هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.امجد فريد(Amjed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2009, 01:54 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة

    أفول عهد النيو ليبرالية ام انهيار الرأسمالية ؟
    أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة

    بعد أن أكمل الكثيرون مراسم الاحتفال بالسقوط الوشيك للنظام الرأسمالي اثر الترنح العنيف الذي أصاب الأسواق العالمية منذ منتصف العام الماضي، و أفاض البعض في تخيل الصعود الهائل الذي ستلقاه حركة اليسار العالمي جراء ذلك، ذهبت السكرة و جاءت الفكرة: فلا الولايات المتحدة الأمريكية انهارت و تفرقت ولاياتها بين أيدي سبأ كجمهوريات طيب الذكر الاتحاد السوفيتي العظيم، و دخل دول الشمال الأوربي إلي عصر جليدي قاسي محا عن أراضيها مظاهر التطور الحضاري الذي أنتجته سنين التراكم الرأسمالي الطويلة على أرضها.
    و بطبيعة الأمر فانه لا مناص من مشاهدة الأزمة النوعية التي تمر بها المنظومة الاقتصادية الرأسمالية في يومنا هذا. فقد أدت سيطرة منطق السوق الحر و إعلاء قيم الربح السريع بعيداً عن تدخل الدولة أو وجود أي جهاز رقابي تحت شعارات مثل : دعه يعمل دعه يمر، و "الاقتصاد ينظم نفسه بنفسه عبر آليات السوق"... الخ إلي هذه الانتكاسة العنيفة التي شهدتها مسارح الاقتصاد النيوليبرالي حول العالم و أصاب طرف سوطها حتى اقتصادنا الوطني في مداراته التابعة. فلم يعد بمقدورها ادعاء تقديم الحلول الناجعة أو مواصلة التسويق الفج لأسواق العولمة، لكن قد يكون بإمكانها مواصلة الحفاظ على وجودها و لو في شكله الجوهري على الأقل. فسياسات الإصلاح التي لجأت إليها الدول الرأسمالية يبدو أنها تجدي. فبرغم من أن ملايين الناس حول العالم فقدوا مدخراتهم ( ومن بينهم أصحاب معاشات) و وظائفهم و استثماراتهم الصغيرة حتى كان تعليق جريدة "كريستيان ساينس مونيتور" في خضم أيام الأزمة: "إن من بلغ سن الخمسين أو أكثر لن يستطيع تعويض خسائره، أما من هم في سن الأربعين أو اقل فربما يكون أمامهم فرصة لبداية جديدة"، إلا أن الحكومات في الغرب نجحت في تجاوز انعكاسات الأزمة السياسية بالحفاظ على سلطتها السياسية و المحافظة على رؤوس الأموال في حوزة اللاعبين الكبار في السوق. بالطبع فان حديث ألان غرينسبان المحافظ السابق للمصرف المركزي الأمريكي بوصف ما حدث بأنه "تسونامي ائتماني لا يحدث إلا مرة في القرن" هو حديث مكشوف الوجهة يهدف إلي توصيف ما حدث , كأنه كارثة طبيعية أتت دون فعل البشر و فوق طاقاتهم. إلا أن الشاهد ان الإجراءات الحكومية في غرف العناية الاقتصادية المركزة و عمليات توسيع الشرايين المالية و ضخ النقد في البنوك و شركات الائتمان المتهاوية قد نجحت في الحفاظ على التوازن المالي للاسواق و لو جاء ذلك على حساب المواطنين. فألمانيا على سبيل المثال و التي رفضت لسنوات طوال مجرد زيادة معونة البطالة ثلاثين يوروا إضافية لمواجهة أثار التضخم، قررت خلال 48 ساعة من بدء الأزمة السابقة تقديم 500 مليار يورو لدعم قطاع المال و البورصة و فرنسا و أمريكا و المملكة المتحدة لجأت إلي إجراءات تأميم جزئي للمؤسسات الاقتصادية الضخمة كمرحلة مؤقتة يتواصل بعدها حصد الأرباح.
    فما الذي يحدث إذن، من الواضح أن هناك فشلاً ما في مكان ما يعكس خللاً معيناً في مذاهب التفكير السياسي الاقتصادي و الاجتماعي المسيطرة على مقاليد الأحداث في العالم اليوم. و مذاهب التفكير السياسي الاقتصادي و الاجتماعي هذه يكون اختبارها الحقيقي على ارض الواقع و عند التجربة فعدا ذلك تكون مجرد اجتهادات نظرية مجردة لسبيل لاستقراء فعاليتها و لا توازنها. و قد وضح ماركس و من تلاه من مفكري الاشتراكية منذ أمد بعيد مظاهر عدم الاتزان البين في نظام التطور الرأسمالي في زمن كانت معالم الأزمات الحقيقية لا تزال غائبة. و المتابع لحركة التاريخ يلاحظ ان هذه العقلية النقدية لتشريح النظم الاقتصادية السائدة غالباً ما تظهر عند احتداد الأزمات فحسب و هذا من بعض عبقرية ماركس و صحبه.
