كيف تصنع العائلة السياسية أفرادها «الطاووس الأسود» للروائي السوداني حامد الناظر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2016, 03:20 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف تصنع العائلة السياسية أفرادها «الطاووس الأسود» للروائي السوداني حامد الناظر

    02:20 AM December, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    كتب الزميل سليمان حاج إبراهيم:
    يغوص الروائي السوداني حامد الناظر في آخر أعماله «الطاووس الأسود» الصادر عن دار مداد الإماراتية في دهاليز عالم السياسة، ويتوغل في دروب ملغومة، لكن بأسلوب رمزي لا يمكن تفكيكه واستنباط أبعاده مجزءا دون رصد كافة تفاصيل القطعة الفنية المُحكمة التي صاغ بها نصه حتى النهاية.
    الكاتب السوداني الذي وصلت روايته السابقة «نبوءة السقا» إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر ينتقل من ثيمة ثورة الإريتريين على النظام الإمبراطوري الإثيوبي إلى الشأن المحلي لبلده السودان، ليميط اللثام عن حقائق عدة ويحبس أنفاس القارئ من أول صفحة حتى نهاية القصة المأساوية.
    الرواية التي صدرت في 194 صفحة تقدم شخصيتها الرئيسية الغامضة في خطين سرديين متوازين، مرةً في مرايا الآخرين ومرة أخرى في منلوج داخلي للشخصية ذاتها وهي على حافة الموت في عمق النهر، تتضمن رحلة مشوقة تقود قارئها إلى أماكن وأزمنة متعددة ويتتبع تركيبة من الشخصيات المتباينة التي تنتمي إلى طبقات اجتماعية دنيا وكذلك إلى النخبة المؤثرة في دوائر صنع القرار.
    ينطلق مؤلف «فريج المرر» التي حصدت جائزتي الشارقة وفودافون قطر للرواية في نصه الجديد ـ الذي يتوقع أن يثير جدلا واسعا في السودان ـ من قصة المستشار الغامض تاج الدين وهو من أقطاب التيار الإسلامي ومن النافذين الغامضين في الحكم، وشخصيته العجيبة المتحولة، ذات الأقنعة الكثيرة المربكة لينقب في تفاصيل مرحلة طويلة من عمر السودان الحديث تمتد من فترة السبعينيات من القرن الماضي، من سنوات أيام حكم النميري وتمتد إلى بدايات القرن الجديد، حيث تضج بأحداث كثيرة غيرت مجرى البلد. وتعتبر رواية «الطاووس الأسود» الحاضرة في معرض الدوحة للكتاب تجربة جديدة في مسار الروائي الذي يشق طريقه في هذا المجال واستخدامه لثنائية السرد انتقل فيها بسلاسة بين تقنية الراوي العليم واعترافات الطاووس الأسود وما تضمنته سيرته من أحداث.
    اسم الرواية مقتبس من صفة أطلقت على بطلها السري آدم، الذي تحول بفعل لعبة الأقنعة إلى عمار البرَكْس وشاكر وتاج الدين وأسماء أخرى كثيرة، وقد أصبح بفضلها وبفضل ثقافته العميقة وقدراته الاستثنائية أحد أذرع العنف التي استغلتها السلطة لتأديب مناوئيها، وهو ما اعترف به المستشار المزعوم بنفسه في سرده لذكرياته في مونولوج شخصي أثناء صراعه مع الموت.
    «بلغتُ من العمر ألفَ سنةٍ تقريبًا، أظنني عشتُ طويلًا، أطول مما ينبغي بكثير وربما سأعيش أكثر، لكن ليس هذا هو المهم. هذه الرحلة الطويلة والشاقة لا تخصني وحدي، بل تشمل رهطًا عظيمًا تكوّن مع مرور الوقت. ما أقوله وما أفعله، يعبر عن خليطٍ من الرغبات والأمزجة والحالات. لا يكلفني الأمر سوى تبديل اللافتة المثبتة في أعلى الباب، وفي بعض الأحيان يكلفني أكثر من ذلك. إنه أشبه بمخاض، لكنه مخاضٌ مؤلم ينتهي بما يشبه الموت. هذه الجثة السوداء الضخمة لا شأن لها، سوى أنها مستودعٌ عظيمٌ للأحزان والخيباتِ والأمجاد. إنها محض جثة تعبر فوقها الأرواح، فمن يفكر في قتل جثة؟».
    بهذا المنولوج تبدأ الحكاية، ثم يكشف بطل الرواية تفاصيل قصة حياته وهو يصارع الأمواج فوق نهر النيل، لكن روحه المتمردة أبت أن تستسلم وتغرق في قاعه العميق وقاوم مثل شبح مصيره ليظل جثة تطفو على الماء.
