وهيكل قبل ذلك، همس في اذن ناصر وعامر باستحالة تورط القاعدة العسكرية الإنجليزية في مصر وتدخلها لإجهاض تحركات الضباط الأحرار في سعيهم للإنقلات على الملك والسيطرة على الحكم في مصر في يوليو 1952م. وصدقت نبؤته وقرأته الحصيفة للأجواء التي كبلت أيدي البريطانيين ومنعتهم من إجهاض انقلاب ناصر وعامر.
لكن لهيكل شطحاته وكبواته المثيرة، خصوصاً حكاية اختراعه لسيناريو (حبة المانجو) التي امتصها السيد (الهادي المهدي) فأمتصت روحه وأودت بحياته. تلك الحكاية التي كانت أقرب إلى الهزل والتخريف الذي يثير الضحك
علماً أنه وعندما جرت أحداث الجزيرة أبا في مارس 1970 كان ناصر ما يزال حاكماً لمصر، هيكل حاول تبرئة عبدالناصر وإنكار المعلومات بشأن مشاركة حسني مبارك أو تورط الطيارين المصريين في قصف الجزيرة أبا.. هيكل حاول أن يوحي بأن الهادي المهدي قُتل بفعل تلك الفعلة الخسيسة والفكرة الخبيثة بالقتل بالمانجو التي نفذها حُسنى مبارك، وبما يبرئ أيدي عبدالناصر وبقية طياريه من قصف السودانيين.
ولم يكترث هيكل وهو يروى حدوته أن هناك شهوداً على واقعة مقتل الهادي المهدي بالرصاص، وأن هناك من رأى الدماء تنزف من جسد الهادي المهدي حتى لفظ آخر أنفاسه، وأن بعض الشهود ما يزالون على قيد الحياة حتى الآن بما فيهم نجله (نصر الدين الهادي المهدي).
...
..
.