أبو كريشة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2017, 08:18 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبو كريشة

    07:18 AM June, 01 2017

    سودانيز اون لاين
    درديري كباشي-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    قصر قامته
    مع جسده البدين و انتفاخ الكريشة
    التي دايما تطل عبرة فتحة القميص بعد ان تعذر حبسها بالزراير
    جسده الاغبش دايما
    حتى عندما تجتهد امه وتمسحه بزيت السمسم
    يعود اغبشا كما كان
    الله يازاه الشافع الما بشبع دا
    يا ولد قوم خلاص كفاك اكل قوم امشي مدرستك
    يا امي زيديني لقيمات
    يا ولد قوم ما ترفع لي ضغطي قوم كفاك
    يلا هاك السندوتش دا دخله في الشنطة
    على مضض يدخل السندوتش في شنطة القماش
    وفي غفلة من امه ياخذ رغيفة يحشرها في جيبه
    كمخزون استراتيجي ربما هاجمه الجوع اخر النهار
    لبس نعليه
    علق شنطته على كتفه
    وبدا الزحف نحو المدرسة
    المدرسة الابتداءية بالقرية
    لها سور من نبات العوير
    يكفي ليبين حدودها فقط
    لكنه لا يمنع دخول الدواب والتجوال داخل المدرسة
    ادرك طابور الصباح
    بسرعة وقف في مكانه
    لم ينتبه له طاقم المدرسين ومعهم مدير المدرسة يخطب في جمع الطلاب
    فجاة شعر بحركة غريبة قربه
    عندما. انتبه اكتشف ان احدى الاغنام لاحظت الرغيفة في جيبه
    وقبل رد فعل منه
    خطفت المعزة الرغيفة وجرت
    هو نهرها في الاول (تاك) لفتت النهرة نظر الجميع ثم جرى خلفها مخترقا الطابور
    انفجر الجميع بالضحك على منظرة
    كان يمسك شنطته بيد واحدة وكريشته امامه ترتج وجرى خلف الغنماية بكل قدرته والرغيفة في فمها
    لم يكترث لضحك الجميع
    كان له هدف واحد
    استرداد رغيفته
    جرى وجرى حتى خرج من المدرسة
    هذه كانت اخر مرة يشاهد فيها بالمدرسة
    اذ انه لم يعد اليها ابدا
                  

06-01-2017, 08:51 AM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)


    سلامات يا أبو الدر

    مع أبوكريشة مش حتقدر تغمض عينيك

    تعرف أصعب أنواع الكروش الماتقدر تخليك تشوف البتاع وإنت واقف علي حيلك

    تصوم وتفطر علي خير
                  

06-03-2017, 07:42 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: عبدالعظيم عثمان)

    شفت ما عبد العظيم بسبب مداخلتك دي ضرب المنبر
                  

06-03-2017, 07:45 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    ٢
    واصل ابو كريشة في مطاردة المعزة غاضبا وحانقا
    وابتعد عن المدرسة بعدا مكانيا كما يبدو انه بعدا زمانيا ايضا
    فترت المعزة رخت سرعتها كما رخى هو بل كاد ان يمسكها من ذيلها
    لكن المعزة اثرت السلامة فتركت له الرغيفة مكتفية بالقضمة التي بقيت بفمها
    اخيرا سقطت الرغيفة
    تناولها وبدا يضربها على قميصه لينفضها من الغبار
    او بالاصح على كرشه
    جلس على تلة صغيرة يبدو انها من صنع النمل
    قربها شجرة تنضب استظل بظلها ليرتاح من هذه الجرية
    ونفسه لا زال يعلو ويهبط
    من بعيد و مرة تاتيه موجة ضحك من ناحية المدرسة
    يبدو ان الناظر اعتبرها مادة للتندر والسخرية
    هذا ما جعله يزهد في المدرسة الى الابد
    معقولة يذهب الى مكان برجليه يحوله اهله لاضحوكة
    بدا يعاتب نفسه
    ما هو كمان بالغ
    معقولة يطارد له غنماية مسافة كيلو متر كامل لاجل رغيفة
    تذكر المعزة رفع راسه لتفقدها
    وجدها على بعد عدة امتار وقفت تنظر له ترفع اذنيها كما هي علامة الاندهاش عند الحيوان
    تكون الغنماية قالت بالله شوفوا الغبي الجعان ابو كرشة دا عايز يقطع قلبنا بسبب رغيفة.
    بعد ان نفض الرغيفة على ملابسه انتبه لكرشه التي تطل عبر فتحة القميص
    قال مخاطبا لها
    كله منك البلاوي تحصل لي بسببك
    اي مصيبة اعملها عشان ارضيك واشبعك
    لكن انت لا ترضي. ولا تشبعي
    خيل له ان كرشته ابتسمت له عبر السرة
    طيب ماذا بعد
    لن يعود للمدرسة لو انطبق السما والارض
    صحيح سيقابل الويل في بيتهم
    اقتراب قريتهم من الطريق السريع خلق كثير من فرص العمل لاهل القرية
    من ضمنها والده عامل بنشر يغير كفرات الشاحنات الضخمة التي تتعطل قرب القرية
    لكنه سكير
    من محل عمله يمر الخمارات وينفق كل دخل اليوم
    ثم يعود سكرانا يحيل البيت الى جحيم
    انما الاعتماد على امه
    فهي في الصباح الباكر تبيع شاي اللبن مع الزلابيا والظهر تبيع وجبة الغداء لسواقي الشاحنات
    حقيقة امه محترمه كل زباينها يجلوها ويقدروها
    يامى اهدوا له المبالغ واللبسات وهو يجلس قربها في الاجازات ليساعدها
    من جاه الملوك نلوك
    هو اصغر اخوته
    كل الكبار طفشوا من القرية بسبب والده
    تعلموا صنع واستقروا بالمدن
    اخرهم نصر الدين
    وهو اقربهم اليه اولا عمره ستة عشر عاما فقط
    اي يكبره باربعة اعوام ثانيا حنين جدا ويتعاطف معه ويذيقه معنى الاخ الاكبر بكل حب واريحية
    اشتغل نصر الدين مساعدا باحدى الشاحنات
    سايقها من زباين والديه لذا وثقوا فيه
    لان نصر الدين لا زال صغيرا على نوع هذا العمل
    سبب لامه صدمة كبيرة يتركه للدراسة
    كان متفوقا لا يتجاوز الخمسة الاوايل
    امه افتكرته مسحور وطرقت ابواب الشيوخ والدجالين دون جدوى
    كان عندها عشم كبير انه نصر الدين يطلع دكتور
    دكتور مين يا امي كمان انتي تبالغي عايزة قريتنا دي تطلع دكتور
    هو ازيز الشاحنات يسيب فرصة للمذاكرة
    نصر الدين كريم جدا
    نادر ما تمر شاحنتهم بالقرية دون ما يكون يحمل شي
    فهو ياتي بالسمك والفواكه وقصب السكر
    اجمل ايامه عندما يمر نصر الدين بالقرية
    تذكر نصر الدين والكرم والمعزة
    رفع راسه وجد المعزة لا زالت تنظر اليه
    والرغيفة بقى ربعها
    رماها لها امامه بكل قوته
    كواحدة من حالات الكرم النادرة
    المعزة لا زالت في شكها
    معقولة ابو كرشة يهدي لها رغيفا
    يتبع
                  

