد خالفه العديد من المفسرين الأكثر تدقيقاً وأمانة، إلاّ أن متابعي الإسرائيليات قد روجوه وشهروه حتى بات لا يذكر سواه، فقد خالفه ابن عباس وقال إنها مكة، وخالفه جماعة من السلف كما ذكر صاحب كتاب تيسير الرحمن في كلام المنان فقال: “الظاهر أنها صنعاء كما قاله غير واحد من السلف“(3) وقال صاحب الأمثل في تفسير القرآن: ” أما ماهي الأرض المباركة؟ فقد أجمع أغلب المفسرين على أنها أرض الشام ( سوريا فلسطين والأردن) .. ولكن بعض المفسرين احتمل أن المقصود منها هو صنعاء أو مأرب، وكلتاهما كانتا في اليمن، ولا يستبعد هذا التفسير، لأن المسافة بين (اليمن) الواقعة في أقصى جنوب الجزيرة العربية والشام الواقعة في أقصى شمالها شاسعة، ومليئة بالصحارى اليابسة المقفرة، مما يجعل تفسير الأرض المباركة هنا بالشام بعيد جداً، ولم ينقل في التواريخ ما يشير إلى ذلك، بعضهم أحتمل أيضاً أن يكون المقصود بالأرض المباركة مكة وهو بعيد أيضاً “(4)
    إن المشكلة في تحديد ” الأرض المباركة“، تبدأ من عدم الاتفاق حول ماهية البركة، فمن اكتفى منهم بأنها منبع النبوات، صار مقبولاً عنده أنها مكة، ومن اكتفى بأنها مباركة بالخيرات والنعم صار يبحث عن أرض خصب معطاء.
    أول ما ينبغي قوله وتعيينه، إن هذه الأرض هي بقعة مخصوصة محددة، كانت مهداً للنبوات من جهة؛ وكانت موفورة الخيرات من جهة أخرى ، وهي التي جرت فيها أحداث النبوات ، وتحرك فيه بنو إسرائيل ، وإبراهيم الخليل ولوط، فهي التي أنجى الله نبيه إبراهيم ولوطاً في قوله [ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ](71: الأنبياء)، ومن هنا بدأت المتاهة، حيث سيطر على تاريخ الأديان توجه اليهود في فهم التوراة ، فقالوا إنها فلسطين ، بينما المروي أنهما لجأا إلى مكة وآواهما شخص يدعى ” أبو مالك : وأنهما أقاما عند بلوطات نمرة ( لاحظ مسجد نمرة ) ، وهذا ما جعل ابن عباس يقول إنها مكة .
    إن هذه الأرض ترد في أخبار نبي الله سليمان عليه السلام، حيث كان مقره في الأرض المباركة، والريح تجري بأمره إلى دار مقره فيها [ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ](81: الأنبياء)، وفيها يقع المسجد الأقصى وهي تقع من حو له ” المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” ففي الأرض المباركة، هناك أرض مقدسة، والأرض المباركة من حولها، وإليها كان واجب الهجرة على بني إسرائيل ” ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم “.
    فنهاك إذاً أرض مقدسة داخل الأرض المباركة ، وفيها المسجد الأقصى ، والحقيقة أن القائلين بأنها الشام وفلسطين لم يتدبروا في الآيات القرآنية ، وتابعوا المشهور من غير تمحيص، لأنها بحسب الآيات لايمكن أن تكون فلسطين ، ففي خبر هلاك فرعون مصر يذكر القرآن الكريم [ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ](137: الأعراف)، فمملكة مصر فرعون (موسى ) كانت ضمن الأرض المباركة .
    ولعل هذا هو باعث من قال أنها مصر وادي النيل ، فبنو إسرائيل لم يغادروا الأرض المباركة حتى حينما كانوا تحت سطوة فرعون بل كانوا فيها ، وإنما كانت مهمة موسى إخراجهم نحو الأرض المقدسة في الأرض المباركة ، فلو تمسكنا بقول أصحاب التاريخ المشهور لوجب أن تكون الأرض المباركة هي مصر والشام جميعاً ، ولكن هذا القول لا يمكن الركون إليه، بسبب آيات أخرى تحدثت عن مملكة سبأ قال سبحانه ” لقد كان لسبأٍ في مسكنهم ، آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم … إلى أن يقول [وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ* فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ] (18-19: سبأ)
    إن مملكة سبأ هي في اليمن لم أجد من يخالف ذلك ، واليمن القديم ليس هو اليمن الحديث سياسيّاً ولكنها لن تخرج عن منطقة جنوب الحجاز على أية حال، والآية تقول إن بين مملكة سبأ والأرض المباركة أو القرى المباركة قرى ظاهرة ، وظهور القرى يشير إلى عمرانها وقوتها وأمنها ، مأخوذ من الظهور وهو البروز والقوة ، فهناك إذاً ما بين قرى مملكة سبأ وقرى الأرض المباركة قرى ظاهرة، فهي سلسلة من ممالك المدن ( القرى )، المتمتعة بالقوة والعمران والأمان المستتب، متصلة ما بين سبأ والأرض المباركة، وهذا الذي دفع الشيخ مكارم الشيرازي إلى أن يرفض أنها الشام، وقال إن بين اليمن والشام قفاراً واسعة، ولعل متابعة الآية تساعدنا على تحديد أكثر اقتراباً من الناحية الجغرافية، فإذا كانت سبأ باليمن فإن امتداد القرى الظاهرة ومن ثم القرى المباركة حتماً سيكون نحو الشمال ، إذ هو المتعين، ولتحديد المدى الجغرافي الشمالي هذا، سنستعين بالمدى الزمني اللازم للسفر بين مملكة سبأ وبين القرى المباركة، لننظر هل يمكن أن يبلغ الشام كما يزعمون؟
    إن المقدار الزمني الذي يحتاجه السائر بين سبأ والأرض المباركة هو بمقدار “ليالي وأياما“، إن من الممكن أن نقول بأن قول سيروا فيها ليالي وأياماً هو للإطالة والكثرة فتكون ليالي هي مجموع ليلة وليلة وليلة إلى ما لا نهاية، وأيام هي مجموع يوم ويوم ويوم إلى ما لا نهاية، في إشارة إلى طول الأمان في التنقل.
    ولكن هذا الفهم مناف للمنة عليهم بأن جعل أسفارهم قريبة وآمنة، فقد عوقبوا لجحودهم هذه النعمة بقولهم ربنا باعد بين أسفارنا، ثم إن هذا القول بطول السفر الآمن لن يجعل لكلمة “وقدرنا فيها السير ” معنى التقدير الحقيقي، ثم هو يفقد الإيقاع المكاني الذي تتحدث عنه الآية ، فالآية لا تريد أن تقول بأن المنة عليهم كانت القدرة على التجوال والتنقل في القرى الظاهرة بأمان ، وإنما تريد أن تقول بأن الله قد جعل مسيرتهم من سبأ حتى القرى المباركة والتي فيها البيت المقدس آمنة وقريبة ، وهنا تتحول المدة المذكورة: “ليالي وأياماً” إلى مسافة جغرافية، يمكن أن تعيننا على تحديد البعد الجغرافي بين القرى المباركة وسبأ عبر القرى الظاهرة.
    إن تعبير ليالي وأياماً يدل أولاً على قرب المسافة بين مملكة سبأ والأرض المباركة ولا يفصلهما سوى أرض يستغرق قطعها ثلاث ليال أو أربع ليال أو خمس ليال إلى عشر ليال فإذا زدت عن ذلك قلت ليلة مثل إحدى عشرة ليلة، وعشرون ليلة، وكذلك الأيام فهي ما بين 3-10 أيام وإذا زدت قلت يوماً مثل أحد عشر يوماً وعشرون يوماً ، فمقدار السفر بين مملكة سبأ والأرض المباركة يتراوح ما بين 3-10 من الليالي والأيام ، ولعل التفاوت راجع إلى مدى قرب المسافر في نفس مملكة سبأ ، أو يريد الإشارة إلى رقم بين 3-10 فقد يكون رقماً أكثر تحديداً ولكننا لا نملك ذلك من نفس اللفظ.
    إن أبعد مسافة بين سبأ والأرض المباركة هي مسيرة 10 أيام بلياليها فإذا حسبناها بسير القوافل كانت 500 كيلومتر لا تزيد، حيث كانوا يسيرون بياض اليوم فقط، ولو بالغنا وقلنا بأن الأمان يجعلهم يمشون ليل نهار، فإنها لن تزيد عن ألف كيلومتر، على فرض المحال، وأما إذا أخذنا أقلها 3 أيام فهي 150 كيلو متر فقط، فنحن ما بين 150 إلى 500 كيلو متر من اليمن شمالاً أي أنها حتماً ستكون في السراة الجنوبي ، ومع المبالغة ستصل مكة أو المدينة ، فهي إما في منطقة أبها أو الباحة أو ما قارب ذلك ، وهناك كانت مملكة فرعون مصر موسى، ومملكة سليمان أيضاً .
    (9) في الأخبار فيما ورد من مناقشة الإمام جعفر الصادق عليه السلام مع وفد من الصوفية كما جاء في الكافي “.. وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داوود (ع) حيث سأل الله ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده فأعطاه الله جل اسمه ذلك، وكان يقول الحق ويعمل به، ثم لم نجد الله عز وجل عاب عليه ذلك ولا أحد من المؤمنين و داوود النبي (ع) قبله في ملكه وشدة سلطانه، ثم يوسف النبي (ع) حيث قال لملك مصر “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليهم فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حد لها إلى اليمن وكانوا يمتارون الطعام من عنده المجاعة أصابتهم“(5).
    الأمر كان واضحاً عند بعض السلف منذ البداية، ولم تنطل عليهم تحريفات شراح التوراة..أن مصر في السراة قرب اليمن، ولكن الهيمنة على الرأي العام كانت للإسرائيليات الباطلة.
    إن التأمل في التفاصيل لكل كلمة وردت في القصص القرآني، سيكشف لنا عن وجه من الحقيقة، يساعدنا في التخلص من العديد من الأخطاء، التي نتقبلها من خلال أوهام الروعة في القصص الإسرائيلي، الذي ملأ كتب المسلمين، وتغلب في ذهنهم على بعض صريح النصوص القرآنية الكريمة.

    http://tajdeed.org/surat/%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89/http://tajdeed.org/surat/%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9...5%D9%88%D8%B3%D9%89/

                  

02-18-2018, 06:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد على طه الملك)

    مرحباً بالاستاذ محمد علي طه الملك

    وما أورده يصب في مجرى الحديث عن النظر التاريخي الى النصوص الدينية، وهو ما ترفضه الذهنية التقليدية، بينما تسعى أديان أخرى مثل اليهودية والمسيحية.

    فاليهودية عمدت إلى إلى إجراء بحوث تاريخية لإثبات قصص التوراة،

    بينما قامت الكنيسة الكاثوليكية بالنظر إلى القصص التوراتي باعتبارها "قصصاً مجازية"..

    في الفيديو التالي ، وهو عبارة عن مناظرة حول الوجود التاريخي لأنبياء اليهود، يذكر أستاذ أحمد زايد في إطار حديثه عن النقد التاريخي بشقيه النقد الداخلي والخارجي،

    يذكر ما قام به الاسرائيليون إبان احتلالهم لسيناء من تنقيب لإثبات قصة الخروج ، وما قامت به جامعة تل ابيب تحت إشراف عالم الآثار الاسرائيلي فرانكشتاين ، والنتائج المخيبة لقصص التوراة .

    ويطرح أستاذ أحمد زايد حلاً توفيقياً لمسألة مجافاة القصص الديني للتاريخ، باللجوء إلى "تأويل" تلك القصص مثلما فعلت الكنيسة الكاثوليكية مع قصة أدم وحواء باعتبارها قصة مجازية، ومثلما فعل محمد أحمد خلف الله مع القصص القراني.

    ويتقى هنالك سؤال مهم :

    "لماذا ترفض السعودية إجراء تنقيب آثاري، بينما يقوم اليهود -مثلاً-بفعل ذلك "؟؟؟؟

    فإلى المناظرة الممتعة:



                  

02-19-2018, 02:48 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    حتى الآن،

    هل هنالك أدلة تاريخية على وجود الأنبياء في مصر؟؟؟


                  

02-19-2018, 06:22 AM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    مما هو مفروغ منو ان قصص الانبياء في العهد القديم
    بتعكس جغرافيا وهموم سياسية للوقت اللي تم تدوينها فيه
    اكثر مما تعكس وقائع تاريخية حقيقية
    دا بنطبق مثلاً علي المدن الكانت مزدهرة في وقت الكتابة
    مثال ذلك ان يصنع شخص حكايات قبل الفي عام تدور
    احداثها في امدرمان، فقط لانه يتصور انها كانت موجودة
    كمدينة منذ الابد
    طريقة الحياة ايضاً قد تعكس فترة معينة
    مثلاً مجموعة تستخدم الجمِال في نقل البضائع او التنقل
    فدا بستدعي السؤال عن تاريخ استئناس الأبل وهل هو
    سابق للتاريخ المعطي للقصة ام بعدها
    في بعض الحالات من الممكن المحاججة بوجود وقائع حقيقية
    خلف قصص مثل خروج بني اسرائيل من مصر، لكن الوقائع
    هذه مختلفة الي درجة كبيرة من التصور اللاحق
    عندنا هنا حالة شعب بشتغل علي تاريخه البعيد لمخاطبة
    اشكالات في راهنه، وبعبّر عن التاريخ دا بلغة الحاضر.
                  

02-20-2018, 08:32 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    Quote: في بعض الحالات من الممكن المحاججة بوجود وقائع حقيقية
    خلف قصص مثل خروج بني اسرائيل من مصر، لكن الوقائع
    هذه مختلفة الي درجة كبيرة من التصور اللاحق
    عندنا هنا حالة شعب بشتغل علي تاريخه البعيد لمخاطبة
    اشكالات في راهنه، وبعبّر عن التاريخ دا بلغة الحاضر.

    والإشكال الأكبر من هذا يا أستاذ محمد، هو الإبهام الحاصل حول عدم وجود صحف مقدسة، مثل "صحف إبراهيم"، التي أشار إليها القران الكريم.
    وقد حاول باحث من جامعة الملك سعود أن يجد حلاً لهذا الإبهام واختفاء صحف ابراهيم.

    ففي كتاب له صادر عن "الدار العربية للموسوعات" ببيروت، في عام ٢٠٠٦ ، بعنوان:
    صحف إبراهيم
    جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية

    حاول فالح شبيب العجمي، أن يجري مقارنات كثيرة مشتركة بين براهما " شخصية بلاد السند"، وإبراهيم "شخصية الشرق الأدني".

    ثم يمضي مؤكدا التطابق بين الشخصيتين قائلاً:
    Quote: لو لم تكن الشخصيتان (براهما وإبراهيم) صورتان للشخص نفسه، فإنّ الإشارة إلى صحف إبراهيم في القران، تشكِّل إبهاماً ليس له حل عقلاني.

    ومن نفس الجامعة أي جامعة الملك سعود، يحاول باحثٌ آخر، ويبدو من اسمه أنه سوداني،

    يحاول د. الشفيع الماحي أحمد، من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود، أن يقيم علاقة بين الإسلام والزرادشتية.

    ففي كتابه "زرادشت والزرادشتية" ، الصادر في ٢٠٠١، عن "حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، التي تصدر عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت،

    يرى دكتور الشفيع الماحي أن زرادشت رسول من عند الله تعالى، وأن ما جاء به من مبادئ تتبنىّ مفهوم الإسلام من حيث الاعتراف بأن الله هو المكلّف، وأنه لا تتم طهارة النفس ولا تبلغ درجة الكمال إلا بالعبادة، أي التكليف.

    لكن تلك المبادئ الإسلامية، تعرضت إلى التحريف لاحقاً.
                  

02-22-2018, 03:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    في المحاضرة التالية يناقش المصري احمد سعد زايد صورة الرسول الكريم في الاستشراق الغربي،

    بالتركيز على صورته في الاتجاه الذي هو موضوع هذا البوست الذي يمثله باتريشيا كرون ومايكل كوك وتوم هولاند:

                  

02-24-2018, 03:33 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    المقال التالي الذي سننشرة منجّماً، يستند على أفكار دان جيبسون وبعض المراجعين والمشكّكين في السردية الاسلامية،

    وقد يكون صادماً للكثير منا ..

    الجزء الاول:

    2017 / 8 / 29

    الحقيقة الصادمة ..القبلة في كل زمان ومكان
    جوزف شلال
     
    المقدمة

    هذا ليس انتقاصاً من الاخوة المسلمين في ما يؤمنون به , من حق وحقوق الانسان ان يسال ويتساءل عن اي شيء يدور ويخطر في باله وعقله وقلبه وفكره , ليس هناك محرمات وثوابت في الانتقاد والاسئلة كما يدعي الاسلام ووضع اتباعه في صندوق مقفل لكي لا يفكر ويسال ويشك , لا تسالوا عن اشياء ان تبدو لكم تسؤكم ! , جميع المعتقدات والاديان والافكار في العالم تقبل الانتقاد والخوض فيها وتشريحها الا الاسلام ! , فهذا الذي ابقى الاسلام يدور حول نفسه ولم يتطور ويصلح لكي يتماشى لكل عصر ومكان , الاسلام ختم بهذا القول المغلوط , الاسلام صالح لكل زمان ومكان .

    سنطرح اليوم موضوعا مهما يخص الملايين او المليارات عبر الزمن والتاريخ وهو من العشرات او ربما المئات من الاخطاء التي جاء بها الاسلام , هناك اخطاء كثيرة ومعروفة وملفقة لا وجود لها بل الفت كتأليف القصص الاخرى والحكايات وادخلت باعتبارها مقدسة او جاء بها جبريل المراسل عبر السبع سماوات والسبع طبقات , من اهم ما اوجده الاسلام وتحديدا في فترة الحكم العباسي وثبته كحقيقة راسخة الا وهي / المدينة المقدسة – مكة / .

    نطرح الموضوع وعسى ان يفنده ويكذبه من لديهم اختصاص في هذا المجال من الشيوخ والمرجعيات والعلماء من المسلمين بمختلف اختصاصاتهم العلمية والدينية والجيولوجية والاثار والتنقيب والخ لكي يثبتوا لنا باننا على خطأ وبعد ذلك نعترف امام الجميع باننا مخطئون ونعتذر لهم لهذا الخطأ .
    هذه الدراسة والبحث اخذت منا اشهر عديدة للرجوع الى جميع المصادر والكتب والابحاث العلمية التي قام بها بعض الاختصاصيين بهذا المجال , انها ليست من تأليفنا ونابعة من عقلنا بل هي خلاصة ودراسة للكتب والوثائق ومصادر اخرى كثيرة ولا نقول ونفتخر باننا اصحابها او مبتكريها .

    قبل الولوج في هذا البحث والدراسة والتعمق فيه , هناك عدة تساؤلات باعتبار اننا ايضا عملنا في مجال البحث العلمي اكثر من 17 عاما ونعرف كيف يدرس البحث من جميع الجوانب والتجارب وتحليل النتائج ومقارنتها وفحصها وعوامل اخرى لا مجال لذكرها لكي يقال ان هذا البحث له مصداقية علمية ويتم قبوله من ذوي الاختصاص نفسه وبعد ذلك ينشر للعالم ويصبح حقيقة يستفاد منها وحسب اختصاص ومجال ذلك البحث .

    من ضمن الاسئلة حول هذا البحث والدراسة وهو مكة – السعودية , اذا كانت هذه المدينة مقدسة لمليار مسلم واكثر لماذا لم يتم ادخالها في قائمة المدن والمناطق التي يراد الحفاظ عليها من اليونسكو مثلا ؟ ,

    اين الاثار والحفريات والتنقيبات لهذه الارض التي يقال عنها بانها موطن رسول الاسلام وقريش منذ 1400 عام ؟ , هل يعقل ان يتم بناء عمارات وناطحات سحاب وشوارع وبنايات على بعد امتار من المركز المقدس ؟,

    جميع دول العالم سمحت بالتنقيب لآثارها التاريخية من قبل العلماء وذوي الاختصاص والامثلة كثيرة الا السعودية والاسلام منع العالم كله , حتى كان هناك قبر او ضريح للسيدة خديجة في هذا المكان تم القضاء عليه ,

    هل يعقل ان السعودية واي مرجع اسلامي لم يعلنوا الى الان عن دليل وجود اي اثر او مخلفات او اثار او قطع حجرية او كتابات او اي كنز اسلامي اخر في هذا المكان ؟ , طبعا هناك العشرات من الاسئلة تخطر في بال الكثير ولكن نحن متأكدون من الذي سيقرأ هذا التقرير والدراسة او يذهب يبحث في هذا الموضوع ستتكون لديه كذلك العشرات من التساؤلات حول هذا الموضوع .
                  

02-24-2018, 04:25 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الجزء الثاني:

    البداية

    اكثر من مليار مسلم مصلي يتوجهون يوميا 5 مرات باتجاه ما يعرف بالحجر الاسود الموجود في قبلة الاسلام مكة المدينة التي تم تقديسها , خمس صلوات في اليوم للدعاء وطلب الغفران ولعن اليهود والنصارى اي المغضوب عليهم والضالين الذين لا ذنب لهم , هذه الحالة مستمرة منذ 1400 عام والى الان , الى ان جاء العلم بنظريات جديدة وحديثة من خلال البحث والاكتشافات الجيولوجية وعلم الاثار بسيناريو جديد ومختلف تماما عن نشأة الاسلام ومن بينها موطن ولادة الاسلام وهي مكة – السعودية الحالية في شبه الجزيرة العربية .

    هذه الدراسات وهذا الاثبات العلمي سيؤثر حتما عاجلا ام اجلا على المسلمين ان تم الاعلان الرسمي والاعتراف به على الاقل ولو بجزء بسيط منة هذه الاكتشافات التي ستقلب الكثير من الحقائق الى اخطاء قام بها البشر لدوافع دينية وسياسية واجتماعية , من خلال ونتيجة التطورات والقفزات في جميع المجالات العلمية التي كانت غائبة وغير متوفرة وموجودة من قبل , الان يتم استخدامها لكشف الكثير من المجهول وحل الرموز وفكها .

    المعدات والتجهيزات والمستلزمات الحديثة المتطورة اعادت تسليط الاضواء وعلامات الاستفهام على العديد والكثير من الامور والمخلفات والمواضيع بشتى انواعها ومختلف اهميتها بما فيها الدينية , هذه الاختراعات والاكتشافات الحديثة والمتطورة الجديدة اتت لإثبات او نفي ما جاء في الكثير من كتب التاريخ وما كتبه المؤرخين وكتاب القصص والعقائد من خلال عدة جوانب وزوايا واهمها الاكتشافات الجيولوجية ودراسة الكون وتصويره من بعد ومطابقة النتائج بما جاء في الكتب القديمة والوثائق لفحصها ودراستها واثبات علميتها ومصداقيتها وحقيقتها .

    للعلم حاليا القدرة على معرفة حقيقة ما جرى وحدث في العالم كله والكون , فما بالك عن موطن نشأة اليهودية والمسيحية والاسلام باعتبارها اديان , اذا كان العلم عرف المتحجرات منذ اكثر من 60 مليون سنة فما بالك لتاريخ عمره لا يزيد عن 7000 الاف سنة او اقل . 
                  

02-24-2018, 07:33 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الجزء الثالث:

    الجزيرة العربية تاريخ بلا ادلة ووثائق

    وهل كانوا "وثنيين"؟؟؟

    وهل عاشوا في "مكة"؟؟؟

    ما يهم الانسان المسلم وغير المسلم ان يعرف ما حدث من امور في الجزيرة العربية منذ 14 قرنا ,

    العديد من الباحثين يهتم لمعرفة المناطق والاماكن والمجتمعات التي وجدت وعاشت قبل نشوء الاسلام , هناك من وضع نظريات جديدة وفرضيات حول نشأة وتطور الاسلام , ربما هذه ستؤدي الى تغيير الكثير من المعلومات والمفاهيم عن الماضي وما كتب , بعض العلماء امضى سنوات طويلة لأكثر من خمسين عاما في دراسة الاسلام وعلى راسهم العالم والمؤرخ والكاتب دان جيبسون .

    اغلب النتائج والابحاث والدراسات توصلت الى ان الاسلام بدا وولد ونشا في مكان ومنطقة اخرى تماما عن ما مكتوب وسائد ومعترف به في الكتب الاسلامية والقران .

    لا يوجد في القران اي دليل او اثبات يقول بان رسول الاسلام قد عاش وسكن مكة ,

    لم يذكر ويقول القران بان مكة هي المدينة والمكان الذي نزل فيه ما يسمى بالوحي ,

    ولم تذكر آيات القران بان مكة كانت المكان الذي كان الله يرسل الآيات بواسطة جبريل , لم يذكر ذلك بتاتا بل ذكرت كلمة / الحرم / , لكن هناك تساؤل حول هذه النقطة , اين يوجد مكان الحرم ؟ , بالتأكيد هذا غير معروف الى الان ولا يعرفه من يؤمن بالإسلام .

    من الصعب ان نستخرج السياق من النص نفسه في القران , جميع الكتب والمصادر الاسلامية التاريخية تؤكد وتقول ان سكان مكة كانوا وثنيين ويعبدون الاصنام وعدة الهة ,

    لكن في الحقيقة ان هؤلاء القوم الذين ذكرهم القران كان لديهم علوم كثيرة ومعرفة خاصة بالتعاليم المسيحية والانجيل والتوراة ,

    الدليل على ذلك من القران نفسه الذي اعاد كتابة وصياغة القصص المذكورة في الكتاب المقدس بعهديه وهذا معروف للجميع كيف نقل تلك القصص وكتبت بنكهة وسيناريو اسلامي ان صح التعبير بذلك لكي تتماشى والحالة هذه .

    هذه الدلائل تشير بان هناك فقط جواب واحد قد جاء من رسول الاسلام لتلك الاقاويل والقصص والحكايات التي كانت منتشرة في تلك الحقبة في المجتمع اليهودي والمسيحي معا وجاء التأكيد على لسان رسول الاسلام نفسه .

    هذه المواضيع كانت تناقش وتطرح على عامة الشعب في تجمعاتهم وجلساتهم باعتبارها تساؤلات روحية ولاهوتية التي مصدرها العهد القديم والجديد .

    القران اقحم نفسه في هذه الامور ليكون طرفا ليقال له ثالث لإعطاء الشرعية في تلك الحوارات الدينية التي كانت منتشرة في كل مكان وخاصة المناطق المذكورة في القران وبعض الكتب الاسلامية .

    اذا ما يراد التوصل اليه هو البحث والوصول الى هذه المناطق والاماكن لا الى المنطقة والمكان الوثني , المسلمون بحسب القران يعبدون الها واحدا وفي نفس الوقت يتهم تلك المجتمعات التي عرفت الله بانهم يعبدون الهة اخرى غير الله او يشركون .
                  

02-24-2018, 06:24 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الجزء الرابع:

    مشكلة أخرى:

    عدم التطابق بين "جغرافيا القران"، و"جغرافيا مكّة"

    هناك مشكلة اخرى في مخاطبة رسول الاسلام بحسب ما جاء في القران بان تلك الاقوام هم يعملون في الزراعة.

    والغريب ان في مكة لا توجد زراعة وارض صالحة للفلاحة ,

    مكة لا تتوفر فيها هذه الامكانيات لأنها واقعة في وادي منخفض قاحل وجاف ,

    بالرغم من ان مكة وما حولها كانت بهذه الدرجة الصحراوية والرمال،

    فان القران يصف المجتمعات التي تعيش في هذه الارض وهم في نفس الوقت اعداء.

    ويقول عنهم بانهم يزرعون العنب والزيتون والمحاصيل الاخرى ولديهم مواشي وابقار .

    اذن لا بد من التوقف ولو قليلا هنا ,

    المنطق العلمي يقول بان النصوص القرآنية لا تتناسب مع هذه الحالة ،

    بل مع اماكن ومناطق اخرى كبلاد الشام على سبيل المثال لا الحصر ,

    لان هناك تتوفر هذه المحاصيل الزراعية وغيرها .

    جميع الوثائق العلمية تؤكد بعدم وجود اشجار الزيتون في مكة وما حولها .

    من هنا يتم الاستنتاج بان مكة ليست النقطة التي منها الاسلام نشا , لكن بالتأكيد موجودة في مكان اخر يبعد كثيرا عن هذه المنطقة التي تسمى مكة الان .

    بحسب ما جاء في القران الذي يقول بان ذلك المجتمع كان يزرع الزيتون ،

    ولديهم هذا الكم الهائل من المعرفة باليهودية والنصرانية – المسيحية وفيهم رهبان وقساوسة ورجال دين ،

    ولديهم اطلاع بالحضارات الاخرى ومعرفة واسعة بتعاليم الكتاب المقدس ويعبدون اله واحد ,

    اذن المقصود كان مكان اخر ومنطقة اخرى تم اخفائها وحولت الانظار والفكرة الى مكة الحالية الموجودة في السعودية .

    المنطقة المقصودة يقال عنها بان اسمها / عبدات / في صحراء النقب ,

    هذه المدينة كانت مشهورة الى القرن السابع بمدينة عربية واقعة على حدود الدولة الرومانية التي كانت تسمى بالإمبراطورية ,

    هذه المدينة كان يعيش فيها النصارى ،

    وهي هرطقة مسيحية يشوبها الكثير من الشبهات والتخاريف ،وخاصة الماضي الوثني ومنها اخذ رسول الاسلام على انهم المسيحيون

    وهذا خطا فاضح وواضح لانه لا يمكن ان يقال بان النصارى هم المسيحيين ,

    في هذه المدينة وجد فيها عبادات مسيحية على جدرانها كالصلبان في بعض السقوف ومنحوتات وثنية عربية قديمة ,

    هذا لا يعني ان المسيحية في هذه المنطقة هم الذين بنوا هذه لانهم كانوا وثنيين ,

    لكن ذلك المجتمع كان يعطي لدينهم الذي يعترف بالوحدانية في ايمانهم باله واحد بعض الرموز الوثنية .

    من هنا وهذه الكارثة والمصيبة التي جعلت القران وكاتبه يتهم هؤلاء بانهم يعبدون اوثان ومشركين وما الى ذلك .
    منطقة ومدينة عبدات كان يعيش فيها عدة اديان مختلفة ,

    زراعتهم المفضلة هي الزيتون ورسول الاسلام عاش هنا مع هذه الطبيعة والارض والخضراء الممتدة بعيدا جدا عن منطقة عبدات ,

    الاثار والطبيعة تركت لنا انظمة ري متطورة في هذه المنطقة التي انعشت هذه الاراضي وما حولها من شبه صحراء الى ارض زراعية وخضار .

    هذا لا يعني ان عبدات هو المكان الذي تم فيه تأليف وكتابة القران ,

    لكن كل الدلائل وما جاء في القران والكتب الاسلامية تدل وتثبت بان القران انطلق من هنا،

    اي من هذه الارض التي تتماشى والسياق الذي جاء في القران والاحاديث والكتب بكثير جدا عن مدينة المكة الحالية الواقعة جنوب عبدات .
                  

02-25-2018, 04:10 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الجزء الخامس

    مكّة: غيابها من الأدلة الاركيولوجية والوثائق والخرائط القديمة لشبه الجزيرة العربية !!!!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    هل هناك ادلة تؤكد وتثبت على موقع مكة الحالي ؟

    جميع الدراسات النبطية في الاركيولوجي من السعودية والاردن اثبتت بعدم وجود وثائق وادلة واضحة لمكة القديمة الموجودة في السعودية في شبه الجزيرة العربية ,

    العديد من المسلمين يعترفون بعدم وجود تلك الوثائق الاركيولوجية لمكة قبل عام 800 م ,

    الشيء المهم كذلك عدم اعتراف البعض منهم بوجود حدائق ومنازل ومباني ومعابد وان المدينة كانت مسورة اي لها سور .

    من لا يعرف ايضا ان مدينة بهذا الحجم والمكانة وتعتبر مقدسة مذكور اسمها فقط مرة واحدة في القران ؟

    , حتى هنا لا يعرف من اضاف هذا الاسم لاحقا في القران ,

    من هذا المنطلق حاول بعض العلماء من المسلمين ربط اسماء غريبة بمكة مثل البيت المقدس والمشعر الحرام او بكة اي مكان البكاء ,

    لو فرضنا ان هذه الاسماء تشير الى مكة – السعودية القديمة،

    لكن القران نفسه لا يقول ويشير وبوضوح ان هذه الاسماء هي مكة ! .

    علماء الاسلام لم يحاولوا الاقتراب من هذا الموضوع لحساسيته لانهم يعتقدون عدم جدوى مناقشة صحة ربط هذه الاسماء بمكة ,

    القسم الاخر بدأ يتساءل مؤخرا عدة تساؤلات منها / ان مكة كانت منطقة قاحلة ولا تقع على خط سير تجار القوافل التجارية ,

    يعتقد الجميع ويظن ان القوافل كانت تحمل البضائع الثمينة والتوابل والعطور وغيرها من المواد باهظة الثمن ,

    لكن جميع الدراسات والابحاث الحديثة اوضحت ان في زمن رسول الاسلام لم تكن تجارة العطور موجودة ،

    بل العرب كانوا يتاجرون في الملابس والجلود وهذا النوع من التجارة غير صالحة لإقامة مدن كبيرة ومهمة على الاطلاق لتكون كمركز تجاري ويقال عنها / ام القرى / .

    من خلال هذه الدراسات والابحاث وجدوا ان سير تقاطع القوافل التجارية هو في 3 مدن مهمة رئيسية وهي في الجزيرة العربية يمكن وصفها ويقال عنها بمركز تجاري،

    وهي بعيدة عن مكة القديمة لأنها لم تقع اصلا على خط سير القوافل التجارية ,

    هناك نقطة في غاية الاهمية وهي غائبة على الكثير من الناس .

    وهي / عندما يراد قيام او انشاء مشروع صناعي واستثماري او شق الارض وغيرها من المشاريع العمرانية او التنقيب في المناطق التاريخية والمدن المهمة في العالم وعلى سبيل المثال في الاردن او فلسطين او سوريا او اي منطقة اخرى في الكرة الارضية لا بد من وجود فريق مختص بعلم الاثار والحفريات والتاريخ لأنه بالتأكيد سيعثرون عى مكان اثري وتاريخي واثار لتلك المنطقة والحضارة والمجتمعات التي كانت تعيش على هذه الارض قديما .

    في مكة – السعودية الحالية قامت ونشات وبنيت مشاريع عملاقة معمارية كثيرة مثل الانفاق والمجاري والفنادق والعمارات العالية والمجمعات السكنية وغيرها ,

    الغريب في الامر هنا انه لم يتم العثور على اي اثر او دليل وبقايا ومخلفات لمدينة قديمة عمرها على الاقل اكثر من 1400 عام تحت مكة الحالية قبلة المسلمين ومولد رسول الاسلام .

    من هذا المكان سافر محمد مع القوافل وشارك في المعارك وغنم الغنائم ولكن اين تلك الممتلكات ؟

    يقال ان في مكة كان فيها تعداد سكاني كبير وارض زراعية ولا بد من ان تترك بعض الاشياء المستخدمة في تلك الحقبة الزمنية كما هو الحال في اي منطقة اثرية ومهمة في العالم ,

    اذا كان القران جدلا يسمى مكة / بأم القرى/ اي مدينة مزدهرة من جميع النواحي والجوانب , فاين اثار تلك المدينة وبقاياها ؟

    اذن هناك مدينة اخرى بدأ ونشأ منها الاسلام وليست بمكة الحالية ,

    الدليل الاخر ما جاء في الاحاديث على سبيل المثال في سيرة ابن هشام – فصل مبعث النبي , في هذا الحديث يذكر شعاب كثيرة في مكة وبطون اوديتها ووجود اشجار وحجار .

    روت عائشة ايضا في البخاري في هذا البيت الشعري / الا ليت شعري هل ابيتن ليلة في وادي وحولي اذحر وجليل , اي معناه وجود اشتياق لمكة والحشائش المتنوعة التي فيها اذحر وجليل , هذا كان غير متوفر في مكة القديمة ,

    وفي حديث اخر عن البخاري في كتاب المغازي – باب فضل من شهد بدرا بوجود عنب في المدينة في غير موسمها .

    التفسير لهذه الادعاءات في الاحاديث تؤكد انها لم تكن المكة القديمة بل لمكان اخر ومنطقة اخرى ,

    لان المكة والمحيط بها كلها صحراء وجبال ومعدل سقوط الامطار سنويا فيها لا يتجاوز ويتعدى 10 سم والحرارة عالية والحياة والبيئة قاحلة ,

    يعني هذا ان المكان وهذه المنطقة غير صالحة للزراعة ,

    من هنا كيف تتم عملية توفير المزروعات لتعداد سكاني كبير الذي كان يعيش في مكة تحت هذه الظروف الطبيعية القاسية .

    المدينة التي وصفها الاسلام فيها تربة خصبة وعشب ومزروعات واشجار وهذا لا يوافق ابدا مع مكة القديمة والحالية في السعودية ,

    علميا حيث يمكن اثبات ذلك بوجود تلك المزروعات والاشجار في اي عصر من خلال الفحوصات والتربة بسهولة ,

    كذلك وجود بذور او لقاحات تحت التربة بمسافات معينة بحسب عدد سنوات وجود تلك الحضارة والمجتمعات ,

    الى اليوم لم يثبت وجود هذه المزروعات والاشجار واللقاحات واي اثر مادي اخر في مكة القديمة .

    هناك شيئ اهم من هذه جميعها هو عدم وجود مكة اصلا في الخرائط القديمة للجزيرة العربية ,

    اذا كانت مكة بهذه الاهمية والمكانة الدينية والتجارية والبشرية لماذا لم تكن موجودة على الخرائط القديمة ؟

    حتى لا وجود لمكة القديمة في اي خارطة مرسومة يدويا قبل الاسلام ,

    جميع الخرائط قبل الاسلام وما بعده لم تثبت بوجود مكة القديمة فيها .

    ذهب العلماء في هذا المجال الى المصادر الاجنبية الخارجية التي كانت معاصرة قبل عام 740 م لم يجدوا اسم مكة مطلقا لان هذا التاريخ مهم جدا لانه يمثل 120 سنة بعد ظهور الاسلام ,

    اليس هذا امرا غريبا ؟

    جميع الدول المجاورة ان صح التعبير بذلك والمجتمعات لا تعلم شيئا عن وجود مكة القديمة في تلك المنطقة التي يقال انها بداية ونشوء الاسلام ورسولهم .

    كيف لمدينة لديها تلك الامكانيات والحضارة والزراعة والشجر والفواكه والعنب والحشيش والمكانة الدينية ومنها تنطلق حملات الغزو والسطو من جيش مكون من عدة مئات من الالوف ،

    ولم تكن معروفة واسمها موجود في الخرائط والمصادر الاجنبية والاقوام التي كانت تعاصر بدايات الاسلام وبينهم حروب ومراسلات وتحدي ؟

    وكان فيها اسوار وبناء وعمران ومركز تجاري يتعامل مع الشعوب المجاورة،

    اذن هناك مكة اخرى ومكان اخر غير هذه المكة القديمة،

    وهذا ما تم اثباته بالأدلة والشواهد والاثباتات العلمية الدقيقة والتاريخية .

                  

02-25-2018, 09:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الجزء السادس:

    هل كان الحج الى "البتراء" بدلا عن "مكة"؟؟

    بعد مقدمة عن مكة كمكان للحج بحسب السردية الاسلامية التقليدية، يعرج كاتب المقال الى سؤال مهم:

    لو ذهب المرء الى جنوب الاردن وصحراء النقب لوجدنا نقوش نقشها الحجاج الذين كانوا يتجهون للحج الى البتراء في جنوب الاردن ,

    الاف الحجاج كتبوا اسماءهم ومذكراتهم ورسائلهم وهم متجهون للحج في البتراء ,

    هذه النقوش خلقت معضلة ومشكلة كبيرة لان مكة كانت غير معروفة لا في الخرائط ولا الوثائق قبل وخلال فترة ظهور ونشوء الاسلام .

    من هنا لابد ان يطرح السؤال التقليدي /

    الى اين كان الحجاج يذهبون ان لم يكن الى مكة – السعودية ؟ .

    ثم يواصل تحت عنوان جانبي :"القبلة الاولى والحج الى اين" !

    "المعتاد في هذه الايام والزمن الذي نحن فيه ان المسلم في المسجد في صلاته يتجه صوب الكعبة ,

    في المسجد يوجد محراب للأمام ,

    لكن في الماضي القريب هذا المحراب لم يكن موجودا بل كان هناك حائط مع المسجد كله متجه نحو القبلة،

    ومعروف ان القبلة في المساجد تتوجه الى مكة ولا يوجد تشكيك اليوم بهذه الحالة .

    على المسلم ان يتجه في صلاته في هذا الاتجاه ولكنه بدون ان يسمى ويحدد اسم القبلة الاصلية ,

    المستغرب هنا ان القران نفسه يقول ان يتجه المسلم للقبلة ولكن في نفس الوقت القران لا يحدد اسم القبلة الاصلية هو فقط يقول المسجد الحرام .

    في المعتقد الاسلامي بان اتجاه القبلة الاصلي كان القدس،

    وفي سنة 624 م قام رسول الاسلام بتغيير القبلة الى / مكة / واي مكة , وهذا ما ذكر في سورة البقرة 142 – 144 ,

    اذن ماذا كان اتجاه الصلاة قبل تغيير اتجاه القبلة الى مكة المجهولة ؟

    هل كانت في القدس أم في سوريا او في اي مكان اخر ؟

    على الباحث اولا الرجوع الى المصادر والتاريخ وانواع اخرى من المراجع والبحوث ،

    واهمها / القاء نظرة على المساجد القديمة المتبقية في اول الاسلام لان اكثرها انقرض بعدة عوامل واسباب,

    هذه الدراسة تغنيك عن الجهد الكبير والرجوع الى دراسة المصادر والبحث عنها،

    وبواسطتها يستطيع الباحث انجاز ما كان يتطلب منه سنوات في وقت قليل. 

    نظرة من خلال الاقمار الصناعية وصور الارض يمكن رؤية الاماكن بكل وضوح من الفضاء الخارجي ,

    هناك موقع يهتم بتجميع كافة البحوث والدراسات والبيانات يسمى / آرشنت / ,

    من خلال البحث عن الاماكن الاثرية وبواسطة التقنية الحديثة ومحددات،

    نستطيع اختيار المباني والاثار والمخلفات الاسلامية،

    ويتم ترتيبها بحسب الفترات الزمنية لكي يحدد زمن البناء .

    وبهذه الطريقة يمكن معرفة متى تغيرت القبلة الى مكة ,

    لأنها طريقة علمية وستعطينا ادلة واثباتات قوية للبحث عن تحديد اتجاه القبلة .

    المساجد الى هذا اليوم تبنى بأشكال مختلفة.

    منها على سبيل المثال مربعة الشكل ولكل مسجد له حائط القبلة ودائما القبلة تكون عموديا على الحائط .

    استخدم بعض العرب القدامى النجوم لتحديد اتجاه القبلة ,

    اما اليوم هناك طرق مختلفة واهمها الاقمار الصناعية / الجي بي اس /

    وهذه الطريقة موجودة في الهواتف والاجهزة الالكترونية يستخدمها المسلم في صلاته ليحدد اتجاه القبلة بنفسه .

    بعض المساجد اعيد بنائها وترميمها عدة مرات فمن الصعب تحديد اتجاه القبلة الاصلية ,

    لكن هناك ايضا العديد من المساجد لا زال في حالته الاصلية كالمسجد الذي يسمى بمسجد القبلتين في المدينة ,

    المراجع والتاريخ الاسلامي يقول عن هذا المسجد ان الصحابة قاموا بتغيير القبلة فيه اي الى مكة ,

    السؤال الذي يطرح نفسه هو / في اي اتجاه كانت القبلة للصلاة قبل التغيير ؟

    الجواب المعتاد والمعروف دائما لكل مسلم عادي هو / القدس / , المسجد ذو القبلتين تم تهديمه واعيد بناءه سنة 1987 م ,

    من خلال البناء تم تحديد والكشف عن خطوط وعلامات تحدد البناء القديم ووجد حائط قبلة باتجاه الشمال من الكرة الارضية،

    ومن هنا اعتقد البعض بان القبلة الاولى كانت باتجاه القدس .

    بطريقة علمية بسيطة يمكن تحديد اتجاه القبلة الاصلية من خلال تحديد اتجاهات القبلة الاصلية في المساجد القديمة ,

    ومن ثم ذلك توضع هذه الاتجاهات جميعها على الخريطة لكي يتبين الاتجاه الصحيح ,

    او هل كانت باتجاه واحد ام الى اتجاه اخر ؟

    ثلاثة احتمالات تم وضعها في هذه الدراسة وهي / اما الى عدة اماكن مختلفة او الى مكان اخر او الى القدس , اضافة الى مسجد القبلتين في المدينة .

    هناك 11 مسجدا قديما تم فحصه وهي موجودة في هذه الاماكن:

    , الصين , مصر , جنوب الاردن , لبنان , وسط الاردن , اليمن , فلسطين , العراق , الضفة الغربية , اسرائيل .

    تم فحص اول مسجد الموجود في الصين واسمه / جوانجو / في كانتون القديمة ,

    من المعروف ان العرب كانوا يتاجرون مع الصين قديما ,

    من اهم الذين ذهبوا الى الصين كان سعد بن ابي وقاص ,

    هذا المسجد تم بناءه في الصين سنة 627 م بحسب الوثائق الصينية ،

    اي بعد نشوء الاسلام بستة اعوام اي في العهد المكي ,

    تم تحديد اتجاه القبلة بالطرق العلمية الحديثة ومنها الجي بي اس ,

    فوجد ان المسجد واتجاه القبلة لا يواجه لا مكة ولا القدس،

    بل يتجه باتجاه 12 درجة شمال مكة ,

    من هذا تم الاستنتاج بان اتجاه القبلة كانت جنوب القدس .

    تم فحص مسجد اخر في مصر واسمه الفسطاط , تم بناء هذا المسجد بعد 20 عاما من بداية الاسلام ,

    المسجد اعيد بناءه عدة مرات اي لا يمكن ان يفيد الباحث والدارس في هذا المجال ,

    لكن تم الرجوع الى المخططات الاصلية لهذا المبنى ووجدوا وبحسب هذه الوثائق وهي متوفرة لمن يريد الاطلاع عليها تقول ان القبلة الاولى كانت باتجاه الشرق .

    وبعد ذلك تحولت الى الجنوب باتجاه مكة .

    المسجد الاخر الذي تم فحصه هو القصر الاموي في الحميمة جنوب الاردن , اسرة العباسي بعد 80 عاما من بداية الاسلام بنت قصرا في هذه المنطقة ,

    لم يبنى مسجدا في هذا القصر والمنطقة بل كان المسلمون هنا يصلون في الفناء ,

    اتجاه القبلة في هذا المبنى لم تكن باتجاه القدس .

    في بعلبك – لبنان بني مسجد في نفس التاريخ هذا ووجدت القبلة لا تشير باتجاه مكة .

    ايضا في نفس الفترة بنى الامويين مسجد في عمان – الاردن – جبل القلعة ووجد المسجد باتجاه الجنوب بعيدا عن مكة في اتجاه القبلة.

    بعد 84 عاما كذلك من نشوء الاسلام تم بناء مسجد في صنعاء – اليمن ووجدت القبلة فيه باتجاه جنوب القدس.

    الامويين بنوا قصر خربة المنيا في اسرائيل على شاطئ الجليل،

    في هذا القصر وجدت غرفة استخدمت كمسجد، تم البناء بعد 87 عاما من نشوء الاسلام، وجدت فيه نقوش في المدخل ,

    وجد ان اتجاه قبلة الصلاة لم تكن باتجاه القدس .

    مسجد اخر في وسط العراق تم بناءه في نفس السنة , الكثير كان يظن ويعتقد ان المسجد كان بمواجهة واتجاه القدس ,

    لكن البحث اشار الى ان اتجاهه كان الى جنوب القدس , ا

    لمسجد الاخر والمهم هو المسجد الاقصى في القدس،

    وهو ليس مسجد الصخرة بل هو في جنوب الصخرة ووجدت القبلة فيه باتجاه اخر وليس الى مكة .

    قصر خربة المفجر في اريحا – الاردن بني بعد 102 سنة بعد نشوء الاسلام في نهايات الدولة الاموية،

    مخطط البناء يتجه الى الجنوب وليس الى مكة.

    مسجد في عنجر – بيروت – لبنان لكنه تهدم بعد 30 سنة من بنائه،

    تم تحديد القبلة من خلال الاثار ووجدت ليست لا باتجاه مكة ولا القدس.

    بعد كل هذه الدراسات والاستنتاجات ووضعها على الخارطة الواحدة كانت النتيجة مذهلة للغاية،

    خلال القرن الاول من الاسلام جميع المساجد الموجودة في تلك الفترة فان قبلتها كانت متجهة الى مكان في جنوب الاردن بدلا من مكة – السعودية،

    بعد اخذ جميع الاتجاهات فكانت النتيجة واحدة /

    هي ان جميع المساجد تتجه الى ناحية وبقعة واحدة! .

    لا يمكن ان يقال عنه بانه خطأ بشري وصغير في تحديد الاتجاهات من قبل المئات الذين عملوا وبنوا تلك المساجد وفي اماكن مختلفة ومتعددة ,

    جميع المساجد متحدة تحديدا باتجاه مكان واحد الا وهي النقطة والمكان والبقعة الموجودة فيها / مدينة البتراء / القديمة في الاردن ،

    وهي مدينة معروفة اليوم للعالم كله بانها مكان سياحي لمختلف دول العالم لرؤية الاثار والمباني والمعابد الخلابة الجميلة الرائعة .

    القران وصف هذه المدينة بأم القرى وكانت مركزا للحج والتجارة والقوافل ,

    فهل من الممكن ان تكون البتراء وام القرى هذه مسقط راس رسول الاسلام ونقطة ومركز انطلاق ونشوء وبداية الاسلام ؟

    الاسلام بحسب البخاري بان القبلة الاولى كانت القدس , لكن البخاري قال وكتب ذلك بعد محمد بحوالي 200 سنة ,

    جميع المصادر والكتب والبحوث والتنقيبات الاثرية اثبتت بان القبلة الاولى في المساجد القديمة في اول القرن 100 عام من الاسلام كانت باتجاه /البتراء وليس مكة / ,

    هذا ما اكدته ايضا من خلال القصص المتداولة شفهيا وموثقة وليس بشاهد عيان .

    هناك حديث كذلك في البخاري يقول / المصلون كانت وجوههم باتجاه الشام ,

    وان محمد نفسه صلى في المدينة باتجاه الشمال نحو البتراء التي كانت جزء من سوريا التابعة للدولة الرومانية .

    عندما بدا البخاري بالكتابة وتدوين الاحداث والاحاديث ،كان الناس قد نسوا البتراء وان اجدادهم صلوا باتجاه سوريا الشام.


