وجع إنسان و هو يودع للأبد بلاداً عاش فيها ‏أربعين عاما!‏

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 05:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2017, 07:55 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وجع إنسان و هو يودع للأبد بلاداً عاش فيها ‏أربعين عاما!‏

    06:55 AM February, 26 2017 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-الدوحة
    مكتبتى
    رابط مختصرإنسان ارتبط ببلد أربعين عاما ثم غادرها مجبرا تخيلوا كيف تكون أحاسيسه؟
    جاء إلى تلك البلاد و عمره 18 عاما و يغادرها بل غادرها أول أمس و هو على اعتاب الستين.
    تخيلوا كيف مشاعره؟
    و كيف تكون احاسيسه؟م
    شاعر متناقضة بين الحزن و الفرحبين الرغبة في السفر و بين قيود العشرة التي تكونت عبر عقود.
    لحظات وقف و بكى و استبكى و سكب الدمع و المشاعر ثم غادر..
    هي قائع كنت حاضرا لها أول أمس

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-26-2017, 08:03 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-26-2017, 08:37 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-26-2017, 08:59 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-27-2017, 06:30 PM)

                  

02-26-2017, 08:12 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    عاصرنا معه كل لحظات فرحه بزواج ابنه و بزيادة الراتب و بلحظات السفر للإجازة السنوية ...و فرحنا معه
    عاصرنا معه و شاهدنا و تعاطفنا مع لحظات انكساراته :لحظات طلاق ابنه من زوجته لحظات عنت الرؤساء و قسوتهم الزائدة احيانا ...و حزنّا معه و واسيناه.
    نمت بيننا و بينه محبة و تفاهم كامل صامت احيانا و احيانا صريح.
    برغم اختلاف اللغة و الثقافة و الجنسية و المجتمع استطاعت المشاعر الإنسانية أن تعبر كل هذه الحواجز و أن تجد لها في القلوب المغتربة مواقع عزيزة و أثيرة و حب و احترام.
    مكث اربعين عاما و ليس له (شبه) راتب و ليس راتب بالمعنى المتعارف عليه فهو ربع أو حتى عُشر بعض رواتب من يعملون معه..
    لا تقولوا لي فرق العملة له اعتبار ززبل المسااواة و المشاعر الإنسانية يجب أن يكون لها اعتبار فوق كل اعتبار...
                  

02-26-2017, 08:26 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    هل كانت عودته إجبارية؟
    نعم و لا
    لا ليست إجبارية لأنه لم يطلب منه أحد المغادرة
    و نعم إجبارية لإحساس داخلي بضرورة العودة و للعودة عش الزوجية الذي فارقه منذ ثلاثين عاما و لا يأوي إليه إلا أيام في إجازته السنوية
    لا يكاد يروي فيها ظمأه ثم يعود للغربة مسرعا ليجني المال الذي لم يستطيع جمعه و تراكمه إلا بعد أن تراكمت في القلب أوجاع و في النفس انكسارات
    و في المآقي دموع.
    و كيف يحلو الاستمتاع بالمال بعد أن تعشو العيون و تموت الأشواق للأحباب داخل الحنايا و تتكلّس و تتحجّر؟
    كيف يحلو الاستمتاع بالمال و قدمات في الوطن الحبيب و الصديق و الجار و القريب و الوالد و الولد؟
    و هل للمال طعم و قد غزا الشيب الفودين و السكر الدم و الضغط الشرايين.
    ما ثمن الغربة إن جئنا نحسبها بالمال؟
    كم نفقد و كم نكسب؟
    قل لي هل يمكن موازنة معادلة المكسب و لخسارة؟
    أي ميزان يستطيع قياسهما؟
                  

02-26-2017, 08:42 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)



    اذا رأيت مغتربا فلتعلم أن وراءه دولة مقصرة في الاحتفاظ به ضمن حدود الوطن

    تحياتي

    أحمد الشايقي


                  

02-26-2017, 08:45 AM

الطيب بشير
<aالطيب بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 5760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: أحمد الشايقي)
                  

02-26-2017, 08:47 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: الطيب بشير)

    تسابقنا أول أمس راضين بقراره المفاجيء شفقة و رأفة به و خوفا من جور الزمان و موجاته العاتية من أن تجرفه بعيدا عن وطنه أو أن يغادر الدنيا و هو بعيد عن أحضان الزوجة التي انتظرته خمسة و ثلاثين عاما و ابنائه الذين انتظروا الأب خمسة و عشرين عاما أو تزيد.
    و هل يحس الإنسان بدنو أجله؟
    هل يحس بعدم الرغبة في الاستمرار في مكان ما؟
    هل هناك حاسة سادسة لا تخطيء؟
    ام أنه أوهام و مخاوف و فوبيةا من بين الفوبيات العديدة التي تترصد بالإنسان و تعكنن عليه مزاجه و استمتاعه بالحياة؟
    تسابقنا لنلتقط صور السيلفي معهز نود أن نسجل في الخالدين لحظات لنوقف فيها جريان الزمن.و هل يتوقف الزمن العجول؟
    عاندنا الزمن لحظات و استوقفناه ليسجل لحظات من الحب و العطف و التعاطف و المشارع الدفاقة.
    و لكنها كانت في الحقيقة لحظات خادعة كان الزمن يضحك فيها علينا و على ضآلة فكرنا و سقم راينا.
    و لكنه الإنسان يحاول أن يبحث عن الخلود في كل لحظات حياته يحاول أن يقاوم فكرة الموت و هو يحاول ان يبعهها من تفكيره المحدود
    و هو يدري أن ذلك محال و أنه مثل سيزيف.
    تسابقنا و التقطنا السيلفي و حضناه و مسحنا دمعات صادقة ظهرت في المآقي و مشاعر أخرى دفينة لم تجد الفرصة للظهور.

