|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الاخ احمد طراوة تحية طيبة و بعد اعتقدان ردي السابق لطرحك حول الماركسية و الذب كان ردي عليه:Quote: و قد أشرت في معرض حديثك إلى عدة نقاط تشمل: كانط و مفهومه للاخلاق و الحرية و المسئولية و الضرورة. أما استطرادك فيما يخص الماركسين السودانيين فيمكن اعتبارها نقطة تبعدنا قليلا من صلب الموضوع الذي هو أصلاً قابل للتشعب. و لكن لنركز في نقطتك الإبتدائية(غير متفق مع حنة أرندت في مماثلة الماركسية ب النازية و الشمولية ) |
تاكد لي بعد مراجعة مداخلتك السابقة اعلاه بأني تسرعت في الرد بسبب قراءة متعجلة من جانبي لموضوعك.و رايت مؤخراص أن فيها حجباً لافكار نيّرة. فارجو المعذرة ......و نامل ان تواصل عرضك الشيق المفيد و دمت يا كلس( التعبير مقتبس)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كل عام وكلكم بخير وصحة ورضا سأواصل كتابتنا في خيط حنا أرندت كما وعدت قبل سفري وأتمنى أن يحظى الموضوع بالمفيد من النقاش حتى نثري النقاش ونعطي حيوية للبوست. حقيقة يسعدني جداً أن نتناقش ونختلف أكثر مما نتفق لأن ذلك سيفتح شهيتنا للبحث وإغناء الموضوع ولأجل هذا سأتعمد أن تكون المداخلات قصيرة حتى تيسّر المتابعة وأرحب بأي إضافة أو سؤال، فقط أتمنى أن يعي المتداخل جوهر الموضوع لا قشوره حتى لا يحرف النقاش إلي طريق أخرى وأود هنا أن أشير لقصة قد تخدم ما أعنيه من ضرورة إدراك جوهر الموضوع. طاليس هو أول الفلاسفة وأحد حكماء الإغريق السبعة، قضي جل وقته في الدرس والتأمل وإنهمك فيهما لدرجة أنّه في أحد الأيام تعثر في حفرة لم يرها وهو يراقب النجوم في السماء مسكوناً بتثبيت فرضيته الهندسية عن الإصول الإقليدية ، فضحكت خادمة شهدت المنظر ساخرة على هبالة هذا الرجل الذي يمشي دون أن ينظر أمامه ونبهته إلى أن هذا جزاء من يركز وعيه على البعيد ويتجاهل النظر لأحوال الأرض التي يمشي عليها . وكان رد طاليس على ضحك الخادمة بإكتشافه كسوف الشمس وتقدير فصل خصب الزيتون مما يسر الربح الوفير له وسكان بلدة تراقيا. العبرة من هذه القصة أن ضحك الخادمة يعبرعن تهكم الإنسان البسيط على مشاغل وإنهمامات المفكر. إنها مفارقة الواقع الذي يجمع شخصين أحدهما يركز بعيداً والآخر يحصر نظره فيما هو أمامه فقط. هما يوجدان في نفس الزمان والمكان لكن كلاهما لا يرى ما يرى الأخر ولا عجب إن أثار كلام كلاهما سخرية الآخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
من أكثر الإنتقادات التي تتعرض لها أرند ضمن نظريتها السياسية هي عرضها لثلاث أشكال للنشاط الإنساني في كتابها الشرط الإنساني وإفتراضها حدوداً جلية وصارمة بين هذه الأشكال الثلاث وكما بينت في المداخلة قبل السابقة بأنها تسمي هذه الأنشطة الفعل، العمل، والشغل ومن أهم النقاط التي تأخذها على ماركس أنه لا يراعي هذه الأنشطة الثلاث والفروق الهامة للغاية بينها مختزلاً النشاط الإنساني في فاعلية واحدة هي العمل وأنه أكثر من ذلك يرى بأن العمل وليس العقل أو الفعل هو ما يفرق بين الإنسان والحيوان. وتقول في كتابها أن هنالك فروق حقيقية بين العمل والشغل تقوم كما تقوم الفروق الحقيقية بين المفردتين في اللغة، ولعنا كناطقين بالعربية لا نلاحظ أي فروق كبيرة في اللغة بين مفردتي العمل والشغل. المهم في الأمر أن ماركس وأرند كلاهما معنيان بقضايا مشتركة والفروق الحقيقية بينهما ليست بذلك الوسع الذي تبدوا عليه أول الأمر فهما معا ًالفقر والعدل والغربة في عالمنا . أرند تزعم أن ماركس لا يستحق الوصف بأنه مفكر مادي. أرند تحمل البشر مسئولية جعل الكون جحيماً، وماركس أيضاً يرى بأننا أو على الأقل الشغيلة في المجتمعات الرأسمالية عزلوا تماماً مما ينتجونه، من نشاطهم الإنتاجي، من الطبيعة، ومن ناسهم في مجتمعاتهم. الإنسانية عزلت من حياتها الخاصة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الأخ السناري حمدا لله على السلامة طبعا في انتظارك و قلنا رمضان و العيد حاخدوك مننا. المهم نحن في انتظار شرجك لنقد اريند لماركس كما وعدت و دأت ذلك:
Quote: من أكثر الإنتقادات التي تتعرض لها أرند ضمن نظريتها السياسية هي عرضها لثلاث أشكال للنشاط الإنساني في كتابها الشرط الإنساني وإفتراضها حدوداً جلية وصارمة بين هذه الأشكال الثلاث وكما بينت في المداخلة قبل السابقة بأنها تس مي هذه الأنشطة الفعل، العمل، والشغل ومن أهم النقاط التي تأخذها على ماركس أنه لا يراعي هذه الأنشطة الثلاث والفروق الهامة للغاية بينها مختزلاً النشاط الإنساني في فاعلية واحدة هي العمل©. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
شكراً عزيزي محمد إستجابة لسؤال من الأخ أيمن عوض من الفيسبوك سأتحول فى أكثر من مداخلة إلي شرح الفرق بين الأنشطة الثلاث
Quote: مازلت اجد صعوبة فى التفريق بين العمل والشغل والفعل فى سياق السيدة ارند الرجاء الايضاح قدر الامكان . شكرا لصاحب البوست وشكرا للاخ سنارى على هذه الجرعات المكثفة من المعرفة حقيقى شكرا |
فصلت أرند في كتابها الشرط الانساني عن ثلاثة أوعية لا بد أن يدخل أي نشاط إنساني في أحداها وهذه الأوعية هي وعاء الفعل، وعاء العمل، ووعاءالشغل. لا يرى ماركس أن هنالك أي أهمية للتفريق بين هذه الأوجه للنشاط الإنساني ويحصر إنشغاله في العلاقة التي تربط بين الإنسان وناتج عمله (هل سيعود له أم سيذهب للرأسمالي) ولكن أرند تصر على التفريق لتعلي من شأن الفعل وربطه بالنشاط الفكري والسياسي للإنسان وكذلك تعليتها بدرجة ما شأن الشغل لأنه ينتج أشياء أكثر ديمومة ومتانة في الحياة الشيء الذي بدأنا أن نفقده في العصر الحديث لأنه تحول إلي عصر إستهلاكي تغريبي للإنسان عن أشياؤه وأشياء عالمه (إغتراب الذات عن الموضوع). ثم تنتهي إلي تتفيه العمل لأنها تربطه بالإنتاج الإستهلاكي في الحياة. ترى ارند لادراك الابعاد الواسعة لفكرة العمل أن الشرط الانساني هو الحياة بنفسها تلك التي تمتد من الولادة الى الممات فموضوع العمل هو إنتاج المستهلكات التي تديم الحياة لا سيما المأكولات. فكل نشاط يدخل في دائرة إنتاج المستهلكات هو عمل، ينتج الانسان به ما لا يمكن ان يعيش بدونه ويوفر العمل حسب ارند ضرورات البقاء للانسان وانه بهذا المعنى الخطير يصبح الانسان مستعبدا للعمل بمعنى انه لا مفر له منه وانه الشرط الانساني الذي عبره يوفر الانسان لمن يعول الحاجات الاساسية منذ الولادة وحتى الممات ومن المفارقة ان هذا العمل الذي يمتد على مدى الحياة ويتحرك بالانسان في دائرة عقيمة لأن الانسان يستمر في العمل كي يستمر في الحياة حتى يموت، وأن كل ما ينتجه الانسان من العمل يعيده للطبيعة التي اخذه منها بادئاً ذي بدء، فهكذا نذهب للسوبر ماركت على الأقل مرة في الأسبوع لنرجع بالأكياس معبأة بالمستهلكات ثم نعبىء جوالات التراش كل إسبوع حريصين على أن تكون جاهزة عند حضور عربة القمامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