                  

02-25-2018, 11:58 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    Quote: و ذهب المرء الى جنوب الاردن وصحراء النقب لوجدنا نقوش نقشها الحجاج الذين كانوا يتجهون للحج الى البتراء في جنوب الاردن ,

    الاف الحجاج كتبوا اسماءهم ومذكراتهم ورسائلهم وهم متجهون للحج في البتراء ,

    هذه النقوش خلقت معضلة ومشكلة كبيرة
    هههههههه
    طيب أنتم رفضتم الأخبار السماعية
    والأن تنقل لنا كلام سماعي عن رجل بالنسبة لنا
    معروف بالكذب...
    فكيف نصدقك وأنت لم تأتي بصور حتى
    لهذه النقوش المزعومة!!!!.
                  

02-26-2018, 00:17 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    أسامة الخواض ينقل لنا كلام يشكك في الأديان السماوية
    وفي الأنبياء ويرفض التواتر يعني يحكم على كل الناس بالكذب
    ويريدنا أن نصدق أفراد بعينهم على الأقل لا نعرفهم عنهم غير كفرهم !!
    أين الصور والنقوش والأدلة ؟!...
    أنت أيضا تعتمد على أخبار سماعية !!!
    ولم تعرض لنا ولا صورة فقط كلام !!!
    يبدو أنك مبتلى بعشقهم وتقبل كل ما يأتيك منهم
    وأن الأمر صادف هوى في نفسك .
    كل ما تنقل يا خواض الأدلة عليه صفر كبيييييييييير.
                  

02-26-2018, 00:58 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: منتصر عبد الباسط)

    يا منتصر الفنان

    ياخي انتظر حتى النهاية ..

    المهم من دراستي لعلم الاجتماع هنالك مشكلة حقيقية في إقامة توافق بين بعض ما تقول به كل الاديان، وليس السماوية فقط، والتاريخ...

    استاذ احمد سعد زايد وضع اربعة حلول لمشكلة جدل الدين والتاريخ:

    الأول :
    الفصل بين الدين والتاريخ ..

    الثاني:
    التأويل المجازي-اعتبار القصص الديني رموزا كما في محاولة محمد احمد خلف الله عن قصص القران، وما قام به بابا الفاتيكان من تأويل لبعض قصص الانجيل.

    الثالث:
    ان تقوم الأديان، او تتعاون في ما بينها للقيام بأبحاث علمية اركيولوجية لإثبات ما ورد في كتبها من "قصص" لم يثبتها التاريخ.

    الرابع :
    اعتبار الدين منتوجاً بشرياً..

    فعليك با منتصر ان تختار واحدا من تلك ا لحلول لردم الهوة بين الاديان والتاريخ...

    أدناه محاضرة استاذ احمد زايد التي عرض فيها حل مشكلة الاديان والتاريخ:



    وسنواصل عرض المقال..
                  

02-26-2018, 09:28 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الحزء السابع

    سننتقل الى قسم طويل لارتباطه بقضية ما اثير حول "تغيير القبلة"، ولن نراعي تسلسل المقال:

    لما ذا تغيرت القبلة ؟

    بعد موت رسول الاسلام واكتمال الاسلام تم نقل القبلة الى مكة – السعودية , هناك العديد من الاشارات والعلامات في التاريخ الاسلامي اكدت هذه الحقيقة وعن اسباب تغيير القبلة بعد اكتمال العملية الاسلامية , عدة حروب حدثت بين المسلمين انفسهم , بعد الحرب الاهلية الثانية بين المسلمين بسبب من يستلم الحكم والخلافة , لهذا انقسم الاسلام الى شيعة وسنة وهذه بدورها ايضا انقسمت هي الاخرى الى مذاهب وشعب .

    في تلك الفترة انتقل الحكم الاسلامي الى دمشق بيد الامويين، كان عبد الله بن الزبير والي المدينة المقدسة وهو لم يكن مرتاحا وسعيدا من وجهة نظره بالرغم من ان ام القرى هي المدينة المقدسة في الاسلام، الامويين اختاروا دمشق عاصمة جديدة للخلافة الاسلامية وفيها فساد كثير وهذا ما لا يعجب الكثير من الاسلام الاخر.

    سنة 683 م اي بعد 64 سنة من نشأة الاسلام كان قد أعلن ابن الزبير خليفة على المدينة المقدسة ومن هنا بدأت الحرب الاهلية بين المسلمين حينها، كان رد فعل الامويين كبيرا وعنيفا وقد أرسلوا جيشا جرارا الى المدينة المقدسة، ابن الزبير قام بتدمير الكعبة حتى سواه بالأرض وهو مكان العبادة المقدس في الاسلام وتاريخ الطبري – ذكر الخبر عن هدم ابن الزبير الكعبة، حيث جعل الركن الاسود عنده في تابوت وغلفه بقطعة من القماش.

    بعد هذا الحدث ب 40 يوما ان الخليفة يزيد بن معاوية بن ابي سفيان قد توفي , تولى ابنه معاوية بن يزيد وعمره 13 عاما , تاريخ الطبري – ذكر خلافة معاوية بن يزيد , الخليفة هذا مات ايضا , في هذا الوقت عاد جيش الامويين من المدينة المقدسة الى دمشق وهذه المسافة تقدر ب 1400 كم من مكة الى المدينة وهذا يحتاج على الاقل حوالي 43 يوما لقطع المسافة هذه اذا سار القوم بمعدل 30 كم في اليوم الواحد .

    اذن الوقت هنا في هذه الحالة يدخل ايضا من ضمن الحسابات والتقديرات في هذا البحث والدراسة لأنه يلعب دورا مهما لإثبات الحقيقة وكشف المغالطات , اضافة ان هناك الوقت الذي اخذه حاملو الرسالة ليصلوا الى المدينة المقدسة زائدا الوقت الذي اخذه الجيش المقاتل ليقرر الرجوع وليجمع عساكره للعودة ,

    اذا قمنا بجمع الوقتين وهما 43 يوما نجد ان هذا الوقت كبير جدا عن قصة تولي معاوية بعد موت والده , اي ان مكة – السعودية بعيدة جدا لكي تتطابق بالشكل المروي في الكتب والسيرة والمراجع , لكن الوقت مناسب جدا اذا استخدم مع المدينة المقدسة / البتراء / .

    الطبري يقول ان مصعب بن الزبير شقيق عبد الله احضر تجهيزات وتعزيزات للمدينة المقدسة سنة 570 م وكانت جمال واحصنة وليست معدات اخرى للقتال , في نفس السنة ترك اتباع الزبير البتراء وذهبوا جنوبا الى السعودية في مكان يصمدوا فيه لمقاومة الجيش الاموي ,

    المستغرب جدا ان الطبري توقف الى هنا ولم يذكر تفاصيل اخرى !! , او ربما تم حذفها وهو المرجح يقولون , لان كل ما مذكور عن هذا الحدث المهم هو انهم استخدموا جمال واحصنة كثيرة التي تستخدم غالبا لنقل عدد كبير من الاشخاص وحاجاتهم خارج المدينة المقدسة .

    استمرت هذه الحالة لمدة عام كامل لغاية 571 م , في نفس هذا الوقت استغل ابن الزبير هذه الفترة بإقامة مشروع ديني جديد الا وهو بناء الكعبة من جديد , لا الطبري ولا غيره ذكروا اين بنيت الكعبة الجديدة , هل بنيت في البتراء ؟ ام في مكان بعيد اكثر امانا كمكة الجديدة , الاعتقاد السائد هو ان الكعبة الجديدة بنيت في السعودية وان الحجر الاسود تم نقله من البتراء لحمايته حتى وان خسر ابن الزبير المدينة المقدسة سيكون لديه الحجر الاسود في الكعبة الجديدة .

    بعد تولي عبد الملك بن مروان زحف الجيش الاموي مرة اخرى الى المدينة المقدسة بجيش اكبر ومعدات قتالية اكثر قوة وعنفا واهمها كان / المنجنيق / , تاريخ الطبري – باب ذكر مقتل عبد الله بن الزبير , قال / كانت الحرب بين الحجاج وابن الزبير في داخل مكة 6 أشهر و17 ليلة , خلال هذه الحرب النارية حاول ابن الزبير الاختباء بجوار الكعبة وانتهت المعركة بدمار كامل للكعبة وخسر ابن الزبير المعركة وقتل , تاريخ الطبري – باب مقتل عبد الله ابن الزبير .

    المساجد في القرن الثاني للإسلام

    كما قلنا ابن الزبير خسر المعركة ولكن اتباعه في الكوفة والمدينة تمسكوا بقضيتهم واصبح المسلمون في تلك الفترة والمرحلة في فوضى عارمة لا يحسدون عليها , المشكلة الاولى التي واجهت الاسلام والمسلمين هي الصلاة , هل يصلون باتجاه البتراء ام الى مكة – السعودية ؟ .

    الاسلام انقسم الى نصفين، الامويين في دمشق صلوا باتجاه البتراء والعباسيون أصبحوا يصلون باتجاه مكة – السعودية، من هذه الفترة حدثت تغيرات واختلافات في طريقة بناء المساجد بعد ان كانت كل المساجد باتجاه البتراء، بدأت بعض المساجد تبنى باتجاه مكة – السعودية، اذن كيف تحل هذه المشكلة واهمها المساجد التي تواجه البتراء ؟ , بدأت بالظهور لوحات اتجاه القبلة على حوائط المساجد، حتى في عهد العثمانيين امر الخليفة بتعليق لوحة تكون اتجاه الصلاة في مساجد المدينة لكي تساعد الحجاج على معرفة اتجاه الصلاة،

    هذه المشكلة تفاقمت في تلك المرحلة لكن على المصلي ان يصلي باتجاه حائط القبلة.
    السؤال الذي يجب مرة اخرى ان يطرح نفسه على هذه المعضلة والمشكلة بان القبلة جرى فيها تغيير وتبديل هو / ما فائدة اذن اللوحة التي ترشد المصلي ان لم يكن اتجاه القبلة قد تغير ؟

    , المشكلة الاخرى انه بعد 89 سنة من نشوء الاسلام ظهر تغيير ايضا على بناء المساجد بظهور نتوء في المساجد لتحديد اتجاه القبلة والصلاة وتم تعميم ذلك على جميع المساجد الجديدة التي سيتم بناؤها، هذا النتوء موجود في جميع المساجد واطلق عليه اسم / المحراب / لأنه لم يظهر الا في زمن تغيير القبلة .
    في الحرب الاهلية ظل الامويين يصلون باتجاه البتراء وفي المدينة والكوفة كانوا يصلون باتجاه مكة – السعودية اي اهل الكوفة شاركوا ابن الزبير في قبلته الجديدة وهذا مهم لفهم تلك الاحداث ,

    مرة اخرى بالرغم من ان ابن الزبير خسر الحرب وقتل الا ان بقيت الكوفة تلعب دورا مهما في قيام الدولة العباسية واصبحت الكوفة مركزا دينيا ومكان نسخ الكتب والمصاحف , اذن عمت الفوضى بين المسلمين مرة اخرى ومن هنا كذلك انقسم المسلمون سياسيا ودينيا , هناك من كان يتبع رسول الاسلام والقران ويصلي باتجاه البيت الحرام في البتراء – ام القرى – مكة البتراء في الاردن , القسم الاخر كان يصلي باتجاه الكعبة والحجر الاسود في مكة – السعودية .

    في القرن الاول من نشوء الاسلام كانت جميع المساجد باتجاه البتراء في الاردن , اما المساجد في القرن الثاني بعد نشوء الاسلام اتجهت نحو مكة – السعودية نتيجة تلك الاحداث التي ذكرت وهو عصر التخبط والفوضى ,

    تم بناء مسجد في البصرة اسمه الامة جنوب سوريا بعد 102 عاما من نشأة الاسلام وان اتجاه المسجد لم يكن مواجها لا الى مكة – السعودية ولا الى البتراء – الاردن , كذلك بعد 5 أعوام من هذا التاريخ تم بناء قصر الحيار الربي في صحراء سوريا , القصر كله متوجه ما بين مكة والبتراء .

    بعد سنوات ايضا بني قصر الحير الشرقي على بعد 100 كم من بالميرا , لا القصر ولا المسجد الذي فيه يتجهان نحو لا مكة ولا البتراء , بل الى نقطة في الوسط , هل خلقت مشكلة اخرى جعلهم يبنون بهذه الطريقة بعيدا عن مكة والبتراء ؟

    لهذا وجدوا حلا ثالثا وهو البناء في المنتصف اي ما بين مكة والبتراء , جميع الدراسات الحديثة والعلمية وعن طريق الجي بي اس والاقمار الصناعية او ضحت ان القبلة متجهة الى المنتصف بينهما تماما , هذا ليس خطأ بشري بسيطا بل متعمد ومقصود .

    في باكستان – بانهور بني مسجد بعد 109 عاما من نشأة الاسلام ووجد فيه حائط قبلة فقط بدون محراب ولكنه متجه الى مكة وهو اول مسجد يشير الى مكة , من هنا المسجد وبعد اكثر من قرن على وفاة رسول الاسلام احدث هزة قوية في التاريخ الاسلامي . قصر اخر في عمان – سيتادل بني بعد 122 عاما من نشوء الاسلام، كان في نفس المنطقة مسجد قديم ذكرناه سابقا يتجه ناحية البتراء، اما القصر الحالي الذي بني بعد ذلك القصر اي في القرن الثاني متجه ناحية مكة – السعودية. 

    بالتأكيد فان القبلة تغيرت منذ بدايات القرن الثاني من البتراء – الاردن الى مكة – السعودية , ساعد هذا البحث للتعرف متى وكيف تغيرت القبلة , من هنا ايضا بدأت تظهر وثائق مكتوب فيها اسم / مكة / تساؤل اخر يطرح نفسه وبقوة وهو / لا يوجد اسم مكة – السعودية لا في المصادر ولا الوثائق الاسلامية والغربية والشرقية قبل القرن الثاني من بداية الاسلام ونشوئه , اذن اين كان وطن رسول الاسلام ونشأة الاسلام الاولى ؟ , حتى اللغة المستعملة في مكة – السعودية في القرن الاول وقبله بحسب الاكتشافات والتنقيبات الاثرية في تلك المنطقة لم تكن عربية .

    مسجد اخر بني على بعد 32 كم في عمان , قصر ومسجد المشتى بني عام 743 م وهو قصر اموي كبير , لكن القصر والمسجد باتجاه البتراء , من هنا يتضح ان المسلمين منقسمون الى 3 مجموعات , الامويين اتجهوا الى البتراء, العباسيون اتجهوا الى مكة والثالثة رفضت كلا الاتجاهين .

    الخليفة جعفر ابن المنصور بني عاصة جديدة عام 754 م وهي بغداد – العراق واكتملت عام 767 م على شكل دائري بقطر 2 كم , المسجد الرئيسي في المدينة لم يكن فيه نتوء المحراب , استخدم احد الحوائط باعتباره حائط القبلة متجها الى مكة – السعودية .

    اذن فان رسول الاسلام والخلفاء الراشدون والامويين جميعهم توجهوا الى البتراء – في الاردن، المساجد التي بنيت في اسبانيا بعد احتلالها وغزوها كانت متجهة الى جنوب افريقيا اي لا الى البتراء ولا الى مكة،

    كما ان المساجد في افريقيا تتجه الى اماكن مختلفة عن بعضهما وهذا شيء غريب وقمة الفوضى والتخبط في العبادات والصلاة .

    تم اجراء مسح كامل عن طريق الوسائل العلمية الحديثة على هذه المساجد وجدوا ان / جميع هذه المساجد قبلتها باتجاه خط موازي لخط ما بين البتراء ومكة / اي معناه حل وسط لهذه المشكلة الكبيرة .

    تدمير الكعبة في البتراء

    في الحرب الاهلية حصن ابن الزبير نفسه في المدينة المقدسة وهي البتراء – ام القرى – الاردن , تمت محاصرته لمدة 4 أشهر من قبل الامويين , في الشهر العاشر من تلك السنة ضرب الامويين المدينة المقدسة بالمنجنيق ودمرت اغلب الاماكن المقدسة بصخور المنجنيق , الناس كانوا يعيشون وراء تلك الحوائط والسور لان منازلهم سوف تدمر , لكن المصادر تقول ان المنجنيق ضرب الاماكن المقدسة في وسط المدينة , فكيف حصل ذلك ؟

    البتراء تتميز بخاصية مميزة وهي , للبتراء حوائط في الشمال والجنوب بعرض الوادي ولكن في الشمال الحائط لم يصل تماما الى الجبل بسبب مجرى مائي موازي للجبل , الامويين بحسب الكتب والقصة قد احضروا المنجنيق عبر المجرى الجاف للمكان الذي يستطيعون فيه ضرب الصخور على قلب المدينة والموجود فيها الكعبة والاماكن المقدسة الاخرى .

    وجد فريق من علماء الاثار والتنقيب من جامعة براون , في البتراء منطقة المعبد الكبير ظهرت ادلة بحسب النظرية المطروحة , كان هناك حوائط ودفاعات للحفاظ على الموجودات الداخلية اضيفت بعد زلزال 551 م , لم يذكر ان معارك حصلت في البتراء بعد هذا التاريخ , خلال السنوات الاولى من الاسلام تم وضع دفاعات اضافية حول قلب المدينة المقدسة .

    التنقيبات كشفت عن اكثر من 400 صخرة منجنيق وهي كرات دائرية من الاحجار مدفونة في نفس مكان المعبد وفي نفس تاريخ احداث المعركة مع ابن الزبير وهذا يؤكد ان المعركة تمت هنا في هذه النقطة والمنطقة والمدينة وليس كما هو مذكور في الكتب الاسلامية والتاريخ الملفق والمزيف .

    ان الكعبة الاصلية كانت هنا وقريبة من هذا المكان الذي ضرب بالنار المنجنيق , البتراء مدينة البكاء - البكة تعرضت الى كارثة كبيرة ودمرتها حينما ضربها زلزال قوي دمر المباني والمعابد والمنازل واصبح من الصعب اعادة بناء واعمار المدينة من جديد والاثر الاركيولوجي للكعبة الاولى قد اختفى تماما ودمرها ابن الزبير وحجارة المنجنيق .
    زلزال 713 م دمر السد الذي كان يحول المياه عن الدخول الى البتراء ومياه السيول جرفت كل الاثار على مر مئات الاعوام , المدهش ان الاسلام وكتابه ومؤرخيه جميعهم تعمدوا الى اخفاء تلك الحقائق المهمة والخطيرة من تاريخ الاسلام ونشوئه وحياة رسول الاسلام .

    بدأت الكتابة بحوالي 150 سنة واكثر من تلك الاحداث ولم يتطرقوا قط اليها بمحاولة الكذب للخروج من المأزق وعمل قصة وسيناريو جديد عندما دمجوا وقلبوا الحقائق وحولوها من البتراء الى مكة واصبحت قصة البتراء ومكة قصة واحدة احداثها جرت في مدينة واحدة – مكة السعودية التي لا تنطبق عليها كل ما ذكر وقيل في التاريخ والمراجع والوثائق والدراسات والابحاث وحتى القران والسنة لا يتطابقان ايضا مع الاحداث , اجبروا المسلمين بان يتجهوا الى القبلة المجهولة المغلوطة والمزيفة وابتلع المسلمون الطعم دون مناقشة وتفحص وتساؤل خوفاً على دينهم .

                  

02-27-2018, 01:45 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الجزء الأخير

    لم ننشر بعض الاجزاء لعدم أهميتها لموضوع البوست الرئيس.

    في هذا الجزء يقدِّم كاتب المقال أدلة جديدة على ان مدينة البتراء هي منشأ الإسلام المبكر:

    وادي البكاء 

    القران يقول ان المسجد الحرام هو في / بكة / , لكن اين هذا الموقع الحقيقي لهذه الكلمة بكة ؟

    في المفهوم الاسلامي ان كلمة بكة هي مرادفة مع مدينة الاسلام المقدسة ,

    في زمن محمد اراد قومه اعادة بناء الكعبة وهو في شبابه , في تلك الاثناء وفي وقت البناء وجدوا في وسط الركام حجارة عليها نقوش بالسريانية التي كانت في وقتها لغة الانباط ,

    تم ترجمة تلك النقوش من قبل احبار اليهود وهذه الترجمة موجودة , سيرة ابن هشام – حديث بنيان الكعبة ,

    بكة كلمة سامية قديمة معناها البكاء والنواح او الرثاء , اي ان بكة مدينة ومكان ومنطقة البكاء , لم يتم استعمال كلمة واسم / بكة / بمعنى القدس ابدا ومطلقا .

    كلمة واسم بكة ان صح ذلك مذكور في العهد القديم في المزمور 84 لمرة واحدة فقط ,

    هذا المزمور يشير الى وادي البكاء , القران نفسه يتحدث ايضا عن وادي البكاء , بكت فيه هاجر على اسماعيل , وضع القران هذه القصة في بكة وهو المكان الاول لبناء الكعبة ,

    هذا المكان من المؤكد انه ليس في القدس لأنها على جبل وليست في وادي ,

    من السهل ان يكون التفسير لهذا الموضوع بسيط جدا ,

    في البتراء وما حولها كانت هناك زلازل عديدة وقوية ضربت المكان وما حوله , علم الجيولوجيا يقول بذلك , على سبيل المثال حدث زلزال سنة 551 م اي قبل مولد رسول الاسلام ب 19 سنة ,

    هذا الزلزال احدث دمارا عنيفا للبتراء ومن الممكن ان تكون البتراء هي وادي البكاء بسبب الكثير من البشر الذين ماتوا في الزلزال .

    اسرة رسول الاسلام 

    اذا كانت مدينة البتراء مدينة الاسلام وقبلتهم لا بد ان يكون في هذه المنطقة اثرا لقريش على الاقل بالقرب منها , ف

    ي مدينة الحميمة في الاردن وكانت تعرف في الماضي بحوارة تم العثور من خلال التنقيبات الاثرية في هذه المنطقة على مقر اقامة لأسرة عباسية ومسجد .

    عندما حدثت معارك بين مسلمي العراق وانتصروا على الامويين في دمشق وجدوا شخصا من عائلة محمد لكي يعطي الشرعية لثورتهم وهي قصة معروفة ,

    جاءوا الى الحميمة وعلى بعد 43 كم من البتراء وهنا وجدوا عائلة محمد وقبيلة قريش ولكنهم لم يذهبوا مطلقا الى مكة – السعودية ولا الى يثرب بل جاءوا الى الحميمة بالقرب من البتراء كما قلنا ،

    ووجدوا عائلة محمد وقريش وليس في السعودية – شبه الجزيرة العربية .

    الاشجار والزراعة والحدائق والتربة

    في جميع كتب السيرة تجد قصة عن عبد الله والد محمد وهي مذكورة مثلا في سيرة ابن هشام – باب ذكر النسب الزكي – فصل زواج عبدالله من آمنة .

    ان ما يهم في هذا الامر والموضوع هي الكلمة التي استخدمها الجميع لوصف ما كان على يدي عبد الله وجميعهم استخدموا كلمة / طين / ومعناها تربة زراعية ,

    اما في مكة – السعودية المشكلة انه لا توجد ارض زراعية حولها ,

    لكن في البتراء وما حولها فيها ارض زراعية ومياه واشجار ,

    من خلال التنقيبات والحفريات قالوا / كان هناك حدائق منها خاصة ومنها عامة وان الماء الجاري كان يأتي اليها من خلال القنوات وطرق طينية وتم العثور ايضا على الفواكه والعنب واشجار مختلفة وحدائق في البتراء القديمة .

    الى هذا اليوم نجد ارض زراعية بين البتراء والبيداء وعلى امتداد بضعة كيلو مترات ,

    الكشوفات والدراسات عن التربة وجدت ان التلال حول البتراء كانت مغطاة بالشجر حتى قبل مائة عام مثل الفستق والبلوط والخروب والعرعر .

    الاسوار – السور 

    مدينة الاسلام ام القرى – البتراء كانت مسورة اي يحيطها سور , احدى القصص تروي ان رجلا حوصر بجوار احد حوائط مكة , والغريب هنا ان في مكة – السعودية لم يجدوا سور مطلقا ,

    البتراء واقعة في وادي والوادي محاط بجبلين وكل جبل فيه جرف والجرف محاط بمدينة البتراء ويشكل كحائط وسور للمدينة من الاتجاهين ,

    ثم سكان البتراء بنوا حائطين ما بين الجبلين وبهذا فان مكة – البتراء كانت مسورة من جميع النواحي والجبهات .

    البتراء كانت مميزة بوجود مجرى مائي في الوادي ما بين الجبلين لكن الزلازل احدثت تشققات في الجبلين فحدث ان الماء بدأ يمر من الشق الاول ويعبر الوادي بالعرض باتجاه الشق الثاني ,

    في تلك الفترة بنى الشعب الانباطي شارعا محاطا بالأعمدة موازياً لمجرى الماء وهو موجود وآثاره الى هذا اليوم ويمكن مشاهدته .

    ان احد ركائز الاسلام في الحج هو السعي / 7 مرات / بين جبلين / الصفا والمروة / , عن البخاري نجد عن صفة سعي الرسول انه / انه سعى ببطن المسيل / , معناها موضع سيل او جريان الماء بين الجبال , كتاب الحج والعمرة ,

    المشكلة التي يعاني منها الاسلام اليوم هو ان الصفا والمروة اختصرا بحجرين صغيرين تم وضعهما في الحرم المكي وموجود الى اليوم .

    لو القينا نظرة على الصخرتين لم نجد مجرى مائي بينهما , لكن في البتراء فان الوصف منطبق تماما وهناك مجرى مائي بين جبلين وبحسب الكتب والاحاديث الاسلامية .

    هناك اربعة طرق للوصول الى وسط البتراء , بما ان مكة – البتراء موجودة في الوادي فيمكن دخولها من اي اتجاه من الوادي بطريقتين , مذكور ايضا في البخاري – باب دخول الرسول من اعلى مكة ويقول / اقبل الرسول يوم الفتح من اعلى مكة على راحلته ,

    هناك طرق اخرى لدخول البتراء غير الوادي ,

    تقول الوثائق القديمة انه يمكن الدخول والخروج الى البتراء من خلال شقوق الجبال او ثنايا الجبال وقد ذكره البخاري في عدة مواضيع منها ,

    كان الرسول يدخل مكة من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى – البخاري كتاب المغازي – باب اين ركز الرسول راية الفتح .

    في الوقت الحاضر هناك ثنيتان لدخول البتراء احدهما السيق – المجال الذي يدخل منه السواح والاخر من الجانب الاخر من شارع الاعمدة على مجرى المياه التي تؤدي الى متاهة من الاخاديد التي تنتهي الى وادي عربة – جنوب البحر الميت ,

    في مكة – السعودية لا تنطبق كل ما ذكر على تلك المدينة لا جغرافيا ولا جيولوجيا وليس لها ما يؤكدها في المراجع الاسلامية جميعها بما فيها القران والاحاديث وما كتب عن ذلك .

    في مكة – البتراء – الاردن فيها معابد كثيرة منها , معبد / العزى / او ما يسمى معبد الاسود المجنحة , ومعبد اخر يسمى الشرى واليوم يسمى بقصر البنت ,

    هناك سلسلة او مجموعة من الجبال القصيرة كانت مكان / اله الجبال / ذي الشرى , وفي قلب هذه الجبال يوجد معبد ,

    هناك قصة لها علاقة ذكرها ابن هشام – باب اسلام الطفيل بن عمرو في بداية الاسلام المبكرة وحين كان عدد المسلمين قليلا جدا ذكر كل هذه التفاصيل من المياه والجبال وغيرها ويمكن الرجوع اليها ,

    السؤال الذي يطرح نفسه ,

    هل حدثت هذه القصة التي رواها ابن هشام في مكة – السعودية التي تبعد الاف الكيلو مترات ؟

    ام حدثت في مكة – البتراء – ام القرى في الاردن حيث يوجد معبد ذي الشرى وكل التوصيفات الاخرى ؟.


    غار حراء 

    في سيرة ابن هشام – كتاب اخبار الكهان من العرب والاخبار من اليهود والرهبان من النصارى – باب زيد بن عمرو بن نفيل ,

    يؤكد في هذه القصة والرواية بان / غار حراء / يقع في اعلى مكة ,

    من المعروف ان موقع غار حراء المعروف جدا في مكة لا يقابلها من واجهة المدخل اي مدخل غار حراء , لكن المنطقة المرتفعة تقع شمال شارع الاعمدة في البتراء ,

    اما الجزء الثاني المنخفض في الجنوب هناك شارع يقطع المدينة الى نصفين ,

    اذا كانت البتراء – ام القرى – مكة هي مدينة الاسلام , اذن يجب ان يكون الغار هنا ,

    تقول جميع الروايات والسيرة ان الكهف مقابل المدينة وفي مكان منخفض من الجبل لان محمد صعد من هذا الجبل عندما اراد الانتحار .

    في الكهف الموجود هنا وليس في مكة – السعودية هناك احجار كثيرة لشواهد الالهة ,

    في اعلى الكهف موجود علامة الهلال وهو رمز اله القمر كبير الالهة عند العرب ,

    فان وصف المكان وما يحتويه وموقعه وبحسب جميع الوثائق والتنقيبات ينطبق تماما ما تقوله السيرة ,

    ففي خارج المدينة مباشرة فان المدخل هو في مواجهة المدينة , ث

    بت علميا ومن خلال الادلة ان هذا المكان من اكثر المناطق المقدسة للإسلام وهو / البتراء / .

    من خلال الاعمدة الموجودة تم تحديد المنطقة المقدسة في الاسلام الغير معترف بها من قبل الاسلام نفسه الان ,

    المشعر الحرام في الماضي لم يكن مبنى بل كان ساحة كبيرة تحيطها احجار وهي التي تحدد محيط المنطقة المقدسة ,

    اذن ما هي انواع الاحجار التي تتعرف اليها لتحديد مكان مثل هذا والربط بين مكان ومكان اخر ؟

    الاحجار الصغيرة لا يمكن الاعتماد عليها لأنها قابلة للضياع والسرقة والتنقل في هذه المنطقة التي كانت مزدحمة بالبشر ,

    بالتأكيد يجب الاعتماد على الاحجار الكبيرة وهي المعتمدة في شكلها ومميزة وواقفة تماما في محيط المنطقة المقدسة ,

    كما هو معلوم فان في مكة – السعودية لا توجد مثل هذه الاحجار العملاقة الكبيرة والدليل قام المئات بالبحث عنها ولم يجدوها،

    وكانت النتيجة صادمة لهم لانهم يبحثون في المكان الخطأ لإثبات شيء لا وجود له .

    بكل بساطة اذا كانت البتراء هي مدينة الاسلام الاولى والمقدسة،

    اذن لا بد ان يجدوا هذه الاحجار المحددة فيها وحسب المواصفات , وهذا ما تتمتع فيه البتراء تماما ,

    هناك احجار مربعة الشكل وكبيرة يطلق عليها من قبل الاهالي بأحجار الجن وموجود منها اكثر من 20 حجرا مربع الشك وهي تحدد مداخل المدينة ,

    كيف اذن سيجدون مثل هذه الاحجار في مكة – السعودية وجيولوجيا لا وجود مثل هذه الاحجار فيها ؟

    من خلال هذا البحث في اهم النقاط التي ذكرناها تثبت ان / البتراء / هي المدينة المقدسة في الاسلام وهي مكة وام القرى وليس مكة الموجودة في السعودية والغير موجود لها تاريخ اصلا في جميع الكتب والمراجع الغربية والشرقية ,

    من هذه الدراسة تم اثبات هذه النقاط بالأدلة العلمية وليس بمجرد تكهنات وتلفيقات وادعاءات واتهامات ،

    منها على سبيل المثال / الاتجاه من المدينة , وادي البكاء , اثار اسرة محمد , التربة الزراعية والحدائق والأشجار والاسوار اي الحوائط , المسعى بين الجبلين والثنايا والمعابد وغار حراء ،

    والاعمدة المحددة للمنطقة المقدسة , وجود ادلة على الحج والتجارة في البتراء سابقا ,

    واخيرا جميع المساجد في القرن الاول للهجرة اي بداية نشوء الاسلام كانت متجهة للبتراء وليس الى مكة او القدس .



                  

02-27-2018, 06:56 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    الوهابيون وآثار مكة؟؟؟؟

    مكة المكرمة أم "لاس فيجاس" الجديدة؟؟؟

    سبق لمنتصر أن نبّه إلى دور الوهابيين في طمس الآثار الاسلامية حين قال:
    Quote: ما بالنسبة لعدم وجود آثار بمكة لمكة القديمة أيام البعثة
    النبوية معروف أن الوهابيون يعتبرون أن هذه الآثار
    يمكن أن تؤدي في معتقدهم للشرك الأكبر لأنهم يخشون
    التبرك بها لانهم يعتقدون أي الوهابية في السعودية أن التبرك
    بالآثار يؤدي للشرك الأكبر لذلك قاموا بتدمير ومحو الآثار بكل السبل
    ولم يتركوا أي أثر والذي بقي تم التمويه عنه وإخفائه.


    وأدناه مقالان يتحدثان ن مكة وآثارها:

    المقال الأول:

    Quote: ما الذي يفعله الوهابيون وآل سعود في آثار المسلمين؟


    حنان شحاتة

    أستاذة في القانون. عملت في موقع ميدل إيست مونيتور وتكتب حاليا في ميدل إيست آي



    ترجمة وتحرير نون بوست

    كانت المواقع التي ارتبطت بحياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مكانة عالية لدى جميع المسلمين لأكثر من خمسة عشر قرنًا،

    وقد مر على إدارة تلك المواقع وحكم مناطقها العديد من الأيدي والأسماء،

    مر عليها الأمويون والعباسيون والعثمانيون، وهي الآن تحت سيطرة العائلة المالكة السعودية، التي أطلقت على الملك لقب "خادم الحرمين الشريفين".

    هذا ليس لقبا تشريفيًا أو اعتباطيًا، لكنه سلطة حقيقية،

    فالسعوديون الذين يسيطرون على تلك الأماكن يسيطرون كذلك على أكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم عبر السماح لمن أرادوا بآداء فريضة الحج أو العمرة.

    وعلى الرغم من ذلك اللقب "خادم"، إلا أن الملايين الذين يزورون المملكة كل عام للحج أو العمرة قد يصعب عليهم فهم ذلك في إطار ما تفعله العائلة،

    فبدلاً من صون وحماية تلك الأماكن والتي تسميها السلطات السعودية "الأمانة المقدسة"،

    يقول منتقدو السعودية إن العائلة ترتكب جرمًا ممنهجًا بتخريب ثقافي للمواقع التراثية هناك.

    يقدر معهد واشنطن القائم على شؤون الخليج، أن 95٪ من المباني القديمة والتي ارتبطت بحياة النبي محمد قد تم هدمها في العقدين الماضيين،

    لم تعد صحراء الجزيرة تُضاء بالنجوم،

    لكن الآن تضيئها سلاسل الفنادق الفاخرة والمحال التجارية الرأسمالية المبهرجة أمثال ماكدونالدز، ستاربكس، باسكن روبنز والعديد من بوتيكات باريس هيلتون!!

    الحجاج الذين يأتون لمرة واحدة في العمر بعد تدبير وإدخار طويلين لرحلة روحية لا تتكرر غالبًا، إذا أرادوا أن يزوروا بيت "خديجة" زوجة النبي الأولى فسيجد مكان البيت كتلة من 1400 مرحاضًا عامًا!

    وإذا أراد الحجاج زيارة منزل أبو بكر الصديق فسيجدون مكانًا لتحويل الأموال،

    لقد دمرت العائلة السعودية مقابر المسلمين التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 سنة،

    سُحقت جبال مكة لإفساح الطريق لمواقف السيارات!

    ملايين المسلمين حول العالم اضطروا لابتلاع ألسنتهم والصمت،

    فالنظام القمعي الذي يسيطر على الحجاز قد يمنع من أراد من آداء مناسك الحج أو العمرة برفض التأشيرة لمن يعلو صوته بمعارضة أفعاله،

    الحكومة السعودية لا تتحكم فقط بالأماكن، لكنها تتحكم أيضًا بمن يزور الأماكن، وبحصص الدول المختلفة، وبعدد من يزورون المشاعر المقدسة،

    والأمر يخضع لأهواء السياسة طوال الوقت.

    هناك إدانة صوتية لبعض أفعال المملكة، فقد أدانت تركيا في عام 2003 هدم قلعة عثمانية قديمة كانت تخضع لوالي مكة المكرمة، ليحل محلها برج عملاق يُسمى برج الساعة.

    وزير الثقافة التركي أدان الأمر بشدة واعتبره "عملاً همجيًا" وقال "بالنيابة عن الدولة التركية وعن الأمة، من الصعب أن ننظر إلى المملكة العربية السعودية بشكل ودي،

    هذا ليس فقط عدم احترام للتاريخ،

    لكنه محاولة متعمدة للقضاء على الثقافة التركية من عالمهم ومن التاريخ".

    ورغم ما في التصريح من خطاب قومي، إلا أن الأمر أكبر كثيرًا مما يبدو عليه.

    أمير مكة "خالد الفيصل" دافع عن التحديثات قائلاً إنه "من بين جميع الدول التي حكمت مكة المكرمة، قامت المملكة السعودية بأكبر إصلاحات في تاريخ المدينة"

    هذا القول ينطوي على صدق بالفعل، فقد أنفقت السعودية أكثر من 6 مليار دولار لتوسيع المسجد النبوي في المدينة المنورة، و21 مليار دولار لتوسيع المسجد الحرام في مكة المكرمة، فضلاً عن 16.5 مليار دولار لتحديث نظام النقل في مكة أيضًا.

    ولا ينكر أحد، حتى أشد المنتقدين للملكة، أن هناك حاجة للتوسعة والتطوير خاصة بعد مقتل أكثر من 2000 شخص خلال آداء المناسك في تدافع بسبب الزحام الشديد خلال العقدين الماضيين،

    لكن المتخصصين يقولون إنه يمكن فعل ذلك بدون القضاء على المواقع الأثرية والتراثية.

    يقول الدكتور "عرفان علاوي" المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث التراث الإسلامي، وهو مركز مخصص للحفاظ على المواقع التاريخية في السعودية إن "هناك طرق للتوسعة مع الحفاظ على تاريخية المواقع،

    يمكنهم فقط أن يبعدوا بعض المباني والفنادق لميل واحد". 

    لكن لماذا يفعل السعوديون ذلك؟

    فصناعة "السياحة الدينية" جلبت أكثر من 16.5 مليار دولار من الإيرادات في عام 2012 فقط!

    وطبقًا لقناة العربية فإن أسعار العقارات في مكة المكرمة هي الأغلى في العالم،

    من الممكن أن يصل سعر المتر بالقرب من الحرم المكي إلى أكثر من 100.000 دولار! في حين تبلغ تكلفة الليلة في الجناح الملكي في أحد فنادق "أبراج البيت" أكثر من 5900 دولار لليلة واحدة، هذا تحديدًا هو دافع آل سعود!

    الأمر لا يخلو من "أجندة دينية" خلف الواجهة الرأسمالية،

    الدكتور "علاوي" يلقي باللوم بشكل مباشر على "الوهابية" التي تحفز آل سعود على تدمير الأماكن المقدسة.

    يقول الوهابيون إنهم يفعلون ذلك خوفا من الشرك، أو ربط أي شيء أو شخص بالله - حسب ما قاله علاوي -،

    ورغم أنه لا خلاف بين المسلمين على "خطيئة الشرك" إلا أن السعوديين والوهابيين يفسرونها لمحو أي أثر تاريخي. 

    أحد أبرز الأمثلة وأوضحها، هو الموقع الذي يُعتقد أن النبي محمد قد وُلد فيه،

    في الخمسينات من القرن الماضي حولته المملكة إلى سوق للماشية، ثم مكتبة لاحقًا،

    والآن يسير الوهابيون في طريق هدم المكتبة وبناء امتداد لقصر ملكي ليصبح مقر إقامة للملك،

    ولتجنب أي غضب من المسلمين قام السعوديون بوضع لافتة في الموقع تقول:

    "لا يوجد أي دليل على أن النبي محمد قد وُلد هنا، ولذلك لا يجوز تخصيص الصلاة والدعاء أو التبرك في هذا المكان".

    الوهابيون يرسخون الوضع الراهن، ليس بالصمت، لكن بالدعم العلني لهذه العمليات،

    فقد أثنى مفتي السعودية "عبدالعزيز آل الشيخ" على جهود توسعة المساجد، ودعا الناس لشكر الحكومة على مشروعات التوسعة.

    مؤرخون إسلاميون يقولون إن الضغط الدولي هو الوسيلة الأجدى لوقف المزيد من الدمار،

    ووفقًا لعلاوي، فإن خطط المملكة قد تغيرت حيال عدد من المواقع نتيجة الدعاية السلبية على المستوى الدولي. 

    "هناك من يشيرون بالفعل إلى مكة المكرمة باعتبارها لاس فيجاس الجديدة،

    وإذا كان المسلمون يريدون أن يحتفظوا بأي قدر من السلامة الروحية في مواقع التراث الإسلامي، فإن عليهم البدء في العمل الآن قبل فوات الأوان" يختم علاوي.


    المقال الثاني:
    Quote:
    تدمير مكة: عن الذي فعلته السعودية بالمسلمين



    ضياء الدين ساردار 

    كاتب، ومؤلف كتاب "مكة: المدينة المقدسة"


    عندما زار مالكوم إكس مكة المكرمة عام 1964، كان مسحورًا بما رأى!.

    لقد وجد المدينة "قديمة قدم الزمان"، وكتب أن التوسعة التي كانت قد بدأت بشكل جزئي في ذلك الوقت، ستجعل جمال المسجد الحرام يتجاوز الجمال المعماري لتاج محل في الهند.

    خمسون عامًا مضت، ولا يمكن لأحد يزور مكة الآن أن يصفها بالجمال، أو أن يربط ما يرى بأقدس مدن الإسلام،

    سوف يؤدي المسلمون الحج هذا الأسبوع وسوف يحاولون عبثًا أن يروا في مكة تاريخ الإسلام.

    الموقع المعماري المهيمن على المدينة ليس المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة، محط أنظار وصلوات المسلمين في كل مكان،

    لكن ما يهيمن على المشهد هو فندق مكة الملكي وبرج ساعته البغيض الذي يرتفع لـ 1972 قدمًا فوق الأرض،

    هو واحد من أطول المباني في العالم، بل هو تطور ضخم لناطحات السحاب حيث يضم مراكز تسوق فاخرة وفنادق ومطاعم لفاحشي الثراء، ل

    م تعد القمم الوعرة تهيمن على الرائي، لقد دُكت الجبال القديمة دكًا، ويحيط بالكعبة الآن التي تبدو كقزم هياكل الصلب والخرسانة، فيما يبدو مزيجًا قميئًا من ديزني لاند ولاس فيغاس.

    "حراس" المدينة المقدسة والأوصياء عليها، حكام المملكة العربية السعودية، ورجال الدين الوهابيون الذين يمنحونهم الشرعية يملكون كراهية عميقة لتاريخ المسلمين،

    إنهم يريدون أن يبدو كل شيء جديدًا، وبينما يفعلون ذلك، يوسعون المواقع المقدسة لتستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج،

    عندما زار مالكوم إكس مكة كان عدد الحجاج لا يتجاوز 200 ألفًا، لكن العدد الآن يقارب 3 ملايين.

    بدأت المرحلة الأولى من تدمير مكة المكرمة في منتصف التسعينات، وقد كنت هناك لأشهد ذلك.

    المباني القديمة التي لا تُحصى، بما في ذلك مسجد بلال، والتي يعود تاريخها إلى عهد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، تم تجريفها من أساسها،

    البيوت العثمانية القديمة مع مشربياتها الجميلة وأبوابها المنحوتة ببراعة، تم استبدالها بأخرى حديثة بشعة،

    وفي غضون بضع سنوات، تحولت مكة المكرمة إلى مدينة حديثة مع طرق متعددة الحارات تظهر للرائي كتقاطعات السباغيتي!

    ولا يمكن لعينك أن تخطئ الفنادق المبهرجة ومراكز التسوق.

    أما القلة الباقية من المباني والمواقع ذات الأهمية الدينية والثقافية فقد تم تدميرها في الآونة الأخيرة،

    تم بناء برج الساعة في 2012 على أنقاض نحو 400 موقع تاريخي وثقافي، بما في ذلك المباني القليلة المتبقية والتي يعود عمرها لأكثر من ألف سنة،

    وصلت الجرافات في منتصف الليل، وشُردت الأسر التي عاشت هناك منذ قرون.

    المجمع يقف على قمة قلعة أجياد، التي بُنيت حوالي 1780م لحماية مكة المكرمة من اللصوص والغزاة،

    بيت السيدة خديجة، الزوجة الأولى للنبي محمد تحول إلى كتلة من المراحيض،

    أما مكة هيلتون فقد بُني على بيت أبي بكر الصديق، أقرب رفيق لرسول الله وخليفته الأول.

    بصرف النظر عن الكعبة نفسها، يحتفظ أصل المسجد الحرام بجزء ضخم من التاريخ، أعمدته الرخامية المنحوتة بشكل معقد تزينت بأسماء الصحابة،

    بنى تلك الأعمدة السلاطين العثمانيون، تعود تلك الأعمدة لأوائل القرن 16، وحتى الآن، هناك خطط تجري على قدم وساق لهدمها،

    وكذلك كل المناطق الداخلية من المسجد، ليتم استبدالها بمبنى على شكل كعكة الدونت!

    المبنى الوحيد المتبقي ذو الأهمية الدينية هو البيت الذي نشأ فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

    فعلى مدار معظم التاريخ السعودي، كان يُستخدم كسوق للماشية، قبل أن يتحول إلى مكتبة، ولم تكن مفتوحة للناس بالمناسبة.

    لكن حتى على الرغم من ذلك، كان ذلك كثيرًا بالنسبة للوهابيين وآل سعود! فدعا شيوخ الوهابية مرارًا وتكرارًا لهدم البيت وتدميره،

    يخشى الشيوخ أن يسجد المسلمون لرسول الله دونًا عن الله!! ويبدو أن الأمر لم يعد سوى مسألة وقت فقط قبل أن يُهدم البيت النبوي ليُقام مكانه - على الأرجح - موقف للسيارات.

    التخريب المتعمد لمكة المكرمة حول شكل المدينة تمامًا!

    فعلى العكس من بغداد ودمشق والقاهرة، لم تكن مكة مركزًا للفكر الإسلامي، إلا أنها كانت كعبة التجانس والتعددية حيث يتصاعد النقاش بين المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية المختلفة.

    الآن، تم تقليص التعددية إلى مذهب واحد يرفض التراث والتاريخ ويفسر الإسلام تفسيرًا حرفيًا ويُخطّئ - أو يكفر - كل من يخرج على المدرسة السلفية السعودية،

    في الواقع، كثيرًا ما يهدد المتطرفون الحجاج من المذاهب الأخرى، في العام الماضي، هوجم مجموعة من الحجاج الشيعة القادمين من الولايات المتحدة بالسكاكين، وفي أغسطس، كتبت مجموعات من المسلمين الأمريكيين للسلطات الأمريكية تطلب منهم الحماية وقت الحج هذا العام.

    كان لمحو التاريخ المكي أثر هائل على الحج نفسه، كلمة الحج، تعني "الجهد"،

    هذا الجهد يعني عناء الذهاب إلى مكة، والمشي من موقع إلى آخر، وإيجاد المسلمين من أصحاب الثقافات الأخرى والتواصل معهم، والتمرغ في تاريخ الإسلام، وبهذا يعود الحجاج بفائدة دنيوية ضخمة كما الإشباع الروحي،

    لكن الآن، الحج هو رحلة سياحية متكاملة! ع

    ندما تتحرك، تتحرك ضمن مجموعة، من فندق إلى آخر، ونادرًا ما تصادف أشخاصًا من ثقافات وأعراق مختلفة، استُنزف التاريخ والثقافة والتعدد،


    ولم يعد الحج تجربة روحية لا تتكرر، بل أصبح ممارسة اعتيادية - سنوية للكثيرين - يختلط فيها التسوق بممارسة الطقوس.

    مكة هي صورة مصغرة من العالم الإسلامي، ما يحدث فيها له تأثير عميق على المسلمين في كل مكان، إنها القلب الروحي للإسلام،

    وهي الآن تغرق في الحداثة، لا يتم التسامح فيها مع الاختلاف، وأُفرغت من تاريخها،

    وأصبح الاستهلاك هو الهدف الأسمى من زيارتها.

    لم يعد من المستغرب إذن أن النصوصية الحرفية، والتأويلات القاتلة التي يتم استقاءها من الإسلام أصبحت هي الأعلى صوتًا في بلاد المسلمين.
                  

02-27-2018, 11:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    من مكة الى "لاس فيجاس":

    إنقاذ "المدينة المقدسة" من تغوّل الرأسمالية المادية الباردة:

                  

02-28-2018, 03:08 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

                  

02-28-2018, 06:57 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

                  

02-28-2018, 09:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    مصري قام بالحج، يحكي تجربته مع الكعبة وتضاؤلها أمام الأبراج العملاقة،

    ثم يعرض محتويات كتاب "من مكة الى لاس فيجاس":

                  

02-28-2018, 11:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    في هذا الفيديو يتحدثون -من ضمن نقدهم لما يحدث في مكة من عمران عملاق- عن "Manhataanizstion of Mecca



    أدناه شرح Manhataanizstion of Mecca :

                  

03-01-2018, 00:12 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    شاعرنا الجميل الخواض والأخون . سلامات
    والله يا شباب متكيف من البوست ده كيف جد .
    متكيف منكم كلكن ( جت ) ومن كتاباتكن المكربة . والله دقشك شين يا أستاذ هاشم الحسن .
    كتابة طويلة وابداع مافي كلام يا أخوي .
    لكم جميعا التحية . ومتابع
                  

03-02-2018, 04:57 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: Osman Musa)

    Quote: شاعرنا الجميل الخواض والأخون . سلامات
    والله يا شباب متكيف من البوست ده كيف جد .
    متكيف منكم كلكن ( جت ) ومن كتاباتكن المكربة . والله دقشك شين يا أستاذ هاشم الحسن .
    كتابة طويلة وابداع مافي كلام يا أخوي .
    لكم جميعا التحية . ومتابع


    شكرا صديقنا عثمان موسى على كلماتك الطيبات الزاكيات الطاهرات.

    إليك فيديو عن "منهتتة"* دبي.

    أنت عشت في نيويورك وفي الخليج.

    هل تبدو "نيويورك" أمّاً لمدن الخليج العولميّة ، كدبي،

    وفي الطريق المدينة المقدّسة :

    "مكةّ"؟؟؟



    *هذه ترجممتي المتواضعة لكلمة "Manhattanization




                  

03-03-2018, 03:16 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)



    شعاعرنا المبدع الخواض و الربع الكرام بالبوست الفاهم سلامات .
    يتخيل لي يا أسامة دبي فيها ملامح من مدينة ميامي . ميامي مدينة مفتوحة الأبواب علي المحيط .
    ونفس الشي دبي . مع شوية فروق الصحراء . وطعم بهارات الكبسة
    والله يا أسامة أول مره أكتشف أنو ميامي دي أجمل بلاد الدنيا .
    ....
    بالجمبة كدي .
    قالوا في أفتتاح مستشفي في أمبدة بي عون سعودي . وأحد من الجماعة بعد التكبير قال : بعد ده حنخلي الالمان يجوا يتعالجوا عندنا في مستشفي أمبدة هههههها .
                  