    الروائي انطلق من خلفيته الصحافية ليختلق قصة تحقيق مزعوم لحادثة طائرة حكومية كانت تقل عددا من المسؤولين الحكوميين وسقطت أو استهدفت وهي في طريقها من الخرطوم إلى مدينة بورت سودان في مهمة سرية لم يعلن عنها. ظل لغز الواقعة طي الكتمان حتى نبش في مسارها القاضي نعيم، ثم تكشفت على يديه وثائق غاية في الأهمية ظل محتفظا بها، على الرغم من الخطورة التي شكلتها هذه المهمة. الوثائق التي كانت السبب في تصفية القاضي والمعارض للنظام بما يجسده نضال تلك النخب من رمزية في تاريخ السودان المتسامح في عهد ولى، تتضمن معلومات حول صفقات لرجال النظام قبضوا مقابل ردم مواد مشعة وخطيرة في أرض بلدهم مبالغ مالية مجزية حولت لحسابات خاصة في بنوك أجنبية عدة.
    تنطلق الرواية من لحظة زمنية فارقة مع انتقال الرجل المبهم والغامض إلى حي بُرّي الكائن شرق العاصمة الخرطوم قريبا من شاطئ النيل الأزرق، وظلت الشائعات تحاصر قصره مثل ألسنة اللهب. لم يجزم أحد من أصحاب الألسنة الطويلة في تحديد منصبه في الحكومة لكونه احتفظ بمسافة تفصله عن جيرانه إلى لحظة إعلان وفاته في حادث الطائرة دون أي إشارة إلى اسمه ضمن المفقودين. علامة الاستفهام حول مصير الرجل طاردت مخيلة القاضي النعيم دراج الذي اكتشف لاحقا معرفته به من أيام النضال الجامعي وسعيه لاستمالته لصف الإسلاميين.
    أنعشت الوثائق ذاكرة النعيم دراج المعارض المطلوب للحكومة على الدوام الذي خضع لسلسلة من الملاحقات واعتقل مرات كثيرة وفقد ذاكرته بسبب التعذيب الذي تعرض له. تستفزه قصة عمار البركس الذي انتحل عدة شخصيات ليجوب البلاد بحثا عن نقطة التحول في مسار الرجل الغامض قبل أن يفكك كافة الألغاز في نهاية المطاف. وُفق الروائي في أسلوبه بالانتقال بين سرد جهود النعيم دراج لكشف اللغز واعترافات الطاووس الأسود لما قام به في حيواته المتعددة التي عبرت عن الانفصام الذي يصيب العديد من رجال السياسة الذين يعتبرون أنفسهم في لحظات خالدون في هذه الحياة. يتحدث المستشار عن ماضيه وكيف تم تجنيده من قبل أحد النافذين في السلطة، وأسندت له مسؤولية الإشراف على كتائب التأديب ليصبح مسؤولا عن حقبة من الحماقات امتدت طويلا اختصرت قمع الإسلاميين القابعين في السلطة لمناوئيهم ولكل الأصوات المعارضة لنظام حكمهم. كان اسمها الكتائب الاستراتيجية، يكشف أحد رفاق الطاووس الأسود في أحد فصول الرواية ويعترف أن مهمتها الأساسية هي التدخل في الحالات الطارئة ليتم عن طريق العنف تحقيق ما لا يمكن تحقيقه بالعمل السلمي وتأديب الخصوم السياسيين.
    كان أحد أقطاب النظام يتحدث عن تلك الأيام ويكشف أن الكتائب تسببت في تشويه فكرتهم، ثم أصبحت نواة لما عرف بجيوش المجاهدين التي استخدمها النظام في حروبه الطويلة مع المتمردين، حتى أصبح حمل السلاح فرضاً على شرائح مختلفة وهي فئات واسعة تضم الطلاب والشيوخ والعمال والوزراء وكبار المسؤولين. ينتقد الكاتب على لسان شخصيات الرواية ما قام به عمار ومجموعته وتحويل هوسهم بالعنف إلى سياسة وطنية تحميها القوانين وظلت سائدة فترات طويلة. ينتقل سرد الرواية بسلاسة بين شقه السياسي المتعلق بالمؤثرين في السلطة من خلال الأشخاص الذين أهلوا لهذه المسؤوليات وصولا إلى تفاصيل اجتماعية من القرى النائية التي لا يزال أهلها متشبثين بإرثهم التليد. ومن خلال رسم الروائي لتفاصيل دقيقة من حياة القاضي نعيم الدراج ينقل القارئ إلى عوالم شخصية من حياة الرجل المناضل الذي تأثرت حياته بسبب القمع الذي تعرض له ووصل حد إصابته بالعجز الجنسي الذي يتخلص من أعراضه كلما ابتعد عن العاصمة وما يصاحبها من ضغوط.
    نهاية الرواية المفتوحة تترك القارئ مذهولا أمام حجم التحولات التي يعيشها البلد وتفتح «الطاووس الأسود» نافذة على تحديات تواجه المجتمع في ظل الجمود الذي يشهده السودان مع تلاشي فسحة الأمل في قلوب سكانه.

    http://www.up-00.com/"http://www.up-00.com/"
                  

العنوان الكاتب Date
كيف تصنع العائلة السياسية أفرادها «الطاووس الأسود» للروائي السوداني حامد الناظر زهير عثمان حمد12-02-16, 03:20 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de