أما الشغل (أو الحرفة) يختلف عند أرند فهي تفرّق بين الطُلبة والبَنّا، فتعتبر عمل الطُلبة (عمل) وعمل البَنّا (شغل) و تعتبر بدورها الشغل أرقي وأنفع من العمل (ولكن كما ذكرنا عند ماركس كله عمل) وبينما مجال العمل في شرطنا الإنساني هو الحياة ( نعمل لنوفر حاجات الحياة) إلا أن مجال الشغل في شرطنا الإنساني هو الدنيا (فالحرفي يصنع منضدة أو خرج موية أو بيت لا ليستهلكه أثناء حياته فحياته تقوم به أو بدونه وربما بقي بعد موته تستخدمه الأجيال اللاحقة) وعلى النقيض من العمل فأن نشاط الشغل ينتج أشياء هي ليست جزء من الطبيعة لكنها ناتج جانبي لأن البشر الحرفيون يضيفون أشكال وألوان لما هو مصدره الطبيعة، لنأخذ منضدة على سيل المثال، فلأننا لا نحتاج للمنضدة للبقاء كما ذكرنا فان انتاجها لا يعتبر عملاً بل شغلاً، ويتم بأن تنتج الطبيعة الشجرة ثم يقوم الانسان (العامل) بقطع الشجرة وبيع أخشابها ليعيش منها ثم يشتري الحرفي (الشغال) الأخشاب وينشرها إلى ألواح يصنع منها منضدة كناتج جانبي من الشجرة، ناتج يساهم في صنع عالم مصطنع (أكثر ديمومة من عالم المستهلكات أي قد تعيش أطول من صانعها الذي لا يحتاجها لأجل بقائه لكنها تجعل الحياة أجمل وأسهل) والبشر كمصنّعين يجتهدون من أجل انتاج أشياء تتميز بالمتانة و تيسر الحياة (عبر استعمال ادوات تحول أشياء الطبيعة الى اشياء دنيوية). يبقى أن الشرط الانساني للعمل حسب أرند هو إنتاج أشياء ذات ديمومة ما وهي في الغالب ستوفر له ما فيه صفة الديمومة، فالبحث عن ديمومة الحياة عبر الشغل هو سعي انساني نحو الخلود في الزمن وهو أمر مستحيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الأخ السناري شكرا للشرح الوافي. و إذا سمحت لي بالتعليق أو السؤال: حسب شرحك فإن تفرقة اريند بين العمل و الشغل حس إعتقادي هي قريبة أو مأخوذة من نفس فكرة رأس المال الثابت و رأس المال التشغيلي أو الإستهلاكي أو كأنها مشتقة منها. و ثانياً ما الجدوى من التفرقة ين العمل و الشغل إذا كان كلاهما يستهلك جهد الإنسان و و وقته و طاقته ؟ خاصة أن كليهما مفيد للوجود الإنساني سواء لبقائه و استمراره في الحياة أو لسعادته و ترفيهه؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
التحية أخي محمد فكرة التفريق بين النشاط الإنساني إلي عمل وشغل هي فكرة حنّا أرند ولا أتفق معها فيها و لا أعتقد أنها تؤسس لها على جذر إقتصادي يرتبط برأس المال لأنها تعيد التأسيس إلي عهود الإقطاع الإغريقي القديم بينما فكرة رأس المال فكرة حديثة تأسست مع التقلبات التي شملت عناصر البنية الإجتماعية أبان الثورة الصناعية وإرهاصته مع التحول الرأسمالي الذي واكب الثورات الأوروبية الحديثة. نعم هي تنظر للعمل والشغل على قاعدة إقتصادية تقوم عليها كل عناصر الواقع الإجتماعي على النقيض من الفعل الذي تنظر له على قاعدة سياسية تتجاهل دور الأقتصاد في تأسيسها والعمل الذي يفرق فيه ماركس بين الإنسان والحيوان لأن الحيوان غير أنه يعمل مستجيباً لضروراته الحيوية فهو عندما يهجم على فريسه أو يبني مأوي في جحر أو عش طير يفعل ذلك كي يبقى حياً لكنه وكما يقول ماركس لايطور مهاراته مثل الإنسان ولا يتعلم فيتقدم من عصر حجري إلي عصر حديث لكن أرند ترى في العمل ذلك الشكل البيولوجي الساذج من النشاط البشري المزعن لضرورات الإستهلاك دون أن يترك وراءه آثاراً إنسانية تنم على إبداع البشر عندما يتحول من عامل إلي حرفي (شغال) فالعامل ينتج الذرة ويأكلها في شكل كِسرة أو عصيدة بينما الحرفي ينتج العنقريب ويطور فيه من الحبل للسيور ويبقي ربما لجنى الجنى، أي أن عمل الحرفي هو عمل الخلاق، المبدع الذي تجعل منتجاته الحياة أريح وأجمل عبر عالم مصطنع وأكثر ديمومة أي له علاقة مع الخلود مثل الفعل وعلى عكس العمل الذي ليس له أي علاقة مع الأبدية والخلود أو أي علاقة مع أي شيء خارج حدود المحافظة الأولية على الحياة البيولوجية وهو نشاط تشاركنا فيه أيضاً الحيوانات على عكس الشغل. وتقول أرند إنها على عكس ماركس ترى بأن التمييز بين العمل والشغل هو تمييز موضوعي، بدلا عن ذاتي. ، فالفرق بين رغيف الخبز والكرسي يقع بالكامل تقريبا على حقيقة هذه المنتجات وليس في طبيعة النشاط الذي أنتجها. ترى أرند كذلك أن النشاطين مرتبطين بشكل وثيق بأكثر الأوضاع شيوعاً للوجود البشرى: الميلاد والموت للعمل، والأبدية والخلود للشغل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الفعل هو العنصر الثالث في الشرط الانساني ويتميز بكونه أساس النظرية السياسية عند أرند التي بينما تعتبر العمل أكثر أنشطة الحياة لا إنسانية تعتبر الفعل أكثر شروط الإنسان إنسانية لأنه أكثر ما يكشف عن فرادة البشر الذين يقومون به ولأنه يتم عبر الارادة الحرة لمن يقوم به ( الحرية والتعدد والهوية والمعنى كلها عناصر الفعل)، فانت ليس مجبر أن تكتب في سودانيزأونلاين لذا تستمتع بالكتابة لأنها إختيار حر، أما العمل فانت مجبر عليه لذا قد تعمل في وظيفة تبغضها وتجعلك تكره حياتك ولسان حالك يقول مجبر أخاك لا بطل لكنك لا تشارك في نشاط ثقافي أو سياسي بدون موهبة أو إستعداد ذهني وإستمتاع بمساهماتك وتحقيق ذاتك لقد كتبت ارند ان تفعل فان ذلك يحتاج لقدرة وطاقة ليس بالطبع مثل قدرة وطاقة الماكينة او جهد الشغيلة لكن بمعنى ان كلمات وافعال الانسان تمتلك دينامية في الفضاء العام بحيث ان كلمات وافعال الفرد تعمل كما الديناميت الذي يهز حالة الثبات الاجتماعي او سكونية حالة الراهنة واصلا الى ما وراء وداخل غير المألوف، والفعل عند أرند كما ذكرنا في مداخلة سابقة لا يتم إلا في تواجد الآخرين فلا يفعل الانسان منفرداً او منعزلاً لأن الفعل يحتاج الى الآخرين. عندما وصفت أرند الشرط الإنساني للعمل بالحياة لأننا نعمل لنعيش، والشرط الإنساني للشغل بالعالم لأن منتجات الحرف تنتج عالماً مصطنعاً وصفت الشرط الإنساني للفعل بالتعدد لأن الجماعة وليس الفرد هم موضوع الفعل وعلى هذه القاعدة طورت أرند نظرية في الديمقراطية الاشتراكية سنتعرض لها لو هوّن الله علينا ضمن مداخلات قادمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
رغم الإشادات العديدة التي لاقاها كتاب أرند الشرط الإنساني إلا هنالك ملاحظات عديدة سواء على المنهج العام الذي توخته في صياغة أفكارها بشكل أخرجها كثيراً عن الإستيعاب الجيّد لأفكار ماركس كما سنبين، أو في تحليلاتها حيث أن إنتقادات عديدة إستأنفت تحليلاتها سواء عن ماهية شروط الإنسان الوجودية أو الآثار النفسية للعلوم الحديثة، تلك التي إستندت فيها على إدموند هوسرل في تنظيراته عن أزمة العلوم الأوروبية وإستعارتها لفينومينولجيته كمنهج ملائم لمقاربة الحالة أو الشرط الإنساني. ذكرنا سابقاً أن أرند تطرح ثلاثة أنشطة هي مدار حركة الإنسان في شرطه الوجودي إضافة لنشاط التأمل، وتنتقد ماركس لإختزاله كل شيء في العمل على بإعتبار الإقتصاد قاعدة البنيان المجتمعي وإنشطته المختلفة. وتأخذ أرند على ماركس أنه يرى بأن العمل، وليس العقل أو الفعل، هو ما يفرق بين الإنسان والحيوان. ذكرت كذلك من قبل بأن ماركس وأرند في النهاية كلاهما معني بهموم الإنسان المعاصر وأن الفروق الحقيقية بينهما ليست بذلك الوسع الذي تبدوا عليه أول الأمر فهما معاً ضد تغريب