الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان عليكم المساهمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-30-2017, 09:11 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان عليكم المساهمة

    08:11 PM January, 30 2017

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    تبتدر مجموعة من الصحفيين والسياسيين حملة اعتبارا من يوم غد الاثنين( 30 يناير، 2017 ) لفضح انتهاكات حقوق الانسان فى السودان التى لا تعد ولا تحصى، ولا أدرى كيف يتجاهل العالم الحر والامم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية فى العالم هذه الانتهاكات الكبيرة والخطيرة
    ياشباب بالله شاركوا
                  

01-30-2017, 09:42 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: زهير عثمان حمد)

    حضور ي مواطن
                  

01-30-2017, 11:47 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: معاوية عبيد الصائم)

    Quote: ياشباب بالله شاركوا

    ابوالزوز ,, سلام
    الماسك الكشف منو؟
                  

01-31-2017, 01:06 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    أخي عبد العزيز الفاضلابى
    سلام
    القصة ما فيها كشف يا حبيبنا بس اكتب تجربتك مع الكيزان
                  

01-31-2017, 03:53 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: زهير عثمان حمد)

    التعذيب في السودان الصحافة والصحفيين في العذاب المقيم
    التعذيب في السودان الصحافة والصحفيين في العذاب المقيم
    الأستاذ: أبوذر علي الأمين


    01-31-2017 06:43 AM
    أبوذر علي الامين ياسين

    في مسيرة الحياة احيانا تفرض عليك خٌطىً تمشيها، وفي كل الحالات كانت المعركة مع الصحافة والصحافيين الذين قادوا معركتهم بجهد صادق ونفس طويل لم يهزمهم طول الزمن ولا قلة الاسلحة ولا عتاد السلطة واعتداءتها بتجاوز الاعراف والقوانين. وما يزال اهل الصحافة يخوضون المعارك بلا كلل، ولم تهزمهم السلطة يوماً بل ظلت عاجزة أمامهم تسود صحائفها وسمعتها بالسيئات كتابا محفوظ للأجيال القادمة وعبر كاملة لمن ألقى السمع وهو شهيد.
    كثيرون بالوسط الصحفي من تأذوا من أنماط التعذيب الذي شمل كل شئ بإمكان السلطة فعله تجاههم. وكل تجربة تمثل قطرة في محيط وكلها محطات صمود جديرة بالدراسة في مسيرة الصحافة السودانية في عهد الانقاذ المتطاول. بل كلها آيات في مسيرة الصحافة السودانية التي لم ولن تعرف الانكسار ولا الهزيمة.
    جربت السلطات حتى قانون النفايات في حربها مع الصحافة، و انتهى هذا المسار إلى المصادرة من المطبعة بلا اسباب، وما تزال السلطات تبتكر اساليب غير مسبوقة، لكنها رغم كل هذا الابتكار لم تستطع ان تحقق أي من اهدافها تجاه الصحافة والصحفيين. بل ظلت تتلقى هزائم متوالية ثم تجتهد مرة تلو اخرى وما تزال تتلقى الهزيمة تلو الاخرى من الصحافة والصحفيين.
    اما قصتي مع التعذيب فهى سطر واحد في كتاب ما تَحمله الصحفيين من أذى السلطة في معركتها معهم. لكنها قصة ستطوف بكم وتعكس إلى أي مدى ذهبت السلطة وأي مذاهب ابتدعت ثم عادت بلا نتيجة سوى أنها زادتنا قوة وتجربة ستظل سلاحا ودرساً يضاف إلى سجل الصحفيين وتجربة الصحافة السودانية في مناهضة قهر السلطات وتجاوزاتها المبالغة.
    قبل السرد هناك ايضاحاً مطلوب.
    استخدمت مفردات (السلطة والسلطات) حيث يتوقع البعض ان استخدم مفردات مثل الأمن او جهاز الأمن (لكنى ساعود لاستخدام ذلك لاحقا).
    ذلك لان التجربة العملية توضح ان جهاز الامن مجرد اداة في يد من هم أعلى سواء كانوا افرادا أو مؤسسات. وهذا وضع طبيعي ضمن نظام لا يعرف فصل السلطات ناهيك عن نظام يتعمد عدم فصلها، لان ذلك يضره ضررا بالغاً. ولعل ابلغ الامثلة ما تعرض له الصحفي ابوالقاسم عندما ذهب لمقابلة وزير المالية وقتها لاستقصاء وثيقة مسربة حول صحتها، ما كان من الوزير شخصياً ألا أن احتجز ابوالقاسم ووضعه رهن الاعتقال مما يشى ان صلاحيات الوزير تتضمن صلاحيات الشرطة والامن والقضاء وبلا حرج أو محاسبة.

    بدأت قصتي بعد انتهاء انتخابات العام 2010، وكنت قد كتبت (خمس) مقالات ضمن الحملة الانتخابية المناهضة أعادة انتخاب المرشح عمر حسن احمد البشير. وانهيت هذه الحملة بكتابة مقال حول نتائج الانتخابات 2010 والتى انتهت بادانتي ب(تقويض النظام الدستوري) وقضت المحكمة بسجني (خمس) سنوات.

    البداية
    بعد نشرى أول مقال مناهض لاعادة انتخاب المرشح وقتها عمر حسن أحمد البشير. على اثر ذلك تم استدعائي من قبل (مجلس الصحافة)، وفي تلك الجلسة وفي جملة عابرة عبر احد اعضاء اللجنة عن تجاوزي والذي تمثل في التعامل مع (الرئيس كمرشح) وكان هذا غريباً بل غريباً جداً. ولكن مع استمرار الجلسة تبين لي الأمر، اذ كان التركيز على مقالات سابقة كتبت ونشرت العام 2006م، وجرى تمحيص طويل واسئلة حول كتاباتي عن مشاركة على عثمان في محاولة اغتيال الرئيس المصري وقتها محمد حسني مبارك، وهددتني عضوة باللجنة باللجوء للمحكمة سائلة ما اذا كان عندي شهود، انهيت النقاش بطلب اللجوء للمحكمة وقتها سيكون امر الشهود مبررا وموضوعيا.
    انتهى الامر مع مجلس الصحافة بطلب نشر (تأنيب) نشرناه وواصلنا حملة اسقاط المرشح عمر حسن احمد البشير باربعة مقالات اخر.
    كما قدمت، انتهت الانتخابات وختمتٌ المقالات بتقييم نتائج الانتخابات بالمقال الذي كان موضوع المحاكمة (انتخابات فوز علي عثمان وليس البشير).