06-03-2017, 07:46 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    3
    بعد ما رمى باقي الرغيفة للمعزة وهي شكت بدأت تنظر للرغيفة بريبة ثم تنظر إليه .. ثم بدأت تشمها وأخيرا تناولتها وذهبت ( يمكن يكون جن أبو كرشة دا )
    أما هو لا زال يجلس على تلة النمل في ظل الشجرة
    شبح المدرسة باين له من بعيد .
    بدأ يتخيل في الذي جرى من بعده .. أكيد ضحكوا على منظره وهو يجري خلف المعزة غاضبا .. بل تصرفه هذا ربما يكون أنقذ تلاميذ كثر من علقة لا محال واقعة طالما أن الموضوع بدأ بمخاطبة الطابور من قبل الناظر شخصيا فهو عادة لا يخاطب الطابور إلا في الملمات الكبيرة . ربما تلاميذ أشقياء ارتبكوا مصيبة ما كان ينوي الناظر أن يسلخهم .. لكن حركته غيرت مود المدرسة وحولته الى كوميديا .إذا هو أنقذ زملائه لكن أصبح هو الضحية ..
    ضحية كرشه وضحية المعزة الغدارة .
    إذا عليه الآن أن يفكر في المستقبل .
    عليه أن يعمل أو يبحث عن عمل ,,
    هو يفضل العمل مع والدته .. لكنها لن ترضى .. تخاف على بضاعتها من هذا الغول الذي لا يشبع ..
    إذا يعمل مع والده في البنشر .
    أعوذ بالله ..
    الساعات القليلة التي يقضيها مع والده بالبيت تجعله يتمنى الموت هل يروح يعمل معه . ربما خبطه يوما ( بالليبر) الأداة التي يفك بها الكفرات .. ما بعيد يعملها ..
    هل يعمل مساعد في الشاحنات مثل شقيقه نصر الدين .
    لكن سنه لا زال صغيرا فهو في أعتاب الثالثة عشر .
    ( يا زول اتحرك ما يطلع لك النمل الساكن هنا ويجهجهك .)
    أستخرج سندوتش المصقع الذي وضعته له أمه .
    ( يا سلام ياخ أمي دي أحسن مرة في الدنيا تعمل مصقع بالبازنجان والدكوة )
    إذا أول خطوة
    يتجه الى مكان عمل أمه في موقف الشاحنات
    ومن هناك بعد تعرف الخبر يحلها ألف حلال . أكيد لن تطرده أو تضربه لأنه ترك المدرسة .
    والمضحك المبكي في الموضوع أنه ترك المدرسة بسبب معزة أي غنماية الغنماية الواحدة دي .
    معقولة لن يصدق أحد قصته .
    المهم أكل السندوتش ولعق أصبعه ومسح باقي الدهن على رأسه والجزء البارز من كرشه .
    توجه ناحية أمه .
    شاهد راكبوتها من بعيد .
    مكتظة بالزبائن ما شاء الله كعادتها .
    بعضهم يجلسون على البروش في الأ رض
    وآخرون على البنابر ( الكراسي القصيرة )
    لم تنتبه له الا بعد ما دخل الراكوبة .
    - أحمد الجابك شنو من الصباح كدا .. ما مشيت المدرسة ؟
    أخذ تنهيدة طويلة ليعطي انطباع أن هناك أمر جلل .. جر أحد البنابر وجلس عليه .
    - يا ولد أحمد مالك ؟ في أستاذ ضربك؟ .
    - يا أمي أنا ما عايز مدرسة خلاص .
    - سجمي يا ولدي دا كلام شنو ؟ ليه السبب شنو ؟
    - غنماية ؟
    - شنو غنماية شنو ؟ بسم الله الرحمن الرحيم أنت جنيت ولا شنو ؟
    - أستدرك سريعا أن قصة الغنماية هذه غير قابلة للحكي خاصة بعد ما ركز السواقين ومساعدينهم مع حديثه .. أكيد إذا حكى الحادثة هنا سينفجروا بالضحك أيضا وهو ترك المدرسة بسبب هذا الضحك الذي تسبب فيه دون وعي .إذا عليه أن يلفق حكاية أخرى ويصلح غلطته هذه .
    - قصدي يا أمي نحن المدرسة دي نمشي ونجي زي الغنم يجلدوا فينا اليوم كله في النهاية شغل زي الناس ما نلقى لو اشتغلت موظف يدوك مرتب يخلص في يومين .. أحسن الواحد يتعلم صنعة .
    - برافو عليك يا ولدي .
    يبدو أن حديثه صادف هوا في نفس السواقين والمساعدين من زبائن أمه .
    إذ تدخلوا مؤيدين والذين هم بالتأكيد من معتنقي هذا المبدأ من زمان ..
    أما هي غاظها تدخلهم لكن لم تشأ أن تحرجهم وهم في النهاية زبائنها ومصدر رزقها .
    - خلاص يا ولد خلينا بعدين نتفاهم معاك و مع أبوك في البيت .( تلميح بالتهديد )
    لكن لن يخيفه لأنه أبوه أصلا قبل ذلك جلده بسبب ذهابه للمدرسة وقال له نحن وأمك نكد ونشتغل وأنت تملأ كرشك دي وتجري المدرسة شوف لك شغل يلمك وتشيل نفسك .
    يعني أبوه أصلا من أنصار عدم الذهاب للمدرسة .
    لكن أمه أرادت أن تحسم تدخل السواقين كأنها تريد أن تقول لهم أن ولدي هذا له أب وليس في حاجة الى نصحكم .
    يتبع
                  

06-03-2017, 08:32 AM

زهير حيدر صديق

تاريخ التسجيل: 04-25-2006
مجموع المشاركات: 1000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    رمضان كريم درديري
    متابعة وأعجاب بكتاباتك ..
                  

06-03-2017, 09:09 AM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: زهير حيدر صديق)

    كتابة جميلة كعادتك يا كباشي

    تسمح لي اتجرآ و أبدي رآي ؟

    في اول القصة ذكرت ان ( ابو كريشة ) كان يحمل شنطة قماش ( خرتاية ) يعني ...

    و ان لم أكن مخطئ زمن الخرتاية كان اخره في الستينات و يمكن بداية السبعينات

    انقرضت الخرتاية بعدها و أصبحت الشنط المدرسية المحمولة باليد متاحة للكل في جميع أنحاء السودان

    ثم تلتها الان اعتقد الشنط المحمولة على الظهر ال backpack

    و في مستعرض القصة ذكرت ان والده كان عاما محل بنشر ! يصلح كفرات

    كلمة بنشر خليجية هي و كلمة كفرات و لم تدخل القاموس السوداني الا في التسعينات و الألفية

    لم استطع ان اتجاوز المسافة الزمنية بين الخرتاية ( التي حملتها في أوائل الستينات في مدني ) و بين امر البنشر...

    سامحني يا رجل يا بديع ...:)
                  

06-03-2017, 10:53 AM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9387

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: يحي قباني)

    شهيتنا الرغيفة يا دردرة
    واصل
    ورمضانك كريم و انا ههنا فاطرون
    ___
    ولدى سألتو فى نص نهار الصوم
    مشتهى شنو نعملو ليك فى الفطور
    قال لى مشتهى بصلة خدرا
    هسى انا مشتهى سلطة الاسود
                  

06-03-2017, 02:26 PM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: جلالدونا)

    مستمتعين بالمتابعة يا زوول يا فنان

    بعد ما تخلص كلمني أتم ليك قصة صاحبك المكرش الشغال بي المراية للأطمئنان
    تصوم وتفطر علي خيــر
                  

06-06-2017, 09:51 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: عبدالعظيم عثمان)

    سلام يا صحاب

    نسيت ابو كريشة دا

    برجع له ولكم
                  

10-03-2017, 08:39 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    *
                  

10-03-2017, 08:59 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: يحي قباني)

    كتابة جميلة كعادتك يا كباشي

    تسمح لي اتجرآ و أبدي رآي ؟

    في اول القصة ذكرت ان ( ابو كريشة ) كان يحمل شنطة قماش ( خرتاية ) يعني ...

    و ان لم أكن مخطئ زمن الخرتاية كان اخره في الستينات و يمكن بداية السبعينات

    انقرضت الخرتاية بعدها و أصبحت الشنط المدرسية المحمولة باليد متاحة للكل في جميع أنحاء السودان

    ثم تلتها الان اعتقد الشنط المحمولة على الظهر ال backpack

    و في مستعرض القصة ذكرت ان والده كان عاما محل بنشر ! يصلح كفرات

    كلمة بنشر خليجية هي و كلمة كفرات و لم تدخل القاموس السوداني الا في التسعينات و الألفية

    لم استطع ان اتجاوز المسافة الزمنية بين الخرتاية ( التي حملتها في أوائل الستينات في مدني ) و بين امر البنشر...

    سامحني يا رجل يا بديع ...:)
    8888888888888888888888888

    قبة يا لماح وفنان معاك حق و صاح لكن لو كان وردت كلمة بنشر في لغة الحوار مثلا لو قال أبو كريشة أنا ابوي شغال في بنشر .. لكنها وردت في صياغ الراوي الذي يحكي الأحداث بلغة معاصرة مفهومة للجميع
                  

