|
Re: بيوت من طين . (Re: shaheen shaheen)
|
3 حتى قبل فترة من مُشكلة " الشامة " الشهيرة , والحوار بينى وبين امى عبارة عن تلغرافات سريعة مُقتضبة , انتهت بيننا كل تلك الاحاديث المرحة الشيقة عن اخبار الناس واحوالهم وقفت خلف ظهرى وانا اتجول بين المحطات الفضائية فى التلفاز - الحاصل شنو ؟ . - دى مُظاهرات فى تونس . - باللهِ ؟ .. ديل اولاد عمنا لزم . - أأأأم . - مالم ؟ , زادوا ليهم السكر ؟ . - فى زول حرق نفسو . - سجمى .. مجنون ولاّ شنو ؟ .. انا ماشية بيت اختك , لو اتأخرتا العشاء فى راس التلاجة . ربما منذ ان اخبرنى " خالد " ان " الحمدانى " تاجر المواشى قد طلبها للزواج , والعلاقة بيننا ليست على ما يُرام , لم اعرف الا عندها انها ما زالت صغيرة فى السن , فى مُنتصف اربعينيات عمرها , وانها ما زالت تحتفظ بهالة اسطورية من الجمال , نفس جمال نساء المغرب العربى المعروف تزوجها امام المسجد الكهل الذى ترهبن ايام شبابه فى حب الله , ويوم عرسها بحثوا عنها ووجدوها تلعب الحجلة فى خلاء القلعة الطينية , اشهر قليلة فقط من الزواج , بعدها سيطرت على الزوج الذى خلع ثياب الرهبنة فكرة البحث عن السيف الذهبى المُطعم بالزمرد والياقوت , اصبح هدف حياته ومحور خطب الجمعة الطويلة التى لا تنتهى الا مع صلاة العصر السيف يجب ان يعود الى " الزيداب " , سيف سيدنا وجدنا الاول , وبعد صلوات استخارة عميقة , انبثقت الرؤية لابى عندما كان اليوم يوم كسوف كُلي للشمس , اظلمت الدنيا تماماً حينها رغم ان الوقت كان منتصف الظهيرة , وتدفق شباب " الزيداب " نحو حلة الحلب يرفعون ملابس نسائهم وفتياتهم ويُدخلون اصابعهم فى الامكنة الحساسة , فاليوم هو اليوم الاخير للحياة على سطح الارض , خرج ابى يصرخ فى شوارع " الزيداب " الخالية بسبب الظلام الدامس لبداية الديمومة - سيف سيدنا زيد فى مراكش , السيف فى مراكش مع زول ساكن فى المساجد , زول لما يجوع , يقرأ القرآن يشبع , لما يعطش , يقرأ القرآن يروى . سافر لجلب السيف , ولم يعود الا بعد ان نسيه الناس , عاد بنفس الهيئة والملابس التى خرج بها بدون السيف - ماشاء الله رجع زى ما مشى , مافى اى حاجة فيهو اتغيرت , سبحان الله , بركات سيدى زيد . وجد ابنه البكر الذى تركه نطفة فى الرحم قد تحول الى شاب مُراهق , جلب معه كرتونة صفراء متوسطة الحجم نسخ فيها بخط يده كل مدونات " شهلوب المكناسي " التى كتبها على جلد البقر , فى كل هذه السنوات كان يقوم باقناع الرجل الساكن فى المساجد بتسليم السيف لاحفاد قُرة العين الحقيقيين , وبعد كل هذا الجدل اليومى وافق الرجل الصالح بتسليم السيف والشرط الوحيد كان قبضة كف من رمل ضريح سيدى " زيد " , عاد ابى لتنفيذ الشرط , وعند استعداده للسفر من جديد مات وهو يُصلى الصبح حاضراً .
|
|
|
|
|
|