نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2008, 01:12 PM

محمد علي وديدي

تاريخ التسجيل: 09-07-2006
مجموع المشاركات: 202

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. (Re: مهيرة)

    5

    الاخ الكريم عبد العاطي
    والاخت الكريمة د.مهيرة .
    وجميع زوار البوست الكرام .

    سلام الله عليكم ، نواصل ما انقطع من حديث ، ولابد من واجب الاعتذار عن التأخير الذي ما كان منه بد .. إذ ان طبيعة الموضوع المطروح ، ليس بالبسيط الذى يستحسن الاستعجال فيه ، او يسهل تداوله ، عبر هذه الوسيلة ، من وسائل الحوار.. والتي تقتضي الايجاز ، حتى لا يمل القارئ الكريم من التطويل ، كما ان الايجاز الشديد ، قد يخل بالمعنى المراد!!!

    ما من شك أن نقاش موضوع " التطور" يقتضي ان تكون هناك ارض مشتركة بين الناس ، فالارض المشتركة بين فرق المسلمين عامة ، هي العقيدة في القرآن الكريم .. وما يتفرع منه ، من احاديث ، وغيرها من المسلمات بصحتها كنصوص .. فيكون الحوار حول " فهم " النصوص .

    والارض المشتركة بين قطاع كبير من عامة الناس بمختلف عقائدهم اليوم ، هي المعطيات ، العلمية في مجالات " العلم المادي التجريبي " والذي قد حقق الكثير من الكشوفات ، ومنها ما اصبح معلومات عامة ، لاخلاف عليها ، في كثير من المجالات ، منها علم الوراثة .. وفي الطرفين المعلم واحد (( كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً )) آية .

    وبذلك توفرت لحد كبير اليوم ، فرصة الوصول للنظرة " العلمية " في موضوع التطور ، فالعلمية هي النقطة الوسط، بين مسلمات العقيدة ( الروحانية ) ، وبين معطيات العلم المادي التجريبي( العلمانية).
    وهي ( العلمية ) بهذا المعنى للوسطية ، صاحبـة الوقت اليوم ( عصر العلم ) ، فهي " العلم " الذي سـوف يجمع الناس كل الناس ، على واضحة من الأمر، في كل أمر يبرز فيه ، لانه مخاطبة للفطرة ( العقل والقلب ) ، وتلك هي الأرض المشتركة ، بين جميع الناس ، باختلاف مللهم ، ونحلهم .

    (( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))آية.

    قوله تعالى (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) .. توكيد بأن تلك النظرة " العلمية " هي المفقودة ، وقد ورد الحديث عن هذا المعنى في المداخلات السابقة .. ولكن بمحض الفضل الالهي (( فسوف يعلمون )) في الوقت والحين المناسب (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) آية.

    ورغم الصعوبات العملية التي لازالت ماثلة في طريق التواصل الفكري بين الناس في جو سليم، لكنا نحمد الله ، الذى اتاح فرص " للتواصل " بين كثير من افراد الشعب السوداني اليوم ، عبر هذه الوسائل ، وهم منتشرين في بقاع الارض المختلفة ، جبرتهم الظروف ان يعيشوا الغربة غربتين !! وهذا المنبر ، وغيره من المنابر السودانية ، لها دورها الكبير في تخفيف حدة الغربة ، على النفوس . خاصة اذا تكاتف اعضاءها ، وبعقول كبيرة ليجعلوا منها اسوارحيشان اسفيرية ، لتكون جزء من أرض الوطن ، وليكون لها دورها التاريخي " الايجابي" في تنظيم مسيرة الشعب " الفكرية " ان شاء الله ، في هذا المنعطف التاريخي الخطير الذى تمر به البلاد ، مستشرفة عهدا جديدا مقبلا ، مدخر للبشرية فيه خير كثير ، ولشعب السودان دور عظيم ، ينتظره في طريق التطور الطبيعي ، في تحقيق ذلك الخير.. يسرع بعجلته " سرعة وتنامي الوعي ، والاستنارة " بين صفوفه .. (( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ .. )) آية

    فالسودان مرشح من قبل العناية الالهية ، بذلك الحديث الذى سبق ذكره ، والذي ورد على لسان النبي الكريم ( محمد الانسان ) عليه افضل الصلاة والسلام ، حيث جاء القول (( ... ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الابل ، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له..)) .

