أوهام أم درمانية !!! " منقول"

Quote: أوهام أم درمانية! أم درمان لا علاقة لها باغنيات الحقيبة من حيث المخيال الاجتماعي والابداعي والبيئي.. فهي مدينة عسكرية حديثة في قلب الصحراء لا بها خمايل ولا روض ولا ازاهر ولا بلابل دوح.. وبمقياس صفات المدن ربما هي ليست مدينة بل قرية كبيرة.. وفي العام 1920 حين نشأت الحقيبة ربما 90% من سكان امدرمان لا يفهمون "الهوى سباني ولا حمام الايك" تلك الكلمات الغريبة المستلفة من التاريخ السحيق.. بل ربما حتى الآن لا أحد يهتم لمثل تلك العبارات الغريبة على اللغة والسياق الاجتماعي. امدرمان مدينة عسكرية حديثة أنشأها عبد الله التعايشي وسميت احيائها بأسماء أمراء المهدية أو ذات علاقة بالمهدية (ود نوباوي، العرضة، بيت المال الخ) ومعظم جيش وامراء جيش المهدية وسكان ام درمان من غرب السودان ولكن لا يوجد شاعر ولا مغني واحد في زمن الحقيبة من أم درمان التعايشة من حيث اللهجة والمخيال الاجتماعي.. كلهم من ثقافات وجهات مختلفة لا صلة لها بحقيقة ام درمان (ربما ضدها!) الفنان الوحيد الذي له جذور جغرافية مختلفة عن بقية شعراء وفناني الحقيبة هو كرومة. ---- وجب أن نعاين للواقع بعين علمية بعيدا عن الزيف والتزييف. . كما أن هذه المرة ليس للقضية علاقة بالعنصرية آلية التفسير المؤامراتية للثقافة والتاريخ ولا ضدها بل إن الأدب والإبداع لا بد أن تكون له جذور ولا جذور ولا ملامح فنية لامدرمان إذ قبل المهدية كان سكان امدرمان 200 نفر وفق إحصائية رسمية وعندما برزت الحقيبة كان عمر امدرمان 36 سنة وعمر ود الفكي الوافد اليها بالالحان الجديدة أكبر منها.. إن كان لأهل المدن كجماعة مثل القبائل الفخر بشيء أصيل يأتي من عظم اللحظة التاريخية فلام درمان الكثير لتفخر به لكن وقطعا وبلا شك ليس ضمن ذلك الحقيبة.. لتعرف لغة أهل أم درمان الحقيقية وخيالهم الاجتماعي راجع مكاتبات ود تورشين وأمراء المهدية لتجد أن النسخة الدارجة من اللغة الامدرمانية لا تمت بصلة للغة الحقيبة .. كما ليس للحقيبة علاقة بالقرآن ولا المديح ولا المسايد كما يزعم البعض.. تلك أوهام أم درمانية حديثة ومفتعلة لأغراض حميدة عندها علاقة بمفهوم الوطنية لكنها للأسف زائفة والأشياء الزائفة لا تخدم الغرض!. بل حتى دخول الإنجليز إلى السودان عام 1900 كان الغناء في امدرمان حرام وفق القانون والتباك حرام والتدخين حرام والشراب حرام والخلوة بامرأة حرة حرام. كما أن الوثائق الموجودة والصور الفوتغرافية القديمة تخبرنا بجلاء عن أرض جدباء قاحلة كما هي الآن ما عدا شط النيل وهو مخصص في الغالب للزراعة التقليدية الموسمية. والحقيبة كلها زهور ورياض وخمايل وبساتين طبيعية مزهرة يختلي فيها العشاق ويشربون الراح في سعادة وحبور والثمار من حولهم أشكال والوان من تين وعنب ورمان وكمثرا. منقول