10-03-2017, 04:43 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    4
    قفلت أمه باب الحوار مع زبائنها مع السواقين ومساعديهم .. حتى لا تثبت أمر ترك المدرسة هذا لولدها .. وشغلت نفسها بطلبات الزبائن .
    وحوارتهم المعهودة .
    زيدي الملاح شوية يا خالة الكسرة دي ناشفة ..
    هي يا ولدي أغرقه ليك يعني ؟
    لا بس كمشة كمشتين .
    أعملي لينا اتنين مفروكة يا خالة .
    بعصيدة ولا بكسرة ؟..
    يا شباب عايزين عصيدة ولا كسرة ؟
    خلاص أعملي لينا واحد عصيدة وواحد كسرة .
    جيب موية يا ولد ..
    أنهمك أبو كريشة في خدمة الزبائن وجمع الصحون من أمامهم وغسلها وإعادتها لأمه .شغل إعتاد على إدائه لكن بعد العودة من المدرسة .
    كان يتحاشى النظر إليها .
    هو عرف أنه طالما حوارها حصر فقط في تلبية الطلبات .. ولم تعد تشارك الزبائن في ونستهم كما كانت معتاده .. هذا يعني أن رأسها يغلي ..
    هو كذلك تظاهر بالانشغال ولكنه في ذات الوقت شغل نفسه بالذي سيجري بعد ذلك .. هل ستجبره أمه للعودة الى المدرسة ..أو ستذهب الى الناظر في بيته وتشكوه له يا للهول لو فعلت ... الناظر شخص شرس يتحاشى التلاميذ مقابلته في الشارع او أي مكان خلاف المدرسة . بل حتى في المدرسة يتحاشون الاحتكاك به .. لو شكته له حتما سيحمل قطعة الخرطوم ويأتي معها الى البيت .. ويعمل في ظهره كمنجد المراتب قبل أن يسأله عن سبب تركه للمدرسة .. كل الخيارات أصبحت مرعبة ومخيفة . هو يعرف تماما أنها لن تستعين بوالده لأنه المعارض الأكبر على مواصلة تعليمه .رغما عن أنه لا يصرف عليه شيئا ,, فهو لا يساهم بدخله أبدا في فتح البيت . لكنه يأكل ويشرب معهم ثم يتسلط عليهم بكل وقاحة ..
    عد اليوم وبدأ الزبائن يقل عددهم .. والحلل ( القدور ) كل مرة تفضى أحداهن.. يخطفها هو ويقوم بغسلها محاولا كسب رضاء أمه أو على الأقل تخفيف حدة غضبها ..
    رغم أن الجوع اعتصر قلبه الا أنه لم يجرؤ أن يطلب منها وجبة الغداء . على الأقل نظير عمله معها بكل هذه الهمة والنشاط .. كل مرة يعتصر كرشه أمامها علها تحن .. وخاصة أن الأكل غدى يتلاشى ..
    لم تبقى سوى البامية المفروكة وعدة طبقات من الكسرة .. رغم أنه لا يطيق البامية المفروكة وهي من قلائل الأكل التي لا يطيقها .. فهو ليس لديه كما يقال قشة مرة .. عدا البامية المفروكة فهي قشته المرة . خلص طبيخ البطاطس حبه الأول كل ما يأتي زبون جديد تمناه ألا يطلب طبيخ بطاطس وباءت أمانيه بالفشل فأمه كانت تسبكه تماما ( تجيد طبخه ) .. تحس أنها قطع أنناس في محلول من المربى الأحمر .. يالها من طباخة ماهرة .. خلص البطاطس والبازنجان وتبعهم القرع والفاصوليا .
    لكن غلبه الجوع حتى تمنى أن يبقى له البامية المفروكة .. الآن اصبحت هي شوقه وأمله الوحيد . يقف أمام أمه يحاول يقول لها أنه جائع .. لكنها ترفع رأسها تنظر له مقطبة الجبين . ينصرف وينسى الموضوع ..
    آخر شئ فكر فيه هو بواقي الزبائن .. لكن هؤلاء السائقون لم يبقى لهم الا أكل الأطباق نفسها .. يحبون طبيخ أمه ويدفنون به جوعهم كما تدفن البرك في الخريف . أخيرا وهو يجمع في أحد الأطباق لمح نصف رغيفة باقي على الفرش ( البرش ) خطفها بسرعة ووضعها في جيبه وهو يحمل الأطباق متوجها نحو أمه لم يدري أنها رأته .
    قرر أن يخرج الى ظهر الراكوبة ويتناول تلك الرغيفة الباقية عساها تسكت جوعه .
    لمحته أمه
    - أحمد تعال ماشي وين .؟؟
    - ماشي اتسير يا أمي ( اتبول )
    عرفت غرضه ونادته بكل حنان : تعال أنت ما عاوز تتغدا معقولة ما جعت .؟؟. المغرب قرب يأذن .
    هو يعلم أن حنان الأم لا يصمد كثيرا لكنه كان يعتقد ان غضب اليوم يمكن أن يتغلب عليه .
    رجع لها وهو يبتسم لم يستطع أن يقاوم تلك الدعوة ,,
    لاحظ لها من الكرتون خلفها اخرجت له طبقا مليئا بطبيخ البطاطس الذي يحبه ومعه رغيفة كاملة ..
    دون أن يشعر عاد جريا حضنها وقبلها في رأسه وجلس يأكل في معشوقه بنهم ..
    لم يلحظ لدمعتها التي بدات تتساقط وهي تمسحها بطرق ثوبها .
    يتبع
                  

10-03-2017, 06:56 PM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    ياااااسلام يا درديري يااخ

    كابه جميلة ورائعة
                  

10-03-2017, 07:30 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: Elsanosi Badr)

    كتابة جميلة ومعبرة كالعادة يا درديري
    أبو كريشة أيقونة اجتماعية موجودة في كثير من الضواحي
    يختلف فقط باختلاف الطبقات الاجتماعية ،
    وبمن يلاحظ مفارقاته ويعبر عن قصته
    شكرا لك ياصديق .
                  

10-04-2017, 05:52 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: عمر التاج)

    Quote: كتابة جميلة ومعبرة كالعادة يا درديري
    أبو كريشة أيقونة اجتماعية موجودة في كثير من الضواحي
    يختلف فقط باختلاف الطبقات الاجتماعية ،
    وبمن يلاحظ مفارقاته ويعبر عن قصته
    شكرا لك ياصديق .


    تجتوج يا رائع الجميل هو حضورك

    صدقت
    ديل أهلي الغبش على قول أبو عركي
                  

10-04-2017, 05:48 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: Elsanosi Badr)

    Quote: ياااااسلام يا درديري يااخ

    كابه جميلة ورائعة

    تشكر يا السنوسي وشرفتنا يعلم الله
                  

10-04-2017, 08:41 AM

almulaomar
<aalmulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    كباشي سيد الذوق وصلني ود دردوق
    كلام سمح بالحيل وكتابه طاعمة ذكرتنا أيام أن كانت لنا هويات غير الركض للقمة العيش تسلم وواصل لا فض فوك وبالضرورة كيبوردك
    مودتي
                  

10-04-2017, 08:47 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: almulaomar)

    Quote: كباشي سيد الذوق وصلني ود دردوق
    كلام سمح بالحيل وكتابه طاعمة ذكرتنا أيام أن كانت لنا هويات غير الركض للقمة العيش تسلم وواصل لا فض فوك وبالضرورة كيبوردك
    مودتي


    تشكر يا ملا عمر طلتك هي الأبهى ودم بخير
                  

10-04-2017, 09:43 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    5
    بعد ما تغدى وتمتع بطبقه المفضل شرع يجمع الأواني في همة ونشاط وبدأ يغسلها بحماس استعدادا لنهاية العمل .
    في طرف الراكوبة كان لأمه صندوقا خشبيا له قفل تضع فيه الاطباق . وكذلك باقي الأواني والاكواب وكاسات الشاي التي يستخدمها الزبائن. أما قدور الطبخ فتضعها في سلة ضخمة ( قفة ) تحملها على رأسه كعادة النساء في الريف السوداني .كل هذه الخطوات يحفظها أبو كريشة عن ظهر قلب .. جمع البنابر والبروش وربطهما مع بعض بجنزير حديد وطبله بقفل مع شعبة العريشة ( الراكوبة) ..أدى كل هذا العمل ظانا أن أمه رضت عنه بعد ما منحته وجبة غداء من الطعام الذي يحبه .. لكنه عرفها حنت فقط ولازالت غاضبة عليه .. إذ لم تتحدث معه مرة أخرى بعد ما تغدى .. إنما كل تلك الخطوات المحفوظة كانت تتم بطريقة آلية دون أدنى حوار .
    ومن مكان عملها كانت خطوتها التالية تغشى محل الخضر والجزارة والبقالة لتشتري مواد خام لليوم التالي . وكانت لها قفة فاضية مخصصة لهذه الأغراض عادة ما يحملها لها هو .. وتحركا فعلا إذانا بختام هذا اليوم .. بعد أن قضت كل أغراضها من السوق ومع نقاشات مألوفة مع الباعة ..
    ( شنو يا حاج البصل مالك عملتو لي شوية كدا ؟؟ معليش يا حاجة سعيدة عارفة البصل اليومين ديل غالي بصل كسلا لسع ما طلع دا بصل شندي ... ما بعرف لكن دا شوية ما بيكفي وما بقدر اشتري أكثر أنت عارف البير وغطاها .. عشانك يا حاجة هاك الزيادة دي .. كثر خيرك يا الحاج )
    وعادة اللحم كانت تشتريه في صباح اليوم التالي خوفا من تعفنه بطبيعة الحال ليس لهم ثلاجة لحفظ اللحوم..
    ومن هناك ناحية البيت ..حمل ابو كريشة خلفها المشتريات وتبعها دون حديث .
    حتى وصلا الى البيت .
    بيت من الجالوص له باب عبارة عن لوح من الزنك المموج مثبت بمسامير على برواز من الخشب .. كما له فتحة يدخل منها جنزير حديد ويعلق عليه قفل صغير ( طبلة ) ..أخذ منها المفتاح وفتح باب البيت ودخلا .
    غرفتين من الجالوص تتوسطهما صالة ..
    وفي الركن الايمن توجد غرفة ثالثة عبارة عن المطبخ الذي يطلق عليه ( التكل ) في المناطق الريفية .. وأمامه راكوبة بها صاج من الحديد موضوع على أربعة طوبات للخبز البلدي ( الكسرة ) كما عندها مخزون من الفحم والحطب تشتريه بالجملة في نهاية كل شهر .
    أما في الركن المقابل يوجد المستراح أو الأدبخانة ( دورة المياه اصطلاحا ) وهو عبارة عن حفرة عميقة مسقوفة بالحطب والبروش والتراب ولها فتحة للجلوس فوقها وقت الحاجة .. ومن حولها سور بلا سقف .. حتى يبعثر الغاز الخانق المنبعث من الحفرة والتي عادة ليس لها انبوب للتنفيس .
    كما توجد في منتصف الحوش شجرة نيم ظليلة وضخمة تكاد تعرش نصف مساحة الحوش .. تحتها ثلاثة ازيار موضوعة على حامل من الحديد ومغطاة بصواني المونيوم قديمة ..
    وفي الركن الثالث من البيت يوجد زريبة صغيرة بها عدة أغنام ونعجة مع بهمات صغار .. كانوا يغطوا حاجة البيت من الحليب .. بل كذلك يساهموا في رأس المال إذ أنها اعتادت أن تقدم في الصباح شاي الحليب مع الزلابية .
    وفي الركن الرابع يوجد قفص صغير من دورين في دوره الأسفل تربي عدة دجاجات وديك . وكما في الدور العلوي تربي أزواج من الحمام في صفائح موزعة على القفص .. وكل هذه الممتلكات تصب في تدبير الحياة القاسية .
    لا زالت صامتة لم تفتح الموضوع مع أحمد.
    أما هو فقد أرهقه صمتها .
    قدر ما حاول يفتح معها المواضيع ردها كان أما بإماءة من الرأس أو بكلمة واحده .
    عذبه هذا الوضع بشدة ..
    لدرجة أنه تمنى لو أنها غشت الناظر وحضر معها الى البيت وعاقبه أمامها حتى يدميه ليت هذا كان يرضيها .على كل حال أرحم من سياط هذا الصمت القاتل .
    وضعت الأغراض وأخرجت الأسرة وفرشت الحوش كالمعتاد .
    وتمددت على السرير .
    لاحظ لها قد أحضرت قطعة قامش ( اشارب ) وحزمت رأسها بقوة إشارة الى الصداع الذي أصابها .
    حاول أن يجعله مدخلا للموضوع : يا أمي أنت مالك عيانة عندك وجع رأس ؟.
    أجابت بإماءه من الرأس .. وظلت صامته .
    - أمشي الدكان أجيب لك كافينول ؟
    هزت رأسها رافضة .
    تمدد قربها في العنقريب المجاور ( السرير ) وبدأ يراقبها من بعيد .. يلاحظها كل مرة تمسح الدمعات المتساقة و كأن شفاها تمتم بتعاويذ لها تدعوا الله أن يفرج همها ..أو يهديه . أو حتى يأخذه هو وأبوه وكل أخوته . وسيكون معها حق لو فعلت . ياما تعذبت هذه الانسانة الطيبة بسبب شقاوته هو وأخوته .. تشقى لتسعدهم هم . وهم يتشاقوا ليعذبوها . يا لها من معادلة ظالمة .
    سمعت صوت ( كركبة ) على باب الشارع وصوت شخص مخمور يغني .
    - أفتح الباب لأبوك .. تقول نحن ناقصين .؟.
    يتبع