03-03-2018, 05:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: Osman Musa)

    Quote: تخيل لي يا أسامة دبي فيها ملامح من مدينة ميامي . ميامي مدينة مفتوحة الأبواب علي المحيط .
    ونفس الشي دبي . مع شوية فروق الصحراء . وطعم بهارات الكبسة
    والله يا أسامة أول مره أكتشف أنو ميامي دي أجمل بلاد الدنيا .
    ....

    اهلا صديقنا العزيز عثمان

    هواك لدبي وميامي مثل هوى ويل سميث Will Smith "هوى الاغنياء "هههههه:



    دبي سكايلاين:



    ميامي سكايلاين:




    شكرا على النكتة...

                  

03-04-2018, 07:34 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتراء من جديد؟ السرديَّتان الإسلامية و� (Re: osama elkhawad)

    هل يمكن للمسلمين الرد على جيبسون في "المدينة المقدسة"؟؟؟

    الجواب لا، لان السعودية لا تريد السماح بالتنقيب ،.

    ويبدو انهم يعلمون ان بلايين الحج السنوية ستضيع الى الابد ، لو سمحوا بالتنقيب؟؟؟؟؟
    ــــــ--ـــــــ----ــــــ-----ـــ-------ـــــــــ
    أدناه مقال لكاتبة لبنانية :

    «المدينة المقدّسة»: كيف يمتلك الغرب زمام سرديّة تاريخنا ونحن في غفلتنا سادرون!


    استعرت عنوان مقالي من الاسم الذي أُطلق على تحقيق رسمي مشهور أجرته حكومة دولة الاحتلال العبري بعد حرب أكتوبر / تشرين 1973 وأيضاً كتاب أصدره سبعة صحافيين شهدوا الحرب وانتهى كلاهما – التحقيق والكتاب – وقتها إلى اتهام مواقع مختلفة في حكومة غولدا مائير حينها بالتقصير باتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة الحرب مع مصر وسوريا، وهي التي شهدت منذ بدايتها تحقق اختراقات هامة للجيوش العربيّة وتسببت بخسائر فادحة في الأفراد والمعدات على الجانب الإسرائيلي. فكرة وجود تقصير شامل تسأل عنه الإدارة بمجموعها هي ما تبادرت إلى ذهني وأنا أشاهد عرضاً خاصاً للفيلم الوثائقي (المدينة المقدسّة) للباحث الكندي دان جيبسون (85 دقيقة – 2016).

    الفيلم الذي أُنجز باللغة الإنكليزيّة وصورت معظم أجزائه جنوب الأردن يقّدم سرديّة متكاملة، مدعمة بوثائق أثريّة ومعدات وتقنيات متطورة تزعم أن مكة المكرمة – المدينة المقدسّة التي ظهر فيها الإسلام – لم تقع غرب الجزيرة العربيّة وإنما كانت في منطقة جنوب الأردن وتحديداً مدينة البتراء عاصمة العرب الأنباط القدماء. و

    يقدّم الوثائقي الذي يعرض هذه السرديّة النقيضة لكل ما تعارفت عليه المصادر الإسلاميّة لأكثر من ألف عام جيبسون بنفسه الذي يبني نظريته المزعومة هذه على أساس قراءة اتجاهات المحاريب وجدران القِبْلة في المساجد التي بناها المسلمون من وقت البعثة وحتى الفتنة الثانية وبداية العصر العباسي.

    ويقول الرجل إنه استخدم أجهزة قياس حديثة ليجد أن تلك المساجد اتجهت نحو البتراء تحديداً – لا القدس -، وإن ذلك الأمر تغيّر بعد حوالي مائتي عام من البعثة، لتتجه كل المحاريب من العام 822 إلى مكة الجزيرة العربيّة التي نعرفها الآن.
    وهو يفسّر غياب أي ذكر لموقع البتراء كبيت حرام بسياسة حرق الكتب والمصادر المكتوبة التي تسببت فيها حروب الفتنة في الإسلام، كما أن البتراء نفسها هجرت – وفق جيبسون – بعد زلزال هائل أصابها.

    جيبسون الذي ينتمي لعائلة توارث أفرادها أباً عن جد الاهتمام المهووس بتاريخ منطقة سوريا الكبرى وفق نصوص الكتاب المقدس ولأسباب محض دينية يقول إنه قضى فعلا حوالي ثلاثة عقود يجول في الشرق الأوسط ويزور المواقع الأثريّة فيها قبل أن يتحفنا بنظريته كما في «المدينة المقدّسة».

    خيال خطر يُعرض كحقيقة

    بالطبع فإن جيبسون ليس مبدع تلك النظريّة التي وضعها بداية في كتاب نشره بالإنكليزيّة عن جغرافيّة القرآن – كما فيلمه الوثائقي – ولكنّه يصعد على أكتاف مجموعة من المؤرخين الغربيين المتأخرين (لعل أشهرهم الراحلة باتريشا كورونا) والذين بذلوا غاية جهدهم وأعمارهم تشكيكاً بالسرديّة العربيّة الإسلاميّة الكلاسيكيّة عن تاريخ الإسلام في عقوده الأولى منذ البعثة النبوية.
    ومع أن النظريّة كما يقدمها جيبسون تبدو مفعمة بالخيال ولا تجد لها دعماً ليذكر من نصوص الفترة الرومانية البيزنطيّة على الرّغم من توفر عشرات المصادر في وثائق ورسائل ومخطوطات سجلت الكبير والصغير من وقائع الأيام وصراعات القبائل وحروب بيزنطة مع فارس في منطقة بلاد الشام خلال القرن السابع الميلادي دون أن تتطرق مطلقاً للحدث المحمدي أومرحلة صدر الإسلام، فإن خطورتها فائقة على الأمة العربيّة والإسلاميّة ليست بالتأكيد من باب طرح نظريّة تاريخيّة غير مدعمة وكأنها السرديّة التي تحل كل مصاعب التأريخ لتلك الفترة فتطيح بتراث عريض دون كبير تنقيب، إذ أن ذلك حق مكفول دائماً للعلماء والخبراء يتداولونه ويتدارسوه فيما بينهم بحثاً عن الحقائق الموضوعيّة إن توفرت.

    لكن مكمن الخطورة هو في تعميم تلك النظريات التي لم تثبت بأي حال في أفلام وثائقيّة تصل إلى جمهور واسع غير متخصص في أغلبه، فتقنعه النظريّة – التي لم تثبت بعد – دون أن تتاح له كمتلقٍ فرصة الاستماع إلى نقد موزون لتلك النظريّة، أو على الأقل سرديّة نقيضة قريبة التناول كما هو الحال في فيلم «المدينة المقدّسة».

    الليلة لا تشبه البارحة: سهولة الانتشار خطر داهم

    الفيلم الوثائقي المذكور والذي أنتجته شركة غير معروفة لباحث يدعي أنه مؤرخ مستقل ليست له أية مرجعيّات أكاديميّة موثوقة وهو متوفر وبقدرة قادر كاملا على اليوتيوب ومواقع أخرى، بل وتوجد منه نسخ مترجمة إلى العربيّة والتركيّة والصينيّة والفرنسيّة والهنديّة، مما يجعله قابلاً للانتشار المتشظي عبر العالم لا سيّما بين شعوب مسلمة كثيرة قد لا تحسن العربيّة أو تمتلك أدنى اطلاع على جوانب الضعف الكثيرة في نظريّة جيبسون مع أن الفيلم يستقصد بوضوح عدم الإساءة إلى أساسيات الدين الإسلامي أوالنبي العربي صلى الله عليه وسلم، بل ويستعين في بعض مفاصله بنصوص من القرآن الكريم والكتاب المقدّس ليدعم ما يذهب إليه.

    ولا شك أن ذلك يفتح باب الدهشة من أن يكون مثل هذا الانتشار نتاج عمل فردي حيث أنه يليق أكثر بمجهودات مؤسسات استخباراتية.

    ليست كاريكارتورات دانماركيّة، هذه حرب عقول ..

    ليس السبيل إلى مواجهة فيلم جيبسون الوثائقي وأمثاله الغضب المتعصب والتظاهر وتحطيم واجهات المحلات التجاريّة، فتلك همجيّات تخدم طرف جيبسون لا طرفنا. كما أن تجاهل الفيلم أو حتى منع عرضه لم يعد حلا فاعلاً بالنظر إلى الانتشار غير المسبوق لأدوات التكنولوجيا الحديثة والتي تسمح بعرض أي محتوى عبر العالم ولكل مهتم من خلال طرق متقاطعة تتنافس في سهولتها ورخص تكلفتها النسبي.

    مواجهة المحتوى المنحاز لا تكون إلاّ بتقديم محتوىً بديل، يقدّم رواية موثوقة مضادة ربما أو على الأقل نقداً علميّاً متوازناً للمحتوى المعروض يتوفر على نسق يسهل للجمهور الوصول إليه لحظة تعرضه لفيلم من نوعيّة «المدينة المقدّسة»،

    ومن نافل القول أن تلك ليست بمسألة يمكن أن يقوم عليها أفراد، بل تحتاج ودون أدنى شك إلى تضامن مجهودات الحكومات والجامعات والمؤسسات الإعلامية ومنتجي الوثائقيات في إنتاج محتوىً مضاد، ضمن قوالب معاصرة، وبلغات العالم الحيّة. وثائقي بوثائقي، وكتاب بكتاب وحجة بحجة، فهذه حرب عقول يتفوق فيها الإقناع على الصوت العالي، والصورة على الجعجعة.

    لم تعد الوثائقيات في عالم الإعلام الحديث مجرد ترفٍ جانبي يترك لملء فراغات البث بين الأعمال الدراميّة وبرامج تلفزيون الواقع وصباحيات الثرثرة المتنقلة بين العواصم. العمل الوثائقي راهنا صحافة من طراز جديد، وكتاب معرفة لجمهور ترك المطبوعات إلى الشاشات الملونة، وساحة جدل أيديولوجي تأخذها الأمم الجادة إلى أقصاها في محاولاتها لبناء سرديّاتها القوميّة وتخليدها والدّفاع عنها في وجه السرديّات المعادية.

    التقصير: لا أستثني منكم أحدا

    سيأتي أحدهم ويقول إن العرب معذورون اليوم إن هم تخلفوا عن خوض صراع الوثائقيات هذا، فهم في مواجهة غياب الاستقرار والمصاعب الاقتصاديّة والسياسيّة العميقة لديهم أولويات أخطر من مسألة تنازع السرديّات مع الغرب.

    الحقيقة أن ذلك دفاع غير مقبول عن تقصير شامل. فالجامعات والتلفزيونات العربيّة في أغلبها – وفي قلب تلك المصاعب – تتوفر على ميزانيات هائلة تتوزع على إجراء أبحاث كثير منها ليس بذي بال أو يمتلك قيمة عمليّة، أوإنتاجات تلفزيونيّة باهتة تستعرض كل ما هو سخيف وفارغ في سجنٍ اسمه الرايتنغ أو (نسب المشاهدة).
    هو قرار سيادي إذن لتوجيه هذه المؤسسات نحو إنفاق ولو جزء من وقتها وجهدها وميزانياتها في بناء واجهة متينة في عالم الوثائقيّات، ليس لكسب الأنصار والمتعاطفين أساساً، بل على الأقل للدّفاع عن أساسيات التكوين الأيديولوجي للأمة العربيّة والإسلاميّة ومنع الباحثين (المستقلين) من إطلاق مزاعمهم دون وجود من يتصدى لهم في فضائهم ذاته.

    إعلامية لبنانية تقيم في لندن
                  

03-09-2018, 04:12 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأين الطريق؟ (Re: osama elkhawad)

    الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته،

    فأين الطريق؟
    ---------------------------
    في هذا المقال الطويل نسبياً يمارس احمد نظير الأتاسي ، أستاذ التاريخ الإسلامي، نقداً مزدوجاً، من خلال نقد المستشرقين المشككين ، وبعض الممارسات والمقولات "الامبريالية" الإسلامية.

    في البداية يطرح أفكاراً لدراسة الإسلام المبكر، من ضمنها "أن تفتح السعودية أبوابها للمنقبين ولا سيما العرب أو المسلمين فهذا تراثهم جميعاً وليس تراث السعوديين فقط".

    كما يحاول الإجابة على أسئلة تتعلق ببداية الإسلام ،

    مثل "الانبعاث المفاجئ للإسلام"، و " سكوت المصادر المعاصرة عن الرسول محمد "ص" وحركته".

    فإلى المقال:
    ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأين الطريق؟
    بقلم: أحمد نظير الأتاسي (أستاذ التاريخ الإسلامي في الولايات المتحدة )

    سألني الأستاذ نادر قريط (الذي احب كتاباته) أن أسوق ولو نصاً واحداً من خارج التراث الإسلامي على وجود محمد وحركته المنسوبة إلى بدايات القرن السابع الميلادي. فكتبت رداً ذكرت فيه نص زهير المكتشف حديثاً والذي لم يره إلا كاتبه ومدير إدارة الآثار في السعودية الذي اكتشف النص مع زوجته.

    وهذا يذكرنا بزاهي حوّاس مدير إدارة الآثار في مصر الذي لا يسمح لأحد أن يعلن اكتشافاً جديداً إلا بوجود السيد زاهي في الصورة أو البرنامج التلفزيوني أو غيره من المنشورات. لكن الأهم في ردي لم يكن نص زهير بقدر ما كان رأيي في ماهية موضوع علم التاريخ وحدودهذا العلم وبعض من أسرار صنعة المؤرخين، التي في كثير من الأحيان لا تتعدى كتابة قصة مشوقة.

    لكن الأستاذ قريط ممعن في شكه وأنا أشكره فالشك أحسن من ألف حقيقة مزعومة تُجزّ لها الرقاب، هذا على افتراض أنه ثمة حقيقة واحدة ساطعة كالشمس يتسابق الباحثون لمعرفتها. التاريخ كما كل العلوم الاجتماعية (وهو يريد أن يكون منها لكن أنفته وكونه من أقدم العلوم تمنعه من الدخول فيها والاستفادة من نظرياتها)، وأعيد، التاريخ هو أساساً نتاج لمنظور معين، وفيه كثير من الذاتية.

    أين يقف المراقب الكاتب للتاريخ زمانياً ومكانياً واجتماعياً وفكرياً واقتصادياً يؤثر بالضرورة في ما يراه. حتى شاهد العيان لا يعطي ذات الشهادة التي قد يعطيها شاهد عيان آخر. هذا على صعيد وصف الحدث فما بالك في شرحه وتعليله.

    طرح الأستاذ قريط أربع نقاط هامة أحب أن أتوسع في مناقشتها هنا.

    أولاها "عدم استيعاب فكرة الانبعاث المفاجئ للإسلام وامتداده العسكري السريع خلال عقدين."

    وثانيتها

    ضرورة وجود "جسد سكاني حامل للثقافة العربية على الأقل في الشام والعراق" يكون المولّد للثقافة المتطورة التي ظهرة بعد أقل من قرنين من الزمان.

    وثالثتها

    "اعتماد تقويم [أي الهجري] والحساب بموجبه لا يحدث بهذه السرعة خصوصا من أعرابي في مدائن صالح [يعني زهير صاحب النقش المذكور أعلاه]."

    ورابعتها

    "السؤال الأهم: لماذا سكتت المصادر البيزنطية والمسيحية واليهودية عن تدوين الحدث؟ [أي محمد ودولته] برغم وجود ثقافة كتابية راقية." طبعاً في رده نقاط كثيرة أخرى تستحق إعمال الذهن فيها لكني اخترت النقاط الأربعة السابقة.

    وأود أن أشير هنا أن أسلوبي في الكتابة تعليمي يعكس بالضرورة مهنتي وهي التدريس فأعتذر مسبقاً عن "إعطائكم محاضرة" في التاريخ. وأنا لا أنطلق من ثوابت أريد أن أنشرها كدين الحق، لكن أنطلق من ممارسة دامت سنوات لـ"كار الشك" وأريد أن أعرض حصيلتها التي لا تتكون من حقائق تاريخية بل من أدوات في البحث لا أكثر.

    في الاستشراق الألماني صاحب مدرسة الشكوك

    في البداية أود أن أقول أن المدرسة الاستشراقية الألمانية التي ينطلق منها أغلب المشككين بحقيقة محمد وحركته كانت لها إنجازات هامة لا تزال المنطلق الأولي لأي باحث في تاريخ الإسلام المبكر من حيث المواضيع المبحوثة والأدوات المستخدمة. فأسماء مثل غولدتزيهر، فلهاوزن ، فوستنفيلد، سخاو، شاخت، نولدكة، آن ماري شيمل، فان إس، كرون وغيرهم كثر لا تزال مسموعة بقوة.

    وبغض النظر عن أغراضهم (الجيدة وغيرها) ومنطلقاتهم الفكرية فإننا أمام علماء بكل معنى الكلمة لا يزال العالم الإسلامي غير قادر على إفراز مزاحمين لهم من حيث سعة العلم، تعدد اللغات، النظرة الثاقبة، المثابرة، والتعلق بل الهوس بموضوع البحث.

    العرب والمسلمون يكونون غالباً في موقع الرد والدفاع وليس في موقع المضاهاة والمجاراة إن لم يكن البزّ والسبق. لكن حان الوقت لأن نتخطاهم فبعضهم مات مما يقرب من مائة عام وليس من الصحّي أن يدور مجال بحث في حلقة مفرغة بحيث يعيد إنتاج مواضيعه ونتائجه وجدالاته.

    إن تكرار آراء هؤلاء العمالقة لم يؤد بالباحثين إلا إلى الإحباط ونبذ الموضوع جملة وتفصيلاً. أما المستفيدون فهم الجيل الجديد من المشككين الذين يحتكرون سوق النشر عن هذا الموضوع. والأنكى من ذلك أنهم يستخدمون ذات المادة التي ينفون صحتها.

    ثانياً هناك مدرسة جامعة تل أبيب التي جاءت بأفكار قائمة على المحورية اليهودية لتاريخ الشرق مع عداء للعرب والإسلام. وعلى فكرة كل مشكك يمضي فترة سنة أو أكثر باحثاً زائراً في تلك الجامعة لاعتقادهم أن الباحثين الإسرائيليين يتمتعون بحرية أكثر في بحثهم نتيجة انعدام التهديدات التي لا يفتأ كل معتوه إسلامجي من الملتحين أن يطلقها على من لا يوافقه الرأي.

    الحقيقة تدريب الألمان يقودهم دائماً إلى إسرائيل لأن أساسه فيلولوجي (أي لغات) وهناك اعتقاد بين الغربيين والإسرائيليين أن اللغة العبرية هي أساس كل اللغات السامية فهم يتعلمون العبرية قبل العربية عادة. وأخيراً، إذا كانت مدرسة تل أبيب محورية- يهودية فإن المدرسة الألمانية محورية - مسيحية بروتستانتية - أوروبية. الكثيرون سيعتقدون مباشرة أني من هؤلاء المدافعين باستماتة عن التراث الإسلامي كأساس لهوية العرب والمسلمين.

    لا، أنا لا أدافع إلا عن رأيي الشخصي، ولا أعتقد أن هوية العرب يجب أن تقوم على الإسلام، ولا أعتقد أن التراث الإسلامي فيما يخص البدايات صحيح كله ولن آسى عليه إن ثبت خطؤه كله، ولا أعتقد أن ما يسمى السنة يجب أن يكون أساس الإسلام، ولا أعتقد بإعجاز القرآن، وأشك أن نصف ما يسمون الصحابة رأوا محمد في حياتهم، وأن أكثر من نصف الأحاديث ملفق (هذا اعتقاد وليس إثبات). أنا أدافع عن مهنتي التي أعتقد أن هؤلاء لا يؤدونها كما يجب.

    أولاً

    السخرية في أسلوب المشككين، وكلهم يمارسها بدرجات مختلفة، مزعجة وتدل على استعلاء ونظرة فوقية.

    ثانياً

    هناك اعتقاد مبطن أن المسيحية دين عقلاني، فلسفي وروحاني لن يستطيع أي دين وخاصة ذاك الآتي من الصحراء أن يجاريها ولا بعد مائتي سنة من وجوده على الساحة.

    ثالثاً

    المسيحية وبدرجة أقل اليهودية من البراعة والإشراق بمكان لدرجة أن أي دين شرقي جديد (هذا إذا قبلنا بتلك التسمية التي قد تعني بالنسبة لهم أن المسيحية بحاجة إلى متابعة أو تجديد) لن يوجد إلا إذا كان في بدايته فرقة مسيحية أو يهودية.

    رابعاً

    المصدر الخارجي الذي يطلبونه دائماً يجب أن يُفهم على أنه مسيحي مكتوب بلغة غير عربية ويفضلون الإغريقية أو الرومان، وهم عادة ما يقبلون نصاً كهذا دون التشكيك المعتمد والواجب.

    خامساً لا يوجد باحث غربي واحد لم يحس في قرارة نفسه في وقت ما من تحصيله العلمي بالمرارة لأن المسيحية الرومانية فقدت سورية ومصر على أيدي الغزاة العرب.

    العرب المسلمون كانوا السبب، في اعتقاد الكثيرين، في زعزعة الإمبراطورية الرومانية الشرقية. وليس هذا مأخذاً شديداً عليهم فكلنا متعلقون بدرجات مختلفة بأيديولوجية قومية ما كتبت التاريخ على هواها وأعطت نفسها مكان الصدارة في عصر ما (غالباً ما يسمونه العصر الذهبي) ثم أتت جحافل من البرابرة لتقضي على هذا الحلم الجميل.

    العرب يتهمون الأتراك والفرس يتهمون العرب والأتراك يتهمون العرب والأوروبيون يتهمون العرب والمسلمين، والكل يتهم المغول وهلم جراً.

    الخطورة هي في أن إنساناً وصل إلى أعلى درجات التحصيل العلمي لا يزال يخبئ هذه الفكرة في مكان خفي في ذاكرته لا يقربه أحد حتى هو نفسه.

    لقد درس إدوار سعيد الاستشراق الفرنسي والإنكليزي وأهمل الاستشراق الألماني لأنهم لم يكن لهم مؤسسة استعمارية في المنطقة الإسلامية. لكن مبادئ الاستشراق هي نفسها منبعها في عصر التنوير الأوروبي ثم عصر القوميات والثورة الصناعية والإمبراطوريات في القرن التاسع عشر.

    ولا أقول أن كل نتاجهم فاسد، على العكس، فأثرهم في دراسة التاريخ الإسلامي لا ينكره إلا هؤلاء المتشدقون بحماية الإسلام وهم لا يعلمون أن تسمية الحقبة بين القرنين السابع والسادس عشر بالإسلامية هي من نتاج المستشرقين وأن اوائل أمهات الكتب التي حُققت وطبعت في القرن التاسع عشر والعشرين كانت من نتاج المستشرقين وخاصة الألمان. وبعض تحقيقاتهم، وأقول هذا عن خبرة فهذا كان موضوع أطروحتي، تفوق جودتها كل الطبعات العربية التالية لطبعتهم حتى بعد مائة سنة.

    في الأثر السلبي لبعض المقولات والممارسات الإسلامية

    وأخيراً، وهي كلمة حق تقال، لا يفتأ المسلمون أينما وجدوا أن يتشدقوا، لا بل يطالبوا كأنه حقهم، بأن الإسلام هو الدين الأخير وأحسن الأديان وأكملها، وأن محمد سيد الرسل وآخرهم، وأن الإسلام دين الفطرة، وأن القرآن كلمة الله غير المحرفة الحاوية على كل علم، وأن الفتوحات الإسلامية أمر من الله، وأن الجهاد ضد كل من هو غير مسلم واجب ديني، وأن الهدف هو فرض الحكم الإسلامي وفرض الجزية على الآخرين عسى أن يفيقوا من غفوتهم ويكتشفوا أن الإسلام أحسن من دينهم الذي نشؤا عليه.

    فإن عارضهم أحد كفّروه وهددوه وأحياناً قتلوه، من الصبي الصغير إلى أكبر ملتح بأكبر لحية شعثاء وسواك يقلد به نبيه الذي ما جاء على حد زعمهم إلا ليظهر الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون.


    يا أخي نحن نتذمر من أمريكا وديمقراطيتها الإجبارية ثم نفعل مثلهم بدعوى أن الإسلام هو دين الحق. نحن نلومهم على خطابهم الإمبريالي ثم نعطيهم كرد عليه خطاباً إمبريالياً عمره ألف وأربعمائة سنة.

    كل كلمة من هذه الادعاءات شتيمة للإنسانية جمعاء ولأديانها وثقافاتها تنم عن عنصرية واستعلاء وانعزال وإقصاء. أنا لا ألوم كثيرين ممن يريدون أن ينفوا وجود محمد وإتيانه بالقرآن.

    المسلمون يمسكون بالقرآن ويلوحونه في الوجوه كسلاح فلا عجب أنهم يريدونه أن يختفي أو أن يصبح كلام إنسان وليس كلام رب هو بادعاء المسلمين رب عيسى نفسه. ما أشبه هؤلاء الإسلاميين بالمبشرين الأمريكان أو بالمتشددين اليهود القاطنين في مستوطنات الضفة الغربية. إذا كان الله قد قال لكل ما زعموا فلا بد أنه أراد أن يزيدهم ضلالة.

    أفكار لإنشاء دراسات تاريخية جديدة عن بدايات الإسلام

    والآن إليكم بعض من أفكاري الخاصة برسم طريق للوصول بأبحاث تاريخ بدايات الإسلام إلى مرحلة إنتاج أفكار جديدة تكون أساساً لبناء وتراكم بدلاً من عرقلة سير كحفريات الطرق في حمص وقت الشتاء (ودائما يحفرون في الخريف ويتركون الحفرة مفتوحة طوال الشتاء).

    أولاً

    المستشرقون الألمان والمؤرخون بشكل عام لا يستندون إلى أية نظرية اجتماعية في أبحاثهم، فباعتقادهم التاريخ قراءة متعمقة وذكية في النصوص القديمة (والمدرسة الألمانية بشكل عام فيلولوجية تعشق النص واللغة). لكن ما معنى التعمق والذكاء في أي علم من العلوم: النظرية، الطريقة، الأدوات المجربة، المقارنة. عدا ذلك فلا يمكن أن نثق بأن النص يشرح نفسه، وأن حياة القدماء كحياتنا نستطيع أن نفهمها حين نراها (أو نقرأ عنها). باعتقادي الأنثروبولوجيا، السوسيولوجيا، تاريخ الأديان المقارنة، علم الآثار، تحليل الخطاب، تحليل السرد القصصي هي الطريق.

    ثانياً

    تاريخ البدايات في التراث الإسلامي مكون من أخبار قصير يصحبها أحياناً إسناد. حتى سيرة ابن اسحاق العتيدة فليست بقصة منسجمة متناغمة بلا هي تجميع وتوليف على عادة الإخباريين والمؤرخين المسلمين الأوائل. لن أرمي ولا حتى خبر واحد.

    سأضعها في قاعدة معلومات وأنقب في متونها وأسانيدها خبراً خبراً حتى أكتشف سر الإسناد (وأعتقد أنه معروف الآن) وأحلل كل الأخبار باستخدام الطرق والعلوم السابق ذكرها. ولن أميز بين خبر وحديث فكل خبر كان يسمى حديثاً قبل أن تُصر كلمة حديث على بعض الأحجار التي نسبوها إلى محمد. فكل خبر يفيدنا في فهم العصر الذي صنعه ونشره ثم العصر الذي دونه ونقله ثم العصر الذي حوله إلى شرع أو حكم قانوني.

    ثالثاً

    يجب أن نبني قاعدة معلومات ضخمة فيها اسم كل إنسان أو إنسانة عاش خلال القرنين الأولين والمعلومات المتوافرة عنه ومن ثم نربطه بقاعدة الأخبار والروايات التاريخية. سيمكننا هذا من دراسة شبكات العلاقات الإجتماعية المتكافئة أو التراتبية التي تشكلت وكيفية عملها وكيف أنتجت الثقافة التي أنتجتها.

    الهدف هو انتاج المنظومة الاجتماعية الي كتبت عنها الأخبار إذ لا بد من بداية. بعدها تأتي مرحلة نقد هذه المنظومة من حيث هي صحيحة تاريخياً ومن حيث هي مطابقة لمعلومات وفرتها مصادر أخرى كالكتابات بلغات غير العربية أو لقى أثرية أو نقوش ومن حيث هي متناغمة مع نظريات سوسيولوجية وأنثروبولوجية حديثة تشرح تكوّن الجماعات الإنسانية والعناصر المشتركة في حياة أية من هذه الجماعات مهما أوغلت في القدم (وهنا أهمية العلوم النظرية وفقر التاريخ كما يُمارس في كثير من الأحيان).

    رابعاً

    لا بد أن تفتح السعودية أبوابها للمنقبين ولا سيما العرب أو المسلمين فهذا تراثهم جميعاً وليس تراث السعوديين فقط. يجب دعم الأركيولوجيا الإسلامية التي بدأت تتميز عن الأركيولوجية الشرق أوسطية في الثمانينيات من القرن الماضي. كما يجب أن يفتح الفاتيكان مكتبته العربية من المخطوطات للباحثين (وهي الأكبر والأغنى والأعسر).

    خامساً

    يجب أن ندرس القرآن بما هو نص أدبي دعوي نطق به إنسان بغض النظر عن كيف وصل إلى ذهن هذا الإنسان، بما هو نص يعكس مرحلة تاريخية معينة ومجتمعاً معيناً وأفكاراً معينة. لا بد من البحث عن الترتيب الزمني للسور والأيات لتعكس صورة تطور الدعوة الإسلامية.

    يجب أن ندرس بنى السور والأدوات البلاغية التي استُخدِمت لإيصال الدعوة، فالقرآن في نهاية الأمر وسيلة الدعوة المحمدية. أخيراً، يجب أن نبدأ بمشروع قاموس للغة العربية بكل أشكالها ولهجاتها القديمة والحديثة.

    اللغة منجم ويمكن التنقيب فيها كما ننقب في الأرض بحثاً عن آثار الأولين. القاموس سيضم مقارنات ألسنية بين الجذور العربية والجذور المقابلة في اللغات السامية الأخرى بحثاً عن تطور البنية والمعنى، وسيضم تأريخاً لبدايات استنباط واستخدام الكلمات الجديدة وتطور معانيها عبر العصور.

    يجب أن لا يفرق القاموس بين ما يسمى بالعاميات وما يسمى بالفصحى. يجب أن نضع القرآن ودواوين الشعر والكتب التي كُتبت في القرنين الأولين في بنك معلومات ضخم ليسهل البحث عن كلمات وأمثلة على استخدامها، عن أخبار وتطور أشكالها ومحتواها، عن أسماء، وأشياء أخرى كثيرة. الآن وبعد هذه المقدمة الطويلة أعود إلى الرد على الأستاذ قريط ليس بغرض التفنيد وإنما بغرض المجادلة البنّاءة.

    الانبعاث المفاجئ للإسلام

    الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) كان مفاجئاً وصاعقاً للأمريكان، لكنه لم يكن غير متوقع عند كثير من العرب، ولم يكن مفاجئاً أبداً لمن خطط له ونفذه. الإسلام لم ينبعث فجأة كدين أو كفتوحات أو كدولة فهو ينتمي وبجدارة إلى منظومة ما يسمى الأنتيكا المتأخرة.

    والأخيرة مجال ممتع وجديد في البحث التاريخي المسيحي والإسلامي، ومن يتوسع فيه يكتشف أن الإسلام الأولي كحركة دينية لم يكن جديداً أو غريباً عن وسطه.
    ولمن يريد القرآة عليه ببعض كتب بيتر بروان وكتب عرفان شهيد وأية كتب تبحث في نشوء الأديرة والرهبان (خاصة المنعزلين منهم) والإمبراطورية البيزنطية والجدالات بين النساطرة والآريوسيين واليعاقبة والملكانيين حول طبيعة المسيح وسكن العرب حواضر بلاد الشام والعراق وتنصر بعضهم وتهود آخرين وحتى تحول بعضهم إلى الزراداشية مع بقاء عدد على دين تعدد الآلهة في الشام وسيناء والحجاز ونجد وعسير بأشكال تأثرت بالأديان المحيطة بها.

    كثير من العرب تحولوا إلى المسيحية (بأشكالها المتعددة) وأسسوا جماعات ذاتية الحكم، وبعضهم أسسوا جماعات مسيّسة ومجيّشة عملت مع الرومات كحماة حدود مثل بني السليح، والغساسنة وغيرهم.

    أما ظهور مجموعة مغِيرة على الحدود الرومانية فكان من أكثر الأمور ألفة في ذلك العهد وقد استمر ذلك في العهود الإسلامية وكانت آخره الوهابية-السعودية. أما التوسع العسكري السريع وغير المنطقي فهو تصوّر أوروبي لا يريد أن يعترف أن "البرابرة" دهموا الإمبراطورية الرومانية وسلبوها أهم مناطقها.

    بين عبورالقوط الغربين نهر الدانوب (هؤلاء لم يكونوا برابرة بل مرتزقة في جيش الرومان) وبين وصولهم إلى إسبانيا بعد لفة كبيرة أخذتهم إلى روما حوالي خمسين سنة.

    بين ظهور جنكيز خان في منغوليا ودخول هولاكو إلى بغداد حوالي خمسين سنة. بين وصول كولومبوس إلى العالم الجديد وسقوط إنكا البيرو بأيدي بيسارّو أقل من خمسين سنة (آسف قد لا يكون هذا هجوماً "لبرابرة متخلفين"). بين عبور السلاجقة نهر سيحون ووصولهم إلى بغداد حوالي خمسين سنة. بين خروج الإسكندر من مقدونيا ووصوله إلى الهند وأفغانستان حوالى ثمان سنين. بين استعادة عبد العزيز آل سعود للدرعية ودخوله مكة منتصراً أقل من ثلاثين سنة.

    أما هزيمة العرب للفرس والرومان فلم لا؟ لقد هزم المغول الممالك الإسلامية وهزم السلاجقة قبلهم السامانيين وبني بويه وبني كاكاويه وهزم مهدي السودان بريطانية وهزم الأفغان روسيا. ليس لأية إمبراطورية من منعة إلا سمعتها وجيشها، أما عندما تتفسخ (كحال الرومان والفرس) فإن قدرتها على جمع المال وتجييش الجيوش تصبح محدودة جداً. فمثلاً عندما فقد العباسيون مصر لابن طولون وسواد العرق للزنج لم يبق معهم من المال شروى نقير. الممالك القديمة كانت شديدة الحساسية وغير ثابتة لأن حجمها أكبر من قدرة قلبها على ضخ الدماء في أطرافها.

    أما أسطورة الأمبراطورية الرومانية التي لا تقهر فهي كما هي أسطورة من صنع الأوروبين المحدثين. لقد خسروا أمام القوط الغربيين والشرقيين والفاندال واللومباردين والهون، ثم خسروا أمام الفرس معارك لا تحصى وكانت خاتمتها الحرب الرهيبة بينهما بين 604 و 628 التي حطمت كلتا الدولتين تحطيماً كاملاً.

    ثم انضم كثير من حلفاء الرومان العرب إلي الغزاة الجدد نكاية بالرومان الذي اضطهدوهم دينياً وحجبوا عنهم مرتبهم السنوي. أيضاً كان اعتماد الرومان في جيوشهم كلياً على قبائل المنطقة من الإساوريين والأرمن والقوط والعرب (والعرب خاصة في سورية) ثم فقدوا هؤلاء الحلفاء فلم يبق معهم أحد وكانت تنقصهم الأعداد والأموال للرد بسبب الإجتياح الفارسي السابق ذكره. فلم لا؟ أ

    ما أهل المنطقة في سوريا ومصر فكانوا يكرهون هرقل وسياسته الدينية إذ كان أغلبهم من اليعاقبة (أصحاب الطبيعة الواحدة للمسيح) أما الإمبراطور والمسيحية الرسمية فكانا خلقدونيين. ولقد كان القرن السادس سلسلة طويلة من المجابهات الفكرية والعنفية ختمها هرقل بإكراه الناس في دينهم. كثيرون من المسيحيين السريان والأقباط ساعدوا العرب ورأوا فيهم مخلصاً (لفترة قصيرة).

    أما اليهود فقد عانوا الأمرّين من التنصير القهري والتنكيل ثم كالوا الصاع صاعين للمسيحيين تحت حماية الاحتلال الفارسي، لكن بعد دحر الفرس قامت المجازر ضد اليهود انتقاماً في فلسطين. وهؤلاء أيضاً ظنوا أن العرب مخلصين وساعدوهم.

    هناك عامل مهم جداً لا يجب أن ننساه في حروب العصور القديمة وهي أن الجيوش المغِيرة تجمع حولها أعداداً متزايدة باطراد من الناس الراغبين بالغنيمة والأسرى المستعبدين الذين يفضلون القتال مقابل العتاق (الموالي) والمشردين الذين لا يجدون قوتاً إلا بصحبة الجيوش الغانمة. أعداد المغيرين قد تتضاعف خلال أشهر.

    زد على ذلك أن عرب الشام والعراق كانوا جنوداً في صفوف الروم والفرس قبل أن يغيّروا ولاءهم وعندهم الخبرة والسلاح ومعرفة الطرف الآخر. وكذلك حال موالي الفرس والأقباط والبربر.

    أما الإمبراطورية الساسانية فقد ضعضعتها الهزيمة على يد الروم وأدت إلى خلاف على الحكم وخروج الكثيرين من الأرسطوقراطية الفارسية مع جنودها عن طاعة الملك. لقد تقدّم العرب بسهولة في المناطق التي أخلاها قتال الروم الفرس من الجنود النظاميين والحصون، أما المناطق الداخلية للإمبراطوريتين كلتيهما فقط كان فتحها عسيراً على العرب لا بل مستحيلاً كما هو الحال في الأناضول حيث قواعد جيش هرقل التي كونها أثناء قتاله الفرس.

    وأما مناطق فارس مما يلي جبال زاغروس فقد كان فتحها عسيراً جداً وقد خاض فيها العرب (بمساعدة آلاف من المجندين الجدد المنضمين إلى الصفوف) معارك قاسية أدت إلى تحطيم المجتمع الفارسي في مناطق كثيرة. وكذلك الحال بالنسبة لحروب شمال إفريقية مع البربر. لقد أصبحت الفتوحات أداة الخلفاء ابتداءاً من عمر لتحويل اهتمام العرب وأهل المناطق المخضَعة بعيداً عن الثورة. فتوحات إسبانية أبعدت البربر وفتوحات خراسان أبعدت العرب والفرس.

    والحقيقة هي أن الثورات بدأت مع بدء اخفاق الفتوحات الجديدة وقلة الأموال المغتنمة في عصر هشام بن عبد الملك. الفتوحات في العصور القديمة آلة تغذي نفسها ولها حراكها الخاص. ففتوحات العرب ليست في الحقيقة "فتوحات العرب فقط" وإنما حركة سكانية تغذي نفسها وتخرج كثيراً عن تحكم قادتها.

    أما بالنسبة لما يعرف بحروب الردة، فقد تكون مبالغة لكن معركة اليمامة ضد بني حنيفة كانت مجزرة للطرفين، ولا ننسى أن قبائل العرب تغير ولاءها بسرعة حفاظاً على المرعى والمال. وقد بدأ بنو شيبان مباشرة بمعونة خالد بن الوليد الإغارة على الفرس جنوب العراق وحققوا بعض النتائج السريعة مما أمدهم بالمال والثقة بالنفس.

    أما حروب فلسطين وجنوب سورية فقد نفذها العرب بتنظيم جيد لمكانة القدس في الدين الجديد (وهذا ما يغفله كثيرون – محمد قدم الدين الجديد كما هو واضح في القرآن على أنه خليفة اليهودية والمسيحية وصاحب الميثاق الجديد مع الرب). ردّ الرومان الأولي كان متناسباً مع اعتقادهم أن غارات المسلمين ليست إلا غارات العرب الرحل المعتادة فلم يرسلوا قوات كافية في البداية.

    الجسد السكاني الحامل للثقافة

    نحن نعتقد أن الحضارة ماركة مسجلة فإذا انتصر العرب مثلاً فعليهم أن يأتوا بحضارتهم الخاصة ليستبدلوا حضارات أهل المناطق المفتوحة. هذا ما يحاول الأمريكان فعله في العراق وما حاوله الإنكليز والفرنسيون قبلهم. لكن فتوحات العصور القديمة مختلفة تماماً،

    فكل ما تفعله الفتوحات هو أنها تجلب نخبة عسكرية جديدة توظف الحضارات المحلية وأهلها لجمع الضرائب وإنشاء الدواوين وإعمار المدن وبناء القصور والحواضر. عندما أنشأ عمر ديوان الجند هل يا ترى وضع إعلاناً في الجريدة المحلية لتوظيف عرب فقط ممن يعرفون الكتابة. بالطبع لا فأولاً كلمة ديوان فارسية وقد كان عرب الفرس معتادين على فكرة الدواوين لتنظيم الضرائب والجنود.

    أما الكتبة فقد كانوا مسيحيين عرباً أو سريان أو أقباطاً أو فراساً وكلهم كتب بلغته وخطه. أما تعريب عبد الملك بن مروان للدواوين والنقود فقد كان ممكناً لأن اللغة العربية ما جاءت مع المسلمين بل كانت موجودة قبلهم بقرون وكانت لغة دين وملك ودولة وشعر.

    إن الاعتقاد أن العرب الفاتحين كانوا بدواً رحلاً لا يفقهون من الحضارة شيئاً هو تبسيط للأمور. لقد كان كثير من العرب مواطنين في الدولة الرومانية منذ القرن الرابع الميلادي (أي يسكنون الحواضر ويدفعون الضرائب ويتسلمون المناصب).

    العديد من قادة الكنيسة في سوريا والعراق كانوا عرباً واشتركوا في مؤتمرات الكنيسة وتكلموا الإغريقية إلى جانب العربية (أنظر سلسلة عرفان شهيد عن العرب في الدولة الرومانية). سوريا القديمة في توزيعها السكاني كانت تشبه سوريا الحديثة: عرب في القرى والمدن المجاورة للصحراء، آراميون في وديان الأنهار والجبال، وخليط متوسطي على السواحل. العرب لم يكونوا طارئين على المنطقة. وماذا عن حضارة الأنباط والتدمريين والحضريين وحمص وحوران ودومة الجندل وتيماء ونجران والفاو وغيرها؟ كلها عربية ووعت نفسها كمدن وحضارات عربية تتكلم العربية وتنظر إلى الصحراء كامتداد لها.

    إن فكرة البرابرة الغزاة هي فكرة أوروبية طبقوها أولاً على الممالك الجرمانية التي ظهرت في أوروبا من القرن السادس الميلادي. لكن حتى هذه الفكرة أثبتت بساطتها وحتى خطأها فالقوط كانوا دائماً جنوداً عند الرومان وكذلك الألمان والفرنجة وغيرهم.

    وهؤلاء حالهم كحال العرب لقد سكنوا أوروبا منذ القدم لكن الأرسطوقراطية الرومانية نظرت إليهم نظرة فوقية واستخدمتهم أجراء وجنوداً. وعندما استولوا على مقاليد الأمور اعتبروهم غزاة وبرابرة دمروا الإمبراطورية الرومانية العظيمة. في الحقيقة كثير من هؤلاء "الغزاة" تحالفوا مع أحد المتخاصمين على السلطة في الدولة ضد آخرين ثم ظهروا على كل الفرقاء.

    السرعة في اعتماد التقويم الهجري

    جدتي قالت لي أنها ولدت يوم الثلجة الكبيرة، أي عام 1911. كان لكل من المناطق الرومانية تقويمها الخاص الذي يبدأ بتولي أحد الأباطرة أو الحكام للسلطة أو دخول المنطقة في الإمبراطورية، وهذا العدّ يبدأ حال تولي صاحب التقويم للسلطة. الفراعنة كتبوا "حصل كذا وكذا عام اثنين من حكم الفرعون كذا". نقش حران العربي (اللجاة، سوريا) يقول: "أنا شراحيل بن طلمو بنيت ذا المرطول سنة 463، بعد مفسد خيبر." لقد أعطى الكاتب تاريخين للنقش تاريخ حسب تقويم بصرى (محلي لكن روماني ويبدأ من تحويل دولة الأنباط إلى كورة رومانية عام 105م) وتاريخ حسب حدث محلي جداً وغامض.

    كان بإمكان الكاتب أن يعطي التاريخ على التقويم الملكي أو تقويم أنطاكية أو تقويم روما أو تقويم الإغريق. وكان للمناذرة تقويمهم وللغساسنة تقويمهم. فلماذا لا يكون لجماعة محمد تقويمها. المسألة ليست بيروقراطية وتعميمات على الوزارات والمدارس، التقويم كان خياراً شخصياً أو جمعياً له علاقة بالهوية أكثر من الرغبة في إنشاء دولة أو وجود هكذا دولة.

    سكوت المصادر المعاصرة عن محمد وحركته

    مصادر القرن السابع لم تسكت عن محمد وجماعته فحسب بل سكتت عن كل شيء بسبب الحرب الطاحنة والفتوح العربية التي جاءت في عقبها. هذه الفترة مشهورة بقلة ما كُتب فيها عن كل نواحي الحياة. وحتى لو كتبوا (أي الروم) فلن يكتبوا عن ما اعتقدوا أنه تحرشات بدوية كالمعتاد.

    الإمبراطورية البيزنطية لم تكن خارقة للعادة (لا توجد أصلاً إمبراطورية خارقة للعادة اللهم إلا روما القديمة وهذا في أذهان الأوروبيين فقط) فمؤرخوها كغيرهم يكتبون من المركز أي القسطنطنية ولا يكتبون إلا ما يخص الصراع على السلطة في المركز أما ما عدا ذلك من "التواريخ" فهي قصص حياة قديسين مملة ومليئة بالخرافات ويشبه بعضها بعضاً (وقد كان لهذا النمط من الكتابة تأثير واضح في سيرة ابن اسحق).

    التاريخ لم يكن في يوم من الأيام مهنة، كل المؤرخين القدماء كانوا هواة كتبوا في وقت الفراغ أو بعد التقاعد ولغاية في نفس يعقوب كما يقولون. والمؤرخون المسلمون لم يحيدوا عن تراث المنطقة قيد أنملة، كتبوا بطلب من السلطة أو للدعاية لآراء جماعاتهم ولم يكن أحدهم ممتهناً للتأريخ لعدم وجود هكذا مهنة.

    وختاماً فإن تشدق الأوروبيين حول موضوعية المؤرخين الإغريق (مثل هيرودوتس و ثوكيديديس) والرومان (مثل ليفي وتيتوس وبلوتارك) وقعود الكتابة التاريخية الإغريقية والرومانية على أسس علمية ما هو إلا ترهات وتعظيم للذات.

    وإن مقابلة المؤرخين المسلمين بهم كأنهم متعاكسون أضاد، والادعاء أن الحس التاريخي والموضوعية ينقصان الآخِرين هو تجني وعدم فهم لطبيعة العمل التاريخي في العصور القديمة (وحتى الحديثة). ليس التراث الإسلامي وخاصة روايات البدايات بأقل "موضوعية" أو اكثر "تحزباً" ونزوعاً إلى "الإفراط" من أي تاريخ قديم آخر، كلهم سواء فما كتابات ليفي وتيتوس عن نشوء روما إلا قصص مسلية كتبت بعد عدة قرون من وقوع الأحداث التي تحدثت عنها.

    ومآخذ المشككين على التراث التاريخي الإسلامي تنطبق تماماً على كل التواريخ التي كتبت بعد أحداث هامة غيرت التاريخ. بالله عليكم، هذه حوادث أيلول مضى عليها ثماني سنين فقط ولا أحد يعرف بالضبط ما حدث ولماذا وكيف. هذا هو التاريخ يا أصدقائي ملاعب رحبة للأيديولوجية والتكهنات والقصاصين، ومن يبحث فيه عن أية حقيقة مطلقة فهو موهوم، وإن وجدها فقد وجد أيديولوجية جديدة ليبشر بها "أولي الألباب."
                  

03-11-2018, 00:35 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)


    نقش زهير



    نقش على صخرة بجانب سد معاوية بوادي الخنق

    سيتحدث المقال التالي المعنون ب "سعياً وراء محمد" عن هذين النقشين .
    ـ----------------------------------------------
    سعياً وراء محمد

    بقلم أحمد نظير الاتاسي

    عندما يقرر أحدنا أن يدرس التاريخ الإسلامي فإنه(ها) أمام خيارين،

    فإما أن يختار دراسة القرنين الأولين (باستخدام التقويم الهجري)،

    وإما أن يدرس ما بعدهما.

    وليس هناك خيار ثالث. الخيار الأول يقود إلى عالم من الشك وتلمّس الطريق في بحر من الظلمات، والخيار الثاني يبدأ بقراءة الجاحظ وابن المقفع ولا ينتهي بأقل منهما، فيا لها من بداية، أين الثرى من الثريا؟

    أين الظلمات من النور؟ ولأني بدأت قراءاتي بألغاز المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر فقد لحقت المغامرة واخترت الخيار الأول. لكنني وبعد لأي وضنى كتبت أطروحتي عن بدايات العصر الثاني وكيف تصوّر أهله القرنين الأولين. لكني لم أفقد الأمل وتابعت قراءاتي على أمل أن أعود إلى "الحب الأول."

    على عكس ما قاله الفيلسوف والمستشرق الفرنسي رينان لم أجد أن "محمد بدأ دعوته تحت ضوء التاريخ الباهر." (على فكرة أنا لست من محبي رينان ولا من محبي خصمه جمال الدين الأفغاني)

    ما تركه لنا التراث الإسلامي عن الفترة الأولى من حيث الحجم هو أضعاف التوراة والعهد القديم وأضعاف ما يحتويانه من التناقض والقصص الخيالي. لكن مدوني أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث (كما وجدت خلال بحثي لكتابة الأطروحة) جمعوا الغث والثمين، تارة بتصرف وتارة دون تصرف. لكن الصفة الأهم لما جمعوه هي أنه مادة خام، وأما العهد القديم فقد عركته الأقلام والعقول لقرون عديدة.

    أنا لا أقول أن هذه المادة الخام تعكس صورة تاريخية حقيقية بل أقول أن الفاصل الزمني بين التدوين العشوائي (عن الرواية الشفوية) والتوليف الواعي لا يزيد عن مائة سنة. أما ارتكاز الرواية الشفوية على حقيقة تاريخية فهذا أمر آخر.

    ما اكتشفته هو أن التدوين العشوائي قد بدأ حوالي بدايات القرن الثاني الهجري وهذا مايقول به حتى الذين يشكون في صحة مانقله التراث الإسلامي عن البدايات. إذن أمكنني أن أحصر عصر الظلمات بمائة وعشرين سنة وهذا إنجاز. لكنه لا يعني بحال من الأحوال الإقتراب من الحقيقة وإنما تقصيراً لفترة الشك من مائتي سنة إلى مائة وعشرين.