    ذلك الدور" استكمال الثلة " بتقديم الاسلام في مستواه العلمي ( اقرأ الفكرة الانسانية ) في جانبها النظري، وقد حصل ذلك ، بفضل الله بظهور " الفكرة " التي قدمها الاستاذ محمود محمد طه ، خلال الفترة 1945ــ 1985م ، بفهم جديد للقرآن ، وقدم برهانه، بحياته التي توجها بذلك الموقف ، في ذلك اليوم المشهود ...فاصبح المتبقى من خطوات تلك البشارة ، "ملاقاة " الفكرة " بمسيرة الشعب " وهذا هو العمل الساري ، والجاري من كل الاتجاهات من مظاهر ، تجليات الكلمة لا إله إلا الله !!.

    وسوف ياتي وقت نرجو الله ان يكون قريبا ، تصبح فيه " الفكرة " كما قال الاستاذ ( واضحة وجلية للناس ) ، في مقدتهم افراد الشعب السوداني ، خاصة من هم اليوم في ارض المهجر، ليقبلوا عليها جميعا ، ونرجو الله ان يشملنا جميعا بفضله ، ولا يكون هناك محروم ( بالاعراض والانكار ).

    فانه وارد القول ( ولكن لا يضل سوى نفوس ، بانكار بغت ، وبسوء ظن) ، فمن لا يتسرع بالانكار ، تتجلى له دقائق الاسرار.. المقنعة للعقل ، لا المخرسة له !! .. فالكرامات والمعجزات الصارخة ، كانت قد صاحبت طفولة البشرية ، لقلة فرصة التفكير الدقيق في تلك المرحلة ، ومعجزة القرآن " العلم " وقد توفرت اليوم الفرص ، المعينة على " التفكر" فالكرامة كل الكرامة للعقل ، والفكر الحر، وهو المطلوب في الحقيقة (( َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ، وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) آية .

    وفرصة السودانيين وخاصة المهاجرين اليوم كبيرة لدراسة " الفكرة " السودانية المنبع ، دراسة متنأية ومقارنة طرحها ، بالواقع اليوم ، وسوف ياتي وقت تكون من اجلها مظاهر " الهجرة العكسية " للسودان " ظاهرة مدهشة " من كل جهات الارض ، من السودانيين و كثير من الناس من مختلف الشعوب ، حتى تضيق سفارات السودان في اقطار العالم ، من زحمة سباق المهاجرين للسودان ، والذي سوف يشبه ، زحمة سباق الاراوح في سلم التطور منذ الازل ، طالبين " كمالات الحياة " فيتحقق بهم الوعد الحق ، الوارد في ذلك الحديث الشريف (.. ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان ) ليساهموا في تحقيق نموذج ( دولة الانسان ) ، ولهـذا المقام من الحديث عـودة بتفصيـل اكثر ، ان شاء الله ، عند الحديث عن الشق الثاني من موضوع البوست ، وهو ( ...السودان وقانون دولة الانسان ) ، وذلك بعد تقديم الابعاد المناسبة ، للشق الاول من العنوان ( نظرية التطور، والمسيح ..)

    ارجو لمحتوى هذه المداخلة وما بعدها ، ان تتضمن التوضيح المطلوب من الاخ الكريم : عبد العاطي ، والرد على اعتراضات الاخت الكريمة : د. مهيرة ، وذلك في نفس اتجاه عرض جوانب موضوع البوست ، بمزيد من التركيز على بعض الآيات الكريمة ، التي اوردتها الاخت د. مهيرة .

    وابدأ بالتوضيح الذى طلبه الاخ عبد العاطي ، عن المعنى المقصود من ذلك التوزيع للكلمة : لا إله إلا الله ، في قمة الرسم ... فهو الوضع الطبيعي لها من الناحية العملية في ادارتها للكون ، من قمته!!.

    ويشير ذلك التوزيع أيضا للحركة اللولبيبة حركة ( التطور) المستمر في الحس والمعنى في حركات الاحياء والاشياء وهي تسبح الله العظيم (( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً )) آية ، وهو بمحض فضله ، يريدنا ان نفقه ذلك التسبيح ، فجعله ظاهرا، في حركة لولبية " الزمان والمكان " وحركة العبادة خاصة ، وبصورة اخص ، حركات الصلاة.