                  

02-26-2017, 09:34 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الأخ أحمد الشايقي
    صدقت يا هيم فتقصير الدولة هو المسئول أولا و أخيرا في معظم الاحيان خاصة في دول العالم الثالث.
    فالمواطن يدفع الثمن و الأسرة تدفع الثمن و المجتمع الصغير .
    فوراء كل مغترب مأساة برغم أي مكاسب
    لك الشكر و الود
                  

02-26-2017, 10:00 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الأخ الطيبلك شكري و ودي على الرباطتسلم يا صديق-------------------------نزع من ملف العمل صورته و هو فتى لم ينبت شاربه العيون لامعة الملامح مزهوة بشبابها و تطلعها للمستقبل و القسمات الوسيمة تظلل الصورة التي تآكلت بعض أطرافها:ناولني اياها: شفت كنت شباب كيف؟نظر إلى و كأنه يتوقع أنني لن أصدقهقدم إلى الصورة كأنه يشكو لي الزمن و قسوته يريد أن يريني مر السنون و كأني لا أعرفها.كيف تنتمي هذه الملامح له؟ كيف تنتمي له و لا يوجد رابط بين الصورتين إلا أن تتخيّل السنوات التي قضاها في حجرة البوفية ذات الأمتار الخمسة و التي قضاها في الرحلات المكوكية بين الغربة و الوطن و الساعات التي قضاها و هو يبكي الام الفرقة و معاناة البعاد.و الساعات التي قضاها متحدثا بهاتف لا يحسن الكلام أحيانا و لا نقل المشاعر و لا صدق العواطف ..اعطاني رقم هاتفه .لم أفهمهذا رقمي في البلد
    -لا بد أن تزورنا في البلد
    و هذا تلفون زوجتي احتياطي.....
    تعال في الشتاء لتشهد روعة سمائنا و طيورها و خضرتها
    كان يقول ذلك و أنا استكنه آماله و فرحه الخفي بعودته
    عودتهالمجبر عليه و ليس هو بالبطل.
    عودته التي اصبحت لا بد منها و قد صار ارتجاف اليدين أولى مراحل التوقيع بالاستقالة.

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-26-2017, 10:18 AM)

                  

02-26-2017, 10:29 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    هل كان وداعا واقعيا أم رومانسيا أم خياليا أم فلسفيا؟
    كان الوداع يشمل كل ذلك خاصة جانبه الفلسفي و الشاعري ليس لتأثير الفراق الذي قد يكون أبديا و لكن للجانب الفلسفي الذي يجعل الزمن هو سيد الموقف هو الذي يجبر على المغادرة . المغادرة بكل أنواعها المغادرة النهائية ام المغادرة المرحلية.
    جاء زميلنا الأردني عبدالباسط يركض و هو غير مصدق أن رؤوف مسافر غدا!
    - مسافر؟
    - و أين هو الآن
    - إنه في غرفته في المجمع السكني
    غاب عبدالبالسط ساعة و عاد و هو يحمل في حزن و تنهيدة حزينة صورة سيلفي مع عبدالرؤوف ساحاول تنزيلها)
    صورة سيلفي هي كل ما بقي من علاقة بلغت العقدين سقانا فيها آلاف أكواب الكابتشينو و الشاي الأخضر و الشاي بالجننزبيل و الشاي بالزعفران.
    هذا خلاف الاف البسمات التي وزعها علينا مع الطلبات..
    عشنا سنوات تزاملنا فيها زمالة و إخاء صادق تغلبنا فيها على ايام الغربة الكالحة و ساعتها الجافة من الاحاسييس و العواطف و الوقحة احيانا حينما يجعلك شخص
    تحس بأنك غريب و ساعاتها البذيئة في لحظات قليلة تكون فيها المواجهة بالأيدي هي الملجأ الأخير لترفع هويتك الوطنية عاليا لتلطم بها من يود أن يطيح بها في الأرض.

                  

02-26-2017, 12:11 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أرجو المعذرة لعدم ترتيب الأأفكار و لبعض الأخطاء
    ‏ خاصة و أنا أكتب عفو الخاطر و دون ترتيب
    ‏ و مباشرة من صدر ممتلء بذكريات عزيزة تراكمت لعقد و نصف من الزمان.‏
    أقول له مداعباً:‏
    إذا جئت لزيارتكم ماذا لديكم غير الأرز .‏
    فينفعل في عفوية شبه معاتِبة:‏
    ‏- يا محمد نحن الامطار ثلاثة أو أربعة أشهر.‏
    ‏- نحن نزرع كل الحضروات و نصدر ..‏
    هل سمعت بمجاعة في بلدي؟
    فأضحك في خبث بريء و أنا اتابع فاصل من دفاعه عن وطنه مقابل محاولة ‏مفتعلة مني لمداعبته.‏
    ‏- خلاص سأزوركم ...‏
    ‏- ....و لكن أنا بحب اللحوم و أنتم نباتيون لا تأكلون اللحم .‏
    فترتفع وتيرة انفعاله مرة أخرى:‏
    ‏- أنا مسلم و غالبية سكان مدينتنا مسلمون
    ‏- نحن نأكل اللحم و لكننا نحن الدجاج أكثر.‏
    ‏- سنذبح لك تور حين تأتي ألن يكفيك؟
    و هكذا يستمر فاصل المداعبة دقائق طويلة.‏
    ‏ قال لي في اليوم الأخير
    ‏- محمد عندي طلب منك!‏
    ‏- قلت له: انت تأمر
    أريد أن أودّع.‏
    تودع من؟
    ‏-بس بتقدر؟
    ‏ -أوكي المساء سأمر عليك بالسيارة.‏
    ذهبت إليه مساء بالسيارة. ركب و جلس بجانبي صامتا.‏
    ثم انطلقنا في شوارع المدينة و لا أدري إلى أين وجهته. ‏
    عندما وصلنا إلى وسط المدينة قال لي :‏
    ‏ إذهب بي إلى فندق...‏
    ذهبت إلى الفندق و أوقفت السيارة لذ اعتنقدت أنه سينزللكنه ظل هامدا في مقعده ‏و كانه يردد أورادا في سره.‏
    ‏- لربما غيّر رأيعه ..قلت في سري
    ‏- طيب...خلاص... سنذهب إلى مقهى (الشاطيء) ‏
    دقائق وصلنا المقهى. و نزلنا . تركني في المقعد ز دخل إلى المقهى حيث تقدم ‏الخدمات بعد دقائق وضع النادل أمامي صينية بها كوب كبير من العصير و
    ‏بجانبه أبريق شاي و طبق من الحلويات و آخر من الكيك.‏

