|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء (6)
خرج العاشقان العدوان من المطعم واقترح عوض على علوية أن يركبوا تاكسي لكن هي فضلت المشي حتى يكملوا ما بدا من حوار بينهما وخاصة انهم قريبين من السوق .. قال لها هو فعلا متشوق ليعرف قصتها ومن تكون كما قالت هي من قبل.. وبدات علوية الحديث . قالت :نحن اصلا من الضهاري (اطراف السودان) وعندما حدثت موجات الجفاف والمجاعات هاجرنا الى الوسط لنحتمي بالنيل مثل باقي اهلنا في السودان . وبما انه اهلنا عملهم كان يعتمد على الزراعة المطرية الموسمية والرعي وما كنا نشتري شئ من اكلنا ومن السوق إلا الملابس والعلاج لانه كل مصادر اكلنا من انتاجنا .. وعندما هاجرنا بعد المجاعات فقدنا كل شئ .. وجئنا في السكن العشوائي في اطراف المدينة بنينا اكواخا مثل الناس الموجودين وسكنا فيها .. ابوي نتيجة للصدمة اصبح مدمن خمر كل يوم يخرج من الصباح يشتغل قليلا في الحفر والنظافة وما يجمعه يغشى الخمارات ويسكر ويعود محولا البيت اقصد الكوخ لجحيم .. وهو اصلا ما كان ينقصه جحيم ... ,يضربنا انا وامي واخوتي الصغار لاتفه سبب ..و اخيرا تعرض لحادث سيارة وتوفى .. امي في الاول امتهنت بيع الكسرة ( الخبز الشعبي ) ولكن في السوق صاحبت مجموعة من النساء الشريرات واللاتي يتخذن من بيع الكسرة ساترا لترويج وبيع الخمور البلدية .. أغرينها .. حتى تعلمت امي منهن الصنعة بل اصبحت اشهر وتحول بيتنا على علاته لخمارة .. واصبح البيت يرتاده السكارى من كل صوب .. انا تمردت على الوضع واحتجيت على امي في انه نحن اللقمة الشريفة من بيع الكسرة حرمتنا منها وحولت حياتنا لجحيم بزبائنها .. نحن كان عندنا سكران واحد كرهنا العيشة اما الآن فكل يوم نقابل اشكال جديدة .. امي لم تسمع كلامي واصرت على المواصلة وخاصة بعد ما رأت الأموال بدات تتدفق عليها . واشترت قطعة الارض وشرعت في بنائها .. انا في تلك الفترة كنت منتظمة في دراستي .. بل المدرسة كانت بالنسبة لي هي المفر والملاذ الآمن الذي أهرب له في كل صباح لأعود في المساء اعاني من جديد ..ولان المذاكرة والقراءه كانت مهرب بالنسبة لي تفوقت في الدراسة .. والتفوق نفسه كان ساترا لواقعنا القبيح والمرير امام معلماتي على الأقل .. لان بنات الأسر كنا يتحاشين التحدث معي ويبدو ذلك بتحذير من اهلهن بان يبتعدوا عن بنت صانعة الخمور .. انا كنت أحمل هذه المرارة واحاول تعويضها بالتفوق ولكن تفوقي لم يشفع لي ولم يصنع لي ولو صديقة واحدة احكي لها همومي ... كل البنات كنا يرين انهن اشرف مني وأرفع مكانا .. لذلك انا رايت انه كتب المدرسة ما عادت تكفيني لذلك أخذت الاموال من أمي ووجدت طريق آخر للمكتبات وكنت ادفن باقي اليوم في كتب المكتبة .. وقرأت كميات كبيرة من الكتب رويات أدب المهم أي كتاب أستطيع اشتريه كنت أقراه من الغلاف للغلاف .. امي ما كانت تعترض على قراءتي وكانت تعتقد ان كل شئ اقرأه هو مقرر مدرسي وكانت تظن وتؤمن ان القراءه هي مخرجي الوحيد من هذا الوحل والمستنقع الآثن ... امي لم تكن ترقمني على مساعدتها في عملها .. بعض الرجال كانوا يعاملوني كبنتهم والبعض الآخر كانوا ذئابا .. وطالما انا موجودة في بيت صاحبة الخمارة اذا لابد ان اكون جزء من وجبتهم المدفوعة الثمن .. بعضهم حاولوا يتغزلوا بي .. وكنت أزجرهم بل بعضهم اضربهم اذا تجرا ومد يده نحوي . الا ان كان يوم وهو اليوم الذي فقدت فيه عيني .... وأمي وتبدد الحلم كله في تلك اللحظة : وصل العاشقان قرب سوق الخضر و وجدوا الجميع في إنتظارهم .. ورغما ان حديث العوراء كان مشوقا الا انه عوض لم يجد فرصة لسماع الباقي .. لأنهم اصبحوا امام سوق الخضر والجميع في انتظارهم .. تفاجأ الجميع بالحميمية التي ظهرت للعدوين .. دخل عوض وعلوية مترافقين ومتقاربين على اهل سوق الخضار والجميع في اندهاش ونطق عم خضر قائلا .. وين كنتو شفقنا عليكم وانا رجعت المركز وقلت الضابط يمكن حبسكم ... نظر عوض الى علوية وأبتسم الاثنان لبعض واتجهوا صوب بضاعة علوية والتي بدات تجمع في اغراضها وعوض الداقس وتحت دهشة الجميع ايضا جلس معها يساعدها .. وعلوية اعتذرت لحفصة عن التلفيات التي احدثتها لها في ممتلكاتها جراء المعركة التي دارت في الصباح .. و وعدت بتعويضها .. حفصة لم تملك كلاما وكانت مندهشة وفاغرة فاها اول مرة تسمع اعتذارا من العوراء .. لا احد كان يظن بان داخلها يوجد انسان عادي يحن ويرق ويشفق ويندم .. كل الذي يعرفونه عنها تلك الصورة المتوحشة والشرسة .. وحفصة كانت تظن ان خسارة الكبابي فقط من هذه المعركة يعد سلامة من علوية والجميع يعمل بالشعار السوداني الذي يقول ( الجاتك في مالك سامحتك ).... يتبع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حرب الملجة | درديري كباشي | 04-20-16, 09:14 AM |
Re: حرب الملجة | ادريس خليفة علم الهدي | 04-20-16, 09:24 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-20-16, 09:29 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-20-16, 09:46 AM |
Re: حرب الملجة | ismeil abbas | 04-20-16, 03:28 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-20-16, 04:50 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-20-16, 04:57 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-21-16, 08:15 AM |
Re: حرب الملجة | محمد البشرى الخضر | 04-21-16, 08:24 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-21-16, 08:35 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-21-16, 09:23 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-21-16, 02:19 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-21-16, 03:57 PM |
Re: حرب الملجة | محمد البشرى الخضر | 04-21-16, 04:30 PM |
Re: حرب الملجة | حامد عبدالله | 04-21-16, 05:26 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-23-16, 06:06 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-23-16, 06:01 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-23-16, 07:08 AM |
Re: حرب الملجة | عمر دهب | 04-23-16, 07:26 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-23-16, 09:06 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-23-16, 10:22 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-23-16, 05:04 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-24-16, 05:55 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-25-16, 06:15 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-25-16, 02:47 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-25-16, 04:20 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-26-16, 03:32 PM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-27-16, 05:52 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-27-16, 06:18 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-27-16, 09:56 AM |
Re: حرب الملجة | ادريس خليفة علم الهدي | 04-27-16, 10:26 AM |
Re: حرب الملجة | درديري كباشي | 04-27-16, 03:41 PM |
|
|
|