    لاحظ ذلك في ممارستك اليومية ، عند وقوفك للصلاة ، عند لحظة تكبيرة الاحرام ، وقد رفعت يديك للتكبير، فان اداة النفي ( لا ) في موضع كفة يدك اليسرى ، والاثبات ( الا ) في كفة يدك اليمنى وبذلك يصبح " الدماغ " حيث المكان الحسي ، لحركة الفكر ، والتصور بين طرفي ( النفي والاثبات ) في الخارج ، والذاكرة والخيال في الداخل ( وبين النفي والاثبات معنى ، به الرجعي الي اصل المعاني )

    واصل المعاني : الله (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ، فَاعْبُدْنِي ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) آبة ، والمحاولة كلها ، هي ان يتفتق الفكر ، ويتطور في تصحيح تصوره باستمرار ، لينطبق التصور على الحقيقة ، وهيهات !! .. وفي هذا المجال كثير يمكن ان يقال ، ولكن باختصار يمكن القول :

    نصيب كل انسان من المعرفة بالله ، يتوقف على مقدار تصوره لله ، وكل تصور مهما كان حظه من السموء والرفعة ، هو دون الحقيقة على قاعدة (( كل ما خطر في بالك ، الله خلاف ذلك ))

    وعمل الكلمة لا إله إلا الله ، هي ان تطور تصورنا باستمرار بتدرج حكيم ، نحو الحقيقة .. وفي مرحلة " طفولة البشرية " كان التصور بعيدا وبدائيا ، مجسد خارج " النفس البشرية " في صور الشرك الغليظ ، المتمثل في عبادة " الاصنام الحسية " آلهة متعددة (( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً )) آية... وكل ما جاءت الكلمة ، لا إله إلا الله ، على يد نبي من الانبياء ، يرتفع بها عمود التوحيد ، لقمة جديدة ، نحو الوحدة .

    وكما هو معلوم ، عندما جاء الاسلام ، كان هناك 360 صنم ، في فناء الكعبة بمكة ، فجاء الاسلام وقال ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) ، فاستغربوا ذلك ، كيف يكون 360 إله ، يحصر في إله واحد !؟ ..

    وعبر عن حالهم القرآن (( وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)) آية !! (( لَشَيْءٌ عُجَابٌ )) يعنى شي غريب !! .. ومن هنا جاءت عداوتهم للنبي الكريم ، واصحابه الكرام ، فالغرابة دائما مصاحبة الدعوة للتوحيد ، فاتجهوا مشركي قريش ،لإذاء النبي الكريم واصحابة الكرام ، حتى هموا باغتياله ، فكانت الهجرة للمدينة !! .

    وعندما تم فتح مكة ، بالقوة المصحوبة بالعنف " السيف " تم تحطيم كل الاصنام المصنوعة من الحجارة ، وترك الحجر الاسود ، كرمز للوحدة !! واصبح معنى لا إله إلا الله هو لا معبود بحق إلا الله.

    فانتقل التصور او قل تلطف ، من تصور الاصنام الحسية ، خارج النفس البشرية ، وتحول الي داخل النفس لصور الاصنام المعنوية ، المصنوعة من اوهام الدنيا ، التي تشكلت حول القلب ، " الشرك الخفي " واليه يشير قوله تعالى (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ* كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ )) ، وعمل الكلمة ولا إله إلا الله ، هي ملاحقة صور الشرك الخفي ايضا ، بتصحيح التصور ، برفع تلك الحجب من حول القلب ، فعند الوقوف للصلاة ، ورفع اليدين لتكبير الاحرام ، يكون شكل ذلك التوزيع ، في الرسم التوضيحي ، ظاهرا في وقفتنا ، كما ورد آنفاً ، ثم نهوي بيدنا ، مع القول ( الله اكبر ) ، ذلك اقرار " قولي وعملي " بانه اكبر من تصورنا ، فندخل الصلاة " بانكسار " تعرضا للفضل ، ليعيننا الله ..بإنارة عقولنا لتقوى على دقة التفكير، لتدريج نفوسنا، للتسليم

    وهناك الحديث القدسي ( انا عند المنكسرة قلوبهم من اجلي ) ، ويظل ، وفي جميع حركات الصلاة ( سبعة حركات ، في كل ركعة ) ، يظل ذلك التوزيع قايم .. لتكون حركة الفكر ، محصورة بين ( لا ) ، و ( الا ) ، كبدول الساعة الحائطية ، او حركة مؤشر البوصلة .. لتوجهنا الوجه الصحيحة في الطريق الصحيح ، لنقول ( الله ) على قرار الامر (( قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ )) آية .