    و جاءني رؤوف متهللا : ‏
    ‏- هؤلاء أصدقائي أصرّوا أن يكرموك بعد أن حدثتهم عنك
    ‏- هنا أول مكان عملت فيه. هؤلاء أنا دربتهم و هم صبيان في العمل. ‏
    ‏- ما شاء الله
    وقف أمامي ثلاثة من العاملين في المقهى و هم يغالبون حزنهم و يمسحون ‏دموعهم و هم يودعونه في حرارة....‏
    موقف حزين تمنيت أن لا أكون حاضرا فيه

                  

02-26-2017, 02:46 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)



    شكرا أخ محمد عبد الله

    ارجو المواصلة في السرد فحكاية اخينا المغادر ... لاي أرض كانت .. يمكن أن تمثل مشروع رواية تأخذ بألباب القلوب

    أحمد الشايقي
                  

02-26-2017, 06:36 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: أحمد الشايقي)

    الأخ أحمد الشايقي
    شكرا على المتابعة و الاهتمام و على تذوقك للنص و ما ‏وراء النص.‏
    لك مودتي
    اواصل ذكريات الليلة الأخيرة :‏
    ‏ بعد نصف ساعة من تداول الاحاديث التي لم افهم منها إلا ‏بضع كلمات بالكادو لكن يبدو أن بعضها وصايا و بعضها ‏شكوى و بعض تضجّر. ركبنا السيارة و في الحقيقة كنت ‏متأهبا و مهيئا نفسي لأن أهبه كل وقتي في تلك الليلة. ركب ‏بجانبي و الصمت يلفنا الاثنين .احترمت صمته لأنه يبدو أنه ‏كان انعكاسا لمقابلة الدقائق الفائتة.‏
    بعد أن سرت لمسافة نصف كيلو طلب مني أن أسير بشارع ‏الاستقلال. عملت بتوجيهاته و انحرفت يمينا ثم يسار ثم ‏مباشرة في الطريق المؤدي لشارع الاستقلال. سرنا في ‏الشارع الاستقلال مسافة خمسة دقائق.ثم طلب مني فجأة أن ‏أدلف بشارع جانبي و أتوقف عند البيت الخامس. بيت ‏أرضي متواضع وقفنا أمام بابه. اتصل بالهاتف و هو داخل ‏السيارة. ثم بعد دقائق انفتح الباب المتواضع و خرج منه ‏رجل كهل يتبعه طفل صغير شبه عاري و هو يتمسك ‏بملابس الكهل. اشار لي رؤوف مستأذنا بالدخول .غاب ‏حوالي عشرة دقائق ثم خرج تتبعه ثلة من بينها امراتان و ‏صبيان و بنت صغيرة. وقفوا برهة أمام الباب صامتين و ‏بعدها بدأت مراسم وداع قصيرة يتخللها صوت نحيب ‏خافت و كفكفة للدموع. ثم سرعان ما ركب بجانبي صامتا و ‏صوت نهنهاته اسمعه رغم صوت المحرك. تلاها لحظات ‏صمت تغلب بعدها على دموعه و حزنه الصامت.‏
    هذا خالي في هذا البيت سكنت السنوات الثلاثة الأولى عندما ‏حضرت لأول مرة إلى هنا.‏
    بعد دقائق من الصمت بادرني:‏
    ‏- الآن أسمح لك بالذهاب فقد يكون لديك برنامج
    ‏- ليس لدي أي برنامج إلا أنت.‏
    ‏- بصراحة أريد أن أودع المدينة.‏
    ‏- تودع المدينة؟
    ‏- قصدي أهم معالمها و المناطق التي سكنت فيها و عشت ‏فيها عندما كانت المدينة أشبه بقرية كبيرة.‏
    ‏- سبحان الله. عندما كانت قرية ؟
    ‏- لا يغرنّك مظهر العمران الباذخ الآن . كانت هذه المدينة ‏هادئة تنام عقب صلاة العشاء. تنام و الأبواب مشرعة. كنا ‏نشعر بأنها مدينتها. لا فرق بين أهليها و نحن المهاجرون. ‏شهدت نشأتها بناية بناية و شارع شارع و هي تتدرج في ‏العمران. إنها كانت مدينتي..‏
    ‏- و الآن أليست مدينتك؟
    صمت لدقائق و هو يتابع إحدى البنايات و مرآها يتراجع ‏بفعل حركة السيارة...‏
    ‏- كانت مدينتي زمااان .في باديء الأمر كنت أحس بأنها ‏بيتي و وطني و سكانها أهلي..كانت العلاقات قوية و النفوس ‏طيبة .‏
    ‏- متى؟
    ‏- متى؟ قبل أن تتدفق الأموال على سكانها و قبل أن تصبح ‏للأموال قيمة و للناس قيمة.‏
    ‏ لمدة ساعتين كنا نتجول في المدينة .ذهبنا للسوق القديم و ‏مسجدها العتيق المشيّد بالأخشاب و جريد النخل ثم ساحة ‏مصلّى العيد. ‏
    بعد أن تجولنا لحوالي الساعة أو يزيد فكرت أن أدعوه ‏لنتناول طعام العشاء في أحد المطاعم العادية لنختم جولتنا ‏و لنختم لقاء قد يكون الأخير أو قد نلتقي أ في مكان ما.‏
    ‏- لنذهب لنتعشى أيه رايك؟
    نتابع