    الآن علينا أن نشمر عن الساعد ونغطس في لجة البحر، وهنا لا سراج أفضل من كلمة "لماذا". لماذا بدأالتقويم الإسلامي برحلة ولم يبدأ بموت أو بميلاد أحد كالعادة؟ لماذا كان محمد رسولاً ونبياً في آن واحد؟ لماذا تشكل أية سورة في القرآن نصاً مترابطاً يأخذ القرئ من نقطة ألف إلى نقطة باء (عدا سورة يوسف)؟

    لماذا نسمي الفصل في القرآن سورة؟
    لماذا نسمي موقف الإمام في المسجد المحراب؟
    لماذا نسمي القرآن المكتوب مصحفاً وهي كلمة أثيوبية؟

    لماذا لا يعطينا لسان العرب على طوله معنى "يفش الخلق" لكلمة قرآن بينما نجدها في القاموس السرياني؟ لماذا وصل الخط اليمني ومتغيراته إلى حوران (الخط الصفوي) ثم ذهب الخط النبطي إلى المدينة؟

    لماذا اسم نبي الإسلام "محمد" يعكس مركزه السامي في دينه الذي أسسه، لماذا لم يكن اسمه حمد أو حميدان أو سعد أو أحيحة أو امرئ القيس أو الحارثة كما كان شائعاً في ذلك الزمان؟

    في هذا البحر يجب أن يغطس الإنسان "علي وعلى أعدائي" دون فرضيات مسبقة، فالفرضيات قارب خفي يأخذنا إلى حيث يريد عقلنا الباطن. هذه حرب عوان لا يبقى فيها مبتدأ مع خبر ولا يتعلق جار بمجرور ولاينعطف نعت على منعوت ولا يفعل فاعل فعله في أي مفعول به أو مفعول فيه.

    تتكسر اللغة القديمة وتتحطم كل الآلهة وتنعدم قوة الجاذبية نحو أي كتلة صلبة في محاولة أخيرة لولادة جديدة من عري أولي في غمر أولي لا ترفّ عليه أية روح.
    محمد يتحول إلى إسم رمزي لشخص قد يكون وهمياً أو حقيقياً، والقرأن يفقد قداسته وتسقط عنه شروحات القرطبي والطبري ومقاتل وابن عباس، وأسباب النزول تصبح قصصاً وحكايات مسلية،
    والأحاديث تبدو كلمات نطق بها قصاصون متجولون، وابن عباس يتحول إلى إنسان نسيه التاريخ ومولاه عكرمة الذي روى عنه كله ما وصلنا منه يصبح ضرباً من ضروب الخيال لإنسان بقي طويلاً تحت الشمس أو شرب كثيراً من نبيذ التمر (وليس الخمر) "الذي لا يسكر."

    في الحقيقة، هذا التمرين علمي وروحاني مفيد جداً بل أساسي، لكنه لا يقود لا إلى العرفان ولا إلى الفناء ومن ثم البقاء في الحقيقة الأزلية.

    هذا حلم إبليس بالجنة، فالتاريخ لا يقدم ثوابت وحقائق لا تتزعزع وإنما بعضاً من أشباه الحقائق وكثيراً من التأويلات. كما أقول في أعلى المدونة: التاريخ لا يوجد إلا في الذاكرة أما الزمن الماضي فقد مضى إلى لا رجعة. حتى أعمدة المدن القديمة لا تحمل أي معنى ثابت بل هي كؤوس نملؤها بالتفاسير والتأويلات. ما العمل إذن؟ فقد وضعنا "الحيلة والفتيلة" في "العري الأولي" و"مخاض الولادة الجديدة."

    هنا أقول باختصار: المؤرخ ينجح حين يجد العمود. بعد ذلك فإنه يتسقّط عيشه من التأويلات التي تحاول بناء ما كان أو ما كان يمكن أن يكون. لكن العمود ككتلة صلبة يعطينا بعض المعرفة الإيجابية وكثيراً من المعرفة السلبية. فمثلاً لا يمكن لعمود في طريق تدمر المستقيم إلا أن يكون من العهد الروماني (معرفة إيجابية) ولا يمكن أن نشرح سقوطه بصاعقة من السماء (معرفة سلبية) ولكن بحرب أو بزلزال (معرفة إيجابية). إما ما إذا كانت زنوبيا عربية ثارت على "المحتل الروماني الغاصب" انتصاراً "للروح العربية الحرة" فهذا من ترهات الأيديولوجيا القومية ومن يتعيّشون من تأليفها ونشرها.

    لنعد الآن إلى السعي وراء محمد. عندما نجد (بالقرب من مدائن صالح، الحجاز) نصاً منقوشاً على حجر يقول "بسم الله أنا زهير وكتبت زمن توفي عمر في سنة أربع وعشرين." وتحته "أنا زهير مولى ابنت شيبة" فهذا عمود صلب وحقيقي وذو كتلة.
    Ali ibn Ibrahim Ghabban, translation and final remaks by Robert Hoyland. "The Inscription of Zuhayr, the Oldest Islamic Inscription." The Journal of Arabian Archaeology and Epigraphy, 19: 210-237, 2008

    علينا أولاً أن نستخلص المعارف الإيجابية والسلبية التي يقدمها إلينا هذا النقش ثم نذهب بعدها في رحلة التأويلات.

    اللغة عربية (دون تحديد للهجة)، الخط قديم ويُعرف بالحجازي ويمكن مقارنته بسلسلة من النقوش الحجازية وغيرها (على صفحة Islamic Awareness التي تحتوي على عدة نصوص موثوقة، وثلاثة منها لم أرها من قبل وتبدو لي مثل رسائل محمد إلى هرقل والمقوقس.

    أما الموقع بشكل عام فيتحرى الدقة وإن كان موقعاً دفاعياً يتحاور مع معتوهين من المبشرين الأمريكان. هذا هو الموقع الأكثر ثقة الذي وجدت فيه النصوص التي أريد الكلام عنها) للتأكد من أن تاريخه قريب من التاريخ المزعوم في النقش.

    أولاً يجب الشك في صحة النص وتأريخه فالسعودية لا تسمح لأحد بالتنقيب والبحث الأثري في ربوعها وخاصة الحجاز، وإن كان هذا الحظر قد فتر قليلاً فهناك بعثة بريطانية تعمل في تيماء (نشرت مقالة في المجلة المذكورة أعلاه عن نص نبطي جميل جداً يعود إلى عام 203 م يظهر بوضوح الأصول النبطية للخط العربي الحجازي) وسمعت عن بعثتين ألمانية وإيطالية في شمال الحجاز أيضاً.

    هناك بعض الضجة الإعلامية حول الإكتشاف وقد كتبت عنه Discovery Channel ووضعته اليونسكو على لائحة ذاكرة العالم. هذا يقلقني لأن الديسكفري تشانل تسعى وراء القصة المشوقة أكثر من سعيها وراء العمل الأكاديمي المتحري، وأما اليونسكو "فليش مستعجلة، خلي الشغلة تتخمر." لكن من معرفتي المحدودة بالخطوط، النقش يبدو قديماً وروبرت هويلند (المترجم) أستاذ وباحث معروف. المهم الزمن سيحسم قضية حقيقة النقش، لكني لا أشك في أن الحجاز تطفو على بحر من الآثار والنقوش التي تنتظر الإكتشاف وإن كان انتظارها سيطول "حبتين."

    من هو زهير؟ غير معروف. من هي ابنة شيبة؟ غير معروفة؟ من هو عمر؟ قيد البحث. الملاحظة الأولى هي أن الناقش أرخ بوفاة شخص يسمى عمر. ومن عادة المرتحلين على طرق القوافل أن يؤرخوا بأحداث هامة أو بتواريخ معروفة. في هذه الحالة يعود المؤرخون إلى النصوص المكتوبة ليبحثوا عن "مشتبه بهم" للمطابقة مع الأسماء والتواريخ المذكورة في النقوش. وهنا لا يجدون إلا شخص واحد اسمه عمر طعن في الأيام الأخيرة من سنة 23 وتوفي في الأيام الأولى من سنة 24.

    في لجة بحر الظلمات يمسك الإنسان بقشة وهنا عادة يطابق المؤرخون بين عمر الخليفة المطعون وبين عمر المذكور في النص. وكعادة المؤرخين يبدأ الكلام في المقالة بـ"يمكن" و"من المحتمل" ليتحول في آخر المقالة إلى "بالتأكيد" و"دون أدنى شك." طبعاً القارئ الأول للمقالة سيأخذ بالمقولة الأخيرة، وأما القارئ العاشر فسيكفّرك إذا شككت بصحة المطابقة.

    فيصل: والآن ماذا تقول يا أستاذ نظير
    نظير: يعني ...
    القرضاوي: هيه حقيقة واضحة بتقلع العين مفيهاش رأي وكلام من ده
    نظير: لكن أستاذ فيصل ... لو سمحت ...
    القرضاوي: أنتم تريدون القضاء على هذا الدين الحنيف الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من ورائه.
    فيصل: أعزائي المستمعين، شكراً لكم على متابعتكم وإلى اللقاء في حلقة أخرى من "الرأي والرأي الآخر"
    أو "الإتجاه المعاكس" أو أي من هذه المسميات التي أفرغتها الجزيرة من محتواها كما هي كلمة الديمقراطية على لسان أي سياسي أمريكي في زيارته لإسرائيل لدعم المستوطنات.

    المختصر المفيد: النص المنقوش أحسن بقليل من النص المكتوب في قرطاس. والمطابقة بين العمرين، عمر النقش وعمر النص، محتملة ونحن نتأمل السماع عن اكتشافات أخرى مماثلة.

    أما استخدام النقش للتأكيد على صحة التراث الإسلامي القديم كله فهذا حري بالأركيولوجيا التوراتية من مدرسة أولبرايت ومن لف لفه. وبالمقابل فإن النص يمنعنا من نبذ التراث كله كما تفعل باتريشا كرون ولولينغ ووانسبرو وشلتهم.

    لا أعرف لماذا يكون الرهان دائماً على البنك كله. التراث الإسلامي مكون من آلاف الأخبار القصيرة، ولا يمكن أن نرميها كلها لأن ثمانين بالمائة منها خاطئ فالعشر الباقي يمكن أن يكون صحيحاً إلى حد ما. القضية هي أن التاريخ ليس له قانون كالطبيعة فأنا عندما أقيس كميتين مرات عديدة ولا أجد رابطاً بينهما فإن احتمال وجود هذه الرابطة يتناقص مع كل قياس جديد يخلو منها، أما المعطيات التاريخية (إن صح قياسها وتحققنا أنها عمود صلب ذو كتلة) فإن غياب العلاقة بين بعضها البعض في لقى واكتشافات كثيرة لا يعني عدم وجود هذه العلاقة.

    إن غياب الدلائل التاريخيةا لا يعني عدم وجودها، ووجودها في عدة أزمنة وأمكنة لا يعني وجودها الدائم أو المستمر.

    وأنا أرى أن نستمر الدراسة على المحاور كلها. فلنتصور عالماً فيه الإسلام وليس فيه سيرة ابن اسحاق. يا لطيف! فمن أين نأتي بالنظريات التي تشرح ظهور الإسلام وما نحن فيه الآن.

    لا يعني هذا أن نقبل سيرة ابن اسحاق كما هي على علاتها، لكن نستطيع أن نكوّن صورة ما عن ظهور الإسلام من خلال سيرة ابن اسحاق ثم نعدل أجزاء منها مع اكتشاف نصوص وآثار جديدة أو حتى نرمي بأغلبها ونأتي بأحسن منها، لكن لا يمكننا في زمننا هذا أن نرمي بها كلها إلى المزبلة. حتى الذين يريدون رميها كلية لا يجدون سواها ليكتبوا عنه فمن يكتب عن محمد إما ينقض مقولة السيرة كلها أو بعضها أو يقبل بها كلها أو بعضها.

    فماذا نقبل إذاً من التراث الإسلامي المختص بالبدايات.

    يمكن أن نقبل كثيراً من الأسماء مثل معاوية أمير المؤمنين (نقش حمام معاوية 46، نقش سد المدينة 58) وعبد الملك والوليد وغيرهم. ويمكن أن نقبل أن هناك جماعة من الناس كانت تسمى المؤمنين وأن معاوية كان أميرهم (لماذا المؤمنين؟).

    ويمكن أن نقبل نص مصحف صنعاء (القرن الأول الهجري) وأن نقبل أن كتاباً مطابقاً في رسمه للقرآن الذي بين أيدينا كان متداولاً في القرن الأول من التأريخ الذي تستعمله عدة نقوش (الموقع السابق). وهذا سيأخذنا من أوائل القرن التاسع الميلادي على زعم المشككين والقائلين بالقرآن الشامي إلى أوائل الثامن وحتى أواخر السابع.

    وهذا تقدم جيد، فهل نرمي بنظرية المشككين كاملة؟ لا، فزعمهم أن القرآن مترجم عن السريانية غير صحيح في رأيي، لكن كثيراً من المفردات الدينية في القرآن آرامية (وهنا يجب الإنتباه إلى أن السريانية لغة كنيسة وأدب تقابلها وتختلف عنها مئات من اللهجات الآرامية المحكية التي قد تقترب كثيراً من العربية كآرامية معلولا وآرامية فلسطين وآرامية النقوش النبطية في الحجاز).

    وزعمهم أن نقوش صحراء النقب لا تحوي ذكراً لمحمد حتى أواخر القرن الأول (جماعة Nevo) دليل على عدم وجود محمد ليس قطعياً، فنقوش النقب عربية محلية (والعرب سكنوا الحواضر في كل بلاد الشام والعراق ومصر) تدل على ديانة كاتبيها المحلية القريبة جداً من الإسلام وإن لم تكن الإسلام الرسمي المعروف من القرن الثاني الهجري. وليس من الضروي أن يكون أهل فلسطين قد آمنوا بدعوة القادمين من الجنوب فور قدومهم. ولا تثيت هذه النقوش قدومهم أو عدمه.

    عندما اشتركت في تنقيب جرش العام المنصرم ألقيت نظرة على النص الذي وجدوه قرب مسجد جرش الذي يعود إلى عصر هشام بن عبد الملك حسب التقديرات الأولية. النص جزء من حسابات دكان، اللغة عربية بسيطة لكنها عربية، الأسماء عربية لكن أقرب إلى أسماء عرب الشام منها إلى أسماء عرب الحجاز وجنوب الجزيرة، الخط عربي سلس يشبه النسخي. الظنون الأولية هي أن كاتب السطور عربي حضري من جرش وليس قادماً جديداً وزبائنه عرب عاديون. حتى المسجد فإن له ثلاثة محاريب تدل على توسيعين للمسجد أي على زيادة عدد السكان المسلمين وليس على الظهور المفاجئ للإسلام في المنطقة.

    حتى بناء المسجد يخضع لنظام المدينة الروماني القديم ولا يتسلط عليها. هل هذا دليل على أي من النظريتين، نظرية المشككين أو نظرية المصدقين، ليس تماماً فالمسجد عمود (في الحقيقة فيه عدة عواميد على الطراز الروماني) والعمود كأس يملؤها المفسرون والمؤولون. لكن الإنطباع الذي تركه المسجد في ذهني هو إسلام تدريجي يرتبط بأفكار وعادات المنطقة التي قد تكون امتداداً لأفكار وعادات الحجاز كما قد تكون عادات محلية ذهبت جنوباً إلى الحجاز لكن هذه الأفكار والعادات تبدو غير طارئة لكنها لا تختلف عن الإسلام الذي نعرفه من العصور العباسية المتأخرة.
                  

03-12-2018, 10:43 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    هل هنالك حاجة إلى "إعادة كتابة السيرة المحمدية" حتى تلائم عصر الاستنارة؟؟

    هل يجب التضحية ب"ابن اسحق" و"الطبري" لأسطرة السيرة المحمدية؟؟

    الترويج لكتابة السيرة المحمدية بطريقة تماشي المفاهيم الغربية ،

    وتلغي عمليآ سير ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد والطبري

    -----------------------------------------------------------------------
    نادر قريط وغسيل السيرة المحمدية

    احمد القاضي
    2011 / 1 / 10 

    على طريقة ما يعرف بــــ ( غسيل الأموال ) تجري منذ زمن طويل محاولات ( غسيل السيرة المحمدية )... يقوم بها كتّاب مسلمون يخجلون من هذه السيرة ومن صورة نبيهم في ثنايا صفحاتها..ويدخل ضمن هذه المحاولات مقال ( بدايات الإسلام –الطبري ) لنادر قريط المنشور بموقع " الحوار المتمدن "...

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=237218

    فبعد قوله الخاطئ والمجافي لواقع الحال بـــ ( أن الطبري اشهر طباخ لوليمة التاريخ ) وإيراده لقصة حروب أحد تبابعة اليمن ضد الفرس والروم والاتراك والصين كنموذج لـما اسماه ( كوكتيل اللامعقول ) الذي يشكل مروياته التاريخية ينتهي قريط الى القول بأن هذا المخيال الذي سطر كل هذه الفنتازيا هو (( نفس المخيال الذي سطّر لنا سيرة محمد، إنها صورة تحاكي مبتدأ الإسلام وخبر فتوحاته.

    وربما يكمن الفرق في أن قصة مكّة والهجرة ويثرب والفتوحات، يُصدّقها الجميع، عقلاء كانوا أو مجانين، أما قصة تُبّع الحميري وفتوحاته فيصدقها المجانين فقط. مع أن الفرق بينهما "شعرة"؟! فحافظوا على شعرة معاوية أعزّكمُ الله )) انتهى...وهذا هو بيت القصيد..والمفتاح الذي يفتح لنا الطريق لفهم ما وراء اكمة هذا المقال البعيد عن الموضوعية والعلمية والمشوه بفظاظة لمنهج عمدة الاخباريين الاسلاميين...

    فمادام الطبري بائع فنتازيا يتبع ذلك بالضرورة ان ما كتبه عن السيرة المحمدية شبيه بما كتبه عن فتوحات تبع الحميري كما يريد أن يوحي بذلك بإشارة لا لبس فيها...ولاحظوا ما يقوله بان الفرق بين قصة تبع وقباذ والسيرة المحمدية " شعرة "....والكاتب اصلآ، حسب مقال سابق له، من المدرسة التي تقول بضرورة إحترام الرموز العربية الاسلامية!! بالاضافة الى حساسيته الشديدة تجاه كل نقد للاسلام ونبيه.

    ليس جديدآ

    وفي واقع الامر، إن محاولات ( غسيل السيرة المحمدية ) على انقاض مؤلفات الاخباريين الاسلاميين الأول ليست بالأمر الجديد...فهي تعود الى اوآخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين في مسعى لأنسنة السيرة المحمدية لتتواءم مع مفاهيم المدنية الحديثة،

    ومن جانب آخر لاقناع الإنسان الاوربي بأن محمدآ نبي ذو خلق رفيعة وليس بقاطع طريق وشهواني كما جاء ذكره في دراسات الاورينتاليست (المستشرقين ).......

    في دراسته ( البحث عن محمد التاريخي )، التي نشرت في مجلة The Muslim World في يناير 1926 أي قبل ثمانين سنة ونيف، يشير المستشرق الاسترالي آرثر جيفري الى الكيفية التي احتفت بها المدارس الاسلامية الحديثة في الهند بما كتبه الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل في كتابه ( الابطال وعبادة الأبطال ) عن محمد في فصل بعنوان ( البطل كنبي ) ويقول انها نشرته على اوسع نطاق معتبرة اياه بمثابة افضل ما كتب عن محمد في انجلترا ولكنها غضت الطرف عن ما كتبه كارليل نفسه عن محمد في مقاله ( البطل كشاعر ) حيث اخذ باليسار ما اعطاه لمحمد باليمين من عبارات جميلة....

    يومئ جيفري آرثر هنا الى إعجاب كارليل بمحمد ذلك البدوي الفقير الامي الذي استطاع أن يوحد القبائل العربية ويؤسس دولة مترامية الاطراف بينما ينظر اليه نظرة سلبية في الفصل الثالث من نفس الكتاب، حيث يجري مقارنة تحليلية بينه وبين دانتي وشكسبير ويصف فيه السرد القرآني بالمضجر إذ يقول بالحرف الواحد :( His Koran has become a stupid piece of prolix absurdity; we do not believe, like him, that god wrote that! )...وترجمته (( إن قرآنه قطعة غبية من الإسهاب السخيف. ونحن لا نصدق مثله ان الله قد كتبه )) انتهى..

    .و ما فعلته المدارس الاسلامية الحديثة في الهند قبل قرن من الزمان يفعله القائمون على المواقع الاسلامية الالكترونية اليوم إذ يأتون بالنصوص التي اشاد فيها كارليل بمحمد السياسي ويخفون النصوص التي تتضمن قدحآ في محمد الشاعر النبي مؤلف القرآن....

    ويمضي جيفري آرثر قائلآ انه كان متوقعآ أن يقوم قادة تلك المدارس الإسلامية الحديثة الذين تلقوا تعليمآ انجليزيآ عصريآ بكتابة سيرة دفاعية تبريرية لمحمد ...و

    حدث بالفعل ما كان متوقعآ، كما يقول، إذ إنبرى لذلك اثنان من قادة المدرسة الاليجارية ( اليجار مدينة في شمال الهند تقع جنوب العاصمة دلهي، بها اكبر جامعة اسلامية ) هما سيد أحمد خان الذي اصدر في العام 1870 كتابآ بعنوان ( مقالات عن حياة محمد وموضوعات اخرى متعلقة به ) وسيد امير علي الذي ألف بدوره كتابآ في العام 1873 بعنوان ( حياة محمد وتعاليمه ) ثم اصدر فيما بعد الجزء الاول من مؤلفه ( روح الإسلام ) " الطبعة الأخيرة في العام 1923 "..

    وهنا يورد جيفري آرثر تعليق المستشرق البريطاني الكبير مارجليوث على هذه المدرسة والذي ينطبق بصورة خاصة على اعمال سيد امير علي حيث يقول: ( إن هدف هؤلاء المدافعين هو تكذيب سيرة ابن اسحق التي تصدم القارئ الاوربي، وحين يجدون صعوبة في ذلك يلجأون الى الايحاء بان محمدآ فعل ما فعل من اجل دوافع نبيلة او يفترضون انه كان يرمي الى احتواء أية معارضة قد تقابله من الذين التفوا حوله في ذلك الزمان، ولذا يعللون السماح بتعدد الزوجات بسعيه الى الحد من حالة الكبت القصوى، وعلى هذا النحو أيضآ يبررون موقفه من الرق بالقول انه كان يريد ان يؤدي اسلوبه الى الغائه في نهاية المطاف،.

    ويضيفون انه عمل من اجل ارساء نظام الزواج الاحادي ولكن النتيجة لم تكن مرضية فنجاح ذلك يتطلب ابداعآ فائقآ ) انتهى.....

    ولا نذهب بعيدآ إذا قلنا أن هذه المدرسة الدفاعية التبريرية للسيرة المحمدية التي نشأت في الهند على يد ثلة من الكتّاب المسلمين الذين تلقوا تعليمآ اوربيآ عصريآ وكتبوا بلغة انجليزية رصينة أخذت تحدث تأثيرها منذ ذلك الحين وما انفكت تحدثه في العالم الاسلامي وخاصة في البلدان الناطقة بالعربية ووجدت صداها في الكثير من الكتابات ذات التوجه الديني التي جاءت لاحقآ في النصف الاول من القرن العشرين،

    وعلى سبيل المثال وليس الحصر، كتاب الدكتور المصري محمد حسين هيكل ( حياة محمد ) والدكتور العرآقي جواد علي ) تاريخ العرب في الإسلام ) والكاتب المصري الاسلامي محمد فريد وجدي ( "السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة" مقالات نشرها في حلقات في مجلة الآزهر ابتداء من 20 فبراير1939 وجمعها وراجعها واصدرها في كتاب د.محمد رجب بيومي في العام 1993 الدار المصرية اللبنانية للنشر- مطبعة الخانجي القاهرة )،

    والكاتب المصري عباس محمود العقاد ( حقائق الاسلام واباطيل خصومه ) والكاتب المصري محمد قطب ( شبهات حول الاسلام ) ...ومن الكتابات التي صدرت في السنوات القليلة الماضية كتاب الباحث العرآقي محمد بن طاهر البرزنجي ( صحيح الطبري وضعيفه ) في اربعة عشر مجلدآ وفيه يدعو صراحة الى تنقية السيرة المحمدية والتاريخ الاسلامي عمومآ من كل ما يسئ للنبي والصحابة...وهناك كتاب استاذة اللغات الشرقية في جامعة الاسكندرية د. سميرة عبد السلام عاشور ( تاريخ الفرس الأسطوري عند الطبري والفردوسي ) الذي استند اليه قريط في مقاله ..وهو كتاب يرمي الى نسف مصداقية الطبري.

    نريدها على الطريقة الغربية!

    نتوقف اولآ عند الثلاثي محمد حسين هيكل وجواد علي ومحمد فريد وجدي لنأتي لاحقآ لسميرة عاشور التي اعتمد عليها نادر قريط في مقاله موضوع نقدنا ...

    فثلاثتهم نهلوا من الثقافة الاوربية الحديثة، بل أن هيكل عاش شطرآ من حياته في باريس وجواد علي في هامبورغ بالمانيا..وثلاثتهم ينتمون الى الجيل الذي بدأ انتاجه الفكري في النصف الاول من القرن العشرين...

    وثلاثتهم أرادوا كتابة السيرة المحمدية بصورة جديدة تخاطب العقول بعيدآ عن الخرافات والاساطير التي ملأت كتب السيرة التقليدية حسب زعمهم...وثلاثتهم لا يروا أّيّة فضيلة للمستشرقين ودراساتهم النيرة...يتهمونهم بتشويه السيرة النبوية بالتركيز على المثالب..فلا غرو اذا وجدنا أن مضمون المقدمات التي كتبوها لكتبهم متشابهة تمامآ ...يزعم محمد فريد وجدي في مقدمة مقالاته ان الذين انبروا للكتابة عن السيرة المحمدية اعتمدوا على الاساليب الخطابية دون ( اقل عناية بحاجة العقول القوية المجبولة على التشكك والتثبت ) الى الناحية الإقناعية وانجروا بذلك، على حد قوله، الى ما وضعه الخراصون من المبالغات في السيرة المحمدية الزاخرة ( بالاقاصيص الخرافية والروايات الموضوعة والاشعار المصنوعة )

    ويقول في نفس المقدمة أن القول الفصل اصبح للعلم وكل قول لا ( يحصل على تأييد هذا العلم او على القليل لا يماشي اسلوبه ويترسم حدوده، لا ينال من العقلية العصرية المكانة التي يراد ان يكون له ) ويدعو الى حماية العقيدة من خطر العلم بالأخذ بنفس الاساليب العلمية ويخلص الى ضرورة ما اسماه بكتابة السيرة المحمدية بطريقة علمية.....

    ويقول د. جواد علي في مقدمة كتابه " تاريخ العرب في الاسلام " ( ...فالاديان كلها من منبع واحد "..." والاسلام لا يضيره ولا يثيره قول من يقول انه مأخوذ عن يهودية او عن نصرانية او عن أي ديانة اخرى )..ويقول في الفصل الاول ( ودراسة تأريخ الاسلام دراسة تحليلية تستند على النقد والتبصر وعمل الفكر والروية توصلنا ولا جرم الى نتائج قيمة مثمرة ).ويحمل بعد ذلك على المستشرقين الذين حسب زعمه تسرّعوا في ( اصدار الاحكام في تأريخ الاسلام وتأثرهم بعواطفهم لأخذهم بالخبر الضعيف )

    ويقول د. محمد حسين هيكل في مقدمة كتابه ( حياة محمد ) " الطبعة الرابعة عشرة دار المعارف القاهرة " ( فقد اضافت اكثر كتب السيرة الى حياة محمد ما لا يصدقه العقل ولا حاجة اليه في ثبوت الرسالة، وما أضيف من ذلك قد اعتمد عليه المستشرقون واعتمد عليه الطاعنون على الاسلام ونبيه ) ثم يقر صراحة بحاجة الشرق اشد ما تكون الحاجة الى ( النهل من ورد الغرب في التفكير والادب والفن ) ويدعو الى الأخذ ( بأحدث صور التفكير في العالم ) من اجل معالجة قضايا التراث الاسلامي وكتابة السيرة المحمدية بالطريقة الغربية....

    وهكذا نجد أن هذا الثلاثي قد تأثروا بوضوح بسيد امير علي وسيد احمد خان قادة المدرسة الاليجارية الهندية الاسلامية الحديثة التي اشار اليها المستشرق آرثر جيفري، فشرعوا في الترويج لكتابة السيرة المحمدية بطريقة تماشي المفاهيم الغربية وتلغي عمليآ سير ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد والطبري وغيرها...و

    سنجد هذا التأثر جلي بلا التباس في كتاب د. محمد حسين هيكل ( حياة محمد )....فاذا ذهبنا الى ثبت المراجع الاجنبية في كتابه سنلاحظ ان اول كتاب فيه هو كتاب سيد امير علي ( روح الاسلام ) The Spirit of Islam by Sayed Ameer Aly وأكثر من هذا، فإن عنوان كتابه ( حياة محمد ) هو نفس عنوان الكتاب الاول لسيد امير علي ( حياة محمد وتعاليمه ) ...

    وقد أشار هيكل في مقدمة كتابه الى سيد امير علي ( صفحة 37 ) حيث يقول ( بدأت اراجع تاريخ محمد، واعيد النظر في سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد ومغازي الواقدي وعدت الى كتاب سيد امير علي " روح الاسلام " ثم حرصت على أن اقرأ ما كتب بعض المستشرقين...) ويشيد بالطلائع الحديثة المتسلحة بالعلم التي ظهرت في اوربا ووضعت البذرة الصحيحة لكتابة السيرة المحمدية بصورة علمية....

    ويتعين الا تفوتنا ملاحظة ان سيد امير علي وسيد أحمد خان كتبا باللغة الانجليزية وكانا يخاطبان القارئ الاوربي بينما استهدف هؤلاء بكتبهم شباب العالم الاسلامي الذي ازور عن الاسلام بسبب الخرافات والروايات اللامعقولة التي تملأ كتب السيرة المحمدية وانساقوا لاباطيل المستشرقين على حد زعمهم....ولا عجب ان دعا هذا الثلاثي الى تحري السيرة المحمدية في القرآن وحده دون كتب السيرة المعروفة،

    ويتعين أن نشير هنا الى أن جيفري آرثر قد تساءل في دراسته ( البحث عن محمد التاريخي ) عما اذا كان من الممكن معرفة سيرة محمد من القرآن فحسب، ثم اشار الى كتاب المستشرق الانجليزي ادوارد كانون سل ( التطور التاريخي للقرآن ) كعمل ريادي في هذا النهج....

    فهل سوف تتحسن صورة محمد اذا ما تم الاعتماد على القرآن وحده كمصدر لسيرته...فالنص يتحدث عن صاحبه..وصورة محمد في القرآن ليس أفضل مما هي عليه في سيرة ابن سحق والطبري.

    تزوير شهادة الميلاد

    وإذا كان ذلك الجيل قد حاول غسيل السيرة المحمدية بالقفز فوق كتب السيرة النبوية المعروفة وتكذيبها من أجل عصرنة تلك السيرة وتحديثها، فإن جيلآ آخر، كما يبدو، قد ظهر في ايامنا هذه لا يتورع من الإجتراء على التاريخ وتزويره في رابعة النهار....

    ففي مسعى لتزوير شهادة ميلاد ام المؤمنين عائشة لتبدو أن محمدآ قد تزوجها وهي في الثامنة عشرة من عمرها وليست الطفلة الغريرة المعتدى على براءتها نشر الكاتب المصري جمال البنا، وهو شقيق مؤسس الحركة الاخوانية المصرية حسن البنا، في صحيفة ( المصري اليوم ) بعددها الصادر بتاريخ 13 أغسطس 2008 مقالآ بعنوان (( صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام )) http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx؟ArticleID=117098andIssueID=1131 يمدح فيه شابأ اسمه كما اورده {( هو الأستاذ «إسلام بحيري»، وجاء بحثه في العدد زيرو ( أي قبل الأول ) ص ٢١ من جريدة «اليوم السابع» الذي صدر في ١٥/٧/ ٢٠٠٨ )} زاعمآ أنه تمكن بعمليات حسابية ومعتمدآ على نفس امهات المراجع الاسلامية مثل ( الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيان ) من إثبات أن عائشة كانت في الثامنة عشرة عندما تزوجها محمد ...

    ولما كان الشيوخ الكلاسيكيون يرفضون أي مساس بمصداقية تلك الكتب على اعتبار انها تتضمن صحيح السيرة النبوية ( الطاهرة ) وسنته ( الشريفة ) فقد انبرى الشيخ الازهري الدكتور محمد عمارة مفندآ ورافضآ لفزلكلات الصحفي الشاب ومهاجمآ لجمال البنا لتشجيعه للبدع والاختلاقات والكذب على حد قوله...

    ولعل هذا يبين أن محاولات غسيل السيرة المحمدية وإعادة كتابتها وشطب ابن اسحاق وابن هشام وابن سعد والطبري لا تقف عند حد او حدود وتزداد سعارآ كلما اصطدمت هذه السيرة بمفاهيم الاستنارة وخفت عندها موازين محمد. 

    بعيدآ عن الأسطرة

    ينتمي الطبري إلى جيل القرن الثالث الهجري من الإخباريين المسلمين، فقد سبقه عدد كبير من الاخباريين المغمورين في المدينة وبغداد، وبطبيعة الحال الى جانب الكبار الذين أرخوا للسيرة النبوية، ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد.....

    ومحمد بن اسحق هو اول إخباري جمع وتحرى ودون السيرة النبوية وضاع كتابه الا ان تلميذه عبد الملك هشام المشهور بـ ( ابن هشام ) أعاد انتاجه في كتابه ( السيرة النبوية ) المعروف بـــ ( سيرة ابن هشام ) وهناك الواقدي صاحب ( المغازي ) الذي تخصص في تدوين الغزوات المحمدية ثم يجئ بعد ذلك محمد بن سعد تلميذ الواقدي وكاتبه وصاحب ( الطبقات الكبرى ) الكتاب الذي يطلق عليه اختصارآ ( طبقات ابن سعد )….

    غير ان الطبري يتميز على سابقيه ولاحقيه بالموسوعية وحسن التنظيم، وحسب تقييم المؤرخ البريطاني الفرد بتلر Alfred Butler له في كتابه ( فتح العرب لمصر ) الذي نشره في العام 1902 ( يتميز الطبري بدقة اخباره والعناية الفائقة بها واهتمامه بالتفاصيل الى درجة وافيه ومشبعة ومجلية لملابسات الاحداث )....ولهذا يعتبر عند المسلمين وكذلك عند المستشرقين عمدة الاخباريين المسلمين بلا منازع....وسجل هؤلاء الاخباريون الاول كل المرويات بإسناداتها عن سيرة محمد بعد التحري ..

    ولذا نجد انفسنا امام صورة تاريخية واقعية لمحمد، بكل نزواته....أي لا نجد أدنى اثر للانسان الكامل كما يريده المسلمون المعاصرون.....يقول المستشرق جيفري آرثر ان اسطرة محمد كإنسان كامل جاءت في زمن متأخر نسبيآ ويشير الى كتاب ( حياة القلوب ) وبردة الامام البوصيري المولود في مصر عام 1213 ميلادية كنموذجين ساطعين لهذه الاسطرة..

    .والملاحظ بالفعل انه كلما تقادم الزمن كلما زاد الهوس لاسطرة محمد كإنسان كامل كما نشهد في زماننا هذا، فتمثيله ممنوع ورسمه ممنوع لانه لا مثيل له ونور يستضاء به بينما تسمح جميع الاديان الاخرى برسم انبيائهم.... ومحاولات غسيل السيرة المحمدية وتكذيب ابن اسحق وابن سعد والطبري تصب في اتجاه الاسطرة رغم أن اول من قاموا بذلك تلقوا تعليمآ اوربيآ عصريآ وزعموا انهم يريدون نهجآ علميآ عقلانيآ لكتابة السيرة المحمدية!

    مزاعم قريط!

    لا شك أن دعوة قريط لنا بعدم تصديق الطبري فيما سطره عن سيرة محمد تصب أيضآ في اتجاه اسطرته...ومن اجل الوصول الى هذا الهدف زعم فيما زعم ان الطبري كان ( أحد أشهر طبّاخي وليمة التاريخ ) وكي يلبس هذا الزعم ثوب الحقيقة أتى بشواهد غير دقيقة واخرى غيرصحيحة :...:اولآ::في تناقض ملحوظ، تارة يقول اعتمادآ على المستشرق هورست ان الطبري لم يلتزم بفتوى الشافعي بضرورة دعم الحديث بسلسلة من الاسانيد مرفوعة الى محمد، وتارة اخرى يزعم ان الطبري نهل من مدرسة القياس والرأي للشافعي ( والنتيجة أن الطبري حرر نفسه من وجوب إسناد الرواية ومن التوجه الحنبلي، وإختار خطاً مقبولا من الفرق المختلفة ) انتهى...و

    معنى هذا انه يظهر الشافعي مرة كمتشدد في رواية الحديث بسلسلة من الاسانيد ويظهره مرة اخرى كمتساهل.. ولا ندري ايهما نأخذ ...وفي كل الاحوال، يكاد يجمع المؤرخون والمشتغلون بالدراسات التاريخية بأن الطبري كان مستقلآ يقف على مسافة واحدة بين جميع المذاهب رغم ان الشافعية اعتبروه واحدآ منهم في طبقاتهم..ورغم أن الحنابلة لعنوه ورموه بالتشيع والالحاد والزندقة ...

    .ويذهب بعض المؤرخين الى حد القول بأنه صنع مذهبآ خاصآ لنفسه بثه في كتبه العديدة......

    ومن جهة اخرى يكشف الدكتور نصر حامد ابوزيد في كتابه ( الامام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية ) ان الشافعي اشتهر خطأ بأنه من اهل الرأي والوسطية بينما هو في حقيقة الامر من غلاة اهل النقل وانه في الصراع بين اهل الرأي وبين اهل الحديث آنذاك اصطف عمليآ الى جانب اهل الحديث وتمسك بالنصوص ووضع معايير قاسية لصحة الإسناد وهو القائل ( حديث ضعيف افضل من القياس )..

    .ثانيأ: يزعم قريط ان تحرير الطبري لنفسه من ( وجوب اسناد الرواية ) قد ( ترك صداه في أعماله، التي زخرت بروايات متضاربة ومتنوّعة ) انتهى الامر على عكس ما يقول، فالطبري كان دقيقآ في ذكر مصادره سواء أكانت من االمدونات او المرويات، الامر الذي اتاح وسهل للنقاد والدارسين امكانية مضاهاة مروياته بما سبقها من مرويات كتب السير السابقة له كما يقول البرزنجي في كتابه ( صحيح الطبري وضعيفه )......

    ويقول الكاتب السوري الراحل والباحث في التأريخ الاسلامي الدكتور شاكر مصطفى في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) " دار العلم للملايين، بيروت،الطبعة الثالثة 1983 " ( ومصادر الطبري في كتابه واضحه لانه سجلها في اسناد اخباره ) ويشير الى اهم تلك المصادر مستندآ الى المقال المهم الذي نشره الدكتور جواد علي في مجلة المجمع العلمي العرآقي في اوئل الخمسينات عن المصادر التي اعتمد عليها الطبري في تاريخه بعنوان ( موارد تأريخ الطبري )...

    ويضيف الدكتور شاكر ( إن المادة التاريخية التي اتى بها الطبري في تاريخه تعتبر من أوثق المادة لانه،كمحدث دقيق، حاول انتقاءها وتنخلها جهد طاقته، وأوردها دومآ بالنصوص عن أصحابها الرواة الاولين ) انتهى....وفي تأكيد لقوة الإسناد عند الطبري يقول الدكتور شاكر ( ان شدة ارتباط الطبري بالمصادر والإسناد حرمه من النظر في احوال عصره )...ثالثآ: يأخذ قريط على الطبري ما اسماه بإختلاط مراجعه حيث كتب ( وقارئ تاريخه يكتشف إختلاط مراجعه، فعندما ينقل أخبار آباء التوارة وملوك الفرس والروم تراه يستخدم كرونولوجيا لتعاقب الملوك والأنبياء كما كانت متداولة في عصره، يفتتحها ب (قالت الفرس، أو قال أهل الكتاب أو حدثنا فلان .إلخ ) في حين إعتمد نظام الحوّليات ( حسب سنيّ الهجرة ) لسرد الحدث الإسلامي معتمدا مصادر مكتوبة أو شفهية ) ..

    نعود الى كتاب الدكتور شاكر حيث نجد الرد على هذا المأخذ في قوله انه لم يكن بالامكان إتباع التسلسل الزمني ( الحولي ) في الفترات الغامضة التي سبقت الاسلام بينما كان ذلك ممكنآ للحقبة الاسلامية..ويضيف د.شاكر ( انه ذكر في تاريخ الفرس كثيرآ من الحقائق التي لا نجدها عند غيره ) و( انه كان دقيقآ في تاريخ الروم دقة تدعو الى العجب، مع قلة المصادر حوله في هذا الموضوع "..."

    ويدهش الباحث من صحة المعلومات التي اوردها من دقتها وترتيبها.واذا تجاوزنا عن أخطاء طفيفة قد تكون من فعل النساخ والرواة فمن الواضح ان الطبري أخذ معلوماته هذه عن مصادر او جماعات تستند الى وثائق صحيحة ) انتهى.....

    رابعآ:: يتبنى قريط مزاعم الدكتورة سميرة عاشور في كتابها ( تاريخ الفرس الأسطوري عند الطبري والفردوسي ) بأن الطبري فيما يتعلق بتاريخ الفرس كان ينحاز لرأي المؤرخين الفرس ( اذا ما تعارض مع روايات غيرهم من العلماء ) وتورد الدكتورة مثالآ لذلك هو ما تسميه بانحياز الطبري الى رواية المؤرخين الفرس عن زمن ملك اوشهنج حيث يقولون انه بعد وفاة آدم بمائتي سنة بينما يقول هشام بن محمد الكلبي، الذي لم يأخذ الطبري بروايته، انه كان بعد طوفان نوح بمائتي سنة لان الطوفان قطع تعاقب ملوك الفرس بعد أن اغرق الارض جميعها..

    .وتحمل سميره عاشور على الطبري لعدم اخذه برواية الكلبي رغم انها تستند الى القرآن في قصة الطوفان وتبدي استغرابها لقول الطبري ( "إن المجوس لا يعرفون الطوفان ولو كانوا عرفوه لكان نسبهم قد إنقطع وملكهم قد إضمحل" ).......وبدوره يبدي نادر قريط استغرابه مما قاله الطبري ويقول ( وفي هذا جرأة أدبية لأن القرآن يعتبر الطوفان فناءً لكلّ البشر ما عدا نوح وأهله ) انتهى ...

    هذا وبالرغم من ان كل هذا الجدل يدور حول خرافة الطوفان التي ربما آمن بها الطبري مثله مثل بقية المسلمين ..وبالرغم من ان محاولته توأمة ازمان ملوك الفرس مع أزمان الانبياء قد اورده موارد الاساطير إلا أن قوله بأن الفرس لم يعرفوا الطوفان يعني أنه فهم قصة الطوفان كما جاء في القرآن فهمآ صحيحآ...

    فالقرآن لم يشر اطلاقآ الى ان الطوفان كان فناء لكل البشر وغرقآ للارض جميعها...التوراة هي التي قالت ذلك صراحة في الاصحاح السادس من سفر التكوين ( فحزن الرب أنه عمل الانسان في الارض.* وتأسف في قلبه.* فقال الرب أمحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.* الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء ) اما القرآن فقد قال بصريح العبارة ان الذين غرقوا هم قوم نوح، أي الذين كذبوه من قومه ولم ينج الا الذين صدقوه...وقوم نوح ليسوا هم العالم كله.....

    ويجدر بنا ان نشير هنا الى ان ابن خلدون أيضآ يقول في الجزء الثاني من كتاب العبر (( واعلم أن الفرس والهند لا يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل )) انتهى... ولعل هذا يبين انها اسطورة سامية لم تعرفها الشعوب الآرية وغيرها.

    منهج الطبري

    يزعم قريط ان أعمال الطبري ( زخرت بروايات متضاربة ومتنوّعة، أثارت إهتمام الباحثين وبوأته مكانا مرموقا وأولية في الترجمة وقارئ تاريخه يكتشف إختلاط مراجعه ).ويضيف (هذه إذن أجواء الطبري أحد العقول النابغة، التي خلطت زمنه بأزمنة سبقته، وأسقطت وعي عصره على عصور دارسة لم يصله عنها إلا فتات الحكايا. وسواء علم بزيف الرواية أو لم يعلم، فهو ينقلها للموعظة والتسلية، وإلهاب خيال السامع بالمدهش الرائع )..

    .وتقول سميرة عبد السلام عاشور في كتابها ( الاساطيرالفارسية بين الطبري والفردوسي ) الذي اتخذه قريط مرجعآ له في مقاله ان مرويات الطبري عن تاريخ الفرس خليط من الحقائق والخرافات واستشهدت بنقد ابن خلدون له بنقله بعض المرويات الخرافية بدون تفحص...ولعل من المثير للسخرية ان يتهم إخباريآ بحجم الطبري انه كان يكتب للتسلية وإلهاب الخيال..

    .والامر في نهاية المطاف لا يتعلق بتسلية او مداعبة خيال، بل بمنهج تأريخي اختاره الطبري يتلخص في انه يورد حول الخبر الواحد او الحادثة الواحدة مختلف الروايات التي تواترت عنها ...فعلى سبيل المثال يورد تسع عشرة رواية حول سنة ميلاد محمد ورضاعته وكلها تثبت انه ولد في عام الفيل، مع اننا نجد مثلآ، اختلافات في سنة ميلاده في كتاب ( تاريخ الاسلام ) للامام الذهبي...

    وكان الطبري يقف محايدآ امام المادة التاريخية التي امامه سواء أكانت من المرويات او المدونات وإن اختلفت....ولم يكن يتدخل الا في القليل النادر لازالة إلتباس بقوله " والصحيح عندنا "...وقد تعرض هذا المنهج للنقد من قبل بعض الأقدمين والمحدثين..فقد انتقد الدكتور شاكر في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) حيادية الطبري وعدم تدخله بالنقد لبعض المرويات الخرافية او الكاذبة على حد قوله وفي نفس الوقت يراها من جهة اخرى دليلآ على امانته.....

    ولكن اقدم من انتقد الطبري وطائفة من المؤرخين مثل المسعودي والجرجاني هو ابن خلدون في الجزء الاول من كتاب العبر لما اوردوه من روايات غير معقوله حسب قوله...انتقد فيما انتقد رواية ان تبع اليمني وصل بجيوشه حتى الصين بعد ان اخضع الفرس والترك والروم وقال انها خرافة بينة...وانتقد رواية ان نكبة البرامكة كان سببها العلاقة الآثمة التي قامت بين العباسة وبين جعفر بن يحيى البرمكي من وراء ظهر الرشيد، كما ينتقد قولهم بأن الرشيد كان يشرب خمرآ مسكرة...

    ولكن تدخل ابن خلدون للتصحيح لا يحسم امرآ ويجعلنا نفضل حيادية الطبري فهو يؤكد أن سبب نكبتهم هو انهم اصبحوا ذوي سطوة ونفوذ واستبدوا واخذوا يقاسمون الرشيد السلطة ..وهذا معقول جدآ ولكن ما الذي يمنع ان تكون الرواية الاخرى، أي علاقة العباسة بيحيى، صحيحة ايضآ وبمثابة القشة التي قصمت ظهر البرامكة وحفزت الرشيد ليضع حدآ لتغولهم على سلطاته...كما ان تكذيب ابن خلدون للطبري وغيره في ما اوردوه من خبر عن معاقرة الرشيد للخمر المسكرة تكذيب لا يقوم على أي دليل تأريخي حيث لم يملك ابن خلدون غير الاشادة بمناقب الرشيد وبما اسماه طهره وتديّنه وانتسابه الى أرومة عرفت بتجنب المذمومات في دينهم ودنياهم وزاعمآ انه كان ينتبذ له نبيذ التمر غير المسكر!! .....

    وابن خلدون الذي انتقد الخرافات واللامعقول في كتب الطبري والمسعودي والجرجاني وغيرهم لم يسلم بدوره من الخرافات فعلى سبيل المثال يتحدث في كتابه العبر عن اسلاف ابراهيم كما وردت في التوراة ويزعم بصحة أن نسب موسى وبني اسرائيل والاسباط ينتهي بنوح ويقول انه لم يبق الا تحري النسخ الصحيحة والنقل المعتبر! ........
    والطبري وهو يختط هذا المنهج كان مدركآ بحسه التاريخي أن بعض مروياته لن يجد القبول لعدم معقوليته ولذا استبق ناقديه وقال في مقدمة كتابه انه اعتمد على المرويات التي رويت له وانه لم يعمل خياله لاستنباط أية قصة لان اخبار الاقدمين لا يمكن ان تدرك الا بالمخبرين والناقلين وقام بتحذير القارئ في نفس المقدمة بقوله انه اذا كان في كتابه ما يستنكره من مرويات ويستشنعها بسبب لا معقوليتها فالذنب ذنب الرواة والمحدثين وليس ذنبه (( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، او يستشنعه سامعه، من أجل انه لم يعرف له وجهآ في الصحة، ولا معنى في الحقيقة،

    فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وانما أتيي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدّي إلينا. )) انتهى...ومنهج الطبري فائدته في انه يعطينا مشهدآ بنوراميآ عن اهم المرويات التي قيلت عن هذه الحادثة اوتلك في ذلك الزمان مما يتيح تجميع اجزاء صورة الحدث بدلآ من رواية الرجل الواحد.


    أين هي الخرافات في تاريخ الطبري؟

    الملاحظ في الخرافات التي وردت في تاريخ الطبري انها نوعان...النوع الاول: خرافات لا لبس فيها وليس فيها حظ من الحقيقة و المعقولية وهي التي وردت حصرآ في الجزء الاول ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( القول في ابتداء الخلق ما كان اوله ) و( القول فيما خلق الله في كل يوم من الايام السنة التي ذكر الله في كتابه انه خلق فيهن السموات والارض.....)

    و( ذكر الاخبار الواردة بأن ابليس كان له ملك السماء الدنيا والارض ما بين ذلك ) و( ذكر الوقت الذي خلق فيه آدم عليه السلام من يوم الجمعة والوقت الذي أهبط فيه الى الارض ) وما الى ذلك.....وهذه الخرافات الواضحة مصدرها القرأن والتوراة واحاديث محمد التي رواها ابن عمه الملقب بترجمان القرأن ابن عباس بالاضافة الى مرويات وهب بن منبه الخبير بالقصص التوراتية...

    اذن هذه الخرافات مسنودة الى القرآن ورواة احاديث نبوية وعلى رأسهم ابن عباس.. الم يتحدث القرآن عن خلق آدام ورفض ابليس السجود له متحديآ أمر الله ثم أكله من الشجرة المحرمة بإغواء من ابليس وطرده من الجنة في السماء لمخالفته أمر الله....أ

    لم يقل القرآن في سورة ( الحجر ) ان الله خلق الجن من نار السموم...الم تسمى سورة في القرآن بسورة ( الجن ) يروي فيها محمد كيف انه اوحي اليه أن نفرآ من الجن إستمعوا اليه وهو يتلو القرأن وآمنوا به ..وكيف ان الجن يصعدون الى السماء لاسترقاق السمع فيرميهم الله بشهب صاعقة..ثم تأتي احاديث محمد لتكمل من قصص الجن واخبارهم تفاصيل لم يذكرها القرآن وهي احاديث مسندة تنتهي عنعنتها غالبآ كما أسلفنا بـــ ابن عباس أكبر راو لاحاديث ابن عمه...