    كيف اصبح هذا المقال موضوع للمحاكمة؟!،
    كان هذا هو اعجب العجائب. ذلك أنه وفي ليلة الخامس عشر من شهر مايو 2010م حوالي منتصف الليل اتصل بي زميلي اشرف عبد العزيز يخبرني باعتقال شيخ حسن الترابي طيب الله مثواه، ثم تواعدنا للذهاب لمنزل الشيخ لأستجلاء الامر وقد كان، عندما وصلنا لمنزل الشيخ تفأجأ من كانوا هناك حتى ابناءه، وواجهونا متسائلين، من أين جئتم؟!، حسب افادة رجال الامن الذين اعتقلوا الشيخ أنتم جميعا معتقلون؟!، وان الشيخ اعتقل على خلفية اداء صحيفة الحزب إبان الانتخابات!!؟.
    تملكتنا الحيرة، لأنه ليس لشيخ حسن أي علاقة مباشرة بالصحيفة وإن كانت صحيفة الحزب، اذ للصحيفة من يمثلها من قيادات الحزب وهم معروفون. تكهنا أنه ربما اعتقل احدنا ونحن لا نعلم واننا تحركنا قبل ان يدركنا رجالات الامن، وقررنا ان نذهب لمنزل الناجي دهب فاذا كان قد اعتقل فنحن في لائحة الانتظار. ذهبنا ولكن الناجي موجود بمنزله ولم يعتقل ولا علم له بما يجري. تحرك ثلاثتنا عائدين لمنزل الشيخ، وعند وصولنا علمنا أن رجال الامن الآن بمقر الصحيفة وقد اغلقوها واحتلوها. قرر اشرف وناجي الذهاب لمقر الصحيفة لحصر وتدوين الممتلكات، هنا بات الامر واضح أننا للمعتقل ذاهبون.
    اتفقت مع اشرف وناجي أنني سأذهب للمنزل حتى ارتب اهلي لأمر الاعتقال القادم خاصة أن والدتي كانت قد خرجت في نفس اليوم من المشفى بعد عملية جراحية ولا أريد لها أن تتعرض لصدمة ومفاجئة اعتقالي.
    أما أشرف وناجي فقد تم اعتقالهم عند وصولهم لمقر الصحيفة، وأنا ويا للعجب انتظرت حتى الحادية عشر صباحا ليحضر رجال الامن لأعتقالي. كانوا ثلاث لم اتعرف إلا على واحد منهم كان يكتب بالصحف وصورته مثبتة باسم الشاذلي حامد المادح لكني لم التقيه من قبل. اقتادوني الي مبنى ادارة الاعلام بالخرطوم 2، وعند دخولنا شاهدت زميلي الطاهر ابوجوهرة كانوا قد اعتقلوه قبلي. بعد انتظار طويل بمكتب صغير عند مدخل البناية، حضر احد ضباط او افراد لا اعلم وبدأ استجوابي حول (خبر) نشرته رأي الشعب نقلا عن وكالة (ايرانية) كانت أول مصدر لنشر الخبر الذي نقلت عنها باقي الوكالات، ويتعلق بحديث حول التصنيع الحربي بمصنع جياد. استغربت للموضوع والاستجواب، لان هذا الخبر بالتحديد واخر كان مصدره مصر، كانا يوحيان بخطر وشيك سيقع على السودان، وقد فطنت لذلك وكتبت أن هذين الخبرين يشيران إلى خطر داهم. لكن الغريب أن الاستجواب انحصر في الخبر مع تعمد لتجريمي. والاغرب أنني احتججت على (قص) الخبر وعدم توفر كامل الصحيفة او الصفحة التي ورد فيها الخبر، واوضحت أن الذي قدمته هو خدمة جليلة تنبه إلى أن ايران نشرت الخبر لأنها تخشى شيئاً وتريد أن يقع بعيدا عنها. لكن ذلك ويا للعجب أغضب المتحري، الذي ذهب ليعود مع اربعة اخرين بصحبة الشاذلي المادح.
    كان واضحا على الشاذلي تصنع الغضب، وبدأ باعادة الاستجواب وأنا اكرر الاجابات ثم فجأة وبدون مقدمات هاج صائحا (اقيف على حيلك) كنت جالسا، رفضت الوقوف واحتججت على طريقة التعامل معي موضحاً أنني معتقل وبين ايديكم ولست جندي أو موظف عندكم، وأنني جاوبت على تساؤلاتكم و أنني على استعداد لتوضيح ما تطلبون مني ولا اخفي شيئا اخاف منه. لكن الشاذلي تمادي بل اخذ في شتيمتي بافظع الالفاظ، فعلمت أن الامر هو تخويفي. رفضت الوقوف. تمادى الشاذلي. اصررت أنا على عدم الوقوف وتحديته أن يجعلني أقف. من لغة الجسد احسست ان مرافقي الشاذلي راقهم الأمر رغم اندهاشهم من ردة فعلي، وعندما عجز الشاذلي طلب من مرافقية أن يجلسوني بالخارج.
    بالخارج أُجلست على كرسي في مواجهة الحائط، وحمدت الله على هذا الوضع الذي يعصمني من رؤية وجوههم. بعد فترة من الزمن حضر احد الضباط ممن جاءوا لأعتقالي بصحبة الشاذلي وبدأ باستجاوبي مكررا ذات الاسئلة وانا اعيد ذات الاجابات، لأسمع صوت الشاذلي من خلفي يأمر هذا الضابط قائلاً له (الزول دا ما يقعد في كرسينا). قال الضابط متحدثا معي (قوم من الكرسي، الزول دا قال تقوم)، كان ردي بالرفض والطلب منه أن يأتي من أمره بنفسه أن كان يستطيع ايقافي وأضفت ( انا ما جاييكم زيارة ولا ضيف عندكم انا معتقل وكل سؤال رديت عليه، والامر بيني وبينكم ليس كرسي جلست عليه أو وقفت أو نمت عليه) لكنه أصر واصررت، ثم تحرك من مكانه ليسحب الكرسي، وقفت، ورددت له لم اقف لأمركم ولكن حتى لآ اقع على الارض. كانت ردة فعله غريبة واخذ يضربني بالكرسي، وكان ردي ضربه والاشتباك معه.
    هنا بدأ التعذيب. جعلوني اقف في الشمس من حوالي منتصف النهار حتى مغيب الشمس، عند المغيب تم استجوابي خمس مرات، الاولى والثانية كانت إعادة لذات الاسئلة وذات الخبر، أما البقية فكانت تعرض علي مقالات متنوعةالموضوعات، كلها قديمة جدا، في استعراض واضح مفاده أننا نتابع ما تكتب، واسئلة بلا معنى ولا مغزى وتهديد بلا انقطاع.
    اخر استجواب كان مع الشاذلي وايضا اسئلة لا معنى لها ولا هدف واضح، تقديرى أن هناك رسالة كانت هدف استجواب الشاذلي الاخير، اذا جاءته مكالمة كان حريص على أن يسمعني تفاصيلها، وخلاصتها أن هناك من حُكم عليه بالاعدام وأنني أنا أبوذر على الأمين سيكون هذا مصيري. تبسمت متعجبا من الاسلوب ومن يرضى وهو يؤدي مهمته بمثل ذلك، وعرفت أنني امام من لا يعرف لماذا اعتقلني ولا الى اين ولا كيف ستكون نهايتي، وأن هناك من يقف وراء كل ذلك، أما من يباشرون معي الاعتقال والاستجواب فلا حول لهم ولا قوة، فقط اتباع ينفذون ما يؤمرون وهم راضون.
    فجأة حضر الضابط الذي كان يستجوبي بالخارج والذي اشتبكت معه، وقال مخاطبا الشاذلي (سعادتك عندنا استجواب لم ينتهي). قاطعه الشاذلي (لحظات و ساسلمك ليهو). اخذت دقائق مع الشاذلي جعلني خلالها اوقع على بعض اوراق اعتقد انها كانت خلاصة اسئلته لي ولم اكن مهتماً بها لأنني اعرف انها بلا قيمة. ثم استدعى الضابط الذي حضر بمعية تسعة اخرين اضافة إلى اثنين (ابو طيرة) كانوا حضورا اثناء استجواب الشاذلي لي. اخذوني إلى غرفة (عبارة عن مخزن) في اعلى البناية، وكان الاستجواب، سؤال واحد فقط (مصادرك) اجبت بأنه ليس لهم الحق في سؤالي عن مصادري وأن القانون لا يعطيكم هذا الحق. رد الضابط (هنا ما عندنا قانون) ورددت عليه ( اذا كان الامر كذلك بلا قانون فقد سهلت علي الامر أنا لا أملك مصادر وكل شئ من اختراعي). عندها بدا التعذيب الجسدي، انهال على الجميع ضرباً، كلاً بما في يده، وكان أشد وافظع شئ هي الصعقات الكهربائية التي تلقيت اثنين منها وجعلتني كالكرة ارتطم بكل شئ ولا استطيع الوقوف، واحدهم يصيح (بدأ يعمل حركات) ويزداد الضرب حتى ايقنت أنني لن اخرج حياً وسلمت أمري لله.
    الذي جعلني اوقن انني لن أخرج حياً اثناء الضرب، صاح احدهم (شايل شنو الزول دا) كانوا قد طلبوا مني قبل الضرب عدم الالتفات للوراء، ولكني وقتها كنت ملقي على الارض ونظرت فاذا بي ارى مشرط ملقي بجواري، وكان واضح أن هذا سيكون ذريعتهم لتبرير قتلي، وأنهم بعد الإجهاز عليّ سيجعلون بصماتي عليه ويكون دليلهم المادي، كانوا لا يتورعون عن فعل شئ وكل شئ لمن يستهدفونه. كانت أقسى الضربات تلك التي على الارجل والظهر بالعصي الخشبية والخراطيم السوداء فقد ظلت آثارها علي طيلة شهر كامل. المهم اثناء الضرب حضر احدهم فجأة واوقف ضربي وجعلني اوقع على اوراق لا اعرف ما بها، وبعدها اخرجوني واجلسوني وكنت قد صببت من العرق كماً غريبا وبت كمن يخرج من تحت الماء. عاجلني احدهم بشربة ماء ردت فيني بعض الروح، ثم استعجل نزولي بصورة، كأنه يخاف شيئا قادما او شخصاً، وكان ذلك النزول مؤلما ألما فظيعاً، وحتى ذلك الوقت لم أكن اعرف أو احس بما آلم بي.
    نزلت ووجدت الطاهر ابوجوهرة جالس. اُجلست بجواره، ظللنا على هذا الحال حتى الثالثة صباحا، بعدها حضرت عربة تاتشر طلبوا منا الركوب ورحلنا الى مكتب وحيد ضمن المبنى الرئيس لجهاز الامن، هناك تم تسليمنا استمارة تحتوي على معلومات دقيقة ، فيها من التفاصيل حتى اسماء عماتك وخالاتك واصدقائك ومكان اقاماتهم وكل كبيرة و صغيرة حولك، ثم تم تصويرنا، وكأن أحدهم حريص على ضربنا (بلا غبينه) كما يقولون. بعدها ربطوا اعيننا وحملونا على عربة، وعندما وصلنا كنا بسجن كوبر، وتم استقبالنا أنا وأبوجوهرة بحصة تعذيب وضرب استمر حتى آذان الصبح، بعدها نقلونا إلى طبيب كان نائما اخذوا وقتا مقدراً يضربون بابه حتى افاق، اجلسنا امامه واخذ يعد بعض التحضيرات، وأمامه، كنا نُضرب بكل شئ وفي كل موضع، وكل الذي قام به أخذ عينات من دمنا. بعدها اودعونا حراسة ضيقة ليس عليها سوى فرشة بلاستيك مهترئة، كان صعبا أن تنام وكل مكان في جسدك لا تحتمل اي لمس عليه، كان امرا صعبا أن تنام.
    اشرقت الشمس ونحن نعيش الم الضرب والتعذيب فاذا بالطبيب الذي ضٌربنا في حضرته وهو شاهد، ياتينا سائلاً إن كان احدنا يعاني شيئا او يطلب شيئا، نظرت له بدهشة، ثم اشرت له بيدي أن يذهب، وذهب فيما يبدوا حامدا ربه ويا للعجب. بقينا بتلك الزنزانة اربعة ايام، نخرج بمواعيد لقضاء الحاجة والاستحمام والصلاة. الطعام واحد اما عدس أو شعيرية وجبة واحدة او اثنتين في اليوم. في عصر اليوم الرابع تم نقلنا مجددا لمكتب الامن بالمبنى الرئيس للجهاز، هناك قابلنا ولأول مرة أشرف و الناجي، اجريت لنا اجراءات اطلاق السراح، وفجاء اُدخلنا إلى زنزانة واضح انها حمام وليس زنزانة. لحظات بعد ادخالنا تلك الزنزانة تم استدعائي بالاسم، خرجت ليتم عصب عيوني، وحملوني في عربة ولم افتح عيني إلا وانا بمكاتب نيابة أمن الدولة بالخرطوم ثلاث، وكنت عرفت ذلك بعد أن سألت.
    عند دخولي لنيابة أمن الدولة (وصلناها عند مغيب الشمس) اخذوا وقتا طويلا، ثم جاء لمعاينتي وانا على عربة الامن احدهم مرتين، ثم انزلت وتم فحصي (بالنظر) وسمح لي بالاستحمام ، وفي الصباح استدعاني وكيل النيابة للتحقيق. كنت مندهشا أن الموضوع الذي أمام وكيل النيابة هو مقال ( انتخابات فوز علي عثمان وليس البشير) وأن التهم الموجهة لي قاربت العشرين اخطرها تقويض النظام الدستوري والارهاب، والتجسس. وكل ذلك في مقال فقط، و ليس أمام وكيل النيابة أي شيء سوى مقال مقصوص، وليس كامل عدد الصحيفة التي نُشر بها. اندهشت أذ لم يعرض علي احد هذا المقال تحديدا وانا بجهاز الامن، بل كان كل الاستجواب المدقق حول خبر صناعة الاسلحة بمصنع جياد، وعرض جيد لعدد كبير من مقالتي القديمة. لم تنتهي دهشتي حتى انتهاء المحاكمة اذ لم تكن هناك وثائق اخرى أو شهود. وقتها، لاخفاء دهشتي أمام وكيل النيابة طلبت منه إعادة قراءة المقال، لكني كنت أفكر كيف انقلب الامر من خبر لمقال، وأيهما أقوى حجة أمام أي نيابة مقال رأي أم خبر؟!!!. طوفت في تلك اللحظات على كل الاسئلة والاحتمالات، ولماذا تحول الامر فجأةً من اجراءات الافراج لنا جميعا لاتهامات و أمام نيابة أمن الدولة وليس نيابة الصحافة. كان علي أن اجاوب على أسئلة ويكيل النيابة، وأن أبحث عن اجابات لتسأولاتي في متاهة البحث عن (فضولي). من وراء كل هذا؟.
    كانت حالتي تسؤ كل يوم وتشتد علي الألام، وكانت زنزانة نيابة امن الدولة تزيدني سوءاً، إذ نجلس وننام على بلاط، بدأت اقلق عندما صعبت على الحركة والمشي، ارجلي تتيبس وحالي ظاهر لكل من هم حولي، كان رفاق الزنزانة يساعدوني في الوقوف بداية الامر، ثم الدلك الذي يخفف عني قليلا لكن حالي لم يتحسن، اخرجت من الزنزانة بعد معركة لمقابلة الطبيب وعرفت بعد أول كشف لي أن حالبي مصاب (مشروط) وأن هناك دم بالبول. كانت أصعب اللحظات هي تخطي الاماكن العالية أو الواطية عتبة أو سلم طلوعا و نزول، كان الالم ينبعث فيني بقوة عصية على الاحتمال. اشد ارجلي واجرها جرا كل خطوة، ظهري مقبوض، قفص صدري لا احتمل اللمس فيه تحت الابط، كان كل يوم يمر تزداد آلامي، كل يوم يمر اسوأ من سابقه، لا مكان إلا للقلق.
    بهذه الحالة نقلتني نيابة امن الدولة لسجن كوبر لأكون مع الاخرين اشرف والطاهر وناجي، لكن نظراً لحالتي رفضت ادارة السجن استلامي، وعدت لزنزانة نيابة امن الدولة. وظللت بها وقد وضعوني هذه المرة خارج الزنزانة وجعلوا لي فراشاً. أخذت اتناول الحبوب المدرة للبول أو المسهلة له، والمرهم الذي اعطاني الطبيب لتمزق العضلات، حالي لم يتحسن، حتى جاء وقت المحاكمة، وبعد مقابلة القاضي مدثر الرشيد حملنا جميعاً لسجن كوبر الذي استلمني هذه المرة رغم حالتي التي رفض استلامي بسببها قبلاً، ودخلت السجن قسم المنتظرين وكانت حالتي مصدر جذب لأنظار كل القابعين هناك وكان عددهم 250 فردا جلهم يتابعون محاكمات القتل العمد او الخطأ، وكانت مساحة و عدد زنانين قسم المنتظرين معدة لعدد لا يتجاوز الاربعين.
    جاءنا ونحن بزنزانة أمن الدولة من هو مصاب في ظهره، ومن جسمه محروق، وحكي الافضل حالا منهم صنوف العذاب الذي تعرضوا له، وكل منا يستمع وينظر ويحمد الله على حاله أنى كان. ثم انضم الينا بقسم المنتظرين اخرون وكانوا جميعا يواجهون بلاغات وتهم مفتوحة في مواجهتهم من قبل جهاز الامن. كانت أغرب المفاجآت أن انضم الينا الزميل رمضان محجوب متهما، وغادرنا ناجي دهب طليقا، لم يكن هناك تفسير لحالة رمضان إلا أنها لأجراء ديكور عدالة المحاكمة وأن يكون هناك برئ امام المحكمة وقد صدق حدثنا.