                  

02-26-2017, 07:12 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سرد ممتع ومحزن في نفس الآن.
    شكراً يا محمد.
                  

02-26-2017, 08:02 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: Haydar Badawi Sadig)

    شكرا يا أخ حيدربالمناسبة كأنه تقابلنا من قبل في السودان: هل في قسم الاجتماع بجامعة الخرطوم أم مكاتب الزراعة قرب القيادة العامة؟ أكيد واحد من الاثنين.لك مودتي--------------------------------صمت برهة ثم قال لي :‏‏- كان عندي حلم قديم
    ‏‏-حلم؟‏
    - منذ عشرات السنين ظل هذا الحلم يداعبني كلما مررت ‏بشارع الاستقلال ( أكثر الشوارع و المناطق فخامة).‏
    توقعت أنه سيزور إحدى المحلات ذات البضائع و الماركات ‏العالمية أو أنه سيشتري هدايا تذكاريا من إحدى المحلات ‏المعروفة المنتشرة في هذه المنطقة.‏و لكن بعد أن وصلنا أوقفني أمام إحدى الفنادق من فئة ‏الخمسة نجوم .أقرأ اللافته فندق هيلتون.‏سألت نفسي ماذا يريد رؤوف من هذا الفندق الذي نسمع به و ‏لم ندخله. زادت دهشتي و أنا اراه ينزل و يأمرني بركن ‏السيارة في مكان مريح و من ثم أغلق السيارة و أتبعه بعد أن ‏سار مني مسافة باتجاه الفندق. أغلقت باب و زجاج السيارة و ‏نزلت و كلي تساؤل و تعجب.‏سار أمامي مسرعا. دخلنا من بوابة الفندق و مررنا من ‏البوابة الإليكترونية.‏بينما أنا أسوق خطىً مترددة و أنا أخطو للداخل كان ىيسير ‏أمامي في ثقة حيرتني و كأنه يعمل في الفندق.‏التفت إلي حينما شعر أنه سبقني بمسافة ليست قصيرة ثم ‏وضع يده في يدي في إخاء حقيقي مع ملامح منتشية زادت ‏دهشتي.‏‏-غريبة! رددت في سريدلفنا مباشرة إلى إلى المصعد ثم ضغط الرقم (3). وصلنا ‏الطابق الثالث. لافتة بلون أسود ملوكي واجهتنا و نحن نفتح ‏باب المصعد. و كلمتان براقتات بكل فخم المكان تحمل ‏كلمتين مكتوبتين باللون الأحمر اللامع( المطعم و الكافتيريا).‏‏
    - ماذا يريد رؤوف أن يفعل في هذا المكان؟
    زيارة؟
    أم مقابلة لصديق قديم؟ ب
    الطبع لن تكون دعوة و ‏إلا... لحظات بين الترقب و الحيرة المشوبة بالتردد الحذِر.‏انتصب امامنا نادلان في زيهم االأنيق الناصع البياض و غطاء الرأس الأحمر .لربما لاحظا ترددي و هم يخاطبونني بدلا من رؤوف . دعوني أنا و رؤوف في عبارات و حركات غلب عليها الطابع المهن الروتيني. ‏
    إذ تعلوا وجهيهما ابتسامة مرحبة. كأنهم كانوا يوجهون حديثي لي لوحدي ‏فشعرت بلحظات من لسعة حرجٍ بارد تمر على ملامحي. و ‏لم أفلح أن أمنعها إلا بتقدم رؤوف إلى أحد المقاعد و هو يوجه ‏حديثه إلي بالجلوس.‏
    حقيقة حتى تلك اللحظات لم اكن أفهم شيئا و لا سبب مجيئنا هنا. ‏‏ أما هو فكان سعيدا واثقا و هو يتجول بنظراته يمنة و يسرة ‏و يفرك يديه في حبور. ‏
    ماذا تريد أن تفعل يا رؤوف؟ أقولها في صوت خافت
    لكنه لم يرد علي. ‏
    و ما هي إلا لحظات إلا و جاءنا النادل مسرعا فطلب منه ‏رؤوف المنيو.‏‏
    -المنيو؟
    ماذا يريد رؤوف أن يفعل؟‏
    - هل هذا رؤوف الذي اعرفه ؟
    ‏لعله في لحظة جنون مفاجئة قرر أن يقوم بفعل خارق و ‏بعدها فليكون ما يكون.
    ‏و كيف سنعالج الموقف؟
    هاتف داخلي بدا يتسيّد الموقف و يسيطر على تفكيري:‏‏
    - انتظر و اصبر و ترقب! كلها دقائق و ستعرف ‏الموضوع....‏‏
    ...و في النهاية أنت لن تخسر شيئاً.‏
    ملحوظة: أجريت بعض التصحيحات التي حدثت بسبب التعجل و الرغبة في إكمال القصة و الأحداث و أنما في قمة انفعالي بتلك اللحظات فأرجو المعذرة للأخطاء المتكرةة لعدم المراجعة التامة.
    و شكرا للمتابعة

