تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والتأمل..!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2017, 05:50 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والتأمل..!

    04:50 AM May, 26 2017

    سودانيز اون لاين
    Kabar-كـــندا
    مكتبتى
    رابط مختصر


    رمضان كريم..
    كل سنة والجميع بخير وعافية..

    امنيات بزمن سوداني تغيب عن سمواته سحب الدم والكوليرا..

    والى (نساء تقرأ ، ورجال يقرأون)..

    والى استاذنا وصديقنا دكتور عبد الله النعيم..فلازلنا نحاول توفيق اشكال التضاد في معادلة مايلة للغاية..

    الي صديقات واصدقاء.. ينتظرون حرف نخطه في هذا الفضاء ..كما انتظارهم هلال العيد..!!

    كل المحبة والصفاء..

    كبر
                  

05-26-2017, 05:52 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)



    “وحين تكونُ الأشارةْ مِن لَحْظ مَنْ علَّموُك الهوى يا شَتيتُ فَجمّعْ نَثارَ هواك..، وحين تكُونُ التَّكَاليف مِن حال مَنْ زقَّقوك الهوى.. لا عَلَيكَ إذا أنْتَ لَبَّيتَ يا مصطفى مِن جميع الجُموع..، وحين تكون الارادات يا فاقد الشَّيِءِ فوقيَّةً، سُكِبت مِنْ دَلالَ مَهاً.. أو عيون ظُبَيَّة.. أو مِنْ تأوُّد ريمٍ خليَّ.. فنافحْ سَموُمَ التلكوِّءِ إنْ فيكَ شبَّت فزمَّت.. أطعْ يا مُغنى.. تقرَّب.. وكُنْ؛ لا يريد سوى ما أرادوا.. تهيَّا وداداً.. أجب وامَتثِلْ بانكسار المُريدين طوعاً.. ..، .. هو العز -لا ريب- فاغْنَمْ..، وإن رُمْت فيضاً.. فَخُضْ في شهود المَذَلاَّت ما ظَلْ غُمْرُك..، غُصْ.. ذُبْ.. واتَّحدْ قَطْرةُ طي موج..، حُبَيبَة رَمْل بشَطٍّ..، ودُمْ مذعِناً لَنْ تؤَاخَذَ.. كُنْ خاشعاً كَثَرى سَتُغاثُ..، انطرحْ لن تَضار.. فساعَتُها أنت.. لا أنتَ.. أو؛ قل: أنتَ.. أنتَ..، .. حقيقة عين القُبول.. تجوْهرتَ بين أتون الرِّضاَ والتَّمِنيَّ لِمَا عِشْتَ تصبو إليه..، أَطَعْتَ فيَّمْمتَ شَطْرَ بريق صفاك..، قَبلتَ ارتضيتَ..، قُبلتَ أُرْتُضِيتَ، فأعلنتَ فيكَ الأياب إلى نَبْعِكَ الطَّفْلِ.. ثُمَّ زِمامَ فؤادِك أسْلَمتَ دون التَّحَرُّز مِنْ مهلكات بِدَربك.. دون تَرَقُب رىٍّ بغاية قصدك..، كل المهالك وَجَدُكَ.. مهد خُطاك المُحَبَّب.. ياذا الذي نُطْقُ «لا» لم يَغَبْ عن ردودٍ مُسمَّرَةٍ في ملامحه اللاتهادن إن سِيمَ ضيماً.. ويا أجْمَح الرَّافضين وجُلْمُدهم لو يُحاق.. مريئاً دخولك حَضْرةَ من رَبَّبَتْهُمْ دماك الرَّحِيق، شجون شجاك..، مريئاً.. مريئاً.. مريئاً..، .. .. .. ..، .. ولكنْ إذا ما تَحرَّد عَنْكَ الذي صاغ وردة قَلْبِكَ مِثْلي.. أودَتْ بِلُبّكَ عَبْلُ بنيَّة عَمِّكَ مثلي.. تداويت بالدَّاء مثلي..، فأنت الذي قد خبرت البوادي.. وأنت الذي قد خَسِرتَ الفيافي.. وأنت الذي قد خَسِرت الشُّمُوخَ.. وأنت الذي قد خَسِرتْ التَّدَنيِّ..، لكَ الويلُ حين تُطِيعُ.. فَتُعْصَى..، وتَلْقى.. فَتُقْلى، تَروُم.. فُتْرمى، تَفي.. فخُّان..، فَلا أنتَ تُكسى.. ولا أنْتَ تعْرى.. فقدتَ أُنْتُبِذْتَ..، لكَ الويلُ يا مَنْ تعَلقْتَ عَبْلَك مِثْلي.. سترميك من غمزة القوس بالنبْل حتى إذا أيقنت أنه قد تَمَكَّن وَلَّت شعاعاً تَقُص لجاراتها كيدها بزدهاء لمن كبَّلتهُ..، وهَاكُم عُبَيلُ.. وهاكُم أنا.. فانظروا أيُّنا يَسْتَحِقُّ التَّأسِّي.. مُكادٍ له.. أم مُكيد..، عبيل الرجاء.. والندى.. والقذى.. فانظروا.. وانظروا عن كثَبْ.”

    ― محمد أبو دومة
                  

05-26-2017, 05:57 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)




    (1)







    تحديد الحقل:


    في كتيب (رسالة الصلاة) استخدم الأستاذ محمود محمد طه ثلاث مفاهيم (الخرطوم) ، (المقرن) ، (البرزخ). هذه المفاهيم استخدمها بالتدرج لتوضيح منطقة الكبت ، حيث قال (في الخرطوم ، في المقرن ، في البرزخ..الخ) ثم قام بالتأكيد بأن منطقة الكبت تقع في البرزخ (الذي يقوم عند مجمع بحري العقل الواعي والعقل الباطن) ، واضاف توضيحات .