    image

    كان التعذيب الاشد هو المعركة التي خضناها لأجل مقابلة الطبيب وعندما لم تجدي العلاجات طالبنا بمقابلة اخصائي لكنا جوبهنا بمقاومة قوية وعجيبة من قبل نيابة امن الدولة التي اصرت على فرض تلقي العلاج بمستشفى الشرطة ومع اطباء عموميين وليس اخصائيين، عند نقلي للمحكمة طلبنا من القاضي مدثر الرشيد أن نحول جميعا لمقابلة الطبيب وكان ذلك أيضا بمسشفى الشرطة، وكانت دهشتي أن حالتي بلا ملف وعلمت أن نيابة أمن الدولة لم تنقل ملفي للمحكمة وكنت قد نبهتهم وأنا اصعد على العربة التي ستقلني من نيابة أمن الدولة للمحكمة وقد أكدوا لي أن الملف معهم وسيُسلم للمحكمة، رفضت أي شئ او اجراء الا بعد احضار ملفي، الذي هو بطرف المحكمة بحسب علمي، لم يعيرني احداً اهتماماً وبقينا حتى تم نقلي والطاهر و رمضان محجوب بعد حجز اشرف لأرتفاع ضغطه بالمستشفى، نقلنا إلى زنازين القسم الشمالي وليس الى قسم المنتظرين بسجن كوبر، بعدها علمنا أن السجن بعد الرابعة عصرا لا يستلم أي متهم أو محكوم . لكن المفاجأة كانت في المعلومات التي استقبلناها بحراسة المحكمة وقبل الدخول لقاعة المحكمة أذ استقبلنا مرسال يقول ( ابوذر سيحكم بخمس سنين سجن، واشرف والطاهر سنتين، ورمضان براءة)، وكان المصدر موثوق لدينا.
    في ظهيرة اليوم التالي نقلنا جميعا إلى قسم المنتظرين بسجن كوبر، وكان اشرف قد انضم ألينا في وقت متأخر من ليل ذلك اليوم. كانت المفاجاءت تترى علينا. وكنت حريص على تلقي العلاج بشكل أو أخر وكان همي أن اقابل ادارة السجن واطلب ملفي واطالب بالعلاج، ولكني لم احصد سوى السراب واستمرت معاناتي طويلا الى ما بعد المحاكمة والسجن.
    بتنا نعلم مصيرنا وننتظر نهاية المحاكمة جلسة فجلسة، الى أن نٌقلنا محكومين أنا واشرف والطاهر إلى قسم كولومبيا (اشتهر هذا القسم باسم كولمبيا لأن 99% مسجونين باحكام تتعلق بالمخدرات خاصة البنقو)، هنا بدأ معنا فصل جديد من التعذيب!!. منعنا من الزيارة، احتججنا وذهبنا لمقابلة ادارة السجن، وجدنا أنفسنا محاطين بثلاث من ضباط السجن الصغار، وكان ردهم لنا أن هناك (جهات عليا) وراء ذلك. احتججنا وقلنا لهم نحن الأن محكومون تنطبق علينا لوائح السجن مثلنا مثل كل السجناء، و لا نعرف (جهات عليا) نعرف فقط ادارة السجن واذا لم تنتهوا نحن امامكم نعلن دخولنا في اضراب مفتوح عن الطعام والشراب، وهددنا بأن ستجدوا ذلك غدا على الصحف وكل المصادر المفتوحة للاخبار.
    انصاعت ادارة السجن لتهديدنا وانهت قرار منع الزيارة لكن رغم ذلك فقد كانت الزيارة فصل اخر من فصول العذاب، اذ تكرر منعنا مرات ومرات، و منع الصحفيين تماما من زيارتنا، ومنع أي محامي، واخرين اقتيدوا من مدخل الزيارة الى قسم الامن بسجن كوبر، واخرين استجوبوا على خلفية زيارتنا، وظلت معاناتنا مع الزيارة حتى أخر لحظات السجن.
    لن تكتمل لوحة التعذيب أبدا، فهي بلا نهاية أو سقوف، ونشهد أن الله ذاته لن يعذب احدا فوق ما يستحق بما عمل. امتد الامر ليطال المأكل والمشرب. كانت ادارة السجن تتعلل بأن الكميات التي يجلبها اهلنا لنا كل زيارة (مرة في الاسبوع) كميات (تجارية) سكر كانت أو ملح أو أي شئ، وبعض الطعام ممنوع (السمك مثلا) رغم أن الحصول عليه من دكان السجن ميسور لمن يشتري. أما طعام السجن فلا يطاق، والسبب أن مطبخ السجن لا يقوم عليه طباخين محترفين، انما ادارة السجن تكل امر الطبخ للسجناء كيفما اتفق. كذلك اكواب الزجاج ممنوعة رغم توفرها بدكان السجن، واحيانا الملابس ممنوعة حتى اضطررنا لألباسها لأحد ابنائي لأستلمها منه أمام شباك الزيارة، ولم تكن سوى فانلة برد بعد منعها في الزيارة السابقة.
    خرجنا من السجن لنجد أن العقوبات علينا ما تزال ماضية، فنحن ممنوعين من العمل في أي صحيفة، اغلب الصحف ابلغوا مباشرة من قبل الامن، والباقين خشية من العقوبات التي قد تقع عليهم اذا سمحوا لأحدنا بالعمل. لم تتاح لنا فرصة العودة للكتابة الصحفية الا مع عودة رأي الشعب ولم تستمر طويلا (اقل من ثلاث شهور) لتغلق من قبل الامن بلا اسباب كما هي العادة. وكانت المرة الثانية مع عودة راي الشعب مرة اخرى (استمرت أقل من ثلاث شهور ايضا) لتغلق هذه المرة من قبل الحزب المالك للصحيفة. وما نزال على هذا الوضع حتى الان انا والاخ الطاهر ابوجوهر. فيما عمل اشرف بصحيفة الجريدة ومايزال يتعرض للضغوط والعقاب بلا حدود او سقوف لكنه ما يزال صامدا.
    الخلاصة أن السلطة تحرص حرصاً بالغاً أن تبقيك في العذاب المقيم، فالانقاذ لا تعرف الرحمة، وأن عرفتها فهي احرص على حرمانك منها وإن جاءتك من أي صوب ستمنعها عنك، وعندهم هذه هى الاجادة التي تمنح الانقاذ العاملين وفقا لها الترقية والاشادة وربما النياشين. أما ما يحزن هنا أن هناك الكثيرين الذين يقبلون هذا العمل و يعتبرونه رفعةً لهم، وأخرين يعلمون أنه قمة الانحطاط، لكنه عندهم سبيل للحماية وفتح لمنافذ المال والسلطان وعدم المساءلة، وكله سوء.
    من كان ينتظر خيرا أو رحمة من أهل السلطة سينتظر طويلاً ولن يطالها إلا كلمات هراء يلقيها من يلقيها غير آبه لا بما قال ولا ما سيترتب عليه. فانهم ليسوا أهل رحمة.
                  