    فالنفي ( لا ) في جانب كفة اليد اليسرى ، بمثابة تحطيم للاصنام المعنوية ( داخل النفس ) ، والتى يقوم عليها التصور ، فنحطمه بمعول الكلمة ( لا إله ).. لنرتفع لتصور نحو اكبر ( زيادة معرفة ) بزيادة الشعور بالحاجة لله ، ونعبرعن ذلك بالاثبات( الا ) في جانب كفة اليد اليمنى ، لتكون منها " الاشارة " نحو الاسم الاعظم (الله ) ، وذلك هو معنى حركة التعبير بالاصبع " السبابة " اثناء الجلوس للتشهد في نهاية الركعة ، وهناك الحديث (( اقرب ما يكون العبد الي ربه ، وهو ساجد )) ..

    ( فالسجود ) تعبير جسدي ( لسان حال ) ، لقولنا " لا إله إلا الله " بذلك التوزيع .. حيث يكون السجود اولا ( سجود العقل ) خطوة نحو سجود القلب، فسجود العقل " عبادة" وسجود القلب "عبودية"

    وحديثنا هنا حول ( سجود العقل ) على سبعة عظام من الجسد ، ثلاث في جانب اليسار ( لا ) ، وثلاث في جانب اليمين ( الا ) ، سابعهم " قمة ووسط " عظم الجبهة مع الانف ( كرمزية للفكر والتواضع ) ، ويفترض مع نهاية كل ركعة ، ينطبق القول والعمل ، فيرتفع بذلك التصور درجة نحو الحقيقة ، فتتعمق بذلك الحياة العليا ( حياة الفكر والشعور ) .. بزيادة المعرفة ، والقرب من ( الله ) !!.

    فالسير في مراقي المعرفة ، سير سرمدي، لامتناهي ، في معارجه (( مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ )) آية. وحتى يعيننا الله ، على ذلك السير او قل المعراج اليه ، بزيادة درجات القرب منه ، والمعرفة به ، جعل ذلك عن طريق معرفتنا لانفسنا ( من عرف نفسه، فقد عرف ربه ) كما ورد في الحديث ، وهنا يستحسن ذكر الحديث القدسي ( ما وسعني ارضي ، ولا سمائي ، وانما وسعني قلب عبدي المؤمن ).

    وقد جعل ( الحقيقة المحمدية ) في آفاق الكون " أول وأكبر" مظاهـر اسماءه ، ومشيرة لذاته (( لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ )) فمن تلك القمة ، حيث التعبير " اشارة " .. تنزلت الشهادة لمنطقة " العبارة " لا إله إلا الله ثم تنزلت مجسدة بدرجات مختلفة ، في حياة جميع الانبياء ، وعلى قمتهم نبينا الكريم ( محمد الانسان ) وقرنت باسمه في الشهادة المثنية (( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) ، ولهذا المقام من الحديث ايضا عودة إن شاء الله ، بعد ابراز " علمية التطور " بذات الايات الكريمة ، التي اعترضت بها الاخـت الكريمة د. مهيـرة ، مستنـدة على الفهم السلفي ، الموروث من التفاسير عن ( خلق آدم ).

    الاحت الكريمة د. مهيرة قلت في مداخلتك اعلاه
    Quote: نعم.بدأ الله تعالى خلق الانسان من الطين ثم جعل نسله من ماء مهين ، ولم يذكر سبحانه وتعالى مرور خلق الانسان بطور الاميبا أو غيرها من الحيوانات العليا أو الدنيا أو من النبات كماذكرالأستاذ


    فما هو رايك في قوله تعالى (( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً )) آية .. وهناك الحديث النبوي (( اكرموا عمتكم النخلة )) ، فاذا ما عندك اعتراض على صحة الحديث ، يكون السؤال: كيف تكون النخلة عمتنا !؟ ، ان لم تكن روحها هي الانسان في مرحلة من مراحل تطوره !! ..اما اذا عندك شك في صحة الحديث، يكفي السؤال الاول، حول الآية الكريمة (( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً )) ، كيف يكون ذلك الانبات !؟.. طبعا الاذن بالتفكير في ذلك صريح ، ومطلوب (( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ )) آية !!