                  

10-04-2017, 03:18 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    5
    فتح أحمد الباب لوالده المخمور كالعادة ..وبدأ يدخل في عجلته ويترنح ويردح .
    - شنو أنت طرشت ؟ ساعة ندق في الباب ..أمسك العجلة دي دخلها جوة الليلة جايب ليك حاجت تملا بيها كرشك دي كان تتملي ؟
    أدخل أحمد العجلة وكان بها من الخلف حزمة من قصب السكر وبطيخة ..
    ودخل أبو أحمد موجها حديثه لأمهم :: يلا شوفي يا سعيدة التعيسة الليلة أنا جايب ليكم معاي خيرات كتيرة عشان ما تقولي تاني أنا ما قعد أدخل حاجة في البيت دا .. شاهد يا أحمد .أمك دي تاكل وتنكر .... أتبعها بضحكته السمجة .على أعتبار أنه قصد يخفف دمه قليلا .
    رفعت رأسها جرت شهيقا طويلا هزت رأسها وعادت الى مرقدها من جديد .
    - اها الليلة مالك مدمدمة كدا راقدة ورابطة رأسك مصدعة ولا محنننة شعرك؟؟ . هو شعرك براه بقى يحنن ,, وكذلك تبعها بضحكة .
    موجها خطابه لأحمد : يا أحمد في خرطاية مربوطة في سرج العجلة جيبها معاك أعمل حسابك فيها قزازة أوعى تتكسر منك .
    هي بإشمئزاز متدخلة :أنت جايبو معاك البيت لشنو ؟مش كنت تشرب تتسمم هناك في الانداية ..؟ ولا عشان تعكر مزاجنا الأصلا معكر دا؟
    - يا ولية أنتي فارق معاك شنو أشرب في الانداية ولا أشرب في بيتي ؟ حصل عزمتك قلت ليك أشربي معاي ؟ .
    - أوف استغفر الله العظيم الله يكفينا شرك وشره .
    - بالله شوفوا المرة دي؟ . الواحد يجي مزاجه رايق و مبسوط يقول أمشي البيت بدري اتونس شوية مع أم العيال تقابلك بخلقتها دي . رابطة راسها ومادة بوزها شبرين . هسع الكلام دا يرضيك يا أبو حميد أمك دي أنا سألتها؟ مش براها بدت الخطا ..؟
    أحمد لم يرد انما دخل ناحية التكل ( المطبخ ) واحضر صينية المونيوم وسكينا لتقطيع البطيخة .
    - عفيت منك يا أبو حميد أنت كرشك دي أصلك ما بتعلب فيها .. يلا جيب البطيخة دي خلينا ننبسط شوية نحاول نرجع المزاج العكرته أمك دي .. بالله أنت أبوك دا كان قصده شنو لمن سماك سعيدة ؟.
    - أبوي لو عارفك أنت الحا تعرسني حالتك تكون كدا كان سماني تعيسة زي ما بتقول لكن هو أتغش فيك زي ما أنا اتغشيت فيك كمان ؟
    - يا ولية شنو الحنك المر دا ؟ متين غابت الشمس ؟ هسع أنا مالي؟ .. ما فكيتك من البورة وفكيتك من العقر ما تحمدي ربك ؟
    - فكيتني من البورة ؟ مالي كنت عوراء ولا عرجاء ؟.. وبعدين فكيتني من العقر وينم أولادك التتفاخر بيهم ديل ؟ ما كلهم سابوا قرايتهم وطفشوا ما عارفاهم عايشين وين وبيعملوا في شنو ؟. حتى الصغير دا القلنا خلاص هو العليه الأمل بقى ..
    في هذه اللحظة جحظت عينا أحمد وشعر بأن اللحظة التي كان يخافها قد أتت ها هي ستنقل الخبر لأبيه .
    - أحمد ؟ ماله أحمد كمان ؟؟.
    - حتى هو قال عايز يسيب المدرسة ..
    عم صمت قصير وبدأ والده ينظر له وينظر ناحيتها دون أن يرد ثم قال ..أحمد عايز يسيب المدرسة ؟؟ يا ولد أنت جنيت ؟؟ ومال أمك تعبانة لمنو ؟؟ عشان تملا كرشك دي وتسمنك ؟ ليه نحن عايزين نضبحك في عيد الضحية ؟. تسيب المدرسة كيف ؟
    أحمد وأمه الاثنين لم يكونا يتوقعا ردة الفعل هذه من الأب ظنوه سيبارك الخطوة عطفا على تعامله السابق .. ربما لأنه الآن شبه واعي لم يكمل سكرته في الانداية .
    قامت أم أحمد من مرقدها واستوت جالسة وبدأ وجهها ينشرح قليلا .
    مما حمس أبو أحمد وواصل : لو عندك مشكلة مع استاذ ؟ ولا طالب أنا بكرة من الصباح أمشي معاك واشوف الحكاية شنو . يا أحمد أنت بقيت عشمنا الوحيد أخوانك شقوا طريقهم في الحياة المجهجهة تقول كان عاجبهم حالنا أنا وأمك .. نحن قلنا ما مشكلة عندنا واحد يقرأ يكمل تعليمه ويتوظف زي أولاد الناس وينفع نفسه وينفعنا .. تجي تقول تسيب المدرسة ومن الابتدائي؟ .. عشان تشتغل شنو؟ .ز مرمطون مع أمك تغسل ليها الصحانة ؟وتترسل للزبائن ؟ و لا تشتغل معاي أنا تفك الكفرات وكل يوم ضارب يدك ومقطع أصابعيك . ولا تشتغل مساعد حلة ؟.. يعني طباخ لسواقي الشاحنات لغاية ما تتعلم السواقة ؟ زي أخوانك ..
    كل مرة تنعقد دهشة أم أحمد من هذه المحاضرة التي يرويها زوجها كأنها أول مرة تسمعه .
    وفجأة بدون مقدمات انفجرت تبكي ..
    سكت هو وبدأ ينظر لها باستغراب ..
    - في شنو كمان يا سعيدة التعيسة أنا كلامي دا غلط .؟؟
    - أبدا والله كلامك كلام رجال وكلام ابهات جد بس جا متأخر يا أبو صلاح .يعني الكلام دا لو كان قلتوا لصلاح الكبير كان يكون عندنا تلاتة أولاد في الجامعات والله لو اشتغل ليل نهار كنت أربيهم أحسن تربية وأخرجهم دكاترة ومهندسين .. لكن أنت كنت ساكت وسايبهم لي أنا .. وأنا ما قدرت أقاوم رغباتهم وخاصة بعد شفت تعذيبك ليهم قلت ليهم الحمد لله كبروا ويقدروا يعيشوا نفسهم بأي صورة أحسن يطفشوا من البلد التلمهم معاك .
    رفعت رأسها ووجدته هو أيضا وضع كفيه في وجهه وبدأ ( يهتز ) بالبكاء ..
    حاولت تهدئته. قالت بس معليش كل شئ قسمة ونصيب لو كان عندهم قسمة في التعليم كانوا اتعلموا .. لكن كان عندنا عشم في احمد الصغير دا يعوضنا .
    رفع أحمد رأسه وحتى هو بدأت تتساقط دمعاته وقال : يا أمي خلاص أنا بكرة حا أرجع المدرسة ..
    أبوه رفع رأسه مستشبرا : برافو يا ولدي .أجي معاك ؟؟
    - لا لا لا شكرا يا أبوي أنا عندي مشكلة صغيرة وبحلها براي
    جرت نحوه سعدية حضنته وبحب وقبلته في رأسه .
    وقال أبو صلاح وهو أيضا بدت عليه السعادة: لا جيبوا البطيخة دي خلونا نحنتفل برجوع أحمد للمدرسة .
    قضيت أمسية سعيدة كواحدة من الحالات النادرة في هذا البيت الذي كان كأن لبنته عجنت بماء التعاسة ..
    يتبع