01-31-2017, 04:34 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: زهير عثمان حمد)

    الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني يروي تجربة اعتقاله
    مستور احمد محمد
    تم اعتقالي بتاريخ 7 نوفمبر وتم ترحيلي الى كوبر.. في نفس اليوم.. وكان بها عدد من المعتقلين لاسباب مختلفة..سياسي واقتصادي وتهريب وتجارة بشر وما إلى ذلك.
    التعامل في المعتقل غير لائق ومهين حيث ينام الجميع على الارض ويتقاسم الفراش الواحد 3 معتقلين احيانا والغرفة الواحدة بها اكثر من 40 يستخدموا حماما واحدا ويشربوا الماء من نفس الحمام الذي يفتح داخل الغرفة.
    هنالك تعذيب جسدي واهانات لفظية بشكل مستمر وبخاصة عند الإعتقال وأثناء التحقيق حيث يتعرض الغالبية إلى الضرب المبرح وبخاصة ابناء دارفور المنتسبين إلى الحركات والمتهمين بانتسابهم الى الحركات والعاملين بالمنظمات والمتهمين بإنتمائهم لها ممن يقوم بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان وكذلك يشمل التمييز في التعذيب أبناء النيل الأزرق وجنوب كردفان لنفس الأسباب. وكان معنا بالغرفة معلم من أبناء الفاشر (تابت) اسمه عبدالحميد عبد الله عبدالكريم تم اعتقاله في يوم عقد قرانه وبعد ثلاثة أيام تم استدعائه للاستجواب وعندما أرجعوه الى الغرفة كان فاقدا للوعي تماما من التعذيب. وكذلك رئيس رابطة طلاب دارفور بجامعة القرآن الكريم ادم حجر تم تعذيبه بطريقة بشعة. ايضا من الذين تعرضوا للتعذيب،، ابوبكر يوسف الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني وعضوية الحزب سليمان عمر ويس صلاح ونورالدين بابكر والناشط مظفر.
    وحتى كبار السن لم يسلموا من التعذيب..صحيح غالبا لا يتم ضربهم..ولكنهم يتقاسموا مع الاخرين صنوف التعذيب الاخرى..مثل الجلوس على الارض لساعات طويلة أثناء التحقيق تصل إلى 6ساعات والتكبيل اثناء الترحيل حيث تم ذلك اثناء ترحيلنا إلى سجن دبك شمال الخرطوم وحدث ذلك مع رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير فقد تم ترحيله بعربة صغيرة إلى بورتسودان وكان مكبلا طيلة 12ساعة.
    ومن صنوف التعذيب ،عدم الاستجابة السريعة للمرضى هذا بالإضافة الى العنف اللفظي والتهديد بالتعذيب حال رفض الإجابة على بعض الأسئلة.
    شخصيا تعرضت الى ضرب مهين في العين والأذن في داخل سجن كوبر امام زملائي وتم نقلي إلى غرفة اخرى وتم عرضي على الطبيب وتلقيت بعض الادوية، وما زلت استشفي. وكان السبب مفتعلا بحجة انني اعترضت على شراب الشاي في اناء بلاستيكي لان ذلك مضر بالصحة وقد لاحظنا طبقة من المواد البلاستيكية نتيجة لتفاعل الشاي الساخن بالاكواب البلاستيكية.
    وقال لي ردا على الاعتراض..
    "لو متوا يعني شنو؟؟؟
    السودان ما مستفيد منكم اي حاجة".
                  

02-02-2017, 00:30 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: زهير عثمان حمد)

    ابو بكر الامين محمد: كيف تم اعتقالي وتعذيبي وما هي قصة الصندوق

    حملة صحافيون ضد الاعتقال للتضامن مع المعتقليين
    02-01-2017 06:33 PM
    المعتقلات_مقبرة_النظام_لدفن_حريتنا
    حملة صحافيون ضد الاعتقال للتضامن مع المعتقليين

    افادات الاستاذ. ابو بكر الامين محمد

    (1-2)
    جرى اعتقالي في نوفمبر ١٩٩٠ وضمي لمجموعة كبيرة من المعتقلين من مختلف المشارب على سطوح عمارة جهاز الأمن بالقيادة العامة وحولت من بعدها لبيت الأشباح الملاصق للجنة الاختيار للخدمة العامة جهة شارع البلدية وفي محله الأن تقوم عمارة يشغلها مركز تدريب تابع لجهاز الأمن . هذه الإفادة ليست ذكريات شخصية شاملة عن تلك التجربة ولكنها محاولة لتذكر بعض الوقائع التي شهدتها خلال ثلاثة عشر شهراً من الاعتقال بذلك المكان قبل ربع قرن من الزمان والتي تضمنت أشكالاً من التعذيب الذي مورس على المعتقلين هناك.

    تميزت الفترة المذكورة عن سابقاتها أنها جاءت بعد الموجة الأولى للتعذيب الجماعي الوحشي للسياسيين المعارضين واغتيال الشهيد الشيوعي الدكتور علي فضل تحت التعذيب ، ومن بعد تصاعد الحملة ضد التعذيب على المستوى المحلي والعالمي مما أسهم في غل يد الجلاد وتوقف عمليات التعذيب الجماعي ثم العودة التدريجية لتلك الممارسات ، وقد كنت تعرفت قبل اعتقالي على أساليب التعذيب المعتمدة من خلال تلك الحملة التي قادها الحزب الشيوعي ومن خلال مادة غزيرة وفرها المعتقلون الذي تعرضوا للتعذيب بعد وصولهم سجن كوبر العمومي.