الإنسان سواء عن ذاته كما عند ماركس أو عن عالمه كما عند أرند التي ترى أن عالم الأشياء هو العالم المادي وإستغراق ماركس في قصة علاقات الإنتاج المجحفة هو إستغراق في الذاتي وإغتراب عن المادي وبالتالي فإن ماركس لا يستحق الوصف بأنه مفكر مادي. يحصر المفكران جهودهما في تلخيص مشكلة العصر الحديث وماركس لا يكتفي بتوصيف مشكلة الإنسان المعاصر لكنه يبحث في أصل المشكلة أيضاً. تعرف أرند العصور الحديثة بعصر المجتمع حيث أن نمو المجتمع قد وصل ذروته فيها عبر التطورات التي طرأت على شكل العمل الذي يقتحم أراضي الحرفة ويتحول للصيغة المهيمنة في الشرط الإنساني الحاضر الذي تحول لشرط إستهلاكي بإمتياز، شرط يصفه ماركس بأنه ورغم تقدم الحالة الإنسانية فيه على سابقاتها (على عكس ما ترى أرند) إلا أن الإنسان العامل في مجتمعاتنا الحاضرة تم عزله تماماً عما ينتجه وعن نشاطه الإنتاجي وكذلك أن التحولات التي حركت الإقتصاد الرأسمالي الحديث من الزراعة إلى التجارة والصناعة عزلت الإنسان حتى عن الطبيعة وعن العلاقات الإجتماعية التي كان ينعم به في مجتمعاته السابقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
في الفرق بين ماركس وأرند بالنسبة لمسألة الإغتراب الإنساني أرند تركز على عزل الإنسان عن الإشياء، عن العالم المادي وترى أن ماركس ركز على إغتراب الإنسان عن ذاته وهو في رأيها تركيز يغرق في الذاتي ويتناسى الكون المادي، علم الأشياء غير المقصورة على التجربة الذاتية المرتبطة بالعمل و الإنتاج، بينما أرند ترى أنها تعني بشكل ومحتوى العالم الذي نعيش فيه. أرند تقرر وفقاً لذلك بأن ما يقال عن مادية ماركس ماهو إلا ضرب من الأوهام. تفترض أرند بأن ماركس ضحية المنهجية الذاتية للبروتاقراسيين (يعتبر بروتاقراس من السوفسطائيين الأوائل الذين سبقوا الحداثة في تنصيب الإنسان كمركز للكون والمعيار لكل شيء) وكذلك للمثالية الإفلاطونية وعنايتها بالجوهر، بينما من المفترض في المفكر المادي أن يعني بإيجاد عالم يوفر بنية تتماسك فيها الأشياء عبرالأنشطة الإنسانية ويوفر منظور للنشاط الإنساني منسجم مع الفهم الذي كان سائداً عند الأغاريق القدماء الذين كان يحتفون بأشياء يفترض أن تكون محل إحتفاء البشرية على مر عصورها مثل إحتفائهم بأنشطة تركز على إنتاج منتجات ذات متانة وتماسك، أشياء تبقى رغم زوال الأجيال. تحتفي أرند بعالم الأشياء الدائمة المقابل للعالم الإستهلاكي وتشجع على إنتاجها مقابل الإنتاج الإستهلاكي سمة العصر الحديث. من هنا تنعي أرند إضمحلال عالم الموضوع أو الأشياء والذي بدأ قبل ماركس بزمن طويل وترى أن العصور الحديثة تميزت بإنهيار الحدود التقليدية بين العام والخاص ونمو الإجتماعي والذي يؤدي إلى تسفيه الحياة السياسية. لقد أصبح العالم الحديث عندها مشغول بالضرورة الإقتصادية والاحتياجات التي كانت محتواة داخل خصوصية البيت عند الأغاريق القدماء. إن الرضوخ لهيمنة هذه الاحتياجات الاجتماعية يعني أن تفقد شيئا مهما وهو التصور لعظمة وعناية كانت تولى للديمومة في العالم. إن المجتمع هو الشكل الذي فيه حقيقة الاعتماد المتبادل من أجل الحياة ولاشيء غير ذلك يستحق إهتمام الناس، حيث يسمح للأنشطة المرتبطة بالبقاء المطلق بالظهور في الأماكن العامة. وكانت أكثر النتائج المدمرة للتحولات التاريخية التي قلصت المجتمع بإتجاه الفردانية والشغل إلي العمل ذا المرتبط بثقافة الإستهلاك المتغلغلة في كل جوانب الحياة وما يترتب على ذلك من شعور بعدم الاستقرار، وعدم الموثوقية في لا يتوقع لأيْ شيء فيه أن يدوم، وعندما تأخذ أهمية الديمومة المقعد الخلفي بالنسبة إلى أهمية الإنسراف الذي هو صفة الخبرات الإنسانية غير المادية وغير الملموسة. لقد أصبحت لدينا "مجتمعات جد كبيرة"، ولكننا في نفس الوقت ننسحب بالتدريج من الحياة العامة والتي تفترض فيها أرند أن تمثل جوهر النشاط البشري، و ننحبس في الخصوصية التي تعتقد أرند أنها الجانب من جوانب الوجود الأقل تميزاً، وهكذا تنهار الحدود بين العالمين العام والخاص. نحن نعيش في حالة من الإنشغال الكبير بالاهتمامات والهموم الاجتماعية وردود فعل في نفس الوقت ضد الإجتماعي أو هروباً من الاجتماعي تصل إلى الإنسحاب من المجتمع إلي الذات. تطلق أرند على هذه الحالة ظاهرة صعود الحميمية. والحميمية والاجتماعية حالتان متناقضتان. لقد كان العام و الخاص على الدوام معتمدين على بعضهما البعض حتى أنهما مؤسسان بشكل هرمي. حاولت أرند تشبيه حركة المجتمع من العام إلي الخاص ومن الموضوعي إلي الذاتي بالفرق بين مجموعة من الناس يجلسون حول طاولة تملآ المساحة التي تفصل بينهم، ومجموعة أخرى من الناس يجلسون ولا طاولة بل الفراغ هو ما يملأ المساحة بينهم. إننا نجد أن الهيكل المقدمة الذي توفره الطاولة مماثل للحياة العامة التي تتميز بمؤسسات سياسية تتصف بمظاهر الدوامية (المباني العامة والحدائق والمعالم الأثرية، وقصص التاريخ العام). وعدم وجود المنضدة مماثل لعدم وجود هيكل في الحياة الاجتماعية. وعدم وجود الهيكل أو عالم للأشياء والأفعال تثري الحياة الإنسانية يهدد بإنعدام أي شيء يعمل على توفير مساحة أوعلاقات أو تفاعلات بين الناس، مما يخلق الرغبة في الفرار تماما من أجل ضمان أي مساحة للإنسان وحده مع نفسه. ولنعيش معا في عالم إنساني يعني ذلك توفر عالماً من الأشياء ما بين الناس، مثلما توجد الطاولة بين أولئك الذين يجلسون حولها، فالعالم، مثل كل الأشياء البينية يوصل ويفصل بين البشر في نفس الوقت. المجال العام، كما في العالم، يجمع بيننا ولكن يمنع سقوط بعضنا فوق البعض. وإذا جاز التعبير فإن الذي يجعل المجتمع الواسع الكبير يصعب تحمله ليس عدد الأشخاص فيه، ولكن الحقيقة أن العالم بينهم فقد قدرته لجمعهم معا، للوصل والفصل بينهم، وغرابة هذا الوضع يشبه غرابة طقوس جلسة إستحضار الأرواح. هذه التغييرات في العصور الحديثة كما ذكرنا أعلاه تعترف أرند بأنها سبقت ماركس، لكنها ترى أن انتقاد ماركس لها تمّ بطريقة غريبة، ولم يكن حاسما بما فيه الكفاية. لقد قبل ماركس هذا الإطار للعالم وقبل العمل كنشاط مركزي في المجتمع الذي كان بالفعل قد فقد أهمية الفضاء العام فيه، فضاء الدوامية، العظمة، والخلود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الاستاذ السناري كلمة وضع أو حالة ليست ترجمة حرفية في كتاب ارندت و لكن ... هناك خيط يربط بين الشرط أيضاً بين( الحالة) الإنسانية و (الشرط) الإنساني في المعنى الشرط هو شرط للتشيؤ. اي اتخاذ وضع او حالة معينة و الحالة او الوضع يشمل الحاضر و المستقبل. لكن دعنا نتجاوز هذه النقطة لانها لا تؤثر في جوهر الموضوع. لدي ملاحظة، فيما ذكرته انت اليوم ( قد كان عقل أرند مسكون بصورة خاصة جداً بهذا الإنقسام في الإنسانية، التي هي من ناحية مسيرة لا تمتلك سيطرة على قدرها وحياتها، ومن الناحية الأخرى إنسانية دوماً قادرة على صنع عالم يصنعه الإنسان، يسيطر على أقداره فيه ويثري من معانيه) و الإنسانية الاخيرة التي يكون فيها الإنسان قادر على السيطرة على اقداره اعتقد هي ما تشيد به ارند. لدي ملاحظة هنا: لاحظت أن هذه الفكرة الاخيرة تلتقي ارند هنا مع سارتر و هي رايه h لمطروح بشكل عام في فلسفة الوجودية اي فكرة مسئولية الإنسان عن قراراته. و هي الفكرة التي ادانت فيها موقف آيخمان و كل من يطبذق القوانين و يساند الطغيان دون ان يتساءل عن موقفه الاخلاقي . هذه مجرد وجهة ملاحظة قد تكون صحيحة او غيرذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