    يقول الأستاذ محمود محمد طه:
    (ولما كانت القلوب في سويدواتها ، قد جعلها الله حرما آمنا فان منطقة الكبت لا تقع فيها ، وانما تقع في (الخرطوم) في (المقرن) في (البرزخ) الذي يقوم عند مجمع بحري العقل الواعي والعقل الباطن ، قال تعالي في ذلك (مرج البحرين يلتقيان ، بينهم برزخ لا يبغيان ) ، وهذا الخرطوم هو موطن الإنسان في الإنسان ، هو موطن الإنسان الكامل..الخ..)

    والسؤال: هل (الخرطوم) ، (المقرن) ، (البرزخ) هي مفاهيم جغرافية لقياس المسافات او اسماء للمكان؟..ام هي اشارة لمفاهيم اخرى لا علاقة لها بالجغرافية؟

    في الجغرافية ، فان الخرطوم اسم مكان (عاصمة السودان) ، وان (المقرن) اسم مكان وهو مكان التقاء النيلين الأبيض والأزرق في الخرطوم (عاصمة السودان) ، وان البرزخ هو مكان التقاء الأنهار بالبحار (حيث تلتقي المياه العذبة بالمياه المالحة في ظاهرة يمكن التعرف عليها علميا وبصريا)..فما علاقة ذلك بمفهوم (الكبت) وهو مفهوم سيكلوجي بحت ويعني (المنع/القمع/ الضبط ) للشهوات؟..فلو قلنا ان محمود محمد طه يعني باستخدام تلك المفاهيم (الخرطوم/المقرن/البرزخ) جغرافيا فنكون قد ظلمنا الرجل وفكرته العميقة التي لا تخلو من تفلسف بين للغاية. فكيف لنا فهم هذه المفاهيم؟

    نذهب في هذا التحليل المقتضب الى تأويل كلام محمود محمد طه وتفسيره بصورة علمية ، ونرى بان تلك المفاهيم تعني الغدد الصماء في جسم الإنسان. فمفهوم (الخرطوم) يقابل مفهوم (الغدة النخامية) ، ومفهوم (المقرن) يقابل مفهوم (الغدة الصنوبرية) ، ومفهوم (البرزخ) يقابل مفهوم (الغدة الدرقية). وعلاقة تلك الغدد بمفاهيم الطاقة والتأمل والصلاة.

    كبر

    __________________

    * تحية خاصة للصديق عضو المنبر دكتور مصطفى الجيلي الذي نفذ رفع الفيديو في اليوتوب..
                  

05-26-2017, 05:59 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)


    (2)


    مدخل:


    من اعمال الأستاذ محمود محمد طه (رسالة الصلاة) و (تعلموا كيف تصلون). الطبعة الأولى من (رسالة الصلاة) كانت في سنة 1966. وحظيت الرسالة باقبال كبير لدرجة انها وصلت الطبعة الخامسة . وفي الطبعة الرابعة ، نشر الأستاذ محمود محمد طه مقدمة طويلة ، وتناول فيها قضايا متعددة ، قسمها لفقرات ، وكل فقرة تتناول قضية معينة :الدين ، الإنسان ، العقل ، وحدة البنية البشرية.

    في خاتمة مقدمة الطبعة الرابعة ، اشار الأستاذ محمود (معتذرا) عن طول المقدمة ، وانها احتوت مواضيع مهمة للغاية ووعد بانه سيفرد لها كتاب ويسميه (الإسلام علم نفس). ولم يكتب الأستاذ محمود محمد طه الكتاب الذي وعد به (الإسلام علم نفس) ولكنه في 1972 نشر رسالة (كتيب) بعنوان (تعلموا كيف تصلون). واشار فيه الى ان الصلاة جلسة نفسية (بمعنى انها فرصة للنظر الداخلي ، ولمناقشة العقد النفسية المكبوتة في طبقات العقل الباطني ).

    القضايا التي تناولها الأستاذ محمود محمد طه في مقدمة الطبعة الرابعة لرسالة الصلاة ، هي ليست قضايا دينية فقط ، وانما هي قضايا فلسفية وقضايا ذات صلة بعلم النفس (السيكولوجيا) ، وفي هذا البحث سوف نعالج تلك المزاعم.

    لقد عجت مقدمة الطبعة الرابعة لرسالة الصلاة بمفاهيم عديدة ذات صلة بحقل علم السيكولوجيا ، فلقد ورد ذكر مفاهيم مثل مفهوم: الإنسان ، الإنسان الكامل ، ثنائية الروح والجسد ، العقل ، العقل الواعي ، العقل الباطن ، الحاسة السادسة ، الحاسة السابعة ، الكبت . واضاف مفاهيم خاصة مثل :الخرطوم ، المقرن ، البرزخ.
    محاولة تفسير الصلاة بكونها (جلسة نفسية) وربطها بعلم السيكولوجيا ، هذا يقود الى التوسع في النظر الى الأمر ، فالصلاة ايضا حال تأمل وتواصل (سواءا تواصل مع الرب أو تواصل مع الكون) ، وهذا الفهم يربطها بقضية مثل قضية التأمل في الأديان الشرقية (البوذية ، الهندوسية ، الطاوية وغيرها)..والطريق الذي سلكه الأستاذ محمود في شرحه لفكرة الصلاة وكيف يجب ان تكون ، وماذا يرجي منها ، فيه ربط مباشر وغير مباشر بفكرة التأمل في الأديان المذكورة..

    وللتدليل على كل ذلك ، فان الضرورة تقتضي تعريف المفاهيم التي استخدمها أو اشار اليها الأستاذ محمود محمد طه في مقدمة الطبعة الرابعة لرسالة الصلاة ، تعريفها كما يستخدمها الأستاذ وتعريفها كما يستخدمها غيره. وبعدها محاولة ربط بين مفاهيم محمود محمد طه ومفاهيم الغدد الصماء (الصنوبرية والنخامية والدرقية)..