    أول حالة تعذيب شهدتها كانت لمعتقل من قبل الأمن الإقتصادي وكنا لا نزال في سطوح عمارة الأمن وفي صباح باكر وقبل نهوض الجميع كنت اتمشى بالخارج فلمحت شخصاً يصعد السلم وعندما وصل للسطح لم يلق السلام بل توجه نحو مرقد شخص بعينه وقبض على موضع حساس من جسده وضغط عليه بشدة وكان يقول له كم المبلغ ؟ وبعد إجابة ما ترك المعِذب ضحيته ونزل.
    وحتى ذلك الوقت لم يكن هناك فصل بين معتقلي القسم الاقتصادي والقسم السياسي وفي تلك الأيام كان هناك رجل أعمال ضمن المجموعة كان صعب عليه النوم وطال أرقه، وفي يوم ما حضر معتقلون متهمون بتدبير إنقلاب عسكري من جلسة محاكمتهم الأخيرة والتي نطق فيها قاضيهم بحكم الإعدام ، وأخبرونا بذلك ثم تناولوا عشائهم وناموا .. عندها انفجر رجل الأعمال بالصياح المتوتر قائلاً - ناس يحكموا عليهم بالإعدام ومعاهم ناس متهمين بالشيوعية نايمين يشخروا وانا ما قادر أغمض عيني لدقيقة في تهمة متعلقة بأكياس نايلون !! وتولى الزميل كمال حسين إعادته للهدوء مرة أخرى ، وفي الواقع فإن الزج بالناس مهما كانوا في مثل هذا الجو المرعب لهو نوع من التعذيب ايضاً وله وقع كبير خاصة على الأفراد من غير السياسيين وغير ذوي الخبرة والتجربة.
    في الأيام الأولى لتحويلنا للبيت تعرضت لعقوبة من قبل الحرس كمندان حسن والذي تولى لوحده في ذلك الوقت معظم شئون المعتقلين الذين اوصدت على مجموعاتهم الغرف التي لا تُفتح إلا للصلاة وقضاء الحاجة ، وفي يوم من الايام جاء وفي معيته معتقلين جدد أدخلهم للغرفة التي كنت بها حيث كان الترحيب بأي وافد جديد أمراً طبيعاً ، لك يومها كانت التهمة أني تعرفت علي نائب رئيس الوزراء في العهد الديمقراطي الراحل السيد صمويل أرو، وكيف أني تجرأت ورحبت به في الغرفة وساعدته في أن يجد طريقة للحفاظ على بدلته التي خلعها واحتار أين يضعها فأشرت عليه بتعليقها على الباب فمضى إليه بطوله الفارع عليه الرحمة وتركها تتأرجح على ضلفة الباب وسخر من هذا الوضع، وربما كان ذلك التعليق هو ما أثار حفيظة الحرس فسألني إن كنت أعرف هذا الشخص ؟ أجبت بنعم قال من أين تعرفه ؟ قلت من التلفاز فكل السودان يعرف السيد صمويل أرو الزعيم الجنوبي البارز وطُلب مني أن احمل متعلقاتي واتبعه في ذلك الليل، وافضى بي ذلك الطريق لمكان مظلم وطلب مني الدخول ، كان الظلام حالكاً وما كنت أعلم أين المدخل ، ولكني سمعت اصواتاً تصدر من قلب الظلمة تقول مرحباً تفضل ، ودخلت ، كان واضحاً أن سكان تلك الظلمة اجتهدوا حتى افسحوا لي مكاناً وانصبت عليّ اسئلة التعارف سريعة كأنما كانوا يريدون أن يعرفوا إن كان بمقدورهم مواصلة ما انقطع من حديثهم ، وبعد صمت قليل وعبارات السلام ، استأنف راوٍ متمهل قصة كان من الواضح انها بالغة التشويق لأنهم انصرفوا عني وانصرف انتباهي معهم للحكاية ، كان ذلك الراوي يتحدث عن تجربته في إبان أحداث الجزيرة أبا الدامية عام ٧٠ . كان الراوي هو السيد مكي يوسف النصيبة نائب رئيس المجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة أحمد عثمان مكي ونائب عن دائرة جنوب ربك (كنانة) (عن حزب الامة) في انتخابات عام ١٩٨٦وسرعان ما انساني ذلك الحكي البديع تلك الظلمة الحالكة التي لفت المكان ورائحته المنفرة والذي تكّشف عن كونه مطبخاً افترش أرضه هؤلاء الرجال من الكوادر والذين كانوا وبرغم افتراشهم أرض هذا المطبخ القذر الذي تحوم حشراته من صراصير (الكوكوروش) فوق أجسادهم سعداء باجتماعهم وروحهم المعنوية عالية تفيض بالتحدي واللامبالاة بالمعتقل وقد اضمحلت فروقاتهم وخلافاتهم السياسية والايديولوجية ولا أنسى منهم المهندس صيام مدير مصنع الطوب الآلي بعطبرة ولا أذكر الآن بالضبط إن كان ضمنهم في ذلك المطبخ قادة نقابة عمال السكة حديد وعلى رأسهم النقابي علي عبد الله السيمت أم لا فالأمور تختلط بطول الوقت وقد رافقتهم في سطوح عمارة الأمن بالقيادة ومن بعد في بيت أشباح شارع البلدية لكنهم كانوا في غرف أخرى .
    في الصباح بدا المشهد مأساوياً بحق فرجال بهذا القدر والمقام يحشرون في هذا المكان الوضيع ولكن شحنة الثقة والاستعلاء على سلطة هذا شأنها والتي أخذتها عن تلك المجموعة قد كفتني وفاضت كي أعبر التجربة ولا ريب أن تلك الروح معدية بشكل ما وقد سمعتهم يتحدثون بفخر عن الطريقة التي تعامل بها الشيخ الاتحادي الراحل مضوي محمد أحمد مع حراسه في ذات هذا الموقع . في الصباح تبادلنا النظر من خلل الباب نرقب حركة الحراس والمعتقلين الذين يظهرون في الجهة المقابلة حيث تقبع حجرة اسماها المعتقلون ( فندق جدعة ) وجدعة هو ضابط في القوات المسلحة كان لا يزال وقتها في بيت الأشباح حين حضوري وقد أمضى في تلك الغرفة ردحاً طويلاً من الزمان حتى اسموها عليه ويقال أن سبب اعتقاله رفضه التنازل عن حقه في عبور صينية الحركة لإبراهيم شمس الدين الذي كان يمر بها وكان مصيره الحبس في تلك الغرفة العارية والتي يهددون بها المعتقلين ويقال أن بها نمل أسود كثير وكبير لا يمكن النوم معه اطلاقاً. وكان يحبس بها في تلك الأيام الدكتور حسين حسن موسى القادم من سجن كوبر بسبب مشاركته في إضراب عن الطعام احتجاجاً على حرمان المعتقلين المرضى من الرعاية الصحية وقد شاهدته من خلال ثقب الباب يخرج مع الحرس ويعود وعرفت فيما بعد أنه قد أعيد لسجن كوبر.
    من ضمن حالات التعذيب في المحابس الضيقة ما جري للمعتقل عبد الرحيم الفحيل المحامي الذي كان مقيداً بقيد حديدي في غرفة ضيقة جداً كانت لا تسمح للشخص بالتمدد وكانت تسمى (الصندوق) . ومن الذين حبسوا انفرادياً بمخزن قديم لفترة وصلت لعام ونصف الضابط مهندس الطيران بابكر محمد ابراهيم الشهير (ببكور).
    اعادوني من المطبخ مرة أخرى لغرف البيت المكتظة بالمعتقلين ووضعت في غرفة كانت تسمى (مكة) كان بها الشيخ خالد محمد إبراهيم عليه الرحمة إمين هيئة شئون الأنصار حينها ومجموعة من المعتقلين قبل أن أرّحل لغرفة أخرى كانت تسمى (مجلس الوزراء ) لأنه كان بها ومن قبل حضور مجموعتنا الأفاضل من حزب الأمة الراحل الدكتور عمر نورالدائم والراحل السيد عبد السلام الخليفة والراحل محمد عمر الشهيد والسيد عبد اللطيف الجميعابي وآخرين كثر.
    في تلك الأيام حظيت بزيارة من قبل أسرتي التي اجتهدت في الحصول عليها وكان ضابط الأمن المعروف محمد الأمين هو من أشرف على تنظيم ومراقبة تلك الزيارة أمام جريدة القوات المسلحة. وعند العودة من الزيارة تم تفتيشي قبل الدخول وعثر معي على ورق كان أصلاً في جيبي قبل خروجي ومن ضمنه ورقة بها عنوان دكتور عبد الكريم القوني الذي كان لا يزال معنا في البيت واستلزم ذلك عقاباً (بطابور) يبدو أنه كان الأول من نوعه بعد انقطاع لفترة عن مثل تلك الطوابير.
    أثار استدعائي بين صلاتي المغرب والعشاء قلق المعتقلين وكان التعبير على وجوههم بليغاً مما حدا بي للتصميم بأن أمضي دون أخذل أحداً مهما كان الأمر ، وفي ساحة المنزل الشرقية وقف كمندان عمر في هيئته العملاقة واضعا يديه بكامل امتداها على سلك الغسيل وبدأ في سؤالي اسئلة كثيرة وعندما سأل عن موطني وكان يظنني من ناس العاصمة وجدته يعرف اسماء القري التي حول قريتنا مثل ود بلة وقنطرة ودبلة وكَنو وكدَسا وحشرات وجلسوا وكُرُنجوكا وهذا مما لا يتأتي إلا لمن عاش في المنطقة ثم سأل عن توجهي السياسي واضعاً مسدساً ضخماً على رأسي فقلت له شيوعي فصاح من بعيد لحراس آخرين .. "يا كمندان قال هو اشتراكي.." ولاحظت طبعاً تخفيفه للكلمة وكأنه لا يستطيع تردادها ، وأجابه كمندان آخر من بعيد أن " اكتلو .."
    قال لي كمندان عمر ألا تخشى الموت قلت (ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولاتدري نفس بأي أرض تموت) ، قال تشهّد رددت الشهادة ضغط على زناد المسدس الفارغ ووجدني أنظر إليه بشكل عادي فقال لي "مبروك .. خلاص كتلناك ، أمشي احضر صلاة العشاء" وأضاف أنه يتوجب عليّ الانصراف بطريقة عسكرية وأخبرته أنني لا أعرف تلك الطريقة قال أعلمك وظل يعلمني وأفشل في التنفيذ بطريقة متعمدة حتى استيأس من عسكرتي وقال لي أنت (ملكي ساكت) وصرفني لصلاة العشاء .. وبعد تناول طعام العشاء عاد الكمندان للغرفة وقال لي على مسمع من الآخرين "راسك كبير ، تاكل التعليمات زي البسكويت " وقال ستكون هناك ليلة زحف حتى القصر الجمهوري.. قلت له هل القصر قريب من هنا ؟ .. قال "بطّل سؤال" ، لكنه لم يعد ولم يكن هناك زحف وقد وصلت الرسالة للمعتقلين بعودة الطوابير من جديد.