من الواضح أن مشكلة أرند مع ماركس أنها عانت من بعض التشويش فيما يختص بمفهوم العمل عند ماركس، حتى وهي تستدرك ذوبان الفواصل بين العمل والشغل في المجتمعات الإستهلاكية التي يقوم مجتمعها على فلسفة الأستهلاك السريع لكل المنتجات رغم غياب الحاجة الحقيقية لهذه المنتجات إلا إن الثقافة العامة والميديا قادرة على خلق الرغبات الجديدة تجاه منتجات ما كانت أصلاً محل نظر الإنسان السابق للإستهلاكي.والآن في هذا العصر أصبحت حياة الفرد تندغم في حياة الناس كلهم، وأصبح مطلوباً من الفرد ألا يعبأ، أن يتنكر لفرديته، لمعاناته وآلامه الفردية التي لا زال يكابدها، ويذعن إلى سلوك المغيّب والدايخ، حتى أن الحياة تصبح عقيمة بلا معنى، خاصة لمثلنا شعوب العالم التالت التى دعتها الظروف الضاغطة لهجرة أوطانها والإندغام في بيئات وثقافات جديدة ثم التورط في وظائف لا تتوفر أي رغبات حقيقية في أدائها والإستمرار في هذه الدائرة الإستهلاكية الخبيثة إلى ما شاءلله بإتساع دائرة المَعُولين عبر الإلتزام بتحويلات الشهرية تمتّن من عقد الإرتباط بالإغتراب في الغربة (غربة العمل وغربة الوطن). الإنسان الإستهلاكي يتحول لكائن منمذج على اللذة لأنها الدينامية التي تورطه في الإستهلاك أكثر فأكثر، لكن مع قلة الحوجة للأيدي العاملة مع دخول التقنية يتزايد حجم التهديد بأن يفقد العامل عمله ليدخل في دورة جديدة من النزاعات الداخلية المفزعة لا سيما إ، تواجد في بلاد لا توجد بها نقابات مهنية أو برامج ضمان إجتماعي توفر له بعض الحماية. تقول أرند أن ماركس يعرف الإنسان بأنه حيوان عامل (حسب فهمها هي للعمل) وفي نفس الوقت فإن هدف الثورة الإشتراكية هو تحرير الناس من شروط العمل أو من العمل كشرط إنساني، وهذا يتضمن تحرير الإنسان من ثقافة الإستهلاك والتي تحولت في العصور الحديثة إلي شرط الحياة نفسها. في الحقيقة إن ما عناه ماركس بالعمل في كتابه "رأس المال" لا يقصد العمل التقليدي الفطري الذي مارسه الإنسان الأول، لكنه العمل المرتبط بمجتمعات التحول الصناعي، ولا يفرق بين العمل والشغل لأنه يتحدث عن عنصر الخيال كعامل مهم جداً في العمل (والخيال عند أرند حليف الحرفة والشغل وليس العمل) وماركس لا يهتم بالمشترك في العمل عبر التاريخ بل بالخصائص المميزة للعمل في كل طور من أطوار التاريخ الذي أجمله ماركس في خمسة أطوار، ويوجه تركيزه بكثافة إلي العمل الجاثم في قاعدة النظام الإقتصادي الرأسمالي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
تواصل حنا أرند في إنتقادها لمفهوم العمل الماركسي وتشير إلى إلتباس الفهم الماركسي للعمل وهي تطرح مثال يساوي فيه ماركس بين إنتاج ملتون الأدبي لقصيدة الفردوس المفقود وإنتاج دودة القز للحرير. لكن مقارنة ماركس بين إنتاج ملتون وإنتاج دودة القز لم تتم بالنظر لطبيعة المنتج أو عملية إنتاجه، فماركس لم يقل مطلقاً أن قصيدة ملتون أتت مثلها مثل إنتاج الحرير بواسطة دودة القز كنتاج لعملية فيزيولوجية، لكن وجه المقارنة عند ماركس يأتي بالنظر إلى أن المنتَج في الحالتين يأتي كتعبير أو تلبية مباشرة ووقتية لطبيعة المنتِج. تضيف حنا أرند بأن ماركس قال أن الحيوانات تنتج فقط تحت ضغط الحاجة الفيزيائية الملحة بينما الإنسان ينتج مستقلاً عن الحاجة الفيزيائية، بل ينتج فقط عندما يتحرر من تلك الحاجة، ولكن النظر المتعمق للعبارة الماركسية يفهم أن ماركس يبرهن بذكاء أن كل أوجه النشاط الإنساني تجتمع في ثيمة واحدة هي الإنتاج وأن الإنتاج تحت وطأة الحاجة هو إنزلاق للإنسان من سمو إنسانيته الذي تسعى الماركسية في أطوارها العليا الوصول له إلي قاع حيوانيته الوضع لذي تفرضه عليه الظروف القهرية. فهمت حنا أرند وهي تنتقد السعي الرأسمالي لتوسيع الحاجات والإستهلاك الفردي (وبالتالي إستنزاف العمال في العمل لتلبية حاجات إستهلاكية مصطنعة وزائفة) أن التبرير الماركسي الوارد في رأس المال (المجلد الثالث) للتوسع في الإنتاج أنه حالة مشابهة لحالة خلق حاجات إستهلاكية هدفها الأساسي إكتناز الرأسمالي للمزيد من الأرباح الناتجة عن فوائض العمل، لكن ماركس لم يقل بأن هدف التوسع (الإضطراري) في العملية الإنتاجية إحداث توسع مقابل في الإستهلاك وإنما أبان بوضوح بأن كمية محددة من فائض العمل يحتاج لها المجتمع (أو الدولة في مرحلة ما) لحفظها كأمان ضد الطوارئ، وقد يكون هنالك توسع إضطراري في الإنتاج لمقابلة الحاجات المتنامية والإذدياد في أعداد السكان، نعم إن هدف التوسع في النظام الرأسمالي هو التراكم وأنه كما يرى ماركس إنه من ضمن شروط الإنتاج الرأسمالي فإن رأس المالي والتوسع الذاتي له يبدو كنقطة الإنطلاق والخاتمة معاً، أي ان الهدف والدافع من الإنتاج هو مضاعفة الرأسمال وليس التوسع الكمي والكيفي في حياة المنتجين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الأخ السناري ارجو المعذرة لتغيير عنوان البوست الذي كان يجب ان يتم قبل حوالي اسبوع لأن محتواه تحول في معظمه بحيث لا نحتاج بذلك لافتراع بوست جديد. كما أن ذلك يلفت نظر القاريء المتسرّع بأن هناك تحديث من حيث التناول مما يعطي مزيدا من الإنعاش و الإقبال. و هكذا أفعل في معظم بوستاتي. اما فيما يتعلق بالمعلومات و المقارنات الدسمة التي تأتي بها بين ماركس و حنة مفيدة جدا خاصة لمن لديه إهتمام بالشأن الثقافي مثلي (و إن كانت معرفتي بكتابات ماركس و حنة ارند ليست عميقة بما تجعلني أشارك بالاختلاف أو الاتفاق) و لكني أتابع بتركيز. من خلال متابعاتي لاحظت أن حنة تعمقت في معنى (العمل) و تصنيفه إلى حد بعيد و بغير قليل من الذكاء. إلا أن كتابات ماركس تبدو متماسكة أكثر خاصة فيما يتعلق بالجانب المتعلق بإغتراب العامل أو المنتج عن إنتاجه و هو إحساس نعايشه بشكل يومي في الغرببة و نلاحظه كثيرا حتى بلادنا خاصة في المهن التي تتطلب مجهودا بدنيا و فيه مشقة و إجهاد. و هنا تأتي ملاحظات حنة الذكية في التفرقة بين العمل و الأثر. لكن يظل السؤال هنا قائماً إلى أي مدى يكون التفريق بين نوعية العمل مفيداً من الناحية العملية؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بوست تعريفي ، تثقيفي ، راقي جدا ، مفيد جدا . ولا مجال فيه للهرطقة التي ضربت المنبر في الفترة الأخيرة شكرا للأح محمد مبندر البوست شكرا للأخ سناري الذي اسهم وزاد .. سنتابع ، وهذه المداخلة لنقول لكم نحن نتابعكم ونقرأكم ، بل ونعيد قراءتكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: ودقاسم)
|
الأخ ود قاسم شكرا على الكلمات المشجعة و المجاملة الكريمة مثل هذه الكلمات هي الوقود الذي يجعلنا نستمر في الكتابة. خاصة إنه مثل هذا البوست زي القطر الما فيه ركاب. بعد مدة يركب زول.