    في الحقيقة آيات القرآن الكريم ، بين دفتي المصحف ، كقمم الجبال ، فمن ينظر إليها مفرقة ، بلا نظرة " علمية " يراها كالجبال المنتشرة في الصحراء ، فيتيه بينها كمن يتيه في الصحراء ، ولكنها تبين بعضها البعض، في انسجام وتناسق ممتع ، لمن ينظر اليها في المصحف " المكتوب " ويربط بينها ، بمنظار التوحيد ، بالمصحف " المشكول " الآفاق (( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ )) آية ، لتكون له معبر لآيات النفوس (( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )) !؟ آية ، ونفس هذا المعنى جاء في قوله تعالى ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ ، وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )).

    ملحوظة الاسئلة المطروحة للاخت د. مهيرة ، اسئلة عامة ، وساواصل عرض وجه نظري ، حتى نهاية عرض موضوع البوست، بابعاده الاربعة ، الظاهرة في العنوان ، ليكون بعد ذلك الحوار القصير ميسور.. وللاخت د.مهيرة ، والجميع ، الحق في ابداء رايهم في اي مرحلة .

    تحياتي للجميع

    محمد علي وديدي

    نواصل


    التعديل : تصحيح خطأطباعة

    (عدل بواسطة محمد علي وديدي on 01-28-2008, 05:06 PM)





















                  

العنوان الكاتب Date
نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي09-30-07, 03:53 PM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي09-30-07, 03:57 PM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. مهيرة09-30-07, 09:58 PM
    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد حسن العمدة09-30-07, 10:52 PM
      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. مهيرة10-03-07, 01:44 AM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. زياد جعفر عبدالله10-01-07, 06:20 AM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. Adrob abubakr10-01-07, 06:34 AM
    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي10-01-07, 10:42 AM
      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي10-09-07, 09:22 PM
        Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي10-30-07, 11:38 AM
          Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي10-30-07, 11:46 AM
            Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. Abdel Aati10-30-07, 12:06 PM
              Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. Abdel Aati10-30-07, 10:29 PM
                Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي10-31-07, 08:41 PM
                  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. مهيرة12-23-07, 09:38 PM
                    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي01-28-08, 01:12 PM
                      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي02-16-08, 12:18 PM
                        Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. Shihab Karrar02-16-08, 01:57 PM
                          Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-28-08, 11:01 PM
                            Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-28-08, 11:04 PM
                              Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-28-08, 11:08 PM
                                Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-28-08, 11:13 PM
                                  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-28-08, 11:21 PM
                                    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-28-08, 11:29 PM
                                      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-29-08, 09:49 PM
                                        Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-30-08, 00:08 AM
                                          Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي03-31-08, 06:00 PM
                                            Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي04-26-08, 10:47 AM
                                              Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي04-26-08, 11:53 AM
                                                Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي05-01-08, 06:23 AM
                                                  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. انور الطيب05-01-08, 07:39 AM
                                                    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي05-06-08, 09:17 PM
                                                      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي05-26-08, 12:15 PM
                                                        Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. د.أحمد الحسين05-26-08, 01:06 PM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. د.أحمد الحسين05-28-08, 05:28 AM
    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. محمد علي وديدي05-29-08, 09:10 AM
      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون دولة الانسان !!. مهيرة05-29-08, 04:46 PM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د adil amin10-27-17, 04:37 AM
  Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د adil amin10-27-17, 04:41 AM
    Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د محمد علي وديدي10-31-17, 09:31 AM
      Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د adil amin10-31-17, 10:27 AM
        Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د محمد علي وديدي04-26-18, 03:48 PM
          Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د Mohamed Adam04-26-18, 05:17 PM
            Re: نظرية التطور والمسيح ... السودان ، وقانون د محمد علي وديدي05-06-18, 03:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de