    (2-2)

    في شهر مايو ١٩٩١ جرى اعتقال مجموعة من الطلاب الجنوبيين من منطقة الكلاكلة ولم نكن نعرف وقتها حقيقتهم عندما وصلوا ساحة البيت الجنوبية والتي تم فيها من بعد ذلك بناء زنازين استمرت لفترة قبل أن يعودوا ويزيلوها، وبمجرد وصول هذه الدفعة بدأوا في ضربهم بقسوة وكان صراخهم يتعالى كل حين واستمر ذلك لقرابة الشهر وكانوا ايضاً يقومون باعمال النظافة واحياناً باعمال شاقة لا ضرورة لها مثل حمل قطع ثقيلة وارجاعها لمكانها. وصادف أنني تمكنت من رؤيتهم في يوم جمعة وأحد ضباط الأمن يستجوبهم واحداً واحداً ومن خلال فرجة صغيرة بدت ملامحهم وكأنهم في الاربعينات من أعمارهم من فرط التعذيب المتنوع وبعد مدة توقفوا عن تعذيبهم وأخيراً تم ضمهم لمجموع المعتقلين في البيت وهنا استطعنا معرفة قصتهم المأساوية وهم طلاب في أعمار الثانوي العالي فتح عليهم شخص ما بلاغ كيدي بأنهم في الحركة الشعبية لتحرير السودان بسبب ما يقوم به عادة الشباب المراهق من تعبير عن علاقاتهم العاطفية العفوية، وتولت الاستخبارات العسكرية أمرهم وهناك كان السؤال عن السلاح هو محور التحقيق معهم وتم ضربهم بقسوة ولكن تبيّن لهم أن هؤلاء الصبية ، المولودون في الخرطوم ولم يشاهدوا الجنوب قط، لا توجد بينة تدينهم بنشاط التمرد فقرروا تحويلهم لجهاز الأمن ليتولى أمرهم وهنا قال ضباط الجهاز أن ناس الاستخبارات لا يعرفون الشغل وبدأوا معهم تلك الجولة القاسية من التعذيب والتي انتهت لذات النتيجة التي سبق للاستخبارات أن توصلت إليها فقاموا بتحويلهم للشرطة التي قال ضباطها أن رجال الاستخبارات والامن لايعرفون الشغل وسوف نؤكد ذلك لهم ومن ثم أدخلوا هؤلاء الشباب في دورة تعذيب أخرى انتهت إلى لاشيئ وتقرر أخيراً إطلاق سراحهم واللحاق بمدارسهم.
    في ١٩ يوليو ١٩٩١ تم اعتقال التشكيليين صلاح سليمان وعلي الامين ومحمود جاه الله والمرضي عبد الله وعبد الواحد وراق من جوار محطة السكة حديد الخرطوم بحري وهم عائدون من أعمال رسم على حوائط منزل (خواجة) وطلب منهم ضابط الأمن صلاح صاغة وهو رئيس اتحاد سابق بجامعة السودان الصعود للعربة التي تحركت بهم لمكاتب الأمن بالخرطوم شرق جوار الطيران المدني حيث جرى ضربهم في غرفة مظلمة وضيقة بها بقايا اسمنت واسمعوا الفاظاً نابية وأيضاً ساهم في ضربهم وركلهم على ظهورهم خارج الغرفة فرد أمن ضخم الجثة يسمى بالطيب الجزار، وفي مساء اليوم الثاني سيقوا مغمضي العيون وتحت بطانية لسطوح العمارة الحمراء بمباني جهاز الأمن بالقيادة العامة وانضموا لمجموعات أخرى كان من ضمنها مجموعة عقد الجلاد الغنائية وكان برنامج الضرب يبدأ من المساء وحتى ساعات متأخرة من الليل ومعه حركات جيش رياضية ( ٩ أستعد) و(أرنب نط) واستمر ذلك ليومين وبعدها تم توزيع المعتقلين على زنازين وأشرف معتقلون قدامي على العناية بالمجرحين من المعتقلين الجدد وسمح بالطعام والحمام لكن استمرت البذاءة والعبارات النابية حتى تم ترحيل أغلب المعتقلين لبيت الأشباح شارع البلدية الذي هو الآن إدارة التدريب بجهاز الأمن والمجاور لمحكمة الكومسا. وتم استقبال المعتقلين بالصفع والضرب وادخلوا لغرفة جراج قديم خلف (فندق جدعة) الآنف الذكر وفي غرفة حمام مساحتها ستة امتار مربعة حشر حوالي ٣٢ معتقلاً في ظروف حرارة فصل الصيف وبدأ ضرب من الساعة الثامنة مساء وحتى آذان الصبح بالسياط والعكاكيز واستمر ذلك لأسبوع حتى تسلخت الجلود مع وجبة طعام واحدة ، وفي ذلك الجراج كان القرب من الباب ميزة كبرى حيث ينعم الواقف ببعض الهواء وتم تنظيم التبادل في الوقوف قرب الباب وقام شباب المعتقلين باستخدام كراتين كمراوح لكبار السن خشية اختناقهم، وبعد أسبوع استقبلنا هذه المجموعة في صالون البيت ما عدا شقيقي على الأمين الذي رأى القائمون على البيت فصله عني ووضع في مخزن بطاطين مع الضابط محمد بابكر ابراهيم الذي كان قد أتم حينها عاماً وثلاثة أشهر في تلك الغرفة التعيسة. ورغم التعذيب كانت معنويات مجموعة المعتقلين عالية ، وكنت أملك بعضاً من بدرة البنسلين وبذلتها لمجموعة التشكيليين لمداوة جراحهم ، وفي سياق هذه المسيرة تم فصل المعتقل عبد الواحد وراق عن التشكيليين وحول للاستخبارات العسكرية باعتبارة مصمماً بصحيفة القوات المسلحة. وبعد شهر تقريباً أُلحق علي الأمين بغرفة (مجلس الوزراء) وصادف ذلك خروج الدكتور عمر نوالدائم فآلت اليه بعضاً من متعلقاته فرشاً وغطاء وبعد أن أكمل التشكيليون في البيت ما يقارب الأربعين يوماً جرى إطلاق سراحهم .