Quote: بوست تعريفي ، تثقيفي ، راقي جدا ، مفيد جدا . ولا مجال فيه للهرطقة التي ضربت المنبر في الفترة الأخيرة شكرا للأح محمد مبندر البوست شكرا للأخ سناري الذي اسهم وزاد .. سنتابع ، وهذه المداخلة لنقول لكم نحن نتابعكم ونقرأكم ، بل ونعيد قراءتكم |
لك التجلة و الإحترام يا صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
ساحاول فيما يلي من ايام تناول كتاب حنة ارندت بشكل من العمومية الشارحة و أرجو أن يكون ذلك مكملاً لشرح الأخ السناري الضافي العميق و ان لا يتعارض مع يقوم به من تحليل معمق. فيما يتعلق بكتاب حنة ارند الموسوم (الوضع البشري) لابد من الإشارة إلى إن الظروف التي واجهتها حنة ارندت في طفولتها و شبابها بل و حتى في سنوات نضجها من الناحية الإنسانية و السياسية و المهنية شكّلت لديها وعياً راسخاً و اتجاها واعيا لضرورة البحث في الشروط التي تحكم وجود الإنسان باعتباره كائن يتوق للسعادة و الحرية و لكن تقف أمام تطلعاته و أشواقه العديد من العوائق بعضها من صنع الإنسان و بعضها بحكم فهمه للحياة و بحكم طبيعته البشرية كإنسان. لم تحصر حنة فكرها نحو مأساتها الشخصية أو بالأحرى لم تشكّل معاناتها و مآسيها السابقة نقطة تتوقف عندها الحياة بل نقطة إنطلاق للبحث في الظروف و الأوضاع التي تتحقق فيها الظروف التي عانت منها هي شخصياً. بعبارة أخرى وجدت حنة نفسها مهمومة بوضع الإنسان و بمصيره و بخياراته أمام مصيره و بمدى و إمكانية تعديل مصيره. بمعنى آخر: كيف يتخلص الإنسان من القيود التي تكبّل سيره نحو تحقيق سعادته في الأرض. خاصة تلك القيود التي يصنعها الإنسان و تصنعها إلى حد ما الظروف. و جاء اختيار عنوان كتابها(الوضع البشري) لربما تماهيا مقصوداً مع رواية الروائي الفرنسي أندريه مالرو. تلك الرواية تتحدث عن معاناة يواجهها مجموعة من الأشخاص إبان التطبيق الإشتراكي في الصين حيث تتحدث الرواية عن إمكانية مواجهة الإنسان لقدره و التغلب عليه من خلال ميله للصمود أمام القدر. و الفكرة الأساسية قد طرحت في العديد من الازمان عن قدرية الإنسان و مصيره المحتوم المقرر سلفاً في مقابل إمكانية تغيير هذا المصير. و الفكرة تراوحت في تناولها بين رجال الدين و الفلاسفة و الروائيين و وجدت كثير من الإهتمام لدى أتباع كل الأديان تقريباً. فالوضع البشري لدى حنة يقابل (الطبيعة البشرية) التي وردت كثيراً لدى المفكرين و رجالات الدين المسيحي . و لكن أرتأت حنة أن الحديث عن (الطبيعة البشرية) عبارة عن منحى ديني بحت يشيء الحديث عنه بمعاني و إشارات تتسم بالقبول و الثبات غير القابل للتغيير. اما حديثها عن (الوضع البشري) فسيكون من منظور تأملي فلسفي يفتح الآفاق اللامحدودة عن وضع الإنسان و عن شروط وجوده و سعادته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
إن ماركس يصف العمل في رأس المال بأنه حقيقة أكثر من مجرد وسيلة أساسية من وسائل حفظ وإستمرارية الأنواع، فالحيوانات على سبيل المثال تعيش وتتكاثر دون أن تعمل(بالمعنى المتعارف عليه للعمل، أي الطريقة التي ينتج بها البشر وسائل بقائهم إبتداءً بالمأكل والمشرب ). ينبه ماركس إلي أننا يجب ألا نقصر العمل على كونه وسيلة إعادة إنتاج الوجود المادي للإنسان، فعلى النقيض من ذلك يعتبر العمل صيغة محددة للحياة الخاصة بالبشر إذ أنه عند ماركس وسيلة الإنسان الرئيسية للمعرفة والنماء. يتضح هنا الأثر الكبير الذي خلده هيجل في ماركس، فهيجل يعالج العمل في سفره الخالد ظاهرية الروح وينظر هيجل للإنسان على أنه ناتج عمله، فالإنسان في سعيه لصياغة وتشكيل عالم الأشياء والطبيعة بفنه وخياله في فورمات يصنع منها وسائل تيسر حياته (إبتداء من الكرسي والسرير والطاولة) محفزاً بضرورات وجوده، وهكذا ينمو الإنسان معرفياً فيكتشف القوانين المستقلة عنه والتي تحكم العالم، وفي نفس الوقت يستدعي أثناء عملية الإستيعاب والتحويل للعالم قدراته الذاتية كبشر فيخترع أشكال جديدة من الأشياء لم تكن موجودة من قبل في الطبيعة، مؤكداً تميزه عليى الحيوان وقدراته المبدعة التي تتطور إلى صيغ أعلى مثل الإحساس بالموسيقى. يكتشف الإنسان كذلك ذاته كجزء من العالم لكنها مستقلة عن الطبيعة وإمتلاكها لقدرات خاصة تمكنها من الإبداع في كافة أنشطة وضروب الحياة وإنتاج أشكال معقدة من الأدوات كدليل على وظيفة العمل في تنمية وتطوير البشر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
Quote: ثيمتا الفعل الأساسيتان وهما الحرية والتعدد مثلتا عند أرند المدخل للتنظير السياسي، ولو أنها لم تبلغ في تنظيرها السياسي شأو هابرماس عندما أسس نظريته السياسية على فكرة الفعل التواصلي |
قرقرقرقر!
كالعادة، كما الببغاوات ذنوجة الجلابة، شغل قشر او شو، وبحكم مركب النقص تجاه معبودم الخواجة، برددو في كلام لامعني له، ولاصلة له، بي مرجعية الفرد السوداني،
وكنتيجة مجندي لواء مكدونالد الجديد للاسف من يسار الجلابة، فضل عمرو ده كلو ينقز برا الحلقة، يسمع في ايات، سور، واحاديث الاستلاب!
هم فاهمين، او معاهم حق، كده بكون الواحد فيهم ضمن بطاقة العضوية في نادي المثقفاتية، اللي مسؤولين من الدمار الحاصل في بلدم، ولشعبهم، باشبوذغة الاحتلال الثنائي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الأخ بشاشا تحية طيبة
نحن عايزين نستفيد من وجودنا في المنبر و كمان عايزين نستفيد منك و من قناعاتك و ثوابتك التي تشكّل وعيك . فقط نطلب منك ان تجعلنا نستفيد منك من خلال الحوار و طرح وجهات النظر التي تحترم الرأي الآخر. و أن تطرح رايك بحيث نستفيد منه و احتمال تجد من يقتنع بآرائك و تكون أنت بذلك قد حققت اهدافك...و يكون الجميع قد كوّن قناعاته بهدوء و باقتناع. واقول لك بصدق: لن يتخلى احد عن قناعاته بسهولة حتى لو اكتشف خطله إذا وجد من يستهزيء بافكاره أو وجهات نظره . ففي هذه الحالة سيظل يدافع عما يؤمن به حتى لو نكاية أو معاندة او على الاقل حفظاً لماء الوجه. لذا استحلفك بالله لا تحشر الناس في زاوية ضيقة. و لك من الود و الإحترام ما تشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
Quote: نحن عايزين نستفيد من وجودنا في المنبر و كمان عايزين نستفيد منك و من قناعاتك و ثوابتك التي تشكّل وعيك . فقط نطلب منك ان تجعلنا نستفيد منك من خلال الحوار و طرح وجهات النظر التي تحترم الرأي الآخر. و أن تطرح رايك بحيث نستفيد منه و احتمال تجد من يقتنع بآرائك و تكون أنت بذلك قد حققت اهدافك...و يكون الجميع قد كوّن قناعاته بهدوء و باقتناع. واقول لك بصدق: لن يتخلى احد عن قناعاته بسهولة حتى لو اكتشف خطله إذا وجد من يستهزيء بافكاره أو وجهات نظره . ففي هذه الحالة سيظل يدافع عما يؤمن به حتى لو نكاية أو معاندة او على الاقل حفظاً لماء الوجه. لذا استحلفك بالله لا تحشر الناس في زاوية ضيقة. و لك من الود و الإحترام ما تشاء
|
تسلم يا أخ محمد وأعتذر لك مسبقاً لو حرفنا وجهة البوست ومن نفسي لو يريحك ممكن أفتح بوست جديد أدعو فيه الأخ بشاشا للتحاور حول أفكاره. فالرجل رغم عنفه اللفظي المرير إلا أنه ينطلق من مسلمات نحترمها ونسعد بحواره فيها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Bashasha)
|