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-26-2017, 08:43 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-26-2017, 08:46 PM)

                  

02-26-2017, 09:53 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    نسيت أن أقول الصور التي اراني إياها رؤوف أمس ‏كانت تُظهره شابا أنيقا رومانسي السمات و سيم ‏القسمات.
    و هي صورة تخالف صورة رؤوف التي ‏اعرفها فقد ظهرت منذ أن عرفته اللحية البيضاء و النظرات ‏الكابية هي ايرز ملامحه.
    و لكني الآن أنظر إليه و ‏كأن الصورة الشابة التي رأيتها في صوره القديمة ‏الشابة تطل من ملامحه الاآن و هو يبتسم للنُدُل في ‏سرور و كأنه يعرفهم.‏
    نظر في المنيو مليا ثم دفع إلي بها لاختار. توقفت ‏لحظات و أنا محتار و لا أعرف معنى كل ذلك.‏
    نظر إلي نظرة ذات معنى و قال لي اختار أطباقك.‏
    اخترت طبقين و طبق حلوى .‏
    نظر إلي نظرة طويلة ذات معنى و هو يبتسم.‏
    ثم قال لي لي و هو يضغط على الحروف:‏
    تعرف لماذا نحن هنا؟
    هززت كتفي .و قلت له :كيف لي أن اعرف.‏
    ابتسم مرة أخرى ثم دنا مني و قال:‏
    نتابع
                  

02-27-2017, 06:39 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    احاول الآن أن أتذكر تفاصيل تلك الليلة..الليلة الأخيرة مع(رؤوف) في وداعه للمدينة التي عاصر نموها و عاصر طفولتها إلى أن كبُرت.
    عاش كل تفاصيل إنشاءها و تفاصيل اندثار ملامحها القديمة شارعا شارع و بيتا بيت في هوجة العصرنة و العمارة الحديثة التي اطاحت بكثير من ملامح المدينة التي احتضنته و
    احتضنها و عشق حواريها و أزقتها و ملامح الطيبة في أجيال مواطنيها قبل أن تداهم (لعنة المال) و هجمة الرأسمالية.
    كانت ليلة بحق كانت وداع ليس لمدينة أو بلد بل وداع لعمر مضى و لحياة كانت و لمشاعر إنسانية و طيبة ذهبت مع ملامح المدينة القديمة. ليلة اُختتِمت بزيارة الفندق الفخم .
    و الجلسة المتوجسة من جانبي في مطعم الفندق بكل أبهته و ملامحه الراسمالية الباذخة.
    استيقظت اليوم صباحا و جلست في منتصف السرير و أنا احاول أن ابدد بقايا من كسل و نعاس و فجأة طلت عليّ ذكريات ليلة الأمس.
    فضحكت ضحكة عالية و أنا استرجع تفاصيل ما جرى...
                  

02-27-2017, 06:54 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    جاء نادل وراء نادل بطلبات الطعام و وضعت أطباق الطعام أمامنا .أما أنا ‏فكلما جاء النادل بطبق أضع يدي على قلبي. ‏
    ‏- من سيدفع؟ رؤوف؟ ‏
    من أين له بهذا المال و هو كان يشتكي قبل أيام بأن ما كان يتوقعه من ‏فوائد الخدمة جاء أقل مما متوقع و أنه ندم لأنه قدم استقالته ...و ...و.؟
    في الحقيقة كان منظر الأطباق مغري و توزيعها في المائدة يدعونني ‏للإلتهام خاصة و أن الساعة قاربت الحادية عشر مساء و أن الجولة ‏كانت طويلة. و لكن؟
    كنت أنظر للأطباق أمامي و للنُدًل الذين ينظرون إلينا من بعيد في انتظار ‏الاوامر و في انتظار المزيد من الطلبات( هو نحن القدامنا اكلناه؟).‏
    بدأ رؤوف يأكل و بشهية واضحة و أنا شبه متوقف. ‏
    وضع الملعقة بجانبه و هو يسألني مستغرباً:‏
    ‏- لماذا لا تأكل؟
    ثم واصل:‏
    ‏- هذه أول مرة أدعوك فيها.‏
    ثم ابتسم ابتسامة واسعة و مشجعة. ‏

    ‏- كلْ و لا تخف ..رؤوف سيدفع هذه المرة .. ‏
    كانت كلماته الأخيرة مشجعة و بدّدت إلى حد كبير ترددي و الغموض ‏المحيط بالدعوة. ‏
    مرت نصف ساعة و انتهينا من تناول الطعام. و أنا كلي ترقب لمعرفة ‏الجزء الأخير من هذه المسرحية.‏
    و جاءت لحظة دفع الحساب.‏
    ‏832 ريال كانت تكلفة ذلك العشاء. ‏
    أخرج رؤوف لدهشتي حافظته بكل اريحية و دفع الحساب.‏
    ارتحت أنا قليلا ... و لكن سارتاح أكثر إذا عرفت سبب هذه الدعوة ‏المفاجئة و المكلفة. و هي دعوة كان يمكن لا تتعدى 50 ريالا إذا تناولنا ‏أرز برياني في أي مطعم
    هندي أو فول و فلافل في مطعم سوداني او غيره..‏
    نزلنا من الفندق و كلي شوق لمعرفة السبب لهذه الدعوة التاريخية..‏
                  

02-28-2017, 06:18 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ركب في السيارة واغلق الباب و رجع للخلف قليلا ثم أطلق زفرة ارتياح.
    - اليوم حققت حلماً قدييم. حلم له اكثر من عشرين عاما
    -؟؟
    - منذ أكثر من عشرين عاما و انا امنّي النفس بان اتناول وجبة في مطعم راقي مثل هذا.
    - إن المبلغ الي دفعته قد ادخرته لهذه المناسبة منذ ثلاثة شهور.
    - أعرف أن مثل هذه الاماكن الفخمة ليست لي و لا لمثلي.