    كبر
                  

05-26-2017, 06:09 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)





    (3)




    التأمل:





    وهل هو صلاة؟ وهل صلاة المسلم هي نوع من التأمل؟

    التأمل يعرف بانه التركيز على نقطة معينة . وهذه العملية تحتاج الى الإسترخاء التام لجسد الإنسان ، نقطة التركيز قد تكون التركيز على عملية التنفس (الأنف) او الأحاسيس في الجسد (البشرة تحديدا) او التركيز في عبارة معينة وترديدها بهدوء.
    هذه العملية ، واقصد عملية التامل ، موجودة في جميع الأديان ولها تسميات مختلفة.وهي عملية الصلاة العادية المعروفة في الدين الإسلامي وغيره من الأديان الإبراهيمية المعروفة.

    فالصلاة نوع من التأمل يقوم على التركيز في عبادة الله سبحانه وتعالي ، بالصلاة بحث الإنسان للتواصل مع الله . نقطة التركيز في الصلاة تكون عبر التسبيح. والعملية كما هو معروف تحتاج الإسترخاء التام (الطمأنينة والخشوع).

    الإسترخاء بيولوجيا يمكن تفسيره في عملية التنفس العادية. وهي عملية تقوم على مستويين متداخلين متعاكسين (عملية الشهيق: استنشاق الهواء ، وعملية الزفير: اخراج الهواء من الرئة). عمليتي الشهيق والزفير ، تنطويان على انشطة للطاقة في جسم الإنسان ، في الشهيق يكون الهواء مشبع بغاز الأكسجين ، في الزفير يكون الهواء الخارج من الجسم مشبع بغاز ثاني اوكسيد الكربون ، وكلا العمليتين تهدف لتكوين ما يعرف بــ (ادينوسين ثلاثي الفوسفات ، وهو وحدات صغيرة لتخزين الطاقة).

    عملية التنفس هي عملية مهمة للغاية للحياة البشرية ، وهي اساس الحياة البشرية ، فلا حياة بلا تنفس .
    في تعاليم الأديان الشرقية (البوذية مثلا) ، نقطة التركيز في التأمل تقوم على التركيز في عملية التنفس ومتابعتها بدقة: متابعة الشهيق والزفير ، ويكون التركيز على نقطة مادية ملموسة مثل الأنف ، سواءا بداية الأنف (المنخر) او عمود الأنف. وتكون العملية بمتابعة التنفس الذي يبدأ كخط طويل ينتهي الى السرة ، ويتضاءل ويتضاءل الى ان يكون مجرد نقطة في ملتقي العينين.


    والتنفس في الإنسان يتم عبرثلاث ادوات: الأنف ،البشرة ، السرة وكلها تسمى جهاز التنفس في الإنسان. ولكن التأمل والتعبد يركز في الأنف والسرة ، ويهمنا كثيرا الأنف. فلماذا الأنف؟

    فالتأمل هو طقس انساني ، يقوم به الإنسان , يحتاج الى الهدوء والطمأنينة والخشوع ، وهو عبارة عن عملية تدريب ذاتية تمنح الإنسان قدرة التواصل بين الذات الخارجية (الجسد) والذات الداخلية (الروح) ، في الويكيبديا تعرف هذه العملية بانها (ممارسة يقوم فيها الفرد بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي).وهذه عملية مهمة يحتاجها الإنسان في مشوار حياته منذ الميلاد والى غاية الممات.

    البعض يرى ان هناك فرق بين التأمل والصلاة ، باعتبار ان التأمل امر انساني يفعله الإنسان لأجل ذاته وان الصلاة هي امر مقصود لذات اخرى عليا. ولكن بالتتبع والإستقراء الدقيق نلاحظ ان التأمل يقصد منه الإنسان فوائد معينة منها السلام الداخلي ، الإستقرار النفسي ، الطمأنينة والتوازن النفسي ، وفوق ذلك التوازن الروحي . والصلاة ليست بعيدة من هذا المنحى فكل المعاني الموصوفة تنطبق عليها ، ولكنها تفوق التأمل في البحث عن فوائد اخرى من ذات اخرى (الإله/الرب/الله..)..

    ومن هذا يتضح بان الصلاة (كما يؤديها المسلم/المسيحي اليهودي..الخ) هي نوع من التأمل.

    بيد ان بعض الدراسات الحديثة (وهي عديدة وبعضها ممبثوثة في الشبكة العنكبوتية) تذهب الى فوائد التأمل (بالطبع الصلاة) للجسم الإنساني. اذا ان الحركة في صلاة المسلمين مثلا ، تسمح للجسد بتحريك كثير من عضلاته واجزائه (تدريب مادي) وتسمح بخلق الطمأنينة والسلام الروحي (الخشوع والتبتل). فالتأمل سواءا كان عبر ممارسات اتباع الديانات الإبراهيمية او غيرها هو مفيد ماديا للجسم الإنسان.

    بعض الدراسات الحديثة تذهب الى ان هناك علاقة كبيرة بين التأمل والتنفس. في دراسة باللغة الإنجليزية لأبوت جورج بيرك ، وبعنوان (مقدمة لتنفس التأمل) والعنوان بالإنجليزية:
    Introduction to Breath Meditation

    يشرح فيها عملية التنفس في الإنسان بطريقة فلسفة وعلمية ، حيث توصل الى ان التنفس عامل كوني في الحياة. فنحن نتنفس (نتملئ بالهواء) و (نطرشق/ننتهي) حينما يتوقف التنفس. وذهب اكثر من ذلك الى ان هناك علاقة وطيدة ما بين التنفس وجسم الإنسان فنحن حينما نتنفس نحيا ، وحينما نموت يتوقف التنفس.فهناك علاقة وطيدة بين طريقة التنفس وجسم الإنسان ، فحينما يكون التنفس هادئا فان الجسم يكون هادئا ومطمئنا ، وحينما يتهيج الجسم ويثور (كالجري مثلا) يكون التنفس مطضربا. ونفس العلاقة تنوجد بين التنفس والمشاعر ، فحينما يكون التنفس هادئا تكون المشاعر هادئة وساكنة ، وحينما تهتاج المشاعر (الغضب/الفرح/الحزن..الخ) يكون التنفس مطضربا. وايضا نفس العلاقة تكون بين العقل والتنفس. ويختم الباحث باننا موجودون طالما انوجد التنفس.لذلك التنفس في كل تجلياته يوضح لنا الترابط بين المادة والطاقة من ناحية ، والوعي والعقل من ناحية اخرى.