شكراً بشاشا على تقبلك فكرة الحوار الهادي ودعه ينطلق على أية ثيمة تفضل وفي أي وقت فنحن في الغالب نمتلك حق البداية ولا نستطيع تخيل كيف تسير مجرياته أو إيان مرساها أنا متنازل من جانبي لك في إختيار ضربة البداية موضوعها وزمنها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: عبد الصمد محمد)
|
من النقاط التي يقاربها الإثنان ماركس وإرند من زوايا مختلفة مسألة تقسيم العمل. فماركس يرى فيه الأساس الذي قامت عليه الأشكال المختلفة للإنتاج عبر معظم تعرجات التاريخ البشري (لا سيما تاريخ المدنيات) وأن هذا التقسيم قد وقف في طريق نمو الإنسان معرفياً ومهارياً الأمر الذي هو من وظائف العمل. فحتى نهاية العصور الوسطى كان تقسيم العمل من ناحية يتم في إطارين فيعتمد من ناحية على تقسيم أساسي لأنواع الإنتاج (زراعة، صناعات بسيطة، ألخ) ومن ناحية أخرى تقسيم التقسيم الأساسي إلي فروع تشمل مختلف الحرف. كان ماركس يرى في هذه التقسيمات تعطيل ولو جزئي للعقل والجسد، وذلك عندما يصبح العقل والجسد محددان بنوع واحد من النشاط. لكن على أقله في هذه الفترة كان الناس لا يزالون يمتلكون أدوات إنتاجهم، وكانوا لذلك يتحكمون في إنتاجهم من ناحية طريقة الإنتاج والديزاين، أضف إلي ذلك أنهم كانوا ينتجون كأعضاء حقيقيين في مجتمعاتهم. أما مع ظهور الرأسمالية فقد تغيرت الصورة، فقد جردت غالبية أفراد المجتمع من أي ملكية معتبرة لأدوات إنتاجهم، وأصبحوا لا يملكون أي عصمة إجتماعية تمكنهم من البقاء كقوة عمل حرة في سوق العمل. مدّت المرحلة الأولي في تاريخ التحول الرأسمالي (قبل الثورة الصناعية) في تقسيم العمل وقدمت نمطاً فيه تجميع لعدد من العمال في مؤسسة واحدة ينجز كلٌ منهم مرحلة واحدة من مراحل العملية الإنتاجية، ويكتمل المنتج النهائي بعدما يمر بالتتابع على كل الأيادي. ثم أتت الثورة الصناعية بتغييراتها الراديكالية في العملية الإنتاجية، ذلك أن العامل بدأ ينفصل إنفصالاً تاماً عما ينتجه، فالمنتج يتم تحديده وإدارته وتوزيعه بواسطة مالك المصنع (أو مالك أدوات الإنتاج) هذا هو مفهوم إغتراب العامل عن عمله في الفهم الماركسي لأن ما يعمله العامل يتم كل ما فيه خارج العامل ما عدا القوة العضلية التي تنجز العمل. يقابل الفهم الماركسي لإغتراب العامل الفهم الأرندي لإغتراب العامل والمتمثل في إغترابه عن عالم الأشياء التي ينتجها بمهارته وقراره وإنحساره إلي آلة عضلية منفعلة لا فاعلة وإستهلاكية لأقصى حد. ألم أقل لكم ليس هنالك فرق كبير بين مفهوم الإغتراب عند كلاهما رغم ما تدعيه أرند عن ذاتية ولا مادية ماركس بالنظر لمفهومه عن الإغتراب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
إن علاقات الإنتاج الرأسمالية لا تطوّر طاقات وقدرات العامل لأنها مفروضة عليه من خارجه دون أي إعتبار لفردانيته وحريته، وبيئة العمل الجديدة فيها تكريس للعزل عن مجتمعه الطبيعي بإعتباره كائن إجتماعي تشكل العلاقات الإجتماعية الطبيعية معاني عظيمة في وجوده، لكن يتم إرغامه ضمن هذا النظام على الإنضمام إلى بيئة عمل جديدة مع أعضاء جدد من نوعه الإنساني الرابط بينهم هو ان كلا منهم يسعى لتغطية حاجاته المعيشية. العلاقة بين هؤلاء الناس وعملهم تصبح خارجية وبالكامل منفعية. عندها تبدأ الصلابة الحقيقية للفرد في التضعضع حتى يختزل الى مجرد مصدر لقوة العمل (عضلات) تعمل لمصلحة صاحب العمل (رأسمالي). هكذا تتبدل حياة العمال من حياة منتجة بالمعنى الإنساني الحقيقي إلى أن تصبح الحياة وسيلة للحياة، عوضاً عن كونها جوهر وغاية في حد ذاتها. هكذا يتم عزل الإنسان عن طبيعته الخاصة به كبشر وبالتالي عن ذاته ونفسه. إن النظر للعمال باعتبارهم فقط وسائل لغاية الرأسمالي التي هي الربح، دون أن يكونوا غاية في حد ذاتهم تتناقض أيضاً مع الأخلاق الأرندية المستندة على كانط، والذي يحفز على النظر إلى أي انسان كغاية وليس كوسيلة (نقد العقل العملي) أما ماركس فيعتبر ذلك مادة إغتراب الانسان عن نوعه الانساني، وبالتالي يدعو ماركس إلى تحريض العمال على التحرر من معاني القهر والاغتراب بتحرير الانسان من العمل الذي يتم تحديده فقط بضرورة خارجية، العمل غير المخصص لذلك الفرد ولا ينتج أشياءه بل المكرس لانتاج ما هو عام لحاجة الناس كلهم، أي المستهلكات التي يجب أن تُسوّق لهم إحتاجوا لها إحتياجاً فعلياً أو أصطنعت الرغبة داخلهم لإغتنائها. لذلك فإن مجال العمل الانساني الحر يقع خارج دائرة الانتاج المادي العام الذي تورط الضرورة من يعمل فيه، ويقع داخل دائرة الانسان الحر حيث لا يوجد موقع لعمل غير الذي تنشئه الاحتياجات الخاصة بنمو الفرد. في عالم هذه الحرية تجد عملية نمو المقدرات الانسانية وزنها ووسعها. والعمل اذا ما استخدمنا العبارة التي منها انطلقنا هو الغرض الاساسي للحياة، لكن في هذه الظروف، ظروف الانتاج العام (الضرورة) يعمل الانسان حتى ينعدم الفرق بين وقت العمل ووقت الراحة ولا يعود الإنسان ذلك الكائن الإجتماعي وعالم الأشياء لا يعود عالم القدرات الأساسية والمتنامية له، فتتحول كل الأشياء لعناصر تشيئته هو ذاته ضمن إنتاج هدفه النهائي ليس الإنسان بل الثروة. يستمر الإنتاج في التضاعف ليس من أجل الناس، لكن لأجل الإنتاج ذات نفسه (ماركس أيضاً يقارن بالإغاريق القدماء حيث ومفهوم الحالة الراهنة عندهم ، وكيف لم تكن الثروة أبداً الهدف الأساسي من الإنتاج بل الهدف النهائي كان الإنسان وما يحسّن من حياته). إن إستمرار الصيغة الرأسمالية للإنتاج تفترض الإستمرارية غير المنقطعة لدائرة الإنتاج -الإستهلاك- الإنتاج لأن الإهتمام الأساسي للرأسمالي لا يركز على مزايا الإستعمال، لكن في مزايا التبادل (سلعة-كاش)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سأتوقف هنا بعد أن بيّنت بعض ملامح النقد الحنّاوي لفلسفة العمل في الماركسية وكيف أنه لم يحالفها التوفيق في ذلك النقد. سأبدا بكتابة مداخلات تتسم بالقصر عن نقد حنا للتجربة الإشتراكية في عهد ستالين والتي توفقت إلى حد كبير في تبيان مسالبها. حنا حقيقةً عانت تجربة شخصية مرعبة مع النظام النازي في بلدها كيهودية وألهمتها تلك التجربة القاسية للتفكير في أصل هذه الأصولية المقيتة. أضافت أرند الدولة الإشتراكية الستالينية للنازية كمثالين للظاهرة الشمولية التي ميزت العصر الحديث. في تعريفها للشمولية وكيف أنها ظاهرة جديدة للطغيان السياسي تختلف عن كل ظواهره السابقة مشيرة إلي ما تعّرف به هذه الدولة نفسها إذ تدعي أنها تمثل إستجابة لا لبس فيها لقوانين الطبيعة كما في النازية (حيث الكبيعة البشرية هي حالة من الصراع بين الأعراق) أو لقوانين التاريخ كما في الستالينية (حيث التاريخ هو تاريخ الصراع بين الطبقات) وبالتالي يجذر النظامان الشموليان شرعيتهما بفلسفة جديدة وغير مسبوقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