                  

10-04-2017, 04:54 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    6
    بعد هذا الجو المرح الذي ساد البيت منذ عهد بعيد لم يروا مثله .
    - يلا يا ام صلاح حتعشينا شنو الليلة ؟
    - والله كنت ناوية أعشيكم عصيدة باللبن .. لكن رأسي واجعني شديد ما بقدر أعملها .
    - ما مشكلة أنا بعملها لكن طلعوا الكانون برة ( المنقد ) ما بدخل راكوبتك دي تقوم تطقنا عقرب ولا مصيبة .
    - يا أبوي أنت تعرف تعمل عصيدة .؟؟
    - يا ولد أنت فاكر أبوك دا ما يعرف يعمل حاجة غير فك الكفرات ورقعتها .أمك دي لكن كانت تنفس بولادتكم الكان بيعمل الأكل منو ؟ أسألها ؟..
    - صحي يا أمي ؟؟
    ردت بإماءه من رأسها وهي تضحك ..
    هذا أحمد رأسه متعجبا كأنه يقول في سره لأبيه أنت انسان فاضل لماذا تحيل حياتنا لجحيم بهذا السكر اللعين . لكن الاسئلة ماتت في جوفه .. ورغم مواتها حس أنها وصلت لوالده بطريقة ما .لأنه لاحظ له حنى رأسه ناحية الأرض بانكسار وتظاهر بتجهيز المنقد وردمه بالفحم وإشعال النار .
    - خلاص يا أحمد شيل البستلة (أناء ألمونيوم ) أمشي أحلب الغنم ..شيك معاك الفانوس ما تتعتر تقع .
    أحمد بكل حماس حمل البستلة والفانوس وجرى ناحية زريبة البهائم في ركن البيت .
    شرع أبو صلاح في اشعال النار .. وبتوجيهات من أم أحمد من سريرها بدأت تؤشر له على مكان الدقيق والكبريت .. وعلبة السكر وخلافه .. وهو بكل حبور وسعادة يطيعها .. شعر كأنه قد عثر على شئ أفتقده منذ زمن طويل .. شعر بروح العائلة وحب الأسرة .أشياء بسيطة كانت بين يديه أضاعها برعونته .. وكادت أن تهدم بيته بل هي هدمت منه الكثير وبقي القليل .. كيف يمكن أن يحافظ عليه .. كيف ؟.
    أحضر أحمد لبن الغنم .
    وجهز والده العصيدة ..
    وبدأوا في تفوير اللبن .
    وتناولوا مع بعض لقمة هنية لا تضاهيها أعتى مائدة في أفخم قصر . طعمها الحب والوئام .
    - والله تراك ما نسيت خدمة البيت يا ابو صلاح .
    رد ضاحكا : هو ركوب العجلة بيتنسي ..
    - هسع يا أبوي الجاب العجلة للعصيدة شنو ؟؟
    أنفجروا ضاحكين .
    - يا بليد دا مثل بيقولوه كدا أنه الزول لواتعلم حاجة أساسية تاني حتى لو وقف منها عشرين سنة ما ينساها .
    - عندي سؤال يا أمي وابوي ليكم الاتنين .أنتو ليه ما قريتو وكملتوا تعليمكم ؟
    - أنا غايتو مرقني أبوي من المدرسة عشان أعرس أبوك الشين دا ؟
    - شوف اللبط بتاعة المدرسة تتذكري أنا لمن قلت ليك لو عاوزة تكملي تعليمك أنا بنتظرك . قلت لي يا راجل ها قراية شنو ؟؟
    - يلا سلام عليك يعني انا سبت قرايتي ليك ليه هو أنت ود العوض ؟؟؟
    - أها ود العوض دا كمان منو ؟
    بعد ما أنفجر والده بضحكة عميق’
    - ود العوض دا أبوه تاجر كبير وكان مكسر البنات زمن ناس أمك ديل و هو زول بليد ساكت عايد في الابتدائية عشرين مرة ؟؟ وانفجر بالضحك .
    - حرام عليك والله ود العوض كان شاطر أبوه مرقو من المدرسة وشغله معاه في المحلات هو أنت وينا قرايتك لا قروش ولا علم بس فصاحة ساي .
    - يا مرة أنت زعلتي مالك عاوزة تقليبها غم ما كنا مبسوطين؟طيب مالك ما عرستيه لو كان هو عايزك ؟
    - والله أنا ندمت على سؤالي .أحمد متدخلا بعد ان شعر بتسمم الجو..
    عادت للضحك وقالت : هوي أنا عاوزة أكاوي أبوك دا ساي لأنعي عارفاه كان بيكرهه . وود العوض فعلا ولد مدلع وعوير وفاكر انه أي بنت تعجبه ممكن بقروش أبوه يعرسها .. وأنا ابيتو تب كنت متعلقة بأبوك دا قايله فيه فائدة .. ؟؟
    - أها رجعنا للغلط تاني ..هاهاهاهاها
    - ما االغلط لسع في ما نرجع له كيف ؟
    - ليه الغلط وينو ؟؟.
    ما ياهو دا جايبه معاك ؟
    - قصدك قزازة العرقي ؟
    - هو في غيره القشري دي ؟
    - يعني أنت ما شايفة فيني عيب غير العرقي دا ؟
    - الليلة بس اتأكدت لي تماما ما فيك عيب غير العرقي دا ..
    - يبعني أقوم أكشحه في الأدبخانة ؟
    - ويا ريت للأبد والله تكون أحسن زول في الدنيا دي كلها ولا ود العوض ولا غيره يساوي ضفرك ..
    طيب .. و فعلا يحمل زجاجة العرقي يعطيها لأحمد يلا أحمد هاك دفقو ..
    تقوم بسرعة تخطف منه الزجاجة .لا لا لا لا أحمد لا .. تدفقه أنت بنفسك ..
    ( خافت أن يحاول أحمد تذوقه ويبدأ هو حين ينتهي والده )
    أخذ الزجاجة وتوجه ناحية المرحاض وقريبا منه وقف وقال لها :: بس تسمحي لي بجغمتين ( جرعتين ) آخر جغمتين والله .
    أنفجرا بالضحك هي و أحمد وقالت له ( مافي مانع يلا آخر جغمتين ..)
    يتبع
                  