    - كنت امر عليها من الخارج و كثير ما أسائل نفسي كيف تكون من الداخل.
    - كان حلمي فقط أن أدخل مثل هذه الاماكن الراقية فقط لأحس بأني إنسان مثل من تعوّدوا للدخول لهذه الاماكن.
    - كنت أود أن أشبع و لو لساعة حرمان ثلاثين عاما .ثلاثين عاما و أنا محصور بين غرفتي و بوفيه المعسكر. حتى ايام العطلات أقضيها داخل غرفتي.

    في تلك اللحظات كنت أنا اسرح بعيد مستعيداً أحداث فيلم يحكي قصة لشابة فليبينية تركت ابناءها الصغار الذين لا يتعدى عمر أكبرهم الأربعة أعوام و سافرت.
    كان منظرهم و هم يبكون و يتصايحون خلف الأم و هي تتملص منهم مرغمة و دموعها تغطي وجهها و تسيل على ملابسها.
    كنت أقارن بحسرة ما يحكيه من كان يجلس بجانبي و هو يحكي:
                  

02-28-2017, 07:03 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ركب في السيارة واغلق الباب و رجع للخلف قليلا ثم أطلق زفرة ارتياح.
    - اليوم حققت حلماً قدييم. حلم له اكثر من عشرين عاما-؟؟
    - منذ أكثر من عشرين عاما و انا امنّي النفس بان اتناول وجبة في مطعم راقي مثل هذا.
    - إن المبلغ الي دفعته قد ادخرته لهذه المناسبة منذ ثلاثة شهور.- أعرف أن مثل هذه الاماكن الفخمة ليست لي و لا لمثلي.
    - كنت امر عليها من الخارج و كثير ما أسائل نفسي كيف تكون من الداخل.
    - كان حلمي فقط أن أدخل مثل هذه الاماكن الراقية فقط لأحس بأني إنسان مثل من تعوّدوا للدخول لهذه الاماكن.
    - كنت أود أن أشبع و لو لساعة حرمان ثلاثين عاما .
    ثلاثين عاما و أنا محصور بين غرفتي و بوفيه المعسكر. حتى ايام العطلات أقضيها داخل غرفتي.
    في تلك اللحظات كنت أنا اسرح بعيد مستعيداً أحداث فيلم يحكي قصة لشابة فليبينية تركت ابناءها الصغار الذين لا يتعدى عمر أكبرهم الأربعة أعوام و سافرت. كان منظرهم و هم يبكون و يتصايحون خلف الأم و هي تتملص منهم مرغمة و دموعها تغطي وجهها و تسيل على ملابسه.
    .كنت أقارن بحسرة ما يحكيه من كان يجلس بجانبي و هو يحكي:

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 02-28-2017, 07:35 AM)

                  

02-28-2017, 07:33 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ربط بما سبق و مواصلة:
    في تلك اللحظات كنت أنا اسرح بعيد مستعيداً أحداث فيلم يحكي قصة لشابة فليبينية تركت ابناءها الصغار الذين لا يتعدى عمر أكبرهم الأربعة أعوام و سافرت. كان منظرهم و هم يبكون و يتصايحون خلف الأم و هي تتملص منهم مرغمة و دموعها تغطي وجهها و تسيل على ملابسها.
    كنت أقارن بحسرة ما يحكيه من كان يجلس بجانبي و هو يحكي:
    - نعم لقد انقضى شبابي و ثلاث ارباع عمري بعيدا عن وطني و عن اسرتي و عن اولادي. حتى اولادي لم أشهد مراحل نموهم و هم يكبرون و يتغيّرون و هم يبنون أحلامهم و انا بعيد عنهم.
    و حتى عندما ارجع في الإجازة كل عامين أجد ما يجعلني غريبا عنهم.و ما أن اعتاد عليهم خلال أيام الإجازة حتى أعود لسجني الإنفرادي من جديد. نعم هو سجن اخترته لنفسي و لكن المفارقة أنني كنت مجبرا عليه على نحوٍٍ ما.
    يتوقف متنهداً ثم يواصل:
    - اليوم حققت حلمي القديم و ارتحت قليلا و اشبعت توقا كان يرقد كامناً طيلة تلك السنون.
    - نعم ساعود غدا إلى وطني و أسرتي و عشيرتي.و لكن بعد أن انقضى من العمر أغلبه. سأعود إليهم بقلب قد شاخ و احلام قد صارت أوهي من خيوط العنكبوت.
    سأعود إلى أسرتي و قد بنى كل واحد من أفرادها مستقبله و أحلامه و دارى انكساراته الخاصة به بعيدا عني..سأعود و سأجد كل واحدٍ منهم قد صار ناضجا و مستقلاً بذاته و لا حاجة لهم بي. بل أنا من ساحتاج إليهم .فقد عدت لهم ببعضٍ امراض الشيخوخة .
    و لكن الحمد لله لا زلت قادراً على أن امشي على قدميّ و لا زالت يداي قادرتان على أن تصافحهم و لا زال في صدري و في قلبي متسع لهم جميعا.
    - تأخرت في العودة نعم.و لكن ان تعود متاخراً خير من أن لا تعود.
    كان تداعي حر دون مقاطعة او تدخل مني....
    و قبل ان يصل فاصل التراجيديا و الغربة و البعاد و اللوعة إلى نهايته
    كنا قد وصلنا إلى منزل قريبه الذي سيسافر منه. الآن تعدت الساعة الثانية عشر ليلاً و الحركة كادت أن تهمد في ذلك الشارع الأسفلتي اللامع...نزل هو متثاقلاً و تبعته أنا.
                  