    فالطبري إذن لم يخترع شيئآ من هذه الاساطير والخرافات وانما نظم الخرافات القرآنية والحديثية في شكل سرديات تاريخية...جمعها ونظمها وبوبها وأكمل ما يستوجب الاستكمال من التوراة الام التي رضع منها القرآن...والجدير بالملاحظة أن لا أحد من منتقدي الطبري يقترب من حقل هذه الخرافات، التي يؤمن المتدينون بصحتها، لانها خرافات مقدسة تتطلب موقفآ من الدين...

    وكل الذي يقدرون عليه هو انتقاد ما يسمى بالاسرائيليات التي يزعمون أن الطبري قد جلبها في كتابه كما فعلت سميرة عاشور في كتابها الذي اعتمد عليه قريط في مقاله...والاسرائيليات هي أي مروية مأخوذة من التوراة مباشرة دون نسختها المعدلة في القرآن....

    وهذا امر يدعو الى السخرية لان القرآن في حد ذاته هو نسخة معدلة من التوراة أختار مؤلفه أن يروي فيه قصص بني إسرائيل باسلوب شعري على طريقة هوميروس في الياذته....وماذا يتبقى من القرآن لو محونا منه القصص التوراتية وأخبار بني إسرائيل؟! .....

    والنوع الثاني من الخرافات او اللامعقول الذي جاء في كتاب الطبري هو مبالغات شابت وقائع تاريخية حقيقية وتحديدآ تاريخ تبابعة اليمن وما رويي انهم احتلوا بلاد الفرس والترك والصين ويرى ابن خلدون انها محض خرافة وان الحرب بين التبابعة والفرس قد دارت على حدود بلاد فارس مع العرآق وليس أبعد.....ومثل هذه المبالغات ليست مستبعدة في تلك الازمان حيث كان يتم تأليه الملوك وقادة الحروب وابطالها ...فكان من الطبيعي ان تنسب اليهم الخوارق وان تضخم انتصاراتهم وتخفى هزائمهم او تحوّر الى انتصارات....

    .وما من كتاب قديم من كتب التاريخ الا وتضمن مثل تلك الخرافات، حتى ابو التأريخ هيرودت يبدأ كتابه ( التواريخ ) باسطورة يزعم انها السبب في إندلاع الحروب المتلاحقة بين الفرس والاغريق...وكتابه خليط من التأريخ والجغرافيا والانثروبولجي ولم ينج من الخرافات والاساطير والغرائب كقوله ان المرأة المصرية تبول وهي واقفة! و

    يعاني كتابه في بعض المواضع من تداخل الازمان وعدم تسلسلها حتى ان بعض النقاد الاوربيين المحدثين شككوا في سفره الى مصر ومنهم من قال انه لم يغادر اليونان قط الى أي بلد آخر، ولكن كل ذلك لا يقلل من القيمة التاريخية لكتاب ( التواريخ )....ومثال آخر هو كتاب المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي ( شبه ) المعاصر للاحتلال العربي الاسلامي لمصر وعنوانه ( تاريخ العالم القديم ) يبدأه من يوم خلق آدم وينتهي بالغزو العربي الاسلامي لمصر، فلا غرو ان تشوبه الخرافات والاساطير....

    وهناك كتاب ( كتاب التيجان في ملوك حمير ) وجامع مروياته هو وهب بن منبه عن ( رواية ابي محمد عبد الملك بن هشام عن أسد بن موسى عن ادريس بن سنان عن جده لأمه وهب بن منبه رضي الله عنهم ) وقد ولد وهب بن منبه الذي يعتبر من التابعين في عام 34 هجرية 654 ميلادية في زمن خلافة عثمان...ويبدأ مروياته حسب العنوان بــــ ( احوال خلق العالم ) أي يبدأ بخلق آدم وأخبار بعض الانبياء كنوح وهود ثم اخبار تبابعة حمير وحروبه ضد الفرس والروم والترك والصين وشرق افريقيا واحتلال ابرهة الحبشي لليمن وما الى ذلك..

    ويعد كتابه هذا اقدم كتاب تاريخ عربي معروف حتى الآن وتمتزج فيه باسلوبه القصصي الحقائق بالخرافات والاساطير...وقد اعتمد الاخباريون المسلمون على مرويات وهب بن منبه هذه، ابتداء من ابن اسحاق كمصدر للاخبار المرتبطة باليمن وحروب تبابعة حمير في جنوب الجزيرة العربية والساحل الشرقي لافريقيا المواجه لليمن وضد الفرس وغيرهم......

    بقي أن نقف عند الجزء الاسلامي من تاريخ الطبري.. فأولآ:: لم يكن قد مضى على هذا التاريخ منذ بدء الدعوة المحمدية وحتى ميلاد الطبري سوى مائتي سنة ونيف فقط ...

    وقد سبقه كما اسلفنا عدد لايستهان به من الإخباريين المشهورين والمغمورين مما يعني انه جاء والسيرة النبوية قد استقرت على حال وليس من جديد تحت الشمس، غير أن مأثرة الطبري كما يرى الدكتور مصطفي شاكر في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) هو أنه قام بما ( قام به البخاري ومسلم في الحديث، أي اختيار المادة الصحيحة أو المتفق على صحتها من مجموع المادة التي تراكمت حتى عهده. ) انتهى.
    ..وتأكيده ان الطبري لم يمل ( مع أيّ هوى في إيراد ألأخبار التأريخية الاسلامية، وكان حياده في الغالب عن ورع ودقة علمية ) انتهى ...والمقصود هنا واضح وهو انه لم ينحاز لأيّ من التيارات المذهبية التي كانت تتصارع آنذاك.

    أيهم طبخ التاريخ الطبري أم محمد ؟

    من جملة ما ذكرنا نستخلص أن الطبري لم يكن سوى ناقل امين لاحداثيات التاريخ التي وصلته عن طريق الرواة او المدونات...واذا كان ثمة طباخون لوليمة التاريخ فأن محمدآ هو اولهم ...

    وهذه عينات من طبيخه التاريخي....

    فمن المعروف ان دولة التبابعة الحميريين في اليمن نهضت في عام 115 قبل الميلاد ودخلت في حروب مع الفرس والحبشة وسيطرت على جنوب الجزيرة العربية واجزاء من الساحل الافريقي الشرقي ولم تنهار الا في عام 525 ميلادية اثر إحتلال الاحباش لليمن، أي قبل ميلاد محمد بخمسين سنة فقط، ومع ذلك لم يتورع محمد من الزعم في سورتي ( الدخان ) و ( ق ) بأن الله اهلك قوم تبع لانهم كذبوا الرسل...تصوروا زعم بهلاك الحميريين وهم يعيشون معه في نفس الزمان وفي نفس الجزيرة على بعد أميال...

    وفي سورة ( القصص ) يجعل محمد هامان وزيرآ او مساعدآ او شئ من هذا القبيل لفرعون مصر بينما هو حسب ( معجم الحضارات السامية ) صفحة 880 طبعة 1991 بيروت ( أحد شخصيات سفر استير. كان وزيرآ للملك الفارسي احشويرس. اراد فناء اليهود وكاد ان ينجح في مسعاه لولا تدخل استير التي انقذت شعبها وتسببت بأعدام هامان ) انتهى ...

    واحشويرس الاول وبالفارسية خشایارشا الاول هو ابن داريوس الاول من سلالة الاسرة الاخمينية حكم ما بين 485-465 قبل الميلاد...وفي نفس السورة المذكورة نرى ان فرعون يطلب من هامان المزعوم ان يحرق الطين ليبني له صرحآ من الطوب الاحمر حتى يتمكن من رؤية اله موسى، فمن الثابت ان مصر الفرعونية لم تعرف الصروح المبنية بالطوب الاحمر فقد بناها المصريون آنذاك من الحجارة بينما بنوا بيوت سكناهم من الطوب اللبن…وهذا غيض من فيض طباخة التاريخ على الطريقة المحمدية.والتي لم تفت على المؤرخين والمستشرقين.

    تهشيم المرآة

    إن المدافعين عن الإسلام الذين ادركوا النص المستتر لمقالة قريط، أي ما يعرف في اللغة الانجليزية بـــ Sub-text كتبوا في تعليقاتهم على مقاله : إذن فليكف العلمانيون عن الاستشهاد بالطبري ما دامت مروياته خليط من التاريخ والخرافات...

    وهذه هي الرسالة التي اراد الكاتب ايصالها حين قال في ختام مقاله : ( وهو نفس المخيال الذي سطّر لنا سيرة محمد ) وان الفرق بين الذي كتب عن هجرة محمد وفتوحاته وبين الذي كتب عن فتوحات تبع الحميري ((( شعرة ))) ....

    فالطبري ومن سبقوه من الاخباريين، ابن اسحاق وابن هشام وابن سعد والواقدي ، لم يكونوا من طباخي وليمة التاريخ ،بل كانوا المرآة التي عكست ما كان يروى عن محمد على لسان التابعين وتابعي التابعين فقدموا لنا صورة تاريخية واقعية لشخصيته بعيدة كل البعد عن التجريد والأسطرة كأنسان كامل ذي خلق عظيم....

    وتغضب هذه الصورة البعض ممن يريد إظهار الاسلام كدين انساني حضاري فيعمل ما وسعه من أجل تهشيم المرآة وتكذيب اولئك الاخباريين وغسل السيرة المحمدية ورسم صورة جديدة رومانسية لنبي الاسلام لا صلة لها بالواقع وحسبها انها تتناغم مع مفاهيم الحضارة الانسانية المعاصرة...ولكن السيف المحمدي أصدق انباء من كتب هؤلاء الذين يريدون تزييف حقيقته.
                  

03-13-2018, 03:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    الفتوحات الإسلامية من وجهة نظر "السردية الإسلامية التقليدية":


                  

03-17-2018, 07:01 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

                  

03-21-2018, 07:03 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    ا لاستشراق الجديد.. مَكرُ الأيديولوجيا

    الاستشراق الجديد.. تعددت المناهج والرؤية واحدة

    د. خزعل الماجدي

    رغم طابعه العلمي ظاهرياً يلمس من يتقصى جهود المستشرقين الجدد أنهم تقنعوا بالمنهج العلمي ليشيعوا الكثير من المفاهيم ضد الإسلام، رغم أنها مفاهيم ضبابية، بحاجة إلى دلائل علمية..

    ويبدو أن المستشرقين الجدد لا يختلفون كثيراً عن آبائهم القدامى، حتى ليكاد المرء يقول إنهم جاؤوا لتسويغ عمل القدامى، وإضفاء طابع علميّ عليه.. هنا دراسة لمناهج الاستشراق الجديد، والكيفية التي تعمل بها، بمكر ودهاء، لا تخفيهما قشرة ادعاء العلم الهشة.

    تكمن مشكلة الاستشراق الجديد في اختلاط منهجه العلمي بنزعة أيديولوجية مقصودة أو كامنة لا واعية تفصح عن مكنونات صاحبها أو توجهاته السياسية والدينية والوطنية الضيقة، وهو ما يتعارض مع منهجية البحث العلمي والمستوى الأكاديمي المقبول الذي رسى عنده الاستشراق الكلاسيكي الأكاديمي بشكل خاص.

    المنهج الأنثروبولوجي

    ترصد الأنثروبولوجيا انتظام وتغير العقائد والأعراف والتقاليد في مجتمع تسوده موجهات دينية أو اجتماعية أو عرقية. وتمتاز هذه البنى والتقاليد بكونها ظاهرة وباطنة، ذات طبيعة تكرارية ثابتة وحركة انزياحات واضحة، مثل أنظمة (الحرام، الحلال، الزواج، القرابة، السلطة...إلخ).

    ولعل أبرز الأمثلة على هذا المنهج هو إرنست غيلنر (1925- 1995) في كتابه (المجتمع المسلم) الذي ترجمه الدكتور أبو بكر باقادر، يقول:

    «الفكرة الرئيسة، أو النظرية التي يتمحور حولها الكتاب تدور حول أن الإسلام يشكل مسودة لنظام اجتماعي، لأنه يعبر عن وجود مجموعة من القواعد الأزلية والمنزلة، المستقلة عن إرادة البشر التي تحدد النظام الصحيح للمجتمع، وهي القواعد الموجودة والمحفوظة والمتاحة للجميع وليست في يد طبقة أو هرمية دينية، مما ينفي الحاجة إلى «كنيسة» دون أن يلغي هذا وجود «الفقهاء» في المجتمع. وقد اعتمد غيلنر، كما يقول أحد تلاميذه في مقدمة الطبعة العربية، في منهجه على دراسة المجتمع الإسلامي من خلال الطريقة التي يتم فيها العيش مع الدين أكثر من دراسته من خلال النصوص».

    (الأرناؤوط، محمد م: عرض لكتاب مجتمع مسلم لأرنست غيلنر ترجمة أبو بكر أحمد باقادر 2005، موقع أرنتروبوس).

    ويناقش البروفسور سامي زبيدة في كتابه (أنثروبولوجيات الإسلام) أفكار أرنست غيلنر، وتناول التجربة السياسية الإسلامية في إيران ليخلص إلى نتيجة مدهشة وهي أن النخبة السياسية الإيرانية فشلت في تصدير ثورتها إلى أي مكان خارجها. ولم تتمكن من نشر الإسلام السياسي الخاص بها، لكن الإخوان المسلمين (حسن البنا، سيد قطب) نجحوا في نشر الإسلام السياسي والخاص بهم خارج مصر دون الحاجة إلى ثورة.

    يتحدث سامي زبيدة عن نموذج غيلنر المتماسك عن (المجتمع الإسلامي) الذي يجذّره في مقدمة ابن خلدون من القرن الرابع عشر بتحليل علمي نوعي دون استعلاء غربي «إنه يقدم سوسيولوجيا للمجتمع الإسلامي ترتكز إلى الديالكتيك بين المدينة والقبيلة، فضلاً عن أحكام الدين الإسلامي وعناصر تكوينه التاريخي والفكري.

    وهذا النموذج للمجتمع الإسلامي ليس تاريخاً فحسب، بل يمكن في إطاره تحليل التطورات الحديثة في السياسة والمجتمع في المنطقة. موت القبيلة هو صعود المدينة بطابعها الديني- الاجتماعي الحضري على وجه التحديد: عقلاني، نصّي، ظهراني (عنقود فيبر)،

    وبصفتها هذه تدفع عجلة الحداثة والتطور الاقتصادي. ولهذا الجانب من النظرية فضيلة ليبرالية هي مكافحة التصورات المعادية وذات التمحور الإثني عن الإسلام، بوصفه ظلامية قروسطية، وفي حين أن صياغات غيلنر تصر على انفصال الإسلام وآخرويّته بوصفه كياناً متماسكاً وتوحيدياً يختلف عن الغرب، فإنها مع ذلك تضفي عليه فضيلة كونه طريقاً بديلاً إلى الحداثة» (زبيدة: 1997: 6).

    ويقدم غيلنر أيضاً ما يعرف بنظرية «البندول» وهي الفكرة التي عرضها ديفيد هيوم في كتابه «التاريخ الطبيعي للدين»، حيث يرى هيوم «أن الدين في المجتمع يتأرجح بين فكرة التوحيد (وحدة الوجود) والتعددية،

    وتبعاً له يرى غيلنر أن هذه الصورة من أقوى الاستعارات التي يمكن من خلالها فهم حركة التدين في المجتمع الإسلامي تاريخياً، وأن مما تميزت به الحركة التاريخية للمجتمعات الإسلامية في العصر الحديث تحرك البندول في اتجاه طرف الإسلام الأصولي/‏‏‏ النصّي.» (الوهيبي: 2012: 105).

    المنهج الاجتماعي

    كان غيلنر يرى أن سوسيولوجيا جدل (المدينة والقبيلة) في الإسلام ليس جدلاً متعارضاً، بل هو جدل ديني متواطئ، حيث أصحاب القبيلة يهددون الحكم السياسي مثلما هم أصحاب المدينة الذين يستندون إلى علماء الدين والفقهاء يهددون الحكم السياسي أيضاً. فالقبائل واقفة على الأبواب والفقهاء يعتلون المنابر والحياة المدنية للناس مستحيلة، ولهذه الصورة السوسيولوجية مرادفات في الإسلام المعاصر بشكل أو بآخر.

    برز في هذا المنهج الذي يبحث في سوسيولوجيا الإسلام باحثون جدد مثل (ستيفانو أليافي، رنزو غولو، إنزو باتشي، باولو براتكا..إلخ).

    إنزو باتشي: الإسلام الأوروبي

    في كتابه (علم اجتماع الإسلام) يستثمر (إنزو باتشي) الأبعاد الخمسة للتدين التي حددها الأميركي شارل يونغ غلوك، وهي (التجربة، الممارسة، الانتماء، الاعتقاد، المعرفة) لكي يصل إلى عرض تفسير أفقي احتمالي يصف به الإسلام.

    أما كتابه (الإسلام في أوروبا)، فيقدم مقارنة بين نظم وتشريعات دول أوربا الغربية من جهة وواقع الجاليات المسلمة وحياتها الاجتماعية وممارساتها الدينية من جهة أخرى، ويخلص إلى أن المجتمعات الإسلامية الأوروبية لا تتكيف بسهولة مع القوانين الوضعية المدنية الأوروبية، ويساهم المسلمون في تكريس العزلة، والخصوصية لهم ولمؤسساتهم الدينية.

    ويرى أن النموذج للتعامل مع الدين الإسلامي مجتمعياً، في أوروبا، هو النموذج الإسباني، حيث يعامل المسلمون كمواطنين من الدرجة الأولى، وحيث الدولة تعتبر الإسلام ديناً معترفاً به وله صلة تشّكل تاريخ إسبانيا وثقافتها ومصدر ثراء روحي وفني واجتماعي لها.

    أما في الجانب السوسيولوجي النسوي، فما زالت الجهود قليلة في كشف حقيقة المرأة في الإسلام بسبب التغييب المتعمد لهذا الجانب.

    المنهج الألسني

    تنقسم جهود الباحثين وفق هذا المنهج في نوعين من الدراسة، فيلولوجيا القرآن واللسانيات النصية. قدم الفيلولوجيا (فقه اللغة) الحديث مساهمات جديدة في تحليل النصوص القرآنية وغيرها لرسم صورة لتاريخ الإسلام المبكر بشكل خاص، لكن أغلب الكتب والدراسات التي صدرت حاولت عن طريق فقه اللغة المقارن وضع بدايات الإسلام مع اليهودية والمسيحية بشكل خاص في حالة تناص وتواشج.

    النص الملتوي

    صاحبة هذا المنهج هي أنجليكا نيوفرث، وهي باحثة ألمانية تخصصت بالقراءات الراديكالية المعاصِرة للقرآن بمنهج يزعم المزَاوجة بين البنيوية والإبستمولوجيا» فعلت ذلك في دراستها الواسعة للسُّوَر المكية أواخر السبعينيات من القرن الماضي، كما لعب هذا التوجُّه دوراً بارزاً في دراساتها المستمرة حتى اليوم، وبخاصة مقالاتها المبسوطة في (موسوعة القرآن) التي أُنجزت في النصف الثاني من التسعينيات (3).

    وهي تزعم على أنّ القرآن نصٌّ شعائريٌّ مَتلوٌّ منذ البداية، ولذلك فهو يجمع بين التدوين الذي يفترض الانضباط، والشفوية التي تُحيلُهُ إلى تقليد حيٍّ أو نصٍّ متلوّ (Recitation Text)- وصارت طريقتها الطموحة وذات المنزع الأدبي اتجاهاً واسعاً في أوساط الدارسين للقرآن، بل سادت راديكاليتان تفكيكيتان منذ الثمانينيات وحتى اليوم: الراديكالية التي تعمدُ إلى تفكيك النصّ من الداخل، والراديكالية الأخرى التي تبحث عن أصولٍ عبرية أو سريانية مركبة للنصّ في استعادةٍ لفيلولوجيات القرن التاسع عشر، والتي كاد نولدكه نفسه يتجاوزها في أواخر حياته. (السيد 2007).

    القراءة غير العربية للقرآن

    صاحب هذا النهج هو جون وانسبورو، باحث أكمل دراسته في هارفارد وأكمل بقية حياته في جامعة لندن للدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS)، درس في كتابه (دراسات قرآنية) ويزعم بأن القرآن كما نعرفه اليوم اكتمل ظهوره في القرن الثالث الهجري أي العاشر الميلادي. بحث في المخطوطات الإسلامية المبكرة وتحليل الاستخدام المتكرر للسور القرآنية التي يدعي كذباً أن لها أصولاً يهودية ومسيحية،

    وهو ما أدى به إلى افتراض أن صعود الإسلام كان طفرة جاءت من طائفة يهودية - مسيحية حاولت نشر دعوتها في الأراضي العربية، ثم تطورت لاحقاً، من خلال منظور عربي، إلى ديانةٍ مستقلة اكتمل خلالها القرآن، على مدى قرون على حد إفتراءته.

    ورغم أن منهج وانسبرو يبدو منهجاً تفكيكياً راديكالياً إلا أنه يخفق في إخفاء خلفيته الدينية والأيديولوجية، وقد تكونت من طروحاته وأفكاره طروحات مشابهة اشتغل فيها تلامذته والمقربون منه مثل (مايكل كوك، باتريشا كرونه، مارتن هندز، جيرالد هاوتنج، كريستوف لوكسينبرغ، جيرد بوين، أندرو ربّن).

    اللسانيات النصية

    اللسانيات النصيّة، أو ما يعرف بـ (علم لغة النص) الذي يؤكد على التشكل الطبيعي للغة ووصف كل العوامل وثيقة الصلة بها من الناحية الاتصالية، وقد ارتبط هذا العلم بعلماء النص المحدثين مثل: فان دايك (Van Diyk) الذي يعتبر مؤسس علم النص وجوليا كريستفيا وغيرهما. وقد دارت بحوث ودراسات حول تناصيّة القرآن مع التوراة والإنجيل. وبدأت منذ القرن التاسع عشر مع دي ساسيه ونولدكه وغيرهما. وكان جولدزهير قد أثار بقوة أصل الإسلام والقرآن، وتبعه جوزيف شاخت الذي بحث بعمق أصل الشريعة الإسلامية.

    ومن المستشرقين الجدد كان (جون وانسبرو) سباقاً في دراسة تناصات القرآن في كتاب (دراسات قرآنية: وسائل وطرق لتفسير النصوص المقدسة 1977) وكتاب (المناخ السائد بين الفرق: محتوى وتأليف تاريخ خلاصي إسلامي: 1978).

    ذهب وانسبرو إلى أن الإسلام ظهر تحت تأثير وجود اليهودية الربينية وهي اليهودية الملتزمة بالشريعة الشفهية وآراء حاخامات اليهود (الربيين)، وأن القرآن والحديث ظهرا بسبب خلافات بين الفرق خلال زمن طويل.

    وقد صدرت كتب كثيرة في مجال المقارنة والتناص بين القرآن والكتاب المقدس منها كتاب سيدني جريفيث، الكتاب المقدس باللغة العربية: الكتاب المقدس من «أهل الكتاب» في لغة الإسلام. اليهود والمسيحيين والمسلمين من القديم إلى العالم الحديث.

    وقد قام لويسي جنرنبرج بالبحث في التناصات القرآنية مع الهاجادة اليهودية (معناها قصص القصص) الموجودة في كتاب المدراش (معناه البحث في الكتاب المقدس)، وهي التي تعني التعليقات والهوامش على الأسفار التوراتية وغيرها. والهاجادة اليهودية جزء من الجمارة (وهي التفسير في التلمود) والأخيرة كتبت في بابل. واكتملت كتابة الهاجادة في حدود 300 م، وهي مصدر القصص اليهودية التي ظهرت في الجزيرة العربية وشاعت.

    أما التناصات مع التناخ (التوراة، العهد القديم) والهاجادة، فكانت محور فكرة التناص بين القرآن/‏‏‏ الإسلام والتناخ/‏‏‏ اليهود. وهناك أيضاً تناصات كثيرة بين نصوص العهد الجديد والأناجيل المحولة (أبو كريفا) والقرآن.. وهو ما كان محور بعض المستشرقين الجدد وما يحتاج إلى مباحث مفصلة.

    منهج التاريخ الأركيولوجي المادي

    مع باتريسا كرونه Patricia Crone ومايكل كوك Michael Cook سيتطور منهجي الفيلولوجيا والتناص إلى منهج أركيولوجي تاريخي مادي أشمل، ويشكل كتاب (الهاجرية) نموذجاً للمنهج التاريخي الأركيولوجي المادي الذي يتبناه الاستشراق الجديد، وهو إذ يتستر بمنهج البحث العلمي فإنه يصعب عليه إخفاء الموجهات الأيديولوجية التي تتنافى مع هذا المنهج، وسنبحث بالإشارة للمنهج العلمي من جهة وبكشف الأيديولوجيا المضمرة فيه من جهةٍ أخرى،

    أما بخصوص منهج البحث عند باتريسيا كرونه ومايكل كوك في الكتاب فقد رأت الباحثة آمنة الجبلاوي، في كتابها (الإسلام المبكر.. الاستشراق الأنجلوسكسوني الجديد)، تناقضات منهج كوك وكرونه وأظهرت كيلهما بمكيالين، من خلال محاولة تطويع المادة التاريخية بحيث تتناسب والنتائج التي يريدانها. مستغلين فكرة عدم الثقة بسلامة المادة المصدرية العربية وأنها هي ما يدفع المستشرقين اعتمادها، لكنهما لا يحترمان مبدأ الزمن،

    فيستعملان، على سبيل المثال، مادة مسيحية تعود إلى القرن العاشر الميلادي من جهة، ويعودان أحياناً إلى المصادر العربية التي قاما بإقصائها بصفة مطلقة إذا ما صادف موافقتها لما يريدان من جهةٍ أخرى.

    يقع منهج مايكل كوك وباتريسيا كرونه في منطقة المنهج التاريخي الأركيولوجي المؤدلج بخلفيات مقصودة منها: العقيدة اليهودية والتوراتية، فهو امتداد لمنهج النقد الليبرالي للكتاب المقدس الذي استخدمه في الاستشراق القديم (غولدزيهر وشاخت وفلهاوزن) وهما يستعينان بمحاضرة وانسبرو 1974 ومقاربته المشككة في المصادر الإسلامية عن تاريخ الإسلام.

    كتابهما (هاجريزم) أو (الهاجرية) يقع في صلب هذا السياق، فهو يستبعد الرواية العربية لمؤرخي القرون الوسطى الإسلامية ويعتبرها تشكيلاً مقصوداً لتاريخ لم يكتب إلا بعد مضي 150 سنة على ظهور الإسلام، وهكذا يضعان الإسلام المبكر تحت عدسة المصادر غير الإسلامية ليصلا إلى حقائق جديدة بعضها قابل للنقاش وبعضها يجنح في الغلوّ ويدعو إلى السخرية حقاً.

    يرى عامة المسلمين أننا لا يمكن أن نفهم تاريخ القرن الأول والإسلام عموماً وجذور النص القرآني خصوصاً إلا انطلاقاً من المصادر الإسلامية، ولكن الباحثين يشككان في مصداقية المصادر الإسلامية وموثوقيتها. ويتساءلان عن سبب تكاثر الكتابات في نهايات القرن الثامن للميلاد؟

    لكن مايكل كوك وباتريسيا كرونه في الكتاب يضعان الإسلام المبكر في آخر حلقات التاريخ القديم وينزعانه من التاريخ الوسيط، حيث يعترض المستشرق البريطاني كرون سرجنت على مقالة كرونه في تاريخ الإسلام الأول قائلاً إن «جلّ حجج كرونه قائمة على نفي البديهيات وتقديم حجج قائمة على السلب وإن مفاهيمها خاطئة ومثيرة للجدل».

    الجبلاوي تؤكّد حول نفيهما للمصادر الإسلامية واستعمال المصادر الأخرى استحالة اعتبار هذه المصادر بريئة تماما أو، على الأقلّ، أكثر تجرّداً من المصادر الإسلامية، لأنها نابعة من شهادات الضالعين في الصراعات الدينية والعسكرية والسياسية مع الحضارة الإسلامية.

    أما تاريخ ظهور كلمة إسلام فيرى كوك وكرونه أنه لم يقع استعمال كلمتي«مسلم» و«إسلام» قبل نهاية القرن السابع، حيث إن لفظة مسلم لم تظهر قبل أواخر القرن السابع. ويؤكد الباحثان أن الإسلام بمعنى «التسليم والخضوع» لله هو مفهوم استعاره العرب من السامريين (Samaritains).

    ورغم أن للكلمة جذراً في اللغات العبرية والآرامية والسريانية، فإن الأدبين اليهودي والمسيحي لا يقدمان استعمالاً قريباً من المفهوم الإسلامي. في حين أننا نجدها في النص السامري «ممر مركاه» أو «رسالة مركاه» وهو النص السامي الأهم في القرن السابع.

    ويلتقي الجذر السامري مع الجذر العربي في معنى السلام إلى جانب التقائهما في معنى التسليم. ويشكّل توجيه المعنى نحو «الخضوع»، في رأي الباحثيْن محاولة عربية لفصل الهاجرية عن اليهودية. (الجبلاوي: 2008: 151).

    تنسب كرونه وكوك اشتقاق تسمية الدين الهاجري أو (الهاجرية) كإسم أول قبل ظهور اسم الإسلام، من وثائق يهودية وسريانية، حيث يريان بأنه لا يوجد سبب معقولٌ يدفعنا إلى الافتراض أن حاملي الهوية البدئية هذه دعوا أنفسهم (مسلمين).

    وأول ذكر لهذا المصطلح على نحوٍ مبين كان في قبة الصخرة عام 691 وما بعد، ولا نجده من ناحية أخرى خارج التقليد الأدبي الإسلامي حتى القرن الثامن، لكن مصادرنا تكشف عن تسميةٍ للجماعة أكثر قدما من السابقة، تسمية تتناسب جيداً مع سياق الأفكار التي قدمها سيبيوس. تظهر هذه التسمية في اليونانية بصيغة (ماغاريتاتي Magaritai) وذلك في برديةٍ تعود للعام 642،

    أما في السريانية، فهي (ماهغري Mahgre) أو (ماهغرايه Mahgraye) التي تظهر منذ البدايات أي من أربعينيات القرن السابع، والمصطلح العربيّ المقابل هو مهاجرون. (كرونه وكوك 1999: 20).

    ويقترحان أن هذا الاسم مأخوذ من اسم هاجر أم اسماعيل من جزيرة العرب إلى الأرض الموعودة بسبب غياب الوثائق الأركيولوجية التي تشير إلى الهجرة من مكة إلى المدينة، ويتناسيان أن هجرة الإسماعيليين هي هجرة لاتاريخية وتحتاج هي أولا إلى دليل أركيولوجي، ولكنهما يتغافلان عن هذا الدليل لأنه ورد في التوراة، أما ما يرد في القرآن فيبقى بحاجةٍ لدليل!! وهذا ما نسميه بالكيل بمكيالين.

    هذا الاستقصاء (الأركيولوجي) هو استثمار للمنهج العلمي لصالح موجهات أيديولوجية كانت ترددها أفكار فجّة عن الإسلام في العصور المظلمة الوسطى، فهل جاء الاستشراق الجديد ليكون امتداداً لنتائج الاستشراق الكلاسيكي كما يقولون أحياناً؟ أم أنه، فيما يبدو، يعود بالاستشراق إلى نشأته القروسطية ويبررها (علمياً)؟

    .المراجع:

    1. برغمر، كريستوف: حوار مع كريستوف لوكسنبرغ، ترجمة إبراهيم جركس، موقع شبكة العربي، الحوار مأخوذ باختصار من كتاب كريستوف برغمر: «جدال حول القرآن: نقاش لوكسنبرغ» ترجمة عن النص الإنجليزي:.(Dispute about the Koran: The Luxenberg Debate)

    2. الجبلاوي، آمنة: الإسلام «المبكر» الاستشراق الأنجلوسكسوني الجديد (باتريسيا كرون ومايكل كوك أنموذجاً)، منشورات الجمل، كولونيا، بغداد (2008).

    3. زبيدة، سامي: انثروبولوجيات الإسلام (مناقشة ونقد لأفكار إرنست غيلنر)، دار الساقي (بحوث اجتماعية 22)، بيروت (1997).

    4.السيد، رضوان: جوانب من الدراسات القرآنية الحديثة والمعاصرة في الغرب، مجلة التسامح، العدد 17 لسنة (2007)

    5. هيجر، كريستوف: قراءة آرامية سريانية للقرآن – مساهمة في تفسير القرآن، (د.م)، دار الكتاب العربي، برلين (2000).

    6.كرونه، باتريشيا ومايكل كوك: الهاجريون، ترجمة نبيل فياض، حقوق الطبع محفوظة، د.م. (1999)

    7.الوهيبي، عبد الله بن عبد الرحمن: حول الاستشراق الجديد (مقدمات أولية)، منشورات مجلة البيان/‏‏‏ مركز البحوث والدراسات، الرياض (2012 م- 1435 ه).

    8.الأرناؤوط، محمد: عرض لكتاب مجتمع مسلم لأرنست غيلنر ترجمة أبو بكر أحمد باقادر2005، تاريخ الإقتباس 19/‏‏‏ 12/‏‏‏ 2015 موقع أرنتروبوس، http:/‏‏‏/‏‏‏http://http://www.aranthropos.comwww.aranthropos.com.

    صراع المثالية والواقعية

    كان الدكتور علي الوردي قد قدّم في رسالته للماجستير أطروحته في سوسيولوجيا الإسلام، ورصد فيه التفاعل بين الإسلام ######################## والمجتمع، ومثّل هذا التفاعل أو الصراع ما يسميه بالصراع بين المثالية والواقعية، حيث تمثل تعاليم الإسلام الجانب المثالي، بينما تمثل الواقعية طبيعة حاجات المجتمع الإسلامي. ويتناول الخلاف السنّي – الشيعي، الخلافة وما يترتب عليها، طبيعة الإسلام، الصراع في الإسلام وأصوله، صراع الظالم والمظلوم، عليّ ومعطلة الإٍسلام.

                  

03-22-2018, 08:49 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    هل كانت الكعبة "كنيسة مريمية"؟!

    وأن اللات والعزة ومناة، لسن سوى "مريمات" عربيات؟


    هل كانت "قريش" من أتباع "المسيحية الهلينية" ؟

    تم وُصمهم بعبادة الأوثان والإشراك،

    وهم بالحقيقة من أتباع "الأقانيم الثلاثة "،

    ومقدِّسي الأيقونات والصور؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    البدايات المظلمة للإسلام المبكر -الجزء الأول

    نادر قريط

    البدايات المظلمة؟
    عنوان كتاب لكارل هاينس اوليغK. Ohlig (1) من جامعة سارلاند ـ ألمانيا، والذي يقود نخبة من باحثي تاريخ الأديان، من أمثال غيرد بوين G.R. Puin المدير السابق لفريق البحث في المخطوطات القرآنية التي عُثر عليها عام 1972في جامع صنعاء الكبير، ولكسنبرغ C. Luxenberg صاحب القراءة الآرامية للقرآن، وفولكر بوب V.Popp الباحث في تاريخ المسكوكات والنقوش القديمة، ويهودا بيفو، ويوديت كورين وغيرهم،

    والهدف هو البحث والتنقيب في ماضي الإسلام المبكر. وإزاحة ركام الأسطرة عن تلك الحقبة من القرن السابع ميلادي. حيث أن نجاح دراسات أركيولوجيا الكتاب المقدس، وكشف أسطورية عصر الآباء (من إبراهيم إلى سليمان) وخلخلة البناء اليهو ـ مسيحي، بدأ يُغري بتطبيق تلك المناهج النقد ـ تاريخية على الإسلام. من خلال مراجعة لأهم المصادر والنقوش الكتابية المبكرة. وتأويلها بمعزل عن قسر وإرغام دلالات التراث الكتابي الإسلامي، الذي أصبح بنظر البعض مجرد أدب ديني وليس تاريخا بالمفهوم العلمي لكتابة التاريخ.

    وقبل التعرض للتفاصيل وإبداء الرأي أجد ضرورة للتوقف عند بعض المفاصل النقدية، التي تمهد وتعترض بآن معاً طريق هذه الرؤى الجديدة.

    في مطلع القرن 19 أعرب الباحث بتاريخ الإسلام غوستاف فرايتاغ (1788ـ 1861) عن عدم ثقته بأخبار الموروث الإسلامي ووصفها بالمكذوبة والملفقة، خصوصا تلك التي تناولت الطقوس الوثنية حول كعبة ما قبل الإسلام،

    فالروايات عن أصنام البانثيون المكّي، حملت الكثير من التناقضات، سيما وأن المكان تحوّل بعدها إلى شعيرة إسلامية (بأوامر إلهية؟!)، ناهيك عن تعارضها مع روح القرن السابع م. وإجتياح التصوّرات اليهو ـ مسيحية للمنطقة، والتي أبطلت عبادات التماثيل الحجرية منذ زمن طويل،

    وأيضا فيما يكشفه الموروث الإسلامي من إرتباك عند حديثه عن الأحناف والشعر الجاهلي،

    وما تضمنه من أفكار قرآنية مباشرة، تصل أحياناً حد التطابق في العبارة والدلالة، ناهيك عن أن فضاء الخطاب القرآني يعكس صورة عن جدل حاد بين أهل الكتاب، ممزوج بمرارة الشكوى، ولا يعكس جدلاً مع عبَدة تمائيل حجرية كما أراد الموروث أن يوهمنا.

    ولعل تحوّل الكعبة إلى طقس إسلامي، دليل دامغ على زيف تلك الإدعاءات.

    في نهاية القرن 19 حاول كارل فولر ورودلف غاير تفحّص التاريخ التحريري للقرآن، وإعادة بناء لبعض المقاطع الشعرية في السور القصيرة المقفاة، وإفتراض وجود نص قرآني قديم تم طمسه معالمه فيما بعد، وتحويل مضمونه ليمنح ترابطا جديدا للمعنى الديني ـ التاريخي، وهذا ما تابعه غونتر لولينغ G.Lüling (2) في سبعينيات القرن20 بإفتراضه أن تلك السور هي صلوات طقسية ونتاج أدبي يعود للمسيحية السورية.

    ثم أعقبها بدراسته عن الكعبة ومراحل تطور بنائها في أزمنة مختلفة (3) وتعقّب إشارات الموروت الإسلامي التي دلّت على وجود رموز مسيحولوجية داخل الكعبة تم إزالتها بعد فتح مكة،

    وكذلك الروايات عن وجود ستة أعمدة حملت سقفها الخشبي (حاليا ثلاثة) والتي كانت مصطفة على خطين متوازيين بحيث أتاحت للمصلّين آنذاك بالإتجاه نحو الحُجر (وبالتالي نحو القدس) ،

    وكما يُستدل من الموروث فإن هذا الحُجر (حاليا محاط بجدار قوسي قليل الإرتفاع) كان أيام الجاهلية وزمن عبدالله بن الزبير مسوّراً بجدار عال مسقوف ويتصل فضاؤه بداخل الكعبة ويقوم بدور مذبح الكنيسةAltar .

    وبهذا أعلن لولينغ أن الكعبة كانت كنيسة مريمية؟! وأن اللات والعزة ومناة لسن سوى مريمات عربيات، وأن الصراع لم يكن مع كفار قريش بل مع قريش مسيحية بيزنطية، تناقضت أقانيمها الثلاثة مع الكنيسة السورية التوحيدية (التي ضمّت أتباع الطبيعة الواحدة في كنيسة الغساسنة، ذات التقاليد التوراتية، المشبّعة بالعداء لبيزنطه ومؤتمر نيقيا)

    وهكذا جاء بإطروحة مركزية مفادها أن دعوة القرآن للعودة إلى دين إبراهيم وإسماعيل هي على المستوى الرمزي، عودة إلى الإله البدئي Pagan للجزيرة العربية وتجلياته في جذور اليهو ـ مسيحية، حيث كان الإله يسمع مناجاة إبراهيم ويقسّم له تخوم أرضه،

    وهذا قد جرى طمسه في المرحلة المابعد نبوية، وبالتالي طمس صورة الأعداء الذين حاربهم الإسلام المبكر، والذين كانوا من أتباع المسيحية الهلينية (قريش) إذ تم وُصمهم بعبادة الأوثان والإشراك، وهم بالحقيقة من أتباع الأقانيم الثلاثة ومقدسي الأيقونات والصور،

    وهذا الطمس والتعتيم جاء لتجنيب الإسلام الفتي صداماً لاهوتياً مع يهو ـ مسيحية ذات تراث كتابي لاهوتي واسع، وكأن الإسلام قرر حينها أن يخسر على الطاولة ما ربحه في ساحة الحرب، والقول هنا لغونتر لولينغ
                  

03-23-2018, 06:02 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    البدايات المظلمة للاسلام المبكر -الجزء الثاني

    لكن الإضاءة المهمة حول تاريخ مكة كان قد قدمها راينهارد دوزي عام 1864في كتابه "الإسرائيليون في مكة" والتي رفضها (عمدة الإستشراق) فلهاوزن، مع أنها فتحت الطريق أمام دراسات التوراة، سيما وأن جغرافيا فلسطين باتت تُكّذب نشوء الحدث التوراتي لعصر الآباء على ربوعها؟!

    وفكرة دوزي قالت بأن مكّة هي التي ذكرها مدوّنو تاريخ الأنتيكا حتى القرن الثالث م. بإسم "ماكاروبا" ووردت في العهد القديم "ماكاروبا" بمعنى "ميدان المعركة الكبير" ثم إختُصر الإسم بإزالة الصفة "روبا" (كبير) لتبقى ماكا: ميدانا للصراع.

    ثم يشير إلى ما ذكرته التوراة عن خروج سبط شمعون من رابطة القبائل الإسرائيلية زمن داوود (حوالي 1000 ق.م) وإستيطانهم أرض الحجاز، الأمر الذي دفع المحرر التوراتي بعد السبيّ، لنعت هؤلاء الشمعونيين بالإسماعليين (لاحظ التشابه بين لفظي شمعون وشمعيل) حيث إعتبرهم أقارب غرباء (من هاجر وإسماعيل)

    وهناك من يجزم بأن قصة إسماعيل وأمه هي حشو متأخر في سياق الرواية التوراتية،

    واللافت كانت العلاقة التي وجدها دوزي بين صنمي الصفا والمروة "إساف ونائلة" وبين لفظين آراميين: "آسوف ونوالي" بمعنى: مزبلة أو مكان رمي الفضلات،

    والقصد هنا أن الصفا والمروة كانت أماكن لرمي بقايا الذبائح والقرابين التي كانت تُنحر حول الكعبة.

    ثم دُعمت أفكار الهولندي دوزي بأبحاث فريتز هومل مطلع القرن 20 المعززة باللقى الأثرية المسمارية من منطقة شمال غرب شبه الجزيرة العربية (جنوب العقبة) حيث تشير النقوش إلى أن تلك المنطقة (الشمعونية/الإشماعيلية) كانت تسمّى لغاية القرن السابع ق.م "مصر"،

    الأمر الذي دعى هوغو فنكلر للقول بأن مصر (جنوب العقبة) إلتبست دلالتها على جيل ما بعد السبي وأصبحت تسمى: مصراييم التوراتية أو مصر الحالية (أم الدنيا).

    فالميول الحديثة للبحث التوراتي تذهب أيضا إلى أن أسطورة الخروج بقيادة موسى هي قصة متأخرة، أقحمت على السرد في زمن متأخر.

    إن ربط مصر بلفظ المديانيين (سكان شمال غرب شبه الجزيرة) هو أقرب لفهم مخطط الجغرافية التوراتية،

    وهذه الصورة تتناغم مع الإيحاءات القرآنية التي تصوّر الأنبياء بقبيلة ميثولوجية ليس بعيدة زمكانيا عن فضاء الحجاز.

    وتنسجم مع قصص الموروث الإسلامي عن هجرتين لقبيلة جرهم وتقاليدها اليهودية وإستيطانها حول مكة، والذي حصل بالتوازي مع حكاية تدمير المعبد الأورشليمي في القرن السادس ق.م والأول م (بالمعنى الرمزي وليس التاريخي)

    أما النقلة الثانية في الموضوع فيأخذنا إليها الباحث الفرنسي المعروف، رونالد دوفو R. De Vaux (إرتبط إسمه بمخطوطات قمران)

    ففي كتابه "اللاويّة المعينية" يكشف النقاب عن لاويين في مدينة معين (مصران) شمال اليمن، وعن إلتباس وغموض دور اللاويين في السرد التوراتي الذي إعتبرهم سبطاً إضافيا لإنقاذ الرقم 12 بعد دمجه لسبطي منسي وإفرايم في سبط يوسف.

    إضافة لتصويرهم بمثابة كهنة جوالين لم يشملهم توزيع أراضي التوراة كبقية الأسباط.

    ولابد أن اللاويين قد عانوا أثناء الإصلاح الديني لملك يهوذا يوشيا ( 609ـ 640ق.م) الذي قام بمركَزة العبادة والطقوس في معبد أورشليم، وتحريم وجود معابد أخرى في أرجاء البلاد، فضاقت حياة هؤلاء (الكهنة) اللاويين المتجولين،

    الشيئ الذي نسمع صداه في سفر عزرا (19: 8ـ 15) حيث يروي أن عدد اللاويين العائدين من السبيّ البابلي كان معدوماً (عائلتان فقط)،

    والعجيب كانت أخبار التلموذ التي ذكرت أن نبوخذ نصر (605ـ 662ق.م) قام بترحيل ثمانين ألف من فتيان اللاويين إلى الجزيرة العربية.

    وفي كتابه "محاضرات نقدية في نشوء المسيحية 1906" خصص برنهاد كيدرمان، فصلاً عن المعينين (عرب الجنوب) وقال بأنهم المينيم Minim، إحدى الفرق اليهودية المهرطقة التي إنتشرت في كل العالم القديم، وهم من كتب عنهم هيرونيموس أحد آباء الكنيسة قائلا: لقد لعنت الكنيسة هؤلاء المينيم/المعينين في وصيتها الثانية عشرة ومعهم أيضا لعنت النوصيريم Nuserim (النصارى؟!)

    وتمنت أن تُنتزع أسماؤهم من كتب الأحياء وأن لا يُدوّنوا في كتاب العدالة. الباحثون اليهود قالوا إنهم عبارة عن مسيحيين يهود، أما الباحثون المسيحيون فإحتجوا على وضعهم في خانة النوصيريم، فالتراث الرابيني اليهودي ينظر إلى هؤلاء المينيم/المعينين كإسرائيليين رفضوا التوحيد وإعتقدوا بآلهة متعددة.

    ويمكن التصورّ بأن المعينيين قد أغضبوا الأرثودوكسية اليهودية إبان الحقبة المقدونية، وهم عبارة عن "تجار بخور" عاشوا عصراً ذهبيا في جنوب الجزيرة العربية، وملكوا تقاليد مشابهة لقبيلة جرهم،

    أي أن هؤلاء الهراطقة اليهود سواء كانوا (مينيم/معينين/لاويين/شمعونيين/إشماعليين/ جرهميين) قد ورثوا تجارة البخور العالمية من العماليق (هوبرت غريم قال عام 1904 بأن إشتقاق إسم العماليق حسب اللغات المسمارية يعود ل"مِلوخقا" Melukhkha ويعني: تجار البخور)

    فكل تلك المُسميات مرادفات لغوية لمجموعات إنتشرت بين حضرموت وقتبان، وإحتكرت تجارة البخور وسيطرت على طرق القوافل مع مصر واليونان وبلاد النهرين، عبر الجزيرة العربية (مرورا بمكة، جدة، جزيرة الفيلة بإتجاه قرطاج أو عبر العريش بإتجاه سيناء)

    ولابد أن تنظيماً قبلياً قد ربطهم خلال مئات السنين، ومكنّهم من إقامة مستعمرات تجارية في جزيرة الفيلة وقرطاج،

    وهذه الرابطة يمكن فهمها من خلال قانون الدم (العصبية) القبلي، الذي حددته آنذاك السمات السياسية الإجتماعية والدينية لمنطقة الجزيرة العربية. والذي يقوم على مبادئ: الحُرّمة وحق الضيافة، ونظام الدخيل،

    فهي الضمان الوحيد للسفر وسلامة القوافل. وهذا يشرح أيضا كيف أن اللاويين أو السبط 13 الذين نُذروا للمعابد وقبلوا أفكار موسى المصري (بمعنى:المدياني) وحوّلوا ديانات الخصب إلى عقيدة يهوى الرب،

    قد إضطروا للرحيل والهجرة، بعد (تأميم) الملك يوشيا للمعابد وحصر طقوس العبادة في المعبد الأورشليمي. الهجرة إلى أين؟ إلى جزيرة العرب، إلى حيث يحميهم قانون الدم القبلي ونظام الدخيل، الذي يتيح تبني وحماية الغرباء.
                  

03-25-2018, 11:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    البدايات المظلمة للإسلام المبكِّر : الجزء الثالث

    "لماذا لم تترك الدولة الإسلامية أية وثائق؟
    ولماذا لم يترك خصوم العرب ورغم وجود كتاب بيزنطيين ويهود ومسيحيين كثر، عاشوا تحت السلطة الإسلامية (المزعومة)،

    لماذا لم يتركوا أية وثائق"؟؟


    الحكام الأمويين وأوائل العباسيين كانوا مسيحيين؟؟؟؟؟؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    هذه المقدمة المطوّلة، هي خلاصة لبعض أطروحات لولينغ (4) وتعكس إهتمامه بدراسات أنتربولوجيا التاريخ لليفي شتراوس، وعدائه للإستشراق الكلاسيكي الذي مثّله يوليوس فلهاوزن. وقد إخترتها كمقدمة لا غنى عنها، في الحديث عن بدايات الإسلام، خصوصا وأن مجموعة باحثي "البدايات المظلمة" تجاهلوا دور الحجاز ومكة كلياً وأغفلوه، ونقلوا مسرح الحدث الإسلامي المبكر إلى الشمال حيث تُركت وقائعه تدور على مساحة جغرافية تمتد بين سوريا وفارس الساسانية.

    وهذا الأمر يجافي الواقع، رغم مافيه من حجج منطقية، فالسياق التاريخي العام يوحي بأن الحجاز كان أحد المراكز الدينية المهمة لليهو ـ مسيحية القديمة، وربما تزداد أهميته حالياً بسبب فشل البحث الآركيولوجي في تحديد جغرافية عصر الآباء.

    ومن جهة أخرى فإن هذه الجماعة اوليغ/بوين، لا تفسر لنا هذا الكم التدويني الإسلامي الكبير (السردي، والفقهي) الذي أنتجه القرن التاسع ميلادي، فحتى لو إفترضنا بأسطرة روايات الموروث الشفهي، فلابد من وجود فضاء عقلي ما خلف تلك الروايات.

    ومن المحال أن تُنتَج من العدم. لكن قبل إبداء الرأي النقدي بعمل اوليغ.. أقدم فيما يلي ملخصا لآرائه كما وردت بخط يده (5) أثناء حملة الترويج لكتابه عام 2005:
    يقول اوليغ: من السائد والمعروف أن النبي محمد (570 ـ632م) وعظ بوحيّ الله بين مكة والمدينة، ثم نجح في تحويل قبائل الجزيرة العربية إلى أمة واحدة، تحت سلطته الدينية والسياسية، فحياته وأصله وزيجاته وآثاره وهجرته من مكة للمدينة عام 622م.