10-05-2017, 06:22 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    7
    بعد تناول البطيخة و عشاء الفطير باللبن وكذلك بعد جرعتي أبو صلاح الأخيرتين , حسب زعمه , للعرقي ( الخمر ) .. عاش اسرة أبو كريشة جوا مرحا .
    - يلا يا أبو حميد جيب لينا قصب السكر دا خلي الحفلة تستمر للصباح .
    - هوي يا راجل للصباح شنو أنا عندي شغل كتير طبيخ وزلابية أنت عارف أنا أصحى من صلاة الفجر وجرة واحدة لغاية بالليل .
    - الله يخليك يا أم صلاح والله أنا قصرت معاك تب أنت الزيك كلهن مقفولات في بيوتهن ومرتاحات والرجال هم الشغالين وشقيانين .
    - لا يا أبو صلاح والله ما قصدي أقول أنت مقصر الله يخليك لي ولأولادك .. لكن بس قصدي ما بقدر على السهر أنت عارفني حدي بس صلاة العشا تاني ما بقدر أرفع رأسي الا مع الأذان .
    - أنا عارفك أنت ما بتوقلي كدا خليني أحاسب نفسي شوية عليك الله .
    أحمد متدخلا وهو يحمل حزمة القصب : يا جماعة ما تقلبوها لينا غم ما صدقنا الضحك دخل في بيتنا ..خلونا نقزقز بالقصب شوية .
    أم صلاح محاولة تغيير المود بذكاء : صحي يا أحمد أنت ما حكيت لينا السبب شنو الخلاك تسيب المدرسة . أنت قبيل كان قلت غنامية ( معزة ) بعدين غيرت الكلام لحاجة تانية ( محاولة حصاره حتى لا يغير القصة )
    قال أحمد وهو يبتسم : خلاص أنا احكي ليكم القصة كلها لكن أوعى تضحكوا فيني .
    قال أبو صلاح وهو يكتم الضحك حس أن القصة فيها جانب كوميدي : خلاص نوعدك ما راح نضحك .
    وبدأ أبو كريشة يحكي .
    أنت يا أمي مش الصباح حشيتي لي رغيفة بسلطة الأسود ( المصقعة ) .. دخلتها في الشنطة ,انا قلت يمكن السندوتش دا ما يكفيني .. قمت شلت رغيفة من القفة بتاعة الرغيف وحشرتها في جيبي بدون ما أنت تشوفي .
    أها وأنا واقف في الطابور في غنماية من الغنم الحايمات في حوش المدرسة شافت الرغيفة في جيبي ؟؟
    هنا توقف والداه من تقشير قصب السكر وهما ينظران ناحيته .. ويكتمان الضحك .
    وواصل أحمد .
    الغنماية سحبت الرغيفة من جيبي بدون ما أشعر وجرت ..وأنا زعلت زعل نسيت المدرسة والطابور والناظر وجريت ورى الغنماية .قلت يا أنا يا الرغيفة . شقينا الطابور .أها المدرسة كلها انفجرت بالضحك حتى الناظر مع أنه كان زعلان .
    هنا لم يستطيع والدا أحمد كتم الضحك أكثر فأفنجرا بالضحك حتى سالت دموعهما .
    وأحمد محتجا : ما قلت ليكم ما تضحكوا فيني .. ما قلت ليكم ما تضحكوا .
    أبوه محاولا أيقاف نفسه من الضحك :: لكن يا أحمد أنت ما بالغت ياخ والله شارلي شابلن ما عملها ؟
    - شارلي شابلن دا منو كمان صاحبك ؟
    كما تدخلت أمه (وهي تمسح في دموعها من الضحك بطرف ثوبها من المفارقات نفس هذا الثوب الذي كان يسمح دموعها من الحزن قبل ساعات ): تخيلت منظرك عاصر الشنطة بيد وكرشتك قدامك تتخجخج وأنت جاري ورى الغنماية .
    عاد أبو صلاح للضحك من جديد .
    أحمد غضب ( مد بوزه كما يقال ) وكما كان يفعل وهو صغير ذهب منهم بعيدا ربع يديه وبدأ ينظر لهما وهو غاضب .
    قام الوالدان نحوه في نفس اللحظة وجراه جرا ناحية السرير وهماما يطبطبان على كتفه ورأسه .
    قال له أبوه : لكن يا أحمد لو كل انسان ساب مستقبله وحياته عشان في ناس ضحكوا فيه ما كان في حد نجح في الحياة أو اتعلم .. الله منذ خلق البشر هم يسخروا من بعض ويضحكوا على بعض وهو يحاسبهم لكن ما في عاقل يسيب حياته خوفا من سخرية الناس .
    قالت الأم : الله يخليك يا أبو صلاح ..يا ولد أسمع كلام أبوك دا ما تشتغل بالناس العايز يضحك في خلقة ربنا خليه ربنا يحاسبه وأنت أمشي في حياتك ما تتوقف .. والساخرين ديل ما يسكتهم الا نجاحك وتفوقك .
    كما قال أبوه : كمان ما تتعود و تحاسب الناس على كل شئ وتعاديهم هسع نحن أمك وأبوك ضحكنا بس لأنك حكيت لينا الحكاية معقولة نسخر منك وانت ولدنا وعشمنا . وما بالك بالناس الشاهدوا المنظر قدامهم .لأن هي الحكاية مضحكة غصبا عننا وغصبا عنك .. نصيبك جاك كدا كمان ما تحاسب الناس على نصيبهم طالما هو كمان جا كدا وأنت كنت السبب فيه .
    رفعت أم صلاح رأسها ونظرت ناحية الأب بتركيز كانها تسمع في شخص آخر .. عامل البنشر السكير تتقاطر شلالات من الحكم من فمه .
    أحمد هدأ وبدأ يقشر في قصبة السكر كما عادوا جميعا بعد أن هدأت موجة الضحك واكتفوا بالابتسامات المتبادلة .
    أحمد رفع رأسه قائلا : ياأمي هدوم أخواني بتاعة المدرسة موجودة .
    قالت : عايزهم لشنو ؟
    أحمد : أنا هدومي بقت ضيقة علي عاوز البس قمصان أوسع .
    هزت رأسها وقالت : موجودة الصباح أطلعها ليك .
    حست أن أحمد سيعود غدا الى المدرسة بشخصية جديدة ومختلفة تماما شكلا ومضمونا .
    يتبع


                  

10-05-2017, 04:22 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    8
    صباح جديد
    في صباح اليوم التالي
    صباح مختلف .. أم أحمد كالعادة أستقيظت مع أذان الفجر وبدأ عملها في تجهيز المبيعات . كما أستيقظ أبو أحمد مبكرا على غير العادة في السابق كان يخرج الجميع ويتركونه نائما مع باقي سكرة الأمس .. كانوا يحذروا ألا يستيقظ قبلهم حتى لا يعكر لهم مزاجهم من صباح اليوم . لكن اليوم قام بهمة ونشاط وصبح على أحمد وأمه .. التي أعدت لهم الشاي مع قليل من الزلابية من مبيعاتها.
    - تسلم يدك يا أم صلاح طولنا من طيباتك دي .
    قالت : حاجات بسيطة كانت جمبك وانت ما جايب خبرها معذب روحك ومعذبنا معاك ..
    قال : معليش سامحونا تتعوض كلها انشاء الله .. يمكن ربنا سخر لينا الولد المفعوص الصغير ابو كريشة دا عشان يغير حياتنا كلها .
    قالت : عليك الله توعدني يا أبو صلاح أنك ما ترجع تاني للسم الهاري .
    قال : انشاء الله بس قولي الله يعينك ؟
    قالت : انشاء الله والهو شاحدة ربي كدا طلباتي ما كتيرة ولا صعبة أنك تكون زول كويس معتدل يرجع الناس يحترموك زي زمان .. وتكون مالي مكانك ومركزك .الحمد لله نحن دخلنا كويس ومع مساعدة الأولاد نقدر نعيش احسن عيشة ونبني بيتنا ونصلحه .
    قال بعد سرحة قصيرة مختصرا كلاما كثيرا دار في رأسه : انشاء الله .
    قالت له : يلا قوم كدا صلي الصبح وركعتين لله اسأل الله أنه يثبتك على التوبة .
    قال : طوالي كدا يا حاجة ؟ ما تخليها شوية شوية .
    قالت : وحا تكلفك شنو؟ هي كلها ركعتين ... وأنت تضمن عمرك؟ .. هسع ربنا لوأخذ أمانته ما حا تتكتب ليك توبة نصوحة وحسن خاتمة ؟ ليه تأجلها ؟ .
    سكت وسرح من جديد .. هز رأسه مؤمنا على كلامها واكتفى بالصمت . ويبدو أنه دخل في صراع مع النفس الأمارة بالسوء .
    قطع الحديث أحمد وهو يدخل عليهم بهيئة مختلفة .بعدما مكنته والدته من ملابس أخوته الأكبر .. لابسا قميصا أكبر منه قليلا يغطي الكرشة كذلك يغطي نصف الفخذين مع بنطلون أسود ومع جزمة قماش ( باتا ) أول مرة يلبسها بعد أن كان معتادا على لبس النعال ( الشبشب البلاستيكي ) للمدرسة ..
    ما شاء الله .. الله يحفظك يا ولدي الليلة أحمد ولدي بقى دكتور عديل كدا .
    الأب كذلك ابتسم وقال : طيب ما تحشي القميص في البنطلون؟ .
    أحمد : لكن يا أبوي الفايدة شنو الكرشة حاتظهر .
    أنفجر والده بالضحك .. كلامك صاح خليك كدا أحسن ..
    الليلة أنا عاوزك تسوق العجلة تمشي بيها المدرسة .
    أحمد وأمه نظرا إليه بدهشة في نفس الوقت .لطالما ضربه هو وإخوته الأكبر عندما يعلم أنهم ساقوا عجلته في غيابه أو وهو نائم .
    - تعاينوا لي كدا مالكم ما مصدقين ؟
    الأم لم تعقب لكن أشاع وجهها بنور ابتسامتها المشرقة ليس فرحا بالسماح لأحمد بسواقة العجلة .. بل لأنها فعلا شعرت في هذا الصبح أن زوجها تغير من داخله تماما .
    وخرج أحمد يشيعه والداه من الباب كأول مرة منذ دخوله المدرسة وهو يقود عجلة والده برضاه .
    شعر أحمد كأنه شخص جديد مختلف يتجه الى مدرسته في هذا الصباح الباكر .بزهو وفخر كأنه يقود طائرة مروحية .
    لكنه لم يذهب مباشرة الى المدرسة لم يكن يريد أن يذهب لها مبكرا .. ويسمع شحنات من الزملاء بتوعد المدرسين له ويجعلوه يعيش في قلق .. وفي نفس الوقت لا يريد أن ينتهي مشوار المدرسة بسهولة أي يكون قصيرا طالما أتته فرصة مجانية أن يذهب الى المدرسة بعجلة ويتمتع بها في هذا اليوم وهي ما لم تتحقق لأي من أخوته في الزمن السابق . إذا هي متعة يجب أن يوفيها حقها وتخطى تجاه المدرسة وبدأ يتمشى بها في الخلاء حول القرية .. تحاشى التجوال في داخل القرية أو قرب طريق الأسفلت حتى لا يراه أي من زبائن والديه ويشكونه فيعيدوه الى المربع الأول من جديد .. وتنقلب الدنيا عليه بعد ما ابتسمت .
    بعد ما أخذ جولته عاد الى المدرسة وكان الجرس قد ضرب ودخل التلاميذ الى الفصول وبدأت الحصص فعلا .
    وفكر أن استاذ الحصة لن يدخله وربما حوله الى مكتب الناظر وتطور الأمر .. و صحيح هو قرر أن يعود الى المدرسة مهما كان الثمن الذي سيدفعه .. طالما أن ترك المدرسة سيحول حياتهم الى جحيم ..إذا العودة الى المدرسة أصبحت بمعيار غالي والطلب رخيص كما يقال .لكن يجب أن تكون البداية قوية حتى لو فيها عقاب يبدأ من قمته .
    أول خطوة سند العجلة وقفلها وحمل شنطته وتوجه الى مكتب الناظر مباشرة وقرر أن تبدأ عودته الجديدة من هناك ...
    يتبع