02-28-2017, 08:52 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ربط بما سبق و مواصلة:

    و قبل ان يصل فاصل التراجيديا و الغربة و البعاد و اللوعة إلى نهايته
    كنا قد وصلنا إلى منزل قريبه الذي سيسافر منه. الآن تعدت الساعة الثانية عشر ليلاً و الحركة كادت أن تهمد في ذلك الشارع الأسفلتي اللامع...نزل هو متثاقلاً و تبعته أنا.
    وقفنا كل منا تجاه الآخر و نحن نواجه ألم اللحظات الأخيرة ...التي لا بد منها و تهيأنا للوداع.
    كانت لحظات الوداع قصيرة و لكنها مؤلمة. جاهدت ان لا ازيد من وجعه. توادعنا بالأحضان مرددين ما اسعفتنا به تلك اللحظات و الذاكرة من ادعية و امنيات
    صادقة و دعوات بالصحة و السلامة و بان نلتقي في هذه الدنيا....دعوات قد تكون مبتورة و قد تكون مرتبكة البدايات و النهايات و لكنها صادقة دعوات خارجة
    من نفوس جمعتها الغربة و فرقتها الغربة دعوات مرتجفة و مبللة بوجع تلك الحظات و ألم الفراق و لوعته .
    تذكر شيئا ..استل هاتفه و فتحه ليعطيني رقم هاتفه في بلدهو هو يكرر عليّ في إلحاح ضرورة ان أزورهم في قريتهم في العطلة الصيفية.
    نزل و هو يُبعد وجها مغطى بالدموع مجاهدا أن يخفيها و بصوت مبحوح كانت كلماته الأخيرة:
    - في الإجازة الصيفية أوكي؟ أوكي؟
    - لابد أن تأتي...
    -... اتفقنا؟
    - ..ضروري... ضروري.
                  

02-28-2017, 01:43 PM

صلاح حمد
<aصلاح حمد
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 989

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)



    الأستاذ محمد عبدالله الحسن وضيوفك الكرام
    تحية طيبة
    سرد رائع وممتع وحزين :


    (((( هل كانت عودته إجبارية؟
    نعم و لا
    لا ليست إجبارية لأنه لم يطلب منه أحد المغادرة و نعم إجبارية لإحساس داخلي بضرورة العودة و للعودة عش الزوجية الذي فارقه منذ ثلاثين عاما
    و لا يأوي إليه إلا أيام في إجازته السنوية لا يكاد يروي فيها ظمأه
    ثم يعود للغربة مسرعا ليجني المال الذي لم يستطيع جمعه و تراكمه إلا بعد أن تراكمت في القلب أوجاع و في النفس انكسارات و في المآقي دموع.
    و كيف يحلو الاستمتاع بالمال بعد أن تعشو العيون و تموت الأشواق للأحباب داخل الحنايا و تتكلّس و تتحجّر؟
    كيف يحلو الاستمتاع بالمال و قدمات في الوطن الحبيب و الصديق و الجار و القريب و الوالد و الولد؟
    و هل للمال طعم و قد غزا الشيب الفودين و السكر الدم و الضغط الشرايين.
    ما ثمن الغربة إن جئنا نحسبها بالمال؟
    كم نفقد و كم نكسب؟
    قل لي هل يمكن موازنة معادلة المكسب و لخسارة؟
    أي ميزان يستطيع قياسهما؟ ))))

                  

02-28-2017, 05:57 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: صلاح حمد)

    الأخ صلاح حمد
    شكرا على المتابعة:‏
    ‏(الأستاذ محمد عبدالله الحسن وضيوفك الكرام تحية طيبة ‏سرد رائع وممتع وحزين)‏‎
    أخي:‏
    الحزن و المأساة كامنة فعلا في كل تفاصيل هذا الرجل و ‏ما كان يخفيه و لا يزال أكبر مما تم الكشف عنه.
    و هو ‏حقيقة ما دعاني لكتابة قصته لأني عايشت نصف ‏معاناته(الظاهرة فقط). لأن ما يخفيه يبدو أنه أكبر.‏
    ما كتبت عنه هو رغبتي في الكشف عن المعاناة الصامتة ‏التي قد يواجهها البشر هنا و هناك.‏
    لك مودتي
                  

02-28-2017, 08:34 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    انقضت أربعة أيام منذ وداع(رؤوف) ايقونة الغربة في في أعيننا. و ‏الذي كان يستحق أن يتم تكريمه لبذله و عطاءه و أمانته و أن يلقّب ب
    ‏( عميد(المغتربين) لو كان في الدنيا إنصاف لدى البشر.
    نسيت أن ‏أقول احتل محل رؤوف (شاب) من نفس موطنه. و يبدو أنه يحاول ‏جاهدا إثبات وجوده في عمله الجديد.
    لكننا لا زلنا متعلقين ‏ب(رؤوف) ‏‎.‎
    بل في ذروة تأثرنا لفقده لم نخجل و نستحي و نحن نذكر للعامل ‏الجديد (أنه لن يكون مثل رؤوف). رغم التأثير السيء لهذه العبارة ‏لكن أظنه سيتفهم موقفنا
    و مشاعرنا و أنه سيعذرنا في ردة فعلنا ‏لفقدنا خير سلفٍ له.‏
                  