    وحروبه تم تفصيلها وسردها في المؤلفات الإسلامية. وبعد وفاته بدأت قصة النصر الديني والفكري في عهد الخلفاء (632ـ 661م) وفي عصر الأمويين في دمشق (661ـ 750م) والعباسيين إعتبارا من عام 749، وإنشاء بغداد عام 762م. تشكّلت دولة إسلامية كبرى.. فلماذا الحديث إذاً عن بدايات مظلمة؟

    من المعلوم أن قليلا من علماء الإسلاميات إلتفتوا إلى أن القرآن لايُقدم أية إشارات عن سيرة محمد المكّي [هنا أرجو التعوّد على هذه المصطلحات، التي تميز بين محمد مكّي، وبين محمد Prädikat بمعنى: شخصية إعتبارية]

    فكل المعلومات عن سيرته نجدها في كتب السير لبداية القرن 9و 10 م. أولها سيرة إبن هشام المتوفي عام 768م. والتي إعتمدت سيرة مفقودة لإبن إسحق المتوفي أيضاً عام 768م (ولا ندري إن كان ذلك حقيقة أو وهم).

    ثم كتاب المغازي للواقدي (توفي عام 822م.) وكتاب طبقات إبن سعد (توفي 845م.) وتاريخ الطبري (توفي 922م.) ومجموعة كتب الصحاح في القرن التاسع م. للبخاري الذي توفي عام (870م.) ومسلم (875م.) وإبن داوود (888م.) والتلمذي (892م.) والنسائي (915م.) وإبن ماجه (886م.)

    [شخصيا أضيف بأن أقدم المخطوطات المتوفرة حالياً لهذه المؤلفات تعود لنهاية القرن الخامس هجري ومطلع القرن السادس، والشيئ الغريب أن كل صحاح السنّة كُتبت تقريبا خلال جيل واحد من الكتاب، وهذه مسألة في غاية الأهمية؟!]

    ويضيف أوليغ: وبموجب النقد التاريخي فإن هذه المدوّنات التاريخية، يُنظر لها بتحفظ، فقد جُمعت في زمن أصبح فيه محمد رمزاً لهوية إمبراطورية قوية، وبما يوازي ذلك تمت صياغة شخصيته ونمذجتها.

    فالسمات المؤسطرة في شخصيته، تفرض نفسها على أية قراءة نزيهة، لأن كثيراً من المسائل التي طرحتها تلك المدوّنات، لم تكن ذات أهمية في ذلك العصر المُحتمل لحياة النبي.

    فتلك المصادر نسبت السيرة إلى القرآن (المكي والمدني) [ بمعنى أن تدوين القرن التاسع قام بنسج وإسقاط سيرة محمد لتوافق النص القرآني. طبعا من خلال تأويل هذا النص، ففي القرآن لا يرد إسم محمد إلا أربع مرات ناهيك عن غياب تفاصيل الأسماء والأزمكنة إلا بإستثناءات قليلة مثل: المسجد الحرام ببكة، والمسجد الأقصى وأسماء قليلة أخرى، وحتى هذه يمكن أيضاً تأوليها أثناء عملية التدوين الديني]

    ثم يضيف: لهذا فإن شخصية النبي العربي من الناحية التاريخية تظلّ ضبابية، وبتعبير قاسي: إن تاريخيته موضع تساؤل.

    ثم يتعرض لمقولة رودي باريت التي إفتتح بها ترجمته الشهيرة للقرآن "لا يساورنا شك بأن كل آية في القرآن، تعود لمحمد" فيقول اوليغ: لماذا ياترى؟ ومن أين له أن يعرف ذلك.؟

    وماهي المصادر التي إعتمدها؟ فثمة تواتر واضح في النص القرآني، وثمة تقاليد مترادفة وأحياناً متناقضة، تشير إلى أعمال لأقلام لاحقة، وهذا تُظهره النسخ الخطيّة القديمة لصيرورة النص القرآني، ووجود دلائل متأخرة جداً على النبي [بمعنى تأخر ظهور إسمه على النقوش والمسكوكات]

    فمن غير المعقول أن يتم القفز على هذه الإشكاليات، إضافة إلى أن القصة التكميلية للتمدد الإسلامي قد دُونت بأيدي مسلمي القرن التاسع م. مع ندرة الوثائق من القرنين الهجريين الأولين.

    وهنا يستشهد بأهم باحثي الإسلام المبكر جوزيف فان إس J. van Ess: هناك وثائق قليلة من القرن الأول هـ، تتمثل ببعض النقوش الكتابية على قبة الصخرة، والمسجد الأموي، وبعض المسكوكات. وكل النصوص الإسلامية مشتبه بإسقاطها رجعيا في أزمنة لاحقة، لهذا غادر فان إيس القرن الهجري الأول ودخل فى الثاني، وهناك لاحظ أيضا غياب الوثائق الأصلية. أي أن القرنين الأولين مُبهمان ويقعان في ظلمة التاريخ.

    والسؤال:
    لماذا لم تترك الدولة الإسلامية أية وثائق؟

    ولماذا لم يترك خصوم العرب ورغم وجود كتاب بيزنطيين ويهود ومسيحيين كثر، عاشوا تحت السلطة الإسلامية (المزعومة)

    لماذا لم يتركوا أية وثائق؟

    وهنا يشير إلى أن كتاب "البدايات المظلمة" محاولة لرسم خطوط مسار هذين القرنين. من خلال الشواهد القليلة المؤرخة (كالمسكوكات والنقوش).

    ويضيف لقد تمت البرهنة على أن هذه النقوش الكتابية على المسكوكات وقبة الصخرة في القدس هي رموز مسيحولوجية* تخص اللاهوت السوري.

    وبإختصار يقول كارل اوليغ، بأن النقوش على قبة الصخرة والمسكوكات، تدل على محاولة مسيحية سورية لوضع حدود مع كنيسة بيزنطه ذات الأقانيم الثلاثة، وتوثّق محاولتها الفخورة في المحافظة على هوية خاصة بها، ويضيف: لقد أصبح واضحا بأن عام الهجرة قد إستخدمه العرب المسيحيون في حسابهم عام 622م.

    ، ثم جرى تحويره ليصبح إسلامياً، ولغاية القرن الثامن، كانت مناطق المشرق العربي وشمال أفريقيا، تخضع لزعامات مسيحية،

    وأن الحكام الأمويين وأوائل العباسيين كانوا مسيحيين، وحتى بداية القرن الهجري الثاني كانت الشخصية الإعتبارية "محمد" متماهية مع صورة "المسيح"، ثم إنفصلت عنها في القرن الثامن، حيث منحت إمكانية لنشوء هوية عربية إرتبطت بالنبي محمد بصفته المستقلة، بعد ربطها بالمدن المقدسة العربية مكة والمدينة.

    وفي هذا المفصل نشأت مؤلفات السير وكتب حديث السنّة وتواريخ الملوك وذلك بإسقاطها رجعيا على تاريخ إسلامي متسلسل، وهذه الصيرورة المُدهشة تشبه تماما ما فعله محررو التوراة (أسفار موسى الخمسة)، عندما أسقطوا الأحداث رجعياً على أزمنة غابرة، ثم جرى تعليلها وتأوليها ومنحها الشرعية. ويضيف بأن نسخ القرآن في القرن الثامن، كانت تحتوي على أخطاء كتابية، ثم إنتظرت قرناً إضافياً لتأخذ صياغتها القانونية الإسلامية، وقد حدث ذلك في العراق وفي محيط كتابي يهو ـ مسيحي.

    ويختم بإشارته لقراءة لكسنبرغ الآرامية للقرآن، التي حاولت البرهنة على إرتباط المباني القواعدية لعربية القرآن بقواعد السورو ـ آرامية، وكيف أن دراسته أعطت قراءة جديدة لبعض آيات القرآن، بعد أن رفعت اللبس عن أخطاء التنقيط وذلك بإرجاع الدلالة إلى الجذر اللغوي الآرامي.

    والجديد هو كشف لكسنبرغ لأخطاء مردها إشتراك الخط العربي والآرامي في أربعة حروف هجائية، تتشابه أو تتطابق في كتابتها (رسمها) وتختلف في نطقها (هجائها)،

    وأدى هذا التشابه في رسم الحروف لإلتباس المعنى أثناء نقل وكتابة المادة القرآنية بالخط العربي. ويختم قائلاً بأن المسيحية العربية قامت بتأليف كتابات وشروح وتفاسير للعهدين القديم والجديد بلغتها السورو ـ آرامية تتناسب مع رؤاها، وهذه قد نُقلت للعربية في عهد عبدالملك 705م. أو إبنه الوليد 715م. الذي جعل العربية لغة الدولة الرسمية. وإن الإشارات التي تدل على إتلاف النصوص القرآنية (المخالفة) وإبقاء النص العثماني، تعود للقرن التاسع م. وتعني إتلاف النصوص السورية الأصلية، التي سادت حتى بداية القرن الثامن م.
                  

03-29-2018, 08:22 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    البدايات المظلمة للإسلام المبكر : الجزء الرابع

    هل "محمّد" هو ليس "اسم شخص"، وإنما هو تمجيد للمسيح، عبدالله ورسوله؟؟؟
    ـــــــــــــــــ

    بعد العموميات التي أطلقها اوليغ، أقدم فيما يلي موجزاً للبنى الأساسية التي ارتكزت عليها فرضياته، ونظرا لطول البحث وتشعبه في كتابين كبيرين، رأيت أن أقف عند أفكار رئيسية شكلّت المداميك الأساسية للبحث

    أولها: دراسة ك.لُكسنبرغ الفيلولوجية المقارنة حول نقش قبّة الصخرة، كما وردت في كتاب "البدايات المظلمة".

    وثانيها: دراسة ف.بوب حول تأويل النقوش الأخرى والمسكوكات، ورؤيته للمسار التاريخي الذي سلكته الأحداث مطلع القرن السابع م. كما وردت في كتاب "الإسلام المبكّر" آملاً الاختصار بما تسمح به هذه الوريقات.

    قبة الصخرة:

    تحت عنوان "تأويل جديد للنقش الكتابيّ العربيّ على قبّة الصخرة في القدس" (1)، يُقدّم لُكسنبرغ في البداية تعريفاً بدور اللغة الآرامية باعتبارها لغة التواصل الدولية Lengua Franca في المنطقة، ولغة إنجيل "بشيطا" (البسيط) لمسيحيّي المشرق المنسوب للقرن الثاني م.

    كما يعلمنا بأنّ النقش الكتابيّ لقبّة الصخرة قد أخذه عن تصوير موثوق جاء في كتاب غرابر O. Graber ويعود النقش لعبد الملك بن مروان باني الصرح عام 72عربي* 695م ، مع التنويه بأنّ اسمه قد شُطب من النصّ واستبدل باسم المأمون عام 216 هجري.

    وقبل عرض آراء لُكسنبرغ أقدّم الجزء المهمّ من النقش الكوفيّ كما أورده الكاتب (2)

    1ـ بسم الله الرحمن الرحيم/لا إله إلا الله وحده لا شريك له/ له الملك وله الحمد/ يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير/ هذا المقطع يتطابق مع القرآن (64آية 1) (57 أية 2)

    2ـ محمد عبدالله ورسوله/ إن الله وملائكته يصلون على النبي/يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما/صلى الله عليه والسلم عليه ورحمت الله/ جزء من المقطع يعود للقرآن (33 آية 56)

    3ـ يا أهل الكتاب لا تعلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق/ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقيها إلى مريم وروح منه/فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلثة/ انتهوا خيرا لكم/ إنما الله إله وحد/سبحانه/أن يكون له ولد/له ما في السموت وما في الأرض/وكفى بالله شهيدا (4 آية 171)

    4ـ لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون/ومن يستنكف من عبدته ويستكبر فسيحشركم إليه جميعا/ (4 آية172)

    5ـ اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى ابن مريم/ والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا/ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه تمترون/ما كان لله أن يتخذ من ولد/إذا قضى أمرا يقول له كن فيكون/إن الله ربي وربكم فاعبدوه/هذا صراط مستقيم (19 آية 33ـ 36)

    المقاطع أعلاه نُقلت كما هي تقريبا، وتعود لخط كوفي، تعرض للتنقيط بما يناسب تطور الكتابة العربية. والملاحظ أنّ ضمير المتكلم (مقطع5) في سورة مريم الآية 33 "والسلام عليّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أبعث حيّا" قد أصبح ضميراً غائبا، وهذا برأيي منح سياق النص جمالية. والأهمّ أننا أمام أحد أقدم الوثائق العربية المدوّنة، لإسلام ذلك العصر، وهذا بالطبع ليس رأي لُكسنبرغ فإسلام ذلك العصر كان ما يزال حينها مسيحية سورية. وهنا يسوق لُكسنبرغ أدلّته:

    ينطلق الكاتب من الجملة الاسمية "محمّدٌ عبد الله ورسوله" (3) (مقطع2)، ويرى أن لفظ "محمدٌ" ليس اسماً لشخص بل صفة لـ"عبد الله ورسوله" كما لو كنا نقول: ممجّدٌ أو مبجّلٌ عبد الله ورسوله، والمقصود بهذا التبجيل هو عبد الله ورسوله المسيح، حيث أنّ عطف عبد الله على رسوله (بالواو)، يتّسق مع المقطع الخامس في قوله: اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى بين مريم؟

    قد يبدو الأمر مسلياً في هذه اللعبة اللغوية، لكنّ الكاتب يقطع علينا اللهو ويأخذنا إلى أمور تستحقّ التأمّل (وحكّ الرأس). عندما يُورد السياق التاريخي لاستخدام "عبد الله" أو "خادم الربّ"، فاللفظ كما يقول ارتبط بالتراث السوريّ منذ فجر المسيحية،

    وجذوره تصل إلى القرن السادس ق.م حيث كان "عبد الله" لقباً لأشعيا أحد الأنبياء المتأخّرين، وصاحب سفر أشعيا. ويضيف بأنّ هذا اللقب ورد في رسائل المسيحية الأولى لكليمنس أحد آباء الكنيسة المبكّرين في جماعة كورنثوس الذي قال: الله وحده خالق كلّ شيء "وحبيبه وعبده (خادمه) يسوع المسيح".

    وفي منتصف القرن الثاني الميلاد يرد في الشهداء (14:1) لبوليكارب Polykarp: الله القادر على كلّ شيء، أبُ هذا الحبيب والمحمود (بمعنى: محمّد أو ممجّد) العبد يسوع المسيح.

    وللربط بين عبد الله ونبّوة المسيح يورد الكاتب قول القرآن: قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا (19 آية 30) ثمّ يُعرّج على إشكالية في الآيات 18ـ 20 سورة 72: وان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا/وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا/قل إني أدعو ربي ولا أشرك به أحدا.

    وهنا يعطي لُكسنبرغ مثالاً على غموض بعض الآيات بسبب أخطاء حصلت أثناء تعريب الآرامية، وتشابه الرسم لأربعة حروف هجائية واختلاف نطقها،

    والالتباس كان في قوله: "كادوا يكونون عليه لبدا" إذ إن تفاسير هذه الآية 19 من سورة الجنّ، تربطها بسماع الجنّ (4) لمحمد وهو يتلو القرآن، فتزاحموا وتكدّسوا في المكان (لبدا) أو انطرحوا أرضا بسبب الزحام.

    أما الكاتب فيرى أنّ الإشكالية نجمت عن تشابه رسم حرف العين الآرامي "حـ"، مع حرف اللام العربي "لـ"

    وهذا الالتباس أدّى إلى استبدال العين باللام في كلمة "لبدا" واللام بالعين في "عليه" والأصل أن الآية كانت: "كادوا يكونون له عُبّدا" (والمقصود أنهم كادوا يعبدون عبد الله "المسيح") وبهذا يستوي المعنى حسبما يقول الكاتب.
                  

04-04-2018, 07:37 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    البدايات المظلمة للإسلام المبكّر-الجزء الخامس

    هل (الإسلام؟) بدأ في بلاد فارس وسط جماعات من المسيحية الما قبل نيقية،

    تأثّرت بمفاهيم فارسية غذّت مبادئ دين إبراهيم، كصورة للعقيدة النقية وعدم الشكّ؟؟؟؟؟؟

    تقويم العرب:

    بداية أشير إلى أن هذا المجتزأ هو خلاصة لدراسة ف.بوب التي توزّعت على الكتابين المذكورين، وهي العمود الفقريّ لهما وتبلغ مجتمعة أكثر من 250 صفحة من الشروح وصور الوثائق، وأسماء المراجع. ولتشعّب الموضوع سأقدّم فيما ما يلي تعريفا متواضعا للإلمام بهذه الفرضيات التي رمت إلى إعادة بناء الصورة التاريخية المبكّرة للإسلام حسب تأويل بوب للنقوش الكتابية (خصوصا الأموية)، مع مرور سريع لمعرفة الوضع الدوليّ آنذاك وما آل إليه النزاع البيزنطي الساساني مطلع القرن السابع:

    في كتاب: الإسلام المبكّر (5) يبدأ الكاتب برحلة أركيولوجية بين أوغاريت على شواطئ سوريا مرورا بالحضر شمال بلاد النهرين وصولا إلى خورسان في فارس ويسجل القراءات التالية:

    آـ في النصوص الأوغاريتية عُثر على مصطلح "مهمد". الذي اقترن استخدامه بصفاء الذهب ونوعيته المنتقاة. وقد احتفظ اللفظ الأوغاريتي "محمد" على محتواه الدلالي بمعنى: منتخب، مصطفى مختار، حتى بداية الإسلام.

    ب ـ يجد الكاتب أنّ منطقة غرب دجلة التابعة لمدينة الحضر في القرن الثالث م. (الجزيرة السورية الواقعة بين دجلة والفرات) هي التي قُصدت بمصطلح "جزيرة العرب". فالنقوش التي عاصرت المدينة كانت تذكر الحاكم باسم "ملك حضر وجميع العرب"، وهذا ما تؤكده شهادات لمؤرّخين رومان. أي أنّ أصل Arabia ليس شبه الجزيرة العربية، بل الحضر إضافة إلى مملكة الأنباط، ومنطقة حمص، ومملكة الرها شمال بلاد النهرين، كما يفصلها في بحث نشره عام 2006 (6).

    وسكان هذه المناطق كانوا من العرب والآرب (اصطلاح يقصد به مرحلة لغوية بين العربية والآرامية، السابقة لعربية سيبويه)، وكانوا من أتباع الكنيسة السورية الما قبل نيقية [التي تعارضت مع قانون الإيمان لمؤتمر نيقيا 325 م. ومفاهيم التثليث البيزنطي وتضم بالعادة كنائس إنطاكية والرها، وسلوقيا (قرب بغداد) إضافة للغساسنة والمناذرة العرب]

    ج - يجد الكاتب أنّ هؤلاء، وأثناء الحروب الرومانية البيزنطية مع فارس، قد تعرّضوا للتهجير مرات عديدة منذ عصر أردشير 241م عندما احتلّ مدينة الحضر وأنهاها، وحتى عصر خسرو الثاني (قتل عام 628م) الذي قام بترحيل سكان أنطاكية والقدس والرها وتوطينهم في شرق بلاد فارس (سيستان ومرو)، والمعروف أن المُهجّرين السابقين إلى خوزستان كانوا قد أنشؤوا هناك مدينة جند يشابور وغيرها.

    د ـ استطاع خسرو الثاني في صراعه مع بيزنطة أن يحتل سوريا عام 614م. وأن يستولي على الصليب الأصلي (في القدس) وكذلك احتل مصر عام 618م. وكاد أن يصل القسطنطينية ويسقطها. ثم تغيّرت الصورة بعد اعتلاء هرقل فبدأ البيزنطيون يحققون النجاح عبر حشد لمسيحي المشرق البيزنطي (سوريا) والمسيحيين القدماء في فارس، وكان الحلف foderati مع العرب (الغساسنة) يسمى "قريش" والكلمة تحوير للفظ آرامي: قريشا، وبهذا تمكّن هرقل من تحقيق نصر مباغت على الفرس (فوق أرمينيا الحالية) في 5 أبريل عام 622م، ثم في نينوى عام 628م. أعقبها استعادة الصليب، واستسلام ابن خسرو وتوقيعه ما سُمي "سلام الرشد" أعقبه انهيار الدولة الساسانية.

    وهكذا أصبح عام 622م. عام تحرّر المسيحيين العرب/الآرب من الهيمنة الدولية، فقد اضطرّ هرقل فيما بعد للإقرار باستقلالهم، والتنازل عن لقبه كإمبراطور واتخاذ لقب باسيليوس (خادم المسيح) وهذا العام أصبح تقويماً عربياً لذكرى الاستقلال.

    وأهمّ إشارة لحقبة العرب أو تقويمهم نجدها على النقش الكتابي اليوناني في حمامات قادرGadra في الجليل/ فلسطين، وعليه ذُكر الحاكم الأول لجميع العرب "عبد الله معاوية أمير المؤمنين" MAVIA AMIR ALMOMENIN وينفرد النقش بذكر الحقبة التي يُنسب إليها حكم معاوية، والتي أرّخت بموجب التقليد المحلي للمدن العشر Dekapolis في مقاطعة "العربيا" الرومانية، حيث ذكر النقش حقبة القيصر كونستانوس الثاني Konstanus II يتبعها التقويم المحلي ثم حقبة الحاكم الإقليمي (الوالي). وكما يلي:

    السنة السادسة للقيصر، الأسبوع الثاني، خامس أيام ديسمبر وهذا يوافق نهاية عام 663م. أما حقبة ديكابوليس، فمسكوكاتها معروفة ومؤرخة منذ العام1 بعد الاحتلال الروماني المصادف 64/63 ق.م. وفي النقش ذُكر عام 726/من حقبة المدينة، وهذا يعادل عام 662/663 م. وأيضا وردت حقبة الحاكم (الوالي) معاوية وتحديدا عام 42 KAT ARABA/S/ "بعد العرب" والتي يربطها الكاتب بنصر هرقل على الفارسي عدوّ العقيدة عام 622م. عليه فإنّ عام 42 يعادل 663م،

    والجدير بالانتباه أنّ الحساب في الحقب المذكورة كان بموجب السنة الشمسية وهذا أمر في غاية الأهمية، ويتناقض مع الموروث الذي يخبرنا بحساب قمري متسلسل؟

    بعد وفاة هرقل عام 641م /20 عربي، تحقق للعرب الاستقلال الرسمي وضرب المسكوكات باسمهم. وخلال القرنين الأولين حملت المسكوكات عبارة "أمير المؤمنين" لكنها لم تكن تتطابق مع لقب"خليفة"، ويجد الكاتب أن أمير المؤمنين وردت بمعنى "مسؤول الأمن، أو راعي الأرض" كما يرد ذلك في كرونولوجيا إسبانية من عام 754م. وورد في اللغة البهلوية (الفارسية الوسطى) على المسكوكات العرب ـ ساسانية بصيغة: أمير ورييشنيغان.

    ومن دراسة الكاتب لتلك النقوش الكتابية والمسكوكات، يصل إلى فرضية أن (الإسلام؟) بدأ في بلاد فارس وسط جماعات من المسيحية الما قبل نيقية، تأثّرت بمفاهيم فارسية غذّت مبادئ دين إبراهيم، كصورة للعقيدة النقية وعدم الشكّ.

    إضافة إلى أنّ جميع المسكوكات العرب ـ ساسانية تمّ ضربها على الطريق بين خوزستان ومرو وسيستان مرورا بالريّ، خصوصا في دارابجيرد التابعة للمقرّ الساساني القديم بيرسيس (جمشيد) وحملت ألقاب قيمة مسيحولوجية: كعبد الله، وعبد الرحمن ومُهمَت [مهمت: هي الصيغة الكتابية الآرامية لمحمد، حسب تقاليد الخط البهلوي (وأتت بمعنى مصطفى، منتجب) كما وردت لأوّل مرة على سكّة من زرنج/سيستان عام 56 أي بمثابة صيغة تفخيمية وليس اسما شخصياً] كما يذهب الكتاب.

    صعود معاوية وهبوطه:

    بعد أن نال عرب/آرب المشرق (البيزنطي والساساني) استقلالهم على يد هرقل، عادت الصراعات الدينية مع بيزنطة حول طبيعة المسيح واحتدمت أيام القيصر كونستانوس الثاني، خصوصا مع أتباع الطبيعة الواحدة في سوريا ومصر، مما اضطره لانتزاع الوثيقة الشهيرة لهرقل من آية صوفيا والمسماة Ekthesis والتي نظمت العلاقة بين كنيسة بيزنطة ومسيحيي المشرق، وسن قانون اسمه: Typhos يمنع النقاش حول مسائل القدرة والإرادة (محور الجدل المسيحولوجي).

    وبعد استفحال الصراع اضطر القيصر لترك القسطنطينية، ونقل مقرّ الحكم البيزنطي إلى سيراكوس في صقلية عام 662م. وفي ذات السنة نصّب معاوية نفسه أوّل أمير للمؤمنين، كما يوثّقه المسكوك الوحيد الذي ضُرب باسمه في دارابجيرد عام 41/(662م)

    وعام 663م انتهز معاوية فرصة رحيل القيصر عن العاصمة، وبدأ مساعي لتوحيد العرب/الآرب الشرقيين والغربيين، وبدأت قوّاته تشنّ الغارات في آسيا الصغرى، ثم تقدم بأسطوله في عملية قفز بين جزر قبرص ورودوس ـ كوس ليبلغ عام 672م. كيزيكوس القريبة من القسطنطينية. لكن حصار القسطنطينية أخفق أمام أسوارها المنيعة، وذهب أسطوله طعما للنار اليونانية، مما سبّب له الخيبة ودفع الجزية للقيصر الابن قسطنطين الرابع (668ـ685م)، وهذا كان سبب الخلاف مع حلفائه الشرقيين في فارس (الما بعد ساسانية)، وربما أدت الهزيمة إلى نهاية سلالته الحاكمة. حيث أنّ يزيد ومعاوية الثاني مازالا بدون أثر أركيولوجي يدلّ عليهما، فالأول صوّره الموروث شريراً فاسقاً، والثاني مريضاً وافته المنية بسرعة، وهما بنظر الكاتب جزء من أدب دينيّ، كان يهيّئ السامع لانتقال السلطة إلى السلالة المروانية.

    وما يؤشّر على انفضاض العرب/الآرب الشرقيين عن معاوية، مسكوك ضُرب في دارابجيرد عام 53/674م باسم أمير جديد للمؤمنين، هو عبد الله بن الزبير أو أمير وروييشنيغان حسب اللغة البهلوية، [وهذا يتناقض حسب رأيي (كرونولوجياً) مع قصة الموروث الإسلامي، عن صعود ابن الزبير كخليفة مضادّ لخلافة يزيد. لأنّ مسكوك ابن الزبير عام 53، يدلّ على تتُويجه في دارابجيرد أميراً للمؤمنين، في عصر معاوية؟! ولا علاقة ليزيد بالموضوع]

    واللافت في سَكّات دارابجيرد، أنّها اقتصرت على ذكر "أمير المؤمنين" بالصيغة البهلوية مع الاسم الأول للحاكم دون اسم عائلته (قبيلته) وجدير بالذكر أن درابجيرد حسب تقاليد الحكم الساساني كانت مركز السلطة، ومن أراد أن يكون حاكماً على فارس القديمة وجب عليه امتلاكها وإخضاعها، ليحصل على الاعتراف بشرعيته، ولتُضرب له العملة في سنة اعتلائه الحكم، وهذا الأمر شديد الأهمية لكلّ الحكام، وقد سرى مفعوله أيضاً على معاوية وابن الزبير وعبد الملك الذين تركوا بصماتهم:

    ـ سكّة باسم معاوية عام 41 عليها تصوير الملك الساساني ـ ضُربت في دارابجيرد ـ وكُتب عليها بالبهلوي: معاوية أمير ـ ي ـ وروييشنيغان (المؤمنين) ونفس الشيء لابن الزبير بين أعوام 53ـ 60 وعبد الملك بين 60ـ 61.
    ـ أما سكّات الأقاليم، فكانت تذكر اسم الوالي ولقبه العائلي (بدون أمير المؤمنين) كما في مسكوك لعام 41 من دارابجيرد باسم: زيات ـ ي ـ أبو سفيان (عرفناه بزياد ابن أبيه)
    ثم يُورد الكاتب أن عبد الله ابن الزبير، الذي يروي التاريخ الإسلامي قصته في مكّة أثناء حصار الحجاج لها وضرب الكعبة بالمنجنيق عام 72هجري، وما حدث أثناء هزيمة أخيه مصعب أمام الحجاج في معركة مسكن (البصرة) ومقتله عام 71. هذه القصة لا تتطابق مع المسكوكات، التي تكشف أن ابن الزبير كان حتى عام 60 أميرا للمؤمنين كما في سكّات درابجيرد. ثم واليا (حاكما إقليميا) حسب مسكوكات كرمان للأعوام 62 ـ 69 وأخرى في إصطخر لعامي 63و66، وثالثة في أردشير خوررا بين أعوام 65ـ 67 وهذه جميعها قد ضُربت باسمه ولقبه العائلي (عبد الله زبيران) كما هي العادة في سكّات الولاة. (7)
                  

04-05-2018, 04:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    البدايات المظلمة للإسلام المبكّر-الجزء السابع

    الصيغة "محمد رسول الله" تشبه قولنا: "مبارك أو ممجّد رسول الله (المسيح) "


    هل "الإسلام" هو ((إسلام) الفرق المسيحية المتنابذة والمتصارعة، من أجل التهيؤ لقيام الساعة)

    يقول الباحث الألماني "عبد الملك آل مرو (الخورساني) وأتباعه من شرق فارس، الذين هم بالأساس من المُهجّرين المسيحيين العرب والآراميين وأتباع الكنائس التوحيدية الما قبل نيقية،

    قد ارتحلوا إلى الغرب بقيادة عبد الملك بهدف تأسيس سلالة داوودية حاكمة لاستقبال المسيح المنتظر في الهيكل الجديد (قبة الصخرة) الذي أعيد بناؤه".
    ـــــــــــــ
    عصر عبد الملك وأولاده:

    أما المسكوك المثير لعام 75/696م. فيعود لمرو /خوراسان، باسم عبد الملك: وقد نُقش عليه اسمه بدون ذكر لقب "أمير ورويشنيغان"(المؤمنين)، إنما بصيغة: عبدالملك مرون ان ـ ي وهذه هي الطريقة التي يُسمّى بها الوالي.

    أما لفظ "مروان ان" MRWANAN فيتكون من "مرو" (مدينة) وصيغة المضاف الفارسية "ان" وصيغة الجمع "ان" هذا يعني أن اسمه: عبد الملك المروزي (الذي تعود عشيرته لأهل مرو). وهذه الصيغة الفارسية للاسم جرى تعريبها فيما بعد إلى "مروان".

    ممّا تقدم يصبح لزاماً علينا، ولو بصورة مؤقتة، نسيان التدوين الإسلامي وشجرة الأنساب العربية، فهي بنظر الكاتب مُختلقة من الرواة وحبكها الموروث في وقت متأخّر،

    فعبد الملك بن مروان هو: عبد الملك من مرو/خوراسان؟ ومن خلال مراجعته للنقوش والسكّات الكثيرة المضروبة باسمه بين خوراسان وخوزستان ودمشق وحمص والقدس وشمال أفريقيا وتأويل ومقارنة ما عليها من صور ورموز وصل الكاتب إلى النتيجة التالية:

    بعد أن حاز عبد الملك على لقب أمير المؤمّنين، الذي توثقه السكّات العرب ـ ساسانية، اتجه مع أتباعه من شرق فارس غرباً وكانت وجهتهم القدس إيليا، لإعادة بناء الهيكل (قبة الصخرة) وانتظار عام 77/عربي (نهاية القرن السابع) موعد قدوم مسيح القيامة،

    فحينها ساد اعتقاد بقرب الساعة. وهذا الأمر تدل عليه مسكوكاته التي صوّرت مسيح القيامة على عملاته المضروبة، التي تتماهى مع نقش قبة الصخرة لعام 72 والذي فُسّر بأنه دعوة لوحدة ووئام (إسلام) الفرق المسيحية المتنابذة والمتصارعة، من أجل التهيؤ لقيام الساعة،

    ويسوق الكاتب أمثلة كثيرة على سيطرة الأفكار القيامية على عبد الملك بنسختها السورية كما جاءت في أبوكالوبسه دانيال، وهذا يبدو جلياً في أختام من الرصاص تعود لبريد عبد الملك عُثر عليها في فلسطين، وتحمل اسمه ويرد فيها اسم "فلسطين" لأول مرة وشعار: يغار ساهادوتا الخاص بعبد الملك، وهو رمز أبوكاليبسي عن قيام الساعة.

    وكذلك سكّة أمير المؤمنين لعام 75/ 696م. فعلى الجهة الأمامية للمسكوك يوجد تصوير لخسرو الثاني(؟) وتأريخ "سنة خمس وسبعن" بأسلوب ساساني وخط عربي. وعلى الجهة الخلفية يوجد في الوسط تصوير لمهمت/محمد واقفا بوضعية أبوكاليبسية قيامية ويحمل سيف اللهب كقاضي الدينونة، وإلى شمال تصويره يُقرأ بالعربية:

    "أمير المؤمنين" وإلى يمينه "هلفة الله" (بالآرامية halpa) والقصد خليفة الله.

    ومن يكون محمد/مصطفى، الذي دارت حوله النقوش الكتابية الفارسية؟

    هذا ما يعلمه المرء للمرة الأولى من نص عربي على مسكوك فضي من عام 66 ضُرب في بيشابور كُتب فيه " باسم الله محمد رسول الله" والسؤال من يكون هذا الرسول؟

    فتأويل لفظ "محمد" على قبة الصخرة أعطى استنتاجا بأنه صفة لعبد الله ورسول الله، كذلك هو الحال مع سلسلة سكّات عبد الملك، فالمقصود هو: عيسى ابن مريم،

    والصيغة "محمد رسول الله" تشبه قولنا: مبارك أو ممجد رسول الله (المسيح) واختصارا فإن عبد الملك آل مرو (الخورساني) وأتباعه من شرق فارس، الذين هم بالأساس من المُهجّرين المسيحيين العرب والآراميين وأتباع الكنائس التوحيدية الما قبل نيقية،

    قد ارتحلوا إلى الغرب بقيادة عبد الملك بهدف تأسيس سلالة داوودية حاكمة لاستقبال المسيح المنتظر في الهيكل الجديد (قبة الصخرة) الذي أعيد بناؤه.

    هذا ما يصل إليه الكاتب من خلال تعقب الكثير من النقوش، التي يصعب عرضها وتناولها في هذا المجتزأ، ومن ضمنها السكّات السورية النحاسية ذات الطابع العرب ـ بيزنطي والصور والرموز الدالة عليها (وجود السمكة، وحرف Mالقيمة العددية 40 رمز هرقل، والنخلة بدل الصليب في إشارة لولادة المسيح حسب الصورة القرآنية..إلخ).

    وكذلك سكّة شرق الأردن التي ذكرت الاسم "محمد" بالعربية لأول مرة. فكل قراءة الكاتب تذهب إلى أن محمد هو نعت يتطابق مع المسيح.
                  

04-07-2018, 05:36 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    البدايات المظلمة للإسلام المبكر : الجزء الأخير

    بعد إخفاق توقعات عبدالملك بن مروان حول قدوم مسيح آخر الزمان،

    اكتشف يوحنا المعمدان
    ـــــــ
    في المسكوكات لقب عبدالملك،

    كان "خليفة الله"،

    وليس "خليفة للرسول"؟؟؟؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وفي السياق التاريخي يمكن ملاحظة إدانة الموروث الإسلامي لمفهوم قيام السلالة الملكية الأموية، واستنكاره لتحويل الحجيج للقدس أيام عبد الملك، واعتباره بمثابة صرف نظر عن مكّة.

    لكن الكاتب يرى أن عبد الملك وبعد إخفاق توقعاته الأبوكاليبسية حول قدوم مسيح آخر الزمان، اكتشف يوحنا المعمدان (يحيى) وحوّله إلى رمز جديد وحارس لعاصمته دمشق.

    ثم يرسم الكاتب صورة للوضع الدولي آنذاك حول مبادئ الحقّ وشرعية السلالات الحاكمة، ووفق تلك الصورة فإنّ مقتل جستنيان الثاني آخر السلالة الهرقلية عام 711م. كان السبب الذي قاد (الوليد) وسليمان بن عبد الملك للهجوم ومحاصرة القسطنطينية بغرض انتزاعها من غاصبي العرش، باعتبارهم يمثلون السلطة الشرعية التي ملكت الحقّ في وراثة هرقل.

    وفي أكثر من مكان يستنتج الكاتب أن الزحف العربي الذي انطلق من سوريا إلى شمال أفريقيا وإسبانيا كان عملا ضمن مبادئ ومفاهيم الشرعية الدولية آنذاك، والتي أتاحت للعرب وراثة بيزنطة،

    ناهيك عن أنه يرى في قصة الفتح الإسلامي للشام محض أسطورة.

    فالفحوصات الأركيولوجية لخط وادي اليرموك تشير إلى أن الروم (البيزنطيين) تركوا الحدود الجنوبية الحصينة خلال القرن 4 و5 م. (حصنا فتيان وياسر) وفي نهاية حكم جوستنيان (565م) أخلوا وسلّموا معسكري الألوية المرابطة هناك، وتتمثل في 16 حصناً وهي عبارة عن مئة كيلومتر من الشريط الحدودي مع جزيرة العرب الممتد من وادي حازا حتى إيدوم..

    وكما يبدو فإن بيزنطة ومنذ أمد لم تعد تمارس نشاطا إداريا، ولم يُعثر هناك على مبان رسمية للقرن 6 م. حيث اقتصرت على العرب الغسانيين الذين أنابوا الروم في إدارة سوريا باتفاق يُسمىFoederati [بالآرامية قريشا Qarisha من جذر "قَراما" ومعناه "جمّع" ولاحقاً عُرّبت إلى "قريش"] والقرشيون الذين ظهروا في التاريخ الإسلامي هم عبارة عن حلفاء الروم في الجزيرة وسوريا.

    فمنذ مطلع القرن 6م. تم دمج الحكام المحليين للغسّاسنة، داخل هرمية السلطة البيزنطية، إذ حصل الحاكم العام الغسّاني في بصرى على لقب Patricius (لقب يُخلع على كبار رجال بيزنطة) وصفة تفخيمية "للنصر" Gloriosissimus تؤهله لوضع التاج الخاص بالملوك التبّع، وكان الحجاز ضمن نفوذه الإداري،

    من هنا يخلص الكاتب إلى أن غزواً عسكريا لسوريا وجنوب العراق لم يحدث، ولا يوجد أثر واحد يدل على نشوب معارك في اليرموك إنما هنالك انتقال للسلطة إثر تسلم حلفاء هرقل العرب مقاليد الأمور، ثم اعتمادهم العربية لغة الغساسنة.

    خاتمة:

    في الحقيقة كنت، وكما نوّهت في المقدمة المطوّلة، قد أعددت ما استطعت من رباط الخيل، لمناقشة ونقد هذه الأطروحات المهمة لبوب واوليغ، لكن الأقلام جفّت والصحف رُفعت ولم يبق حيز لنقد هذا التجاهل المريب لدور الحجاز وإغفال عروته الوثقى مع العهد القديم وعصر الآباء، لذا سأختم بإحدى لمحات ف. بوب الذي يشير بكثير من الذكاء إلى لعبة الأعداد (الأرقام) الإسلامية:

    بعد هجرة النبيّ عام واحد (عدد أساسي لا يقبل القسمة إلا على نفسه) تبوّأ أبو بكر الخلافة عام 11 (عدد أساسيّ أيضا)، ثمّ عمر عام 13 (عدد أساسي)، ثمّ عثمان عام 23 (عدد أساسي) وبقي بالحكم لاثنتي عشرة سنة مقدّسة جُمع فيها القرآن، وعام 35 (حاصل ضرب عددين أساسين 5و7) جاء دور عليّ،

    الذي أكمل الأربعين سنة من رحلة موسى في صحراء التيه، إنها أربعون سنة من رحلة الزمن الميثولوجي في صحراء مكّة.

    تنويه:

    إن القصد من عرض نظريات اوليغ هو إطلاع القارئ العربي على طبيعة الجدل النقدي التاريخي في ماضي الأديان، خصوصا مع النهضة الحديثة في علم النقوش القديمة، والعثور على مسكوكات لم تكن معروفة قبل عام 1993، وألفت نظر المهتمين إلى أن علم النقوش القديمة قد وثّق بشكل لا لبس فيه تاريخية المؤسسين الأوائل: معاوية، ابن الزبير عبدالملك،

    لكن الملاحظ عدم وجود أثر لعلي ابن أبي طالب أو الحسين أو يزيد؟؟

    وغياب للمؤسسين العباسيين المنصور والسفاح وهذا أمر مهم للغاية ،

    لقد عُثر على مسكوكات من عام 132 تحمل إسم: أبو مسلم أمير آل محمد وفي مسكوك آخر ورد بإسم عبدالرحمن (المقصود أبو مسلم الخوراساني)

    وعليه خلص الكاتب إلى أن معركة القضاء على الدولة الأموية كانت حربا داخلية بين الخورسانيين أنفسهم كون عبدالملك هو أيضا مروزي خورساني؟؟؟ الغريب أن مسكوكي عبدالملك 75 والمأمون 202 يذكرهما بلقب: خليفة الله (وليس خليفة للرسول كما يعلمنا الموروث)؟؟

    وهذا يعني أن الدولة العربية (الإسلامية ) ولدت من البداية دولة أتوقراطية
                  

04-07-2018, 06:49 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

                  

04-08-2018, 06:50 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

                  

04-11-2018, 09:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    اسلام بدون محمد؟؟؟

    أعفت وزارة البحث العلمي بولاية شمال الراين الألمانية المستشرق سفين كاليش من منصبه مديرا لمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بجامعة مونستر، بعد إثارته لاستياء مسلمي ألمانيا بتشكيكه بالوجود التاريخي للرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم.
    وأكد متحدث باسم الوزارة في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت صحة ما ذكرته صحيفة دي فيلت عن إعفاء كاليش، مع إبقائه في منصب مدير مركز الدراسات الدينية التابع لجامعة مونستر.

    وأحدث كاليش جدلا إعلاميا وأكاديميا حادا، بعد أن زعم في تصريحات نشرتها صحيفة زود دويتشه تسايتونغ عدم وجود أدلة تاريخية تؤكد وجود الرسول عليه السلام أو ثبوت القرآن الكريم.
    وأضاف كاليش (42 عاما) في تصريحات سيتضمنها كتاب سيصدره لاحقا أن الصورة الحالية للقرآن الكريم تختلف عن صورته الأولى.

    دعوة للمقاطعة

    وأثارت آراء كاليش غضب الأقلية المسلمة بألمانيا، وأعلن المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية إنهاء تعاونه مع معهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية الألمانية.
    وبرر المجلس الذي يضم أكبر أربع منظمات إسلامية هي المجلس الأعلى للمسلمين والمجلس الإسلامي الألماني واتحاد الديانة الإسلامية التركي واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية قراره، واعتبر أن ما أعلنه كاليش من آراء يتناقض مع ما يؤمن به المسلمون من قواعد دينية متعارف عليها.

    وأوضح رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا الدكتور أيوب كوهللر أن نظرية كاليش بنيت على أسس علمية خاطئة لا يمكن للمسلمين قبولها بأي بحال.
    وقال كوهللر للجزيرة نت إن المنظمات الإسلامية الألمانية لا تريد تكميم فم كاليش، وبرهنت مرارا على احترامها لحرية الرأي والبحث العلمي، غير أنها لا تستطيع نصح الطلاب المسلمين بالدراسة في معهد يرأسه شخص ينكر أصل عقيدتهم.
    ونوه كوهللر بأن مجلسه ومنظمات إسلامية أخرى تلقوا منذ فترة شكاوى من طلاب مسلمين بمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي، عبروا فيها عن استيائهم من إنكار كاليش لبعض الأنبياء ومما يدرسه وأسلوب تدريسه وطريقة تعامله معهم.
    وتوقع عبد الله أوفه فاجيسه رئيس الطائفة الأحمدية بألمانيا أن يكون السعي للشهرة هو هدف كاليش من إثارة آرائه التشكيكية.

    جدل استشراقي

    كما أثارت أراء كاليش الجدل بين المستشرقين وعلماء الدراسات الإسلامية الألمان، وأصدر عدد من الباحثين المشاركين بالمشروع الموسوعي الكبير لدراسة القرآن الكريم والسيرة النبوية بأكاديمية برلين– براندنبورغ للعلوم بيانا رفضوا فيه التشكيك بوجود الرسول والقرآن.
    من جانبه ذكر المستشرق الألماني البارز تيلمان ناجيل أن نتائج دراسته "المبنية على مصادر علمية موثقة تؤكد أن محمدا كان حقيقة تاريخية".

     "
    ناجيل: الآراء التي طرحها
    "
    وأشار ناجيل إلى أن الآراء التي طرحها المستشرق كاليش حول الرسول والقرآن تعكس رؤية موجودة في علم الاستشراق منذ ثلاثين عاما، واعتبر أن "المسلمين عليهم الرد على هذه النظرية بأسلوب علمي لا يستند إلى آيات من سور القرآن وآراء العلماء المسلمين المعاصرين".

    تفهم للمسلمين
    من جانبه اعتبر أندرياس بينكفارت وزير البحث العلمي في ولاية شمال الراين أن علاقة الانسجام والثقة المتنامية بين وزارته والمنظمات الإسلامية مهمة لاستمرار مشروع تدريس الإسلام في مدارس الولاية.
    وأوضح أن الوزارة ستراعي موافقة هذه المنظمات عند اختيارها لمدير جديد لمعهد تأهيل معلمي الدين الإسلامي بجامعة مونستر، ورأى أن تزايد أعداد التلاميذ المسلمين بالمدارس الألمانية سيزيد مستقبلا من الاعتماد على المعهد الذي تأسس عام 2004 ويعد الوحيد من نوعه بالجامعات الألمانية ويدرس به حاليا 26 طالبا.

    المصدر : الجزيرة
                  

04-12-2018, 06:19 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    إسلام بدون محمد

    " تحدي كاليش للعقل الإسلامي"

    تقديم وتعريب: نادر قريط

    الجزء الأول:

    العنوان الحرفي لدراسة محمد كاليش M.S.Kalisch هو : لاهوت إسلامي بدون محمد تاريخي، ملاحظات حول تحديات طرق النقد ـ التاريخي للعقل الإسلامي (1).

    وهذه الدراسة المطوّلة تحتوي الخطوط العريضة لكتابه الذي مازالت الأوساط الأكاديمية تنتظره بلهفة، خصوصا بعد الزوبعة الإعلامية التي أثارها السيد كاليش في الإعلام قبل عدة أشهر.

    حينها صرح لإحدى الصحف الشهيرة قائلا:
    من الناحية العلمية لاتوجد إثباتات قاطعة على وجود النبي محمد؟ ويصعب الطعن بتاريخيته وبنفس الوقت لايمكن إثباتها؟ بكل الأحوال فإنه ( أي النبي) لم يعش كما ورد في القرآن والحديث وكما تم توصيفه في الموروث" (إنتهى)

    في ذلك الوقت نشرت الجزيرة نت (2) تقريرا حاول طمس جملة من الحقائق: أهمها تجريد السيد كاليش من إسمه الأول "محمد" ووصفه " بمستشرق ألماني وأستاذ إسلاميات في جامعة مونستر " دون الإشارة إلى أن محمد كاليش هو حامل دكتوراة عام 1997م على أطروحته (العقلانية والمرونة في مبادئ القانون الإسلامي)، وأنه ألماني إعتنق الإسلام في سن الخامسة عشرة من عمره، وفق المذهب الزيدي، القريب من الشيعة الإمامية ومازال متمسكا بإنتمائه لفضاء الإسلام، رغم هيجان الجالية الإسلامية في ألمانيا، ومطالبتها بعزله من منصب الإشراف على مركز تأهيل مدرسيّ الدين الإسلامي، لكنه وقف بصلابة متمسكا بحقه في البحث العلمي.

    ونظرا لطول الدراسة وجدت أن أقدم هذه الترجمة التي تطل على أهم محاورها كمساهمة متواضعة في هذا الجدل الكبير، الذي يجتاح الحلقات العلمية ومراكز البحوث في جامعات الغرب (ألمانيا خصوصا) والذي ينبئ بأن صفحة الإستشراق الكلاسيكي قد انطوت ولم تعد تروي عطش البحث، وكشف النقاب عن بدايات الأديان. وإذ تنقشع الغيوم الداكنة وتتبدد بإستخدام طرق المعرفة الحديثة المعززة بجديد اللقى الأركيولوجية وعلم المخطوطات والمسكوكات واللغات والأديان المقارن،

    وإذ يشقى ذوو العقل في النعيم فإن أخا الجهالة مازال في الشقاوة ينعم ؟؟ مطمئنا لتاريخه المجيد، وفحولة قعقاعه ومنشغلا بفتاوى تحريم إهداء الزهورللمرضى..وكتاب عائض القرني لاتحزن وإعجازات زغلول. ومع الغياب والصمت المؤسف لمؤسساتنا الثقافية وإنشغال مدرائها (بأربطة عنقهم) وإنشغال القادة والملوك (بتعلم العربية الفصحى وعدّ الألف مليون دوووولار المخصصة لإعمار غزة) أجد الوقت الكافي والجلد السميك لتعقب هذا الكاليش وسماع وجهة نظره:

    يقول الكاتب في تقديمه للدراسة:

    لوقت قريب كنت على قناعة ثابتة بأن محمد شخصية تاريخية وكنت أنطلق من أن الموروث الإسلامي وإن كان غير جدير بالثقة، بخصوص محمد، فقد تضمن في خطوطه العامة الحقيقة لسيرته التاريخية، وهذا أمر لم أشكك به، بيد أني تراجعت عن هذا الموقف وسوف أنشر كتابا يشرح وجهة نظري بدقة .. هذه الجملة تختصر رأيي وتذهب لطرح السؤال عن لوازم النقد التاريخي التي يحتاجها اللاهوت (الدين) الإسلامي وكيف له أن يتعامل مع البحث..

    وبالنسبة لتاريخية محمد لايوجد لدي ما أخبر عنه، وألتزم بموقفي الداعم للخلاصات الثابتة التي وصل لها البحث العلمي الحالي والتي تبدو مجازفة (مغامرة) كونها تصدر عن مسلم .
    لكن على المرء مراعاة الحقائق المعروفة ويجب أن يصل إلى تشكيك بوجوده، هذا ماتظهره بيوغرافيا محمد (سيرته) التي أصدرها قبل وقت قريب هانس جانسن (3) والتي تظهر بجلاء كيف أن الموروث الإسلامي فاقد للمصداقية.

    جانسن ينطلق من تكذيب تاريخية محمد لكنه يضيف الملاحظة التالية: بعكس ما يفكر به كثير من المسلمين فإن معظم باحثي الغرب يرفضون تلك الفرضيات (التي تؤكد التاريخية) بسبب إحترامهم للإسلام. أو خشيتهم من ردود فعل أصدقائهم المسلمين، أو لإعتقادهم بأنهم أمام مجازفات مجنونة (إنتهى)

    هنا يعلق كاليش قائلا:

    إذا كان الباحث يظن أن فرضيته محض جنون فعليه أن يكون صريحا ويعلن قناعته العلمية، وهذا لا إعتراض عليه، فمن خلال تبادل الآراء فقط يمكن تقدم العلوم.