                  

10-08-2017, 06:17 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    9
    بعدما أخذ جولته بعجلة والدة منتشيا ومضيعا الزمن حتى يضمن دخول كل التلاميذ الى الفصول توجه أحمد ناحية المدرسة وهناك سند الدراجة الى جزع شجرة قفلها وحمل شنطته متوجها الى مكتب مدير المدرسة مباشرة ( الناظر )
    بعض زملائه التلاميذ لمحوه من الشباك مندهشين من هيئته الجديدة وكرشته المغطاة بالقميص الكبير والجزمة والشراب . فضلا عن قيادة العجلة .. في زمن كان قيادة عجلة الى المدرسة من قبل التلاميذ حالة نادرة الا من أبناء الأثرياء وبعض المدرسين . لكن ما أدهشهم أكثر حمله لشنطته وتوجهه ناحية مكتب الناظر . قتلهم الفضول تغامزوا وتهامسوا محاولين استنتاج ما يحدث أمامهم .
    أما هو وبما أنه قرر أن يتلقى أي عقوبة يقررها الناظر من بعد عملة الأمس .زقرر أن يجيب من الآخر كما يقال بدلا من أن يذهب الى الفصل ويحيله الاستاذ الى الناظر . حتى يعود ويستقر في المدرسة كل شئ مستعد لتحمله على ألا يرى غضبة أمه الصامتة كأمس مرة أخرى . ويكفي أن مجرد إعلان عودته الى المدرسة غير طبيعة الجو عندها وعند والده .. والذي هاهو الآن يتنازل عن عجلته التي طالما جلدهم بسبب استخدامها .إذا هو أمر ليس بسهل وممكن بسببه أن يتلقى أي عقوبة تقررها إدارة المدرسة على أن تستمر تلك السعادة والبسمة في بيتهم .
    وقف عند باب المدير وطرق الباب .كان المدير يلبس نظارة القراءه رفع رأسه ونظر من فوق النظارة متسائلا باندهاش (أحمد ؟؟ أتفضل !!!!! )
    - السلام عليكم يا أستاذ .
    - أهلا يا أحمد خير انشاء الله .. قالها له وهو ينظر الى هيئته الجديدة من فوق لأعلى غير قادرا على إخفاء دهشته .
    - أنا أمس غبت من المدرسة مشيت وما رجعت تاني .
    بدأ الناظر يبتسم وقال له مداعبا : انشاء الله قدرت تقبض الغنماية .
    أحمد شعر بروح الدعابة لكنه وجهه بالكاد جامل الناظر وانتزع ابتسامة مغصوبة .. هز رأسه بالايجاب .
    - طيب ليه ما رجعت المدرسة بعد ما رجعت رغيفتك ..أيضا قالها وهو يبتسم ليزيل عنه حالة الخوف والرعب .
    بدأ احمد يتمتم بكلام غير مفهوم ثم طأطأ رأسه ناحية الأرض .
    - أنت هسع عايزني أعاقبك وترجع فصلك؟؟؟؟ ولا عندك حاجة تانية عايز تقولها .
    رد أحمد بإمائة من رأسه . بمعنى قبل العقاب حتى يعود الى فصله ويواصل دراسته .
    - خلاص يا أحمد خت شنطتك في التربيزة وأمشي أقطع سوط نيم وتعال .
    تحرك أحمد بحماس غريب بعدما رمى شنطته وجرى تسلق شجرة النيم وقطع أكبر سوط نيم من الشجرة وعاد الى الناظر و مد له السوط .
    قام الناظر من خلف مكتبه وتناول السوط من أحمد وهو ينظر الى تعابير وجهه .وجدها لم تتغير كان مستسلما بصورة غريبة هل هي شجاعة ام هناك تهديد أكبر من العقاب قابله امس.
    وضع الناظر السوط في الطربيزة وقال لأحمد أقعد طالبا منه الجلوس قربه على كرسي الجلوس .
    وقال تعرف : يا أحمد من يستحق الجلد بالسوط دا ..؟
    أحمد لم يقل شئ بل عقدت الدهشة لسانه .
    وأكمل الناظر : من يستحق الجلد هو المدرسة دي كلها بمن فيهم أنا مديرها لأننا ضحكنا في خلقتك ودا شئ شين ما مفروض يحصل في مؤسسة تربوية ولا في غيرها .. وأنت زول شجاع ,,أنا عارفك يا أحمد أنت ما كنت ناوي ترجع المدرسة خالص لكن لقيت أمك حصل لها انهيار وتعبت عشان كدا جيت عشان ترضيها ..صاح ؟؟؟؟؟؟.
    - ابتسم أحمد مؤكدا كلام الناظر ؟؟
    - خلاص أرجع فصلك ونهاية الدروس تعال عندي ليك مفاجأة .
    يتبع
                  