    لكن و لأن للرأسمالية تفكر ايضاً و تبتدع من اشكال التحول المرحلي ما يتيح لها البقاء على سدة السيطرة فهي تنظر في صحائفها و تبحث عن حل. و هذه الحلول و ان ارتدت بعض لبوس الاصلاح الاشتراكي فليس الغرض منها على الاطلاق بناء حلم الرأسمالية الاشتراكية أو بناء الاشتراكية على الاطلاق، انما هي وسائل موقتة في طريق البحث عن الاستمرارية. فالازمة التي عصفت بالاقتصاد اليوم ليست ازمة الرأسمالية جمعاء لكن أزمة محطة تطورها النيوليبرالي.
    مرحلة النيوليبرالية التي أنبتت في العهد الرأسمالي الاني على ثلاث مرتكزات اساسية صور لنا بها مفكروها انها النمط الاقتصادي الأخير الخالد ابد الدهر بتفاعل هذه المرتكزات الثلاثة: تحرير السوق و رفض كل القيود على المعاملات المالية و الغاء اجراءات المنهج الكنزي التي ساهمت في حل ازمة 1929، فك ارتباط العملة بالسلعة (و المثال الابرز كان في قرار نيكسون في أغسطس 1971 بالغاء ارتباط الدولار بالذهب و هذا التاريخ الذي يؤرخ له بالبداية الفعلية لمرحلة النيوليبرالية في الاقتصاد العالمي)، فتح الباب امام حرية الفعل الاقتصادي من اجل الربح و تشجيع روح المغامرة الاقتصادية بديلاً للاعتماد على دراسات الجدوى التفصيلية لحسابات الربح و الخسارة ( و هناك مثال واضح في هوجة المشاريع الخيالية و الاختراعات الوهمية الممولة من البنوك التي سادت في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي) . و هذه الاسس الثلاثة بالرغم من أن دورة التاريخ اثبتت فشلها البين في تفاصيل ازمة 1929 التي لاحظ الاقتصاديون انها لم تمس تلك الدول التي يخضع فيها الاقتصاد و اسواق التبادل المالي بشكل أو بأخر لسيطرة الدولة و التي انطلق منها اللورد البريطاني جون كينز لتقديم الحل سنة 1936 في كتابه "النظرية العـامة" بتقديم نقده في ناحيتين: أن مشكلة البطالة ظلت ملازمة لتطور النظام الرأسمالي، و أن النقد مجرد وسيط في العملية الاقتصادية فيجب تقديم أهمية الواقع الاقتصادي على التبادل النقدي. فـ(الناس لا يتبادلون نقوداً بل يتبادلون بضائع ببضائع و ما النقد إلا واسطة في هذه العملية ) بحسب كينز. و يواصل ايضاً فيعيب على الليبرالية المطلقة هذه النظرة الفردانية الي المجتمع، فهي لا تبصر فيه غير مجموعة من الافراد ينبغي ان تتاح لهم حرية مطلقة في الفعل و ستنتظم علاقات الإنتاج و قوانين المجتمع بينهم تلقائياً نتيجة لهذا التفاعل. و من هنا انطلقت النظرية الكينزية محاولة انقاذ السوق من فوضى الحرية المطلقة فنادت بضرورةاخضاع السوق لمنطق الدولة. و هذه هي السياسة التي التجأت اليها الدول المتأثرة في ذاك الحين لمواجهة ازمتها: فكانت سياسة النيو ديل في الولايات المتحدة الامريكية و فكرة تحديد القوة الشرائية لحكومة ليون في فرنسا في ثلاثينيات القرن الماضي.
    لكن ازمة اقتران التضخم بالبطالة التي عصفت بالعالمين في السبعينات (و هو اقتران عجائبي نادر الحدوث حسب منظري الاقتصاد) هو الذي أدى الي التخلي عن الاجراءات الكينزية تلك و البحث عن سبيل جديد لبقاء الرأسمالية. فقد كان ارتفاع نفقات الدولة المقدمة الي الطبقات الدنيا و المتوسطة مع الارتفاع الهائل لاسعارالنفط هو الحمل الثقيل الذي اثقل كاهل الرأسمالية و كان الحل في التخلي عن الاجراءات الكينزية هذه و اطلاق يد الفعل الاقتصادي ليفعل ما يشاء في السوق. و انتهز هذا الفرصة لينطلق في الاستثمار في كل شيء و يستغل كل حوجة.