    أما الفكرتان الأخريتان فهما فضيحة. فكلمة "إحترام" تبدو رائعة لكنها في هذا المقام غير مناسبة لأنها تتضمن مفعولا عكسيا. ومن لا يشجع المسلمين على الجدل مع الحقائق، فإنه يضعهم في مرتبة أطفال لم يبلغوا الحلم ، وكمن لا يريد أن يسلبهم بابا نويل أو شكولاته العيد.

    إن كل من ينطلق من أفكار المساواة بين البشر عليه أن يثق بكفاءة ذكائهم، فالإحترام الحقيقي للمسلمين يجب أن ينطلق من إمتلاك القوة لوضعهم على أسس علومنا الحديثة ليتمكنوا من الجدل والنقاش حول دينهم ..

    فقط جماعة الإسلاموفوبيا تظن أن المسلمين برابرة، الطيبون منهم ينظرون لهم كحيوانات نبيلة؟ والفرق لا شيئ. وكأن المسلمين يختلفون عن باقي المعمورة..

    إما أن يوضعوا في حديقة حيوانات للمداعبة أو في أقفاص الوحوش المفترسة وبكل الأحوال في حديقة حيوانات. أما فكرته الأخيرة فأكثر بؤسا، والإجابة عليها بكلمة واحدة: الحرية، فالأصولية الدينية (لاتخص المسلمين وحدهم) ولاسبيل إلا بحرية الفكر ..

    هذه القضية لا تقبل مساومة وبعكسه فإننا نحوّل السكة بإتجاه القهقرى إلى القرون الوسطى ويمكن أن يحدث هذا بسرعة أكبر مما يتصورها الكثير. 
                  

04-12-2018, 04:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    اسلام بدون محمد؟؟؟

    الجزء الثاني

    إن موقفي من سؤال إثبات وجود محمد أو نفي وجوده أمر غير قابل للبرهنة، لكني أميل إلى أن نفي تاريخيتيه ممكن، وإن كنت أشكك بذلك فإنطباعي هو: إن لم تحصل مفاجأة مدهشة ونعثر على "قمران، أو نجا حمادي" إسلامي فإن هذا السؤال لن يطوى ولن يُستطاع توضيحه.
    ويضيف كاليش: هنا لا أتفق بالجملة مع آراء كارل هاينس اوليغ وفولكر بوب لكني أعتقد أن منهجهما مثمر جدا. (4)

    فهما يناديان بتقييم الوثائق الأركيولوجية (الغير إسلامية) المتزامنة مع نشوء الإسلام بعيدا عن تأويلات المؤرخ الإسلامي، ويجب أخذ تلك الوثائق كمصادر مستقلة، وبهذا فهما يعملان بالضبط ما فعله قبل بضعة عقود باحثو أركيولوجيا الكتاب المقدس (التوراة)،

    فهناك تم أيضا أخذ الحقائق (اللقى) الأركيولوجية كمصدر مستقل، وقد أدى التضارب وعدم الإتفاق بينها (الوثائق) وبين مادة الكتاب المقدس إلى ظهور باحثين يسموّن: جماعة الحد الأدنى Biblical Minimalism من أمثال توماس تومسون ونيلز ليمش وفيليب ديفيدز وكيث وايتلام، وتعاملوا مع البحث التوارتي بإحترام ولياقة تفوق تعامل اوليغ وبوب مع علوم الإسلاميات.

    ويرى جماعة الحد الأدنى أن التوراة عبارة عن وهم (شبح) تيولوجي، مع نذر يسير وغير مهم وبالأحرى بدون أساس تاريخي. خصوصا في فترة الآباء البطاركة، موسى، الخروج، القضاة، داوود، سليمان، وحتى السبي البابلي. فكلها فُهمت في سياق الأساطير. مع أن كثيرا من باحثي التوراة لايتفقون معهم تماما، بل يقتربون منهم كأمثال إسرائيل فنكلشتاين ونيل سلبرمان (5) مع مراعاة أن شروط البحث الأركيولوجي التوراتي أفضل من مثيلها في الأسلام المبكر، بسبب تاريخه الأطول وكثافة اللقى الأثرية،

    بينما تكمن المشكلة في حظر التنقيب الأركيولوجي في المناطق الإسلامية المهمة، وعلاوة على ذلك يجب مبدئيا القول بأن اوليغ وبوب قد جازفا وسلكا طرقا جديدة، وإستطاعا بنظريتهم الممنهجة حول نشوء الإسلام إثارة النقاش.

    وهذه النظرية التي تبدو لي في كثير من نقاطها مجازفة، وقد يتهاوى بعضها، إضافة إلى أن إعادة بناء تصوراتهم التاريخية وفق لقى المسكوكات والنقوش في الإسلام المبكر، تتضمن إشكاليات كبيرة، فهذه الطريقة والمواد المتوفرة تبدو مناسبة أكثر، لإثبات أن إعادة بناء الأحداث التاريخية الحقيقة غير مضمون. 

    لكن هذه النظريات تخلق وعيا تجاه كثير من المسائل البحثية المفتوحة.. إن اوليغ وبوب قاما بتأويل جديد لتاريخ الإسلام المبكر، ووضعاه أمام المجتمع العلمي، وبهذا يمكن تفحص نظريتهم ونقاشها، فالعلم يعمل وفق هذه الطريقة. ولكي يتقدم مسار البحث، يتوجب المخاطرة وطرح تأويلات حديثة.. وتحمل بعض الغمزات الساخرة. فالمستقبل هو الكفيل بإثبات صحة أو خطأ نظريتهم وما ذهبا إليه.

    ويضيف كاليش: أعتقد أن نظرية اوليغ ـبوب ونهجهما قد أضعف الثقة بمصداقية الموروث الإسلامي، وإن قوبلت خلاصاتهما وبعض التفاصيل بالريبة والشك، فعلى المرء أن يسجل ما أظهراه من تضارب بين التاريخ الإسلامي وبين المصادر الغير الإسلامية، والحقائق الأركيولوجية، وهذا يزيد القناعة بأن التاريخ الإسلامي هو تاريخ خلاصي، مع نذر يسير من المحتوى التاريخي. كذلك فإن المرء لن يجادل بعدها بأن الإسلام قد صوحب بفترة نشوء طويلة (يقصد أطول من المدة المعروفة)، وأن المسيحية قد لعبت دورا مهما في نشوئه.

    لكن كيف سيتطور إعادة بناء التصورات حول الأحداث الحقيقية؟ هذا سؤال آخر، مع إعتقادي بأن كثير من التفاصيل والنتائج التي أتى بها اوليغ ـ بوب قد أسقطت بعقلية المجازفة والمراهنة. هذا لايعني أنهما أخطأا فربما أصابا كبد الحقيقة، وأنا أقترب بهذه النتيجة منهما.

    إن ملاحظة المصادر الغنوصية الإسلامية المبكرة ( الغنوصية تعني المعرفة، ووردت في السياق الإسلامي بمعني أهل العرفان) تمنحني إحتمالا كبيرا، بأن الإسلام هو نتاج لغنوصية مسيحية، أو غنوصية يهو ـ مسيحية ، والإسلام يعتبر نفسه إستمرارا وإتماما لدراما الخلاص اليهو ـ مسيحي، عليه يتوجب علينا إستدراج الآليات المتشابهة لنشوئه، كما في تاريخ نشوء اليهودية والمسيحية. أما النقاط الجوهرية التي تدفعني للتشكيك بتاريخية محمد: 

    لماذا الشك بوجود محمد؟
                  

04-13-2018, 03:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    إسلام بدون محمد؟؟

    الجزء الثالث:

    لماذا الشك بوجود محمد؟

    علينا أن نضع نصب أعيننا بأننا لا نملك وثائق إسلامية أصلية من القرنين الأولين، وعندما نجد وثيقة أصلية من ذلك الزمن علينا الحذر. فمجرد الزعم بوجود وثيقة تنتمي لذينك القرنين لايعني شيئا. لأنه مجرد زعم، وقد تكون الوثيقة منحولة ..

    فالمصادر الموثوقة تبدأ مع القرن الثالث الهجري. وإذا كان لدينا مصدر لموعظة (خطبة) عن حرية الإرادة منسوبة إلى إبي الحسن البصري (توفي 110هـ) أو موعظة دينية منسوبة لزيد بين علي حفيد النبي (توفي122 هـ) عندها يعرف المرء بجلاء أن تلك النصوص لاتتمتع بموثوقية تاريخية، ولا يوجد ما يؤكد بأن تلك المصادر تعود إلى من نسبت إليهم، إذ لا توجد طريقة توثيق مبرهنة تثبت مرجعية كتّاب تلك المصادر. ولن توجد بضوء مالدينا من مصادر حالية.. ففي بعض كتابات زيد بن علي التي نقلتها سلسلة المحدثين (طريق) يمكن أنها تعرضت لتزوير متأخر ..

    وهنا لانحتاج لنقاش طويل. لذا فإن إمتحان أصالة المصادر المبكرة للإسلام، لا تحتمل إلا طريقا واحدا، وهو مقارنة تلك النصوص مع المعلومات المعروفة للتاريخ المبكر وإخضاعها للتخمين الإحتمالي لمعرفة من يمكن أن يكون قد صاغها. وهنا تبدو الورطة واضحة لأن تلك المعلومات حول الفضاء التاريخي، تمت صياغتها بيد المؤرخ الإسلامي نفسه. أي أن المرء سوف يتحرك ضمن مساحة يمليها عليه التاريخ الإسلامي،

    والسؤال المثير: لأي مدى لم تكن كتابة التاريخ فبركة وتركيبا لاهوتيا ومحض خيال؟ إذا أخضع المرء نصوص القرن الأول والثاني الهجري لهذا المقياس، فإن المقارنة ستصبح مقارنة مزوّرات ببعضها وأوهام ببعضها، والحصيلة لاشيئ. 

    من الجلي الواضح ندرة الأدب الكتابي في القرنين الأول والثاني الهجريين،حيث ملئت بنتاج أدبي لمصادر متأخرة، ونعلم بوضوح أن العرب لم يلمّوا بالعربية فقط بل بالفارسية الوسطى واليونانية واللاتينية، فالموروث يخبرنا أن محمدا أرسل مكاتيبا باللغة العربية إلى حكام ذلك الوقت (هرقل مثلا) يطالبهم بإعتناق الإسلام. 

    إذا كان العرب حقيقة يدعون لدين عالمي منذ القرن الأول الهجري، فأين وثائق الدعوة للإسلام التي يتوجب أن تكون بلغات عديدة ؟ فإبلاغ دعوة جديدة في المحيط تتطلب ليس العربية فقط بل الفارسية واليونانية واللاتينية !! لماذا لم يبق تراث وأدب مكتوب من تلك الحقبة؟ ثم يتساءل الكاتب:
    أين بقيت وثائق الغنوصية للإسلام المبكر (الغلاة وأهل البدع)؟

    ثم يعطي الكاتب مثالا تصويريا للمشاكل داخل المصادر الإسلامية:
    عند الشيعة القديمة تخبرنا المصادر بأهمية ودور الحلقة (الدينية) التي لاتزال ليومنا عند الشيعة الإثني عشرية تضم نخبة الفقهاء القدماء للشيعة الإمامية ومنهم على سبيل المثال هشام بن الحكم (قرن2هـ) وهشام بن سالم الجوالقي (قرن2 هـ) ويفترض أنهم ينتمون للحلقات الدراسية التابعة للأئمة، ويعملون في التدوين الكتابي، حيث يعلمنا إبن النديم (توفي 385 هـ) بعناوين كتبهم التي يفترض أن بعضها كان موجودا أيامه، لكن ما نعرفه أن أفكارهم الفقهية تبتعد كليا عما نعرفه عن الشيعة الأثني عشرية، لذا علينا ألا نتعجب لإختفاء كتبهم، رغم أنها كنز ثمين للشيعة.

    التفسير الوحيد لإختفائها كونها أصبحت غير مفيدة للإستخدام، فإبن النديم يخبرنا أن هشام ابن الحكم ألف كتابا عنوانه "الرد على هشام الجواليقي" وكتاب آخر بإسم "الرد على شيطان الطاق".. هذه الكتب لم تعد تناسب الشيعة المتأخرة ، فهؤلاء الثلاثة يفترض أنهم تلامذة الأمام المعصوم ، وحسب المنطق الإمامي ليس بوسعهم نشر فتاوى وأقوال دون إستشارة الإمام، خصوصا في القضايا المهمة لأصول الدين. لهذا إنتفت الحاجة لإعادة نسخ تواليفهم. 

    ونفس عدم الإكتراث نجده في المصادر المبكرة للمعتزلة، فأبو القاسم البلخي (توفي 319هـ) والقاضي عبدالجبار (توفي 415هـ) والحكيم الجشامي (توفي494هـ) وابن المرتضى (توفي840هـ) كتبوا حول طبقات المعتزلة لشرح عقيدتها وربطها بسلسلة إسناد تبدأ بواصل ابن عطاء عن هاشم بن عبالله بن محمد بن الحنفية عن محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب،

    ومع أن أعقابهم من الزيدية والإثني عشرية كان بإستطاعتهم حفظ تلك المؤلفات لكنهم لم يفعلوا ذلك، مع أن النظّام والجاحظ (توفي255هـ) كانا قريبين منهم، لهذا فإن توصيف المعتزلة في مصنفات البدع (للأشعري والشهرستاني) جعلهم أكثر محافظة، وجعلت القاضي عبدالجبار لايستشعر المواقف الكونية والأنطولوجية للنظّام، التي تقف بالتضاد مع الأثني عشرية في مسائل جوهرية (التوحيد العدل الوعد والوعيد)

    عليه فإن معارفنا عن قدماء المعتزلة أتت من مصادر معتزلية متأخرة، حيث تبدو حركة المعتزلة القديمة عبارة عن بناء لاهوتي (بمعنى مفبرك) شيدته المعتزلة المتأخرة، ليصبح واقعة وحقيقة تاريخية؟؟ إذا نظر المرء إلى الأشخاص الفاعلين في تاريخ نشوء المعتزلة، يجد بإستثاء مؤسسيّها (واصل بن عطاء وعمر بن عبيد) أسماء الأشخاص المهمين في تاريخ الكيسانية، وهي تيار مبكر للشيعة، لا ينسجم فكريا مع المعتزلة، وهذا يحمل تناقضا واضحا.. ليس فقط إسم المعتزلة لغزا بل كامل حقبة نشوئها.. هذا ما لاحظه فان إس (6)

    وما يمكن التحقق منه أن المصادر الإسلامية تدعي بوجود تراث كتابي قيّم يعود القرنيين الهجريين الأول، والمسلمون كانوا حينها سادة ولم يكونوا أقلية مضطهدة، وليس صعبا أن يخطر ببالهم حفظ ذلك التراث الكتابي.. لكن الحقيقة أنه غير موجود في أيامنا، وعليه نستنتج خلاصتين إثنتين: إما أن ذلك التراث الكتابي ليس له وجود أساسا، أي أنه شبح أنتجه المؤرخ الإسلامي المتأخر. أو أن المسلمين اللاحقين لم يهتموا لحفظه، وفقدان ذلك الإهتمام أمر يمكن توضحيه بفقدان أهميته بالنسبة للفقهاء المتأخرين، وفقدان أهميته يعني أن معلومات ذلك التراث الكتابي لم تعد تتناسب مع التصوّرات اللاحقة. وبهذا لا يتوجب حفظه. 

    فان إس يشير بحق إلى نقطة توضح موقفه من موثوقية الإخباريين في التراث الكتابي الإسلامي: الجرح والتعديل فيقول: إن التكرار المستمر وترديد نفس المواد (الكتب) يُغري (يُوهم) بالإعتقاد أنها شهادة دامغة، وعلى المرء ألا ينسى أنها وأثناء المسار الزمني، دائما وغالبا ما تقف المعلومات "الموضوعية" المؤثرة على أرضية ضيقة ضحلة. (المقصود أن المعلومات التي يجري ترديدها وعلكها بشكل متواتر تملك نصيبا قليلا من الحقيقة؟ والعلم عند فان إس) 

    ثم يضيف كاليش: أنا شخصيا أنتمي للشيعة الزيدية وأعرف سلسلة النسب لأئمة الزيدية والتي ترجع إلى الحسن والحسين، وكنت أعتقد أن نسبها لدوحة النبي عبر الحسن والحسين قابل للبرهان ويحتوي على جوهر تاريخي، ولايمكن أن يكون مبنى شعريا، وبرغم الكثير من الحكايا والأسطرة، لابد من وجود محتوى تاريخي، لكن عليّ أن أعترف اليوم، بأن حالتي كانت مثالا للعمى الديني.

    ولو نظرنا إلى الموروث بدقة فإن أولى الكتابات التي تعود لأحد العليين (أو العلويين) بموثوقية. وهو الإمام القاسم ابن إبراهيم الراسي (توفي246هـ) تلفت النظر إلى أنها صمتت عن تناول تاريخ عائلته ولم تخبر الكثير، لذا فإن معرفتنا بتاريخ العليين يعتمد بالحقيقة على بعض المصادر القليلة من القرن الثالث الهجري وما بعده.

    وهكذا فإن الأمام الزيدي المنصور بالله عبدالله ابن حمزة (توفي 614هـ) والذي وجب عليه أن يحفظ نسبه أبا عن جد إستند جوهريا في تاريخه "الشافي" على "مقتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصفهاني (توفي 356هـ) وعلى قليل من من النصوص المعروفة، أي أنه لم يضف من عندياته شيئا أكثر من وصف وقائع معروفة أو تبدو له أنها حقيقة.

    ولو أمعنا النظر فإننا أمام معلومات أساسية قليلة من مصادر رئيسية قليلة، وعليها تم إنشاء عمارة من الشروح التاريخية (عملية إنشائية) يلحظها المرء في كل مكان. فالإمام المذكور أبو القاسم الراسي لم يدر حينها أن سلسلة نسبه وسلسلة عنعنته (الأحاديث) يتوجب أن تعود إلى عليّ ومنه للنبيّ كما زعمت الزيدية لاحقا. كذلك الأمر مع حفيده الهادي للحق يحي ابن الحسين ابن القاسم فإنه لم يعرف ذلك. 

    وهكذا يأتي كاليش إلى فكرة "نظرية المؤامرة" فبعض النقاد يقولون بأن المؤامرة يمكن أن تكون ضرورية لإعادة تركيب وبناء مادة الموروث الإسلامي يقول: إننا نتحدث عن زمن لم تتوفر فيه الميديا والإنترنت والتعليم الإلزامي والصورة العلمية الحديثة للعالم ، فالمصادر التي تبرهن على التفاصيل قليلة العدد..وزمن القرنيين المظلمين من تاريخ الإسلام المبكر يمكن أن يكون كافيا لنشر عقيدة جديدة وإختلاق شخصية مؤسسها،

    وبمرور الزمن يمكن إخفاء المواد المخالفة. يمكن نسيانها إتلافها، أو إعادة كتابتها بضوء مستجدات الموقف الديني (التيولوجي).. هذه العملية كافية تماما بدون مؤامرة. تكفي إذا إستطاعت أفكار تيولوجية معينة أن تفرض نفسها ببطء وتطمس العناصر القديمة، كما رأينا في مثالي الشيعة المبكرة والمعتزلة وتراثهم الكتابي. وإذا أضيفت حماية السلطة السياسية، فإن عملية التغيير تصبح أكثر سهولة. 

    أما بالنسبة للعليين، عائلة النبيّ (آل البيت آل محمد) فيمكن بسهولة تصوّر صيرورة نشوئهم بدون محمد. ففي أحد السجالات التي إندلعت في اليمن في القرن السادس هـ أشار الفقيه الزيدي نشوان سعيد الحميري، بأن مصطلح "آل البيت" الذي تفهمه زيدية اليمن نسبا بالدم لعليّ ومحمد، وبالتالي شرطا للإمامة، هو تعبير عن أنصار (أتباع) محمد، ومع ذلك لم ينكر الحميري وجود أسلاف ينتمون جسديا وروحيا للنبي، أسسوا عائلته..

    فمن الممكن جدا، خلال القرنين المظلمين لبدايات الإسلام، أن جماعة "آل محمد" لم يكونوا أصلا أتباع محمد تاريخي بل محمد ميثولوجي، جرى تغير دلالته أثناء تشكّل ميثوس محمد، ثم عقده بصلة قربى جسدية، أصبحت شجرة نسبهم الحقيقية من نقطة محددة، وبخطوات قليلة تتصل بمؤسس الدين المُفترض. 

    هكذا ببساطة نشأت التفرعات البعيدة لشجرة النسب الحسني ـ الحسيني، وهي بالتأكيد دقيقة إلى نقطة بعينها، لكنها إعتبارا من نقطة محددة تقترن بشجرة نسب متخيّلة (شعرية) والملفت في الأمر أن الفاطميين العليين هم من إهتم بشجرة نسب دقيقة، بينما أهملها باقي العليين والطالبيين. وهذا منطقي بسبب عدم أهميتهم للفقه الشيعي ولأنهم من الناحية الدينية ضد إحتكار "العائلة المقدسة" في نسل عليّ وفاطمة؟ (يكفي إلقاء نظرة في كتاب: أمة الطالب في أنساب أبي طالب لإبن عنابه)

    والملاحظة المهمة في الموروث الإسلامي، أن المسلمين أكدوا دائما وجود بحر من الموروث النبوي جمعه الإخباريون في مصنفاتهم، والموروث نفسه يتكلم عن جبال من المزوّرات، وحتى المصنفات (الصحاح) مليئة بالتناقضات، ومنتقدة بعنف ليس من الغربيين فقط بل من المسلمين أنفسهم. سواء من جماعة أهل الرأي أو المعتزلة في الماضي أو من نقاد معاصرين أمثال سيد أحمد خان ومحمود أبو راية ( ومن عندي أضيف جمال البنا والقرآنيين)

    فداخل الإسلام هناك جماعات وأشخاص عرفوا أن موروث الحديث غير موثوق به، وطريقة أهل الحديث وغربلتهم الغث من السمين لم تكن ذات فعالية. ويرون أن القرآن هو المرسى الأمين، وهنا تكمن المعضلة:

    فحالما تتهاو الثقة بالموروث الإسلامي، تتهاو كل نقاط الإرتكاز للموروث التاريخي القرآني ويفقد القرآن نسبته لمحمد التي ينفرد الموروث بتأكيدها، وعندما لا يكون للنبي وجود، ينتفي نسبته إليه. ومن المعقول أن يكون القرآن قد نشأ مبكرا، وعليه تم نسج السيرة النبوية، كما يُنسج "المدراش" حول أحد النصوص، وربما تكون أجزاء من القرأن قد نشأت بموازاة السيرة كسورة 33 أية 40 التي وصفت محمدا بخاتم النبيين. والتي تشير بدلالة واضحة إلى أن أوائل المسلمين لم يملكوا حينها وعيا رساليا بدين جديد. 

    من الصعب الرجوع إلى محمد تاريخي محتمل، بل إلى إيمان تيولوجي أنتجته مراحل صيرورة متأخرة، وهنا تظل كثير من الأسئلة معلقة.

    إذا عرف المرء أية طاقة هائلة وفانتازيا دينية، جعلت من النبي أرضية مشروع أسقطت عليه كل الرؤى التيولوجية والقانونية، فكيف له أن يثق بأن أرضية ذلك المشروع ليست نتاجا لفانتازيا دينية؟ كلّ فرقة نسبت فقهها وتشريعها للنبي والشخصيات المؤثرة الأخرى، التي آمنت بها. في نصوص معينة كما في "كتاب الحجة في أصول الكافي"

    يُعرف ذلك من النظرة الأولى وكل باحث في النقد ـ التاريخي للموروث الإسلامي يعرف بسرعة أنه أمام آراء تيولوجية وقانونية مُسقطة على سلطة مبكرة (المقصود النبي والخلفاء إلخ) ، وفوق ذلك فإننا أمام نفس حلقة الإخباريين، التي أبلغتنا بعبث فاضح، والتي أورثتنا بمدونات ينسج عليها المسلمون وغير المسلمين سيرة محمد؟ من يقول لنا أن الهجرة ليست مُختلقة كما أختلقت أسطورة إنشطار القمر؟ 

    إن الإسلام يقع ضمن تقاليد العهد القديم والجديد، لذا علينا بجدية أن نستخلص العبرة، فصياغة النصوص الإسلامية تمت بآلية مشابهة، تقوم على التركيب (البناء) الأسطوري (الميثولوجي)

    وإن صيرورة الدين بدون شخصية مؤسسة أمر طبيعي، فحسب رأيي فإن المسيحية تطوّرت بدون يسوع تاريخي، رغم أن أتباع هذه النظرية لايزالون أقلية (آراء الأقلية لا تعني أنها خاطئة) وأعتقد أن رؤيتهم مقنعة (ولن أسهب بالحديث عن تاريخ المسيحية المبكرة لضيق المساحة، مع أني أرى متوازيات مهمة مع الإسلام المبكر)

    وهنا أتفق مع اللاهوتي راشكا، بأن المسيحية في الأصل هي غنوصية.. ويسوع هو شخصية ميثولوجية للمخلص، إختلقها الغنوصيون، لتمثيل عقيديتهم صوريا والدعوة لها، وأيضا في الإسلام يمكن أن تكون شخصية محمد تحويرا غنوصيا لشخصية يسوع أنشأته الغنوصية المسيحية العربية أو اليهو ـ مسيحية 

    ثم يضرب كاليش مثلا: إلى جانب المسيحية هناك دين كبير آخر بدون مؤسس له، إنتشر بسرعة وإمتد. أقصد طقوس ميثرا الرومانية، والتي يعرف آباء الكنيسة شبهها المحيّر مع المسيحية؟ لا يوجد من يزعم بوجود ميثرا تاريخي، رغم ذلك إمتدت هذه الديانة في أرجاء الأمبراطورية الرومانية وأصبحت ندا للمسيحية.. فإنتشار ديانة ما يحكمها وجود فكرة دينية مع وبدون مؤسس يقف خلفها.

    وإذ يُخفي الموروث الإسلامي مشاكل جمة، تمخض عنها إعتقاد بأن التراث الكتابي يمثل إختلاقا تيولوجيا كاملا وليس مجرد أساطير وحكايا تم تخصيبها في محتوى تاريخي تدعمه الوثائق الأركيولوجية الغير إسلامية.

    لهذا فإن النتيجة الحاسمة هي عدم وجود محمد، لكن وجوده يظل محتملا من حيث المبدأ، إنما بصورة أخرى، لا علاقة لها بمحمد الموروث الإسلامي.. فباتريسيا كرونا ومارتين هايندز في كتابهما "God`s Caliph" وصلا إلى القناعة التالية: 

    It is striking fact that such documentary evidence as survives from the Sufyanid period makes no mention of the messenger of God at all. The papyri do not refer to him: The Arabic inscriptions of the Arab – Sasanian coins invoke Allah, not his rasul, and the Arab- Byzantine bronze coins on which Muhammad appears as rasul Allah; previously dated to the sufianid period have now been placed in that of Marwanids. Even the two surviving pre- Marwanid tombstones fail to mention the rasul though both mention Allah, and the same is true of Muawiya`s inscription at at Taif: In the Sufianid period apparently the Prophet had no publicly acknowledged role. 
                  

04-20-2018, 05:49 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    إسلام بدون محمد؟؟

    الجزء الأخير:

    ومن المثير للإنباه أن المسلمين أستغرقوا زمنا طويلا حتى سكّوا على عملتهم أو نقوشهم صيغة" محمد رسول الله" فعلى نقش من كربلاء مورخ 64هـ نقرأ صيغة: رب جبريل وميكايل واسرافيل. ويوجد نقوش عربية عديدة بصيغ أخرى من قبيل: إله موسى وإبراهيم أو رب موسى أو رب عيسى وموسى.

    وأقدم صيغة تذكر "محمد رسول الله" مؤرخة عام 66هـ بعدها أصبحت مستخدمة بإستمرار ، وهناك مسكوكات قديمة ذكرت كلمة "محمد" منفردة. وفي فلسطين عُثر على مسكوكات يعتقد أنها ضربت في عمان، على إحدى جهتيها يُقرأ كلمة "محمد"، وعلى الوجه الآخر نرى رجلا يحمل صليبا بيده،

    وفي زمن عبدالملك بن مروان وجد مسكوكات بصيغة "محمد رسول الله" مصوّر عليها بنفس الوقت سمكة، وهي تمثل رمزا مسيحيا مألوفا. وهنالك قطع رصاصية من زمن عبدالملك بن مروان نُقش عليها عبارة "فلسطين" وحرف ألفا، وعلى الإطار ما يمكن تأويله بالحرف أوميغا، وهذان الحرفان معا قد يُرمز بهما للمسيح، بينما كان المرء ينتظر من حاكم مسلم أن يكتب مكة أو المدينة أو القدس. إذ لا معنى لكلمة "فلسطين" في ذلك السياق الزمني، لأننا لسنا زمن الحروب الصليبية أو في القرن العشرين.حتى تكتسب فلسطين بعدا رمزيا (يبدو أن القضية الفلسطينية شاغلتنا منذ عبدالملك) فلسطين لا تعني لعبدالملك إلا رمزا دينيا، وهذا لا معنى له إلا في سياق يهو ـ مسيحي.

    من الطبيعي ان عدم ذكر النبي يمكن توضحيه بطرق شتى وليس دليلا على عدم وجوده التاريخي، لكن ذلك يثير الدهشة حقا، ويرمي في حال وجوده تساؤلا عن أهميته للجماعة الإسلامية المبكرة، ففي الموروث الإسلامي كأصول الفقه وأدب ومناهج الحديث، يعثر المرء على خطوط متوازية واضحة للعيان تعكس تصورات الإسلام المبكر عن محمد، وكونه ليس الأنموذج الحاسم والوحيد للمؤمنين، فلفظ "السنّة" لم يكن مقتصرا على النبي وحده (أصول السرخسي) فهو يمثل أيضا إجماعا (إتفاقا) عموميا أو محليا، ولو كان محمد موجودا، فلابد أن أهميته للمسلمين الأول كانت أقل من تلك التي نسبت إليه لاحقا، وهذا يعني أن إسلام ذلك الوقت (حال وجوده) يختلف كليا عما نعرفه عن إسلام القرن الثالث هـ .

    إن مسكوكات ونقوش الفترة الأموية المبكرة لا تناسب إسلام القرن الثالث هـ ، معاوية مثلا ترك نقشا باللغة اليونانية يتقدمه صليب، وعلى العملات ظهر الصليب أيضا، وفي كرونولوجية مسيحية أخبر عن صلاة معاوية في جبل الجلجلة (في أحد الأعياد المسيحية)، لاشيئ يوحي بأنه كان مسلما، وفي هذا المقام لن نسوق آراء الشيعة التي زعمت أنه كان منافقا أو مؤمنا، فكتب التاريخ الإسلامي أكدت أنه قدّم نفسه كمسلم وإستطاع أن يسوّق نفسه، وقصته مع رفع المصاحف على الرماح في صفين جعلته دهقنا للدعاية، والتظاهر بالتديّن. لكن هذا المعاوية وبصورة جليّة، تنازل بمسكوكاته ونقوشه، عن تقديم أي دليل على إنتمائه للجماعة الإسلامية.

    أما في شمال أفريقيا فقد ترك موسى بن نصير إسمه يُنقش على العملة بحروف لاتينية Mvse filius Nvsir، في حين غاب إسم محمد عن العملة حتى عام 97هـ، واستمرت السلطة الإسلامية تضرب العملة بالحروف اللاتينية، وأحيانا مع صور الآلهة المحلية مثل "بعل". إن كل المظاهر الرسمية للأمويين المبكرين تدل على أنهم تماهوا تماما مع رعاياهم، وإستخدموا الرموز الدينية للمسيحية وكتبوا باليونانية واللاتينية والفارسية البهلوية إلى جانب العربية، وبنفس الوقت كانوا حريصين على التغاضي وإهمال ما يُميّز أنهم أتباع لدين جديد. وهذا لاينسجم كليا مع تأكيد الشريعة الإسلامية عن ضرورات وضع حدود بين المسلمين وبين الآخرين، وصولا إلى تمييزهم بالملابس. مع أن تأكيد هذه (الحدود) يمكن تأوليها كرد فعل بسيكولوجي على لحمتهم القديمة (مع محيطهم). وهذا لايتناسب مع التصورات، التي تخبرنا بها المصادر الإسلامية عن ديانة عالمية لوعظ جميع الناس في العالم..

    إن العملات والنقوش لاتتطابق مع الموروث الكتابي الإسلامي. فإذا كانت تلك النقوش والمسكوكات القديمة تدلّ على تسامح إسلامي، فهذا تعبير عن أن ذلك الإسلام كان متسامحا أكثر بكثير من خلفه.. لكن التسامح الديني شيئ، والتنازل عن الرموز الدالة على الدين وما نراه من زمن معاوية شيئ آخر، فإذا كان المسلمون الأوائل غير مكترثين لهذه المسائل، فلماذا غيّروا موقفهم من نفس المسائل فيما بعد. إن عدم الإكتراث لايمكن أن يكون مع سك العملة، لأن الحكام دوما قد نقشوا أسماءهم عليها ليخبروا العالم بأنفسهم، وبمن يمتلك الكلمة في أرضه.

    إن إطلالة على الوثائق القديمة تثبت أن العرب عوملوا كحكام تماهوا مع محيطهم ، وليس كواعظين برسالة عالمية، فالمسيحيون إستمروا بسجالاتهم الدوغمائية البينية ولم يساجلوا عقيدة العرب، والإنطباع السائد أن العرب لم يملكوا حينها دينا جديدا لنشره، ويمكن للمرء الإعتقاد بعدم وجود الإسلام في ذلك الزمن الأموي. والمصادر الإسلامية تؤكد أن إنتشار الإسلام كان ضمن علاقات قبلية، وهذا يجافي فكرة رسالة العالمية للدين لجديد، حيث كان التحوّل للإسلام يعني "العربنة".

    العرب لم يُدركوا حينها أنهم حملة دين عالمي، وهذا يترك تساؤلات حول تاريخ الخلاص، والتبشير برسالة الله الأخيرة للبشر وبخاتمة نبوّاته.. ولو أن مسلمي القرن الأول هـ حملوا همّ نشر هذه الرسالة (كما يُزعم) لشعر بذلك أصحاب العقائد الأخرى ولإنعكس ذلك على المسكوكات والنقوش وغيرها..ولو كان يوجد إسلام في ذلك الزمن، لكان يختلف كليا عما عرفناه لاحقا.

    النظرة الأركيولوجية تظهر، بأن سوريا و فلسطين أنذاك لم يتعرضا لإحتلال عربي، بل لحدوث تغيير في السلطة دون إحتلال. مدينة مكة وقريش لم تكن معروفة خارج الجزيرة، مع أن المصادر أخبرت الكثير عن جزيرة العرب، وهذا يشير إلى أن نشوء الإسلام لم يكن في الحجاز، ولم يكن (الحجاز) المكان الذي إنطلقت منه موجات الفتوحات لنشر عقيدة العرب في العالم. ومعاوية حسب النظرة الأركيولوجية هو الحاكم العربي الأول، لكنه لايحمل من معاوية الموروث الإسلامي إلا إسمه. الخلفاء الأربعة موجودن فقط في التراث الديني للإسلام.. إن عالم الإسلام المبكر هو عالم إبراهيم وموسى وداوود وسليمان أو المسيح. وهو لم يُوجد خارج الموروث الديني.

    تخبرنا المصادر الإسلامية بأن النبي محمد هاجر من مكة إلى المدينة عام 622م مع جماعته، وان الخليفة عمر بن الخطاب إعتمد هذا التاريخ بداية للتقويم الإسلامي، لكن أصل هذا التقويم يسمى "سنة مابعد العرب" وقد ورد في وثيقتين مسيحيتين، ويقصد به بداية الحكم العربي وهنا يحوم السؤال حول حقيقة تاريخية الهجرة.

    وبسبب غياب الوثائق الأركيولوجية لإحتلال عربي في سوريا وفلسطين، وبسبب أن أصل التقويم كان عربيا، لايرتبط بالهجرة، وبسبب غياب البراهين على إنتشار دين جديد للعرب في غرب آسيا، فإن التعليل الذي قدمه بوب يبدو مقنعا:
    إن عام 622م هو تاريخ سحق البيزنطيين للساسانيين (القرآن يشير إلى ذلك في سورة 30 أية 3ـ 5) ولعله يكون عام تأسيس كيان مستقل للمسيحين العرب.

    لايوجد نبي ذكره القرآن مثل موسى، فالتقاليد الإسلامية تحدثت عن الشبه بينه وبين محمد (أوردته أحاديث عن لسان النبي) حياة موسى تمحورت حول الهجرة من مصر لإنقاذ أولاد إسرائيل، وهجرة محمد من مكة إلى المدينة كانت لإنقاذ جماعته المضهدين. وبموجب هذه الملاحظات ونقاط الإرتكاز للاتاريخية في الموروث الإسلامي، تحوم الشبهات بأن الهجرة قد حدثت في قصة النبي، لأن شخصيته قد صُوّرت بموجب شخصية موسى.

    بعد الهجرة وبعكس موسى (الذي توفي ولم يدخل أرض الميعاد) أخذ محمد دور يوشع (الذي إحتل كنعان)، وأصبح يهود يثرب كنعانيي الإسلام.

    ومن المهم التنويه إلى أن الحفريات، في المستوطنات التي زعم الموروث الإسلامي بأنها يهودية، لم يُعثر بها على أثر يدل على يهوديتها؟! وهذا يتطابق مع المصادر اليهودية، التي لم تسمع بوجود يهود في الحجاز!!

    لكن يوشع في نظرة غنوصية ما هو يشوع، هكذا يراه اوريجين (من آباء الكنيسة الذين تمت هرطقتهم)، وإرتباط شخصية محمد بيسوع أنشأها الموروث الإسلامي بصورة إبنته فاطمة، التي تتماهى مع صورة مريم ( التراث الشيعي يسمي فاطمة ب "مريم الكبرى" "وأم أبيها".. وأضيف بأن الأسماء المسيحية تستخدم إسم ماري روز وهذا يذكّر بالزهراء) وخط فاطمة ـ مريم ـ إيزيس معروف للباحثين.

    بعد فتح مكة عاد محمد إلى نقطة إنطلاقه الأولى، وهذا يتطابق مع النسق الدائري للميثولوجياـ حيث تتماثل نقطتا البداية والنهاية.. وهذا النسق الدائري الغنوصي يخدم تصوّرات عن عودة الروح إلى مرجعها. لأنها إنفصلت عن أصلها، ولغرض خلاصها يتوجب عليها العودة (إلى بارئها)

    هذه التصورات عن العودة إلى الأصل عُرفت دائما في الغنوصية الإسلامية. وصدرالدين الشيرازي (توفي1050هـ) كتب في "المبدأ والمعاد" حول رحلة الروح: النهاية هي الرجوع إلى البداية. لذا فإن ميثوس محمد كما ورد تقديمه في السيرة النبوية يمكن أن يكون إنتاجا غنوصيا أراد تقديم ديانة بثوب ميثولوجي جديد، وهؤلاء الغنوصيون كانوا يعلمون بوضوح، أنهم ليسوا بصدد حقيقة تاريخية بل بصدد دين (تيولوجيا). فموسى والمسيح ومحمد هم صور مختلفة لبطل ميثولوجي أو إبن الله، لتجسيد موعظة روحية.

    لقد بات من المُثبت أن المعلومات من خارج المصادر الإسلامية، تتحدث نقيض السيرة (النبوية)، فالسيرة نفسها غيرجديرة بالتصديق (يمكن مراجعة جانسن وكرونا) لهذا وضعت رحالي عند مسألة الغنوصية الإسلامية المبكرة ودورها. فقد أخبرنا عن وجودها مدوّنو أهل البدع، رغم أنها إختفت نهاية القرن الثالث الهجري، لقد أخبر هؤلاء (كتّاب البدع والغلاة)) عن تلك الظاهرة بإسهاب، لكنها صُوّرت كتعاليم مهرطقة منحرفة عن عقيدة النبي.

    خيتومة:

    أكتفي بهذا القدر من الدراسة وأترك الكاتب عند الغلاة والغنوصية الإسلامية. على أمل تقديم مطالعة حول اللقى الأركيولوجية والنقوش التي عاصرت تلك الفترة والتأويلات الجديدة لها، وبعض الرؤى المتعلقة ، وأشير إلى أن الترجمة لم تكن حرفية بل إقتصرت على نقل النص إلى فضاء لغتنا بما يلائم شحنة المعنى ودلالاته العربية، وأحيان محاولة إختصار السرد.
                  

04-28-2018, 11:25 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    آراء مثيرة حول أصول الإسلام والمسيحية

    الجزء الأول:


    إعداد وترجمة: نادر قريط

    "أهدي هذا النص لكل قارئ يمتلك الحلم والصبر والخيال وسعة الصدر"

    لا بد من الإشارة إلى أن هذه المطالعة تعتمد أطروحات نقدية راديكالية، تقوم على التشكيك بالأنموذج الرسمي للتاريخ، بما فيه من حقب وسلالات وأزمنة، وتعتقد أن تاريخ نشوء الأديان قد حدث متأخرا بعملية إسقاط إرتجاعي وصياغة لأحداث ضبابية مؤسطرة تتلاءم مع مصالح سياسلطوية سادت في عصور لاحقة. ولعل أهم العلامات المميزة لهذه المدرسة النقدية كان كاممايرKammeier (توفي 1959) بنقده لتاريخ المسيحية (1) أعقبه صمت لتعود الأسئلة مطلع التسعينيات بسيل من البحوث والكتب والدراسات التي حاولت هزّ أعمدة التاريخ ، وتسفيه المنهج الأكاديمي الرسمي ونظام اليقينيات الذي تم ترسيخه خلال الأربعة قرون المنصرمة.

    ولعل دراسة هيربرت إليغ H.Illigهي الأكثر إثارة وجدلا لأنها كانت محاولة ممنهجة إعتمدت دراسة تطور بناء الكنائس والمسكوكات..إلخ للبرهنة على وجود زمن شبحي في التقويم المسيحي قدره 297 سنة تحدده الفرضية بين (614/911م) (2)لكن باحثيين آخرين من نفس المدرسة شككوا بذلك أمثال توبر (3) الذي أشار إلى أن التقويم الميلادي حديث العهد، ولم يقرّه الفاتيكان رسميا إلا عام 1443م بعد جدل دار في مؤتمر بازل المسكوني الكنسي، عام 1332م ودعوات كونزانوس (أصبح بابا فيما بعد) لإعتماد تقويم ميلادي (كي لانظل أضحوكة للوثنيين المسلمين كما صرح في المؤتمر)

    وهنا يؤكد توبر Topperبأن حسابات كونزانوس لإنشاء التقويم المسيحي تمت (بعمليات إرتجاعية) إعتمدت التقويم الهجري أساسا في حسابها، أما المهم في هذا السياق ملاحظته المدهشة للفرق الزمني بين مؤتمر نيقييا الكنسي الأول (325م ) الذي أسُست بموجبه كنيسة الدولة، وبين عام الهجرة الإسلامي الأول (622م) وهذا الفرق يساوي الزمن الشبحي في نظرية إليغ ويبلغ بالتمام والكمال 297 سنة؟؟

    يا للهول هذا يعني ضمنيا (فيما لو صحت فرضية السنوات الشبحية) أن مؤتمر نيقييا الذي عُقد لدحض هرطقة " الأسقف الإسكندري آريوس Arius، وصياغة قانون الإيمان" هو مؤتمر تزامن مع ظهور محمد !!

    بعد هذا التمهيد أشير إلى أن هذه المطالعة إعتمدت أفكارا لتوبر (4) حول الخيط السري بين الأريوسية (المسيحية) والإسلام. ودراسة جان بوفورت Beaufort (5) وفرضيته حول تطابق الأريوسية مع الحركة العلوية؟ وفي كلا الدراستين محاولة جديدة لتفسير تناقضات التاريخ الرسمي..

    إنها ببساطة أفكار تقلب معارفنا رأسا على عقب (أنوه بأن كاتب السطور ترجم بتصرف مقاطع منتخبة، مع فتح أقواس لمزيد من التوضيح)

    محمد ـ آريوس ؟

    يشير توبر إلى أن مصادرنا عن الآريوسية لا تعرف إلا بعض الكتابات المشوهة، لكن الملفت أن القداس الأرثوكسي لازال ليومنا يكرر لعن "الزنديق آريوس" ثلاث مرات بموافقة المؤمنين الخاشعين وهذه اللعنة الأبدية تنصب على أمثال آريوس ممن يزعمون بأن المسيح ليس مساويا للآب بل أقل مرتبة منه، أو الذين يزعمون أنه إنسان متأله وهذه الفكرة هي جوهر الحركة الأريوسية (وتسمى أحيانا الأريانية) التي إمتدت بدء من عام 313م لتصبح عقيدة الأغلبية المسيحية (الوندال، ومسيحية المشرق) مما إستدعى إنعقاد مؤتمر نيقيا عام 325م برعاية القيصر قسطنطين، وبموجبه تم لعن آريوس ووضع قانون الإيمان المسيحي، لكن قسطنطين مال لجانب الأيروسيين فأعيد إعتبارهم (بإستثناء آريوس نفسه) الذي قُتل قبيل عودته إلى حضن الكنيسة عام 336م. وبعد جدل وشجار وحروب إستطاع المؤتمر الكنسي في القسطنطينية عام 381م لعن الأريوسية وتكفيرها نهائيا، ومع مرور الزمن إستتب الأمر وإستطاعت الأرثودوكسية تثبيت أقدامها.

    ثم يعقب الكاتب قائلا: إن هذا اللعن اليومي للآريوسية في القداس لابد أنه تذكير بعدو قوي يتلطى. عدو مازال يشكل خطرا محدقا. ومن يكون هذا العدو الشرس الذي لا يؤمن بأن المسيح هو الله؟ اليهود ليسوا بوارد السؤال لأنهم ينكرون المسيح التاريخي من حيث المبدأ، أما في الإسلام فإن للمسيح معنى، فهو النبي الذي سيعود آخر الزمان محملا بالقوة الإلهية لإقامة محكمة الله؟ وهنا يضيف الكاتب جملة مستفزة تقول: إن المضمون الدوغمائي للمسيح في الإسلام يجعله أهم من محمد؟ثم يضيف بعضا من أفكار لولينغ إلى الموضوع التي تعتبر أن نظرة الإسلام إلى ألوهية المسيح ذات صبغة أريوسية؟

    فإذا كانت هذه الأحداث التاريخية متظافرة، وإذا كانت علاقة الأريوسية بنشوء الإسلام علاقة جدلية، فإن كثيرا من الغموض الذي أحاط بتاريخ الكنيسة سوف يُرفع . ويمكننا تفسير غياب الصراع مع الإسلام الناشئ، وتفسير إندفاع جيوش الإسلام عبر الحدود الرومانية، وفهم رسائل محمد إلى هرقل ودعوته لإعتناق الإسلام، ومثل هذه الأمور التي بقيت قرونا بدون كتابات "مسيحية"مضادة.

    لقد إكتفت الكنيسة فقط باللعنات الثلاث التي كالتها لهذه "الحركة" الجبارة! أي أن مايسمى مؤتمرا نيقيا والقسطنطينية كانا إجابة على خطر متربص.. لكن علينا أن نتصور هذا الربط بين مؤتمر نيقيا ونشوء الإسلام بإعتباره فانتازيا متأخرة تؤكد بوضوح كم العبث الذي أحاط بالحساب الزمني (المقصود حساب التقاويم)

    ثم يعقب الكاتب بأن مؤتمر نيقيا لاتؤكده إلا بعض الرسائل المتأخرة (بدون وثائق حقيقية) والمواضيع التي طُرحت على جدول أعماله:

    1ـ مناقشة الزندقة الأريوسية القائلة بأن يسوع ليس مساويا لله
    2ـ الإعتراف بطقوس الأيقونات
    3ـ معالجة مشكلة التقويم وتثبيت يوم الفصح أو بداية الربيع

    والملاحظ أن أمرين من تلك كانا محور عمل محمد
    1ـ لعن كل محاولة تقلل من وحدانية الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد (توافق مع رؤية أريوسية)
    2ـ إن محمد لم يتهاون مع طقوس الأيقونات والتمائيل والصور (أيضا إتفاق مع طابع أريوسي)

    ولو أخذنا بنظر الإعتبار فرضية إليغ عن السنوات الشبحية ال297 الزائدة في التقويم الميلادي فإن العام الهجري الأول المساوي ل 622ميلادي يصبح:
    622 ناقص297 يساوي 325م (تاريخ مؤتمر نيقيا) ومن الملفت أن آريوس بدأ دعوته عام 313م ومحمد 610م والفرق سيكون 297 سنة وهو نفس الفرق الزمني بين لعن آريوس في نيقيا وهجرة محمد، ومن العجيب أن وفاة آريوس حدثت عام 336م ومحمد عام 632؟؟الفرق يقترب من 297 سنة !! إنها نفس الفترة الشبحية المتكررة ..

    عليه فإن الصراع مع الآريوسية يعكس في جوهره صراعا مع إسلام فتي. والملاحظ أيضا بأن مذبحة كربلاء حدثت عام 59 هجري (وفق التقويم الرسمي بحدود 679م) وإذا أزلنا السنوات الشبحية فإننا نقع على عام 381م وهو تاريخ مؤتمر القسطنطينية الذي أعلن فيه تكفير الآريوسية نهائيا وهدر دمها؟ وهذا يقابل إنشقاق الإسلام إلى شيعة وسنّة!

    بعد ذلك يمر الكاتب على موضوع "الهجرة"النبوية ويرى كباقي الباحثين بأنها حجر عثرة أمام البحث، فالمعرفة بتقاليد قانون الدم العروبي بين القبائل تستبعد كلّية المزاعم عن محاولة تدبير قتل محمد، إذ يُعتقد أن مكة (القرن السابع) كانت متسامحة دينيا وهذا جزء من التسامح الديني الذي عرفته النخبة الفارسية، لهذا تبدو هذه الهجرة غريبة، لكنها محتملة في القرن الرابع ميلادي، إذاك كانت مكة تحت الهيمنة الرومانية (بيزنطه) التي أنزلت اللعنة على أريوس.. عليه تصبح هجرة محمد مفهومة وضرورية، وهي بمثابة إنفصال عن الكنيسة الأم في مكة ولجوء إلى يهود يثرب.
                  