    عادت الطوابير وصارت يومية تقريباً حيث يمكن لأي من الحراس أن يجمع المعتقلين في أي وقت ليس لغرض محدد وإنما لمجرد القلقلة وكانوا يستغلون هذه التجمعات للتحدث في أي موضوع مما يسمى بفارغة الجيش وعادة ما يطلب من المعتقلين رفع الأيادي أو القيام بالحركات الرياضية الشاقة لكن كان هناك طابور خاص يقسم فيه عدس على المعتقلين ويطلب منهم عده و(رفع تمام) العدس لرئيس الميز وهنا لا يستطيع أحد العد الحقيقي وطبعاً لا يستطيع الحرس التأكد من صحة أي رقم ولمّا كنت رئيساً للميز في فترتي الأخيرة كنت ارفع تمام العدس بارقام وهمية وكان ذلك يسعدهم ويقبلونه لأن المطلوب ليس صحة الرقم ودقة العد وإنما تبديد السكينة وزرع التوتر وفي يوم من أيام أغسطس منذلك العام جرى طابور من نوع خاص تحولت مجرياته إلى مأساة مكتملة حين صدر أمر الحارس بالتجمع في صالة البيت والتي كنا نعد فيها الطعام وكانت هناك على النار حلتين من إدام الأسود تغليان تحضيراً لطعام الغداء ، وقف المعتقلون حول النار وطلب الحارس من شاب من أبناء جبال النوبة الخروج لوسط الحلقة وطلب من القيام بحركة تسمى (ست العرقي) وهي حركة صعبة يقبض فيها القائم بها بيد على الأذن من خلف الذراع الأخرى ويضع اصبع اليد الثانية على الأرض منحنياً ومن ثم يدور على محور اليد التي على الأرض وتؤدي هذه الحركة لاختلال في التوازن عند الوقوف ، قلت للحارس الزول دا لو عملها بقع في النار فقال لي دون تردد وهو المطلوب ، وعندما وقف الشاب بعد القيام بهذه الدورة فقد توازنه بالكامل وسقط مباشرة في الحلة وصرخ صرخة عظيمة من ألم عظيم وتفسخ جلده بصورة مرعبة وتناثر الجمر وبقايا الطعام في كل مكان وهرع الجميع لاسعافه بينما مضى الحارس خارجاً كأن لم يفعل شيء، وقد فشلت كل مطالباتنا بارساله للعناية الطبية وظل يتألم لشهور وهو غير قادر حتى على اطعام نفسه ولولا مابذله المعتقلين تجاهه لرحل عن الدنيا من غير شك وظلت هذه الواقعة باقية في ذاكرتي لا تمحوها الايام ولازلت اسمع تلك الصرخة تعبيرا وتلخيصاً للألام الكبيرة التي تحملها ابناء هذا الشعب في ظل نظام الانقاذ الفاشي.
    في واقعات التعذيب اذكر كذلك تلك الحملة التي استهدفت السجاير والصعوط وكان المعتقل الذي يوجد لديه اي منهما يجبر على أكل السجاير وشراب خليط الصعوط مع الماء ، شاب من قرية التكلة كان قادماً من ليبيا وحضر وهو يحمل معه سجاير أجبر على التهام سجائره بالكامل ورجل شهم من ابناء دنقلا كان سائقا لشاحنة ومشغولا بنقل البضائع بين العاصمة ومنطقته ايفاءاً لطلبات المغتربين من ابناء المنطقة وقع في براثن الاعتقال و تهمته الأصلية أن من بين من ملكوا تلك الشاحنة الراحل فتحي شلا واتهم مباشرة بأنه يعمل لصالح المعارضة ، وفي ذلك اليوم المقيت كان عليه شرب مخلوط الصعوط وأدى ذلك به الي نوبات من القيء لا تنتهي وسعال وظللت معه الليل كله وفي قلق عظيم من أن يودى ذلك به ، وفي ساعات الصباح الباكر أظهر علامات التحسن وعاد وضعه للاستقرار ، وهذا الرجل اصفه بالشهامة لأنه في أحد ايام الحياة في المعتقل وكنا عدنا من صلاة الظهر للغرفة فوجدت أن هناك يد امتدت لحقيبة تخصني احتفظ فيها بمال الميز وفقدت المال ، وأفضيت بالأمر له باعتباره ممن يشاورون في الأمور الجليلة وأبديت له الرغبة في التبليغ لدى الحراس عن فقدان المال فقال لي ، إن التبليغ سوف يضر عدداً من المعتقلين من الجنوبيين باعتبارهم المتهمين الأوائل لأنهم لم يكونوا في الصلاة وسوف ينكلون بهم ويعذبونهم ، قلت له وما الحل قال انه سوف يتكفل بالمبلغ وفعلا دفع من ماله لفداء زملائه في الاعتقال من بطش عظيم. وفي تلك الايام أيضاً ابتكر حارس يسمى حسين وكان متخصصاً في التفتيش الفجائي طريقة مبتكرة للتعذيب بادخال المعتقل في بلاعة الصرف الصحي وقفلها عليه وهذا ما فعله بشاب يقال أنه من أسرة ابو العلا ، وناداني باعتباري رئيس الميز وقال لأشهد مروره عبر المجاري، قلت له بأن هذا الشاب سيموت بسبب الغازات السامة فالبلاعة ليس بها اوكسجين وكلها غاز ميثان قال حسين كدا أحسن من أن يسد علينا المجاري وعندما أخرج من هناك كان على وشك الاغماء. ومن حالات التعذيب ما تعرض له على السيد المحامي عندما دلقوا عليه جرادل من الماء البارد بعد رفضه القيام ب القفزة المسماة أرنب نط وذلك كله عقاباً له لأنه تحدث أمام الضابط في المرور عن مطالب المعتقلين ، واستمع الضابط لمطالبه باهتمام ودونها في الدفتر وحال خروجه تعرض للتعذيب من الحراس وكنت قلت لعلي السيد أن لا جدوى من ذلك فقد تحدث معهم من قبل الدكتور عمر نور الدائم عليه الرحمة بشجاعة متميزة وطالب بكل شيئ دون عائد . وليس هناك ما يؤكد أن الذي يمر على المعتقلين هو ضابط بالفعل وفي مرة تركونا في إتجاه الحائط وقالوا أن الضابط قادم ومن له شكوى عليه تقديمها ، ومن خلال انعكاس صورة ذلك الضابط على إحدى العُلب تبين أنه أحد السائقين في الجهاز. هذا من جانب لكن من جانب آخر فالضباط أنفسهم ليست لهم سلطة على الجنود كما هو الحال في أي قوات نظامية هنا تسقط الرتب والأقدمية وتسود علاقات التنظيم وظهر هذا في حالة تعذيب جندى من الجهاز اسمه ود الجاك اتهم بالتخابر وعندما رفض تلقي أوامر من جندي اقل منه رتبة تم ضربه بقسوة وأذكر أن حارس اسمه عثمان حذرنا من الاقتراب من الغرفة التي كان فيها وقال بطريقة وقحة "الزول دا في عنبر بروف عثمان مافي سستر تقرب منه" وفي الليل وصلناه وتحدثنا معه فقال انه بخير
    هناك الكثير مما يستوجب الحكي خاصة طوابير الازعاج والسمر الاجباري والتجويع ولكن يحسن أن أذكر الشاب الذي قفز في مدرسة بامبده وسرق ماكينة طباعة ليبيعها في دلالة الجمعه..وقبض عليه وحولوهو للاعتقال كشيوعي متهم بطبع المنشورات او متعاون مع خليه شيوعيه .. وعذب ليعترف .. وهو لا يعرف حتى نطق اسم الماكينة وبقول ماكينة (تايبوس).
    وهناك أيضاً قصة محزنة عن مجموعة من ابناء الجنوبيين ظلوا يتعرضون للتعذيب لكن بشكل فريد وهو الغناء الإجباري بالأوامر وكان ذلك الطقس يتم مقترنا بتتويج احدهم ملكاً ووضع أواني الطعام على رأسه وفي ذات الوقت يأتي صوت غناء الحاشية مليئاً بالمهانة وبالقهر والانكسار وخالي من أي بهجة:
    ليه ليه يا زكيه
    زكيه آبا آنا
    ومثل ذلك إجبار مصري معتقل على الغناء :
    زحمة يا دنيا زحمة
    وآخر انواع الطوابير طابور الافراج فأنت لا تعرف إن كان هذا طابورك الأخير أم لا وفي ليلة من شهر فيراير ١٩٩٢ أبقونا ونحن مجموعة صغيرة واقفين ورافعي الايادي وعند شروق الشمس تم اطلاق سراحنا.
                  

02-03-2017, 09:43 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: زهير عثمان حمد)