10-08-2017, 04:51 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    10
    خرج أحمد من مكتب الناظر الى فصله وكانت حصة الرياضيات في بدايتها .. طرق الباب .. توقع أن يسأله الأستاذ .( كنت وين وليه متأخر .. ويرد بأنه كان مع الناظر ) شعر بثقة زائده وبأنه مسنود من أعلى سلطة بالمدرسة . لذلك وقف مرفوع الصدر أمام الأستاذ ..
    الأستاذ نظر له قليلا وبكل بساطة قال له تفضل أدخل يا أحمد ..
    دخل و جلس في مكانه .. غالب زملائه تركوا الحصة وبدأوا ينظرون ناحيته .. يحركهم الفضول و الأسئلة تتطاير من رؤوسهم وتتفجر في فضاء الفصل مثل الألعاب النارية .. كلهم يتشوقون الى فسحة الفطور ليسألوه عن ما جرى عنده ويخبروه بما جرى وراءه في المدرسة .
    واصل الأستاذ حصته حاول هو أن يركز مع الدرس .. ولكن كل مرة يلتفت أحد الجالسين أمامه ناحيته .. كأنه يريد أن يتأكد من شئ .
    وعدت كذلك الحصة التالية .. لاحظ لشئ في السابق كان المدرسين يخصونه بأسئلة من دون التلاميذ .. وغالبا تنتهي ردوده بضحكة عامة .. حتى لو كانت إجاباته صحيحة .. فهو كان مصدر فكاهة .. كان هذا الشئ يسره أحيانا .. خاصة عندما يجد نفسه بصورة ما مصدر سعادة وبهجة لزملائه وأساتذته . لكن في ذات الوقت كان يعذبه .. حتى الممثل الكوميدي لا يرضى لنفسه أن يكون أضحوكة للآخرين في كل الظروف و كل الأوقات .. بل بعضهم يستفذه ويثيره لينتزع عنه ما يضكحه .. لكن ضحكة الأمس التي تفجرت من كل المدرسة وما أعقبها من أحداث غيرت كيمياء كيانه .. بل قرر أن يترك الدراسة بسببها .. والضغوط والظروف التي أعادته هذه المرة حس بأنه عاد لكنه شخص مختلف .. تعمد أن يظل مقطبا جبينه لا يبتسم مع أي من المتلفتين الى الخلف بين الحصص وكذلك أثناءها .. ظل متجهما .حسسهم كأنه تلقى علقة جامدة من المدير .
    رن جرس الفطور
    خرج الجميع بعضهم جروا واتلموا حوله .
    - كيفك يا ابو حميد الغنامية قبضتها ؟؟؟. الرغيفة كيف؟؟ .. ويعقبونها بضحكات لكن هو لم يتجاواب معهم ..
    بل أحدهم تجرأ أكثر ومسك له كرشه باستخفاف . فما كان منه الا أن نفض يده بقوة وكاد أن يتناول الدرج وينزله على رأسه لولا أن أحد أصدقائه قفز ومسكه من وسطه بكل قوة .
    خرج بعدها التلاميذ من الفصل تلفهم الدهشة ... وتبعهم أحمد توجه ناحية عجلته قرر أن يقضي فسحة الفطور في راكوبة والدته ويخرج من هذه المدرسة .. هي كانت ساعة كاملة في السابق كان صعب أن يذهب وقت الإفطار .. هذه المرة معه عجلة مدفوعا برغبة عدم الاختلاط مع زملائه .. توجه ناحية الشجرة التي يتكل عليه العجلة ركبها وخرج من المدرسة .. تحت دهشة وصمت التلاميذ .
    أنت أحمد أبو كرشة ماله بقى كدا .؟؟
    يمكن الناظر جلده .
    أمس في الطابور مش الناظر قال لينا تاني مافي واحد يضحك فيه أو يشاغله .
    لكن هو ما كان يزعل من المشاغلة كمان كان يسكنا ويضحك معانا .
    شفتوا اشرف لمن لمسه في كرشه بقى عامل كيف والله أنا قلت الليلة يقتله .. يمين أشرف خاف خوف ..بس تاني ما شفناه ذاتو .
    وصل راكوبة والدته .
    - أحمد مالك جيت راجع أوعى يكون حصل معاك حاجة تاني ؟؟.
    - بالعكس يا أمي أنا اليوم أكثر يوم حبيت فيه المدرسة . وحكى لها موقف الناظر معه ..
    - الله يخليه أستاذ حسن راجل محترم كل ما يجي يشتري مني الكسرة هنا كان يشكر فيك وقال لازم أخلي بالي منك عشان تواصل في تعليمك .. عشان ما أفقدك زي أخوانك الكبار ..عشان كدا أمس عملت لينا صدمة كبيرة هزتنا كلنا لمن توبت أبوك .وأعقبتها بضحكة ..
    - وقال لي يا أمي عايزك تجيني في نهاية الدروس عندي ليك مفاجأة .
    - أكيد خير يا ولدي الزول دا أصلا ما يجي منه شئ كعب طوالي روح له .وأنت جيت ليه مش فطورك معاك؟؟ .
    - أنا جيت أكل فطوري معاك هنا ما عندي رغبة اخالط الطلاب ديل .
    - أوعى يا ولدي كمان عايز تنعزل من أصحابك ما في زول في الدنيا دي يعيش براه لازم تتعلم تصاحب وتخالط الناس .
    - يا أمي هم لكن دايرين يضحكوا ويشاغلوا وعايزني أسكهم .
    - دي حاجات أنت تقدر تحددها معاهم خليك جادي هم يكونوا معاك جادين غصبا عنهم .
    - حاضر أحاول أكون جادي .
    - خلاص أفطر وأرجع مدرستك .
    يتبع


                  

10-12-2017, 04:28 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    أبو كريشة
    النهاية
    بعد ما فطر أحمد قرب والدته وهم بالمغادرة
    أمه : عندي ليك خبر يفرحك يا أحمد .
    - في شنو يا يأمي .
    - أبوك قال خلى ليك العجلة نهائي .
    - كلو كلو ..؟( للأبد)
    - أيوا كلو كلو .
    - بالجد ؟
    - آآآي والله الله يسألني قالها بعظمة لسانه .
    - يا أمي ياخ والله أنا الليلة أسعد زول في الدنيا دي .
    - بس أوعى تتحاوم بيها وتهمل قرايتك كمان تسقط .
    - معقولة ؟ أنا تاني بس قرايتي دي مافي غيرها . ولو عارفها من زمان كدا كان أهتميت بها .
    - الحمد لله يا أحمد أنت ماك بليد حتى بعد اهمالك دا ما بتمرق من العشرين الأوائل .. ومرة كمان دخلت في العشرة الأوائل .
    - دا لم كان معانا نصر الدين أخوي كان يشرح لي .
    - هسع أجتهد براك أنا وأبوك ما ترجى مننا أي شي ياداب نعرف نقرأ ونكتب .
    - عليك الله يا أمي بالجد أبوي قال عديل كدا خليت العجلة لأحمد ؟؟.
    - أيوا والله ... ابوك اتغير كتير بس بين أمس واليوم .. قال أنا أهملت أولادي ولعن الشيطان وقال لازم أعوضهم في أحمد لازم دا نبقى عليه عشرة ..
    - يا سلام الدنيا الظاهر بدت تضحك معانا .
    - أنشاء الله تضحك معانا كل يوم .
    ركب أحمد عجلته وعاد الى مدرسته قبل قرع الجرس بقليل . دخل الى حوش المدرسة وعاد الى التجهم والجدية ( صرة الوجه ) حتى لا تفلت منه ابتسامه ويعود زملائه الى السخرية والضحك منه .. ويبدو أنه حادثة محاولة ضرب زميله بالدرج انتشرت في المدرسة وخلقت له صدى ورد فعل مختلف كان التلاميذ يراقبونه وهو داخل بالعجلة دون أن يعلقوا أو ينادونه من بعيد كما أعتداوا ( ابو كريشة ).(تكى العجلة ) حيث كانت تحت أحدى الاشجار الظليله وقفلها بالقفل وتوجه ناحية الفصل .
    في الفصل تحولت نظرات الأستهزاء والضحك التي عادة ما يستقبله بها زملائه الى نظرة دهشة واستغراب .. ما الذي حدث لأحمد أبو كريشة بعد مطاردته للمعزة التي سرقت رغيفته .. كأن هذه المعزة ساحرة شريرة اختطفته وأعادته لهم بهيئة مختلفة تماما .
    جلس على مقعدة بنفس صرته غير معطيا أي ( وجه ) لأحد زملائه ليفجروا الأسئلة الفضولية التي تدور على رؤوسهم .
    في نهاية الدروس تذكر الموعد الذي قطعه مع الناظر في أن يزوره .. فعلا توجه لمكتب المدير .. ومن قرب الباب نظر ووجد معه معظم المدرسين ..
    وقف اماما الباب وتردد .
    لمحه الناظر وناداه .
    - تعال يا أحمد اتفضل .
    دخل وهو مترددا ينظر ناحية المدرسين بريبة ربما حضرة الناظر كان مؤجلا مسألة عقابه لنهاية الدروس حتى يشهده كل المدرسين .
    لكنه تفاجأ أن الناظر ؟أخرج من الدرج كيسا به ملابس مدرسية جديدة وحذاء رياضي جديد ..وقدمه قائلا : تفضل يا أحمد دي هدية من آبائك المدرسين ديل . وهم يعتذروا لك عما بدر منهم أمس في الطابور من ضحك وسخرية ..
    مسك أحمد الكيس ونظر بدهشة وهو يتلفت ناحية المدرسين .. لم ينطق فيهم أحد لكنهم قابلوا نظرته بابتسامة .
    وبدأوا يحيونه ويغادروا المكتب دون أن ينطق أي منهم بحرف .
    حتى بقي الناظر وحده . وجاء وربت على كتفه وقال يا ؟أحمد أمك مره ما ساهلة كل الحلة تشهد باخلاقها ومعاملتها مع الناس .. على الأقل خليك أنت تكون جائزتها في الحياة .أنا لمن شعرت أنك يمكن لا تعود للمدرسة بسبب ضحكنا ندمت ندم شديد وكنت حا أجي البيت وأعتذر لك واترجاك تعود . أنت آخر أمل لأمك يكفي تعذيب أبوك واخوانك لها .
    سقطت دمعات أحمد ومسحها بكم قميصه وقال : شكرا يا حضرة الناظر بس في خبر تاني أجمل .. أبوي أمس ندم وتاب وهو هدى لي عجلته وقال تاني ما ح ايقصر معانا ..
    - بالجد والله دا أسعد خبر .. خلاص أنا الليلة أجيب أم العيال ونجي نشرب معاكم شاي المغرب .
    خرج أحمد بهديته فرحا .. مع هذه النقلة العجيبة التي لم تتجاوز الأربعة وعشرون ساعة بكثير وغيرت كل حياته بل قلبتها رأسا على عقب .
    ومن يومها أصبح مألوفا لأهل الحي أحمد أما جالس قرب راكوبته مع أمه يذاكر في دروسه أو في محل صيانة الكفرات مع والده كذلك يذاكر .. لم يكونا يكلفاه بأي مهمة بل ينظران له بإعجاب .. كمن شتل شجرة مثمرة في بيته وبات يرعاها ويحرص على حمايتها يمني النفس باليوم الذي يحصد فيه ثمارها .
    ودمتم بخير
    درديري كباشي الرياض 2017



                  

10-14-2017, 06:43 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو كريشة (Re: درديري كباشي)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de