إنتهيت في المداخلة السابقة إلي أن النظامان الشموليان النازي والستاليني الإشتراكي يجذران شرعيتهما عبر فلسفة جديدة وغير مسبوقة تطرحمها كإستجابة لقوانين الطبيعة والتاريخ حتى وإن تعارض وجودهما وممارساتهما مع القوانين الإنسانية. ليس غريباً إدعاء النظام أنه يمثل إستجابة لقوانين الطبيعة أو التاريخ ولكن الجديد هنا هو هذا الفهم المطروح لهذه القوانين على أنها قوانين علمية خارج حدود سيطرة البشر الذي لا يملك إلا الإمتثال لها، وهي ليست معنية بقائد فرد يقود ثورة أو إنقلاب دكتاتوري إنما بمصالح كتل جماهيرية يحمل همومها ومصيرها عبر تناقضات المصالح وتبادلات الأدوار بين فئات إجتماعية تتصارع على السلطة في الأرض، والجماهير هي يد التاريخ التي تنفذ مشيئته المعنية بتقنين علاقات القوة في المجتمع (البقاء للأقوى). لكن أرند تستأنف على هذه الأنظمة عجزها عن ترجمة نظريتها السياسية عبر إلتزام قياداتها بمعاييرها النظرية حين الحكم وحين إنتصار الثورات حيث تتلاشى عندها الحدود الفاصلة بين الثورة والقمع الفاشي، بين إرادة ومصلحة الجماعة من إرادة ومصلحة الفرد، أي أن النظامين لم يكن لأرادة الجماهير سلطة على إرادة الفرد القائد ولا إمكانية لمحاسبته حتى ولو تجنى على الأفكار التأسيسية نفسها والتي تقول أن قوانين الطبيعة أو التاريخ إذا ما تم تنزيلها في حياة الناس بشكل سليم فإنها ستعامل الإنسان على إنه غاية النظام ومصلحته هي أكبر هموم النظام عوضاً عن أن القائد هو غاية النظام وما الناس إلا وسيلته التي تمكنه من إدراك تلك الغاية. هذه الآيدلوجيات تدعي تحويل البشرإلي عناصر نشطة في تحمل، تحقق وتحمي القانون التاريخي الذي بتحقيقه عصر جديد من عصور الإنسانية يبدأ في البزوغ. إن مع سطوة هذه التيارات لا تتحول إلي مطيعة أو عاصية لقوانين حقوق الإنسان لأنها تعيد تعريف هذه القوانين وفق مفاهيمها حيث يصبح الإنسان تجسيداً لهذه القوانين وليس منفصلاً عنها والقانون يصبح هو قانون الحركة التاريخية المتقدمة للأمام في مسار خطي بإتجاه غايات التاريخ العظمي. فلم يعد النظر للتاريخ بحسبانه حالة تجمُّد للسلطة في راهنيتها المحكومة بقيم ومعتقدات إجتماعية مفارقة فكل شيء في الكون في حالة حركة للأمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
الأخ سناري معليش تركناك مثل السيف وحدك و انت تواصل كشف ما غاب عننا من آراء حنة الفلسفية. بالامس كنت قد حضّرت جزء مقدّر من بعض آراء حنة ارند حول الستالينية و كنت انوي انشره منذ امس. لكن شغلتني شواغل من شواغل الحياة. بالإضافة لإنشغالي بعدة مداخلات و موضوعات في المنبر. و كما تعرف فذلك يعمل على تشتيت الجهود و بيقلل التركيز و يبدّد الوقت اللي هو أصلاً مُبَدّد. فإن شاء الله غدا أو بعد غد سوف انشر ما تحصلت عليه. و لك ما تستحق من التجلة و الإحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
تضيف أرند أن هذه الأنظمة الشمولية تبدو في أول لحظاتها في السلطة ذات هيبة وقائدها يسلك سلوكاً يشبه سلوك الطاغية لا سيما وهو يبدأ بإلغاء كل القوانين لكن ما يفرقه من الطاغية إنه لا يفعل ذلك من تلغاء نفسه ولا لأجل تمكين شخصه أو أسرته (رغم أنّه في مثالي كوبا وكوريا الشمالية إنتهت أنظمة يسارية لتوريث الأخ والإبن السلطة) وأنه لا يتخبط بين الخيارات والأشخاص في حالة من فوضوية الرؤى كما يحدث مع الطغاة لكنه يمتلك شبكات تنظيمية جاهزة للعمل وتمتلك درجة كبير من الرؤية المتفق عليها فيما يجب أن يحصل، حتى أن تعدديتهم تذوب في وحدة الأيدلوجية أي في الكتلة المنسجمة. هذه الأنظمة تسعى لأستصدار لوائح مكثفة لتنظم سلوك الناس والحد من الحريات الفردية أو مساحات الحركة بين الناس التي حتماً ستعوق حركة التاريخ وبالتالي فإن قمع الحرية الفردية هدفه تحرير قوى الطبيعة والتاريخ لتعمل كما ينبغي لها بدون تدخل وتعويق الناس لها( وهده فكرة موازية للفكرة الرأسمالية التي تدعو لحرية السوق بحجب كل القوانين واللوائح التي تعوق حركة السوق لكن هنا الفضاء مختلف فضاء سياسي) من تقاليد الشمولية قسر كل الناس على تبني وعي مشترك، وعي الحزب، لأن في حرية الأفكار والمواقف تعويق حقيقي لحركة التاريخ، ورغم أنها لا تطرح مباديء توجه السلوك الفردي، حتى الخوف فبالرغم من إنتشاره إلا أنه لا يشكل محفزاً مفيداً للسلوك والأفعال لآنك لا تدري ماذا سيطلب منك أو يفعل بك وما إذا ستصبح ضحية أو يطلب منك تنفيذ عمل لا ترغب في تنفيذه لأنههم يختارون ضحاياهم وفق معايير ربما لا يتوقعها الضحية وتخمينات ربما لا تكن موضوعية وتتغير التهديدات مع تغير التفسيرات للقوانين التاريخية لدرجة أن يتحول لضحية من كان بالأمس في موقع التنكيل بالضحايا أو أي موقع مرموق في السلطة. أرند لا تعتقد أن الآيدلوجية هي السبب في الشمولية أو أنها مضرة، لكنها تقول أنها تصبح جد مدمرة عندما يصعد على عجلة قيادتها شخص مندفع أو أحمق يضخ كل إنفعالاته داخلها مثل هتلر وستالين الذين وجدا ضالتهما في آيدلوجيات خاصة دفعوها إلي أقصى إمكانية شمولية قادرة على إنجازها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
طالما كنا نتناول إسهامات حنة ارند في الجانب الفلسفي السياسي أو السياسي الفلسفي فلابد إذن من أن نكشف بعض مساهماتها الفكرية في الجانب المتعلق بالشمولية أو التوتاليتارية . فقد جاء تناول حنة لتناول ظاهرة شمولية منطلقة ومتأثرة بماضيها الذي كانت له آثاره النفسية و الشعورية كما كانت له آثاره الفكرية عليها و لحسن الحظ و لسمو النفس و الجانب الغنساني في شخصية ارندت هو بروز و تغلّب الجانب الأخلاقي و الإنساني على منحاها الفكري و مبادئها السياسية و الأخلاقية و و الإنساني. و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط الدولة النازية والفاشية ألفت كتابها(أسس التوتاليتارية أو في عام 1951 حيث وصفت بدقة ملامح النازية الألمانية باعتبارها تمثل النموذج الذي يمثل الدولة الشمولية في تمثلاتها الواقعية و في تطبيقاتها العملية و ممارساتها بكل ابعادها على الدولة و على الإنسان و على العالم و الإنسانية.. و إن كان الكتاب يمثل رؤية و التزام شخصي فجاء في ثناياه وصف و تصوير لظاهرة الشمولية في النظام النازي إلا أن بعض النقاد يرى أنه بالرغم من تميز حنة في ذلك الكتاب في وصف و تدقيق في ملامح التوتاليتارية في أكثر نماذجها تحقّقاً إلا أن الجانب المنهجية لدى حنة في ذلك لم يكن بنفس الدرجة من العمق كما في تجلّى في قدرتها على رسم الملامح و كشف الابعاد و وصف خصائص الشمولية متجسدة في الدولة النازية.التي تضحي بكرامة الإنسان (الفرد) مستغلة في إرساء شموليتها الايديولوجيا و أجهزة الإعلام و آلة العنف.لغرساء دولة قوامها الكتلة الجماهيرية في تشكلها و إندفاعها الغوغائي و المستندة إلى آلة العنف لتقيم نظام ذو توجه صمدي احادي الفكرة. و ترى حنة ارند أن الشمولية كانت قد نشأت في التاريخ الأوروبي كفلسفة بنائية، تتكون من مصادر متعددة ذات أبعاد فكرية وسياسية واجتماعية وتداخلت عناصر متناثرة غير متسقة لتأخذ شكلها النهائي. و النظام الشيوعي و النازي يعتبران بانهما يقدمان نموذج سياسي ذي رؤية شمولية في الدولة الحديثة سلطته و اداته و منهجه بل و حتى أهدافهه و التحكم بالدولة والفرد والمجتمع والروح والجسد. و كما في النموذجين للدولة التوتاليتارية النازية و الشيوعية ( بالرغم من وجود الإختلاف بينهما) تغيب الرؤية الفلسفية المتسقة و المنطقية بشكل واضح و لكن قد يكون هناك توظيف توظيف لبعض الأفكار ذات الطابع الفلسفي المأخوذة كشذرات من فلسفة هيغل أو نيتشه أو غيرهما. و ترى حنة ارندت في كتابها (أسس التوتاليتارية) أن الدولتين النازية والفاشية والستالينية قامتا على انقاض ما تبقى من انهيار معظم ما كان يستند عليه الإنسان من منظومة فلسفية و فكرية و تقاليد سياسية واجتماعية التقليدية بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى. يرى بعض المفكرين و النقاد أن القيمة الأساسية لكتاب حنة (أصول التوتاليتارية) هو في قدرتها على رصد وتحليل مختلف مظاهر التوتاليتارية وأساليبها في تنظيم القمع و (نزع إنسانية الإنسان). و قد أثر انتماء حنة الديني السابق كيهودية و ما قاسته على بعض الجوانب التي اتسم بها الكتاب فكان التركيز أكثر ما كان في الكتاب على تعرية التوتاليتارية في أسلوب تغلب عليه تأثير النزعة النقدية و الوجدانية مع ضعف الجانب المتعلق بالتنظير الفلسفي.