|
Re: الروس ينذرandquot; قطرandquot; بعدم التدخل في الح (Re: عرفات حسين)
|
ظهر الضعف الأمريكي واضحا في مواجهة القوى الصاعدة, كالصين والهند والبرازيل واليابان, وأصبح واضحا أن الخيارات العسكرية أو النووية باتت غير مجدية في حسم النزاع لصالح الامريكان, خصوصا في التعامل مع الأقطار التي لا تعرف التواطؤ, ولا الإذعان, ولا التخاذل, فوجدت ضالتها في فرض الهيمنة على مصادر الطاقة, باعتبارها الخيار الأفضل في تحقيق التفوق على الكبار, فامتلاك الطاقة هو الخيار الأمثل, والقسمة الدولية لا تحتمل المنافسة في قطاعات النفط والغاز, والبقاء لمن يحتكر مصادرها ومنابعها ومواردها, وهكذا تحركت روسيا في مضمار الغاز, الذي بات يشكل مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين, سواء من حيث البديل الأمثل, أو من حيث الطاقة النظيفة, الأمر الذي اضطرهم لتنفيذ مشاريع (السيل الجنوبي), و(السيل الشمالي)
وكان من المؤمل أن ينال (فلاديمير بوتين) وسام الاستحقاق, الذي سيؤهل روسيا لتسلق سلم السيطرة على الاقتصاد العالمي, بيد أن التدخل الأمريكي العاجل لتفعيل مشروع (نابوكو), والاتكال على تركيا وقطر في زعزعة الأمن والاستقرار في العواصم الواقعة على الخط (33) سيجعل مؤشرات التفوق تميل قليلا إلى الفريق الذي يفرض سيطرته الفعلية المطلقة على حوض الخليج العربي وسوريا والعراق ومصر والأردن والباكستان, في حين ترى روسيا أن الأسبقية ستكون لمن يفرض سيطرته على آسيا الوسطى وسوريا وإيران وتركمانستان, اما فرنسا التي عبَّرت عن رغبتها أكثر من مرة في خوض هذا التنافس, فقد اختارت اللعب في موقع الظهير الأيمن للبنتاغون, ونجحت في بسط نفوذها العسكري على حقول ليبيا في فجر الاوديسا, وقطعت شوطا دبلوماسيا كبيرا في استعادة مجدها القديم في لبنان, والملفت للانتباه ان ألمانيا الموحدة وقفت في صف الروس, واختارت اللعب مع شركة (غاز بروم) الروسية, ونظيرتها الجرمانية في مشاريع (السيل الجنوبي) و(السيل الشمالي), ونالت حصصا غير مسبوقة في أصول الغاز الروسي, والمثير للدهشة أن ألمانيا تبذل قصارى جهدها لإقناع الأقطار الأوربية بضرورة الوقوف مع المشاريع الروسية, وتوفير الدعم والإسناد لمشاريع السيول الشمالية والجنوبية, وترى أن الاتكال على مشروع (نابوكو) والاعتماد عليه في القرن الواحد والعشرين يعد نوعا من أنواع المغامرات السياسية الفاشلة, والمجازفات الاقتصادية المجنونة. .
لقد تسلحت ألمانيا بالحكمة والتعقل, وارتأت عدم التورط بالدخول في دوامات الحروب والقتل والمؤامرات التي امتطتها أمريكا حصانا جامحا تصول فوق ظهره كيفما تشاء في عواصم الشرق الأوسط, لتحمي مصالحها في مشروع (نابوكو)..
ويستمر الصراع على القناطر من المفيد أن نذكر ان موسكو ليست بالفريسة السهلة, ومن الصعب عزلها وتحييدها بناء على الرغبات الامريكية الجامحة, والدليل على ذلك: أنها سارعت لشراء غاز آسيا الوسطى وبحر قزوين, عبر مناقصات سرية, استهدفت قطع ارتباطها بقناطر (نابوكو), بل أن شركة (غاز بروم) الروسية وجدت لها أكثر من موطأ قدم في النمسا, التي يفترض أن تكون المحطة الدولية الأخيرة لنابوكو, والغريب بالأمر أن محطة (كاترينا) الروسية - النمساوية بدت للعيان وكأنها هي المعوّل عليها في تصريف الغاز الروسي والآسيوي, وشيدت لها أكثر من محطة لتوزيع الغاز في صربيا وبلجيكا, والانكى من ذلك أنها بصدد بناء محطات مستقبلية في بريطانيا وفرنسا, ما يجعل المتتبع لصراع الغاز في حيرة من أمره. فهل ستميل كفة التفوق لصالح الروس والآسيويين والهنود والألمان في مواجهة أمريكا وأنصارها من الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان, فنبشوا بخناجر الحقد القديم قبر نابوكوذ نازار (نابوخذ نصّر), وهو في مثواه البابلي الأخير, واشتركوا مع يهود الاشكناز والسفارديم والفالاشا في محاولة استعادة الأمجاد اليهودية المتعفنة. .
|
|
|
|
|
|