    عصام عمر ابراهيم (قيسان) يروى تجربة اعتقاله



    02-03-2017 08:37 PM
    اول اعتقال كان في العام 1996 وذلك بعد فشل عشرات المحاولات منذ العام 1989 منذ ان كنت طالبا فقد تمت مداهمة غرفتي في اغسطس 1989 بداخلية هباني بالمقرن ولم اكن موجوداً واعتقل منها الرفيق ضياءالدين والرفيق ابوزيد صدفة ومكثا سنة في بيوت الاشباح وكوبر ثم تم احتلال مكتبي في العام 1992 لمدة اربعة اشهر ثم داهموا منزلي في امتداد ناصر واعتقلوا اخي من المتوسطة وشقيقي بالفرع والرفاق احمد كوكو ومعتصم صغيرون وحاتم بابكر و الطاهر الصديق لاكثر من اربعين يوما ببيوت الاشباح وكان ذلك في العام 1995.. وقي العام 1996 تمت مهاجمة المنزل في الليل وتم اعتقال اشقائي البعثين الثلاثة عماد الفرع والفانح الاهلية وخالد الثانوي واعتقل ايضا الرفاق حيدر ابن عمتي والصديق نادر السر من مدني جاء في زيارة و في كل مرة كنت افلت بخروجي من موقع الاعتقال لاداء مهام .. وفي صباح اليوك التالي وبعد علمي بالاعتقال ذهب لتامين الرفيق محمد الامين يوسف في برج البركة بتنبيهه بعد اعتقال شقيقه حيدر الذي يعمل بالبرج وهنالك تم اعتقالي في الحادية عشر صباحا في كمين محكم ووسط الناس وتم ضربي ومنعي من الاكل والنوم لعشرة ايام وفكرت جادا في القفز عبر شباك الحمام من الطابق الرابع في غمارة موقف شندي ببحري نسبة لما عانيته هناك .
    دخلت كافتريا ابن عمتي لانبه شقيقه محمدالامين الذي كان مسؤول مركزية ج ك ط بالسودان ونجحت في ذلك بتغطية جيدة لاني كنت اعتقد وجود كمين ولكن ظهرت بنت وسألت عن محمد الامين بصوت عالي فشعرت بحركة أحدهم في شباك الكافتريا فخرجت مودعاً ولكنه فاجأني في الخارج: لو سمحت أقيف معاك جهاز الأمن العام
    :- نعم ؟ وداير شنو مني , .. مفلتاً يدي عنه محاولاً الهرب , بعد أن وجهت كل ما فيني من قوة .. , نحو بطنه المنتفخ , .. إرتدت يدي تشكو الألم , وصرخة منه كانت كافية لجر المزيد لدائرة المواجهة .......
    :- ياااااصلااااااح , .. قالها .. مع صرخته المدوية , وكان صلاح مدرباً لمثل هذه المواقف , فقد مد رجله نحوي .... , كوم الحصي الذي جاد به (قلاب ) في الصباح الباكر كان موضعا مناسباً لدفن رأسي وحائطاً جيداً لأسري ..., والفضول الذي يميز أهل السوق العربي كان خير قيد لإحكام الحصار عليَ ....
    رأيت عشرات الأقدام تلتف حولي ... , إخترت الحلقة الأضعف في الدائرة المنتصبة وعاودت الهرب ...... (الدهنون) كان عملاقا بما يكفي أن يقبض علي عنقي ويلفني حول إبطه المشبع بكل ألوان الرعونة ........
    أسناني كانت السند الوحيد لي .. , كي أجد متنفساً , والطريق الأوحد لرفد رئتي بالأكسجين .. صرخة أخرى أكثر قوة من الأولى , خرجت عنه , .. بعض الدماء لونت قميصه الأبيض في الجزء الذي يعلو كليته اليمنى ..
    كانت المرة الأولي التي أستخدم فيها أسناني دفاعاً ... ,
    كانت المرة الأولي لجهاز أمنهم في إشهار مسدس أعد بجدارة اللحظة للإنتقام من هول الأسنان المغروسة ..
    من قال أن كل أفراد جهاز الأمن بلا عقل فقد كذب , فصلاح ورفاقه الثلاثة باتوا يصارعون (الدهنون) منعاً من إطلاق رصاصته الغاضبة على رأسي ...........
    دائرة القيد الفضولي إتسعت قليلاً .. , لكنها ظلت محكمة الإغلاق ...
    نعم لا منفذ .. ,
    رفعت يدي مستسلماً , في نفس اللحظة التي تمكن صلاح ورفاقه من كبح جماح الدهنون الهائج وأمسكوا بالمسدس ...
    .. عربة نصف نقل , بكابينة واحدة موديل نفس العام ... كانت وسيلتي لمسكني الجديد ..
    سألني الدهنون : إنت منو يا زول ؟ وهو ممسك بجانبه الأيمن حيث بقعة الدم ..
    قلت : إنت قابضني وما عارف اسمي ؟
    الدهنون : أنا سمعت البت بتسأل فيك عن (محمد الامين.) وانت همست ليها بشئ ..
    أنكرت ذلك فضربني بكوعه الممتلئ علي صدري , وبات يضربني كلما اضطر الي تغيير سرعة العربة ....فقد كان سائقاً ماهراً يعرف كيف يبدل سرعات (الترس) كل عشرين ثانية , وكان الطريق طويلاً .......
    في أعلي (كوبري كوبر) قلت أنا (قيسان..) وكان ذلك أعلانا لنوع جديد من المعاملة ..
    تغيرت أصواتهم وعلت وجوههم ابتسامات فرح غامر ....
    ......
    صاح صلاح وهو يزيل بيده (صايد كاب ) عن رأسه : شايف الصلعة دي نمرة ستاشر بسببك يا ود الموية انت بتزوغ كيف خمسة سنة يا مفتري ؟؟
    الدهنون : ههههههههههه الليلة ما وقع راجل ,, الليلة الحش ... وقال العديد من الالفاظ النابية
    من الصندوق الخلفي مد أحد رفاقهم ذلك الذي احتفظ بمسدس الدهنون عنده قائلا : -(.....) عليك الله امس زغت كيف من البيت , أنا لحدي عشرة ليل كنت متاكد أنك جوة ؟
    لزمت الصمت ...
    الطريق إلي (عمارة موقف شندي) لم يكن ذات الطريق الذي يعرفه الكل .. , فقد كان يمر عبر حي الواحة الراقي وشوارعه المرصوفة لينعرج علي غشلاق كوبر العتيق بشوارعه الغير ممهدة و بدت وكأنها رسالة , تغاضيت عن ذلك - لنرجع مرة أخري وسط تهريج شديد لنشق غبار المنطقة الصناعية بحري وندور في مربعات المصانع والورش في حركات تمويه إرهابية معها صيحات التهديد والإنتصار , لنصل أخيرا لبوابة العمارة ...
    .. الحق يقال .. , فقد كان حفل الاستقبال رائعا شاركت في كل رتب العمارة وتم إستدعاء بعض خبراء هذه الاحتفاليات .. فقد أثلج صدري و (خدر جسدي ) تماما ..
    بعد الإستجواب التقليدي , تفتقت عقلية المقدم المسؤول عن حالتي بان يتم عقابي كل فترة الاعتقال بالوقوف ووجهي علي الحائط ...
    علي الزاوية الشمالية الشرقية للصالة في الطابق الرابع وبين بابين لمكتبين متقابلين في زاوية الراس ومساحة (كتفة باب) لا تزيد عن الخمسين سنتيمترا كانت زنزانتي الرأسية حيث لا تمدد ...
    وليت وجهي صوب الركن الاصم ذو اللون الأصفر الباهت , وأسندت صدغي ملتقى الجدارين وتمكن أنفي من رسم تجويف له بين الفراغين وأستسلمت ..
    عشرة أيام مضت وانا اواصل الليل بالنهار وقوفا سعيدا لا تقلقني إلا تلك الصفعات علي مؤخرة رأسي لكل من دخل المكتب فهي تجعل جبهتي ترتد بشدة علي الجدارين المتقابلين فتصيب الصدغين بكدمة مما يجعلني اصحو من نومي مذعورا ....
    عرفت حينها و أعجبني جدا أنني .. , كنت :
    أول طالب يتم إدراج إسمه للإعتقال
    أول معتقل نهاري ..
    اول معتقل من وسط السوق دون وجود تظاهر ات ..
    أول معتقل يقاوم الإعتقال ويوجه علي رأسه مسدس ..
    أفرحني ذلك خاصة وأنه أغضبهم جدا ..............
    ...
    وهكذا مكثت ايامي العشرة الأولي واقفا , تعلمت فيها كيف يكون النوم وقوفا ...
    اليوم العاشر وانا امارس قيلولتي توقف خلفي المقدم يستفسر عن شئ ولم أرد له وسمع شخيري ....
    ضحك كثيرا وتفتقت عقليته الشيطانية بأن أقف بعيدا عن الجدار وعين لي حارساً قبالتي يتغير كل ساعتين .
    بعد هذا الاعتقال كان هنالك طابور حضور يومي للتمام استمر لخمسة عشر يوما من 8 ص الى ال4 عصرا
    كان لي مكتب للتصميم والديكور غرب الميرديان وكان رجال الامن لا يتغيبون عن زياراتهم السخيفة كثيرا . وفي يوم دخل اربعة افراد وطلبوا منا الذهاب معهم لبعض التحريات الروتينية و اقفلنا المكتب وانفصلت قي سيارة لوحدي بينما قادوا الرفيق حاتم كوكو و ياسر عبدالرحمن واخرين في سيارة اخرى ومكثت في كوبر اكثر من شهر .


    حملة صحافيون ضد الاعتقال للتضامن مع المعتقلين
    #المعتقلات_مقبرة_النظام_لدفن_حرياتنا

    عصام عمر ابراهيم (قيسان)
    حزب البعث السوداني
                  

02-03-2017, 11:43 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة القومية لفضح جرائم حكومة الكيزان � (Re: زهير عثمان حمد)

    "http://al3aby4yy.com/"
    نورا عبيد.. سيسبانة الروح والإنسانية
    "ضد خطاب النسيان والإمتيازات في الحوش الأحمر"
    ونورا عبيد.. تلك الظهيرة كاملة الدسم والإنسانية، تقبع الآن حرة في معتقلات الأمن بسجن النساء بأم درمان، في مشهد التضحية الذي يليق بجمهرة النساء البواسل: بنات ونساوين السودان، لا لذنب جنته سوى كونها منتمية للإنسانية والحق والخير والجمال.
    نورا التي تعاني من المرض المزمن، بكل شجاعة وصبر، نورا "ركازة البيت"، والاخت "التربي" وتكفل في انصع صور البذل والعطاء والكفاح النبيل، نورا بت "نساوينا ورجالا عزيزات وعزاز"، بطيبة الجروف وريحة أرض القرير التحتاني وشموخ النخلات العظام، في اقاصي إقليم الدليب والطنابير التساهد الروح..
    نورا.. إنسان الغد الآتي..
    كثيرا ما كنت اشير لأمر في غاية الأهمية
    في الحوش الاحمر، ذاك ان بدأت تتمظهر أشكال من الإمتيازات
    في مؤسسة أهم ما يميزها العلاقة الأفقية بين منسوبيها
    وكانت في لحظات حزن، ان قلت:
    "القدال مات، أسرتو وناس جامعة الخرطوم عملوا ليهو تأبين يليق في قاعة المصارف
    وكذا كدودة في القاعة ونقد.. إلخ
    عم عبد الحميد علي ده، ليه ما بتأبنوهو زيهم؟"..
    وإن صحت المقايسة
    ثم رفاق كثر ورفيقات في معتقلات الزبانية، هاته
    إنما مستوى حملات التضامن يتمايز، للأسف، بحسب شبكة العلاقات والإمتيازات التي تخصهم كأفراد، لكنني لا ارى إليهم/هن إلا من شبابيك (اللائحة) كلنا: هن وهم.. واااااحد
    إذن
    أخجل الآن وكثيرا يا نورا
    إذ لم نقدم ما يليق، بك وبنا من تضامن مستحق
    وبالذات من شخصي بحكم السكن والجغرافيا
    وحرة أنت سيدتي وصديقتي
    رغم عتمات الزنازين..
    #الحرية_لنورا_عبيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de