|
بنطلون البشير" القصير"..مقال لعثمان شيبون
|
06:32 AM Nov, 12 2015 سودانيز اون لاين هشام المجمر-QaTar, Doha مكتبتى رابط مختصر
Quote: * ربما هي للعابر المهموم منّا لا تلفت الانتباه.. فبعض الصور مهما صغرت ستكون كبيرة لو حكمّنا حولها إضاءة ذهنية تحيط بكل جوانبها..! * أرسم للقارئ مشهداً معتاداً؛ ولا يعتبر صارخاً ــ بعد انكفاء البلاد على ضلوعها في عهد هذا الرجل (المغضوب!) عمر البشير الذي حق لنا الاحتفاظ بجثته محنطة للأجيال؛ كرمز تاريخي للحِطّة..! * هي صورة واحدة في الخرطوم، من تحت "نيمة" في الشارع العام، فقد أرادت أقدار (المشي) أن أجلس في ظلها بمجاورة مسجد قريب من المكان الذي ما يزال يسمى (القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة)... شعب من؟؟!! يدنو المسجد من اللافتات (الكاكية) حيث يعج الحيز (بالدقون) أي القوات التابعة لتنظيم البشير.. والدقون تمنح أولئك معنوياتهم؛ فهم (الرساليون!) حسب التعبير الأجوف المتداول..! * الوقت كان ظهراً... كنت في سري انتظر مشهداً واحداً لعسكري أو ضابط أو ضابط صف (غير مزيف!!) يخرج من ذاك المسجد بهيئة سوية.. (أي من غير البنطلون القصير الحقير والدقن المكثفة)..! ولم يخب ظني، إذ مر أحدهم (من ذوي الرتب الدنيا) يرتدي بنطلوناً (جرجار) في حدود أصابع القدم؛ فشعرت ببعض الإرتياح "غير المبرر"، فالجميبع خادمون في بلاط الدكتاتور..! لكن توق النفس إلى إندحار هذا الجيش السلفي (الشكلي) بميوله المستوردة وشحناته النفسية الغريبة يجعل من صورة (اللا دقن واللا بنطلون قصير) شيئاً تتمناه الأعماق..! * سلفيون بلا اقتداء لسالف.. لكنها (موضة الأسلفة!) التي تحولت إلى سفالة؛ أي أن يكون التدين لدى هؤلاء مجرد ملمح كاريكاتيري..! فالرائي للمشهد الكاكي ــ إذا أحسَّ ــ تتداعى إلى ذهنه ريشة الفنان (عمر دفع الله)!! أحدهم يمشط (دقنه) وهو خارج من المسجد، وآخر يرفع رأسه وكأنه يبرز الدقن للملأ، مع علامة الصلاة التي لا نعلم بكم اشتراها؟! وثالث كأنه يريد لدقنه أن تحدث الناس "بتقواها"! ورابع وخامس... كلهم يمثل أخطر ما مُنيت به بلادنا من هزيمة تمثلها القوات (الملقطة) بتشديد القاف.. فقد تسيّد أصحاب الولاء المحدد، والذين لو دخل العدو الى بيوتهم لآووه طالما أنه (مسلم!!) أو صاحبٍ بمصلحة؛ شرط أن يكون الولاء لغير الوطن..!! فكيف الحال مع قطّاع الطرق من تلك القوات الكارثية التي تسمى الدعم السريع..؟! القوات التي حين لا تجد قوتها من مول المشير اللص؛ تنشر الرعب في الأرض.. (إذا جاعت سرقت.. وإذا شبعت فسقت)..! * ها نحن بين (مزلقانين) من الفوضى: الجنجويد والسلفيين (الدُّمُك) وكليهما حالة من الجهل والظلام..! ــ أين ذهب المحاربون القدامى؟؟ أين تبخر أصحاب الولاء للوطن من المعاشيين وضحايا الصالح العام؟! أتراهم يشاركوننا الشكوى والأسف ــ فقط ــ كلما فجعتنا (البناطلين القصيرة) في عاصمة البلاد وبقية المدن المنكوبة؟! كيف يتحول الأسف الحارق عندنا إلى طاقة لدحر هؤلاء الغرباء الذين يخدمون تنظيماً لم يدمر أعز من "قومية الجيش"؟ فلا مشاريع ولا سكة حديد ولا طيران ولا محالج لا نقل نهر ولا ميكانيكي يضاهي إندحار (القوات السودانية) تحت سنابك (البغال والحمير) وقد عزّت الخيل..!! فالكينونة ذات الجلباب القصير دكت بناء (الوطنية) بمعاول الشواذ..! وما لم تتخلص البلاد من (أذناب الماعز) التي على الوجوه، يبقى أي جدل عن المشاريع المقبورة في عهد البشير مجرد اجترار لا يقدِّم ولا يحِل..! هؤلاء (الأذناب) هم صناع الكارثة الذين ترمّد السودان تحت أياديهم حتى لحظة احتراق أديبنا فضيلي جماع ــ شعراً ــ وهو يتناثر في سديم المأساة ما بين مجازر الجبال و(مجزرة العيلفون).. وبمفردات يتذوق مرارتها الصخر..! * لست ــ أنا ــ بمُذكِّر؛ إنما صاحب غرض؛ إذ لا أحد يريد تذكاراً أوضح من شواهد قبور الضحايا..! لست سوى محرِّض لنفسي قبل الآخرين للمقاومة، دون رهبة من رحمة الموت في بلاد (لا توصف!!): البلاد بلادي فلماذا إذن يولد الموت في كل أغنية في بلادي ولماذا قباب النبيين والشهداء مجللة بالسوادِ ولماذا تجوع المحاريث في مهرجان الحصادِ؟! (الفيتوري) * ربما صورة البنطال القزم لا تشغلنا ــ بإمعان ــ مع هذا اللهث المفروض علينا فرضاً من جماعة المشير الضال المُضِل.. لكنها ــ الصورة ــ حَرِيّة بوجع القلب، وحَرِية بالكف عن السفاسف من قبل المشغولين بـ(بناطلين النساء) بينما السلطة عاكفة على (مقاسات الكاكي!) حسب (تفصيلاتها) الخطيرة..! خروج: * دكتاتور السودان مرتزق باسم الحرب وباسم السلام وباسم أي فعل آخر محسوس أو مستتر.. هكذا ــ هو ــ مفرطاً في الأنانية وممتلئاً بجنون العظمة على وضاعته (هذا من المسلّمات).. وأي حديث عن حركة أو نشاط يتسيّده البشير يجب استبعاد المصلحة العامة منه بلا جدال، باعتبار أن مصلحة (الجماعة الحاكمة) مقدمة على ما سواها ولو كره الآخرون، وذلك لخصوصية وضع النظام الذي آثر سياسة تغيير الجلد بينما الباطن المنتن لا يتغير ولا تخف رائحته على البرية.. فقد أتيح للرئيس السوداني من الزمن ما هو متسع لحلول المشاكل المعمولة في عهده؛ والموروثة التي عمّقها ــ هذا الكائن ــ في الأغوار السحيقة؛ تبعاً لتركيبته النفسية المملوكة للشهوات..! فالبشير ــ قولاً واحداً ــ هو عبدٌ لأسياد - وما يريد إلاّ أن تسير البرية على نمطه الذي فطر عليه؛ أو اكتسب بعضه من (ماخور) زمانه ومكانه المحدد..! * ما يسمى الحوار الوطني؛ الذي يقف على بابه البشير والمقربين والتابعين والنفعيين؛ يعني تحريك آماد أي كارثة أو مصيبة في ذهنك الى الأمام..! ولن يترسخ في فؤاد العاقل أن الكائن عمر البشير وجماعته سيكونون رجال سِلم؛ إلاّ أن يفرض عليهم ذلك فرضاً بحد السيف.. والزمن دوّار..! إن الذين لا يتعلمون من لدغات الفئة المضلة ليست لديهم مبررات إزاء الهرولة (القبيحة) للجلوس مع دكتاتور مكانه ليس قاعات الإجتماعات؛ بل مكانه حيث تنتصب المشانق أو يُعبّأ بارود القصاص..! هؤلاء المهرولون وبعضهم رؤساء أحزاب بلا سند هم (سماسرة) باسم الوطن.. وفي مقدمتهم بعض المتاجرين تحت لافتة (الإسلام) وكل حيلتهم من الإسلام (جلباب ودقن)..! أعوذ بالله
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|