إلا أن ذلك لا يقلل من قيمته في إبراز و كشف و تصوير أسس و نوازع التوتاليتارية و إبراز سؤاتها في الجوانب الأخلاقية و الإنسانية. ملحوظة: هذا الكتاب يستلزم منا كعرب و مسلمين أن نطلع و بعمق على كتاب عبدالرحمن الكواكبي الموسوم (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) و هو السابق لحنة من الناحية الكرونولوجية الزمنية. و ذلك لكي نقارن بينهما و لنكشف ما لدى كل منهما من رؤية و تفرد و لكي نعرف أيهما تفرد و في أي جانب و ايهما تخلّف و في أي جانب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
تتخوف أرند من الأحزاب السياسية المؤسسة على أيدلوجية ما، وذلك لأن الأيدلوجية ، ومع الدور الإيجابي لها في إثراء الفكر الإنساني، إلا أنها تكون قابلة دوماً للإستغلال السياسي، ذلك عندما تعتنقها أحزاب وتصل عبر شعاراتها الزاهية إلي السلطة، فتظل مصرة على التسمي بتلك الآيدلوجية وإخلاصها لها لتبقى تتمتع بحق الإحتماء بشرعية الآيدلوجية التي لم يعد يربط السلطة بها إلا ما هو أوهي من خيوط العنكبوت ( ولعلنا كمثال نشاهد في السعودية أو-إرهاصات نواذر شؤم التملص من الشعار الآيدولوجي التي تحلق الآن الفضاء السياسي التركي- أو محلّياً عندنا في السودان نماذج لهذه الحالة، فعندنا كانت شعارات الإسلاميين الأساسية هي أن الإسلام هو الحل وأن خير من إستأجرت القوي الأمين، وعندما وصلوا إلي السلطة أمعن البشير في طمأنة الناس بأن نظام جديد يتأسس على قيم السماء يعد الله أهل السودان به، ولتأكيد ذلك فإنه لأول مرة في تاريخ البلاد سيطلب من كل المسئولين أن يبرئوا ذممهم بإحصاء وتسجيل كل ما يملكون من حطام الدنيا قبل تولي الحكم، وبالفعل فعلوا، ثم على أجنحة الطهارة طار شباب ممتلئ بالحياة وأحلام دولة الإسلام التي ستملأ الأرض عدلاً بعد أن ملأها من سبقهم جوراً وفساداً إلي ساحات القتال، فسير طلاب الثانويات والجامعات متحركات من شاكلة صيف العبور والميل 40، واهبين أرواح الألوف منهم في سبيل الآيدلوجية، ولكن بعدها بقليل جداً تتضخم المصالح فتمتلئ الصحف المقرّبة والسريّة بعفن الفساد على أعلى المستويات-صراع إبراهيم أحمد عمرمع أرملة ابنه حول ال200 مليون دولار- وتمتلئ سجون الأمن بشباب غالبهم طلاب جامعات يسومونهم سؤ العذاب وشراء الذمم والقتل- وإستعار النزاعات في كل هوامش البلاد ليعاني أطفال ونساء غرب السودان أقسى صنوف المعاناة في معسكرات اللجوء والنزوح المر) والخلاصة أن أي آيدلوجية تمثل أرض خصبة لبذر الشمولية إن أدار دفتها قائد طموح، إنفعالي ونرجسي تساعده في ذلك شبكة التنظيم المؤمنة بأنها ليست أكثر من أدوات لتنزيل قوانين الطبيعة، التاريخ، أو إرادة الله على الأرض. هنا تصبح هذه الجماعة خطرة جداً على وجود ومستقبل شعوبها. نرجع لنقول أن ترى أرند أن هنالك ثلاث خصائص للشمولية تظل كامنة في كل آيدلوجية وهي أولاً ميلها لوصف ليس الحاضر فقط بل حتى علمها ووصفها لما سيكون عليه المستقبل مثلما مع وصفها لأطوار التاريخ الذي مضى منها والذي سيأتي وبالتالي يصبح تركيز الأيدلوجية على إيجاه السير الذي يجب بالحسنة أو بالرجالة أن يكون وبالتالي تصيغ المجتمع على الشكل الذي سيكون عليه وليس الكائن فيه. الخصيصة الثانية هي لا تبني على أي إنجازات سبقتها، قانونية، دستورية، إدارية، تعليمية، إقتصادية أو ثقافية فهي مستقلة عملياً عن كل ذلك، لا تأمن عليه أو تتعلم منه لأن كل ذلك من شأن الماضي المقبور والذي تجاوزته حركة التاريخ إلي حاضر من شأنه أن يصبح بعد قليل أيضاً ماضٍ مقبور فحركة التاريخ لا تنظر للوراء فقط تمضي للأمام (الرجعية وحدها من ينظر للوراء ويعتز بالماضي) هكذا يكون التفكير الآيدلوجي تحرريّاً متخطياً الحقيقة المادية إلى حقيقة تختفي وراء الحسي رغم ماديته وحسيته بمعنى أنه يؤمن نفسه من قابلية الدحض البوبرية وكل حالة خفقان لها تفسيرها مثل لماذا عجزت الرأسمالية من أن تتكربل إقتصادياً بفيضاناتها الإقتصادية والبطالة الناتجة عن ذلك ثم الثورة العمالية، لأن الرأسمالية فتحت طريقها إلي أسواق جديدة وهذه الحالة من القدرة على إختلاق الأعذار للإخفاقات هي نفسها ما تخرج النظرية العلمية من مشروعية الصفة العلمية لأنها تفسر كل واقعة مادية بما يتماشى وحتمية حركة التاريخ. الخصيصة الثالثة هي أنها ترتب الحقائق بأسلوب منطقي مطلق يبدأ بفرضية مقبولة وبدهية، ليستنبط منها كل شيء، بمعنى أنها تبدأ متماسكة تماسك غير واقعي وغير حقيقي لأنها تفكر في عملية حركة معلوم بدايتها لكن ذلك لا يوفر ضمان للتيقن من نهايتها ما دامت لم تنتهي بعد وتفسر كل التعثرات في الطريق بأنها مجرد مطابات لا تغير المسار أو تلغي الرحلة، لذا هي رحلة بالمنطق في التاريخ فضلاً عن أنها رحلة عملية ومادية في الحياة. هكذا تقطع الشمولية علاقتها بالفكر إلى التعلق بالمنطق المستخلص من الفكرة الأساس، أي القوة التي تدور كل مواضعاتها في فضاء المنطق، وليس في الواقع وفي كتل الجماهير المعنية بهذا الواقع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حنّا ارِند: و محاكمة آيخمان (Re: Sinnary)
|
بالفخر كله نغلق هذه الصفحات التي تضمنت إلقاء الضوء على تاريخ و فكر إنسانة و مفكرة و فيلسوفة استطاعت بإنسانيتها و سمو أخلاقها أن تتعالى على جراحاتها الشخصية و هي جراحات ليست بالهينة و لا بالسهلة و لكنها جراحات تكاد تماثل القتل تحت التعذيب.. ... جراحات تضمن الفصل و السجن و التشريد و اللجوء و التعذيب النفسي و البدني.تعالت على كل تلك الجراحات لتنظر نظرة كلية شان الفلاسفة لتنظر في أصل الشر في الإنسان و انشغلت لبقية حياتها بسعادة الإنسان و تجنبيه ويلات و مآسي الشمولية. و أود أن أشكر شكر خاص الأخ و الاستاذ الدكتور سناري الذي كانت لمساهماته في التعريف بحنة ارندت القِدْح المعلّى في هذا الشأن .فله الشكر و التقدير لتعاونه و لرفده بالبوست بمعظم المعلومات التي فاض بها البوست. و ارحب به على الدوام في كل الموضوعات الفكرية وأشيد بتعاونه و سمو روحه و خلقه.. .. و أتمنى أن ألتقي به في بوستات ثقافية و فكرية و فلسفية أخرى. ستنطوي هذه الصفحة و عشمي أن تكون قد ادينا فيها بعض من ضريبة و امانة كُّلفنا بها . و لا يسعني إلا أن أزجي الشكر و التقدير لكل المساهمين و المتداخلين و القراء و المتابعين. و إن شاء المولى لنا لقاء.
| |
|
|
|
|
|
|
|