    و قد تجاوزت النظرة النيوليبرالية بعد حينها مجال الاقتصاد، فسعت للتأثير على كل شيء بعد تبني المنظمات الاقتصادية العالمية لها مثل صندوق النقد الدولي، فسعت لاعادة ترسيم أو تخطيط سياسات الدول النامية على اساسها و من هناك اتت الروشتة الجاهزة التي ظلت تقدمها – و المثال القريب في توصيات تقرير صندوق النقد الدولي الاخير المقدم للسودان في يوليو 2009 - اعادة هيكلة النظام الاقتصادي، زيادة الضرائب على المواطن مما يعرف باسم دلع بالاصلاح الضريبي، و استحداث مصادر ضريبية جديدة، الغاء القيود المفروضة على النقد الاجنبي، فتح الاسواق، ازلة الحواجز الجمركية، الغاء برامج الدعم و الاعانات الحكومية( وكأنها موجودة بالاصل عندنا) ... الخ. لكن لا ننكر أن للتقرير فوائده فهو على الاقل في المثال السوداني اشار الي الازمة المستفحلة لبعض البنوك و اوصى بضرورة اعادة هيكلتها و ربما اشار من طرف خفي لضرورة معالجة مشكلة الفساد و التمييز الضريبي. المهم بالعودة الي موضوعنا الاصلي، فان اغلب هذه الاجراءات سيودي بصورة مباشرة الي ارتفاع مباغت في الاسعار و خصوصاً في اسعار المواد الاساسية و بالتالي زيادة العبء على المواطن البسيط و ان كان يحل مشكلة الدولة أو يزيل عن رأسها صداع التفكير في حل مشاكل الاقتصاد.
    لكن اليوم تعجز النيوليبرالية عن تقديم هذه الحلول بذات الثقة العمياء فالنظرة اليها اصبحت نظرة شك و ريبة بعد الكارثة التي تسببت فيها في اروقة الاقتصاد الغربي. فالناظر الي اقتصاد امريكا مهد النيوليبرالية الأول يجد العجز القومي للميزانية يتزايد من عام 1980 حين قدر ب( 100 مليار دولار) الي أن يصل في العام المالي 2008 الي ( 455 مليار دولار) و يتوقع المراقبون أن يصل الي (700 مليار دولار) في نهاية عام 2009 بينما تجاهلت تقديم أي تقدير أو توقع للعجز خصوصاً مع تقديم اعتمادات هائلة لدعم القطاع المصرفي في هذه السنة. و في نفس الحين تبلغ المديونية الخارجية لامريكا في 1998 مبلغ 2 تريليون دولار مما يضعها في قائمة اكبر الدول المدينة في العالم. وفي ذات الحين يحتاج النظام الصحي الأمريكي على سبيل المثال لإصلاح عاجل يكلف تريليون دولار تعجز الدولة الامريكية عن توفيرها أو تتجاهل ذلك.
    ان كل ذلك يحدث و ربما اكثر منه و لا نراه لكن الرأسمالية تفكر ايضاً، و حين تفكر فإنها تفعل ذلك بذكاء لتتجاوز شبح ماركس الذي تخيلنا رؤيته. فهم يبصرون شبح ماركس الحقيقي لا شبح ماركس الذي رسمه لنا لينين و ستالين. فالتخلي عن سياسات النيوليبرالية سيكون الدواء المر الذي تتجرعه الرؤوس الرأسمالية للحفاظ على اعناقها من مقاصل الغوغاء. من اجل الحفاظ على المبدأ الاساسي لسلطتهم: بقدر حجم الثروة تكون القدرة السياسية. و سيتركون لناالاحتفال على الاطلال ان لم ننتبه مبكراً للخدعة.
                  

العنوان الكاتب Date
هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Amjed09-04-09, 01:54 PM
  Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة خضر حسين خليل09-04-09, 02:04 PM
    Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Elsiddig A. Ahmed09-04-09, 03:56 PM
  Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Amjed09-04-09, 02:11 PM
    Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Amjed09-04-09, 02:15 PM
    Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة خضر حسين خليل09-04-09, 02:15 PM
      Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة عبداللطيف حسن علي09-04-09, 02:37 PM
        Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Manal Mohamed Ali09-04-09, 04:23 PM
          Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Amjed09-04-09, 11:35 PM
            Re: هل نشهد فجر جديد لعصر قديم ؟! أسئلة ما بعد خفوت ضجة الأزمة Amjed09-05-09, 05:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de