    ونحن حينما نسنتخدم تكنيك التنفس في التأمل ، فاننا نبدأ بمراقبة حركة الأنفاس فينا ، تتمدد وتمدد ثم تتقاصر وتتقاصر ، وحينما نطيل الإستغراق ، يحدث لدينا اهتمام عالي في معية مراقبة الحركات الهادئة ما بين الذات الخارجية (المادية) والذات الداخلية (الروح/النفس).
    وجهاز التنفس في جسم الإنسان يتكون من شعب عديدة منها التنفس عبر مسامات الجسم ، ولكن الشعب الأهم هي جهاز التنفس الذي يبدأ بالمنخر.

    وفي اللغة العربية ، يعرف اول باب من ابواب جهاز التنفس بالأنف ويعرف بانه (عضو التنفس والشم ، وهو مجموع المنخرين والحاجز)..ويعرفون المنخر بانه (ثقب الأنف).
    وللأنف في التنفس وظيفتين: ادخال الهواء (الطيب/الإيجابي) وفي نفس الوقت اخراج (الهواء الفاسد/السالب) ، وهذه تسمى بعمليتي: الشهيق والزفير.ففي عملية الشهيق تستقبل خلايا جسم الإنسان غاز الأكسجين والجميع يعرف اهميته. في عملية الزفير تتخلص الخلايا من غاز ثاني اكسيد الكربون ، والجميع يعرف مضار هذا الغاز.
    فالتنفس هو عملية الحياة ، حياة الإنسان ، وغيابه يعني فناء الإنسان (على الأقل في الحياة الدنيا).
    وكما قلنا هناك علاقة وثيقة بين بالتنفس والتأمل ، وكلما صدق الفرد في تجويد العملية ، كلما نال السلام الداخلي ، وطالما الصلاة (على الأقل عند المسلم) هي نوع من التأمل ، كما نزعم ، فانها عملية مراقبة (قصدنا ذلك او لم نقصد) لعملية التنفس فينا ، وتكون العملية اجود وانقى كلما كان الصفاء والدقة في المتابعة (الخشوع/الورع..الخ).

    وكما ذكرنا فأن عملية التنفس تعتمد على الأنف.وهذا هو مدخلنا الى مفهوم (الخرطوم) عند محمود محمد طه.


    كبر
                  

05-26-2017, 06:26 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)




    (4)



    الخرطوم:



    في القرآن الكريم ورد ذكر مفهوم (الأنف) مرة واحدة وذلك في سورة المائدة الأية (45) في معرض الحديث عن طرق القصاص. والآية كما هو معروف كانت تهتم بمسألة القصاص وجزاء العقاب من نفس جنس الفعل.
    اما كلمة الخرطوم ، فهي قد وردت مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في سورة القلم الأية (16) ، وهنا ذكر الخرطوم بانه سيكون مكان جزاء لفرد وصفته السورة الكريمة وعددت فعائله المشينة التي تستحق العقاب ، والعقاب هو جعل (وسم) أي علامة في الخرطوم..وقد شرح المفسرون معنى الأية الكريمة.

    في تفسير الآية رقم 16 من سورة القلم يقول الطبري:
    (سنخطمه بالسيف ، فنجعل ذلك علامة باقية ، وسمة ثابتة فيه ما عاش)
    وقد اتفق معه بقية الشراح بان الأمر جعل علامة واضحة في موضع معين وهو الخرطوم.
    الضمير في (سنسمه) يعود الى فرد وهذا الفرد توضح الآيات السابقة (10،11 ، 12 ، 13) صفاته (حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد اثيم ، عتل بعد ذلك زنيم) وماذا فعل هذا الفرد؟ كذب بالقرآن وقال هو اساطير الأولين..لذلك جزائه ان تجعل له وسمة (تشويها) على الخرطوم أي خرطومه.
    في معنى الخرطوم ، تقول القواميس (معجم المعاني الجامع ، المعجم الوسيط ، الخ) بان الخرطوم تعني الأنف أو مقدمة الأنف ، وان معنى الآية 16 من سورة القلم هو الإذلال.