02-28-2017, 09:24 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فوجئت صباح اليوم بصوت رنة معلنة وصول رسالة . و لكني لم ‏اسارع لتبيّن صاحب الرسالة. و بعد أن تهيأت للذهاب للعمل ‏فتحت الرسائل في جوالي..يا للبهاء يا لجمال ‏
    ما أحلى العودة للوطن و لدفء الأهل...ستة من الأشخاص ‏يتزاحمون بالكاد في إطار الصورة يتوسطهم رؤوف و زوجته ‏التي يبدو الفرح بعودته على محياه. ‏
    ‏ ثم رسالة أخرى تتضمن صورة لأكثر من عشرة رجال و صبية ‏يلتفون مستبشرين حول رؤوف. ذكرتني هذه الصورة بالصورة ‏التي فازت بإحدى الجوائز
    منذ سنوات و التي كان قد ألتقطها ‏مصور بريطاني كان في ضيافة أسرة بسيطة في الهند. و فازت ‏الصورة بالجائزة الأولى لبساطة الصورة التي تضم عدة أجيال من
    ‏العائلة المستضيفة و هم يقفون أمام الكاميرا في بساطة و عفوية و ‏نظرات عيونهم تحكي عن بساطة و تلقائية طبيعية و عن فرحة ‏غامرة بالوقوف أمام الكاميرا لإلتقاط الصورة.‏
                  

02-28-2017, 10:48 PM

tasneem

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ماشاالله كتابة شيقة تشجعك علي
    المتابعة اخي

    تحياتي وتقديري
                  

03-01-2017, 00:15 AM

سيد محمد احمد سيدنا
<aسيد محمد احمد سيدنا
تاريخ التسجيل: 11-21-2005
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: tasneem)


    مساء الخير شباب

    سلامات

    شكرا لطرقكم هذا الظرف من الغربه الذى مرعلينا وانا بالذات وربما يكون مصيرنا كحال صديقنا

    فقط يستمر حزننا على الذين فقدناهم الى الرفيق الاعلى ونشكر الكريم على اننا على ظهر البسيطه

    وربنا يطول اعمار من هم مثلنا متمنين ان يعود لبلاد الاجداد معافين .

    تحياتى

    سيد سيدنا
                  

03-01-2017, 07:09 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: سيد محمد احمد سيدنا)

    صباح الخير
    شكرا الاخت تسنيم على الشعور الطيب و المتابعة و ان شاء الله نكون عند حسن الظن دائما
                  

03-01-2017, 08:10 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الأخ سيد محمد
    ( شكرا لطرقكم هذا الظرف من الغربه الذى مر علينا وانا بالذات وربما يكون مصيرنا كحال صديقنا
    فقط يستمر حزننا على الذين فقدناهم الى الرفيق الاعلى ونشكر الكريم على اننا على ظهر البسيطه وربنا يطول اعمار من هم مثلنا متمنين ان يعود لبلاد الاجداد معافين .)
    الله يجعل العواقب سليمة الغربة معانة لمعظم المهاجرين إلا من اراد الهجرة النهائية و الاستقرار و هم أقلية على ما أعتقد.
    أما الذين يودون العودة فندعو لهم كما دعوت و نقول آمينز أما من يتوفون فلهم الرحمة و المغفرة.
    الله يقي الجميع عذابات الغربة و سوء المآل.
    و لك الشكر

                  

03-01-2017, 09:57 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخيلوا كيف يكون إحساس إنسان ارتبط ببلدٍ أ� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    تختلف و تتنوع المعاناة التي يواجهها المهاجرون في كافة أصقاع الدنيا. كتبت فتاة ‏مصرية قبل عدة شهور مدونة في شكل مذكرات و هي تندب ذكرياتها التي شيدتها منذ طفولتها . و تندب المدينة التي
    ‏اعتادت على مرآها (الدوحة، قطر) حيث ولدت. حيث الأسرة تفاجأت بإنهاء ‏خدمات مفاجئة عائلها (الوالد).و كان على الأسرة مغادرة قطر خلال شهر.
    كان الأمر ‏مفاجئاً للأسرة و للفتاة التي كونت صداقات عديدة و ربطت بينها و بين زميلات ‏لها من أهل البلد و من المهاجرين االآخرين علاقات صداقة و إخاء. و فرضت ‏عليها عليها و على الأسرة ظروف إنهاء عمل والدها أن ينقطع كل ذلك فجأة. وأن تفقد في يوم واحد بل في ‏ساعة واحدة كل ما ربطها بصديقاتها و بعلاقات الإلفة التي قامت بينها و ‏بين المدينة التي نشأت فيها و هي طفلة و الآن قد تعدى عمرها العشرين. ‏
    نعم ستعود لوطنها,كما قالت... و لكنه وطن بلا ذكريات طفولة و لا صديقات دراسة . وطن ‏لم تتعود عليه و لم تنشأ فيه و ستعود إلى مدينتها و لكنها مدينة ليس لديها فيها أي ذكريات أو صداقات. ‏
    فهي إذن معاناة من نوع خاص.معاناة شخصية...ذات أبعاد متعددة. لا يعرف المها إلا من جربها و ‏مرّ بها.‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de