04-28-2018, 05:47 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    آراء مثيرة حول أصول المسيحية والإسلام

    نادر قريط

    الجزء الثاني

    أما بالنسبة للفتوحات "الأسطورية" للإسلام (منتصف القرن السابع) فإن المصادر البيزنطية تصمت عنها تماما وهذا أمر بمنتهى الغرابة مع أن الإسلام طرق أبواب (القسطنطينية) وهدد مملكتها، وهنا يستأنس الكاتب برأي لولينغ الذي أكد غياب دلالات الفتح الإسلامي في المصادر المسيحية، فالموجود لا يزيد عن تلميحات سطحية ليوحنا الدمشقي. أما إيزيدور الإشبيلي فلم يذكر شيئا عن إسلام ذلك الوقت المبكر،
    أيضا تجدر الإشارة إلى أن غرب أوروبا التي كانت مهددة بإجتياح إسلامي (كما تذكر الكتب) لم تسمع بالإسلام .. وفجأة تندلع الحروب الصليبية نهاية القرن 11م وكأنها ذكّرت الأوروبيين (توا) بالإحتلال الإسلامي لبيت المقدس بعد 450سنة من حدوثه؟

    إن أول الفقهاء الذين أخبروا عن الإسلام في أوروبا هو اليهودي بدرو ألفونسو الذي إعتنق المسيحية في إسبانيا عام 1106م آنذاك كان المسلمون يفرضون نفوذهم حتى توليدو وسرقسطة . أيضا نلاحظ أن فقهاء المسلمين خلال القرون الهجرية الأولى لم يجادلوا المسيحيين بل جادلوا المنوية والمزدكية والزردشتية .. وهكذا يصل الكاتب إلى أحدى الخلاصات الملفتة: إن هذا التجاهل المتبادل بين كلا الديانتين قبل القرن 11م يدل بأنهما لم يكونا موجودين بعد (يقصد كمؤسسة)،

    فإذا إعتبرنا الإسلام هو رد على نشوء المسيحية، ينتج عن ذلك أن الإعتراف بالأرثودكسية كدين دولة (في نيقيا) كان المحرك الباعث لتمكين الهرطقة الأريوسية في أماكن أخرى، فالساسانيون فضّلوا هذه الهرطقة (التي أصبحت فيما بعد إسلاما) لأنها معادية ومعارضة لخصمهم بيزنطه، ولهذا فإن الشاهنشاهية الفارسية دعمت الإسلام المتأخر كما أنهم قُبلوا بترحاب من مؤرخي الإسلام (يقصد طبعا تعظيم الكسروية في التاريخ والأدب العربي)

    وختاما لهذا الفصل يعرج توبر على أطروحة لرودي باريت (مترجم القرآن الأكثر شهرة في ألمانيا) والذي تحدث عام 1957عن إنقطاع في السرد القرآني!؟ وكذلك تعرض لفرضية لولينغ التي تحدثت عن 150سنة من الفراغ في القصة الإسلامية المبكرة، إضافة لوجود قرن إضافي يصعب توثيقه، ليصل إلى قناعة بأن تقديم القرآن بصورته المنجزة والنهائية قد حدث في القرن الرابع الهجري ويقتبس حرفيا عن لولنيغ مايلي:
    إن القادة الدينيين والسياسين الذين أعقبوا النبي، وبسبب أفكار داخلية وخارجية وعدم إستقرار أمور الأسلام الفتي، وتقديرا منهم للتفوق الفلسفي للكنيسة الهلينية الرومانية قرروا الإنكفاء وتكذيب الماضي المسيحي للإسلام والتاريخ المسيحي للقرآن والإسلام وطمس معالمه الأولية وبذا حافظوا على المكتسبات والإستقلالية الدينية السياسلطوية، مما أحدث فراغا تاريخيا تم حشوه فيما بعد.

    هنا أرجو من القارئ الكريم أن ينتبه جيدا إلى خلاصة توبر الأخيرة عن الحركة الأريوسية (الإسلام فيما بعد) التي تبنتها فارس بسبب خصومتها مع بيزنطه، لأن هذه الخلاصة المحورية التي صاغها الكاتب عام 2000م أصبحت محرك دراسات لاحقة كما هو الحال في حلقة البحث بجامعة سارلاند بألمانيا بقيادة هانس أوليغ وكتبهم من قبيل : البدايات المظلمة 2005، وبدايات الإسلام 2007) التي بدأت تؤشر العراق ونساطرته كمنطقة مرجحة لبداية الإسلام، تعززها في ذلك فرضيات عن صيرورة اللغة العربية، وتطور الكتابة والنقوش وأصول المخطوطات القديمة..

    ولأن الموضوع خارج إهتمامنا في هذا النص أشير إلى أن هذه الخلاصة المركزية لابد وأن تلقفتها أيضا الباحثة الألمانية زينب مولر لتوكد في دراسة فيلولوجية تاريخية أن الأريوسيين لاعلاقة لهم بالأسقف الإسكندري آريوس بل بحركة مصدرها إيران؟ وهنا أنتقل إلى موضوع بوفورت الذي إقتبس بدوره أطروحات مولر وتوبر ليصوغ فرضيته الجديدة حول نشوء المسيحية والإسلام.

    أريوس ـ وعلي: حول الجذور الإيرانية للمسيحية والإسلام؟؟

    بداية يشير الكاتب إلى أنه يتفق مع فرضية زينب مولر Z.Müller التي تقول بأن مصطلح "آريوس"ذو أصل إيراني وأن الهرطقة الاريوسية المسيحية القديمة تضرب جذورها في إيران، وعلى ذلك فإن مصطلح "آريوسي" في اللاهوت الكاثوليكي للقرن السادس يعني (أتباع آريوس) الذي لم يكن له وجودا بل كان شبحا تم إختلاقه وإسقاطه على القرن الرابع، وغرض هذا الإختلاق هو تكفير حركة قوية مضادة "للتثليث" والقبطنة (من أقباط). حركة تم منعها أيام جستنيان (483ـ565م) وتتطابق هويتها مع حركة موجودة ليومنا بإسم "شيعة علي، أو حزب العليّ) ثم يقول:

    في مثال جدير بالقراءة تشير مولر لصعوبات جمة تعترض فرضية طباق بين علي وآريوس وتدعو إلى تعامل مع جذور هذه المادة وتجنب الأحكام السريعة، وكفرضية معاكسة قدمت رؤيتها بأن مصطلح آريوسي يعني: أناس من آريا (إيران) وهؤلاء هم ممثلو الغنوصية الإيرانية المثنوية، أما عن السؤال حول تاريخية علي صهر محمد فتبقيه مفتوحا. لذا فإن دراستها تقدم مادة للتفكير والتأمل بغض النظر عن تقرير عما إذا كان "علي" محاولة إسلامية لتجسيد حقيقة أريوسية تاريخية، أو كان أريوس إختلاقا متأثرا بخطوط الرواية العربية. فهذا ما ستقرره البحوث القادمة، كذلك الأمر فيما يتعلق بالسؤال الكرنولوجي وموضعة الزمن لكليهما أو زمن إختلاقهما؟

    لكن بوفورت يحاول التقدم خطوة إلى الأمام ويتفق مع مولر بأن الأجدى حسب وجهة النظر العلمية متابعة مصير الحركة الدينية دون التمسك بتاريخية مؤسسها أو عدمها. فالفرضية تقوم على مطابقة آريوس بعلي وعلى إتهام كاثوليكي لإتباع آريوس بالهرطقة الذين هم أنفسهم أتباع "علي" أو العليين الشيعة.. لكن الكاتب يضيف قناعة شخصية بعدم تاريخية علي تماما كالمسيح وبولس ومحمد.!! علي يصبح إذن شخصية ميثولوجية وأب مؤسس لحركة سياسية تاريخية موجودة ليومنا (حزب العليّ، الشيعة) ويمكن أن يكون محمد شخصية دينية شبحية، أسّست السنّة ثم ربطت نفسها مع حركة الشيعة لتشكلا معا كنيسة الدولة للنظام الأموي؟ويضيف:
    أفهم آريوس كبناء تم إختلاقه في عصر جستنيان أثناء تمدد الكاثوليكية في أرجاء الإمبراطورية لمحاربة وتكفير أعداء التثليث وهم "العلييون" ولاجدال في أن أتباع آريوس (الشبحي) هم خصوم الأقباط وأن الأريوسين هم أنفسهم أتباع المسيحية المعمدانية (الصابئة) السابقة للكاثوليكية.

    :قصة المسيحية بدون يشوع وبولس التاريخيين:

    يخبرنا بوفورت بأن الكنيسة الحالية بنسختيها الأرثودوكسية والكاثوليكية (والبروتستانتية) تعرف نفسها من خلال الإنتساب لمؤتمري نيقييا والقسطنطينية، حيث ربطت نشوءها بشخص ذي حقيقة تاريخية هو يسوع الناصري وتلامذته بمعية بولس الذي كان نفسه ساولس أحد مضطهدي المسيحية.. هؤلاء أصبحوا رسلا ومؤسسين لما سُمي لاحقا الكنيسة الكاثوليكية. وهي العقيدة "النقية" التي إستطاعت أن تحقق نجاحا بوجه الضلال والهرطقات العديدة، أما الشاهد على هذه المسيحية المبكرة فهي الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل. وسيان إن تطابقت أو تناقضت هذه الصورة التاريخية للكنيسة المبكرة مع تاريخية يسوع المثيرة للجدل والمشكوك بأمرها، فإن منتقدي نظرية الحقيقة التاريخية ليسوع أهملوا نقدهم لتاريخ المسيحية المبكرة التي يطفو فيها بولس مكان يسوع كمؤسس حقيقي وواعظ بأناجيله.

    هنا فإن النقد الراديكالي للباحث الإنجيلي Bruno Bauer ذهب أبعد من ذلك عندما إعتبر بولس شبحا أدبيا وعرف أن رسائله (في العهد الجديد) هي تحوير لإنجيل مارثيون Marcion المفقود (حسب دراسات Deteringلأعوام 92ـ 95ـ 2008) وفي هذه الحالة وعندما لايكون يسوع وبولس وراء الكاثوليكية فيجب أن يكون تاريخ الكنيسة قد شُكّل بطريقة مختلفة تماما عما هو سائد ومعروف. والسؤال: في أية بيئة روحية نشأت قصة يسوع المصلوب وكيف إنتشرت في عالم الأنتيكا وكيف أصبحت عقيدة الدولة الرومانية؟

    وهكذا يقوم بوفورت بإعداد جدول إفتراضي للمراحل المهمة في تاريخ مسيحية لاترتبط دوغمائيا بتاريخية يسوع، وهذا المبنى من التصوّرات ليس نهائيا قطعيا. وتتضمن فرضيته تعليلا وتفسيرا للإنحرافات عن الصورة التاريخية المألوفة.

                  

04-29-2018, 07:09 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    آراء مثيرة حول أصول المسيحية والإسلام

    الجزء الثالث

    نادر قريط

    ــــــــــــــــــــــــ
    نموذج بوفورت لنشوء المسيحية:

    1ـفي البدء نشأت مسيحية قديمة (يهودية هيليية) أهم طقوسها إرتكزت على تعميد الكبار Batisma والمسح بالزيت Chrisma وتناول وجبة المحبة للمؤمنين Ogapa. وإرتبطت بيوحنا المعمدان وكانت ديانة منفتحة على الغنوصية وديانة "الأقانيم الثلاثة" ووجدت تعبيراتها الإنجيلية في الراعي الصالح والخروف والسمكة والطاووس والحمامة البيضاء والصليب اليوناني، وشاب بدون لحية من تلامذة يوحنا أو المسيح،

    وكان هذا الدين متسامحا منفتحا ولم يكن قد إرتبط بعد بيسوع المصلوب، وإنتشر لاحقا بإسم الهرطقة "الآريوسية" وشهادته موجودة ليومنا في جماعة دينية إسمها "المندائيون" في العراق أو آريوسية القوطيين والكاثار في الغرب (شمال اسبانيا)، وجماعات عديدة إنتشرت في القرون الوسطى ومارست طقوس تعميد الكبار في الكنائس المعمدانية (اليوحنائية)، ومصدر هذه المسيحية يمكن أن يكون العراق ـ إيران لهذا يوافق الكاتب فرضية مولر بأن إصطلاح "آريوس" يمكن أن يكون قد حمل معنى جغرافيا (إيران) 

    2ـ وعلى سبيل التخمين يمكن إعتبار أن هذه المسيحية بدأت قبيل تدمير الهيكل الثاني عام 70م في وسط ديني يهودي في سوريا وفلسطين حيث قامت بصياغة مجاميع من الحِكَم والمقولات، وتم تلقيمها لمعلم حكمة ومخلص إسرائيل (يشوع) الذي لم يكن قد ثُبّت كرونولوجيا، فتارة هو خليفة موسى وتارة خليفة داوود (في القرآن تظهر مريم على أنها أم المسيح وأخت موسى وهارون [قرآن 3.30و 19.29ـ

    وحسب كورت رودلف فإن هذا التطابق (بين المريمين) موجود أيضا عند أحد آباء الكنيسة المدعو رابولا من إديسا Rabbula المتوفي عام 435م] ) وهناك أجزاء كثيرة من إنجيلي توما ومتى تُذكّر بالمراحل القديمة لهذا الدين الذي لم يُصلب يسوعه بعد ولم يكن قد أصبح إبن الله وصاحب معجزات، وتلامذته لم يصبحوا رسلا بعد وشمعون لم يصبح بطرس ويهوذا ليس خائنا.

    3ـ إن أقدم سيرة ليسوع كتبها الإنجيلي مرقس، حسب الرأي السائد منذ القرن19 وقد كان فرانشيسكو كاروتا (صاحب الكتاب الشهير : هل كان يسوع قيصرا) (6) قد عرف بأن إنجيل مرقس إستبطن سيرة يوليوس قيصر، التي نقلها مرقس من روما إلى القدس. فمن قائد للجيوش الرومانية حصلنا على آمر جنود السماء، ومن ملك أراده الشعب الروماني إلى ملك أراده الشعب اليهودي، ومن مجلس الشيوخ الروماني (باليونانية Synedrion ) إلى السنهدرين اليهودي ومن بروتوس إلى يهوذا ومن Capitolium (موقع الجماجم والمشتق من لفظ رأس Caput ) إلى Colgatha (الجلجلة)

    لكن كاروتا لم يتساءل أين نشأ إنجيل مرقس. فهذا عاش في مصر بإعتباره البابا الأول للكنيسة القبطية فعليه لابد أن مصر موطن إنجيله ومن المرجح أن الأقباط أول جماعة دينية إعتقدت بإبن الله يسوع المصلوب (وهذا ينطبق مع عقيدة التثليث المصرية إيزيس أوزيريس حورس. وتجدر الإشارة إلى أن ميلاد الإبن حورس يصادف أيضا 24ديسمبر ناهيك عن رمز الصليب الذي يرتبط بحرف الحياة الفرعوني أنخ)

    4ـ إن وجهة نظر كاروتا حول دور مرقس في نقل مكان سيرة القيصر وإستبدال شخصيات الدراما تركته لا يرى أن إنجيل مرقس كان فريدا في تضاده مع ديانة القيصر يوليوس (التي تسمى Divius iulius ) وذلك عندما إستبدل القائد العسكري يوليوس بيسوع القائد الروحي، إذا لم يعد هنالك القيصر الإله بل يسوع اليهودي المصلوب، وهذا جعل ديانة يسوع مشحونة بعداء الدولة التي كانت حينها ماتزال تؤمن بعقيدة القيصر (يوليوس) الإله

    5ـ ويبدو معقولا أن ديانة القيصر ( يضاف إليها تعظيم اوغسطس) قد تم دمجها مع الكنيسة القديمة الهلينية في عهد دقليديان (حكم بين 285ـ 305م) مضطهد الأقباط أو الذي كان معاديا لأتباع دين يسوع، لكنه لابد كان "آريوسيا "مسيحيا وبعكس ذلك لايمكن توضيح كيف أن الكنيسة إقتبست نظامه الإمبراطوري في توزيع أبرشياتها (مراكز الأسقفيات) وكذلك لايمكن توضيح كيف أن مرقده لايزال لليوم كنيسة مسيحية. وقسطنطين هو الأخر كان آريوسيا لكن لابد أن عهده شهد نهاية التأليه الروماني للقيصر يوليوس .. بعدهما يبدو أن كنيسة إمبراطورية رومية (شرقية) تشكلت وفق مسيحية قديمة "آريوسية" لكنها لم تكن تنتمي بعد ليسوع المصلوب.

    6ـ ويبدو محتملا أن حركة تطورت في المشرق مضادة لفكرة التثليث القبطية وعقيدة الصلب وإبن الله، وإعتقدت بشخص تاريخي على شاكلة أنبياء اليهود. هذه الحركة كما يراها الكاتب هي شيعة العلي "الآريوسية" التي وجب تكفيرها وهي حركة تقدّس يوحنا إلى جانب يسوع (كما في الإسلام) وفي محيطهم نشأ القرآن القديم كتابا مسيحيا يجد صداه الأدبي والعقلي في مقاطع عديدة من إنجيل متى (حسب دراستي لوليغ 1973 ولوكسمبرغ2001) وكما الأقباط فقد كان أعداء التثليث"العلييون" مستقلين سياسيا وأضداد لديانة تأليه القيصر وبالتالي أعداء للدولة (الرومانية) 

    7ـ الخصومة بين الأقباط والعليين قادت في القرن الخامس إلى صيغة مسيحية في مناطق واسعة من غرب آسيا، قبلت فكرة الصليب القبطي، كحل وسط، وهذه الصيغة طرحها T.تيودور Mopsuestia وبموجبها أصبح يسوع إنسانا في مولده وصلبه.

    أما طبيعته الإلهية فلم تتأثر بذلك وهذه الصيغة تم تكفيرها من الكاثوليكية لاحقا لكنها إقترنت بالكنيسة الشرقية النسطورية. التي لاتزال مستقلة عن الكنيسة الأرثودوكسية الكاثوليكية الرومانية. وحافظت على إستقلاليتها في العصر الفارسي الساساني، وكذلك أثناء الحكم العربي فقد كانت ديانة ذات حضور موازي لدين الدولة (الإسلام) وذات مرجعية كنسية ناطقة باللغة السورية (الآرامية) مثلها كاثوليكوس سلوقية وطيسفون (المدائن)

    8ـ لكن القيصر جوستنيان عارض هذه النسطورية المدعومة من فارس والمنافسة لكنيسة الإمبراطورية، ورمى بثقله إلى جانب الأقباط (زوجة جوستنيان تيودورا كانت قبطية) وأخذ عنهم فكرة الصليب مدفوعا بهم إستثمار الدفق الديني لإستقرار الإمبراطورية، حينها بدأت كنائس الإمبراطورية تتزيّن بالصور والإيقونات لتقريب صورة يسوع لأذهان الشعب ..

    وأصبحت وجبة المحبة لمؤمني المسيحية القديمة تتحول إلى قداس يديره كهنة، وفي تلك الفترة بُدء بإنشاء قصص الرسل الإنجيلية، التي رُبطت إرتجاعيا بأعمال شخصية تاريخية ليسوع.. ومن الآن فصاعدا أصبحت الكنيسة الإمبراطورية تحتكر تمثيل مسيحية يسوع، وكل عقيدة منحرفة عنها كالنسطورية "كنيسة المشرق" أو آريوسية المسيحيين المعدانيين أو شيعة العلي ستصبح زندقة مارقة يتوجب منعها ومطاردة أنصارها.

    9ـأما المرحلة الجديرة بالإنتباه فتتضمن نزاعا عنيفا بين العليين (أو الشيعة) مع الأمويين، هذه الصدامات، بلغت إربها بإتفاق الطرفين على صورة تاريخية موحّدة، بإتفاق القادة على مرجعية موحدة هي النبي محمد. وفي هذا الإطار أصبح علي إبن عم وصهر محمد (ما) القرشي، وبنفس الوقت أصبح معاوية الأمويين صهره أيضا. وهذا الإتفاق كان بمثابة ساعة الميلاد الحقيقية لإسلام اليوم.

    ( أشير إلى ميول بحثية بدأت تشق طريقها، خصوصا بعد صدور كتابي مانفرد تسيلر M. Zeller (7) عن الدولة الأموية والإسلام المبكر في إيران صدرا عام 1993 وفيهما استنتج أن الدولة الأموية والفارسية تعايشتا معا وأن عبدالملك بن مروان عاصرالملك الفارسي خسرو الثاني ( 591ـ628م) وقد توصل إلى نتائجه من خلال دراسته للمسكوكات والقصور الأموية، وأشار إلى أن تاريخ الدولة الأموية هو أقدم ب78 سنة من التاريخ الرسمي!! وعلى هذا تترتب أمور بالغة الأهمية) 

    10ـ ولبلوغ التمام لابد القول أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الحالية هي نتيجة لإنقسام متأخر حدث في كنيسة جوستنيان (الأرثو ـ كاثوليكية) ، ويبدو أنها أصبحت مستقلة في القرن العاشر، فقبل ذلك كان أسقف روما يُعتبر أحد البطاركة الخمسة للكنيسة الإمبراطورية (المقصود البيزنطية) وعندما أكتسبت روما الأهمية في عصر الشارلمانيين البيبين Pippin والأوتوويين Otto (أوتو الأول: 936م) تم تأهيلها للإستقلال السياسي عن بيزنطه، بعد تعزيزها وإختلاق تاريخ كنيسي يرجع إلى بطرس معزز بسلسلة مُضللة (مغشوشة) من قوائم الباباوات، كي ترجح مرجعيتها وأسبقيتها على الأرثودوكسية اليونانية (بيزنطه)

    إن هذا المبنى لتاريخ المسيحية القديم يتعارض مع كثير من النصوص القديمة التي روت القصة التقليدية للكنيسة والتاريخ المسيحي، وبرأي بوفورت فإن تلك النصوص هي مزوّرات وحشو متأخر وتحريف تم صياغته وإسقاطه على أزمنة سابقة.

    والبرهنة على النحل في وقائع منفردة ليس عسيرا، لكن التزوير غالبا ما يتناول المحتوى، وهنا لايمكننا فهم طبيعته إلا من خلال الصورة الكلية، التي نكوّن منها مادة التاريخ.

    وتلك الصورة الكلية ترتبط بأخبار ماضية منها ما هو حقيقي وما هو منحول (مزوّر) لذا فإننا سندخل في دائرة هيرمينوطيقية، لايمكننا الخروج منها إلا إذا نجحنا بإنجاز صورة شاملة غير متناقضة لمسار التاريخ، وعن هذا مازلنا بعيدين، عليه فأفضل مانفعله تجربة إعادة تشكيل الصورة التاريخية بحيث تمنحنا نصوص الموروث منطقا سيوسيو بسيكولوجيا تاريخيا
                  

05-02-2018, 09:57 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    آراء مثيرة حول اصول المسيحية والإسلام

    الجزء الأخير

    نادر قريط
    ـــــــــــالطبيعة الواحدة، وجدل الآريوسيين حول يسوع

    بناء على التصوّر الفرضي لتاريخ الكنيسة يعود الكاتب إلى طرح الأسئلة حول مصطلح " أريوسية"وتاريخية أو مطابقة "علي" و"آريوس"، ويقول بإن مولر فهمت أيضا المصطلح من خلال تصورّها الخاص لنشوء المسيحية، وهي صائبة (حسب رأيه) عندما عنت بأن توصيف الآريوسية في أيامنا هو نحل وإختلاق لاهوتي قامت به عقيدة الأقانيم الثلاثة وجدل حول قيم الإبن والآب والروح القدس،

    ففي ذلك الوقت لم تكن قد وُجدت كنيسة موحدة بعد أو كاثوليكية مُوحّدة.، ناهيك عن أن تاريخ الأديان لايقتصر على الكنيسة الكاثوليكية، ومن باب أولى إعادة بناء تصوّرات للجدل الآريوسي على نواة تاريخية، وهذا ما فعلته مولر عندما عرّفت الخصوم كما يلي:

    الآريوسيون هم مثنوية غنوصية إيرانية. النساطرة هم مسيحيون يهود يهوويون (من يهوا)، اتباع الطبيعة الواحدة هم أنصار ديانة الآلهات. وهنا ترد مولر الأقباط إلى مسيحية ترتبط بالأم إيزيس كعرب (ماقبل الإسلام) الذين عظّموا اللات والعزة..وعليه يسجل بوفورت إعتراضا، ويضع الآريوسيين والنساطرة وأتباع الطبيعة الواحدة في وعاء مشترك إذ يعتقد أن تلك التسميات لاتصف حركات محددة، بل تصف مبنى لاهوتيا إختلقته الكاثوليكية لزندقة وتبرير بطشها بتلك الحركات،

    ويرى أن الأقباط هم من أتباع الطبيعة الواحدة، ولم يعظّموا إيزيس، مع معقولية إنتماء ماريا ويسوع للصورة التاريخية لإيزيس وحورس. فالأقباط كانوا ومازلوا مسيحين دون أن يكونوا أتباعا لديانات الإلهة الإم، وكانوا ومازالوا يعتقدون بيسوع مصلوب وإبن أبدي لله، أما أتباع آريوس فكان يسوعهم إنسانا مخلوقا، وهو نفس الجدل المستمر للآن بين المسيحين والمسلمين. جدل لا مساومة فيه بين طبيعته البشرية والإلهية.

    وهو برأي الكاتب إثبات على أن هذا الجدل ليس نزاعا نقديا لاهوتيا وإنقساما فقط بل حقيقة تاريخية تعبر عن مشاعر عامة الناس إزاء هذا النتاقض (بين طبيعتي يسوع)، والدلائل ترجح أن النظرة الكاثوليكية للآريوسيين تقصد أيضا الإسلام أو المرحلة الممهدة له كما في فرضية توبر عن التمائل بين الآريوسية والإسلام والتطابق بينهما في نقاط جوهرية.

    إن الغياب المطلق لنزاع لاهوتي بين المسيحية والإسلام في القرون الوسطى (المبكرة)، والتوقف المفاجئ لوجود الأريوسين وإنقراضهم في المناطق التي وصلها الإسلام (بينما حافظت القبطية والنسطورية على وجودهما) وعدم تذكّر الإسلام لماضيه الآريوسي، أثناء التحالف الشيعي السني الذي يعكس بنفس الوقت نوعا من الغرابة والشبهة، حول أصل الإنتماء المشترك لمحمد؟ تجعل السنوات ال 297 بين مؤتمر نيقييا وبداية الهجرة وعلاقتها بالسنوات الشبحية، لاتبدو صدفة عمياء.

    وبإيجاز وتحت عنوان فرعي: آريوسية، نساطرة، مندائيون والجذور الإيرانية للمسيحية.

    يطلعنا بوفورت على قناعته بأن الطمس التاريخي وإختلاق آريوس حدث بعهد جوستنيان وبهذا السياق يعرج على تاريخ النساطرة (كنيسة المشرق) ويستقي من مقال للمطران الآشوري مار باوي سورو، أفكارا تضيئ على تاريخ الكنيسة النسطورية ورفضها إستعمال لقب "نسطوري" ويخبر حسب مؤتمرات كنيسة المشرق بأن إسم نسطور ظهر أول مرة في رسائل البطريرك جورجيس (660ـ680م) أي بعد وفاته بأكثر من قرنين وبعد أكثر من قرن على مايُسمى: قانون الأعمدة الثلاثة، الذي سنّه جوستنيان وبموجبه تم تكفير أهم لاهوتيي كنيسة المشرق وهم: إيباس الإيديسي 457م، تيودوريت الكيروسي466م، تيودور المُبسيستي 428م .

    أما نسطور نفسه فيُزعم أنه توفي عام 451م ، وكان بين 428 ـ 431م بطريركا للقسطنطينية، وزعم أن تعاليمه قد رفضت في مؤتمري أفسس 431م وخلقيدونية 451، وهذان المؤتمران الكنسيان لم يثيرا إنتباه الكنيسة النسطورية أيام جوستنيان (عن سورو)

    وهنا يقول بوفورت: إن إنشغالي بهذا الموضوع، منحني إنطباعا بأن كلا المؤتمرين الكنسيين محض إختلاق وحشو متأخر. ويستند بذلك على رأي لماريانا كوخ M. Koch التي تقول فيه إن غاية جوستنيان ليست الظهور كمُبتدع للأرثو ـ كاثوليكية، لأنه بالفعل كان مُنشئها، وتم ذلك من خلال منحها زمن نشوء مبكر، إقتبسه اللاحقون وأصبح أمرا مقضيا.

    ثم يضيف بأن إختلاق الشبح آريوس كان ذريعة لتكفير وملاحقة أولئك الذين رفضوا الإيمان بمسيح مصلوب كالعليين (الماقبل إسلامية) والمعمدانيين. ويشير إلى معقولية تبني كنيسة المشرق في القرن الخامس لديانة يسوع وفق تصورات تيودور المُبسيستي، حيث مارست طقوسا وشعائر كنسية سورية قديمة لم تكن لها صلة بلاهوت الصلب القبطي، وكان مركزها ومازال في سلوقية الهلينية الفارسية.

    ثم يعرض إلى الأقلية المندائية في العراق (إنخفض عددها بعد الإحتلال الأمريكي من 60ألف إلى خمسة آلاف) المجهولة الأصول والتي تؤمن بيوحنا المعمدان كشخصية تاريخية، حيث يعتقد المؤرخون بأنهم نقلوا هذه الديانة من فلسطين إلى بابل، بدون أدلة واضحة، وفي الحقيقة قد يكون الأمر معكوسا:

    ففي العصر الفارسي البابلي، نشأت أسطورة يوحنا بين اليهود الذين لم يعودوا إلى فلسطين .. أي أن هذا الميثوس كان قد تطوّر في فضاء بابلي يهودي هليني فارسي خليط.. هناك إستطاعت عقيدة يوحنا أن ترتبط بالعقيدة الفارسية Spenta Mainya ( الروح الطيبة).
    وإذا كانت هذه الظنون أكثر من مجرد تكهنات، فإن إشتقاق الصفة "آريوس" تعكس محاولة كاثوليكية لطرد منشأها الجغرافي من الذاكرة الجمعية، وعلى هذا المنوال مُهّد طريق جوستنيان لتحوير دلالاتها، بمساعدة ربط مرجعية أعمال الرسل (الأنجيلية) بيسوع وبولس.

    آريوس ومحمد وعلي؟

    إذا ما أصبح تكفير آريوس موجها إلى المكذبين لبنوة يسوع لله (الممهدين للإسلام) يصبح توبر مصيبا في ظنونه التي طابقت بين الآريوسيين والمسلمين.إضافة إلى أنه يجنبنا إعتبار العليين "الشيعة فيما بعد" حركة سابقة للإسلام. لكن ذلك يتعارض مع حقيقة تكفير الآريوسيين في عهد جستنيان (483ـ565م)

    فإذا أعتقدنا أن الآريوسيين هم مسلمو أيامنا، فلابد أن جوستنيان عرف محمد ، في هذه الحالة يصبح نشوء الكاثوليكية بمثابة رد على تمدد إسلام قوي في فضاء الإمبراطورية. وهذا الأمر ليس مستبعدا بالمطلق. فحسب دراسات تسيلر وفايسبرغر وتوبر فهناك مايشير إلى أن تقويم الهجرة كان معتمدا قبل القرن السابع ميلادي!!،

    وبنفس الوقت هناك أسباب تدعو للإعتقاد بأن الإسلام كان رد فعل سببه منع جوستنيان للآريوسية! وهذا التصور يدحض أن النزاع مع الآريوسية كان شأنا داخليا مسيحيا. فالمعقول أن منع جستنيان لها سبب بحثها عن حلفاء في دائرة الإمبراطورية.

    إن إتحاد الأمويين مع العليين تحت سقف الإسلام كان بمثابة الإجابة العربية ـ السورية ـ الفارسية على نشوء كنيسة الإمبراطورية القبط ـ كاثوليكية لجستنيان!! والتي دفعت إلى تطرف معاكس أثمر عنه مأسسة الإسلام.

    وكما يُزعم فإن وفاة محمد أعقبها إنشقاق الإسلام إلى سنّة وشيعة.. وهذا الإنشقاق العميق بين التيارين يصعب إيضاحه. كما يذكر إليغ وفايسبرغر.. وكذلك وأوليغ ولوكسنبرغ.. والسؤال متى كانت لحظة إتحاد السنة والشيعة وخلق أسطورة الأصول المشتركة !

    في هذا السياق تدخل الشخصية التاريخية لمعاوية (603ـ680م حسب التاريخ الرسمي) في اللعبة. وهو شخصية ينظر لها السنة خلفا شرعيا لعليّ بينما ينظر له الشيعة كمجرم. ومن يبحث عن إجابة سيقف بالضرورة أمام معركة صفين عام 657م (تاريخ رسمي) وما أعقبها من ألغاز.

    تاريخيا يبدو أن جيشي الشيعة ومعاوية إلتقيا في صفين، وأن جيش معاوية كان مهددا بالهزيمة، ويبدو أن الشيعة قبلوا إقتراحا (التحكيم) يقضي بقبول السلام والإعتراف بمعاوية كخليفة، أعقب ذلك إنقسام الشيعة (ظهور الخوارج)
    لكن بوفورت له قراءته التي يعللها كما يلي:

    أغلب الظن أن معاوية (من المحتمل أنه كان حليفا ومحميا من بيزنطا) كان يحارب الشيعة الذين تسندهم الجيوش الفارسية. وأثناءها إعترف معاوية بالكتاب المقدس للشيعة ـ القرآن القديم في طوره المسيحي ـ على أن يقبل به الشيعة خليفة..وفي هذا الإتفاق وجب نشوء الميثوس الإسلامي التأسيسي، بحيث أصبحا سوية أقرباء لمحمد وبالتالي إمتلكا معا شرعية وحق قيادة الجماعة الإسلامية.

    لكن كراهية الشيعة لمعاوية سرعان ما اندلعت بعد أن أوصى بالخلافة لإبنه يزيد الذي نازعه عليها الحسين بن علي مما أدى إلى المذبحة الشهيرة في كربلاء وموت الحسين عام 680م(تاريخ رسمي) .

    ويختم الكاتب: بعد الأحداث الدينية في عصر جستنيان إستطاعت الكاثوليكية أن تفرض وجودها ، وإستطاع الإسلام تدريجيا مأسسة روايته التاريخية ولم يمض زمن بعيد حتى إستطاع الإمبراطور قسطنطين السابع (912_959م ) من وضع التاج المتمثل ب(ثلاثمائة سنة شبحية) على رأس تاريخ ديني مُصطنع.

    خلاصة:

    إن هذه الدراسات هي محاولة لبناء تصوّرات تاريخية بعيدا عن الأسطرة والمعجزة وتجاوز تناقضات الرواية الرسمية، وبلا شك فهي تصدم وعينا التاريخي بعنف.. عام 1999م أصدر إليغ كتابا بعنوان: من حرك عقارب الساعة، رفع اللثام فيه عن القيصر البيزنطي المثقف قسطنطين السابع الذي يُنسب إلى دواوينه إعادة كتابة تاريخ العالم، وإتلاف المدونات القديمة، ولاننسى أن المعلم أبو جرير الطبري ليس بعيدا عنه؟

    وإجمالا هناك ميول حديثة ترى أن الإسلام قد نشأ وسط جسد سكاني عربي في الهلال الخصيب. وتراه بمثابة تمرد أمراء محليين (أمويين) لملء الفراغ الذي نجم عن ضعف الفرس وبيزنطا،

    وهذا يعلل صمت الكتابات البيزنطية والمسيحية وغيرها عن تناول الإسلام المبكر وفتوحاته، وكأن شيئا لم يحدث. 

    ربما يقدم تصوّر بوفورت تعليلا مفيدا يضيئ شيئا من غموض الحركة العباسية التي قدمت من فارس تقودها سيوف أبي مسلم الخرساني (لاننسى أن شرعيتها استُمدت من قربها للعليين) فرغم ماتغصّ به كتب التواريخ من حكايا إلا أن العصر العباسي المبكر يبدو أسطوريا ويكاد يخلو من آثار العمارة (خصوصا في بغداد) مقارنة بالعصر الأموي الذي ترك شواهد لاتمحى كمسجد دمشق والأقصى والقصور الصحراوية. 
    ----------------------------------------------------------------------------
    الهوامش

    النحل في تاريخ الكنيسة القديمة Die Fälschung der Geschichte des Urchristentums1ـ
    2 ـ Heribert Illig, Das erfundene Mittelalter", Econ-Verlag München-Düsseldorf 1996
    التزوير في التاريخ الأوروبي Die Fälschung der europäischen Geschichte3ـ
    4ـ Geschichtsfälschung von : Uve Topper 2000 تزوير التاريخ
    Arius und Ali: Über die iranischen Wurzeln des Christentums und die christlichen Wurzeln des Islam5ـ Jan Beaufortحول الجذور الإيرانية للمسيحية، والجذور المسيحية للإسلام 

    Carotta, Francesco (1999): War Jesus Caesar؟ 6ـ

    Manfred Zeller, Der Iran in frühislamischer Zeit bis zum 10. Jh. 1993; Das Kalifat der Omaijaden 1993

                  

05-03-2018, 10:28 AM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    تحية طيبة أخ أسامة
    هناك بعض الملاحظات علي ماورد أعلاه
    1-- هل يمكن اٍعتماد الأبحاث التاريخية هذه - بأنها تتميز بموثوقية كاملة ... ويمكن اٍعتمادها كدليل لا يرقي اليه الشك .. برغم الحقيقة الراسخة
    أنه لايمكن أن تتوافر مخطوطات ووثائق تثبت أو تنفي ((أحداث حقبة معينة )) - وكل ماهناك أنها محاولة ربط وتفسير مايتوافر من معلومات
    ونقوش ومخطوطات - واٍيجاد تفسير (( يبدو أكثر واقعية وقبول )) .
    2-- اٍذا أردنا الحكم علي ماورد (( بالكتب السماوية)) - ونقده بصورة علمية ((بعيدا عن الغيبيات)) - فليس من سبيل لذلك لأن (( المخطوطات
    والآثار والنقوش - ليست ذات موثوقية علمية )) - وربما كتبت ((لغرض معين )) وفسرت لأغراض مخالفة ...تماما عندما تجد قصيدة مجهولة
    المصدر فتتخيل حال الشاعر - ودوافعه - ومقاصده -- ويمكن أن تصيب الي حد ما وتخيب الي حد ما !!!
    3-- بالتالي (( تتعادل)) المخطوطات وكتب التاريخ مع (( الكتب السماوية)) - ويبقي العقل وحده ودراسة النصوص (( وتحليلها وربطها)) هو المعيار
    لقبول روايتها أو التشكيك فيها .
    **
    ** بمعني آخر مالذي يجعلني أثق في السرد التاريخي (( وهو غيبي أيضا)) وأرفض النص المقدس .
                  

05-03-2018, 10:37 AM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: عمار قسم الله)


    https://vimeo.com/238657929نقد المصادر التاريخية لحياة محمد، الجزء الثالث from https://vimeo.com/i2ministriesi2Ministries on https://vimeo.comVimeo.


    **
    أنا أقصد مثل هذا السرد !!!!!
                  

05-03-2018, 10:53 AM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: عمار قسم الله)

    **
    لكي أكون أكثر دقة لما ذهبت اليه - أستعين بالشرح التالي
    **
    **
    (( فلسفة التاريخ))
    ترتبط بالجوانب النظرية لدراسة التاريخ بدلًا من النظرة العلمية لدراسته، هناك فرعان من فلسفة التاريخ،
    أولهما: هو فلسفة النقد أو التحليل التاريخي، وثانيهما: هو فلسفة التأمل في التاريخ،
    أما عن فلسفة النقد أو التحليل التاريخي فإن الأسئلة المرتبطة بها تعتمد على دراسة الأدلة والبراهين الموضوعية في تحليلها للحدث التاريخي،
    أما عن فلسفة التأمل في التاريخ فهذا الفرع ينظر في التاريخ البشري وأهميته وهل هناك احتمال لنهايته، كارل ماركس من ضمن آخرون كان لهم هذه الجوانب الفلسفية للتاريخ.

    هناك بعض التداخل بين الدراسة النقدية والدراسة التأملية للتاريخ على الرغم اختلاف تساؤلات كلا منهما،
    وإن كان أغلب اتجاهات المؤرخون المعاصرون تعتمد على النظرة النقدية التحليلة دون النظرة التأملية التي يشككون في صحتها.

    إن فرع النقد والتحليل الفلسفي للتاريخ ينظر إلى التاريخ كونه موضوع يسعى إلى اكتشاف الماضي وفهمه،
    ومن النظرة الفلسفية يحاول هذا الفرع فهم وتحليل الأفكار التي يعتمد عليها المؤرخون ذاتهم في عملهم التاريخي،
    وتشمل هذه النظرة بعض التساؤلات التي تبحث عن أجوبة ومنها:
    ما هي الشروط التي إذا تحققت يمكن إعتبار هذا الماضي حقيقة ؟
    هل هناك طريقة محددة لوصف هذا الماضي سواء من المنظور التاريخي له أو من المنظور العلمي؟
    هل السرد والحكي هو طريقة مُرضية لاستيراد المعرفة التاريخية؟
    ويسعى هذا الفرع من فروع الفلسفة التاريخية “فلسفة النقد والتحليل” لمعرفة ما إذا كان المؤرخون يعتمدون في دراستهم للسلوك البشري على قوانين معينة من أجل فهم حركة التاريخ،
    وإذا كان هناك قوانين، ما هي؟ وهل هي صالحة للوصول إلى استنتاجات؟ ،
    إن فلاسفة هذه المدرسة الفلسفية في التاريخ تبحث بشكل خاص عن تأثير وجهات النظر الشخصية والتصورات الذاتية لدى المؤرخين على تلك الاستنتاجات التاريخية،
    وعما إذا كانت هذه التفسيرات والتصورات الشخصية موضوعية في أحيانًا كثيرة أو غير موضوعية.

                  

05-03-2018, 12:51 PM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: عمار قسم الله)

    شكراً الاستاذ أسامة الخواض
    وضيوفه الكرام أرجعتونا لسودانيز بعد غياب قسري
    تسلموا
                  

05-04-2018, 05:22 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: اسامة الكاشف)



    سلام مربع

    متابعين البوست

    ولكن القراءة أخذتنا لنواحي كثيرة

    وإستدعينا خلالها أسماء مثل الرواندي وأبو حيان التوحيدي وأبو العلاء المعري وإبن المقفع

    وللرواندي آراء عديدة رغماً عن حرق كتبه بعد إتهامه بالزندقة

    إلا أن كتاباته وصلت بالرغم من أنها لم تصل من أطراف محايدة مما يثير كثير من الشك والجدل عما أثير حولها

    بالتأكيد هنالك كثير من التزوير في تأريخ الأديان وبالذات المسائل الغيبية وما يتعلق بالمعجزات

    وكذلك كون أحكام الإسلام وشريعته أغلبها كان موجوداً ما بين التورات والتلمود والتشابه الكبير في الأحكام مع ورد في التورات، وكذلك التلمود الذي يعتبره اليهود روايات شفهية منقولة

    وكذلك غياب كثير من التفاصيل حول حياة الرسول محمد وأصحابه

    والتناقضات الموجودة في روايات الأحاديث جيمعها تقود لإشكاليات يجب تفنيدها

    وبالأخص في الفترة العباسية كانت هنالك كثير من الأنشطة حيث ظهر نقد الدين بصورة مكثفة


    تحياتي

                  

05-04-2018, 08:34 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: Asim Fageary)


    سؤال سريع

    عاوزين نرمي حجر في البركة !

    أبرهة الحبشي لما جا داخل الكعبة بالأفيال

    أبرهة كان مسيحي وناس قريش كانوا كفار

    ناس قريش كانوا بطوفوا حول الأصنام في الكعبة

    وأبرهة كان بيعبد الله حسب آخر الأديان السماوية حينها وهي المسيحية

    كيف ترسل طيور من أبابيل وتحمل حجارة من سجيل وتقتل جيوش أبرهة الما كافر وتنصر كفار قريش ؟


    بدون تشنجات وعصبية عاوزين إجابة وتفسير هادئ


    تحياتي


                  

05-04-2018, 08:45 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: Asim Fageary)


    مواصلة
    طبعاً تساؤلي الفوق دا يأتي من كيفية قراءة هذه السورة (سورف الفيل)

    الناس لما يقروها بيقروها بإعتبار إنها إنتصار للمسلمين مع إنه هي بتحكي عن حادثة لم يكن الإسلام حينها قد أتى

    لذلك تحتاج لوقفة !

    تحياتي

                  

05-05-2018, 07:04 AM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: Asim Fageary)

    أخ فقيري -- تساؤلك جميل وليس غريب
    فقد وردت في سورة (الروم) - سيرة اٍنتصار (الفرس/المجوس) علي (الروم/ أهل الكتاب)
    بل وبوجود الرسول الكريم (هزم المسلمين في أحد - وسطر القرآن هذه الهزيمة ) ..
    ** وفيما ذكرت من تساؤلات - فقد ذهب المفسرون الي أن (أبرهة / الكتابي) كان يهدف لهدم (بيت الله / أول بيت وضع للناس)
    بينما (أهل قريش/ مشركين - يعبدون الله ويشركون معه آلهتهم ) أي يعظمون رب البيت - ولكن سنة الله اٍقتضت حماية (بيته)
    هنا التحدي (بين الخالق والمخلوق) - حسب الروايات قالها عبد المطلب ((أما البيت فله رب يحميه)) .
    ** والتمسك بدين الله لا يعني عدم (الاٍبتلاء) يقول تعالي :(( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)-))
    **
    ** وفي كتابات اٍبن تيمية ((( "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" اهـ. )))
                  

05-05-2018, 07:35 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: عمار قسم الله)


    أخي عمار .. شكراً على الإجابة

    إذا إفترضنا أن هزيمة جيش أبرهة المؤمن كان لحماية البيت تصديقاً لمقولة عبد المطلب بن هاشم الكافر

    لماذا لم تتم حماية البيت بنفس الطريقة عندما تم ضرب البيت بالمنجنيق من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي وكان البيت حينها تحت حكم عبد الله بن الزبير ؟

    تحياتي



                  

05-05-2018, 08:32 AM

عمار قسم الله
<aعمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: Asim Fageary)

    أخ عاصم
    هنا تختلف الروايات التاريخية لتلك الحادثة - وللأسف بعض الروايات تتعرض (لهوي) الراوي - وهو مادعانا أن نورد عالية
    تعريف (فلسفة التاريخ) - والتي نختص بدراسة الرواية - وتحليل عناصرها - للخلوص للحقائق مجردة - وهو أمر عصي - خاصة
    عندما يتعلق الأمر بالتاريخ (العربي والاٍسلامي) لأسباب كثيرة - ومعروفة ..
    أغلب الروايات ترجح أن (( الحجاج - لم يقصد رمي الكعبة وهدمها )) -
    تقول أكثر الروايات رواجا
    ((( وعندما طالت مدة مقاومة بن الزبير، كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يطلب منه الأذن بقتاله،
    ورد عليه عبد الملك بقوله: افعل ما ترى؛ فتوجه الحجاج بكامل جيشه إلى مكة ونصب المجانيق على جبالها وبدأ يضرب بن الزبير داخل الحرم،
    وكانت وفود الحج قد جاءت إلى مكة وقد منعهم من دخول المسجد الحرام والطواف به المعركة القائمة بين بن الزبير والحجاج،
    فتدخل عبد الله بن عمر بن الخطاب وكتب إلى الحجاج يقول له : اتق الله فإنك في شهر حرام وبلد حرام وقد قدمت وفود الله من أٌطار الأرض ليؤدوا فريضة الله،
    فكف الحجاج عن استعمال المنجنيق حتى انتهى الناس من الطواف، وقال : والله إني لكاره لما ترون ولمن بن الزبير لجأ إلى البيت الحرام .
    وهذا نفي لقصة ضرب الحجاج الثقفي للكعبة عن قصد وتعمد، وتجمع جميع الروايات على أن الكعبة تعرضت للأذى وطالتها مقذوفات المنجنيق ولكن دون قصد،
    وعلى هذا رد عليها ابن تيمية، فيقول في الجواب الصحيح (5|264): «والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق».)))
    **
    ** ولو اعتقدنا بصحة الرواية ((وهي مقبولة من حيث أن الطرفين يؤمنون بقدسية الكعبة)) - لو اعتقدنا بصحتها - يختلف موقف الحجاج - عن موقف أبرهة
    الذي قصد اٍزالة الكعبة - تماما .
                  

05-05-2018, 03:40 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: عمار قسم الله)

    تحياتى اخى أسامة الخواض وضيوفه الكرام
    صدقنى لم اشاهد هذا البوست الرائع الا اليوم ومن خلال بوست مجاور .

    تحياتى اخى أسامة فقيرى أنت تساءلت :
    Quote: سؤال سريع عاوزين نرمي حجر في البركة !أبرهة الحبشي لما جا داخل الكعبة بالأفيالأبرهة كان مسيحي وناس قريش كانوا كفارناس قريش كانوا بطوفوا حول الأصنام في الكعبةوأبرهة كان بيعبد الله حسب آخر الأديان السماوية حينها وهي المسيحيةكيف ترسل طيور من أبابيل وتحمل حجارة من سجيل وتقتل جيوش أبرهة الما كافر وتنصر كفار قريش ؟


    في اعتقادى الخاص سبب الغضبة الالهية على أبرهة ليس لنيته في هدم الكعبة كما قال بذلك نفر من رواة التاريخ والمفسرين لماذا ؟؟
    لان هناك في العصر الاسلامى من قاموا بانتهاك حرمة البيت الحرام وحرقه ونهبه وسرقته ومنهم :-
    مافعله القرامطة من اهوال وتقتيل لاكثر من ثلاثين الف حاج داخل الحرم المكى وهم يؤدون مناسك الحج وتعطيلهم للحج لاكثر من عشرين عاماً وسرقة ونهب كنوز الكعبة والحجر الاسود .!
    - مافعله الحجاج بن يوسف قائد جيوش هشام بن عبدالملك وقيامه بضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق وحرق أجزاء كبيرة من الكعبة .!
    - مافعله ابن النمير قائد جيوش يزيد بن معاوية وحرقه للكعبة بالمنجنيق وقيام عبدالله بن الزبير بصيانتها .

    هناك أسباب مجهولة لحرب الفيل لا يعلمها الا الله .

    (عدل بواسطة علاء سيداحمد on 05-05-2018, 03:46 PM)

                  

05-06-2018, 04:24 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: علاء سيداحمد)

    شكرا للأساتذة عمار وفقيري وعلاء وآسف لتأخري في الترحيب بهم..

    أثار البوست مواضيع شتى مركزها إعادة التفكير بصورة مختلفة في ما توارثناه،

    على ضوء معطيات التطور الفكري والعلمي البشري، مثل التفريق بين التاريخ والدين في علاقتهما بالواقع..

    وأرجو أن يتاح لي من الوقت ما أعلق به على النقاط الكثيرة التي أثارها الأساتذة الأفاضل.

    طرح الاستاذ فقيري تجربة ابن الراوندي في نقد الدين، وهي تجربة تثبت ضدين :

    وجود روح نقدية تحاورية في الفكر الاسلامي بشكل محدود، وفي نفس الوقت لم يكن هنالك تسامح فكري مع تلك الروح النقدية مما أدّى إلى قمع الراوندي وحرق كتبه..

    في الفيديوهات التالية تلخيص لمجمل أفكاره ونتف من سيرته الذاتية:







                  

05-06-2018, 05:07 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسرار تلف الإسلام المبكر ودراساته، فأي� (Re: osama elkhawad)

    هناك أسباب مجهولة لحرب الفيل لا يعلمها الا الله .


    المقتبس أعلاه آخر فقرة من مداخلة أخي علاء سيد أحمد

    إنت كدا معاي .. في أنه القرآن عندما يأتي بأشياء خارجة عن الفهم العلمي المادي للبشر قد يكون رمزاً لشئ وليس من الضروري أن تكون الحادثة وقعت كما هي مطروحة حرفياً

    تحياتي


                  


[رد على الموضوع] صفحة 4 „‰ 5:   <<  1 2 3 4 5  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de