    ولكنهم اتفقوا بان الخرطوم تعني الأنف (جهاز التنفس والشم في الإنسان).ولقد شرحنا مقتضبا (سابقا) فكرة التنفس ودورها في حياة الإنسان.واكثر من ذلك شرحنا عملية التنفس وعلاقتها الوطيدة بالتأمل (الذي تكون الصلاة جزء اصيل منه)..
    من الويكبيديا :اجزاء الأنف (جوف الأنف أو الحفرة الأنفية: الجزء العميق من الأنف والممتد من المنخرين في الأمام وحتى المنعرين في الخلف ، أي البلعوم في الحلق. يقسم جوف الأنف الى قسمين:ايمن وايسر بواسطة بنية عظمية غضروفية تدعى حاجز الأنف او الوتيرة ، والمنعرين:المنعر أو الكوه هو الفتحة التي تصل البلعوم الأنفي بجوف الأنف)..
    الأنف في جسم الإنسان لها نهاية ظاهرية مادية يمكن ان تراها في وجه الإنسان بالعين المجردة ، ولها نهاية داخلية ، يمكن التعرف عليها عن طريق تشريح جسم الإنسان (بيولوجيا/طب/تشريح ..الخ)..في التشريح الداخلي لأنف الإنسان يلاحظ ان في نهايتها تقبع غدة صماء تعرف بالغدة النخامية..وبالإنجليزية:
    Pituitary Gland
    ومن الويكيبيديا (هي غدة بحجم حبة البازلاء ، تقع في قاعدة الدماغ وراء جسر الأنف)..
    والأستاذ محمود محمد طه يقول (الخرطوم ، موطن الإنسان في الإنسان)..وموطن مقام/حياة/وجود ، والإنسان الأولى من بعض معانيها المنشأ/البداية ، والإنسان الثانية تعني الإنسان بمعناه المعروف.
    وهذه العبارة ، توضح معنى قيمة الغدة النخامية واهميتها في وجود الإنسان. فهذه الغدة يقول عنها اهل العلم (بيولوجيا/طب/سيكولوجيا/تشريح) بانه تسمي سيدة الغدد
    Grand Master Gland
    وهي التي تشرف على توزيع عمل جميع الغدد في الإنسان ، وبالتالي السيطرة على كل جسم الإنسان (نمو/تطور/ اضمحلال/فناء)..وعن وظائفها يقول اهل العلم والمختصين بان الغدة النخامية (تقوم بالعديد من الوظائف منها: انتاج هرمونات النمو ، تنظيم نظام الغدد الصماء ، انتاج الهرمونات التي تؤثر على وظيفة العضلات والكلي ، تخزين الهرومونات التي تنتجها منطقة ما تحت المهاد ، الخ) ، ووظائف عديدة يمكن للمهتم متابعتها بدراسة المقالات عن هذه الغدة الصماء المهمة.

    في كتاب (البيولوجيا ومصير الإنسان) لدكتور محمد سعيد الحفار ، وهو من كتب سلسلة (عالم المعرفة/العدد 38سنة 1984) يتتبع دكتور الحفار اثر التغيرات البيئية على البشر ، ويذهب الى ان هذه التغيرات تحدث اثارا على الإنسان تكون الإستجابة لها افراز الهرمونات (تفاعلات كيميائية في داخل جسد الإنسان). ولقد تناول الحفار نوع معين من الأمراض التي تصيب الإنسان مثل (التوتر والإجهاد/ ص49) وحاول تقديم تفسيرات بيولوجية لمسائل مثل (القلق العصبي) و(التوتر العصبي). فيذهب الى ان (التوتر العصبي) يفسر بيولوجيا بتدفق هرمون الإدرنالنين في اجسامهم باستمرار فتبرد ايديهم ويزداد اختلاج عضلاتهم (ص 51). وتحدث مثل هذه التفاعلات المركبة نتيجة لإستجابة لتغيرات (ضغوط) خارج الجسم وفق مبدأ يسميه الحفار بمبدأ ( الإستجابة التوجيهية).ويشرح الحفار بصورة دقيقة العمليات البيولوجيا المتبادلة ، ونوع الطاقة التي تستخدم في هذه التفاعلات (هجوم/دفاع). ويخلص الى ان عملية التوتر العصبي هي نتاج عمل مبدأ (الإستجابة التوجيهيه).
    بيد ان دكتور محمد سعيد الحفار ، يشير الى نقطة مهمة ، وهي دور الغدة النخامية في التوتر الذي يحدث للإنسان (لظروف التغيرات البيئية ) ، ويشرح هذا الأمر بدقة ، فيقول (دلت الدراسات البيولوجية المعاصرة ، على توضيح لعمل الغدة النخامية في الأمر فالنخامة تفرزعددا من المواد ، منها
    ACTH
    تذهب الى غدتي غدتي الكظر (فوق الكليتين) دافعة هاتين الغدتين بدورهما الى انتاج مواد كميائية معينة: تسمى كورتيكو سترويدات ، ويزيد انطلاق من عمليات التمثيل داخل البدن ، فهي ترفع ضغط الدم ، وترسل من خلال الدم بمواد مضاءة للإلتهابات لتقاوم التلوث في مناطق الجروح ان وجدت ، ثم تبدأ هذه الكيمياويات ايضا في تحويل الدهن والبروتين من طاقة كامنة الى قوة عاملة مستهلكة بذلك جزءا من مخزون الطاقة الإحتياطي للجسم . ومن ثم فٍان رد الفعل التكيفي يطلق ويمتص قدرا أكبر وأفعل من الطاقة ، من ذلك تحرره او تمتصه الإستجابة التوجيهية ) (ص 53)
    ثم يمضى دكتور الحفار ويشرح علاقة هذه العمليات (اثر الغدة النخامية) بمسألة الإرهاق.

    ويقرر الحفار ، في معية شرحه وتفسيره ، بان (حياة الإنسان الحالية يخيم عليها التوتر والإجهاد)..وفي هذه النقطة يتفق بعض الشئ مع خلاصات الأستاذ محمود محمد طه عن الإنسان في المدنية الحديثة ومعاناته التي تصل الى حد المأسأة.

    واحدة من مهام الغدة النخامية الصماء انها تساعد في افراز هرمون يساعد في عملية التبويض في النساء (عملية اعادة انتاج الإنسان بيولوجيا)، أي بمعنى هي المؤثرة في حياة الفرد الجنسية..فكيف يكون الكبت؟..

    الكبت هو المنع ، والمنع الذي يقصده الأستاذ محمود هو القدرة على لجم شهوات النفس (تقرأ الجسم الإنساني) حتى يحقق السمو الروحاني والعرفاني بحثا عن مرحلة الإنسان الكامل..وحينما اختار ان يكون موطن الكبت في الخرطوم فهي اشارة لمعني الخرطوم الداخلي (التشريحي) اشارة الى الغدة النخامية..!!

    والإشارة المهمة هنا أن الخرطوم (الغدة النخامية) تتطلب من الفرد السلوك الراشد (ليس فقط في الجنس) في ترشيد الشهوات الإنسانية كلها (الجنس/الغضب/التوتر/الإرهاق العصبي /الإجهاد) وهي التي يؤدي الإفراط فيها الى خلل عمل هذه الغدة وغيرها.. وهذه هي اشارة الكبت التي يرى الأستاذ محمود محمد طه ان موقعها في (الخرطوم).. فهل كان محق في ذلك في ضوء التفسيرات البيولوجية لعمل جسم الإنسان؟


    كبر
                  

05-26-2017, 06:53 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)







    (5)


    المقرن:




    المقرن لغة هو مكان التقاء رافدين ليندمجا في نهر احد ، او التقاء الأنهار بالبحار. وفي العالم اليوم هناك 26 مدينة تقع في مقرن ، ومنها مدينة الخرطوم عاصمة السودان.
    وجعله الأستاذ متوسطا بين الخرطوم والبرزخ..لقياس نقطة التقاء العقل الواعي بالعقل الباطن.

    ولازلنا نستصحب التنفس (طريق ومقياس الخشوع والطمأنينة) ، وقلنا عن الخرطوم (كاداة للتنفس) وشرحنا معناها الداخلي ، وايضا نحتاج للخرطوم (الأنف) لتحديد موقع المقرن.
    حينما تنظر في وجه الإنسان ، تجد ان الأنف (الخرطوم) ظاهريا تنتهي عند نقطة تقع بين العينين ، ولو تاملتها تشريحيا ، لوجدت المنخرين ينتهيان هناك ثم تكون قناة واحدة اخرى ، لا علاقة لنا بها هنا.
    تلك الجبهة (المقرن) من ناحية تشريح داخلية ، يلاحظ بان خلفها تقع غدة صماء مهمة ، وهي الغدة الصنوبرية ..واسمها بالإنجليزية:
    Pineal Gland
    ارتبط اسم الغدة الصنوبرية في قديم الزمان بمركز الروح البشرية ، ولكن في الوقت الحالي مازالت الغدة الصنوبرية موضع ابحاث. وقد تم اثبات ما يلي : هي المسئولة عن الحالة النفسية المتغيرة عند الإنسان ، ومسئولة عن تنظيم الوقت ، وعن الحالة الجنسية ، وقد لوحظ ان تخريب المنطقة يؤدي الى البلوغ المبكر ، وهي تعمل ايضا على منع الأكسدة بواسطة مادة الميلاتونين التي تفرزها مباشرة في الدم وذلك بعد تعرض الجسم للظلام وهو ما يمنع تشكل الأورام السرطانية – ويكيبديا
    وهذه الغدة لها حضور كبير في تفكير بعض الفلاسفة العقلانيين والصوفيين ، من الفلاسفة نذكر رينية ديكارت الذي كتب عنها ، والذي يذهب الى انها (مركز الروح) ، واليونانيون القدماء يعتقدون بانها نقطة الوصل بين عوالم المعرفة.
    في التأمل والفلسفة ، تسمى هذه الغدة بــ(العين الثالثة) لأنها في موقع بين العينين الظاهرتين في جسم الإنسان ، ويمكن للبعض متابعة المفهوم.وفي الكوشيات القديمة (او المصريات كما يحلو للبعض) فانها تسمى (عين حورس) ولمقاربة المفهوم نستصحب مقال قصير لصفاء محمود بعنوان (العين الثالثة (عين حورس) وعلم الباطن) ، فتقول صفاء:

    (تمثل العينان مبدأ الازدواجية فى الانسان , و حين نرى فى الفن المصرى القديم العينان (اليمنى و اليسرى) فان الفنان هنا يرمز الى
    ما بداخل الانسان من ازدواجية و ثنائية
    ( duality/polarity ) ,

    اذ ترمز العين اليمنى الى الفص الأيسر للمخ / المذكر / طاقة الشمس , فى حين ترمز العين اليسرى الى الفص الأيمن للمخ / الأنثى / طاقة القمر .
    أما العين الثالثه (عين حوس) فهى تلك العين التى تنشأ بعد أن يتمكن الانسان من الملاءمة و المصالحة و احداث التوازن و التناغم بين ما بداخله من متناقضات , و عندها يرى الانسان بهذه العين …. عين البصيره التى ترى الماورائيات )

    وتقول صفاء (و يقع مكان العين الثالثه عند الانسان فوق الجبين فى المنتصف بين العين اليمنى و اليسرى و هذا الموقع هو أيضا رمز للتوازن و التوسط بين القطبين المتناقضين (الأيمن و الأيسر , الذكر و الأنثى , الشمس و القمر )

    و هذا الموقع الذى تحتله العين الثالثه فى الوجه هو أيضا موقع الشفرة السادسه فى جسم الانسان و المرتبطه بالغده الصنوبرية . و يقول علماء الروحانيات أن الغده الصنوبرية هى وسيلة اتصال الانسان بالعوالم الأخرى و هى الغدة المسئولة عن التطور الروحى و القدرات الميتافيزيقية للانسان) .

    ولقد توصل العلماء (بيولوجيا/طب/تشريح/سيكولوجيا) ان لهذه الغدة وظائفة مهمة في جسم الإنسان ، فهي المسئولة عن عمليات النوم الإستيقاظ ، وهي المسئولة عن عمليات افراز (الكورتيزول) والذي يفرز بصورة عالية في الفجر (الحرص على صلاة الفجر مهم للغاية/تأمل) ، وهي المسئولة عن الأداء الفكري في الإنسان ، وهي المسئولة عن افراز البرولاكتين ، وهي المسئولة عن افراز هرمون الميلاتونين والذي يكثر في الليل. وهنا تحضرني طرفة عن الأستاذ محمود محمد طه وتشجيعه لتلاميذه بالحرص على صلاة الليل..وهو تقليد شائع عند غالبية المسلمين والمبادئ والأحاديث التي تحضهم على ذلك ، واعلى التعاليم القران الكريم الذي يحض على (قراءة قرآن الهجيع/وقت متأخر في الليل)..
    ولقد ذكر البعض مجمل من فوائدها بقولهم


    ( تقع في تجويف المخ خلف العينين وقد ثبت
    مسؤوليتها عن تنظيم الوقت لدى الانسان والحالة النفسية والجنسية له وتحديد وقت بلوغه وان الميلاتونين الذي تفرزه يمنع الأكسدة وبالتالي يمنع تشكل الأورام السرطانية ومضاد للاكتئاب والتوتر )

    واضافوا:

    ( ا ثبتت التجارب على الطلاب (التي تمت بمساعدة أجهزة المسح المغناطيسي) مسؤوليتها أيضاً عن الإلهام وتوارد الخواطر والإحساس بالمخاطر قبل وقوعها ، واستشفاف بالمستقبل، والإحساس عن بعد، والشعور المسبق بالكوارث ، وقال عنها الفيلسوف الفرنسي ديكارت إنها الجهاز المنسق بين الروح والجسد - في حين ادعى بعض المتصوفة أنها تكبر بكثرة التأمل والسجود وتضمر بكثرة الترف والبعد عن الله - وأقر الطب أنها تتوهج ويزداد نشاطها بعد التأمل والعبادة ) وكل هذه الأقوال وردت في مقال بمدونة اسمها (مدونة ابن خانكان)..

    والجدير بالإعتبار هنا تصور بعض الصوفية لوظائف هذه الغدة وارتباط ذلك بالصلاة والتأمل.

    والكبت ، لجم الشهوات /الخشوع والتبتل ، يكون من ضمن مواقعه (المقرن) أي الغدة الصنوبرية..ومنها يتحقق الفلاح لمن يستطيع اليه سبيلا.


    كبر



                  

05-26-2017, 07:01 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)

    (عدل بواسطة Kabar on 05-27-2017, 00:41 AM)

                  

05-27-2017, 00:53 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)





    (6)


    البرزخ:


    في القرآن الكريم ، ورد ذكر البرزخ ثلاث مرات: سورة الفرقان الآية (53) ، سورة المؤمنون الآية (100) وسورة الرحمن الآية (20).
    ولغة البرزخ هو الحاجز.
    ولبعض الصوفية (القشيري مثلا) تفسيرات كثيرة عن فكرة البرزخ ، ونكتفى بالإشارة الى مصدره لمن يطلب الإستزادة في الفهم.
    وفي الإسلام فان مفهوم البرزخ مرتبط بفهم ان الموت ليس هو نهاية الإنسان وفنائه وانما هو انتقال الى مرحلة (انتقالية) ثم الذهاب الى الدار الأخرى.

    معنى البرزخ:
    الحاجز بين شيئين ، وفي الدين : ما بين الموت والبعث ، فمن مات فقد دخل في البرزخ ، وفي الجغرافيا : قطعة ارض محصورة بين بحرين موصلة بين ارضين برزخ قناة السويس ، وفي علم الطب: البرزخ الدرقي ، جزء منقبض من الغدة الدرقية يكون في الخط الوسطي من الرغامى ويصل بين الفصيين الجانبيين اللذين تتألف منهما تلك الغدة ، والجمع برازخ.
    معنى البرزخ عند الصوفية : لهم معنى باطني للبرزخ والأمكنة التي يفصل بها. فقال سهل " ان البحرين هما اوامر الخير واوامر الشر ، بينهما برزخ لا يبغيان وهو العصمة والتوفيق " (تفسير حقائق التفسير/السلمي)
    وذكر ابو القاسم ان البحرين هما الرب والإنسان والبرزخ هو دلالة على الهوة السحيقة بينهما. (تفسير حقائق التفسير/السلمي)
    وذكر القشيري ان " البحران اشارة الى النفس والقلب . فالقلب هو البحر العذب والنفس هي البحر المالح" (تفسير لطائف الإشارات/ القشيري)
    قال ابن عربي ان البحرين هما : البحر الهيولى الجسمانية الذي هو الملح الأجاج ، وبحر الروح المجردة الذي هو العذب ، اما البرزخ فهو النفس الحيوانية التي ليست في صفاء الأرواح المجردة ولطافتها (تفسير تفسير القرآن/ابن عربي).
    التفسير المنسوب الى بن عربي:
    (مرج البحرين) بحر الهيولى الجسمانية الذي هو الملح الأجاج وبحر الروح المجرد الذي هو العذاب الفرات (يلتقيان) في الوجود الإنساني (بينهما برزخ) هو النفس الحيوانية التي ليست في صفاء ولطافتها ولا في كدورة الأجساد الهيولانية وكثافتها (لا يبغيان) لا يتجاوز حدهما حده فيغلب على الآخر فلا الروح يجرد البدن ويمزج به ويجعله من جنسه ولا البدن يجمد الروح يجعله ماديا .( في كتاب :رحمة الرحمن في تفسير واشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي) جمع وتأليف محمود محمود الغراب – مطبعة نصر 1989
    ولكن حينما نربط مفهوم البرزخ بالغدة الدرقية في جسم الإنسان ، فسيكون لنا معنى اخر ، او تأويلا يرتبط بفكرة الإستاذ محمود محمد طه ، ونعتمد هذا لتقريب المسافة وربطها بتأويلنا هنا.
    وايضا الأمر مرتبط بعملية التنفس ، وهذه يحددها موقع الغدة الدرقية في جسم الإنسان ، بالإنجليزية تسمى الغدة الدرقية:
    Thyroid Gland
    الغدة الدرقية: موقعها تقع في الرقبة امام القصبة الهوائية ، وهي تشبه في شكلها الفراشة التي تفرد جناحيها ، وهي ذات لون بني محمر ، وتتكون من فصين ، وتحتوي على خلايا خاصة تدعى الخلايا الكيسية وهذه الخلايا هي المسئولة عن افراز هرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين وثلاثي يود التيرونين) – ويكبيديا
    وظائف الغدة الدرقية: من وظائفها ( هي المسئولة عن توفير الطاقة والحرارة لكافة خلايا الجسم ، كما تساعد على نمو الخلايا عن طريق تخليق البروتينات التي تلزم لأنسجة الجسم ) – هناء حسين (ماهي وظيفة الغدة الدرقية)
    والقصبة الهوائية معروف انها ذات ارتباط بجهاز التنفس في الإنسان ، ولكن النقطة الأهم والتي تقتضي التدبر والتأمل ،هي ان من وظائف الغدة الدرقية توفير الطاقة ، والطاقة مفهوم جوهري في فلسفة (التأمل) او ممارسة التأمل في اديان الشرق ولقد وضحنا ذلك سابقا.
    وفي البرزخ ، كظاهرة جغرافية يمكن ان يتم التأكد منها بالبحث العلمي ، فاننا نلاحظ ان نوعية الحياة في نقطة التقاء الأنهار بالبحار هي حياة متميزة ومتنوعة ومليئة بالطاقة و الكائنات الحية.وهو موقف اشبه بنهاية عملية التنفس حينما يتلاقي الهواء الطيب (الأكسجين) مع الهواء الفاسد (ثاني اكسيد الكربون) وكل منهما يتحرك في تياره المعروف ولا يتبدل عنه بتاتا..!!

    وطالما نحن نحيا في عصر (بيولوجيا الذهول والإنهيار كما يقول الحفار) فاننا نعاني كثيرا في حياتنا ، وبعض الأمراض السيكولوجية تمشي بيننا ونعاني منها في صمت ونحن لا ندري..ولقد قالها الأستاذ محمود محمد طه (الصلاة جلسة نفسية) وبالنفسية يعني ، فيما يعني السيكولوجيا التي حاول ان يكتب عنها ولم يوفق لأسباب عديدة.
    فهذه الغدد الصماء هي حقائق ووقائع اثبتها العلم ، نحملها في اجسادنا ونمضي ، وقليل ، قليل منا من يتفكر في امرها ويتأملها ويتدبرها..


    كبر
                  

05-27-2017, 01:00 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــأويل: محمود محمد طه والغدد الصماء والت� (Re: Kabar)



    (7)


    خاتمة:


    في هذه المقالة القصيرة ، اخترنا التأويل لبعض من المفاهيم التي اختارها الإستاذ محمود محمد طه في عرض خطابه وحجته وفكرته وفلسفته..ولقد توقفنا في مواضع معينة مثل مفهوم (الخرطوم/المقرن/البرزخ) ولم نتوغل اكثر حول فكرة الإنسان الكامل ، والحاسة السابعة ، والعقل ، وغيرها من مفاهيم وردت في المقدمة المختصرة التي سماها الإستاذ (مقدمة الطبعة الرابعة) لرسالة الصلاة.

    قلنا في تأويلنا المقتضب ، بان مفهوم (الخرطوم) يعني الغدة النخامية في جسم الإنسان ، وان مفهوم (المقرن) يعني الغدة الصنوبرية في جسم الإنسان ، وان مفهوم (البرزخ) يعني الغدة الدرقية في جسم الإنسان ، ولقد حاولنا تبرير تلك المزاعم بشروحات ترتبط بالتأمل والصلاة كنوع من التأمل..فهل نجحنا؟..هذا متروك لتقييم القراء والقارئات..!!

    محمد النور كبر

    _______________________________




    المصادر العربية:
    القرآن الكريم
    الويكيبديا
    1/ محمود محمد طه: (رسالة الصلاة) ، (تعلموا كيف تصلون)
    2/السلمي : تفسير حقائق التفسير
    3/ القشيري: تفسير لطائف الإشارات
    4/ ابن عربي: (تفسير القرآن)..مرجع مستشكل ، (فصوص الحكم/ فصل الفص المحمدي)
    5/ عبد الكريم الجيلي : في الإنسان الكامل
    6/محمود الغراب: رحمة الرحمن في تفسير واشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي .
    7/ صفاء محمود: العين الثالثة (عين حورس) وعلم الباطن
    8/ دكتور محمد سعيد الحفار: البيولوجيا ومصير الإنسان ، سلسلة كتاب عالم المعرفة/ 38 /1984
    9/مدونة ابن خانكان (كاتب/ة مجهول/ة):هل تعلم ماهي اخطار الفلورايد على الإنسان وعلى الغدة الصنوبرية
    10/هناء حسين: ماهية وظيفة الغدة الدرقية
    11/ ابو حامد الغزالي: كيمياء السعادة

    المصادر باللغة الإنجليزية:

    • The Sense of Being Stared at: And other unexplained powers of Human Minds; by: Rupert Sheldrake
    • Qusta Ibn Luqa in: Pineal Gland and Philosophy
    • The Seventh Sense: Francis Hutchinson and Eighteenth Century British Aesthetics; by Peter Kivy
    • The Function of Pituitary Gland and the Pineal Gland in Transmutation of the Physical Body during the LBP; by Dr. Suzanne Lie; presented by Georgi Stanker
    • Multi-dimensions : website run by Dr.Suzanne Lie
    • Stanford Encyclopedia of Philosophy: Descartes and the Pineal Gland
    • The Sixth Sense and the Seventh Sense: Part of Our Biological Nature؟ ; By: Rupert Sheldrake

    فيديوهات:
    1/ (سنسمه على الخرطوم)
    2/ الطاقة الكونية
    3/ التنفس والتأمل
    4/ فيدويوهات توضيحية (الغدة النخامية/الصنوبرية/الدرقية).

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de